[وفيه يصف أصحابه بصفين حين طال منعهم له من قتال أهل الشام:]
فَتَدَاكُّوا (1) عَلَيَّ تَدَاكَّ الاْبِلِ الْهِيمِ (2) يَوْمَ وِرْدِهَا (3) قَدْ أَرْسَلَهَا رَاعِيهَا، وَخُلِعَتْ مَثَانِيهَا (4) حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ قَاتِليَّ، أَوْ بَعْضُهُمْ قَاتِلُ بَعْضٍ لَدَيَّ، وَقَدْ قلَّبْتُ هذَا الاْمْرَ بَطْنَهُ وَظَهْرَهُ حَتَّى مَنَعَنِي النَّوْمَ، فَمَا وَجَدْتُنِي يَسَعْني إِلاَّ قِتَالُهُمْ أَوِ الْجُحُودُ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله ، فَكَانَتْ مُعَالَجَةُ الْقِتَالِ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ مُعَالَجَةِ الْعِقَابِ، وَمَوْتَاتُ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ مَوْتَاتِ الاْخِرَةِ.
-------
1. تَدَاكّوا: تزاحموا عليه ليبايعوه رغبةً فيه.
2 . الهيِم: العِطاش من الاِبل.
3 . يوم وِرْدِها: يوم شربها الماء.
4 . المثَاني ـ جمع المثناة بفتح الميم وكسرها ـ : حبل من صوف أوشعر يُعْقَلُ به البعير.