السؤال:
كيف أثبتم أو صَدَّقتم النواب الأربعة وأنهم ليسوا بكاذبين ، مع أن رواية الأحاد لا تفيد إلا الظن العلمي ؟
الجواب:
أولاً :
إن كون خبر الواحد لا يفيد إلا الظن فهذا مما اتفق عليه جميع العلماء من الفريقين .
فقال الغزالي في كتابه المستصفى ۱ / ۱۴۵ / ط ۱ : ( خبر الواحد لا يفيد العلم وهو معلوم بالضرورة ) .
بل هذا الامر من الواضحات التي لا يشك أحد فيها ، ولذا جعلوا الفارق بين خبر الواحد والخبر المتواتر هو : أن الأول لا يفيد العلم ، والثاني يفيده .
إذاً فكون خبر الواحد لا يفيد العلم ليس من مختصَّات الإمامية .
وبناءً على ذلك يمكن أن نردَّ عليهم ونقول : كيف إذاً صَدَّقتهم الرواة من الصحابة والتابعين ؟
وكيف أثبتُّم الحوادث الكثيرة التي لا مَدرك لها إلا أخبار الآحاد ؟ ، وإلخ .. .
ثانياً :
إن خبر الواحد المفيد للظن عادة إنما لا يكون حُجَّة ، ولا يصح الاستدلال به إذا لم يدل دليل قطعي على حجيته .
وقد ذكر علماء الفريقين أدلة قطعية تدل على أنه حُجَّة ، واستدلوا على ذلك بالقرآن الكريم ، والسُّنَّة القطعية ، والإجماع ، والعقل .
إذاً خبر الواحد وإن كان لا يفيد إلا الظن ، إلا أنه بشروط معينة يكون حُجَّة ومستنداً .
ولولا ذلك لما صح الاستدلال بروايات البخاري ومسلم وغيرهما ، فإن معظم رواياتهما من أخبار الآحاد .
ثالثاً :
إن مسألة النواب الأربعة ، وصدقهم ، ونيابتهم عن الإمام ( عليه السلام ) ، فذلك مما ثبت بالأدلة القطعية ، وغير داخلة في أخبار الآحاد .