مناظرة رسول الله(ص) مع يهودي
  • عنوان المقال: مناظرة رسول الله(ص) مع يهودي
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 4:39:51 2-10-1403

قال الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(عليهما السلام)(1): (جاء نفر من اليهود إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا محمد ، أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، وأنك الذي يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران ( عليه السلام ) ؟ فسكت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ساعة ، ثم قال : نعم ، أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين .

قالوا : إلى من ، إلى العرب ، أم إلى العجم ، أم إلينا ؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية ( قل ) يا محمد ( يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) (2) .

قال اليهودي الذي كان أعلمهم : يا محمد ، إني أسألك عن عشر كلمات أعطى الله عز وجل موسى بن عمران في البقعة المباركة حيث ناجاه ، لا يعلمها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : سلني . قال : أخبرني – يا محمد – عن الكلمات التي اختارهن الله لإبراهيم حيث بنى البيت . قال : النبي ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .

قال اليهودي : فبأي شئ بنى هذه الكعبة مربعة ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : بالكلمات الأربع .

قال : لأي شئ سميت الكعبة ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لأنها وسط الدنيا .

قال اليهودي : أخبرني عن تفسير : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : علم الله عز وجل أن بني آدم يكذبون على الله ، فقال : سبحان الله ، تبريا مما يقولون ، وأما قوله : الحمد لله ، فإنه علم أن العباد لا يؤدون شكر نعمته ، فحمد نفسه قبل أن يحمدوه ، وهو أول الكلام ، لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بنعمته ، وقوله : لا إله إلا الله ، يعني وحدانيته ، لا يقبل الله الأعمال إلا بها ، وهي كلمة التقوى ، ويثقل الله بها الموازين يوم القيامة ، وأما قوله : والله أكبر ، فهي كلمة أعلى الكلمات وأحبها إلى الله عز وجل ، يعني أنه ليس شئ أكبر مني ، لا تفتتح الصلوات

إلا بها لكرامتها على الله وهو الاسم الأكرم .

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء قائلها ؟

قال ( صلى الله عليه وآله ) : إذا قال العبد : سبحان الله ، سبح معه ما دون العرش فيعطى قائلها عشر أمثالها ، وإذا قال : الحمد لله ، أنعم الله عليه بنعيم الدنيا موصولا بنعيم الآخرة ، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها ، وينقطع الكلام الذي يقولونه في الدنيا ما خلا الحمد لله ، وذلك قوله عز وجل : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) (3) .

وأما قوله : لا إله إلا الله ، فالجنة جزاؤه ، وذلك قوله عز وجل : ( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان ) (4) يقول : هل جزاء لا إله إلا الله إلا الجنة .

فقال اليهودي : صدقت يا محمد ، قد أخبرت واحدة ، فتأذن لي أن أسألك الثانية . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : صلني عما شئت ، وجبرئيل عن يمين النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وميكائيل عن يساره يلقنانه ، فقال اليهودي : لأي شئ سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا ؟

فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أما محمد فإني محمود فإني في الأرض ، وأما أحمد فإني محمود في السماء ، وأما أبو القاسم فإن الله عز وجل يقسم يوم القيامة قسمة النار ، فمن كفر بي من الأولين والآخرين ففي النار ، ويقسم قسمة الجنة ، فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة ، وأما الداعي فإني ادعوا الناس إلى دين ربي ، وأما النذير فإني أنذر بالنار من عصاني ، وأما البشير فإني ابشر بالجنة من أطاعني .

قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن الله عز وجل ، لأي شئ وقت هذه الخمس صلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن الشمس إذا طلعت عند الزوال ، لها حلقة تدخل فيها ، فإذا دخلت فيها زالت الشمس ، فيسبح كل شئ دون العرش لوجه ربي ، وهي الساعة التي يصلي علي فيها ربي ، ففرض الله عز وجل علي وعلى أمتي فيها الصلاة ، وقال : ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) (5) وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة ، فما من مؤمن يوفق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما إلا حرم الله عز وجل جسده على النار .

وأما صلاة العصر ، فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة ، فأخرجه الله من الجنة ، فأمر الله ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة ، واختارها لامتي ، فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات .

وأما صلاة المغرب ، فهي الساعة التي تاب الله فيها على آدم ، وكان بين ما أكل من الشجرة ، وبين ما تاب الله عليه ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا ، وفي أيام الآخرة يوم كألف سنة ، من وقت صلاة العصر إلى العشاء ، فصلى آدم ثلاث ركعات : ركعة لخطيئته ، وركعة لخطيئة حواء ، وركعة لتوبته ، فافترض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات على أمتي ، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء ، فوعدني ربي أن يستجيب لمن دعاه فيها ، وهذه الصلاة التي أمرني بها ربي عز وجل ، فقال ( سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) (6) .

وأما صلاة العشاء الآخرة ، فإن للقبر ظلمة ، وليوم القيامة ظلمة ، أمرني الله وأمتي بهذه الصلاة في ذلك الوقت ، لتنور لهم القبور ، وليعطوا النور على الصراط ، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة إلا حرم الله جسدها على النار ، وهي الصلاة التي اختارها الله للمرسلين قبلي .

وأما صلاة الفجر ، فإن الشمس إذا طلعت تطلع على قرني الشيطان ، فأمرني الله عز وجل أن أصلي صلاة الفجر قبل طلوع الشمس ، وقبل أن يسجد لها الكافر ، فتسجد أمتي لله ، وسرعتها أحب إلى الله ، وهي الصلاة التي تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار .

قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني لأي شئ توضأ هذه الجوارح الأربع ، وهي أنظف المواضع في الجسد ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لما أن وسوس الشيطان إلى آدم ، ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ، ذهب ماء وجهه ، ثم قام ، وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة ، ثم تناول بيده ، ثم مسها فأكل منها ، فطار الحلي والحلل عن جسده ، ثم وضع يده على أم رأسه وبكى ، فلما تاب الله عز وجل عليه ، فرض الله عز وجل عليه وعلى ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع ، وأمره أن يغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة ، وأمره بغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه ، وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة ، ثم سن على أمتي المضمضة لتنقي القلب من الحرام ، والاستنشاق لتحرم عليهم رائحة النار ونتنها .

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء عاملها ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أول ما يمس الماء يتباعد عنه الشيطان ، فإذا تمضمض نور الله قلبه ولسانه بالحكمة ، فإذا استنشق آمنه الله من النار ورزقه رائحة الجنة ، فإذا غسل وجهه بيض الله وجهه يوم تبيض فيه وجوه وتسود وجوه ، وإذا غسل ساعديه حرم الله عليه أغلال النار ، وإذا مسح رأسه مسح الله عنه سيئاته ، وإذا مسح قدميه أجازه الله على الصراط يوم تزل فيه الاقدام .

قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن الخامسة ، لأي شئ أمر الله بالاغتسال من الجنابة ، ولم يمر من البول والغائط ؟

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن آدم لما آكل من الشجرة دب ذلك في عروقه وشعره وبشره ، فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كل عرق وشعرة ، فأوجب الله على ذريته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة ، والبول يخرج من فضلة الشراب الذي يشربه الانسان ، والغائط يخرج من فضلة الطعام الذي يأكله ، فعليهم منهما الوضوء.

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني ما جزاء من اغتسل من الحلال ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن المؤمن إذا جامع أهله بسط سبعون ألف ملك جناحه ، وتنزل الرحمة ، فإذا اغتسل بنى الله له بكل قطرة بيتا في الجنة ، وهو سر فيما بين الله وبين خلقه – يعني الاغتسال من الجنابة – .

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن السادسة ، عن خمسة أشياء مكتوبات في التوراة ، أمر الله بني إسرائيل أن يقتدوا بموسى فيها من بعده .

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فأنشدتك بالله إن أنا أخبرتك تقر لي ؟ قال اليهودي : نعم يا محمد .

قال : فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أول ما في التوراة مكتوب محمد رسول الله ، وهي بالعبرانية : طاب ، ثم تلا رسول الله هذه الآية ( يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) * (7) ، و * ( مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (8) ، وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والثالث والرابع سبطي الحسن والحسين ، وفي السطر الخامس أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين ، وفي التوراة اسم وصيي أليا ، واسم سبطي شبر وشبير ، وهما نورا فاطمة.

فقال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن فضلكم أهل البيت .

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لي فضل على النبيين ، فما من نبي إلا دعا على قومه بدعوة ، وأنا أخرت دعوتي لامتي لأشفع لهم يوم القيامة ، وأما فضل أهل بيتي وذريتي على غيرهم كفضل الماء على كل شئ ، وبه حياة كل شئ وحب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين ، وتلا رسول الله هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) (9) إلى آخر الآية .

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني بالسابع : ما فضل الرجال على النساء ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : كفضل السماء على الأرض ، وكفضل الماء على الأرض ، فبالماء تحيا الأرض ، وبالرجال تحيا النساء ، لولا الرجال ما خلق النساء ، لقول الله عز وجل : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض ) (10) .

قال اليهودي : لأي شئ كان هكذا ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : خلق الله عز وجل آدم من طين ، ومن فضلته وبقيته خلقت حواء ، وأول من أطاع النساء آدم فأنزله الله من الجنة ، وقد بين فضل الرجال على النساء في الدنيا ، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهن العبادة من القذارة ، والرجال لا يصيبهم شئ من الطمث !

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما ، وفرض على الأمم أكثر من ذلك ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ، ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش ، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض الله عز وجل على أمتي ذلك ، ثم تلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذه الآية ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات ) (11) .

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء من صامها ؟

فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله له سبع خصال : أولها : يذوب الحرام في جسده ، والثانية يقرب من رحمة الله ، والثالثة : يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم ، والرابعة : يهون الله عليه سكرات الموت ، والخامسة : أمان من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة : يعطيه الله براءة من النار ، والسابعة : يطعمه الله من ثمرات الجنة .

قال : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن التاسعة ، لأي شئ أمر الله بالوقوف بعرفات بعد العصر ؟

قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن العصر هي الساعة التي عصى فيها آدم ربه ، ففرض الله عز وجل على أمتي الوقوف والتضرع والدعاء في أحب المواضع إليه ، وتكفل لهم بالجنة ، والساعة التي ينصرف فيها الناس هي الساعة التي تلقى فيها آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم .

ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا ، إن لله بابا في السماء الدنيا يقال له : باب الرحمة ، وباب التوبة ، وباب الحاجات ، وباب التفضل ، وباب الاحسان ، وباب الجود ، وباب الكرم ، وباب العفو ، ولا يجتمع بعرفات أحد إلا استأهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال ، وإن لله عز وجل مائة ألف ملك ، مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك ، ولله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات ، فإذا انصرفوا أشهد الله ملائكته بعتق أهل عرفات من النار ، وأوجب الله عز وجل لهم

الجنة ، ونادى مناد : انصرفوا مغفورين ، فقد أرضيتموني ورضيت عنكم .

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فأخبرني عن العاشرة ، عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين ، وأعطى أمتك من بين الأمم .

فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أعطاني الله عز وجل فاتحة الكتاب ، والاذان ، والجماعة في المسجد ، ويوم الجمعة ، والاجهار في ثلاث صلوات ، والرخصة لامتي عند الأمراض والسفر ، والصلاة على الجنائز ، والشفاعة لأصحاب الكبائر من أمتي .

قال اليهودي : صدقت يا محمد ، فما جزاء من قرأ فاتحة الكتاب ؟

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من قرأ فاتحة الكتاب أعطاه الله بعدد كل آية أنزلت من السماء ، فيجزى بها ثوابها ، وأما الاذان فإنه يحشر المؤذنون من أمتي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وأما الجماعة فإن صفوف أمتي كصفوف الملائكة في السماء ، والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة ، كل ركعة أحب إلى الله عز وجل من عبادة أربعين سنة ، وأما يوم الجمعة فيجمع الله فيه الأولين والآخرين للحساب ، فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عز وجل عليه أهوال يوم القيامة ثم يأمر به إلى الجنة ، وأما الاجهار فإنه يتباعد لهب النار منه بقدر ما يبلغ صوته ، ويجوز على الصراط ، ويعطى السرور حتى يدخل الجنة ، وأما السادس فإن الله عز وجل يخفف أهوال يوم القيامة لامتي ، كما ذكر الله عز وجل في القرآن ، وما من مؤمن يصلي على الجنائز إلا أوجب الله له الجنة ، إلا أن يكون منافقا أو عاقا ، وأما شفاعتي فهي لأصحاب الكبائر ، ما خلا أهل الشرك والظلم !

قال : صدقت يا محمد وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك عبده ورسوله ، خاتم النبيين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين.

فلما أسلم وحسن إسلامه أخرج رقا أبيض ، فيه جميع ما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال : يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق نبيا ، ما استنسختها إلا من الألواح التي كتبها الله عز وجل لموسى بن عمران ( عليه السلام ) ، ولقد قرأت في التوراة فضلك حتى شككت فيها يا محمد ، ولقد كنت أمحو اسمك منذ أربعين سنة من التوراة ، كلما محوته وجدته مثبتا فيها ، ولقد قرأت في التوراة أن هذه المسائل لا يخرجها غيرك ، وأن في الساعة التي ترد عليك فيها هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك ، وميكائيل عن يسارك ، ووصيك بين يديك .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدقت ، هذا جبرئيل عن يميني ، وميكائيل عن يساري ، ووصيي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يدي ، فآمن اليهودي وحسن إسلامه).

وصلى الله على رسوله محمد وآله الطاهرين
________________________
(1) الأمالي للشيخ الصدوق: 254 م35 ح1.
(2) الأعراف 7: 158.
(3) يونس 10 : 10 .
(4) الرحمن 55 : 60 .
(5) الاسراء 17 : 78 .
(6) الروم 30 : 17 .
(7) الأعراف 7 : 157 .
(8) الصف 61 : 6 .
(9) المائدة 5 : 3 .
(10) النساء 4 : 34 .
(11) البقرة 2 : 183 ، 184 .