السيخية
  • عنوان المقال: السيخية
  • الکاتب: الشبكة الإسلامية
  • مصدر: الشبكة الإسلامية
  • تاريخ النشر: 0:32:58 2-9-1403

السيخية :

ظهرت السيخية متأخرة عن الديانات الهندية الكبرى التي ظهرت قبل ميلاد المسيح (عليه السلام)، حيث ظهر مذهب السيخ في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلادي، وذلك بعد أن أشرق فجر الإسلام على ربوع الهند، وقامت فيه ممالكه ودوله.

تعريف السيخية : ديانة وضعية أرضية جمعت عناصرها من الثقافة الهندوسية ومن الدين الإسلامي، وقد رام واضعها جمع المسلمين والهندوس على دين واحد، إلاّ أنّه فشل في ذلك، فظلت الديانتان على حالهما، وشكل هو وأتباعه ديناً جديداً تحت مسمى السيخية .

مؤسسها : يدعى (تاناك) ولد في الهند سنة 1469م . هندوسي المولد والديانة، إلاّ أنّ اختلاطه بالمسلمين ومجالسته للصوفية منهم قد أثر فيه، مع ما قد عرف عنه من نقده لبعض جوانب الهندوسية، فتولد عنده همُّ الجمع بين الديانيتين، فخرج على الناس بالدعوة إلى الدمج بين الديانتين تحت شعار ( لا هندوس لا مسلمون ) .

فنبذه المسلمون والهندوس على السواء ، وانحاز هو وأتباعه ليكوّنوا جماعة دينية مستقلة، كغيرها من الجماعات الدينية التي تعجّ بها الهند.

أنشأ لديانته الجديدة معبداً، وكان هو أوّل معبد لها في (كارتاربور) ، وينسب إليه كتاب ( كرو كرنتها صاحب ) وهو من الكتب المقدسة لدى السيخ .

توفي تاناك سنة 1539م، وقبل وفاته عين أحد طلابه خليفة له، وقد دفن في بلدة ديرة (باباناناك) بالبنجاب الهندية الآن .

 

الأفكار والعقائد :

تشتمل أفكار السيخ ومعتقداتهم على خليط غير متجانس من العقائد والأفكار التي أُخذت من الديانة الإسلامية والثقافة الهندوسية، فمن معتقدات السيخ :

1- القول بالتوحيد : وهذا أخذوه من المسلمين إلاّ أنّهم خلطوه بشرك الهندوس، فزعم رئيسهم - وفق ما ذُكر في كتابهم المقدس : ( إنّ برهماً خرج من سرة وشنو ) وكلاً من برهما وشنو من آلهة الهندوس، فبرهما هو الخالق عندهم وشنو أو فيشنو هو الإله الحافظ لأمر العالم، وبهذا الجمع الغريب يكون السيخ قد جمعوا بين لفظ التوحيد عند المسلمين، وحقيقة الشرك والتعدد عند الهندوس !!

2- القول بوحدة الوجود: وهذا القول لا شكّ أنهم أخذوه عن الهندوسية، فالإسلام يفصل فصلاً تاماً بين حقيقة الإله الخالق المعبود، وبين خلقه من الحيوان والجماد، وأمّا الهندوسية فتعتقد أنّ المخلوقات برزت من مادّة الإله ولذلك فغاية المنى عند الهندوسي أن يتحد بالإله، ولعلّ هذه النظرة الهندوسية هي التي أخذ السيخ منها القول بوحدة الوجود .

3- تحريم عبادة الأصنام وصناعتها: وهذا مأخوذ من المسلمين، أمّا الهندوس فتكاد تضيق بيوتهم ومعابدهم بها .

4- القول بتناسخ الأرواح: وهو من صلب عقيدة الهندوس، فالأرواح تنتقل من جسد إلى آخر دائماً وأبداً إلاّ أن تنجو فتتحد بالإله برهما - وفق اعتقاد الهندوس -، وقد أدخل السيخ تعديلاً على عقيدة التناسخ فأرجعوا الأمر إلى الله سبحانه، فقالوا : إنّ التناسخ ليس بحتم، بل قد ينجو الإنسان من التنقل أحياناً بمحض لطف الله سبحانه.

5- تحريم الرهبنة : حيث يوجبون على أتباع الطائفة السعي لطلب الرزق، وهذا بلا ريب مأخوذ من الإسلام الذي حرّم الرهبانية وأوجب على العبد اكتساب معيشته، على خلاف مذهب الهندوس الذي يرغب أتباعه في الرهبنة، وترك العمل والسلبية في الحياة.

6- الإيمان بأصل النبوة والرسالة : وأنّ الله يبعث إلى عباده رسلاً يهدونهم ويدلونهم إلى طريق الخير والصلاح، وهذا القدر يشبه معتقد المسلمين، أمّا الهندوس فيؤمنون بأنّ الله إذا أراد هداية خلقه نزل إليهم في صورة بشر لإنقاذهم، وقد تسرَّب القول بإلوهية المصلح إلى السيخ من قبل زعيمهم (أرجن داس) المتوفي سنة 1601م، والذي أعلن القول بإلوهية جميع المصلحين السابقين ابتداء (بنانك) مؤسس السيخية وانتهاء به، وجاء المصلحون من بعده فادّعوا لأنفسهم مثل ما ادعى لنفسه !!!

7- إباحة شرب الخمر وأكل لحم الخنزير:، وتحريم أكل لحوم الأبقار، وهذا من دين الهندوس .

8- الدعوة إلى الوحدة بين الهندوس والمسلمين: ورفع شعار (لا هندوس لا مسلمون ) يقول الزعيم السيخي كوبند سنغ : ( لا فرق بين مندر ) معبد الهندوس  ومسجد، وبين عبادة الهنادك وصلاة المسلمين )

9- المحافظة على التزام القواعد الخمس: وهي بمثابة الهدي الظاهر لهم وهي :

الأولى : ( الكيشو ) ومعناها إرسال شعر الرأس واللحية وعدم حلقهما.

الثانية : (لكانغا) وهو عبارة عن تضفير الشعر وتركه مجدولاً عوضاً عن مشطه .

الثالثة : ( الكانشا ) وتعني لبس سروال متسع يضيق عند الركبتين، وتحريم لباس (دهوتي)، وهو الرداء الذي يلبسه الهندوس، وطوله ستة أمتار، يلف حول الجسد من تحت السرة .

الرابعة : (الكارا) وهو سوار من حديد يلف حول المعصم، ويحرّم لبس جميع أنواع الحلي والجواهر .

الخامسة : (الكربال) وهو عبارة عن نوع من السيوف أو الخناجر يلبسه السيخي ليتحلى به، وليحمي السيخي نفسه من أعدائه .

 

الكتب المقدسة لدى السيخ :

ألف قادة السيخ ومعلمومهم كتباً قدّسها أتباعهم، واتخذوها مصدر هداية لهم، فمن تلك الكتب:

كتاب آدي غرانت ويشتمل على مجموعة من الأناشيد الدينية ألفها المعلمون الخمسة الأوائل وتبلغ قريبا من 6000 نشيد ديني.

كتاب ( كروكرنتها صاحب ) وينسب إلى مؤسس السيخية نانك.

كتاب (راحت ناما) ويحتوي على آداب وتقاليد ( الخالصدال) وهي طائفة من الشباب التزمت بنظام سلوكي قاس، حيث ينصرفون إلى العبادة والقتال من أجل الحقّ والعدل الذي يعتقدونه .

 

عبادة السيخ :

تتمحور عبادة الإله عند السيخ بترديد الأناشيد من كتبهم المقدسة التي سبق ذكرها.

كانت تلك لمحة موجزة عن الديانة السيخية، وهي توضح أنّها اختراع بشري، رام صاحبه الجمع بين ديانة سماوية هي الإسلام، وديانة وضعية أرضية وثنية هي الهندوسية، رغبه في الأولى سمو تعاليمها، وإحكام مبانيها، ورغبه في الثانية تقليد الآباء والأجداد، كما هو حال المشركين الذين وصفهم سبحانه بقوله : (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ) ( الزخرف : 23 ) ، ومحاولة خلط دين سماوي بفلسفة بشرية، هي أشدّ سذاجة من منطق المشركين هذا، فالأديان تتلقى من الوحي وتنزل من السماء، ولا تخترعها العقول وترسمها الأفكار .