الرد على الوهابية - زيارة القبور
  • عنوان المقال: الرد على الوهابية - زيارة القبور
  • الکاتب: آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 2:41:15 4-9-1403

وأمّا الأخبار الدالّة على زيارة القبور فنذكر عدّة منها، وإن كان لا حاجة إلى ذكرها لوضوح المسألة، حتّى أنّ الوهّابيّين ـ أيضاً ـ غير مانعين عن أصل الزيارة.

 * فروى البخاري عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه «خرج يوماً فصلّى على أهل أحد صلاته على الميّت، ثمّ انصرف إلى المنبر... » إلى آخره(1).

 * وروى فيه عن أنس، قال: «مرّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتّقي الله واصبري ...» إلى آخره(2) ولم ينهها عن زيارة القبر.

 * وروى الدارقطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما، من طريق موسى بن هلال العبدي، عن عبدالله العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»: من زار قبري وجبت له شفاعتي» (3) .

 * وعن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، مرفوعاً، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: «من جاءني زائراً ليس له حاجة إلاّ زيارتي، كان حقّاً عليً أن أكون له شفيعاً يوم القيامة»(4) .

 * وعن ليث ومجاهد، عن [ ابن ] عمر، مرفوعاً، قال صلّى الله عليه وسلّم: «من حجّ وزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي»(5) .

 * وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني كنت له شهيداً أو شفيعاً» (6).

 * وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من حجّ [ البيت ] ولم يزرني فقد جفاني »(7) .

 * وعن أبي هريرة، مرفوعاً، عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني بعد موتي فكأنّما زارني حيّاً» (8) .

 * وعن أنس، مرفوعاً، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، [ قال]: «من زارني ميّتاً كمن زارني حيّاً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة»(9).

 * وعن ابن عبّاس، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني»(10) .

 إلى غير ذلك من الأحاديث التي يجوز مجموعها حدّ المتواتر.

 * وفي «الموطّأ» أنّ ابن عمر كان يقف عند قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيسلّم عليه وعند أبي بكر وعمر(11) .

 * وسئل نافع: هل كان [ ابن ] عمر يسّلم على قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟

 فقال: رأيته مائة مرّة أو أكثر يسلّم على النبيّ وعلى أبي بكر(12).

 قال عياض: زيارة قبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنّة أجمع عليها المسلمون(13).

 * وروى بريدة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها»(14).

 * وعن بريدة، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا خرج إلى المقابر قال: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والسلمين». رواه مسلم(15).

 * وعن ابن عباس، أنّ النبي [ كان ] يخرج إلى البقيع آخر الليل فيقول: «السلام عليكم ...» الخبر.

 رواه مسلم(16).

 

وأما التبرّك بالقبور وتقبيلها والتمسّح بها:

فقد نقل عبدالله بن أحمد بن حنبل في كتاب «العلل والسؤالات» قال: سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول الله يتبرّك بمسّه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثوابِ الله، فقال: لا بأس به(17).

 ونقل عن مالك التبرّك بالقبر(18) .

 وروي عن يحيى بن سعيد ـ شيخ مالك ـ أنّه حينما أراد الخروج إلى العراق جاء إلى المنبر وتمسّح به(19) .

ونقل السبكي روايةً ليحيى بن الحسن، عن عمر بن خالد، عن أبي نباتة، عن كثير بن يزيد، عن المطّلب بن عبدالله، قال: أقبل مروان بن الحكم وإذا رجلٌ ملتزم القبر، فأخذ مروان برقبته وقال: ما تصنع؟!

 فقال: إنّي لم آتِ الحجر ولا اللبن، إنّما جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(20) .

 وذكر رواية أحمد، قال: وكان الرجل أبا أيّوب الأنصاري(21) .

 * ونقل هذه الرواية أحمد، وزاد فيها أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تبكوا على الدين إذا ولوه أهله، وابكوا عليه إذا وليه غير أهله(22).

 وذكر ابن حمّاد أنّ ابن عمر كان يضع يده اليمنى على القبره(23) .

 ولو رمنا ذكر جميع الأحاديث لخرجنا من حدّ الاختصار، وفيما ذكر كفاية، فضلاً عن سيرة المسلمين.

 وما عرفت من أنّ تلك الأمور خارجة عن حقيقة العبادة، فإذاً لا وجه للمنع عنها وإن لم يكن دليل عليها.

 هذا، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإَنّها مِن تَقْوى القُلُوب )(24) .

 

_______________________

الهوامش:

(1) صحيح البخاري 2/ 114، سنن أبي داود 3/ 216 ح 3223 إلى كلمة «انصرف».

(2) صحيح البخاري 9/ 81 باختلاف يسير في بعض الألفاظ، وفي 2/ 93 إلى كلمة «واصبري» باختلاف يسير في بعض الألفاظ أيضاً، وانظر: الأنوار في شمائل النبيّ المختار 1/ 200 ح 239 والمصادر الأخرى التي في هامشه.

(3) سنن الدار قطني 2/ 278 ح 194، شعب الإيمان 3/ 490 ح 4159، مجمع الزوائد 4/ 2، الصلات والبشر: 142، الدرّ المنشور 1/ 569، كنز العمال 15/ 651 ح 42583، الكنى والأسماء 2/ 64، الكامل 6/ 2350، والنظر: الغدير 5/ 93 ـ 96 ح 1 ومصادره.

(4) ورد الحديث باختلاف يسير في: المعجم. الكبير 12/ 291 ح 13149، مجمع الزاوئد 4/ 2، الصلات والبشر: 142، الدرّ المنصور 1/ 569، كنز العمّال 15/ 256 ح 34928، وانظر: الغدير 5/ 97 ـ 98 ح 2 ومصادره.

(5) سنن الدار قطني 2/ 278 ح 192، شعب الإيمان 3/ 489 ح 4154، السنن الكبرى 5/ 246، المعجم الكبير 12/ 406 ح 13497، الصلات والبشر: 143، الدرّ المنثور

(6) ورد الحديث باختلاف يسير في: شعب الإيمان 3/ 489 ذح 4153، كنز العمّال 5/ 135 ح 12371، كما ورد مضمونه في: السنن الكبرى 5/ 245، شعب الإيمان 3/ 488 ح 4152 و 489 ح 4157، الصلات والبشر: 143، الدّر المنثور 1/ 569، وانظر: الغدير 5/ 100 ـ 101 ح 5 ومصادره.

(7) الدر المنثور 1/ 569، الصلات والبشر: 143، كنز العمال 5/ 135 ح 12396، الكامل 7/ 2480، والنظر: الغدير 5/ 100 ح 4 ومصادره.

(8) ورد الحديث باختلاف في سنده وبعض الفاظه في: مجمع الزوائد 4/ 2، الصلات والبشر: 142 و 143، الدّر المنثور 1/ 569، كنز العمّال 5/ 135 ح 12372، المواهب اللدنّية 8/ 298و 299، وانظر: الغدير 5/ 101 ـ 102 ح 6 ومصادره، وقد روي فيها عن حاطب بن أبي بلتعة مرفوعاً، وص 105 ـ 106 ح 14 وفيه: عن ابن عمر مرفوعاً.

(9) الصلات والبشر: 143، كشف الخفاء 2/ 328 ـ 329ح 2489، وانظر: الغدير 5/ 104 ح 10 ومصادره.

(10) مختصر تاريخ دمشق 2/ 407، وفاء الوفا 4/ 1346 ـ 1347 ح 14 و 16، وانظر: الغدير 5/ 104 ـ 105 ح 12 ومصادره، وقد روي فيها عن أميرالمؤمنين الإمام عليّ عليه السلام مرفوعاً بدلأ من ابن عبّاس.

(11) المؤطّأ 1/ 166ح 68، شعب الإيمان 3/ 490 ح 4161، الدّر المنثور 1/ 570، وفاء الوفا 4/ 1358.

(12) حقيقة التوسّل والوسيلة: 111، وقال في الهامش: أخرجه الإمام عبدالله بن دينار عن ابن عمر.

(13) شرح الشفا 3/ 511، وفاء الوفا 4/ 1362.

(14) صحيح مسلم 2/ 672 ح 977، سنن النسائي 8/ 310 ـ 311 و ج 4/ 89، سنن الترمذي 3/ 370 ح 1054، سنن أبي داود 3/ 218 ح 3235، السنن الكبرى 4/ 77، المعجم الكبير 2/ 19 ح 1152 و 94 ح 1419، المصنّف 3/ 342.

(15) صحيح مسلم 2/ 671 ح 975، وسنن النسائي 4/ 94.

(16) صحيح مسلم 2/ 669 ح 974 عن عائشة، وسنن الترمذي 3/ 369 ح 1053 عن ابن عبّاس.

(17) العلل ومعرفة الرجال 2/ 492 ح 3243، وعنه في وفاء الوفا 4/ 1404، وانظر مؤدّاه أيضاً في ص 1403.

(18) انظر مؤدّاه في وفاه الوفا 4/ 1407.

(19) وفاء الوفا 4/ 1403.

(20) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422.

(21) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422.

(22) شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422، وفاء الوفا 4/ 1358 ـ 1359.

(23) وفاء الوفا 4/ 1405.

(24) سورة الحجّ 22: 32.