ألفا عمـر باه – البلد: غينيا – المذهب: مالكي
  • عنوان المقال: ألفا عمـر باه – البلد: غينيا – المذهب: مالكي
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 20:1:19 1-9-1403

المولد والنشأة

ولد عام 1971م بمدينة (مامو) في غينيا، وتقع غينيا في غرب أفريقيا، وتطل على المحيط الأطلسي، ومحاطة بالسنغال ومالي وسيراليون وليبريا، عدد سكانها حوالي 9 ملايين نسمة، الغالبية العظمى من المسلمين باستثناء 5% من المسيح والوثنيين، وغالبية المسلمين من المالكية، أما الشيعة فنسبتهم 5% من السكان.
واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على شهادة الليسانس في العلوم الاجتماعية، يجيد اللغة العربية والانجليزية والفرنسية إضافة إلى لغاته المحلية كالفولانية والسوسو.
كان مالكي المذهب في بدء أمره، ثم تتلمذ في مدرسة نصر الإسلام الوهابية مدّة أربع سنوات، فتأثر بها جملةً واعتنق بعض آراء هذا التيار الفكري، حتى تبيّنت له الحقيقة بعد دراسة مكثفه أجراها بنفسه، وجهد بحث بذله في مجال العقيدة، فكانت ثمرته أن استبصر.

 

تاريخ الاستبصار

اعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1991م في (كوناكري) العاصمة.

 

مطالعة أوّل كتاب شيعي

يقول الأخ آلفا: ” كان أوّل كتاب شيعي يقع بيدي كتاب (عقائد الإمامية) للشيخ محمّد رضا المظفر، فطالعته فوجدت فيه أطروحة فكرية لم أعهدها من قبل، وأكثر ما لفت انتباهي في هذا الكتاب هو أمر الإمامة والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما تبيّن لي أنّ الاختلاف في هذه المسألة هو منشأ معظم الاختلافات التي وقعت بين المسلمين بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم).

 

أهمّية مسألة الإمامة

وعرفت من ذلك الحين أنّ المسألة الوحيدة التي لابد من الإلمام والإحاطة بها هي مسألة الإمامة، لأنّها مسألة أساسية في قاموس الفكر الإسلامي، وينبغي للباحث أن يحدّد موقفه منها، لأنّ البحث العقائدي في غيرها من المسائل بدون تحديد المعتقد في هذه المسألة الأساسية لا يوصل الباحث إلى النتائج المطلوبة، وأنّ الباحث سيبقى في المسائل الجزئية في حيّرة ما لم يعرف الخليفة الحقيقي بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، باعتباره الحافظ للشريعة الإسلامية التي جاء بها النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن دون ذلك لا يستطيع الإنسان الوثوق بالسلطة الحاكمة التي هيمنت على الحكم مع عدم امتلاكها الشرعية في ذلك، ولا يمكنه أخذ معالم دينه منها، لأنّها لاشك تخفي الكثير من الحقائق الشرعية التي تصطدم مع مصالحها.
ومن هذا المنطلق بدأت بحثي في هذا المجال، وأعانني على ذلك ـ رغم مشاغلي الجانبية ـ هوايتي وتلهّفي للدراسات التاريخية، فقد كانت لي الدافع للبحث والتتبع، كما أنني كنت أنظر إلى هذه المسألة كحجر أساس لمعتقدي وفكري وانتمائي، ولابد من الاهتمام بها، لأنّها تبلور كافة اتجاهاتي وسلوكي وتحدّد مصيري، وبهذا التوجه انطلقت في البحث.
وكانت أوّل مسألة سلّطت الضوء عليها، هو معرفة الموقف الذي اتخذه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لمستقبل أمته من بعده في أمر الخلافة، فبادرت إلى معرفة الأطروحة التي قدّمها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمته في هذا المجال، لأنّها تبيّن لي حقيقة الأمر، ودون ذلك لا أستطيع الانطلاق مما حدث من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّه قد لا يمثل الحقّ والصواب، وعلى الإنسان أن يعرف الحقّ ليعرف أهله).


لابد من التحرّر عن التعصّب

إنّ انطلاق الباحث لمعرفة الحقائق عبر الوثوق بعلماء مذهبه وكبار شخصيات معتقده غالباً ما يصحبه التعصب! وبذلك تحجب بصيرته عن معرفة الحقّ، وسوف يتجه إلى محاولات التبرير لسلوك هؤلاء الذين يمثلون القدوة في مذهبه، وبذلك يبقى في حلقة مغلقة لا يمكنه الخروج منها.
أمّا لو انطلق في البحث بروح موضوعية وبعيدة عن حالة التعصب، فإنّ ذلك سيوصله إلى الحقائق ومعرفة الأخطاء المحتملة التي ارتكبها هؤلاء، وسار على نهجهم الآخرون تقليداً من دون تتبع وتأمّل، لأنّ المجتمع قد يؤمن بأمور على أنّها لا غبار عليها ولا شبهة فيها، في حين أنّها في الواقع أمور ومسائل لا تطابق الحقيقة والواقع.
ومن هذه الرؤية المنفتحة بدأ الأخ آلفا بحثه في أمر الإمامة والخلافة ليعرف ما حدّدته الرسالة للأمة في ذلك.

 

مصداق عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)

إنّ عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهم ولد فاطمة البتول، قد اصطفاهم الله كما اصطفى آل إبراهيم.
فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلاّ ولد فاطمة، فأنا وليهم وأنا عصبتهم، وهم عترتي خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم، من أحبّهم أحبّه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله».
وورد في صحيح مسلم – وغيره – بإسناده عن سعد بن أبي وقاص، قال: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: «اللهم هؤلاء أهلي».
فهؤلاء العترة هم أحد الثقلين، والثقل كل نفيس خطير مصون، قال النووي: (سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما، وقيل: لثقل العمل بهما)، فالعترة هي أحد الثقلين، لأنّها معدن للعلوم الدينية والأسرار والحكم العليّة، ولهذا حثّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على الاقتداء والتمسك بها.

 

وأخيراً تمسّكت بالعترة (عليهم السلام)

يقول الأخ آلفا: (كانت النتائج التي توصلت إليها واضحة ولا غبار عليها، وقد بحثت في هذا المجال كثيراً لمعرفة الحقيقة في أمر خلافة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن كان حديث الثقلين لوحده كافياً في تعيين خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة المسلمين.
والأمر الذي قرّبني للتشيع، هو أنني وجدت الشيعة وحدهم هم الذين اتبعوا الثقلين، بينما اتّبع أبناء العامة قول عمر: (حسبنا كتاب الله)! فدفعني ذلك للتعمّق في مباني وآراء مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
وقد ناظرت جملة من الأخوة أهل العامة في هذا المجال، فقابلني بعضهم بأسلوب حاد ومنفعل مما جعلني أتجنب الحوار معهم، وواصلت البحث بنفسي حتى اكتملت عندي صورة التشيع، فاقتنعت بها وتشيّعت عام 1991م في العاصمة كوناكري، وقد استبصر على يدي العديد من الأخوة الذين عرضت عليهم أدلتي في اعتناقي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)، لأنّني بعد الاستبصار لفت انتباه من يحيط بي، وهذه الحالة دفعت الكثير للاستفسار مني، فكانت ذلك سبباً لوقوع مناظرات عديدة بيني وبينهم، وكانت الثمرة استبصار الكثير من أخواني وأصدقائي الذين سلكوا درب البحث والتتبع للوصول إلى العقيدة الصحيحة).