روى الترمذي في صحيحه بسنده عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه (و آله) و سلم: "حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط" 1.
الأسباط واحدها سِبْط، و سبط الرجل حفيده ولد ولده، و الأسباط من بني إسرائيل اثنا عشر سبطاً من اثني عشر ابنا ليعقوب، و هم بمنزلة القبائل العربية من ولد إسماعيل 2.
قال العلامة اللغوي ابن منظور: في الحديث أَيضاً: الحسينُ سِبْطٌ من الأَسْباط، أَي أُمَّةٌ من الأُمم في الخير، فهو واقع على الأُمَّة و الأُمَّةُ واقعة عليه 3.
و هنا لابد لنا أن ننوه بأنه لا يمكن تحديد و حصر معنى الاسباط بما ذكر ، ذلك لأن المفهوم من الايات القرآنية هو معنى متميز عن المعنى اللغوي ، فالاسباط هم الصفوة الايمانية المميزة التي تكون في مرتبة عالية و منزلة رفيعة قريبة من منزلة الانبياء ، لأن الله عز و جل ذكرهم في نفس المرتبة التي ذكر فيها الانبياء عليهم السلام .
قال جَلَّ جَلاله: ﴿ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ 4.
و قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ 5.
____________
1. صحيح الترمذي: 2 / 307 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام.
2. تفسير الكاشف: 1 / 211، للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله.
3. لسان العرب : 7 / 310، لجمال الدين أبو الفضل، المُشتهر بإبن منظور المصري، المولود سنة: 630 هجرية بمصر، و المتوفى بها سنة: 717 هجرية، الطبعة الثالثة، سنة : 1414 هجرية، دار صادر ، بيروت / لبنان.
4. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 84، الصفحة: 61.
5. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 163، الصفحة: 104.