هذا الباب الكبير
  • عنوان المقال: هذا الباب الكبير
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 22:53:40 1-9-1403

 هذا باب كبير فتحه الله تعالى للإنسان، يدخل منه إلى الكمال المدَّخَر الذي خُلق من أجله. إنّه باب طاعة الله، وباب طاعة مَن ألزَمَنا الله بطاعتهم من النبيّ وأئمّة الحقّ من أهل بيته الطاهرين. قال تعالى:
« يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمر منكم؛ فإن تنازعتُم في شيءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله والرسول.. إن كنتم تؤمنون بالله واليومِ الآخِر.. ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلا ».
في الطاعة ـ أيها الاصدقاء ـ اتّباع للدالِّ على سبيل النجاة، وفي الطاعة سعيٌ صادق للرحمة المنقذة، وفي الطاعة أمان من ظلمة النفس والشيطان.. لأننا نكون حينئذ قد عرفنا الطريق ومَضَينا فيه قُدُماً صوب نور الحق الذي مهّده لنا الأولياء المعصومون.
من هنا نقرأ في كلمات النبيّ وأهل بيته عليهم السّلام: أجدَرُ الناس برحمة الله أقوَمُهم بالطاعة. ونقرأ أيضاً: الطاعة لله أقوى سبب. ونقرأ: الطاعةُ قُرّةُ العين. وفي دعاء الإمام زين العابدين عليه السّلام: اللهمّ صلِّ على محمدٍ وآل محمد، واجعلنا ممّن سَهَّلتَ له طريقَ الطاعة بالتوفيق في منازل الأبرار، فحُيُّوا وقُرِّبوا وأُكرِموا وزُيِّنوا بخدمتك.

* * *

وطاعة النبيّ واهل بيته المعصومين عليهم السّلام فرع من طاعة الله. يقول الإمام الصادق عليه السّلام: إن الله عزّوجلّ أدّبَ نبيّه على محبّته، فقال: وإنك لَعلى خُلُقٍ عظيم . ثمّ فوّض إليه فقال عزّوجلّ: وما آتاكُمُ الرسولُ فخُذوه وما نهاكم عنه فانْتَهُوا .
ويريد أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام إنقاذ الناس، فيذكّرهم بالطاعة المنقذة: إن أطعتموني فإنّي حامِلكُم ـ إن شاء الله ـ على سبيل الجنّة، وإن كان ذا مَشقّةٍ شديدة ومَذاقةٍ مريرة.
وفي المقابل.. كان التحذير مِن طاعة مَن لم يجعلهم اللهُ أدّلاء عليه، من المستلّطين المدّعين ما ليس لهم. يقول لنا إمام الحقّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ألاَ فالحذرَ الحذرَ مِن طاعة ساداتكم وكُبرائكم الذين تكبّروا عن حَسَبهم، وتَرفّعوا فوق نسبهم... ولا تُطيعوا الأدعياء الذين شربتم بصَفوِكم كدرَهم، وخَلَطُتم بصِحتّكم مرضَهم، وأدخلتُم في حقّكم باطلَهم.. وهم أساسُ الفُسوق.
إنه التحذير العَلَوي الشفيق.. كما كان يُعلّمنا من قبلُ التحذير النبوي الرفيق في مثل قوله صلّى الله عليه وآله: مَن أرضى سُلطاناً بما يُسخِطُ الله خرج عن دين الله عزّوجلّ.