الوهابية ومجزرة الحرم الشريف
  • عنوان المقال: الوهابية ومجزرة الحرم الشريف
  • الکاتب:
  • مصدر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
  • تاريخ النشر: 12:5:42 14-9-1403

 منذ ان روى الاسلام رمال الجزيرة بدماء الأبرار، فاخضرت أزهاره ونشر أريجه، وطمح أن يزيح كابوس الظلام والظلم عن صدر العالم، كانت جحافل الشر والكفر والنفاق تحاول قلع ما يغرسه الإسلام، وتقف سداً امام مد النور الساطع، لأنه إن انتشر ماتت، وما برحت تكيد الدسائس لمحو الإسلام، والإ فلتحجيمه على أضعف الآمال ...

 وبالفعل عصفت بالامة الإسلامية عواصف هوجاء، كل عاصفة تحمل لوناً وطريقة، لكنها تلتقي في هدف القضاء على الإسلام ...

 واذا كانت تلك النكبات قد جرت على أيدي اناس انتحلوا الإسلام وتولوا زمامه وهم يطعنونه صباح مساء، فلا غرو ان يشهر الغرب والشرق سلاحه ويعلن عداءه وهدفه بعد ان مهد ادعياء الإسلام له ذلك .

 وبالفعل فقد شمر عن الساعد ووضع كل إمكاناته في سبيل خدمة هدفه الأصلي ... القضاء على الإسلام العزيز ... ولأجل تحاشي الاصطدام ما امكن بدأ بزرع جراثيمه في الاصقاع الاسلامية، وكلما كان البلد أكثر عراقة واشد التزاماً بتعاليم دينه كان لابد ان تكون الشجرة الملعونة الحاكمة في ذلك البلد اشد سماً واكثر انزلاقا في بحر الرذيلة، وعالمنا المعاصر انموذج حي لذلك، ففي فلسطين تبذر إسرائيل، وفي مصر لابد ان يحكم السادات واضرابه ليمر يد الذل ويمسح بها على يد تلطخت بدماء المسلمين الابرار وليجري اجل كلام ... كلام الله ... على افحش لسان ويدعي الاستناد الى القرآن في عمله ... وفي العراق وو...

 ولما كانت ارض الحجازتضم اقدس مقدسات المسلمين ... بيت الله وحرمه الآمن وحرم رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ ... كان لابد أن يكون الخنجر امضى من غيره... وهكذا كان حيث ترعرت الوهابية في رحم الكفر وولدت وتربت في احضانه، لتكون كما يريد وتطبق ما يأمر، وتقاتل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ باسم دين الله ارضاء لربها الانگلو أمريكي، ولتفتري ما يحلو لها على الله ورسوله وتفتي على اُصول الملَكة التي البست خادم الحريم! لا الحرم الصليب وهو يبتسم ولا يستطيع اخفاء فرحه بهذا الوسام...

 قد يكون ما حدث بالامس بعيداً حينما يكون الحدث ميتاً ... ولكنه حين يرتبط بالمقدسات يبقى حياً ماحيي الضمير في المجتمع المسلم وتبقى كل لحظات الحدث شاخصة امام الاعين والقلوب .

 اجل ... نحن على ابواب الذكرى السنوية لمجزرة البيت الحرام ... البيت الذي يأمن فيه النمل والجراد ... يأمن فيه القاتل من القصاص حتى يخرج منه، ويتعرض حجاج بيت الله الى مجزرة لم يشهد التاريخ لها نظيراً حتى ايام الجاهلية الاولى‍ ‍! ولا في جاهلية القرن العشرين ... !!

 اخذوا وقتلوا تقتيلاً، لا لذنب جنوه، إلا أنهم كبروا وهللوا وتبرؤوا من أعداء الله كما امر الله وتطبيقاً لشريعة الله ... لكن امن الاسلام وخلافة الله قتل زوار الله وهم على مائدة الله وفي ضيافته ؟!

 

 كيف يعرف الإسلام من ليس بمسلم ؟

هل الوهاببيون مسلمون ؟! فأي إسلام يأمر ان تبقى لحوم الاضاحي طعمة لحرارة الشمس حتى تنفسخ ... وملايين البشر من المسلمين وغيرهم عيدهم ان يشبعوا من رائحة الطعام فضلاً عن تناوله ... ؟ !

 هل هم مسلمون ... وهم يهينون رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ‎ـ حينما يعتبر زعيمهم عصاه افضل من النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة ... ؟!

 اهم يخدمون البيت ويطهرونه ... وهم قد نجسوه بكل منكر استطاعوا فعله .. ؟ !

 وأي شيء فيهم يمت الى الاسلام بصلة ولو كخيط بيت العنكبوت .. فكرهم .. أخلاقهم .. معاملتهم.. عدلهم .. ام ماذا .. ؟ !

 اجل، تمر الايام لتكمل سنة على المجزرة، لكنها سنة في حساب الزمن وهي لحظات في حساب الوجدان والضمير لانها ماثلة ما صعد نفس ونزل وما غمضت عين وفتحت ...

 لقد تصدى الكثير من العلماء الابرار للرد على هذه الفرقة الضالة وبدعها، والفت في ذلك المؤلفات مثل: كشف الارتياب في اتباع محمد بن عبد الوهاب؛ فتننة الوهابية؛ هكذا رأيت الوهابيين، وغيرها، ومن جملة من الف الشيخ كاشف الغطاء ـ طاب ثراه ـ حيث كتب رسالة «نقض فتاوى الوهابية»