سئل الصادق ( عليه السلام ) عن زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) . فقال : أخبرني أبي قال : من زار قبر الحسين عارفا بحقه كتبه الله في العليين ، ثم قال : إن حول قبره لسبعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة.
روى علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) بإسناده ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إن موسى بن عمران ( عليه السلام ) سأل ربه زيارة قبر الحسين – أي موضع قبره ( عليه السلام ) – لما أخبره ربه بقتله وفضل زيارته ، فأذن له ، فزاره في سبعين ألف من الملائكة .
وبإسناده ، في الصادق ( عليه السلام ) : لما قتل الحسين ( عليه السلام ) مر بقبره سبعون ألف ملك فصعدوا إلى السماء ، فأوحى الله تعالى إليهم : يا ملائكتي مررتم بابن بنت نبي يقتل فلم تنصروه ؟ ! اهبطوا إلى قبره ، فهم عند قبره شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة .
عن الربيع بن فضيل بن سنان قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أي قبر من قبور الشهداء أفضل عندكم ؟ قال : أوليس أفضل الشهداء عندكم الحسين ( عليه السلام ) ؟ فوالله إن حول قبره أربعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة .
روي عن الباقر ( عليه السلام ) قال : مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين ( عليه السلام ) بالإمامة من الله عز وجل .
وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : من زار الحسين ( عليه السلام ) لا أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة محصت ذنوبه كما يمحص الثوب في الماء ، فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب له بكل خطوة حجة مبرورة ، وكلما رفع قدمه عمرة .
وروى عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ما أتى قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) مكروب قط إلا فرج الله تعالى كربته وقض حاجته .
روى محمد بن أحمد بن داود ، عن سلامة قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن محمد بن أحمد ، عن علي بن إبراهيم الجعفري ، عن محمد بن الفضل بن بنت داود الرقي ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : أربعة بقاع ضجت إلى الله من الغرق أيام الطوفان : البيت المعمور فرفعه الله إليه ، والغري ، وكربلاء ، وطوس .
عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : من زار قبر أبي عبد الله ( عليه السلام ) بشط الفرات كان كمن زار الله فوق عرشه .
عن أبي الحسن الماضي ( عليه السلام ) قال : من زار قبر الحسين بن علي ( عليه السلام ) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
عن هارون بن خارجة قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أنهم يروون أن من زار قبر الحسين (عليه السلام) كانت له حجة وعمرة ، قال : من زاره والله عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
عن الحسين بن محمد القمي قال : قال أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) : أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد الله ( عليه السلام ) بشط الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
عن الحسين بن محمد القمي قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : من أتى قبر أبي عبد الله عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .
عن الحسن بن الجهم قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ما تقول في زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ فقال لي : ما تقول أنت ؟ فقلت : يقول بعضنا حجة وبعضنا عمرة ، فقال : عمرة مبرورة .
عن إبراهيم بن هارون قال : سأل رجل أبا عبد الله ( عليه السلام ) وأنا عنده ، فقال : ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) ؟
فقال : إن الحسين وكل الله به أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة فقلت له : بأبي أنت وأمي ، روي عن أبيك أنه حجة ! ، قال : نعم حجة وعمرة حتى عد عشر .
عن صالح النيلي قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة ، وكمن حمل ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة .
قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين ( عليه السلام ) شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة ، رئيسهم ملك يقال له : منصور ، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ، ولا يودعه مودع إلا شيعوه ، ولا يمرض إلا عادوه ، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته .
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : وكل الله بالحسين ( عليه السلام ) سبعين ألف ملك يصلون عليه كل يوم ، شعث غبر ، ويدعون لمن زاره ويقولون : ربنا هؤلاء زوار الحسين أفعل بهم وافعل بهم .
عن بشير الدهان قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أيما مؤمن زار الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه في غير يوم العيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات ، وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ؟ قال : فنظر إلي شبه المغضب ، ثم قال : يا بشير إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) يوم عرفة واغتسل بالفرات ثم توجه إليه كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا أنه قال : وغزوة ؟
عن أبي فاختة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا حسين إنه من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين (عليه السلام) إن كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه بها سيئة ، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين ، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين ، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقرؤك السلام ويقول لك : استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى .
عن بشير الدهان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الرجل ليخرج إلى قبر الحسين ( عليه السلام ) فله إذا خرج من أهله بأول خطوة فرة لذنوبه ، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه ، فإذا أتاه ناداه الله تعالى فقال : يا عبدي اسألني أعطك ، ادعني أجبك ، أطلب مني أعطك ، اسألني حاجة أقضها لك قال : قال أبو عبد الله : وحق على الله أن يعطي ما بذل .
روي : أن الله يخلق من عرق زوار الحسين ( عليه السلام ) من كل عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويهللونه ويستغفرون لزوار الحسين ( عليه السلام ) إلى أن تقوم الساعة .
عن صالح ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم بزيارته الرجل أعطاهم ذنوبه ، فإذا خطا خطوة محوها ، ثم إذا خطا خطوة ضاعفوا له الحسنات ، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة ، ثم اكتنفوه فقدسوه وينادون ملائكة السماء : أن قدسوا زوار حبيب حبيب الله ، فإذا اغتسلوا ناداهم محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة ، ثم ناداهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنا ضامن لحوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة ، ثم اكتنفوهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم .
عن صالح النيلي قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : موضع قبر الحسين ( عليه السلام ) منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة .
وقال ( عليه السلام ) : موضع قبر الحسين ( عليه السلام ) ترعة من ترع الجنة .
عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : ليس ملك في السماوات والأرض إلا وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ، ففوج ينزل وفوج يعرج .
عن داود الرقي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة ، إنه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم ، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيسلمون عليه ، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ويسلمون عليه ثم يأتون إلى قبر الحسن ( عليه السلام ) ويسلمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين ( عليه السلام ) ويسلمون عليه ، ثم يعرجون إلى السماء من قبل أن تطلع الشمس ، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون في البيت الحرام نهارهم ، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويسلمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فيسلمون عليهم ، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن يغيب الشفق .
وروي عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا سدير تزور قبر الحسين ( عليه السلام ) في كل يوم ؟
قلت : لا . قال : ما أجفاكم ! أفتزوره في كل شهر ؟ قلت : لا . قال : أفتزوره في كل سنة ؟ قلت : قد يكون ذلك . قال : يا سدير ما أجفاكم بالحسين ( عليه السلام ) : أما علمت أن لله ألف ألف ملك شعث غبر يبكون ويزورون الحسين ولا يفترون .
وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين ( عليه السلام ) في الجمعة خمس مرات ، وفي كل يوم مرة ؟ ! قلت : جعلت فداك ، بيننا وبينه فراسخ كثيرة : قال لي : اصعد فوق سطحك ثم تتلفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تنحو نحو القبر وتقول : السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، يكتب لك لكل زيارة حجة وعمرة .
وهذا حديث طويل .
وقبض قتيلا بطف كربلاء من أصل العراق يوم السبت العاشر من المحرم ، وروي يوم الجمعة قبل زوال الشمس ، سنة إحدى وستين من الهجرة ، وله يومئذ ثمان وخمسون سنة ، وقبره بطف كربلاء بين نينوى والغاضرية من قرى النهرين ، وقاتله سنان بن أنس النخعي لعنه الله ، وقيل : شمر بن ذي الجوشن لعنة الله عليهما .