1 ـ الوهابية و مؤسسها
تنسب الفرقة الوهابية إلى محمد بن عبد الوهاب بن سليمان النجدي ، المولود سنه 1111 هـ ، و المتوفى سنه 1206 هـ .
و كان هذا قد اخذ شيئا من العلوم الدينية ، كما كان مولعا بمطالعة أخبار مدعى النبوة كمسيلمة الكذاب و سجاح و الأسود العنسي و طليحة الاسدي ، فظهر منه أيام دراسته زيغ و انحراف كبير ، مما دعا والده و سائر مشايخه إلى تحذير الناس منه ، فقالوا فيه : سيضل هذا ، و يضل اللّه به من أبعده و أشقاه !
و في سنه 1143 هـ اظهر محمد بن عبد الوهاب الدعوة إلى مذهبه الجديد ، و لكن وقف بوجهه والده و مشايخه ، فأبطلوا أقواله ، فلم تلق رواجا حتى توفى والده سنه 1153 هـ فجدد دعوته بين البسطاء و العوام فتابعه حثالة من الناس ، فثار عليه أهل بلده و هموا بقتله ، ففر إلى ( العيينة ) و هناك تقرب إلى أمير العيينة و تزوج أخت الأمير ، و مكث عنده يدعو إلى نفسه و الى بدعته ، فضاق أهل العيينة منه ذرعا فطردوه من بلدتهم ، فخرج إلى ( الدرعية ) شرقي نجد ، و هذه البلاد كانت من قبل بلاد مسيلمة الكذاب التي انطلقت منها أحزاب الردة . فراجت أفكار محمد بن عبد الوهاب في هذه البلاد و اتبعه أميرها محمد بن سعود ، و عامة أهلها .
و كان في ذلك كله يتصرف و كأنه صاحب الاجتهاد المطلق ، فهو لا يعبأ بقول احد من أئمة الاجتهاد لا من السلف و لا من المعاصرين له ، هذا ولم يكن هو على الحقيقة ممن يمت إلى الاجتهاد بصله !!
هكذا وصفه أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، و هو اعرف الناس به ، و قد ألف كتابا في إبطال دعوة أخيه و إثبات زيفها ، و مما جاء فيه عبارة موجزة و جامعة في التعريف بالوهابية و مؤسسها ، قال فيها : ( اليوم ابتلى الناس بمن ينتسب إلى الكتاب و السنة و يستنبط من علومهما و لا يبالى من خالفه ، و من خالفه فهو عنده كافر ، هذا و هو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، و لا واللّه و لا عشر واحدة ، و مع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فانا للّه و إنا إليه راجعون ) .
***
2 ـ أصول الفكر الوهابي
للفرقة الوهابية أصل معلن و أصل خفي . .
أما الأصل المعلن ، فهو : إخلاص التوحيد للّه ، و محاربة الشرك و الأوثان . و لكن ليس لهذا الأصل ما يصدقه من واقع الحركة الوهابية كما سترى .
و أما الأصل الخفي ، فهو : تمزيق المسلمين و إثارة الفتن و الحروب فيما بينهم خدمة للمستعمر الغربي . و هذا هو المحور الذي دارت حوله جهود الوهابية منذ نشأتها و حتى اليوم . . فهو الأصل الحقيقي الذي سخر له الأصل المعلن من اجل إغواء البسطاء و عوام الناس .
فلا شك أن شعار ( إخلاص التوحيد و محاربة الشرك ) شعار جذاب سيندفع تحته أتباعهم بكل حماس ، و هم لا يشعرون انه ذريعة لتحقيق الأصل الخفي .
و لقد اثبت المحققون في تاريخ الوهابية أن هذه الدعوة قد أنشئت في الأصل بأمر مباشر من وزارة المستعمرات البريطانية . انظر مثلا : ( أعمدة الاستعمار ) لخيري حماد ، و ( تاريخ نجد ) لسنت جون فيلبي أو عبد اللّه فيلبي ، و ( مذكرات حاييم و ايزمن ) أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني ، و ( مذكرات مستر همفر ) ، و ( الوهابية نقد و تحليل ) للدكتور همايون همتي .
***
3 ـ مصادر الفكر الوهابي
قسمت الوهابية العقائد إلى قسمين :
الأول : ما ورد فيه نص في الكتاب أو السنة . . فزعموا أن هذا يأخذونه من الكتاب و السنة مباشرة ، دون الرجوع إلى اجتهاد المجتهدين في معناه ، سواء كانوا من الصحابة أو التابعين أو غيرهم من أئمة الاجتهاد .
و القسم الثاني : ما لم يرد فيه نص . . و زعموا أنهم يرجعون فيه إلى فقه الإمام احمد بن حنبل و ابن تيميه .
لكنهم أخفقوا في الأمرين معا ، و وقعوا في التناقض و ارتكبوا المحذور ، فمن ذلك :
ا ـ إنهم جمدوا على معان فهمومها من ظواهر بعض النصوص ، فخالفوا الأصول و الإجماع . ومن هنا وصفهم الشيخ محمد عبده بأنهم : ( أضيق عطنا و أحرج صدرا من المقلدين ، فهم يرون وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد و التقيد به بدون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين ) .
ب ـ خالفوا الإمام احمد صراحة في تكفيرهم من خالفهم من المسلمين ، في حين لم يجدوا في فتاوى الإمام احمد ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل على العكس ، كانت سيرته و فتاواه كلها بخلاف ذلك ، فهو لا يكفر أحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا ، إلا بترك الصلاة .
و أيضا : لم يجدوا عند ابن تيميه ما يشهد لعقيدتهم هذه ، بل الذي ورد عن ابن تيميه هو العكس من ذلك تماما . .
قال ابن تيميه : إن من والى موافقيه و عادى مخالفيه ، و فرق جماعه المسلمين ، و كفر و فسق مخالفيه في مسائل الآراء و الاجتهادات ، و استحل قتالهم ، فهو من أهل التفرق و الاختلاف .
فالوهابية إذن وفقا لعقيدة ابن تيميه هم من أهل التفرق و الاختلاف !!
ج ـ إن عقيدة الوهابية في زيارة المشاهد تقضى بان الإمام احمد نفسه و من وافقه من السلف هم من المشركين الذين تجب البراءة منهم و يجب هدر دمائهم و أموالهم . .
فقد نقل ابن تيميه إن الإمام احمد قد كتب جزءا في زيارة مشهد الإمام الحسين( عليه السلام ) في كربلاء ، و ما ينبغي أن يفعله الزائر هناك ، و قال ابن تيميه : إن الناس في زمن الإمام احمد كانوا ينتابونه ، اى يقصدون زيارته .
اما في عقيدة الوهابية فان شد الرحال إلى المشاهد و قصد زيارتها من الشرك الذي تهدر معه الدماء و الأموال . .
و بهذا فقد حكموا بالشرك و هدر الدماء و الأموال على الإمام احمد و من عاصره و من كان قبلهم من السلف الذين كانوا يفعلون ذلك و يستحبونه .
بل لازم قولهم : إن الأمة منذ ذلك العصر كلهم مشركون و كفار !! و هذا يتعدى حتى إلى الصحابة أيضا .
فبأي شيء إذن ينسبون أنفسهم إلى الإمام احمد و إلى السلف ؟!
د ـ مثل ذلك يقال أيضا عن عقيدتهم بالاستشفاع بالنبي ( صلى الله عليه و آله ) ، فعندهم ان من طلب الشفاعة من النبي ( صلى الله عليه و آله ) بعد موته فقد أشرك الشرك الأكبر ، و قد جعل النبي عندئذ وثنا يعبده من دون اللّه ، و على هذا أوجبوا هدر دمه و ماله .
بينما ثبت في الصحيح ان كثيرا من أجلاء الصحابة و التابعين كانوا يفعلون ذلك و يستجاب لهم عاجلا ، و قد صحح ذلك ابن تيميه أيضا في كتابه ( الزيارة : 7 / 101 ـ 106 ) من طرق عديدة نقلها بطولها عن البيهقى و الطبراني و ابن أبى الدنيا و احمد بن حنبل و ابن السني ، رغم انه أصر على خلافها إصرارا على الراى رغم اعترافه بوجود البرهان على خلافه ، إلا أن ابن تيميه لا يرى ذلك من الشرك الأكبر كما فعلت الوهابية .
فيكون أولئك الصحابة و التابعون ـ وفقا لعقيدة الوهابية ـ من المشركين الذين يجب قتلهم !!
و ليس هولاء وحدهم مشركين في عقيدة الوهابية ، بل الآخرون ممن كان يبلغه فعلهم هذا في استشفاعهم بالنبي ( صلى الله عليه و آله ) و لا ينكر عليهم و لا يكفرهم ، هولاء أيضا محكوم عليهم بهدر الدماء و الأموال . .
فمن ابقوا يا ترى من هذه الأمة على الإسلام ؟! و من هو إذن سلفهم الذي يقتدون به ؟!
***
4 ـ عقيدتهم في الصحابة
ا ـ ثبت في ما تقدم ان عقيدة الوهابية تقضى على جل الصحابة بالكفر و الشرك . . هذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبي ( صلى الله عليه و آله ) و أجازوا الاستشفاع به ( صلى الله عليه و آله ) ، أو أجازوا السفر لزيارة قبره الشريف ، أو رأوا من يجيز ذلك أو سمعوا به فلم يحكموا عليه بالكفر و الشرك و لا هدروا دمه و لا استباحوا أمواله !!
هذا هو لازم عقيدتهم ، و هذا هو حكمهم بالفعل . اما حين يروغون عنه بالقول في ما يزعمونه من تعظيم الصحابة ، فانما يريدون منه إغواء البسطاء و تضليل الناس ، كما يخشون أيضا عواقب تصريحهم بذلك .
ب ـ لم تقف الوهابية عند هذا الحد ، بل تناولوا الصحابة الذين كانوا حول الرسول ( صلى الله عليه و آله ) في حياته أيضا . . فقال محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية ما نصه : إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول و يصلون معه و يزكون و يصومون و يحجون ، و مع ذلك فقد كانوا كفارا بعيدين عن الإسلام !!
ج ـ مما يؤكد عقيدتهم هذه في الصحابة مبالغة كتابهم و علمائهم في الدفاع عن يزيد بن معاوية و الثناء عليه ، في حين لم يعرف التاريخ عدوا للصحابة كيزيد ، و لا عرف التاريخ أحدا أباح دماء الصحابة و إعراضهم كما فعل يزيد في وقعة الحرة بالمدينة المنورة حيث أباحها لجنده ثلاثة أيام يقتلون رجالها و كلهم من الصحابة و أبناء الصحابة ، و يهتكون الأعراض و هي أعراض الصحابة فافتضوا العذارى من بنات الصحابة حتى أنجبت منهن نحو ألف عذراء لا يدرى من أولدهن !!
و قبل ذلك كان فعله في كربلاء في قتل ثمانية عشر رجلا من أهل بيت الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، فيهم سبطه و ريحانته الحسين ، و أولاده و أولاد أخيه الحسن ، و من معه من إخوته و أبناءهم و حتى الرضع منهم .
و بعد ذلك فعله في مكة المكرمة و إحراق الكعبة . . ذلك هو يزيد الذي يثنون عليه . . و من يدرى لعلهم يثنون عليه لأجل أعماله تلك و فعله ذلك في الصحابة و نسائهم و ذرياتهم ؟!
و اغرب من ذلك ان يزيد كان لا يقيم الصلاة ، و كان يشرب الخمره . . فهم بحكم انتسابهم إلى فقه الإمام احمد ينبغي أن يفتوا بكفره لأجل هذا وحده . . و لكنهم اثنوا عليه و اعتذروا له . .
فلأي شيء اثنوا على يزيد مع علمهم بكل ما تقدم من فعله و خصاله ، بينما كفروا من استشفع بالرسول أو قصد زيارته و ان كان من كبار الصحابة و التابعين و مجتهديهم ؟
هل لان يزيد افنى صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) و هتك أعراضهم و استباح أموالهم و ذراريهم ؟!
***
5 ـ عقيدتهم في الصفات
عقيدة الوهابية في الصفات هي من صنف عقائد المجسمة . .
فهم ينسبون إلى اللّه تعالى الأعضاء على الحقيقة : كاليد ، و الرجل ، و العين ، و الوجه . . ثم يصفونه تعالى شأنه بالجلوس و الحركة و الانتقال و النزول و الصعود ، على الحقيقة كما يفهم من ظاهر اللفظ . . تعالى اللّه عما يصفون .
و هذه العقيدة قلدوا فيها ابن تيميه . . و هي في الأصل عقيدة الحشوية من أصحاب الحديث الذين لا معرفه لهم بالفقه و الثابت من أصول الدين ، فيجرون وراء ما يفهمون من ظاهر اللفظ ، و قد اخذوا ذلك عن مجسمه اليهود .
فجاءوا بكلام لم يستطيعوا ان ينقلوا منه حرفا واحدا عن واحد من الصحابة و لا واحد من الطبقة الأولى من التابعين ، ثم زعموا ان هذا هو إجماع السلف ، و زوروا ذلك بكلام طويل كله لف و دوران خال من اي برهان صادق .
بل لم يجدوا إلا كلمه واحدة أطلقها ابن تيميه جزافا ، و هي محض افتراء لا ينطلي إلا على البسطاء الذين لا يتثبتون مما يسمعون ، و على المقلدين المتعصبين . .
يقول ابن تيمية في حجته الكبرى على مصدر هذه العقيدة ما نصه : إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها ، و قد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة و ما رووه من الحديث ، و وقفت على ما شاء اللّه من الكتب الكبار و الصغار ، أكثر من مئة تفسير ، فلم أجد إلى ساعتي هذه عن احد من الصحابة انه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف .
و قال في نفس الموضع انه كان يكرر هذا الكلام في مجالسه كثيرا . .
لكنه كلام باطل يشهد على بطلانه كل ما ورد في تفسير آيات الصفات ، و خاصة في الكتب التي نقلت تفاسير الصحابة ، و الكتب التي كان يؤكد عليها ابن تيميه و يقول : إنها تروى تفاسير الصحابة و السلف بالأسانيد الصحيحة و ليس فيها شيء من الموضوعات و الأكاذيب ، و أهمها : تفسير الطبري ، و تفسير ابن عطية ، و تفسير البغوي .
فهذه التفاسير جميعا نقلت عن الصحابة تأويل آيات الصفات بخلاف ظاهرها ، و هذا جار في جميع آيات الصفات .
انظر مثلا تفسير آية الكرسي عند الطبري و ابن عطية و البغوي ، فهم جميعا يبدأون بقول ابن عباس : كرسيه علمه .
و اكتفى ابن عطية بهذا و وصف ما ورد عن غير ابن عباس بأنه من الإسرائيليات و أخبار الحشوية التي يجب أن لا تحكى .
و هكذا مع جميع الآيات التي جاء فيها ذكر الوجه : ﴿ ... وَجْهُ رَبِّكَ ... ﴾ 1 أو ﴿ ... وَجْهَهُ ... ﴾ 2 أو ﴿ ... وَجْهُ اللّهِ ... ﴾ 3 ، فأول ما ينقلونه عن الصحابة هو التأويل بالقصد أو الثواب أو نحوها كما يقتضى المقام .
إذن فبرهانهم الوحيد على عقيدتهم في التجسيم هو افتراء على الصحابة ، و تزوير في الحقائق الدينية ، و نسبه الباطل حتى إلى كتب التفسير المتداولة بين الناس رغم سهولة التحقق من ذلك .
فهل سيحاول القارئء أن ينظر في هذه التفاسير ليقف على الحقيقة بعينه ؟ خذ مثلا تفسير البغوي لذي عظمه ابن تيميه كثيرا و قال انه لم يرو الموضوعات ، و قف على تفسير هذه النبذة من آيات الصفات : البقرة آية 115 و 255 ( آية الكرسي ) و 272 ، الرعد آية 22 ، القصص آية 88 ، الروم آية 38 و 39 ، الدهر آية 9 ، الليل آية 20 .
لترى بعدئذ عظمه ما ارتكبه هولاء من افتراء و زيف و بهتان نسبوه إلى هذا الدين العظيم و الى السلف .
***
6 ـ الوهابية و المسلمون
( البدعة الوهابية الكبرى )
يعتقد الوهابية أنهم وحدهم أهل التوحيد الخالص ، و أما سائر المسلمين فهم مشركون لا حرمه لدمائهم و ذراريهم و أموالهم ، و دارهم دار حرب و شرك !!
و يعتقدون ان المسلم لا تنفعه شهادة أن ( لا اله إلا اللّه محمد رسول اللّه ) ما دام يعتقد بالتبرك بمسجد الرسول ـ مثلا ـ و يقصد زيارته و يطلب الشفاعة منه !
و يقولون إن المسلم الذي يعتقد بهذه الأمور فهو مشرك و شركه اشد من شرك أهل الجاهلية من عبدة الأوثان و الكواكب !
ففي رسالة ( كشف الشبهات ) أطلق محمد بن عبد الوهاب لفظ الشرك و المشركين على عامة المسلمين عدا أتباعه في نحو 24 موضعا ، و أطلق عليهم لفظ : الكفار ، و عباد الأصنام ، و المرتدين ، و جاحدي التوحيد ، و أعداء التوحيد ، و أعداء اللّه ، و مدعي الإسلام في نحو 20 موضعا . و على هذا النحو سار أتباعه في سائر كتبهم .
فهل جاءوا بعقيدتهم هذه من إجماع السلف ، أم هي بدعه منكرة ؟
لقد نقل ابن حزم الأصل القائل : ( انه لا يكفر و لا يفسق مسلم بقول قاله في اعتقاد أو فتيا ) ثم عد أئمة السلف القائلين به ، إلى أن قال : ( و هذا هو قول كل من عرفنا له قولا في هذه المسالة من الصحابة ، و لا نعلم فيه خلافا ) .
أما ابن تيميه فقد صرح بأنه لم يكفر المسلمين بالذنوب و الاجتهادات إلا الخوارج .
إذن ليس للوهابية سلف يقتدون به في بدعتهم هذه سوى الخوارج !!
***
7 ـ بين الوهابية و الخوارج
مما يثير الدهشة كثرة أوجه الشبه بين الوهابية و الخوارج في ما شذوا به عن جماعة المسلمين ، حتى انه ليخيل للدارس أن هولاء من اولئك و إن تباعد بينهم الزمن !
و من أوجه الشبه و التوافق بين الطائفتين :
ا ـ شذ الخوارج عن جميع المسلمين فقالوا : إن مرتكب الكبيرة كافر .
و شذ الوهابية فكفروا المسلمين على ما عدوه من الذنوب .
ب ـ حكم الخوارج على دار الإسلام إذا ظهرت فيها الكبائر انها دار حرب ، و حل منها ما كان يحل لرسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) من دار الحرب ، أي تهدر دماؤهم و أموالهم .
و هكذا حكم الوهابية على دار الإسلام و ان كان اهلها من اعبد الناس للّه تعالى و أكثرهم صلاحا ، إذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبي و مشاهد الصالحين و يطلبون منهم الشفاعة .
و يلاحظ في النقطتين معا ان الوهابية شر من الخوارج فالخوارج نظروا إلى أمور اجمع المسلمون على أنها كبائر بينما ركز الوهابية على أعمال ليست هي من الذنوب أصلا بل هي من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصحابة و التابعين و من بعدهم بلا خلاف ، كما تقدم بينه .
ج ـ تشابه الوهابية و الخوارج في التشدد في الدين و الجمود في فهمه .
فالخوارج لما قرأوا قوله تعالى ﴿ ... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ... ﴾ 4 قالوا من أجاز التحكيم فقد أشرك باللّه تعالى ، و اتخذوا شعارهم ( لا حكم الا للّه ) كلمه حق يراد بها باطل ، فقولهم هذا جمود و جهل كبير ، فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم و في بداهة العقول و في السنة النبوية و سيرة الرسول و الصحابة و التابعين .
و كذلك الوهابية لما قرأوا قوله تعالى : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ 5 و قوله تعالى : ﴿ ... مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ... ﴾ 6 و ﴿ ... وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ... ﴾ 7 ، قالوا : ان من قال بجواز طلب الشفاعة من النبي و الصالحين فقد أشرك باللّه ، و من قصد زيارة النبي و سأله الشفاعة فقد عبده و اتخذه إلها من دون اللّه ، فكان شعارهم ( لا معبود إلا اللّه ) و ( لا شفاعة إلا للّه ) ، و هي كلمه حق يراد بها باطل ، و هي جمود أيضا و جهل كبير ، و جواز هذه الأمور ثابت في سيرة الصحابة و التابعين كما تقدم .
د ـ قال ابن تيميه : ( الخوارج أول بدعة ظهرت في الإسلام فكفر أهلها المسلمين و استحلوا دماءهم ) و هكذا كانت بدعه الوهابية و هي آخر بدعة ظهرت في الإسلام .
ه ـ الأحاديث الشريفة التي صحت في الخوارج و مروقهم من الدين ، انطبق بعضها على الوهابية أيضا . . ففي الصحيح عنه ( صلى الله عليه و آله ) قال : ( يخرج أناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، سيماهم التحليق ) .
قال القسطلاني في شرح هذا الحديث : ( من قبل المشرق : اي من جهة شرق المدينة كنجد و ما بعدها ) .
و نجد هي مهد الوهابية و موطنها الأول الذي منه ظهرت و انتشرت . . و أيضا فان حلق الرؤوس كان شعارا للوهابية يأمرون به من اتبعهم و حتى النساء . ولم يكن هذا الشعار لأحد من أهل البدع قبلهم ، لذا كان بعض العلماء المعاصرين لظهور الوهابية يقولون : ( لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية ، بل يكفى في الرد عليهم قوله ( صلى الله عليه و آله ) : ( سيماهم التحليق ) فانه لم يفعله احد من المبتدعة غيرهم ) . .
و ـ جاء في الحديث النبوي الشريف في وصف الخوارج : ( يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان ) . و هذا هو حال الوهابية تماما ، فلم يشننوا حربا إلا على أهل القبلة ، ولم يعرف في تاريخهم أنهم قصدوا أهل الأوثان بحرب أو عزموا على ذلك ، بل لم يدخل ذلك في مبادئهم و كتبهم التي امتلأت بوجوب قتال أهل القبلة !!
ز ـ روى البخاري عن ابن عمر انه قال في وصف الخوارج : ( إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار ، فجعلوها على المؤمنين ) .
و ورد عن ابن عباس انه قال : ( لا تكونوا كالخوارج ، تأولوا آيات القرآن في أهل القبلة ، و إنما أنزلت في أهل الكتاب و المشركين ، فجهلوا علمها فسفكوا الدماء و انتهبوا الأموال ) .
و هذا هو شان الوهابية ، انطلقوا إلى الآيات النازلة في عبدة الأوثان فجعلوها على المؤمنين ، بهذا امتلأت كتبهم ، و عليه قام مذهبهم .
ح ـ حوار بين سني و وهابي .
قال الوهابي : إن كتب الحنابلة هي كتب الوهابية ، فما تنكر منها ؟ و ليس لك أن تواخذهم إلا بما تجده صريحا في كتبهم ، و لا عبرة بنقل الخصم .
قال السني : ما تقول في القرامطة ؟
قال الوهابي : كفار ملاحدة .
قال السني : إنهم يزعمون أن مذهبهم مذهب أهل البيت ، و إن كتب أهل البيت هي كتبهم ، فهل تجد في كتب أهل البيت إلا الحق و النور ؟
قال الوهابي : إن القرامطة كذبوا ، و هولاء نقلة التاريخ يثبتون كفر القرامطة و زورهم .قال السني : هل ترى قيام الحجة بنقل أهل التاريخ ؟
قال الوهابي : نعم ، فان الشافعي صرح بان نقلهم جماعة عن جماعة أحب إليه من نقل أهل الحديث واحدا عن واحد .
قال السني : إذن يجب أن تقبل منى من نقل المورخين المشاهدين للوهابية ما هو صريح في كفرهم!
و أضاف : إن فعل المرء حجة و دليل عليه و ان كذبه لسانه ، فالقرامطة لما استحلوا دماء المسلمين و أموالهم لم تبق شبهه في كفرهم ، و كذلك سادتك .
فغضب الوهابي ولم يدر ما يقول . .
قال السني : ما تقول في ما ورد في الخوارج و مروقهم و أنهم كلاب النار ، و شر قتلى تحت أديم السماء ؟
قال الوهابي : إن المجموع يفيد العلم القطعي بمروق الخوارج و استحقاقهم غضب اللّه ، و لكنهم هم الذين قتلهم علي بالنهروان ، و ليس الوهابية منهم .
قال السني : بم استحق اولئك غضب اللّه ، أبكونهم يحقر الصحابة صلاتهم في جنب صلاتهم ، و صيامهم في جنب صيامهم ؟ قال الوهابي : لا .
قال السني : أبسبب زهدهم و تقشفهم و قراءتهم القرآن يقومونه كالقدح ، و قولهم من قول خير البرية ؟
قال الوهابي : لا .
قال السني : فبماذا إذن ؟ . . فتلعثم الوهابي . .
فقال السني : ما ذاك إلا باستحلالهم دماء المسلمين و أموالهم ، و تكفيرهم لهم ، مع ادعائهم أنهم هم المسلمون وحدهم ، و لا شك ان من اتصف بما اتصفوا به يستحق ما استحقوا بتلك الصفة .
***
8 ـ الوهابية و الغلاة
( نافذة على الحقيقة )
الغلاة هم الذين بالغوا في تعظيم بعض الرجال فرفعوهم فوق منازل البشر .
و في الوقت الذي كان فيه محمد بن عبد الوهاب يبشر بدعوته الجديدة في نجد ، كان رجل آخر يبشر بدعوة أخرى جدد فيها كثيرا مما كان قد إندرس من عقائد الغلاة الأوائل الذين غلوا في الإمام على و أهل البيت عليهمالسلام ، و قد شابهت دعوته دعوة محمد بن عبد الوهاب في تكفير من خالفه من المسلمين و في الطعن على الصحابة ، و زادت هذه الأخيرة على الوهابية فصرحت بتكفير اغلب الصحابة . .
ذلك الرجل هو ( الشيخ احمد الاحسائي المتوفى سنه 1241 هـ ) ، و سمى أتباعه ( الشيخية ) . و لما مات احمد الاحسائي كان خليفته كاظم الرشتي و مقره مدينه كربلاء .
فما هو موقف الوهابية من هذه الدعوة المعاصرة لها ؟
لقد غزت الوهابية مدينه كربلاء في الوقت الذي كان يتمركز فيها الشيخية و زعيمهم كاظم الرشتي ، و على عادتهم في سائر حروبهم قتلوا آلاف الرجال و الأطفال و النساء و نهبوا الأموال و خربوا البيوت ، و لكن في أثناء ذلك منحوا كاظم الرشتي الأمان ، و جعلوا بيته آمنا ، و من لجا إليه فهو آمن !!
انه موقف يكشف عن حقيقة الوهابية ، و يفضح زيف ادعائهم في إخلاص التوحيد و محاربة الشرك !
و هنا التفاته إلى الوراء . . مع ابن تيميه الذي يزعم الوهابية انه قدوتهم و إمامهم ، و موقفه من إحدى الفرق الغالية . . و هي الفرقة اليزيدية التي غلت بيزيد بن معاوية ، و منهم ( العدوية ) نسبه إلى عدى بن مسافر الذي كان قدوتهم أولا ثم غلوا فيه و في يزيد ، و قد عاصر ابن تيميه فترة نمو هذه الفرقة و كان له معهم موقف يثير الكثير من الشكوك و علامات الاستفهام .
فابن تيميه مشهور بحدته و هجومه على سائر الفرق الإسلامية و وصفها بالضلال و الزيغ و الانحراف ، فكيف خاطب هولاء الغلاة المشركين ؟
لقد كتب إليهم كتابا استهله بكلام عجيب يصفهم فيه بالإسلام و الإيمان ، و يسدى لهم النصح بأسلوب اخوي هادئ لا تجد منه حرفا واحدا في كلامه عن الفرق الإسلامية الأخرى كالاشعرية و الشيعة الامامية و الزيدية و المعتزلة و المرجئة و غيرهم . فقال :
( من احمد بن تيميه إلى من يصل إليه هذا الكتاب من المسلمين المنتسبين إلى السنة و الجماعة ، المنتمين إلى جماعة الشيخ العارف القدوة أبى البركات عدى ابن مسافر الأموي رحمه اللّه ، و من نحى نحوهم ، وفقهم اللّه لسلوك سبيله و اعانهم على طاعته و طاعة رسوله . . . سلام عليكم و رحمه اللّه و بركاته ، و بعد . . . ) .
هكذا جعلهم من المسلمين المنتسبين إلى السنة و الجماعة مع انهم من الغلاة بلا خلاف ، و الغلاة مشركون خارجون عن الإسلام بإجماع الفرق الإسلامية ، و بمقتضى الكتاب و السنة ، لأنهم اخلوا بالتوحيد فخرجوا منه إلى الشرك !
فهل سيكون في هذه المواقف عبرة ؟
***
9 ـ الوهابية في خدمه من ؟
هل فكر الوهابية يوما ما بمصالح المسلمين الكبرى ؟
هل فكروا يوما في التصدي للمطامع الاستعمارية في بلادنا الإسلامية ؟
هل شغلهم الغزو الغربي لبلاد المسلمين ؟
ماذا قدموا في مواجهة النفوذ الصليبي و الصهيوني في بلاد الإسلام ؟
ما هو موقفهم من الولاء للغرب و فتح الأبواب أمامه ليبسط يديه على ثروات المسلمين و على سيادتهم و كرامتهم ؟
لم يعد شيء من ذلك خفيا على احد ، فما ان يفتح المسلم عينيه إلا و يدرك ان الوهابية هم أول خدام الاستعمار الغربي في بلاد المسلمين . .
و ليس هذا فقط ، بل انك لو تتبعت تراث محمد بن عبد الوهاب و قادة الوهابية الأوائل من بعده فلا تجد فيه أثرا لعمارة الأرض ، و إقامة العدل ، و إنصاف المظلوم ، و مكافحه الفقر و الجهل . .
و لا تجد فيه أثرا لتحسين وجه الحياة ، و تحقيق التقدم العلمي و الاقتصادي و الاجتماعي . .و لا أثرا للسلم و الرخاء . .
بل لا تجد فيه سوى تكفير المسلمين و رميهم بالشرك ، و إيجاب قتالهم و استباحة دمائهم و أموالهم !!
إن كل الذي يشغلهم هو وجود قبر هنا ، و مسجد هناك ، و رجل يقول : يا نبي الرحمة اشفع لي عند اللّه !!
هذا هو شغلهم لا غير ، و هذا هو همهم الوحيد الذي انطلقوا تحت غطائه يسفكون دماء المسلمين و يستبيحون المحرمات و يثيرون الفتن واحدة بعد الأخرى ، و لا يهمهم بعد ذلك أن تكون بلاد المسلمين غرضا للأعداء من مشركين و كفار و صليبيين و صهاينة .
هل هز مشاعر شيوخ الوهابية و امرائهم ما جرى لبيت المقدس ، و لمسلمي البوسنة و الهرسك و لبنان ، كما هزهم قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب الذي كان الصحابة يزورونه و يصلون عنده ؟
أم أثارهم التسلط الأمريكي على منابع النفط في بلادنا الإسلامية ، كما أثارهم قبر ريحانة الرسول الحسين بن علي الذي كان الصحابة و التابعون يشدون الرحال لزيارته و حتى في زمن الإمام احمد بن حنبل كما تقدم نقله عن ابن تيميه ؟
و هل سيثيرهم الحصار المفروض على الشعب الليبى المسلم بلا حجة و بلا أدنى ذريعة يمكن قبولها ، كما أثارهم ما وجدوه من هدايا علقت عند قبر الرسول الأكرم ؟
ليتنا نجد منهم ذلك أو بعضا من ذلك . .
انها لمن دواعي الأسى أن تنفق كل هذه الأوقات و الجهود و الأموال و الطاقات الفكرية في الخوض في سفاسف الأمور و توافه الكلام التي لا ينشد لها إلا الجهلة و الغوغاء و العاطلون من الناس .
إن الذي جعل الوهابية يجدون شغلهم الشاغل في هذه المواضع عدة أمور كلها تصدق عليهم :
منها : الضحالة الفكرية وضيق الأفق . . فهم لا يحسنون شيئا إلا هذا النوع من الكلام ، و لا تستوعب أذهانهم سوى هذا المدى من التفكير .
و منها : العجز عن فهم الحياة و عن مواكبه العصر . . فهم عاجزون تماما عن التقدم في البحوث الدينية و العلمية و الاجتماعية تقدما مقبولا في هذا العصر الحديث ، فينكبون على الكلام البالي و المتهرئ فيبالغون في تعظيمه و تقديسه لكي يجدوا لأنفسهم منفذا يطلون منه على هذا العالم المتقدم .
و منها : ضيق صدورهم و امتلا قلوبهم بالحقد و كراهية الخير و حب الشر لهذه الأمة . . فمن تتبع لهجاتهم و نبراتهم المتشنجة و المتوترة و انشدادهم انشدادا في غير محله و تهورهم في الخطاب ، لمس فيهم الضحالة و ضيق الأفق و الحقد و البغض و الهمجية و التخلف بكل معانيها .
و منها : موالاتهم الصريحة و العلنية لأعداء الإسلام . . و هذا موضوع لا يحتاج إلى بيان و ليس هو بخاف على احد ، فليس بين فئات المسلمين من يدين بالولاء للغرب كما يدين له الوهابية ، يخضعون له و يتقربون إليه و يدافعون عن عملائه الخونة ، و ما يزال هذا هو دينهم الذي لا يرتضون له بدلا .
ان وجودهم في بلاد الإسلام فتح و لا يزال يفتح الأبواب أمام الصهيونية و الصليبية المعتدية لتنفذ كيف تشاء في الكيان الإسلامي ، فتمزق و تنهب و تدمر و تحاصر و تبسط نفوذها ، و هولاء يمهدون لها كل شيء و يساندون إخوانهم الخونة في كل مكان . .
انهم الجرثومة الخبيثة التي مهدت للغرب سابقا ان يزرع إسرائيل اللقيطة في قلب هذه الأمة . . و هم الذين ساندوا على الدوام جميع الانظمه العميلة للغرب و وقفوا معها بوجه حركات التحرر الأبية . .
و هم الجرثومة الخبيثة التي تمهد اليوم لتثبيت اقدام المعسكر الغربي في قلب العالم الإسلامي . . و لتثبيت إسرائيل اللقيطة حتى لا يفكر احد في إزالتها . .
و هم الأيادي اللعينة التي يحركها الغرب لمواجهه الصحوة الإسلامية المتصاعدة اليوم و مسانده الانظمة العملية و المنافقة التي تتولى قمع الصحوة الإسلامية بالنار و الحديد . هذه هي حقيقة ما أنجزه الوهابية و ما ينجزونه اليوم و ما يدينون به لمستقبلهم !!
انهم يخشون الصحوة الإسلامية كما تخشاها إسرائيل ، لان مصيرهم أصبح رهينا بمصير إسرائيل .
***
10 ـ نبذة مما صح في الزيارة و التوسل
الزيارة
1 ـ قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي ) .
2 ـ قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( من زارني إلى المدينة كنت له شهيدا و شفيعا يوم القيامة ) .
3 ـ قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( من زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة ) .
4 ـ قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ) .
5 ـ قال الإمام مالك : إذا أراد الرجل أن يأتي قبر النبي ( صلى الله عليه و آله ) فليستدبر القبلة و يستقبل النبي ( صلى الله عليه و آله ) و يصلى عليه و يدعو .
6 ـ عن أصحاب الشافعي : يقف الزائر و ظهره إلى القبلة و وجهه إلى الحظيرة المشرفة ، و هو قول احمد بن حنبل .
7 ـ في كتاب ( العلل و السوالات ) لعبد اللّه بن احمد ابن حنبل ، قال : سالت أبي عن الرجل يمس منبر الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و يتبرك بمسه و يقبله ، و يفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب اللّه تعالى . .
فقال : لا باس به .
8 ـ قال المحب الطبري : يجوز تقبيل القبر و مسه ، و عليه عمل العلماء و الصالحين .
9 ـ من حديث الإمام جعفر الصادق عن آبائه عليهمالسلام : إن فاطمة عليها السلام كانت تأتي قبر حمزة كل جمعه .
***
التوسل
1 ـ في دعائه ( صلى الله عليه و آله ) : ( اللهم بحق السائلين عليك . . . ) .
2 ـ قال الساوى الحنبلي في ( المستوعب ) ـ باب زيارة قبر النبي ( صلى الله عليه و آله ) : ثم ياتى ـ الزائر ـ حائط القبر فيقف ناحيته و يجعل القبر تلقاء وجهه و القبلة خلف ظهره و المنبر عن يساره . ثم ذكر كيفيه السلام و الدعاء و فيه : اللهم انك قلت في كتابك لنبيك ( صلى الله عليه و آله ) : ﴿ ... وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ... ﴾ 8 و اني قد أتيت نبيك مستغفرا ، فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته . اللهم إني أتوجه إليك بنبيك ( صلى الله عليه و آله ) . . .
3 ـ في الصحيفة السجادية المأثورة عن الإمام السجاد على بن الحسينعليه السلام : ( و خلصني يا رب بحق محمد و آل محمد من كل غم ) .
4 ـ قال أبو على الخلال شيخ الحنابلة : ما همنى أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل اللّه تعالى لي ما أحب .
5 ـ قال الإمام الشافعي : انى لأتبرك بابي حنيفة و اجىء إلى قبره كل يوم ، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين و جئت إلى قبره و سالت اللّه تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد أن تقضى .
6 ـ قال أبو بكر محمد بن المومل : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبى بكر بن خزيمة و عديلة ابي علي الثقفي مع جماعه من مشايخنا ، و هم اذ ذاك متوافرون إلى علي بن موسى الرضا بطوس ـ يعنى إلى قبره ـ قال : فرأيت من تعظيمه ـ يعنى ابن خزيمة ـ لتلك البقعة و تواضعه لها و تضرعه عندها ما تحيرنا .
7 ـ قال ابن تيميه : نقل عن احمد بن حنبل في ( منسك المروذى ) التوسل بالنبي ( صلى الله عليه و آله ) و الدعاء عنده . و نقل ابن تيمية ذلك أيضا عن ابن أبي الدنيا و البيهقي و الطبراني بطرق عديدة شهد لها بالصحة .
هذه نبذة موجزة ، و في سير السلف و أحاديثهم في هذا الباب ما يصعب حصره .
***
11 ـ كتب في الرد على الوهابية
لقد تصدى الكثير من علماء المذاهب الإسلامية المختلفة للبدعة الوهابية ، فصنفوا كتبا و رسائل عديدة في الرد عليهم و تفنيد حججهم و بيان بطلان عقائدهم و مخالفتها للكتاب و السنة و المعروف من عقائد السلف و أئمة الاجتهاد ، نذكر هنا طائفة من هذه الكتب هداية و تيسيرا للقاري :
1 ـ الأصول الأربعة في ترديد الوهابية : الخواجه السرهندى .
2 ـ إظهار العقوق ممن منع التوسل بالنبي و الولي الصدوق :
الشيخ المشرفي المالكي الجزائري .
3 ـ الأقوال المرضية في الرد على الوهابية : محمد عطا اللّه .
4 ـ الانتصار للأولياء الإبرار : الشيخ طاهر سنبل الحنفي .
5 ـ الأوراق البغدادية في الحوادث النجدية : الشيخ إبراهيم الراوي .
6 ـ البراهين الساطعة : الشيخ سلامة العزامي .
7 ـ البصائر لمنكري التوسل : الشيخ حمد اللّه الداجوي .
8 ـ تاريخ آل سعود : ناصر السعيد .
9 ـ تجريد سيف الجهاد لمدعي الاجتهاد : الشيخ عبد اللّه بن عبد اللطيف الشافعي .
10 ـ تحريض الأغبياء على الاستغاثة بالأنبياء و الأولياء : الشيخ عبد اللّه بن إبراهيم ميرغيني .
11 ـ تهكم المقلدين بمن ادعى تجديد الدين : الشيخ المحقق محمد بن عبد الرحمن الحنبلي .
12 ـ التوسل بالنبي و بالصالحين : أبو حامد بن مرزوق .
13 ـ جلال الحق في كشف أحوال شرار الخلق : الشيخ إبراهيم حلمي .
14 ـ الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية بادلة الكتاب و السنة النبوية : مالك داود .
15 ـ خلاصة الكلام في امراء البلد الحرام : السيد احمد بن زيني دحلان مفتى مكة .
16 ـ الدرر السنية في الرد على الوهابية : السيد احمد بن زيني دحلان .
17 ـ رد على محمد بن عبد الوهاب : الشيخ إسماعيل التميمي المالكي التونسي .
18 ـ الرد على الوهابية : الفقيه الحنبلي عبد المحسن الاشيقري .
19 ـ رد على الوهابية : الشيخ إبراهيم بن عبد القادر الرياحي التونسي المالكي .
20 ـ رسائل في الرد على الوهابية : وهى رسائل كثيرة يصعب إحصاؤها ، و في طليعتها رسائل المعاصرين لمحمد بن عبد الوهاب و بالخصوص ما كتبه فقهاء الحنابلة في الرد عليه . و قد ورد الكثير من هذه الرسائل في كتاب : ( التوسل بالنبي و بالصالحين ) لأبى حامد مرزوق ، و كتاب ( الدرر السنية في الرد على الوهابية ) لأحمد بن زيني دحلان ، و كتاب ( علماء المسلمين و الوهابيون ) للأستاذ حسين حلمي ايشيق .
21 ـ سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية و مقلده الظاهرية : الشيخ إبراهيم بن عثمان السمنودي المصري .
22 ـ السيف الباتر لعنق المنكر على الأكابر : أبو حامد مرزوق .
23 ـ سيف الجبار المسلول على أعداء الأبرار : شاه فضل رسول القادري .
24 ـ صلح الإخوان في الرد على من قال بالشرك و الكفران :
الشيخ داود بن سليمان البغدادي .
25 ـ الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية : الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب .
26 ـ فتنه الوهابية : احمد بن زيني دحلان .
27 ـ الفجر الصادق : الشيخ جميل صدقي الزهاوي .
28 ـ فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب : الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب .
29 ـ كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب : السيد محسن الأمين .
30 ـ هذه هي الوهابية : الشيخ محمد جواد مغنيه .
و كتب اخرى كثيرة ورد بعضها في أثناء هذا الكتاب الصغير ، و إنما اكتفينا بذكر هذا القدر اختصارا .
و الحمد للّه رب العالمين 9 .
___________
1. القران الكريم : سورة الرحمن ( 55 ) ، الآية : 27 ، الصفحة : 532 .
2. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 52 ، الصفحة : 133 .
3. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 115 ، الصفحة : 18 .
4. القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 57 ، الصفحة : 134 .
5. القران الكريم : سورة الفاتحة ( 1 ) ، الآية : 5 ، الصفحة : 1 .
6. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 255 ، الصفحة : 42 .
7. القران الكريم : سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 28 ، الصفحة : 324 .
8. القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 64 ، الصفحة : 88 .
9. كتاب الوهابية في صورتها الحقيقة للأستاذ صائب عبد الحميد .