عمر والخمر
  • عنوان المقال: عمر والخمر
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 21:21:48 2-10-1403

قال ابن خلدون: " وقد كانت حالة الأشراف العرب في الجاهليّة في اجتناب الخمر معلومة، ولم يكن الكرم شجرتهم، وكان شربها مذمّة عند الكثير منهم "([1]).

وكتب ابن أبي الدنيا في ذمّ المسكر كتابا أورد فيه بإسناده أحاديث منها:

حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة قال حدثنا عاصم بن عمارة قال حدثنا الأوزاعي عن محمد بن أبي موسى عن القاسم بن مخيمرة عن أبي موسى الأشعري أنّه جاء إلى النّبي (ص) بنبيذ ينشّ فقال: اضرب بهذا الحائط فإنّه لا يشربه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر([2]).

وقال ابن كثير: ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطّاب أنّه قال في خطبته على منبر رسول الله(ص): أيها النّاس، إنّه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة: العنب والتّمر والعسل والحنطة والشّعير. والخمر ما خامر العقل([3]).
وقال أيضا: أمّا الخمر فكما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب (رض): إنّه كل ما خامر العقل. و الميسر: هو القمار([4]).

لكنّ عمر بن الخطاب وآخرين من الصّحابة كانوا يشربون النّبيذ، وقد اختلفوا واختلف من بعدهم في حكمه؛ ولازال ذلك الاختلاف ساريا إلى اليوم. وكان عمر بن الخطاب يبرّر شربه النّبيذ أنّه كان يعاني من عسر في الهضم، فقد كان معسارا . وفي هذا المعنى روى البيهقي عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر (رض): إنّا لنشرب من النّبيذ نبيذا يقطع لحوم الإبل في بطوننا من أن تؤذينا([5]).

 

أقول:

ولعلّهم لأجل ذلك رووا أحاديث نسبوا فيها إلى النبي(ص) شرب النبيذ. وقد تفطّن لعاقبة ذلك جماعة منهم وأوردوا أقوالا جديرة بالتّأمّل. قال الشّنقيطي: قال أبو المظفر بن السّمعاني ـ وكان حنفيّا فتحوّل شافعيّاـ : ثبتت الأخبار عن النَّبي (ص) في تحريم المسكر؛ ثمّ ساق كثيرا منها ثمّ قال: والأخبار في ذلك كثيرة ولا مساغ لأحد في العدول عنها والقول بخلافه، فإنّها حجج قواطع. قال: وقد زلّ الكوفيّون في هذا الباب ورووا فيه أخبارا معلولة لا تعارض هذه الأخبار بحال؛ ومن ظنّ أنّ رسول الله (ص) شرب مسكرا فقد دخل في أمر عظيم وباء بإثم كبير، وإنّما الذي شربه كان حلواً ولم يكن مسكرا. وقد روى ثمامة بن حزن القشيري أنّه سأل عائشة عن النّبيذ فدعت جارية حبشيّة فقالت: سل هذه فإنّها كانت تنبذ لرسول الله (ص) فقالت الحبشيّة: كنت أنبذ له في سقاء من اللّيل وأوكئه وأعلّقه فإذا أصبح شرب منه؛ أخرجه مسلم([6]).

وهناك أحاديث متعلّقة بهذا الباب يحسن الاطّلاع عليها([7]). ثمّ هذه أخبار تتعلّق بشرب الخمر على عهد عمر بن الخطاب:

قالوا: شرب أعرابيّ من شراب عمر فسكر، فأمر به فجلد، فقال: إنّي شربت نبيذا من أداوتك! فقال عمر(رض): إنّما نجلدك على السّكر([8]). والقصّة عند ابن أبي شيبة كالتالي[..] عن حسان بن مخارق قال: بلغني أنّ عمر بن الخطّاب ساير رجلا في سفر وكان صائما، فلما أفطر أهوى إلى قربة لعمر معلّقة فيها نبيذ قد خضخضها البعير فشرب منها فسكر، فضربه عمر الحدّ، فقال له: إنّما شربت من قربتك. فقال له عمر: إنّما جلدناك لسكرك([9]). والإنصاف يقضي أن يقال إنّ عمر شرب شرابا سكر منه غيره، بدليل سكر الأعرابيّ الذي شرب من إداوته حتى فقد وعيه؛ فالشّراب شراب واحد، يشرب منه الأعرابيّ فيفقد وعيه ويجلد بسبب ذلك، ويشرب منه عمر فلا يسكر، لأنّه متعوّد على الشّراب القويّ، فليس عليه أيّ حرج. والدّين دين واحد، والشّريعة شريعة واحدة! على أنّ سكر الأعرابي لم يكن متعمّدا، وإنّما هو ناشئ عن قوّة شراب عمر. والرّجل كان صائما وطالما ردّد عمر ومعاصروه "ادرءوا الحدود بالشّبهات "، وتسامح في إقامة الحدّ على المغيرة بناء على ذلك؛ وما أكثر الشّبهات في هذه القصّة، فلماذا حرص عمر بن الخطّاب على إقامة الحدّ على رجل كان طول يومه صائما؟!

وفي سنن النّسائي: عن ابن شهاب عن السّائب بن يزيد أنّه أخبره أنّ عمر بن الخطّاب خرج عليهم فقال: إنّي وجدت من فلان ريح شراب فزعم أنّه شرب الطّلاء، وأنا سائل عمّا شرب، فإن كان مسكرا جلدته. فجلده عمر بن الخطّاب (رض)الحدّ تامّا([10]).

 

أقول:

فقد كان شراب عمر الذي شرب منه الأعرابيّ مسكرا قطعا، ولابد والحال هذه أن تكون رائحته قوية، فلماذا يتعرّض الأعرابّي للجلد ويتعامل عمر مع القضيّة كما لو كان أجنبيّا عنها، والشّراب شرابه؟!.

وقد دافع الجصّاص عن عمر بن الخطّاب كما تقتضيه عدالة جميع الصّحابة وأفضليّة العشرة المبشّرين الذين ليس بينهم أنصاريّ واحد! و لا يتوقّع المرء ممّن دافعوا عنه في مخالفته لرسول الله(ص) ألاّ يدافعوا عنه فيما هو دون ذلك. بل إنّهم تهجّموا على من حدّث أنّه شاهد عمر يشرب، ونسبوه إلى الدّجل. قال ابن حبّان: سعيد بن ذي لعوة شيخ دجّال يزعم أنّه رأى عمر بن الخطّاب (رض)يشرب المسكر. روى عنه الشّعبي ولم يرو في الدّنيا إلاّ هذا الحديث وحديثا آخر لا يحلّ ذكره في الكتب[11]! ومن زعم أنّه سعيد بن ذي حدان فقد وهم؛ وكيف يشرب عمر بن الخطّاب رحمه الله المسكر وهو الذي خطب النّاس بالمدينة وقال في خطبته سمعت النبيّ(ص)يقول:«الخمر من خمسة أشياء، والخمر ما خامر العقل». ولم يكن عمر ممّن كان يشربها في أوّل الإسلام حيث كان شربها حلالا، بل حرّمها على نفسه وقال لا أشرب شيئا يذهب عقلي([12]).

 

أقول:

هكذا أصبح الرّجل دجّالا لأنّه رأى عمر بن الخطاب يشرب المسكر، فأصبحت معاينته زعما، وشهادته دجلا، وكأنّ عمر بن الخطّاب في مقام شيث بن آدم، مع أنّه هو الذي طلب النّبيذ وهو على فراش الموت! و شرب أعرابيّ من إداوته فسكر! كيف سكر الإعرابي إذا لم يكن ما في إداوة عمر مسكرا ؟!

و عن همّام قال: أتي عمر بنبيذ زبيب من نبيذ زبيب الطّائف قال فلمّا ذاقه قطب فقال: إنّ لنبيذ زبيب الطائف لعراما. ثمّ دعا بماء فصبّه عليه فشرب وقال: إذا اشتدّ عليكم فصبّوا عليه الماء واشربوا([13]).

وقد أورد ابن حزم القصّة في المحلّى وقال:وهذا خبر صحيح، إلاّ أنّه لا حجّة لهم فيه، لأنّه ليس فيه أنّ ذلك النّبيذ كان مسكرا، ولا أنّه كان قد اشتدّ، وإنّما فيه إخبار عمر بأنّ نبيذ الطّائف له عرام وشدّة وأنّه كسر هذا بالماء ثمّ شربه! فالأظهر فيه أنّ عمر خشي أن يعرم ويشتدّ فتعجّل كسره بالماء، وهذا موافق لقولنا لا لقولهم أصلا، ولا يصحّ لهم ممّا ذكرنا إلاّ هذان الخبران فقط([14]).

 

أقول:

يقول ابن حزم في وصف الشّراب: «ليس فيه أنّ ذلك النّبيذ كان مسكرا، ولا أنّه كان قد اشتد»، وقوله هذا من أعجب العجب، وإلاّ فلماذا قطب عمر حين ذاقه إذا لم يكن شديدا؟! ولماذا كسره بالماء؟! وما حاجة الشّراب العادي إلى الكسر؟! والدّليل على فساد ما يذهب إليه ابن حزم ومن حذا حذوه قول علقمة بن الأسود: «كنا ندخل على عبد الله بن مسعود (رض)فيسقينا النبيذ الشّديد »([15]).

وعن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة قال: أتي عمر بشراب وهو بالموقف عشيّة عرفة فشرب، ثمّ ناول سيّد أهل اليمن وهو عن يمينه فقال: إنّي صائم. قال: عزمت عليك إلاّ أفطرت وأمرت أصحابك أن يفطروا([16]).

 

أقول:

الخبر يقول: « أُتي عمر بشراب » والشّراب في عرفهم غير الماء واللّبن.
و هذا يعني أنّ عمر بن الخطّاب لم يكتف بحملهم على الإفطار عشيّة ـ أي بعد العصر ـ بل جعلهم يفطرون على الشّراب!

وعن ابن شهاب عن السّائب بن يزيد أنّه أخبره أنّ عمر بن الخطّاب خرج عليهم فقال: إنّي وجدت من فلان ريح شراب وزعم أنّه شرب الطّلاء، وأنا سائل عمّا شرب، فإن كان يسكر جلدته، فجلده عمر الحدّ تاما([17]).

و أنت ترى أنّه يجلد غيره لمجرّد وجود الرّائحة، ويتغاضى عن شرب نبيذ شديد أسكر الأعرابي الذي كان معه. وفي هذا المقام بالذات أنكر على أبي هريرة في قضية قدامة حين قال: «لم أره يشرب ولكنّي رأيته سكران يقيء » وقال له: « لقد تنطعت في الشهادة»([18])! وهذا الاستنباط من طرف أبي هريرة معقول إذ لا يصحّ أن يقيء المرء شيئا لم يشربه؛ بينما عمر بن الخطاب يقطع بالظّنّ، فإنّ الرّائحة تنبعث من كل مختمر وليست بالضرورة رائحة الخمر عينها. وبين القيء والرائحة فرق كبير وأيّ فرق. وإذا كان فلان الذي يتحدّث عنه عمر غير سكران فعلى أي شيء يجلده؟ ألم يقل للأعرابي إنّما جلدتك لسكرك؟! وإنّما تفيد الحصر. وفلان هذا زعم أنّه شرب الطّلاء، والحدود تدرأ بالشّبهات، فكان على عمر أن يصدّقه ويكل أمره إلى الله تعالى؛ لكنّ عمر مولع بالضّرب، ويبحث عن أدنى سبب ليضرب، ولا يهمّ أن يكون المضروب رجلا أو امرأة،كما لا يهمّ أن يضربه أمام أقاربه ومحارمه، غير مراع لشيء من حرمة أهل القبلة الذين حرمة كل واحد منهم أعظم من حرمة الكعبة؛ المهمّ هو الضّرب لمعالجة آثار و ذكريات المعاناة التي سبّبها الخطّاب أيام الطفولة.

وعن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر(رض) حين طعن فجاءه الطّبيب فقال: أيّ الشّراب أحب إليك؟ قال: النبيذ! قال: فأتي بنبيذ فشربه فخرج من إحدى طعناته؛ وكان يقول: «إنّا نشرب من هذا النّبيذ شرابا يقطع لحوم الإبل». قال: وشربت من نبيذه فكان كأشدّ النبيذ([19]). وفي مصنّف ابن أبي شيبة عن نافع بن عبد الحارث قال: قال عمر اشربوا هذا النّبيذ في هذه الأسقية فإنّه يقيم الصّلب ويهضم ما في البطن وإنّه لن يغلبكم ما وجدتم الماء([20]).

 

أقول:

هذا عمر بن الخطّاب يدعو النّاس إلى شرب النّبيذ، ويتبرّع بوصايا ونصائح طبّيّة تفيد أنّ شرب النّبيذ يسهّل عمليّة هضم الطّعام. وفي هذا المعنى قال ابن أبي الدنيا: حدثني أبي رحمه الله قال: قال بعض الحكماء لابنه: يا بنيّ، ما يدعوك إلى النّبيذ؟ قال: يهضم طعامي. قال: هو والله يا بنيّ لدينك أهضم([21]).

وقد كان عمر يبرّر شربه النّبيذ الشّديد بأنّه معسار البطن يابس الطّبيعة، يشرب النّبيذ ليسهّل هضم الطّعام. لكن يرد عليه أنّ تسهيل البطن وتليينه لا ينحصر في النّبيذ، وقد بقي يشربه حتى خرج من الدّنيا، فقد ذكر المؤرّخون وأصحاب التّراجم والسّير أنّه أتي بنبيذ بعد ما طعن وشربه فخرج من الجرح.
و عن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر(رض)حين طعن فجاءه الطبيب فقال: أيّ الشّراب أحبّ إليك؟ قال: النّبيذ! قال فأتي بنبيذ فشربه فخرج من إحدى طعناته. وكان يقول: إنّا نشرب من هذا النّبيذ شرابا يقطع لحوم الإبل. قال: وشربت من نبيذه فكان كأشدّ النبيذ([22]).

أقول: في قولهم " أشدّ النّبيذ " إشارة إلى قوّة النبيذ التي جعلت الأعرابيّ يسكر إلى أن يفقد وعيه، وهذا خلاف زعموا في قولهم عن الأداوة «خضخضها البعير» .

وعن عمرو بن ميمون الأودي قال: شهدت عمر بن الخطّاب (رض)حين طعن ـ قال ـ أتاه أبو لؤلؤة وهو لعلّه يسوّي الصّفوف فطعنه وطعن اثني عشر رجلا، قال: فأنا رأيت عمر (رض)باسطا يده وهو يقول أدركوا الكلب فقد قتلني. فأتاه رجل من ورائه فأخذه. قال: فحمل عمر إلى منزله فأتاه الطّبيب فقال: أيّ الشّراب أحبّ إليك؟ فقال: النّبيذ [!] قال فدعي بالنبيذ فشرب منه فخرج من إحدى طعناته فقال: إنمّا هذا الصّديد صديد الدّم. قال: فدعي بلبن فشرب فقال: أوص يا أمير المؤمنين بما كنت موصيا به، فوالله ما أراك تمسي([23]).

 

أقول:

النبيذ أحبّ الشّراب إليه، وهذا غير ما ذكره من الضّرورة لعسر الهضم، فإنّه يكون بمنزلة الدّواء للعلاج، ولا يقال فيه عادة: أي الدّواء أحبّ إليك؟

وقد أقام عمر بن الخطّاب حدّ الخمر على ابنه عبد الرحمن بن عمر بن الخطّاب الذي كان يقال له أبو شحمة، كما أقام حدّ الخمر على قدامة بن مظعون أخي زوجته زينب بنت مظعون بن حبيب.

أخرج عبد بن حميد عن يزيد بن الأصمّ أنّ رجلا كان ذا بأس وكان من أهل الشّام، وأنّ عمر(رض) فقده فسأل عنه فقيل له: تتابع في الشّراب! فدعا عمر كاتبه فقال له: اكتب من عمر بن الخطّاب إلى فلان بن فلان، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلاّ هو {بسم الله الرحمن الرحيم حم..} إلى قوله تعالى{ إليه المصير}، وختم الكتاب وقال لرسوله: لا تدفعه إليه حتّى تجده صاحيا، ثمّ أمر من عنده بالدّعاء له بالتّوبة؛ فلمّا أتته الصّحيفة جعل يقرأها ويقول: « قد وعدني ربّي أن يغفر لي وحذّرني عقابه»، فلم يبرح يردّدها على نفسه حتى بكى، ثمّ نزع فأحسن النّزوع. فلمّا بلغ عمر توبته قال: هكذا فافعلوا، إذا رأيتم أخاكم قد زلّ زلّة فسدّدوه ووقفوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشّياطين عليه([24]).

 

أقول:

لماذا لم يتعامل عمر مع ابنه عبد الرحمن بما تعامل به مع هذا الرّجل!
وكيف يدعو الآخرين إلى مثل هذه الطّريقة ويقوم بإضافة حدّ لا دليل عليه من كتاب أو سنّة أدّى إلى هلاك ولده. سلوكان مختلفان تماما في واقعة واحدة. لكن يبدو أنّ في شرب عبد الرحمن بن عمر الخمر هتكاً لسمعة آل الخطّاب، وهذا ما لا يتحمّله عمر! ثمّ هو يقول: « إذا رأيتم أخاكم قد زلّ زلّة فسدّدوه ووقفوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشّياطين عليه»، لكنّه نكّل بصبيغ بن عسل فيما هو دون هذا، وجعل منه رجلا يتحاشى النّاس مجالسته بعد أن كان شريفا في قومه. وقد جعل الإسلام حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة.

وقال عبد الله بن عبّاس: بلغ عمر بن الخطّاب (رض) أّنّ سمرة باع خمرا فقال: قاتل الله سمرة، ألم يعلم أنّ رسول الله(ص) قال: «لعن الله اليهود، حرّمت عليهم الشّحوم فجملوها فباعوها »([25]) ؟

 

قصّة قدامة بن مظعون :

استعمل عمر بن الخطّاب قدامة بن مظعون على البحرين فقدم الجارود العبدي من البحرين على عمر بن الخطّاب فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ قدامة شرب فسكر، وإنّي رأيت حدّا من حدود الله حقّا عليّ أن أرفعه إليك . قال عمر: من شهد معك؟ قال: أبو هريرة . فدعا أبا هريرة فقال: بم تشهد؟ فقال: لم أره يشرب ولكنّي رأيته سكران يقيء . فقال عمر: لقد تنطّعت في الشّهادة . ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين . فقدم فقال الجارود لعمر: أقم على هذا كتاب الله . فقال عمر: أ خصم أنت أم شهيد؟ فقال: شهيد. قال: قد أدّيت شهادتك ! فسكت الجارود. ثمّ غدا على عمر فقال: أقم على هذا حدّ الله عزّ وجلّ. فقال عمر: لتمسكنّ لسانك أو لأسوءنّك ! فقال: يا عمر، والله ما ذلك بالحقّ، يشرب ابن عمّك الخمر وتسوءني! فقال أبو هريرة: إن كنت تشكّ في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد ـ امرأة قدامة ـ فسلها . فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها فأقامت الشّهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إنّي حادّك. قال: لو شربت كما يقولون ما كان لكم أن تحدّوني فقال عمر: لمَ؟ قال قدامة: قال الله عز وجل: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصّالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتّقوا وآمنوا وعملوا الصّالحات}، فقال عمر: أخطأت التّأويل، لو اتّقيت الله لاجتنبت ما حرّم الله. ثمّ أقبل عمر على النّاس فقال: ما ترون في جلد قدامة؟ فقال القوم: لا نرى أن تجلده ما كان مريضا. فسكت على ذلك أيّاما، ثمّ أصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لأصحابه: ما ترون في جلد قدامة؟ فقالوا لا نرى أن تجلده ما كان مريضا. فقال عمر: لأن يلقى الله تحت السّياط أحبّ إليّ من أن ألقاه وهو في عنقي. ائتوني بسوط تامّ . فأمر عمر بقدامة فجلد فغاضب عمر وهجره، فحجّ عمر وقدامة معه مغاضب له، فلما قفلا من حجّهما نزل عمر بالسّقيا فنام، فلمّا استيقظ من نومه قال: عجّلوا عليّ بقدامة، فوالله لقد أتاني آت في منامي فقال: سالم قدامة فإنّه أخوك، فعجلوا عليّ به! فلمّا أتوه أبى أن يأتي، فأمر به عمر إن أبى أن يجرّوه إليه[!] فكلّمه عمر واستغفر له، فكان ذلك أوّل صلحهما. روى ابن جريج عن أيوب السختياني قال: لم يحدّ أحد من أهل بدر في الخمر إلاّ قدامة بن مظعون. توفي قدامة سنة ستّ وثلاثين وهو ابن ثمان وستّين سنة([26]).

قال ابن عاشور بخصوص هذه القصّة: وقد يكون المرويّ في سبب النّزول مبيّنا ومؤوّلا لظاهر غير مقصود، فقد توهّم قدامة بن مظعون من قوله تعالى
{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} فاعتذر بها لعمر بن الخطّاب في شرب قدامة خمرا. روي أنّ عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين فقدم الجارود على عمر فقال: إنّ قدامة شرب فسكر؛ فقال عمر: من يشهد على ما تقول ؟ قال الجارود: أبو هريرة يشهد على ما أقول، وذكر الحديث، فقال عمر: ياقدامة، إنّي جالدك. قال: والله لو شربت كما يقولون ما كان لك أن تجلدني! قال عمر: ولم ؟ قال لأن الله يقول{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح} الخ.. فقال عمر: إنّك أخطأت التّأويل يا قدامة، إذا اتّقيت الله اجتنبت ما حرّم الله . وفي رواية فقال: لم تجلدني! بيني وبينك كتاب الله؛ فقال عمر: وأيّ كتاب الله تجد أن لا أجلدك؟ قال: إن الله يقول في كتابه {ليس على الذين آمنوا } إلى آخر الآية، فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصّالحات ثمّ اتّقوا وأحسنوا، شهدت مع رسول الله بدرا، وأحدا والخندق والمشاهد. فقال عمر: ألا تردّون عليه قوله ! فقال ابن عبّاس: إنّ هؤلاء الآيات أنزلن عذرا للماضين وحجّة على الباقين، فعذر الماضين بأنّهم لقوا الله قبل أن تحرّم عليهم الخمر وحجّة على الباقين لأنّ الله يقول {يا أيّها الذين آمنوا إنّما الخمر والميسر..} ثمّ قرأ إلى آخر الآية الأخرى، فإن كان من الذين آمنوا وعملوا الصّالحات ثمّ اتّقوا وآمنوا وأحسنوا فإنّ الله قد نهى أن يشرب الخمر. قال عمر: صدقت ...الحديث([27]).

وعن الزّهري عن السّائب بن يزيد قال: قال عمر بن الخطّاب: «ذكر لي أنّ عبيد الله وأصحابه شربوا شرابا بالشّام، وأنا سائل عنه، فإن كان مسكرا جلدتهم»([28]).

 

أقول:

لكنّ شراب عمر الذي شرب منه الأعرابي مسكر بدليل سكر الأعرابي، و لا أحد يؤاخذ عمر، وهو مع ذلك يقول هذا الكلام.

وهذه صورة الحوار الذي جرى بين عمر بن الخطاب والجارود في قصّة قدامة يذكرها ابن عطيّة الأندلسيّ في تفسيره، قال: وقد تأوّل هذه الآية قدامة بن مظعون الجمحي من الصّحابة (رض) وهو ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه عثمان وعبد الله ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدرا، وكان ختن عمر بن الخطّاب، خال عبد الله وحفصة، ولاّه عمر بن الخطّاب على البحرين ثمّ عزله لأنّ الجارود سيّد عبد القيس قدم على عمر بن الخطّاب فشهد عليه بشرب الخمر، فقال له عمر: ومن يشهد معك؟ فقال: أبو هريرة. فجاء أبو هريرة فقال له عمر: بم تشهد؟ قال: لم أره يشرب ولكن رأيته سكران يقيء! فقال له عمر: لقد تنطّعت في الشّهادة. ثمّ كتب عمر إلى قدامة أن يقدم عليه فقدم؛ فقال الجارود لعمر: أقم علي هذا كتاب الله! فقال له عمر: أخصم أنت أم شهيد؟ قال: بل شهيد. قال: قد أدّيت شهادتك! فصمت الجارود .ثمّ غدا على عمر فقال: أقم على قدامة كتاب الله. فقال له عمر: ما أراك إلاّ خصما، وما شهد معك إلاّ رجل واحد. قال الجارود: إنّي أنشدك الله! قال عمر: لتمسكنّ لسانك أو لأسوأنّك! فقال الجارود: ما هذا والله يا عمر بالحقّ ، أن يشرب ابن عمّك الخمر وتسوءني! فقال أبو هريرة: إن كنت تشكّ في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها، وهي امرأة قدامة، فبعث عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها الله فأقامت الشّهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إنّي حادّك فقال: لو شربت كما يقولون لم يكن لك أن تحدّني. قال عمر: لم؟ قال لأنّ الله تعالى يقول {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح} الآية. فقال له عمر: أخطأت التّأويل، إنّك إذا اتّقيت الله اجتنبت ما حرّم عليك. ثمّ حدّه عمر، وكان مريضا فقال له قوم من الصحابة«لا نرى أن تجلده ما دام مريضا». فأصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لأصحابه: ما ترون في جلد قدامة؟ قالوا:«لا نرى ذلك ما دام وجعا»، فقال عمر: لأن يلقى الله وهو تحت السّياط أحبّ إليّ من أن ألقاه وهو في عنقي، وأمر بقدامة فجلد؛ فغاضب قدامة عمر وهجره إلى أن حجّ عمر وحج معه قدامة مغاضبا له، فلما كان عمر بالسّقيا نام ثمّ استيقظ فقال: عجّلوا عليّ بقدامة، فقد أتاني آت في النّوم فقال«سالم قدامة فإنه أخوك» فبعث في قدامة فأبى أن يأتي، فقال عمر: جروه إن أبى! فلمّا جاء كلّمه عمر واستغفر له، فاصطلحا. قال أيّوب بن أبي تميمة: لم يحدّ أحد من أهل بدر في الخمر غيره([29]).

تلكم كانت القصّة التي اختارها المحدّثون والمؤرخون، وكتموا منها ما يكشف عن أمور تسيء إلى سمعة عمر أو يشنع الحديث به على حدّ تعبير ابن هشام. فقد ذكر ابن شبّة في أخبار المدينة تفاصيل تكشف جوانب خفيّة من شخصيّة عمر وإليك تفصيل ذلك. قال ابن شبّة: حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن جعفر قال: لما توفّي العلاء بن الحضرمي وهو عامل البحرين لعمر (رض)، استعمل عمر(رض)قدامة بن مظعون عليها، فخرج يغزو بعض بلاد الأعاجم فأصابهم في مسيرهم نصب وعذر، فمرّوا ببيت مفتوح فدخله قدامة والأرقم بن أبي الأرقم وعياش بن أبي ربيعة المخزومي وابن حنظلة الرّزقي الأنصاري، فوجدوا فيه طعاما كثيرا وخمرا في جرار، فأكل قدامة وبعض من معه وشربوا من تلك الخمر، ثمّ لحقهم أبو هريرة (رض) فمرّ بالبيت فدخله فوجدهم فأنكر عليهم ما صنعوا، فقال: ما لك ولهذا يا ابن أبيه؟ قال عياش: إنّي والله ما كنت من أمرهم بسبيل، ولا شربت ما شربوا! قال: فما لك معهم؟ قال: استظللت بظلّهم؛ واستقاء فقاء كسرا أكلها وشرب عليها ماء. فركب الجارود العبدي ورجل من بني رياح بن يربوع بن حنظلة كان خصيّا في الجاهليّة، فكان يقال له خصيّ بني رياح في نفر من أهل البحرين حتّى قدموا على عمر(رض) فذكروا له أمر قدامة، وشهدوا عليه بشرب الخمر، فسبّهم وغضب عليهم غضبا شديدا، وأبى أن ينزلهم ومنع الناس أن ينزلوهم[!] ومرّ الجارود بمنزل عمر (رض) وابنة له تطلع وهي ابنة أخت قدامة فقالت: والله لأرجو أن يخزيك الله! فقال: إنما يخزي الله العينين اللتين تشبهان عينيك أو يأثم أبوك! ورجا عمر(رض) أن ينزعوا عن شهادتهم، وأعظم ما قالوا، وأرسل إلى الجارود:" لقد هممت أن أقتلك أو أحبسك بالمدينة فلا تخرج منها أبدا أو أمحوك من العطاء فلا تأخذ مع المسلمين عطاء أبدا"! فأرسل إليه الجارود: إن قتلتني فأنت أشقى بذاك، وإن حبستني بالمدينة فما بلد أحبّ إليّ من بلد فيه قبر رسول الله ومنبره ومهاجره، وإن محوتني من العطاء ففي مالي سعة ويكون عليك مأثم ذاك وتباعته. فلما رأى عمر (رض)أنّهم لا ينزعون ولا يزدادون إلا شدّة أرسل إليهم وسمع منهم، وقال: والله ما استعملت عاملا قطّ لهوى لي فيه إلاّ قدامة، ثمّ والله ما بارك الله لي فيه. ثمّ كتب إلى أبي هريرة (رض)إن كان ما شهدوا حقّا فاجلد قدامة الحدّ واعدل. فلمّا جاء كتاب عمر أبا هريرة (رض)جلد قدامة الحدّ؛ فقدم قدامة على عمر(رض)فتظلّم من أبي هريرة فقدم أبو هريرة (رض)فأرسل إليه عمر(رض)خاصم قدامة فإنّه قد تظلّم منك. فقال: لا، حتّى يرجع إليّ عقلي ويذهب عنّي نصب السّفر وأنام، فإنّي قد سهدت في سفري. فلبث ثلاثا ثمّ خاصم قدامة في بيت عمر، وعند عمر (رض)زينب بنت مظعون وهي أمّ حفصة وعبد الله ابني عمر، فتراجعا، فكان أبو هريرة (رض)أطولهما لسانا، ففزعت بنت مظعون فقالت: لعنك الله من شيخ طويل اللّسان ظالم! فقال أبو هريرة: بل لعنك الله من عجوز حمراء رمضاء بذيء لسانها فاحشة في بيتها([30]) ! فقال قدامة: يا أمير المؤمنين سله لم جلدني؟قال: جلدتك بالذي رأيت منك! قال: هل رأيتني أشرب الخمر؟ قال: لا. قال عمر(رض):الله أكبر! قال أبو هريرة (رض): يرحم الله أبا بكر، تشتمني زوجتك وتقضي بيني وبين ختنك في بيتك وتعين عليّ بالتّكبير! فقال عمر (رض): فقوموا؛ فقاموا جميعا حتّى جلسنا في المسجد، واجتمع عليهم النّاس فقال قدامة: أنشدك الله هل رأيتني أشرب الخمر؟ قال: لا. قال: فهل رأيتني أشتريها؟ قال: لا. قال فهل رأيتني أحملها؟ قال: لا. قال: فهل رأيتها تحمل إليّ؟ قال لا .قال: الله أكبر، ففيم جلدتني؟ قال: جلدتك أنّي رأيتك تقيئها تخرجها من بطنك، فمن أين أدخلتها؟ قال قدامة: وإنّك بالخمر لعالم؟ قال: نعم والله، ولقد كنت أشربها ثمّ ما شربتها بعدما بايعت رسول الله. قال عمر (رض): تب إلى الله يا قدامة! اللّهمّ صدق وكذبت، وبرّ وفجرت، تب إلى الله([31]).

هذه هي القصّة كما رواها ابن شبّة، وأنت ترى أنّ فيها كثيرا من التّفاصيل التي تعمّد الآخرون كتمانها حفاظا منهم على صورة الخليفة في الأذهان، لأنّ المسلم حين يطّلع على تصرّف عمر بن الخطّاب مع من شهدوا على أخي زوجته بشرب الخمر يتعجّب من ذلك التّصرّف الجاهلي الذي لا علاقة له بالإسلام « فسبّهم، وغضب عليهم غضبا شديدا، وأبى أن ينزلهم، ومنع الناس أن ينزلوهم[!]» !! وأبعد من ذلك أنه قال للجارود: " لقد هممت أن أقتلك أو أحبسك بالمدينة فلا تخرج منها أبدا أو أمحوك من العطاء فلا تأخذ مع المسلمين عطاء أبدا ".

لماذا فعل بهم كل هذا؟! ألأنّهم شهدوا على أحد أقارب زوجته، وهو الذي لم يتزعزع حين شهدوا على ولده وأقام عليه حدّا ثانيا؟ أم لأنّ لعمر ضعفا وأيّ ضعف أمام زوجته؟ هذه الزّوجة التي لا ترعى حرمة زوجها وتحضر مجلس رجال وتقول لأبي هريرة أمام زوجها " المهيب " الذي يهابه الولاة وقادة الجيوش : « لعنك الله من شيخ طويل اللّسان ظالم» فتلعن أمام زوجها صحابيّا يتفانى سلفيّة زماننا في الدّفاع عنه! و انظر إلى أبي هريرة يجيبها: «بل لعنك الله من عجوز حمراء رمضاء بذيء لسانها فاحشة في بيتها» فيشهد عليها بالبذاءة والفحش في بيتها، وهو في بيتها! هذا الحوار الساخن المفعم بـ" اللعن" و"الفاحشة " و "البذيئة اللسان" يجري بمحضر عمر بن الخطّاب ولا أثر لهيبته ولا لدرّته!! و في القصّة تأمّلات وعبر غير ما ذكرنا لمن أراد أن يدّبّر.

_______________________

([1]) مقدمة ابن خلدون ج1 ص18 .

([2]) ذم المسكر ابن أبي الدنيا ج1 ص55 .

([3]) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 382.

([4]) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 153 .

([5]) سنن البيهقي الكبرى، ج8ص299 تحت رقم17193 .

([6]) أضواء البيان، الشنقيطي، ج2 ص408 .

([7]) وفي صحيح مسلم ج3ص1590 دار إحياء التراث العربي بيروت . وفي المبدع ابن مفلح الحنبلي، ج 9ص107 المكتب الإسلامي بيروت 1400هـوفي الكافي في فقه ابن حنبل، المقدسي، ج4ص232 المكتب الإسلامي بيروت 1408 هـ، والمغني ابن قدامةج9ص145دار الفكر بيروت 1405هـ . ومصنف عبد الرزاق، ج9ص224،المكتب الإسلامي بيروت 1402، وفي مسند أبي عوانة،ج5ص112 دار المعرفة بيروت 1998 و شرح الزرقاني، ج4ص209 ، دار الكتب العلمية بيروت 1411 .

([8]) أحكام القرآن للجصاص، ج4 ص126 و الناسخ والمنسوخ، النحاس، ج1 ص178 وضعفاء العقيلي ج2 ص104 و تنقيح تحقيق أحاديث التعليق، ج3 ص477 و التحقيق في أحاديث الخلاف ج2 ص375 و تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق ج2 ص306.

([9]) مصنف ابن أبي شيبة ج5ص502 تحت رقم28401 .

([10]) سنن النسائي، ج 8 ص 326 .

[11]) لماذا لا يحل ذكره في الكتب؟

([12]) كتاب المجروحين، ابن حبّان، ج1:ص316 تحت رقم384 .

([13]) مصنف ابن أبي شيبة ج5 ص79 تحت رقم23877 . والمبسوط للسرخسي ج24 ص8 .

([14]) المحلى، ابن حزم، ج7 ص487 .

([15]) أحكام القرآن، الجصاص، ج 4 ص 126

([16]) مصنف ابن أبي شيبة، ج5 ص108 رقم 24194 .

([17]) تفسير البغوي، ج 1 ص 249.

([18]) الإصابة في تمييز الصحابة ج5ص425 وسنن البيهقي الكبرى ج8ص315 و مصنف عبد الرزاق ج9ص241 و أخبار المدينة ج2ص36والوافي بالوفيات ج24ص 152 و الكافي في فقه ابن حنبل ج4ص234 و المغني ج9ص139، و المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج2ص235 و تفسير القرطبي، ج6ص298وأحكام القرآن لابن العربي، ج2ص168 .

([19]) الناسخ والمنسوخ، النحاس، ج1ص175.

([20]) مصنف ابن أبي شيبة ج5ص110 تحت رقم24213 .

([21]) ذم المسكر، ابن أبي الدنيا ج1 ص74 .

([22]) الناسخ والمنسوخ، النحاس ج1 ص175.

([23]) سنن البيهقي الكبرى، ج3ص113 و الطبقات الكبرى، ج3ص362 و شرح معاني الآثار ،ج4ص218.

([24]) روح المعاني، ج 24 ص 43 وتفسير مجاهد، ج2ص563 باختلاف يسير .

([25]) صحيح مسلم، ج3ص1207و سنن النسائي الكبرى، ج3ص87 و سنن النسائي الكبرى، ج6ص342 والسنن المأثورة، ج1ص283 وسنن ابن ماجه، ج2ص1122وسنن الدارمي، ج2ص156 و سنن النسائي (المجتبى)، ج7ص177 ومسند أبي عوانة، ج3ص371، ومصنف عبد الرزاق، ج6ص75، ومصنّف عبد الرزاق، ج8ص195، ومعرفة السنن والآثار، ج4ص399، ومسند الحميدي، ج1ص9، ومسند أحمد بن حنبل، ج1ص25، ومسند البزار، ج1ص219، و مسند عمر بن الخطاب، ج1ص46 وج1ص47 و فتح الباري ج4ص414، وفتح الباري، ج4ص414، وعمدة القاري، ج12ص36 التمهيد لابن عبد البر ج4ص143 و مقدمة فتح الباري ج1ص360 .

([26]) أسد الغابة، ج1ص 908، و المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج2 ص235 و الوافي بالوفيات، ج24 ص153 .

([27]) التحرير والتنوير، ابن عاشور، ج 1 ص10.

([28]) مصنف ابن أبي شيبة ج5ص68 تحت رقم23756.

([29]) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ابن عطية الأندلسي، ج2ص235.

([30]) كل هذا السّبّ والشّتم بحضور الخليفة عمر ذي الهيبة! وما يلفت انتباه المتتبّع هو سلوك عمر مع بنت مظعون على خلاف عادته، فإنّه يضرب النّساء لأمور أقلّ بكثير مما أتت به هي!

([31]) أخبار المدينة، ابن شبة النميري، ج2 ص38 .