حوار في آفاق عقائديّة
  • عنوان المقال: حوار في آفاق عقائديّة
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 20:27:35 1-9-1403

حوار في آفاق عقائديّة

 

عن عبدالسّلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام: يا ابن رسول الله! ما تقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة؟

فقال عليه السّلام: يا أباالصلت! إنّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّداً صلّى الله عليه وآله على جميع خلقه من النّبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدّنيا والآخرة زيارته، فقال عزّوجلّ: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطاعَ اللهَ (1)، وقال: إنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إنّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُاللهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ (2)، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله»، ودرجة النّبيّ صلّى الله عليه وآله في الجنّة أرفع الدّرجات، فمن زاره في درجته في الجنّة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.

قال: قلت: يا ابن رسول الله! فما معنى الخبر الّذي رووه: انّ ثواب لا إله إلاّ الله، النّظر إلى وجه الله؟

فقال عليه السّلام: يا أباالصّلت! فمن وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكنّ وجه الله انبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم أجمعين، هم الّذين بهم يتوجّه إلى الله عزّ وجلّ وإلى دينه ومعرفته، وقد قال الله عزّوجلّ: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ * وَيَبْقى وَجْهُ رَبّكَ ذُوالْجَلالِ وَالإْكْرامِ وقال الله عزّوجلّ: كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلاّ وَجْهَهُ ، فالنّظر إلى انبياء الله ورسله وحججه عليهم السّلام في درجاتهم ثواب عظيمٌ للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني و لم أره يوم القيامة، و قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني»، يا ابا الصّلت! إنّ الله تبارك و تعالى لا يوصف بمكان، ولا يُدَرك بالأبصار والأوهام.

قال: قلت له: يا ابن رسول الله! فأخبرني عن الجنّة والنّار، أهما اليوم مخلوقتان؟

فقال: نعم، وإنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد دخل الجنّة ورأى النّار لمّا عُرج به إلى السّماء.

قال: فقلت له: إنّ قوماً يقولون: إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين!

فقال عليه السّلام: ما أُولئك منّا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنّة والنّار فقد كذّب النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وكذّبنا، وليس من ولايتنا على شيءٍ، ويخلد فى نار جهنّم، قال الله عزّوجلّ: هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّب بِهَاالْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ .

----------

1ـ النِّساء (4)80.

2ـ الفتح (48) 10.

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام