مناظرة الفضال بن الحسن مع أبي حنيفة
  • عنوان المقال: مناظرة الفضال بن الحسن مع أبي حنيفة
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 21:9:22 2-10-1403

مر الفضال بن الحسن بن فضال الكوفي بأبي حنيفة، وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه. فقال لصاحب كان معه: والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة! قال صاحبه: إن أبا حنيفة ممن قد علت حاله وظهرت حجته.

قال: مه! هل رأيت حجة كافر علت على مؤمن؟ ثم دنا منه، فسلم عليه فرد ورد القوم السلام بأجمعهم.

فقال: يا أبا حنيفة رحمك الله إن لي أخا يقول: إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام وأنا أقول: إن أبا بكر خير الناس وبعده عمر، فما تقول أنت رحمك الله؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه، فقال: كفى بمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وآله كرما وفخرا، أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره، فأي حجة أوضح لك من هذه؟.

فقال له فضال: إني قد قلت ذلك لأخي، فقال: والله لئن كان الموضع لرسول الله صلى الله عليه وآله دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله صلى الله عليه وآله فقد أساءا وما أحسنا إذا رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما. فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له: لم يكن له ولا لهما خاصة، ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما.

فقال له فضال: قد قلت له ذلك، فقال: أنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وآله مات عن تسع حشايا، ونظرنا فإذا لكل واحدة تسع الثمن، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر، فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك؟

وبعد، فما بال حفصة وعائشة ترثان رسول الله صلى الله عليه وآله وفاطمة بنته تمنع الميراث؟ فقال أبو حنيفة: يا قوم نحوه عني فإنه والله رافضي خبيث.