أحسن ذكرى لي في مشهد المقدسة: أني لمّا ذهبت إلى مشهد لأول مرّة ودخلت حرم الإمام الرضا عليه السّلام.. تعجّبت عندما رأيت أبوابه الكبيرة، والحرم نفسه كبير جداً.
سألتُ أبي: ـ بابا.. هل هذا قصر ؟
ضحك أبي وقال: ـ لا يا بابا.. هذا حرم الإمام الرضا عليه السّلام إمامنا الثامن.
ثمّ دخلنا في داخل الحرم.. وأخذ أبي يوضّح لي لماذا جئنا إلى هنا، وحكى لي عن قدسيّة هذا المكان، وعن عظَمة الإمام الرضا عليه السلام.
حكى لي أبي هذا.. فبدأتُ أقترب شيئاً فشيئاً من ضريح الإمام، حتّى صرتُ ملاصقاً له.
حكيتُ مع الإمام الرضا بصوت منخفض، وطلبت منه أن أتعلّم الصلاة، لأني تمرّنت على الصلاة عدّة مرّات.. لكنّي لم أتعلّم.
بعد أن طلبتُ من الإمام ذلك.. شعرتُ أني أستطيع أن أتعلّم.
ثمّ ذهبتُ بهدوء قرب رفوف كانت في إحدى الزوايا، فيها مصاحف وكتب الزيارة والدعاء. جلست هناك، وتناولتُ كتاباً من الكتب.
الكتاب كان حول تعليم الصلاة.. وبدأتُ أقرأ.
قرأت مرّة واحدة.. فشعرتُ أني أقدر أن أصلّي.
وطلبتُ من أبي أن يقف قريباً منّي ويستمع إلى صلاتي، هل هي صحيحة ؟ كنت قد توضّأت قبل أن ندخل الحرم.
صلّيت بصوت مسموع. وبعد الصلاة قال لي أبي: ـ تقبّل الله. رائع، صلاتك صحيحة يا ولدي.
وفي تلك اللحظة.. شعرت بسعادة كبيرة في صدري.