في دلالات حديث المنزلة ، و كما أشرنا من قبل ، دلالات حديث المنزلة متعددة ، و كلّ واحدة منها تكفي لان تكون بوحدها دليلاً على إمامة أمير المؤمنين .
قبل كلّ شيء لابدّ أنْ نرى ما هي منازل هارون من موسى حتّى يكون علي نازلاً من النبي منزلة هارون من موسى ، لنرجع إلى القرآن الكريم و نستفيد من الايات المباركات منازل لهارون :
المنزلة الاُولى : النبوّة
قال تعالى : ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ﴾ 1.
المنزلة الثانية : الوزارة
قال تعالى عن لسان موسى : ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي ﴾ 2، و في سورة الفرقان قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا ﴾ 3، و في سورة القصص عن لسان موسى : ﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ... ﴾ 4.
المنزلة الثالثة : الخلافة
قال تعالى : ﴿ ... وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ 5.
المنزلة الرابعة : القرابة القريبة
قال تعالى عن لسان موسى : ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ﴾ 6.
و رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ) يخبر في حديث المنزلة عن ثبوت جميع هذه المنازل القرآنية لهارون و غيرها كما سنقرأ ، عن ثبوتها جميعاً لعلي ما عدا النبوة ، لقد أخرج رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) النبوة بعد شمول تلك الكلمة التي أطلقها ، هي تشمل النبوة إلاّ أنّه أخرجها و استثناها استثناءً ، لقيام الضرورة على أنْ لا نبي بعده ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، و يبقى غير هذه المنزلة باقياً و ثابتاً لعلي ( عليه السلام ) ، و بيان ذلك :
إنّ عليّاً ( عليه السلام ) و إنْ لم يكن بنبي ، و هذا هو الفارق الوحيد بينه و بين هارون في المراتب و المقامات و المنازل المعنوية الثابتة لهارون ، و إنْ لم يكن بنبي ، إلاّ أنّه ( عليه السلام ) يعرّف نفسه و يذكر بعض خصائصه و أوصافه في الخطبة القاصعة ، نقرأ في نهج البلاغة يقول (عليه السلام) :
« و لقد علمتم موضعي من رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم )بالقرابة القريبة و المنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره و أنا ولد ، يَضمّني إلى صدره و يكنفني في فراشه ، و يمسّني جسده ، و يشمّني عرفه ، و كان يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه ، و ما وجد لي كذبة بقول و لا خطلة في فعل ، و لقد قرن الله به ( صلى الله عليه و آله و سلم ) من لدن أنْ كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم و محاسن أخلاق العالَم ، ليله و نهاره ، و لقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أُمّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه عَلَما ، و يأمرني بالاقتداء به ، و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء ، فأراه و لا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله و خديجة و أنا ثالثهما » .
لاحظوا هذه الكلمة : « أرى نور الوحي و الرسالة ، و أشمّ ريح النبوّة ، و لقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته » .
ثمّ لاحظوا ماذا يقول الرسول لعلي : « إنّك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى ، إلاّ أنّك لست بنبي و لكنّك وزير ، و إنّك لعلى خير » 7 .
أرجو الانتباه إلى ما أقول ، لتروا كيف تتطابق الايات القرآنيّة و الاحاديث النبويّة و كلام علي في الخطبة القاصعة ، إنّ عليّاً و إنْ لم يكن بنبي لكنّه رأى نور الوحي و الرسالة و شمّ ريح النبوّة .
أترون أنّ هذا المقام و هذه المنزلة تعادلها منازل جميع الصحابة من أوّلهم إلى آخرهم في المنازل الثابتة لهم ؟ تلك المنازل لو وضعت في كفّة ميزان ، و وضعت هذه المنزلة في كفّة ، أترون أنّ تلك المنازل كلّها و تلك المناقب ، تعادل هذه المنقبة الواحدة ؟
فكيف و أنْ يُدّعى أنّ شيئاً من تلك المناقب المزعومة يترجّح على هذه المنقبة ؟
علي لم يكن بنبي ، لكنّه شمّ ريح النبوّة ، لكنْ ما معنى هذه الكلمة بالدقّة ، لا نتوصّل إلى معناها ، و عقولنا قاصرة عن درك هذه الحقيقة ، لم يكن بنبي إلاّ أنّه شمّ ريح النبوّة ، و أيضاً : لم يكن علي نبيّاً إلاّ أنّه كان وزيراً ، لمن ؟ لرسول الله الذي هو أشرف الانبياء و خير المرسلين و أكرمهم و أعظمهم و أقربهم إلى الله سبحانه و تعالى ، و أين هذه المرتبة من مرتبة هارون بالنسبة إلى موسى الذي طلب أن يكون هارون وزيراً له ، إلاّ أنّ كلامنا الان في دوران الامر بين علي و أبي بكر .
و من الاحاديث الشاهدة بوزارة علي ( عليه السلام ) لرسول الله ، الحديث الذي ذكرناه في يوم الدار ، يوم الانذار ، حيث قال : « فأيّكم يوآزرني على أمري هذا ؟ » قال علي : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فقال : « إنّ هذا أخي و وصيّي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا » 8 .
و في رواية الحلبي في سيرته : « إجلس ، فأنت أخي و وزيري و وصيّي و وارثي وخليفتي من بعدي » 9 .
و في تاريخ دمشق ، و في المرقاة ، و في الدر المنثور ، و في الرياض النضرة ، يروون عن ابن مردويه و عن ابن عساكر و عن الخطيب البغدادي و غيرهم ، عن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول : « اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى : اللهمّ اجعل لي وزيراً من أهلي أخي عليّاً ، اشدد به أزري و أشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً و نذكرك كثيراً ، إنّك كنت بنا بصيراً » 10 .
و أيضاً ، هذه دلالات حديث المنزلة ، لاحظوا كيف تتطابق الايات و الروايات و كلام علي بالذات ؟
إنّ لعلي (عليه السلام) موضعاً من رسول الله يقول : « قد علمتم موضعي من رسول الله بالقرابة القريبة » ، هذه القرابة القريبة في قصّة موسى و هارون قول موسى : ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي ﴾ 2 ، و من هنا سيأتي أنّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) قد ذكر حديث المنزلة في قصة المؤاخاة بينه و بين علي عليهما الصلاة والسلام .
مضافاً إلى قوله تعالى : ﴿ ... وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ ... ﴾ 11.
فإنّ الاوصاف الثلاثة هذه ـ أي الايمان و الهجرة وكونه ذا رحم ـ لا تنطبق إلاّ على علي ، فيظهر أنّ القرابة القريبة هي جزء من مقوّمات الخلافة و الولاية بعد رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) .
و قد ذكر الفخر الرازي بتفسير الاية المذكورة استدلال محمّد ابن عبدالله بن الحسن بن الحسن المجتبى ( عليه السلام ) بالاية المباركة هذه ، في كتاب له إلى المنصور العباسي ، استدلّ بهذه الاية على ثبوت الاولوية لعلي ، وأجابه المنصور بأنّ العباس أولى بالنبي من علي ، لانّه عمّه و علي ابن عمّه ، و وافق الفخر الرازي الذي ليس من العباسيين ، وافق العباسيين في دعواهم هذه ، لا حبّاً للعباسيين ، و إنّما ؟
و الفخر الرازي نفسه يعلم بأنّ العباس عمّ النبي ، و لكن العباس ليس من المهاجرين ، إذ لا هجرة بعد الفتح ، فكان علي هو المؤمن المهاجر ذا الرحم ، و لو فرضنا أنّ في الصحابة غير علي من هو مؤمن و مهاجر ، و الانصاف وجود كثيرين منهم كذلك ، إلاّ أنّهم لم يكونوا بذي رحم ، و يبقى العباس و قد عرفتم أنّه ليس من المهاجرين ، فلا تنطبق الاية إلاّ على علي .
و هذا وجه استدلال محمّد بن عبدالله بن الحسن في كتابه إلى المنصور ، و قد كان الرجل عالماً فاضلاً عارفاً بالقرآن الكريم ، و الفخر الرازي في هذا الموضع يوافق العباسيين و المنصور العباسي ، و يخالف الهاشميين و العلويين حتّى لا يمكن ـ بزعمه ـ الاستدلال بالاية على إمامة علي أمير المؤمنين .
فقوله تعالى : ﴿ ... وَأُولُو الْأَرْحَامِ ... ﴾ 12دليل آخر على إمامة علي ، و من هنا يظهر : أنّ استدلال علي ( عليه السلام ) و ذكره القرابة القريبة كانت إشارة إلى ما في هذه الناحية من الدخل في مسألة الامامة و الولاية .
مضافاً إلى أنّ العباس قد بايع عليّاً ( عليه السلام ) في الغدير و بقي على بيعته تلك ، ولم يبايع غير أمير المؤمنين ، بل في قضايا السقيفة جاء إلى علي ، و طلب منه تجديد البيعة ، فيسقط العباس عن الاستحقاق للامامة و الخلافة بعد رسول الله ، و لو تتذكرون ، ذكرت لكم في الليلة الاُولى أنّ هناك قولاً بإمامة العباس ، لكنّه قول لا يستحق الذكر و البحث عنه عديم الجدوى .
و من منازل هارون
أعلميّته بعد موسى من جميع بني إسرائيل ومن كلّ تلك الاُمّة ، و قد ثبتت المنزلة هذه بمقتضى تنزيل علي منه بمنزلة هارون من موسى لامير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و إلى الاعلميّة هذه يشير علي ( عليه السلام ) في الاوصاف التي ذكرها لنفسه في هذه الخطبة و في غير هذه الخطبة .
في هذه الخطبة يقول : « كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أُمّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به » .
و يقول ( عليه السلام ) في خطبة أُخرى بعد أنْ يذكر العلم بالغيب يقول : « فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلاّ الله ، و ما سوى ذلك [ أي ما سوى ما اختصّ به سبحانه وتعالى لنفسه ] فعلم علّمه الله نبيّه ، فعلّمنيه و دعا لي بأنْ يعيه صدري و تضْطَمّ عليه جوانحي » .
و أيضاً : تظهر أعلميّته ( عليه السلام ) من قوله في نفس هذه الخطبة عن رسول الله حيث خاطبه بقوله : « إنّك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى » .
و أيضاً : رسول الله يقول في علي : « أنا مدينة العلم و عليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها » .
هذا الحديث هو الاخر من الاحاديث الدالة على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه ، وكان ينبغي أن نخصّص ليلة للبحث عن هذا الحديث الشريف ، لنتعرّض هناك عن أسانيده و دلالاته ، و لنتعرّض أيضاً لمحاولات القوم في ردّه و إبطاله ، و ما ارتكبوه من الكذب و الدسّ و التزوير و التحريف .
أمّا ثبوت الاعلميّة لهارون بعد موسى ، فلو أردتم ، فراجعوا التفاسير في قوله تعالى : ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي ... ﴾ 13عن لسان قارون ، في ذيل هذه الاية ، تجدون التصريح بأعلميّة هارون من جميع بني إسرائيل إلاّ موسى ، فراجعوا تفسيرالبغوي 14 ، و راجعوا تفسير الجلالين 15 ، و غير هذين من التفاسير .
من دلالات حديث المنزلة العصمة
و هل من شك في ثبوت العصمة لهارون ؟ و قد نزّل رسول الله أمير المؤمنين منزلة هارون ، ولم يدّع أحد من الصحابة العصمة ، كما لم يدّعها أحد لواحد من الصحابة ، سوى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
و حينئذ هل يجوّز عاقل أن يكون الامام بعد رسول الله غير معصوم مع وجود المعصوم ؟
و هل يجوّز العقل أنْ يجعل غير المعصوم واسطة بين الخلق و الخالق مع وجود المعصوم ؟
و هل يجوز عقلاً و عقلاءاً الاقتداء بغير المعصوم مع وجود المعصوم ؟
و إلى مقام العصمة يشير علي ( عليه السلام ) عندما يقول و يصرّح بأنّه كان يرى نور الوحي و الرسالة و يشمّ ريح النبوة .
و هل يعقل أن يترك مثل هذا الشخص و يقتدى بمن ليس له أقلّ قليل من هذه المنزلة ؟
و لا يخفى عليكم أنّ الذي كان يسمعه رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وأنّ الذي كان يراه رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، هو أسمى و أجلّ و أرقى و أرفع ممّا كان يراه و يسمعه غيره من الانبياء السابقين عليه ، فكان علي يسمع و يرى ما يسمع و يرى النبي ، و عليكم بالتأمّل التام في هذا الكلام .
من خصائص هارون و منازله
أنّ الله سبحانه و تعالى أحلّ له ما لم يكن حلالاً لغيره في المسجد الاقصى ، و بحكم حديث المنزلة يتمّ هذا الامر لعلي و أهل بيته بالخصوص ، و يكون هذا من جملة ما يختصّ بأمير المؤمنين و أهل البيت الطاهرين و يميّزهم عن الاخرين ، فيكونون أفضل من هذه الناحية أيضاً من غيرهم .
و الشواهد لهذا الحديث ولهذا التنزيل في الاحاديث كثيرة ، و من ذلك : حديث سدّ الابواب ، و هذه ألفاظ تتعلّق بهذا الموضوع في السنّة النبويّة الشريفة المتفق عليها بين الفريقين ، و أنا أنقل لكم من بعض المصادر المعتبرة عند أهل السنّة :
أخرج ابن عساكر في تاريخه ، و عنه السيوطي في الدرّ المنثور 16 : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) خطب فقال : « إنّ الله أمر موسى و هارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتاً ، و أمرهما أنْ لا يبيت في مسجدهما جنب ، و لا يقربوا فيه النساء ، إلاّ هارون و ذريّته ، و لا يحلّ لاحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلاّ علي و ذريّته » .
و في مجمع الزوائد عن علي ( عليه السلام ) قال : أخذ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بيدي فقال : « إنّ موسى سأل ربّه أنْ يطهّر مسجده بهارون ، و إنّي سألت ربّي أنْ يطهّر مسجدي بك و بذريّتك » ، ثمّ أرسل إلى أبي بكر أنْ سدّ بابك ، فاسترجع [ أي قال : إنّا لله و إنّا إليه راجعون ] ثمّ قال :
سمعٌ و طاعة ، فسدّ بابه ، ثمّ أرسل إلى عمر ، ثمّ أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثمّ قال رسول الله : « ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي ، و لكن الله فتح باب علي و سدّ أبوابكم » 17 .
و في مجمع الزوائد و كنز العمال و غيرهما ـ و اللفظ للاوّل ـ : لمّا أخرج أهل المسجد و ترك عليّاً قال الناس في ذلك [ أي تكلّموا في ذلك و اعترضوا ] فبلغ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال : « ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ، ولا أنا تركته ، ولكنّ الله أخرجكم وتركه ، إنّما أنا عبد مأمور ، ما أُمرت به فعلت ، إنّ أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ » 18 .
و في كتاب المناقب لاحمد بن حنبل ، و كذا في المسند ، و في المستدرك للحاكم ، و في مجمع الزوائد ، و تاريخ دمشق ، ) و غيرها 19 عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : « سدّوا هذه الابواب إلاّ باب علي » ، قال : فتكلّم في ذلك ناسٌ ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فحمد الله و أثنى عليه ثمّ قال : « أمّا بعد ، فإنّي أمرت بسدّ هذه الابواب غير باب علي ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت شيئاً و لا فتحته ، ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته » .
و هذا الحديث موجود في صحيح الترمذي ، و في الخصائص للنسائي 20 ، و غيرهما من المصادر أيضاً .
و لذا كانت قضية سدّ الابواب من جملة موارد قوله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : « علي منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » .
و إلى الان ظهرت دلالة حديث المنزلة على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
من جهة ثبوت العصمة له .
و من جهة ثبوت الافضلية له .
و من جهة ثبوت بعض الخصائص الاُخرى الثابثة لهارون 21 .
______________
1. القران الكريم: سورة مريم (19)، الآية: 53، الصفحة: 309.
2. a. b. القران الكريم: سورة طه (20)، الآية: 29 و 30، الصفحة: 313.
3. القران الكريم: سورة الفرقان (25)، الآية: 35، الصفحة: 363.
4. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 34، الصفحة: 389.
5. القران الكريم: سورة الأعراف (7)، الآية: 142، الصفحة: 167.
6. القران الكريم: سورة طه (20)، الآيات: 29 - 32، الصفحة: 313.
7. نهج البلاغة : 2 / 182 ـ مطبعة الاستقامة بمصر ( محمّد عبده ) .
8. تفسير البغوي : 4 / 278 ، و مصادر أُخرى .
9. السيرة الحلبيّة : 1 / 461 .
10. ترجمة الامام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 1 / 120 ـ 121 رقم 147 ، الدر المنثور : 5 / 566 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1403 هـ ، الرياض النضرة : 3 / 118 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت .
11. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 6، الصفحة: 418.
12. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 75، الصفحة: 186.
13. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 78، الصفحة: 395.
14. تفسير البغوي : 4 / 357 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1405 هـ .
15. تفسير الجلالين : 2 / 201 ـ نشر مصطفى البابي الحلبي بمصر ـ 1388 هـ .
16. ترجمة الامام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 1 / 296 ، الدر المنثور : 4 / 383 .
17. مجمع الزوائد : 9 / 114 .
18. مجمع الزوائد : 9 / 115 ، كنز العمال : 11 / 600 رقم 32887 ـ دار إحياء التراث .
19. فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لاحمد بن حنبل : 72 رقم 109 ، مسند أحمد : 5 / 496 رقم 18801 ، مستدرك الحاكم : 3 / 125 ، مجمع الزوائد 9 / 114 ، ترجمة الامام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 1 / 279 ـ 280 رقم 324 ، الرياض النضرة : 3 / 158 .
20. خصائص النسائي : 59 رقم 38 .
21. كتاب حديث المنزلة للسيد علي الحسيني الميلاني : 29 ـ 38 .