[ وهو بعض خطبة طويلة خطبها يوم الفطر ] [ وفيها يحمد الله ويذم الدنيا ] [ حمد الله ]
الْحَمْدُ للهِ غَيْرَ مَقْنُوطٍ (1) مِنْ رَحْمَتِهِ، وَلاَ مَخْلُوٍّ مِنْ نِعْمَتِهِ، وَلاَ مَأْيُوسٍ مِنْ مَغْفِرَتِهِ، وَلاَ مُسْتَنْكَفٍ (2) عَنْ عِبَادَتِهِ، الَّذِي لاَ تَبْرَحُ مِنْهُ رَحْمَةٌ، وَلاَ تُفْقَدُ لَهُ نِعْمَةٌ.
[ذم الدنيا] وَالدُّنْيَا دَارٌ مُنِيَ لَهَا الْفَنَاءُ (3) وَلاِهْلِهَا مِنْهَا الْجَلاَءُ (4) وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، قَدْ عُجِّلَتْ لِلطَّالِبِ، وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ النَّاظِرِ (5) فَارْتَحِلُوا مِنْهَا بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، وَلاَ تَسْأَلُوا فِيها فَوْقَ الْكَفَافِ (6) وَلاَ تَطْلُبُوا مِنْهَا أكْثَرَ مِنَ الْبَلاَغِ (7)
---------
1. مَقْنُوط: ميؤوس، من القنوط وهو اليأس.
2 . مُسْتَنْكف؛ الاستنكاف: الاستكبار.
3 . مُنيَ لها الفَنَاءُ ـ ببناء الفعل للمجهول ـ أي: قُدّرَلها.
4 . الجلاء: الخروج من الاَوطان.
5 . التَبَسَتْ بِقَلْبِ الناظِرِ: اختلطت به محبةً.
6 . الكَفاف: ما يَكُفّكَ أي يمنعك عن سؤال غيرك، وهو مقدار القوت.
7 . البلاغ: ما يتبلّغ به، أي: يقتات به مدّة الحياة.