ومن كلام له عليه السلام وقد أشار عليه أصحابه بالاستعداد لحرب أهل الشام بعد إرساله جرير بن عبدالله البجلي إلى معاوية:
إِنَّ اسْتَعْدَادِي لِحَرْبِ أَهْلِ الشَّامِ وَجِرِيرٌ عِنْدَهُمْ، إِغْلاَقٌ لِلشَّامِ، وَصَرْفٌ لاََِهْلِهِ عَنْ خَيْرٍ إِنْ أَرادُوهُ، وَلكِنْ قَدْ وَقَّتُّ لِجَرِيرٍ وَقْتاً لاَ يُقِيمُ بَعْدَهُ إِلاَّ مَخْدُوعاً أَوْ عَاصِياً، وَالرَّأْيُ مَعَ الاََْنَاةِ (1) فَأَرْوِدُوا (2) وَلاَ أَكْرَهُ لَكُمُ الاِْعْدَادَ (3) وَلَقَدْ ضَرَبْتُ أَنْفَ هذَا الاََْمْرِ وَعَيْنَهُ (4) وَقَلَّبْتُ ظَهْرَهُ وَبَطنَهُ، فَلَمْ أَرَلِي إِلاَّ الْقِتَالَ أَوِ الْكُفْرَ. إِنَّهُ قَدْ كَانَ عَلَى الاَُْمَّةِ وَالٍ أَحْدَثَ أَحْدَاثاً، وَأَوْجَدَ النَّاسَ مَقَالاً (5) ، فَقَالُوا، ثُمَّ نَقَمُوا فَغَيَّروا.
--------
1. الاَناة: التثَبّتُ والتأني.
2 . أرْوِدُوا: ارفقُوا، أصله من أرْوَدَ في السير إرواداً، إذا سار برفق.
3 . الاِعْداد: التهيئة.
4 . وَلَقَدْ ضرَبْتُ أنْفَ هذا الاَمْرِ وعَيْنَهُ: مَثَلٌ تقوله العرب في الاستقصاء في البحث والتأمل والفكر.
5 . أوْجَدَ الناسَ مَقالاً: جعلهم واجدين له.