القصيدة الكوثرية
  • عنوان المقال: القصيدة الكوثرية
  • الکاتب: السيد رضا الهندي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 12:1:37 14-9-1403

القصيدة الكـوثريّة *

السيّد رضا الهندي

نبذة عن حياة الشاعر السيّد رضا الهندي :

* هو السيّد رضا ابن السيد محمّد ابن السيد هاشم الرضوي الموسوي المعروف بالهندي ، يرجع نسبه إلى الإمام علي الهادي( عليه السلام ) .

* ولد في مدينة النجف الأشرف عام ( 1290هجرية ) .

* انتقل مع والده إلى سامراء عام ( 1298 هجرية ) لطلب العلوم الدينية .

* عاد إلى النجف عام ( 1311 هجرية ) ليواصل دراسته في حوزتها العلمية .

* أساتذته هم : السيد محمد الطباطبائي ، والشيخ محمد طه نجف ، والشيخ ملا كاظم الخراساني صاحب كتاب كفاية الأصول ، والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر والشرابياني وغيرهم .

* درس عند والده علوم الجفر والأوراد والرمل والأوفاق .

* كتب الشعر في سنٍّ مبكّرة ، وامتاز شعره بالرقّة والسهولة والأصالة .

* له مؤلفات منها : ( الميزان العادل بين الحق والباطل ) وكتاب ( سبيكة العسجد في تأريخ أبجد ) وله ديوان شعر مطبوع.

* استقر وكيلاً عن المرجع السيد أبي الحسن الأصفهاني في ( الفيصلية ) من قرى محافظة الديوانية مرشداً وواعظاً ومعلّماً ، حتى وافته المنيّة فيها عام ( 1362 هجرية ) ، ودُفن في مقبرة قرب داره في النجف الأشرف .

* هذه القصيدة من أشهر قصائده وأروعها من حيث السبك والأداء والوزن والمحتوى .

القصيدة الكوثريّة

أَمُفَلَّجُ (1) ثَغْرِكَ أَمْ جَوْهَرْ = وَرَحِيْقُ رِضَابِكَ (2) أَمْ سُكَّرْ
قَدْ قَالَ لِثَغْرِكَ صَانِعُهُ : = ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَر )
وَالخَالُ بِخَدِّكَ أَمْ مِسْكٌ‏ = نقّطْتَ بِهِ الوَرْدَ الأَحْمَر
أَمْ ذَاكَ الخَالُ بِذَاكَ الخَدِّ = فَتِيْتُ النَّدِّ عَلَى مِجْمَر (3)
عَجَبَاً مِنْ جَمْرَتِهِ تَذْكُو = وَبِهَا لاَ يَحْتَرِقُ العَنْبَرُ
يَا مَنْ تَبْدُو لِيْ وَفْرَتُهُ‏ = فِيْ صُبْحِ مُحَيَّاهُ الأَزْهَر
فَأُجَنُّ بِهِ بـ ( َاللَّيْلِ إِذَا = يَغْشَى ) ( وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَر )
ارْحَمْ أَرِقَاً لَوْ لَمْ يَمْرَضْ‏ = بِنُعَاسِ جُفُوْنِكَ لَمْ يَسْهَر
تَبْيَضُّ لِهَجْرِكَ عَيْنَاهُ‏ = حُزْنَاً وَمَدَامُعُهُ تَحْمَر
يا لِلْعُشَّاقِ لِمَفْتُوْنٍ‏ = بِهَوَى رَشأ أَحْوَى أَحْوَر (4)
إِنْ يَبْدُ لِذِي طَرَبٍ غَنَّى = ‏ أَوْ لاَحَ لِذِي نُسُكٍ كَبَّر
آمَنْتُ هَوَىً بِنُبُوَّتِهِ‏ = وَبِعَيْنَيْهِ سِحْرٌ يُؤْثَر (5)
أَصْفَيْتُ الوُدّ لِذِي مَلَلٍ‏ = عَيْشِيْ بِقَطِيْعَتِهِ كَدَّر
يَا مَنْ قَدْ آثَرَ هِجْرَانِي‏ = وَعَلَيَّ بِلُقْيَاهُ اسْتَأْثَر
أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِمَا أَوْلَتْـ = ـكَ النَضْرَةُ مِنْ حُسْنِ المَنْظَر
وَبِوَجْهِكَ إِذْ يَحْمَرُّ حَيَاً = وَبِوَجْهِ مُحِبِّكَ إِذْ يَصْفَر
وَبَلُؤْلُؤ مَبْسَمِكَ المَنْظُوْ = مِ وَلُؤْلُؤ دَمْعِي إِذْ يُنْثَر
إنْ تَتْرُكَ هَذَا الهَجْرَ فَلَيْـ = ـسَ يَلِيْقُ بِمِثْلِي أَنْ يُهْجَر
فَاجْلُ الأَقْدَاحَ بِصِرْفِ الرَا = حِ عَسَى الأَفْرَاحُ بِهَا تُنْشَر (6)
وَاشْغِلْ يُمْنَاكَ بِصَبِّ الكَأْ = سِ وَخَلّ يَسَارَكَ لِلمزهر (7)
فَدَمُ العُنْقُوْدِ وَلَحْنُ العُوْ = دِ يُعِيْدُ الخَيْرَ وَيَنْفِي الشَر
بَكِّرْ لِلسُّكْرِ قُبَيْلَ الفَجْرِ = فَصَفْوُ الدَهْرِ لِمَنْ بَكَّر
هَذَا عَمَلِي فَاسْلُكْ سُبُلِي‏ = إِنْ كُنْتَ تَقُرُّ عَلَى المُنْكَر
فَلَقَدْ أَسْرَفْتُ وَمَا أَسْلَفْـ = ـتُ لِنَفْسِي مَا فِيْهِ أُعْذَر
سَوَّدْتُ صَحِيْفَةَ أَعْمَالِي‏ = وَوَكَلْتُ الأَمْرَ إِلَى حَيْدَر
هُوَ كَهْفِي مِنْ نُوَبِ الدُنْيَا = وَشَفِيْعِي فِي يَوْمِ المَحْشَر
قَدْ تَمَّتْ لِي بِوَلاَيَتِهِ‏ = نِعَمٌ جَمَّتْ عَنْ أَنْ تُشْكَر
لأُصِيْبَ بِهَا الحَظَّ الأَوْفَى‏ = وَأُخْصَصُ بِالسَهْمِ الأَوْفَر
بِالحِفْظِ مِنْ النَارِ الكُبْرَى‏ = والأَمْنِ مِنْ الفَزَعِ الأكْبَر
هَلْ يَمْنَعُنِي وَهُوَ السَاقِي‏ = أَنْ أَشْرَبَ مِنْ حَوْضِ الكَوْثَر
أَمْ يَطْرُدُنِي عَنْ مَائِدَةٍ = وُضِعَتْ لِلْقَانِعِ وَالمُعْتَرّ
يَا مَنْ قَدْ أَنْكَرَ مِنْ آيَا = تِ أَبِي حَسَنٍ مَا لاَ يُنْكَر
إِنْ كُنْتَ لِجَهْلِكَ بِالأَيَّا = مِ جَحَدْتَ مَقَامَ أَبِي شُبَّر
فَاسْأَلْ بَدْرَاً وَاسْأَلْ أُحُدَاً = وَسَلِ الأَحْزَابَ وَسَلْ خَيْبَر
مَنْ دَبَّرَ فِيْهَا الأَمْرَ وَمَنْ‏ = أَرْدَى الأَبْطَالَ وَمَنْ دَمَّر
مَنْ هَدَّ حُصُوْنَ الشِرْكِ ومَنْ‏ = شَادَ الإِسْلاَمَ وَمَنْ عَمَّر
مَنْ قَدَّمَهُ طَه وَعَلَى‏ = أَهْلِ الإِيْمَانِ لَهْ أَمَّر
قَاسُوْكَ أَبَا حَسَنٍ بِسِوَا = كَ وَهَلْ بِالطَوْدِ يُقَاسُ الذَر ؟
أَنَّى سَاوَوْكَ بِمَنْ نَاوَوْ = كَ وَهَلْ سَاوَوْا نَعْلَيْ قَنْبَر ؟
مَنْ غَيْرُكَ مَنْ يُدْعَى لِلْحَرْ = بِ وَلِلْمِحْرَابِ وَلِلْمِنْبَر
وإِذَا ذُكِرَ المَعْرُوْفَ فَمَا = لِسِوَاكَ بِهِ شَيْ‏ءٌ يُذْكَر
أَفْعَالُ الخَيْرِ إِذَا انْتَشَرَتْ‏ = فِي النَاسِ فَأَنْتَ لَهَا مَصْدَر
أَحْيَيْتَ الدِيْنَ بأَبْيَضَ قَدْ = أَوْدَعْتَ بِهِ المَوْتَ الأَحْمَر
قُطْبَاً لِلْحَرْبِ يُدِيْرُ الضَرْ = بَ وَيَجْلُوْ الكَرْبَ بِيَوْمِ الكَر
فَاصْدَعْ بِالأَمْرِ فَنَاصِرُكَ الـ = ـبَتَّارِ وَشَانِئُكَ الأَبْتَر
لَوْ لَمْ تُؤْمَر بِالصَبْرِ وَكَظْمِ الغَيْـ = ـظِ وَلَيْتَكَ لَمْ تُؤْمَر
مَا نَالَ الأَمْرَ أَخُوْ تَيْمِ = وَتَنَاوَلَهُ مِنْهُ حَبْتَر (8)
مَا آلَ الأَمْرُ إِلَى التَحْكِيْـ = ـمِ وَزَايلَ مَوْقِفَهُ الأَشْتَر
لَكِنْ إِعْرَاضُ العَاجَلِ مَا = علقتْ بردائِكَ يَا جَوْهَر
أَنْتَ المُهْتَمُّ بِحِفْظِ الدِيْـ = ـنِ وَغَيْرُكَ بِالدُنْيَا يَغْتَر
أَفْعَالُكَ مَا كَانَتْ فِيْهَا = إِلاّ ذِكْرَى لِمَنْ اذَّكَّر
حُجَجَاً أَلْزَمْتَ بِهَا الخُصَمَا = ءَ وَتَبْصِرَةً لِمَنْ اسْتَبْصَر
آيَاتُ جَلاَلِكَ لاَ تُحْصَى‏ = وَصِفَاتُكَ كَمَالِكَ لاَ تُحْصَر
مَنْ طَوَّلَ فِيْكَ مَدَائِحَهُ‏ = عَنْ أَدْنَى وَاجِبِهَا قَصَّر
فَاقْبَلْ يَا كَعْبَةَ آمَالِي‏ = مِنْ هَدْي مَدِيْحِي مَا اسْتَيْسَر (9)

ــــــــــــــــــ

* إعداد وتنسيق قسم المقالات في شبكة الإمامين الحسنين ( عليهما السلام ) للتراث والفكر الإسلامي .

1 ـ المفلّج من الأسنان : المنفرجة .

2 ـ الرِضَاب : اللعاب .

3 ـ الند : عودٌ عطرٌ يتبخّر به . مِجْمَر : إناء يوضَع فيه الجمر .

4 ـ رشأ : صفة من صفات ابن الظبي إذا قدر على الحركة .أحوى : به ( حوّة ) أي ميلان اللون من الأحمر إلى الأسود . وأحور : مَن اشتدّ بياض عينيه وسوادهما .

5 ـ بنبوّته : أي النبي محمّد (ص) .

6 ـ اجل: ارفع عنها الصدأ ، كناية عن ملء الكؤوس . الراح : الخمر ( وقد استخدمت هنا مجازاً ) .

7 ـ المزهر : آلة عزف موسيقية تُعرَف بـ ( العود ) .
8 ـ تيم : نسبة إلى تيم بن مرّة ، وهي إحدى القبائل التي ينتمي لها الخليفة الأوّل . حبتر : الثعلب المعروف بدهائه ومكره .
 9 ـ إشارة إلى الآية : ( فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الهَدْي ) .