إنّ موضع غدير خُمّ من المواضع الإسلاميّة التي شهدت أكثر من موقف من مواقف النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، والتي يمكننا تلخيصها بالتالي :
1ـ وقوعه في طريق الهجرة النبويّة .
٢ ـ وقوعه في طريق عودة النبي ( صلّى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع .
3ـ وقوع بيعة الغدير فيه .
وكلّ واحد من هذه المواقف الثلاثة يشكّل بُعداً مهمّاً في مسيرة التاريخ الإسلامي .
فالهجرة كانت البدء لانتشار الدعوة الإسلاميّة وانطلاقها خارج ربوع مكّة ، ومن ثمّ إلى العالم كلّه . وحجّة الوداع والعودة منها إلى المدينة المنوّرة كانت ختم الرسالة ; حيث كَمُل الدين فتمّت النعمة . وبيعة الغدير هي التمهيد لعهد الإمامة والإمام حيث ينتهي عهد الرسالة والرسول .
ومن هنا اكتسب موضع "غدير خُمّ" أهمّيته الجغرافيّة في التراث الإسلامي ، ومنزلته التكريميّة كمَعْلَمة خطيرة من معالم التاريخ الإسلامي .
واشتهر الموقع بحادثة الولاية للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أكثر من شهرته موقعاً أو منزلاً من معالم طريق الهجرة النبويّة ، أو من طريق العودة من حجّة الوداع ... .
وسيكون الحديث عن هذا الموضع الشريف في حدود النقاط التالية :
ـ اسم الموقع .
ـ سبب التسمية .
ـ تحديد الموقع جغرافيّاً .
ـ وصف الموقع تاريخيّاً .
ـ وصف مشهد النصّ بالولاية .
ـ الأعمال المندوب إليها شرعاً في هذا الموقع .
ـ وصف الموقع الراهن .
ـ الطُّرق المُؤدّية إليه .
اسم الموقع :
١ ـ اشتهر الموضع باسم: "غدير خُمّ" ، ففي حديث السيرة لابن كثير : "قال المطّلب بن زياد ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل : سمع جابر بن عبد الله يقول : كنّا بالجحفة بغدير خُمّ ، فخرج علينا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من خباء أو فسطاط ..."(2) .
وفي حديث زيد بن أرقم ، قال : "خطب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بغدير خُمّ تحت شجرات"(3) .
وكذلك في حديثه الآخر ، قال : "لمّا رجع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونزل غدير خُمّ ، أمر بدوحات فقُمِمْن . . ."(4) .
وفي شعر نُصيب :
وقالتْ بالغديرِ غَديرِ خُمٍّ : | أُخَيَّ إلى متى هذا الركوبُ | |
أ لم تَرَ أنَّني ما دمتَ فينا | أنامُ ولا أنامُ إذا تغيبُ(5) |
وفي قول الكميت الأسدي :
ويومَ الدَّوحِ دوحِ غديرِ خُمٍّ | أبانَ له الولايةَ لو أُطِيْعَا(6) |
وضُبط لفظ "خُمّ" في لسان العرب بفتح الخاء ، ونقل عن ابن دريد أنّه قال : "إنّما هو خُمّ ، بضمّ الخاء"(7) .
٢ ـ كما أنّه يُسمّي بـ "وادي خُمّ" ؛ أخذاً من واقع الموضع ، قال الحازمي : "خُمّ : واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة ، به غدير ، عنده خَطَبَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة"(8) .
وقد ورد هذا الاسم في حديث السيرة لابن كثير ونصّه : "قال الإمام أحمد : حدّثنا عفّان ، حدّثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبى عبيد ، عن ميمون أبى عبد الله ، قال : قال زيد بن أرقم ـ وأنا أسمع ـ : نزلنا مع رسول الله منزلاً يقال له : وادي خُمّ . . ."(9) .
وفي نصّ المراجعات : "وأخرج الإمام أحمد من حديث زيد بن أرقم : قال : نزلنا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بواد يقال له : وادي خُمّ ، فأمر بالصلاة ، فصلاّها بهجير ... (10) .
٣ ـ وقد يُطلق عليه "خُمّ" اختصاراً ، كما في كتاب صفة جزيرة العرب ، فقد قال مؤلّفه الهمداني ـ وهو يُعدّد بلدان تهامة اليمن ـ : "و مكّة : أحوازها لقريش وخزاعة ، ومنها : مرّ الظهران ، والتنعيم ، والجعرانة ، وسَرِف ، وفخّ ، والعصم ، وعسفان ، وقديد ـ وهو لخزاعة ـ والجحفة ، وخُمّ ، إلى ما يتّصل بذلك من بلد جهينة ومحالّ بنى حرب"(11) .
وكما في شعر معن بن أوس المزني :
عفا وخلا مِمّن عَهِدتُ به خُمُّ | وشاقكَ بالمسحاءِ من سَرِفٍ رسمُ |
وفي قول المجالد بن ذي مرّان الهمداني ، من قصيدة قالها لمعاوية بن أبي سفيان ، وقد رأي تمويهه وتمويه عمرو بن العاص على الناس في دم عثمان :
وَلَهُ حُرمةُ الوَلاءِ على النَّا | سِ بِخُمٍّ وكان ذا القولِ جَهْرا(12) |
٤ ـ وأُطلق عليه في بعض الحديث اسم: الجحفة ؛ من باب تسمية الجزء باسم الكلّ ، لأنّ خُمَّاً جزء من وادي الجحفة الكبير ـ كما سيأتي ـ .
وقد جاء هذا في حديث عائشة بنت سعد الذي أخرجه النسائي في "الخصائص"(13) ـ كما في المراجعات(14) ـ ونصّه : "عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يوم الجحفة ..." .
ورواه ابن كثير في السيرة عن ابن جرير بسنده بالنصّ التالي : "عن عائشة بنت سعد ، سمعت أباها يقول : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول يوم الجحفة ، وأخذ بيد علي ..."(15) .
٥ ـ ويقال له : "الخرّار" ، قال السكوني : "موضع الغدير غدير خُمّ يقال له : الخرّار"(16) .
ويلتقي هذا مع تعريف البكري في معجم ما استعجم للخرّار ، حيث قال : "قال الزبير : هو وادي الحجاز(17) يصبّ على الجحفة"(18) .
٦ ـ ويُختصر ناسُنا اليوم الاسم فيُطلقون عليه : "الغدير" .
٧ ـ الغُرَبَة ، بضمّ الغين المعجمة وفتح الراء المهملة والباء الموحَّدة ، هكذا ضبطه البلادي في معجم معالم الحجاز(19) ، وهو الاسم الراهن الذي يُسمّيه به أبناء المنطقة في أيّامنا هذه ، قال البلادي : "و يُعرف غدير خُمّ اليوم باسم "الغُرَبَة" ، وهو غدير عليه نخل قليل لأُناس من البلاديّة من حَرْب ، وهوفي ديارهم يقع شرق الجحفة على(٨) أكيال ، وواديهما واحد ، وهو وادي الخرّار" .
ويُقيّد لفظ "الغدير" بإضافته إلى "خُمّ" تمييزاً بينه وبين غدران أُخرى ، قُيّدت ـ هي الأخرى ـ بالإضافة ، أمثال :
ـ غدير الأشطاط : موضع قرب عسفان .
ـ غدير البركة : بركة زبيدة .
ـ غدير البنات : في أسفل وادي خماس .
ـ غدير سلمان : في وادي الأغراف .
ـ غدير العروس : في وادي الأغراف أيضاً(20) .
وقد يُطلق على غديرنا : "غدير الجحفة" ، كما في حديث زيد بن أرقم : "أقبل النبي ( صلّى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة..."(21) .
سبب التسمية :
نستطيع أن نستخلص من مجموع التعريفات التي ذكرتها المعجمات العربيّة للغدير ، التعريف التالي :
الغدير : هو المنخفض الطبيعي من الأرض ، يجتمع فيه ماء المطر أو ماء السيل ، ولا يبقي إلى القيظ(22) .
وعلّلوا تسمية المنخفض الذي يجتمع فيه الماء غديراً بــ :
١ ـ أنّه اسم مفعول لمغادرة السيل له ; أي أنّ السيل عندما يملأ المنخفض بالماء يغادره ; بمعني يتركه بمائه .
٢ ـ أنّه اسم فاعل من الغَدْر ; لأنّه يخون ورّاده ; فينضب عنهم ، ويغدر بأهله ; فينقطع عند شدّة الحاجة إليه .
وقوّاه الزبيدى في معجمه "تاج العروس" بقول الكميت :
ومن غدرِه نَبَزَ الأوّلو | نَ بأنْ لقَّبوه الغديرَ الغديرا(23) |
وشرح معني البيت : بأنّ الشاعر أراد : أنّ من غدره نَبَزَ الأوّلون الغديرَ بأن لقّبوه الغديرَ ، فالغدير الأول مفعول نبز ، والثاني مفعول لقّبوه .
وسبب تسمية الموقع بالغدير ؛ لأنّه منخفض الوادي .
أمّا "خُمّ" ، فنقل ياقوت في معجم البلدان عن الزمخشري أنّه قال : "خُمّ : اسم رجل صبّاغ ، أُضيف إليه الغدير الذي بين مكّة والمدينة
بالجحفة"(24) . ثمّ نقل عن صاحب "المشارق" أنّه قال : "إنّ خُمّاً اسم غيضة هناك ، وبها غدير نُسب إليها" .
والتعليل نفسه نجده عند البكري في معجم ما استعجم ، قال : "و غدير خُمّ على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرةً عن الطريق ، وهذا الغدير تصبّ فيه عين ، وحوله شجر كثير ملتفّ ، وهو الغيضة التي تُسمّي خُمّاً"(25) .
تحديد الموقع جغرافياً :
نصَّ غير واحد من اللغويّين والجغرافيّين والمؤرّخين على أنّ موقع غدير خُمّ بين مكّة والمدينة . ففي لسان العرب ـ مادّة خمم : "و خُمّ : غدير معروف بين مكّة والمدينة"(26) .
وفي النهاية ، لابن الأثير ـ مادّة : خمم : "غدير خُمّ : موضع بين مكّة والمدينة"(27) .
وفي معجم البلدان : "و قال الحازمي : خُمّ : وادٍ بين مكّة والمدينة"(28) .
وفي المصدر نفسه : "قال الزمخشري : خُمّ : اسم رجل صبّاغ ، أُضيف إليه الغدير الذي هو بين مكّة والمدينة" .
ويبدو أنّه لا خلاف بينهم في أنّ موضع غدير خُمّ بين مكّة والمدينة ، وإنّما وقع شيء قليل من الخلاف بينهم في تعيين مكانه بين مكّة والمدينة ، فذهب الأكثر إلى أنّه في "الجحفة" ، ويعنون بقولهم : " في الجحفة" أو "بالجحفة" وادي الجحفة ـ كما سيأتي ـ .
من هؤلاء :
ابن منظور في لسان العرب ـ مادّة : خمم ، قال : "و خَمّ : غدير معروف بين مكّة والمدينة بالجحفة ، وهو غدير خَمّ"(29) .
والفيروزآبادي في القاموس المحيط ـ مادّة : خَمَّ ، قال : "و غدير خُمّ : موضع على ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين"(30) .
والزمخشري في نصّه المتقدّم الذي نقله عنه الحموي في معجم البلدان ، القائل فيه : "خُمّ : اسم رجل صبّاغ ، أُضيف إليه الغدير الذي بين مكّة والمدينة بالجحفة" .
وفي حديث السيرة لابن كثير ـ المتقدّم ـ : "قال المطّلب بن زياد ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيل ، سمع جابر بن عبد الله يقول : كنّا بالجحفة بغدير خُمّ . . ." .
وكما قلتُ ، يريدون من "الجحفة" في هذا السياق : الوادي ، لا القرية التي هي الميقات ؛ وذلك بقرينة ما يأتي من ذكرهم تحديد المسافة بين غدير خُمّ والجحفة ، الذي يعنى أنّ غدير خُمّ غير الجحفة (القرية) ؛ ولأنّ وادي الجحفة يبدأ من الغدير وينتهي عند البحر الأحمر ، فيكون الغدير جزءاً منه ، وعليه لا معنى لتحديد المسافة بينه وبين الوادي الذي هو جزء منه .
وتفرّد الحميري في الروض المعطار فحدّد موضعه بين الجحفة وعسفان ، قال : "و بين الجحفة وعسفان غدير خُمّ"(31) .
وهو ـ من غير ريب ـ وَهْمٌ منه ، وبخاصّة أنّه حدّد الموضع بأنّه على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرة الطريق ، حيث لا يوجد عند هذه المسافة بين الجحفة وعسفان موضع يُعرف بهذا الاسم .
والظاهر أنّه نقل العبارة التي تُحدّد المسافة بثلاثة أميال من الجحفة يسرة الطريق من "معجم ما استعجم" ، ولم يلتفت إلى أنّ البكري يريد بيسرة الطريق ، الميسرة للقادم من المدينة إلى مكّة ، وليس العكس ، فوقع في هذا التوهّم .
قال البكري في معجمه : "و غدير خُمّ على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرة عن الطريق"(32) يريد ـ وكما قلتُ ـ بالميسرة : جهة اليسار بالنسبة إلى القادم من المدينة إلى مكّة ؛ بقرينة ما ذكره في بيان مراحل الطريق بين الحرمين ومسافاتها ، عند حديثه عن العقيق ، حيث بدأ بالمدينة ، قال : "و الطريق إلى مكّة من المدينة على العقيق : من المدينة إلى ذي الحليفة... "(33) .
ونخلص من هذا إلى أنّ غدير خُمّ يقع في وادي الجحفة ، على يسرة طريق الحاجّ من المدينة إلى مكّة ، عند مبتدأ وادي الجحفة ، حيث منتهى وادي الخرّار .
ومن هنا كان أنْ أسماه بعضهم بالخرّار ـ كما تقدّم ـ .
ولعلّ علّة ما استظهره السمهودي في كتابه "وفاء الوفا" ، من أنّ الخرّار بالجحفة(34) ; هو ما أوضحتُه من أنّ غدير خُمّ مبتدأ وادي الجحفة ، وعنده منتهى وادي الخرّار .
ويُؤيّد هذا الذي ذكرتُه ، قول الزبير ـ الذي نقلته آنفاً عن معجم ما استعجم ـ من أنّ الخرّار وادٍ بالحجاز يصبّ على الجحفة .
وقد يُشير إلى هذا قول الحموي في معجم البلدان : "الخرّار... وهو موضع بالحجاز ، يقال : هو قرب الجحفة"(35) .
وعبارة عرّام التالية تُؤكّد لنا أنّ الغدير من الجحفة ، قال ـ كما نقله عنه الحموي في معجم البلدان ـ : "و دون الجحفة على ميل غدير خُمّ ، وواديه يصبّ في البحر"(36) ، حيث يعنى بواديه وادي الجحفة ; لأنّه هو الذي يصبّ في البحر حيث ينتهي عنده .
أمّا المسافة بين موضع غدير خُمّ والجحفة (القرية = الميقات) ، فَحُدّدت ـ فيما لديَّ من مراجع ـ بالتالي :
ـ حدّدها البكري في معجم ما استعجم بثلاثة أميال ، ونَقل عن الزمخشرى: أنّ المسافة بينهما ميلان ، ناسباً ذلك إلى (القيل) ؛ إشعاراً بضعفه(37) .
وإلى القول بأنّ المسافة بينهما ميلان ذهب الحموي في معجمه ، قال : "و غدير خُمّ بين مكّة والمدينة ، بينه وبين الجحفة ميلان"(38) .
وقدّر الفيروزآبادي المسافة بثلاثة أميال ، قال في القاموس ـ مادّة : خَمَّ ـ : " وغدير خُمّ : موضع على ثلاثة أميال بالجحفة(39) بين الحرمين"(40) .
وقدّرها بميل كلّ من نصر وعرّام(41) . ففي تاج العروس(42) ـ مادّة : خَمّ ـ : " وقال نصر : دون الجحفة على ميل بين الحرمين الشريفين" .
وفي معجم البلدان : " وقال عرّام : ودون الجحفة على ميل غديرُ خُمّ . . ."(43) .
وهذا التفاوت في المسافة من الميل إلى الاثنين إلى الثلاثة ، أمر طبيعي ; لأنّه يأتي ـ عادةً ـ من اختلاف الطريق التي تُسلك ، وبخاصّة أنّ وادي الجحفة يتّسع بعد الغدير ، ويأخذ بالاتّساع أكثر حتى قرية الجحفة ، ومن بعدها أكثر حتى البحر . فربّما سلك أحدهم حافّة الجبال ، فتكون المسافة ميلاً ، وقد يَسلك أحدهم وسط الوادي ، فتكون المسافة ميلين ، ويسلك الآخر حافة الوادي من جهة السهل ، فتكون المسافة ثلاثة أميال .
وصف الموضع تاريخياً :
احتفظ لنا التاريخ بصورة تكاد تكون كاملة المعالم ، متكاملة الأبعاد ، لموضع غدير خُمّ ، فذكر أنّه يضمّ المعالم التالية :
١ ـ العين :
ففي لسان العرب ـ مادّة: خمم ـ : "قال ابن الأثير : هو موضع بين مكّة والمدينة تصبّ فيه عين هناك(44)"(45) .
وفي معجم ما استعجم والروض المعطار : "و هذا الغدير تصبّ فيه عين"(46) .
وفي معجم البلدان : "و خمّ : موضع تصّب فيه عين"(47) وتقع هذه العين في الشمال الغربي للموقع ، كما سيتّضح لنا هذا من ذكر المعالم الأخرى .
٢ ـ الغدير :
وهو الذي تصبّ فيه العين المذكورة ، كما هو واضح من النصوص المنقولة المتقدّمة .
3 ـ الشجر :
في حديث الطبراني : "إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خطب بغدير خُمّ تحت شجرات"(48) .
وفي حديث الحاكم : "لَمّا رجع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، ونزل غدير خُمّ أمر بدوحات فقُمِمن"(49) .
وفي حديث الإمام أحمد : "و ظُلّل لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بثوب على شجرة سَمُرَة من الشمس"(50) .
وفي حديثه الآخر : "و كُسح لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) تحت شجرتين فصلّي الظهر"(51) .
والشجر المشار إليه هنا من نوع "السَّمُر" ، واحده "سَمُرَة" بفتح السين المهملة وضمّ الميم وفتح الراء المهملة ، وهو من شجر الطَلَح ; وهو شجر عظيم ، ولذا عبّر عنه بـ"الدوح" كما في الأحاديث والأشعار التي مرّ شيء منها ، واحده "دوحة" ; وهى الشجرة العظيمة المتشعّبة ذات الفروع الممتدّة .
وهو غير "الغيضة" الآتي ذكرها ; لأنّه متفرّق في الوادي هنا وهناك .
٤ ـ الغَيْضة :
وهي الموضع الذي يكثر فيه الشجر ويلتفّ ، وتُجمع على غياض وأغياض .
وموقعها حول الغدير ، كما ذكر البكري في معجم ما استعجم ، قال : "و هذا الغدير تصبّ فيه عين ، وحوله شجر كثير ملتفّ ، وهى الغيضة"(52) . ومرّ بنا أنّ صاحب المشارق ذكر "أنّ خُمّاً اسم غيضة هناك ، وبها غدير نُسب إليها" .
٥ ـ النبت البَرّى :
ونقل ياقوت الحموي في معجمه البلداني عن عرّام ، أنّه قال : "لا نبت فيه غيرالمرخ والثمام والأراك والعشر"(53) .
٦ ـ المسجد :
وذكروا أنّ فيه مسجداً شُيِّد على المكان الذي وقف فيه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وصلّي وخطب ونصب عليّاً للمسلمين خليفة ووليّاً .
وعَيّنوا موقعه بين الغدير والعين ، قال البكري في معجمه : "و بين الغدير والعين مسجد النبي ( صلّى الله عليه وآله ) "(54) .
وفي معجم البلدان أنّ صاحب المشارق قال : "و خُمّ : موضع تصبّ فيه عين ، بين الغدير والعين ، وبينهما مسجد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) "(55) .
ويبدو أنّ هذا المسجد قد تداعي ولم يبقَ منه في زمن الشهيد الأول ـ المتوفَّى سنة ٧٨٦ هـ ـ إلاّ جدرانه ، كما أشار إلى هذا الشيخ صاحب الجواهر في الجواهر نقلاً عن كتاب "الدروس في فقه الإماميّة(56)" للشهيد الأوّل ، قال : "وفي الدروس : والمسجد باق إلى الآن جدرانُه ، والله العالم"(57) .
أمّا الآن ، فلم نجد له أثراً كما سأشير إلى هذا فيما يعقبه .
٧ ـ ونقل ياقوت في معجم البلدان عن الحازمي أنّ "هذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة"(58) .
يقال : وَخِم المكان وخامة : إذا كان غير ملائم للسكني فيه .
٨ ـ ومع وخامته ذكر عرّام ـ فيما نقله ياقوت عنه ـ أنّ به أناساً من خزاعة وكنانة ، ولكنّهم قليلون ، قال : "و به أناس من خزاعة وكنانة غير كثير"(59) .
وصف مشهد النصّ بالولاية :
ويُنسق على ما تقدّم من وصف الموضع تاريخياً ، وصف حادثة الولاية بخطواتها المتسلسلة ، والمترتّب بعضها على بعض ؛ لتكتمل أمام القارئ الكريم الصورة للحادثة التي أعطت هذا الموضع الشريف أهمّيّته كمَعْلَم مهمّ من معالم السيرة النبويّة المقدّسة ، وتتلخّص بالتالي :
١ ـ وصول الركب النبوي بعد منصرفه من حجّة الوداع إلى موضع غدير خُمّ ، ضحي نهار الثامن عشر من شهر ذي الحجّة الحرام من السنة الحادية عشرة للهجرة .
فعن زيد بن أرقم : "لَمّا حجّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) حجّة الوداع ، وعاد قاصداً المدينة ، قام بغدير خُمّ ـ وهو ماء بين مكّة والمدينة ـ وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة الحرام"(60) .
٢ ـ ولأنّ هذا الموضع كان مفترق الطُّرق المؤدّية إلى المدينة المنوّرة ، والعراق ، والشام ، ومصر ، تفرّق الناس عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) متّجهين وجهة أوطانهم ، فأمر ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عليّاً ( عليه السلام ) أن يجمعهم بردّ المتقدّم وانتظار المتأخّر .
ففي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري : "إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) نزل بخُمّ ، فتنحّي الناس عنه... فأمر عليّاً فجمعهم"(61) .
وفي حديث سعد : "كنّا مع رسول الله فلمّا بلغ غدير خُمّ وقف للناس ، ثم رُدّ مَن تقدّم ، ولحق مَن تخلّف"(62) .
٣ ـ ونزل الرسول قريباً من خمس سَمُرات دوحات متقاربات ، ونهي أن يُجلَس تحتهنّ .
يقول زيد بن أرقم : "نزل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بين مكّة والمدينة عند سَمُرات خمس دوحات عظام"(63) .
وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن أُسيد ، قالا : "لَمّا صدر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من حجّة الوداع ، ولم يحجّ غيرها ، أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهي عن شجرات بالبطحاء ، متقاربات ، لا ينزلوا تحتهنّ"(64) .
٤ ـ ثمَّ أمر ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أن يُقمّ ما تحت تلكم السمرات من شوك ، وأن تُشذّب فروعهنّ المتدلّية ، وأن تُرشّ الأرض تحتهنّ .
ففي حديث زيد بن أرقم : "قام بالدوحات فقمَّ ما تحتهنّ من شوك"(65) .
وفي حديثه الآخر : "أمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالشجرات فقُمَّ ما تحتها ، ورُشّ"(66) .
وفي حديث عامر بن ضمرة وحذيفة بن اُسيد : "فقُمَّ ما تحتهنّ وشُذِّبْنَ عن رؤوس القوم"(67) .
٥ ـ وبعد أن نزلت الجموع منازلها وأخذت أماكنها ، أمر ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) مناديه أن ينادى : "الصلاةَ جامعةً" .
يقول حبّة بن جوين العرني البجلي : "لَمّا كان يوم غدير خُمّ دعا النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : (الصلاة جامعة) نصف النهار ..."(68) .
وفي حديث زيد المتقدّم : "فأمر بالدوحات فقُمَّ ما تحتهنّ من شوك ، ثمَّ نادى : الصلاة جامعةً" .
٦ ـ وبعد أن تكاملت الصفوف للصلاة جماعة ، قام( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إماماً بين شجرتين من تلكم السمرات الخمس .
يقول عامر وحذيفة في حديثهما المتقدّم : "حتى إذا نودي للصلاة ، غدا إليهنّ فصلّي تحتهنّ" .
وفي رواية الإمام أحمد عن البراء بن عازب : قال : "كنّا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في سفر ، فنزلنا بغدير خُمّ ، فنودي فينا : الصلاة جامعة ، وكُسح لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) تحت شجرتين ، فصلّي الظهر"(69)
٧ ـ وظُلِّلَ لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عن الشمس أثناء صلاته بثوب ، عُلّق على إحدى الشجرتين .
ففي رواية الإمام أحمد حديث زيد من أرقم : "و ظُلِّل لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس"(70) .
٨ ـ وكان ذلك اليوم هاجراً شديد الحرّ .
يقول زيد بن أرقم : "فخرجنا إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في يوم شديد الحرّ ، وإنّ منّا مَن يضع بعض ردائه على رأسه ، وبعضه على قدمه من شدّة الرمضاء"(71) .
٩ ـ وبعد أن انصرف ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من صلاته ، أمر أن يُصنع له منبر من أقتاب الإبل(72) .
١٠ ـ ثمَّ صعد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) المنبر متوسّداً يد علي ( عليه السلام ) .
يقول جابر في حديثه المتقدّم : "فأمر عليّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا ، قام فيهم وهو متوسّد يد علىّ بن أبى طالب" .
١١ ـ وخطب ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خطبته ...
١٢ ـ "ثمَّ طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ، وممّن هنّأه في مقدّم الصحابة : الشيخان أبو بكر وعمر ، كلٌّ يقول : بخٍ بخٍ لك يابن أبى طالب ! أصبحتَ وأمسيتَ مولاي ومولي كلّ مؤمن ومؤمنة"(73) .
١٣ ـ وقال ابن عبّاس : "وَجَبَتْ ـ والله ـ في أعناق القوم"(74) ; يعنى بذلك البيعة بالولاية والإمرة والخلافة .
١٤ ـ ثمَّ استأذن الرسولَ شاعرُه حسّانُ بن ثابت في أن يقول شعراً في المناسبة ...(75)
الأعمال المندوب إليها شرعاً في هذا الموقع :
الأعمال المندوب إليها شرعاً في هذا الموضع ، هي :
١ ـ استحباب الصلاة في مسجده المعروف ـ تاريخياً ـ بمسجد رسول الله ، ومسجد النبي ، ومسجد غدير خُمّ .
٢ ـ الإكثار فيه من الدعاء والابتهال إلى الله تعالي .
قال الشيخ صاحب الجواهر في كتابه جواهر الكلام : "و كذلك يستحبّ للراجع على طريق المدينة الصلاة في مسجد غدير خُمّ ، والإكثار فيه من الدعاء ، وهو موضع النصّ من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) "(76) .
ومن الحديث الذي يدلّ على ذلك ...(77)
وقال الشيخ يوسف البحراني في الحدائق الناضرة(78) : يستحبّ لقاصدي المدينة المشرّفة ، المرور بمسجد الغدير ودخوله والصلاة فيه ، والإكثار من الدعاء .
وهو الموضع الذي نصّ فيه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) على إمامة أمير المؤمنين وخلافته بعده ، ووقع التكليف بها ، وإنْ كانت النصوص قد تكاثرت بها عنه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) قبل ذلك اليوم ، إلاّ أنّ التكليف الشرعي والإيجاب الحتمي إنّما وقع في ذلك اليوم ، وكانت تلك النصوص المتقدّمة من قبيل التوطئة ؛ لتُوطَّن النفوس عليها ، وقبولها بعد التكليف بها .
فروي ثقة الإسلام في الكافي (79) ، والصدوق في الفقيه(80) ، عن أبان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال : "يستحبّ الصلاة في مسجد الغدير ; لأنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أقام فيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهو موضع أظهر الله عزّ وجلّ فيه الحقّ" .
وروي المشايخ الثلاثة(81) ـ نوّر الله تعالي مضاجعهم ـ في الصحيح عن عبد الرحمن بن الحجّاج : قال : "سألت أبا إبراهيم ( عليه السلام ) عن الصلاة في مسجد غدير خُمّ بالنهار وأنا مسافر ، فقال : "صَلِّ فيه ; فإنّ فيه فضلاً ، وقد كان أبي يأمر بذلك" .
وقد ذكر استحباب الصلاة في مسجد الغدير غير واحد من فقهائنا الإماميّة ، مضافاً إلى مَن ذكرتهم ، منهم :
ـ الشيخ الطوسي في النهاية ، قال : "و إذا انتهي [يعنى الحاجّ] إلى مسجد الغدير ، فليدخله ، وليصلِّ فيه ركعتين"(82) .
ـ القاضي ابن البرّاج في المهذّب ، قال : "فمَن توجّه إلى زيارته ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من مكّة بعد حجّه ، فينبغي له إذا أتي مسجد الغدير ... فليدخله ، ويصلّى من ميسرته ما تيسّر له ، ثمَّ يمضى إلى المدينة"(83) .
ـ الشيخ ابن إدريس في السرائر ، قال : "و إذا انتهي [الحاجّ] إلى مسجد الغدير ، دخله وصلّي فيه ركعتين"(84) .
ـ الشيخ ابن حمزة في الوسيلة ، قال : "و صلّي [يعنى الحاجّ] أيضاً في مسجد الغدير ركعتين إذا بلغه"(85) .
ـ الشيخ يحيي بن سعيد في الجامع ، قال : "فإذا أتي [الحاجّ] مسجد الغدير ، دخله وصلّي ركعتين"(86) .
ـ السيّد الحكيم في منهاج الناسكين ، قال : "و كذا يستحبّ الصلاة في مسجد غدير خُمّ ، والإكثار من الابتهال والدعاء فيه . وهو الموضع الذي نصّ فيه النبي ( صلّى الله عليه وآله ) بالولاية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعقد البيعة له ، صلّي الله عليهما وعلى آلهما الطاهرين"(87) .
وصف الموقع الراهن :
وصَفَه المقدَّم عاتق بن غيث البلادي ـ المؤرّخ الحجازي المعاصر ـ في كتابه "معجم معالم الحجاز" ، قال : "و يعرف غدير خُمّ اليوم باسم "الغُرَبَة" ; وهو غدير عليه نخل قليل لأُناس من البلاديّة ، من حرب ، وهو في ديارهم يقع شرق الجحفة على (٨) أكيال ، وواديهما واحد ، وهو وادي الخرّار(88) .
وكانت عين الجحفة تنبع من قرب الغدير ، ولا زالت فقرها ماثلة للعيان .
وتركبُ الغديرَ من الغرب والشمال الغربي آثار بلدة كان لها سور حجري لا زال ظاهراً ، وأنقاض الآثار تدلّ على أنّ بعضها كان قصوراً أو قلاعاً ، وربّما كان هذا حيّاً من أحياء مدينة الجحفة ، فالآثار هنا تتشابه"(89) .
وقد استطلعتُ ـ ميدانياً ـ الموضع من خلال رحلتين :
ـ كانت أُولاهما : يوم الثلاثاء ٧ / ٥ / ١٤٠٢ هــ = ٢ / ٣ / ١٩٨٢ م .
ـ والثانية : يوم الأربعاء ١٨ / ٦ / ١٤٠٩ هــ = ٢٥ / ١ / ١٩٨٩ م ...
الطُّرق المودّية إلى الموقع :
... إنّ هناك طريقين تُؤدّيان إلى موقع غدير خُمّ ; إحداهما من الجحفة ، والأُخرى من رابغ .
1 ـ طريق الجحفة :
تبدأ من مفرق الجحفة عند مطار رابغ ، سالكاً تسعة كيلوات مزفّتة إلى أوّل قرية الجحفة القديمة ، حيث شيّدت الحكومة السعوديّة ـ بعد أن هدمت المسجد السابق الذي رأيناه في الرحلة الأُولى ـ مسجداً كبيراً في موضعه ، وحمّامات للاغتسال ، ومرافق صحّية ، ومواقف سيّارت .
ثمَّ تنعطف الطريق شمالاً ، وسط حجارة ورمال كالسدود ، بمقدار خمسة كيلوات إلى قصر علياء ، حيث نهاية قرية الميقات . ثمَّ تنعطف الطريق إلى جهة اليمين ، قاطعاً بمقدار كيلوين أكواماً من الحجارة وتلولاً من الرمال ، وحرّة قصيرة المسافة . ثمَّ تهبط من الحرّة يمنة الطريق حيث وادي الغدير .
٢ ـ طريق رابغ :
وتبدأ من مفرق طريق مكّة ـ المدينة العامّ ، الداخل إلى مدينة رابغ عند إشارة المرور ، يمنة الطريق للقادم من مكّة ، مارّةً ببيوتات من الصفيح ، وأُخرى من الطين يسكنها بعض بدو المنطقة ؛ ثمَّ يصعد على طريق قديمة مزفَّتة تنعطف به إلى اليسار ، وهى الطريق العامّ القديمة التي تبدأ بقاياها من وراء مطار رابغ ؛ وبعد مسافة عشر كيلوات ، وعلي اليمين ، يتفرّع منه الفرع المؤدّى إلى الغدير ، ومسافته من رابغ إلى الغدير ٢٦ كيلواً تقريباً .
وفي ضوء ما تقدّم :
يقع غدير خُمّ من ميقات الجحفة مطلع الشمس بحوالي ٨ كيلوات ، وجنوب شرقي رابغ بما يقرب من ٢٦ كم .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* هذه الدراسة نشرت كاملة في أوَّل الأمر في: مجلَّة "تراثنا" ، ع4 (25) ، السنة السادسة ، شوَّال ـ 1411 هـ ، تحت عنوان: "من معالم الحج والزيارة: غدير خم" ، ثمَّ ضُمَّت لاحقاً مقتطفات منها في كتاب: "موسوعة الأمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتأريخ" ، تأليف: محمد الرَّيْشَهْرِي ، بمساعدة : محمد كاظم الطباطبائي ومحمود الطباطبائي ، مج2 ، ص363 ، ط 2 ، دار الحديث للطباعة والنشر ، قم ، 1425 هـ.
ونحن بدورنا ننشرها هنا كما جاءت في المصدر الأخير.
(1) سنعرض بعض هذه الصور في آخر هذا الجزء [ من الموسوعة ] .
(2) السيرة النبويّة لابن كثير : ٤ / ٤٢٤ .
(3) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١١٨ / ٤٥٧٦ .
(4) الصواعق المحرقة : ٤٣ ، وفيه : "إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خطب" .
(5) معجم ما استعجم : ٢ / ٥١٠ .
(6) راجع : القسم التاسع [ من الموسوعة ] "علي عن لسان الشعراء" : الكميت بن زيد الأسدي .
(7) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(8) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ ، معجم معالم الحجاز : ٣ / ١٥٧ .
(9) السيرة النبويّة لابن كثير : ٤ / ٤٢٢ .
(10) المراجعات : 217 .
(11) صفة جزيرة العرب : ٢٥٩ (كما في المصدر) .
(12) شعر همدان وأخبارها ، حسن عيسي أبو ياسين : ٣٧٢ (كما في المصدر) .
(13) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ٤٢ / ٨ .
(14) المراجعات : ٣١١ .
(15) السيرة النبويّة لابن كثير ، ٤ / ٤٢٣ .
(16) معجم ما استعجم : ٢ / ٥١٠ .
(17) هكذا بالأصل ، وصوابه : وادٍ بالحجاز .
(18) معجم ما استعجم : ٢ / ٤٩٢ .
(19) معجم معالم الحجاز :٣ / ١٥٩ .
(20) المصدر نفسه : ٦ / ٢٢٣ .
(21) الغدير : ١ / ٣٦ ، كشف الغمة : ١ / ٤٨ ، التحصين لابن طاووس : ٥٧٨ / ٢٩ .
(22) راجع لسان العرب : ٥ / ٩ ، تاج العروس : ٧ / ٢٩٥ .
(23) تاج العروس : ٧ / ٢٩٥ .
(24) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(25) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(26) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(27) النهاية : ٢ / ٨١ .
(28) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩
(29) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(30) القاموس المحيط : ٤ / ١٠٩ .
(31) الروض المعطار : ١٥٦ .
(32) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(33) المصدر نفسه : ٣ / ٩٥٤ .
(34) وفاء الوفا : ٤ / ١٢٠٠ .
(35) معجم البلدان : ٢ / ٣٥٠ .
(36) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(37) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(38) معجم البلدان : ٤ / ١٨٨ .
(39) هكذا في المصدر ، والصواب : "دون الجحفة" .
(40) القاموس المحيط : ٤ / ١٠٩ .
(41) هما : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري ، المتوفَّى (٥٦١ هـ ) ، له كتاب : "الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها" . وعرّام بن الأصبغ السلمي ، المتوفَّى نحو (٢٧٥ هـ) ، صاحب كتاب : "أسماء جبال تهامة وسكّانها وما فيها من القُرى ، وما ينبت عليها من الأشجار وما فيها من المياه" . (الأعلام للزركلي : ٨ / ٢٤ ، وج٤ / ٢٢٣) .
(42) تاج العروس : ١٦ / ٢٢٦ .
(43) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩
(44) النهاية : ٢ / ٨١ .
(45) لسان العرب : ١٢ / ١٩١ .
(46) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ ، الروض المطار : ١٥٦ .
(47) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(48) الصواعق المحرقة : ٤٣ .
(49) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١١٨ / ٤٥٧٦ .
(50) مسند ابن حنبل : ٧ / ٨٦ / ١٩٣٤٤ .
(51) المصدر نفسه : ٦ / ٤٠١ / ١٨٥٠٦ .
(52) معجم ما استجم : ٢ / ٣٦٨
(53) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(54) معجم ما استعجم : ٢ / ٣٦٨ .
(55) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(56) الدروس : ١٥٦ .
(57) جواهر الكلام : ٢٠ / ٧٥ .
(58) معجم البلدان : ٢ / ٣٨٩ .
(59) المصدر نفسه : ٢ / ٣٨٩ .
(60) الفصول المهمّة : ٣٩ .
(61) المناقب لابن المغازلي : ٢٥ / ٣٧ .
(62) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ١٧٧ / ٩٦ ، وفيه : "كنّا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ... فلمّا بلغ غدير خمّ ، وقف الناس ، ثمّ ردّ مَن مضي ولحقه مَن تخلّف" .
(63) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١١٨ / ٤٥٧٧ ، وفيه : "شجرات" ، بدل : "سمرات" .
(64) الغدير : ١ / ٤٦ ، جواهر العقدين : ٢٣٧ .
(65) كشف الغمة : ١ / ٤٨ ، الغدير : ١ / ٣٦ .
(66) المعجم الكبير : ٥ / ٢١٢ / ٥١٢٨ .
(67) الغدير : ١ / ٤٦ ، جواهر العقدين : ٢٣٧ .
(68) أسد الغابة : ١ / ٦٦٩ / ١٠٣١ .
(69) مسند ابن حنبل : ٦ / ٤٠١ / ١٨٥٠٦ .
(70) مسند ابن حنبل : ٧ / ٨٦ / ١٩٣٤٤ .
(71) الغدير : ١ / ٣٦ ، وراجع : كشف الغمة : ١ / ٤٨ ، المناقب لابن المغازلي : ١٦ / ٢٣ .
(72) جامع الأخبار : ٤٨ ، الغدير : ١ / ١٠ .
(73) راجع : التهنئة القياديّة [ من هذا الجزء من الموسوعة ، ص 294] .
(74) الطرائف : ١٢١ / ١٨٤ ، بحار الأنوار : ٣٧ / ١٨٠ / ٦٧ .
(75) راجع : أبيات حسّان بن ثابت .
(76) جواهر الكلام : ٢٠ / ٧٥ .
(77) راجع : مسجد الغدير .
(78) الحدائق الناضرة : ١٧ / ٤٠٦ .
(79) الكافي / ٥٦٧ / ٣ .
(80) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ٥٥٩ / ٣١٤٢ .
(81) الكافي : ٤ / ٥٦٦ / ١ ، مَن لا يحضره الفقيه : ١ / ٥٥٩ / ٣١٤٣ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ١٨ / ٤١ .
(82) النهاية : ٢٨٦ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحجّ : ٢٢٠ .
(83) المهذّب : ١ / ٢٧٤ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٣٢٥ .
(84) السرائر : ١ / ٦٥١ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٥٩٢ .
(85) الوسيلة : ٢٢٠ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٤٥٢ .
(86) الجامع للشرائع : ٢٣١ ، الينابيع الفقهيّة ـ الحج : ٧٢٩ .
(87) منهاج الناسكين : ١٢١ .
(88) تقدّم ـ استناداً على ما ذكره بعض المؤرّخين الجغرافيّين القدامى ـ : أنّ الغدير مبتدأ وادي الجحفة ، وعنده ينتهي وادي الخرّار .
(89) معجم معالم الحجاز : ٣ / ١٥٩ .