إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ، إسناده حسن !
عن علي في قوله ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهاد رجل من بنى هاشم ".
بسم الله الرحمن الرحيم
مسند أحمد ج1ص126ح1041 : " حدثنا عبد الله - ثقة حافظ - حدثني عثمان بن أبي شيبة - ثقة حافظ - ثنا مطلب بن زياد - صدوق - عن السدي - ثقة واحتج به مسلم - عن عبد خير - ثقة - عن علي في قوله ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهاد رجل من بنى هاشم ".
المعجم الأوسط ج2ص94ح1361 : " حدثنا أحمد محمد بن صدقة - ثقة حافظ - قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خيرعن علي بن أبي طالب في قوله ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) قال رسول الله المنذر والهاد رجل من بني هاشم ".
الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 286ح668 بسنده ( عبدالله بن أحمد حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهاد رجل من بني هاشم . ) وقال ( إسناده حسن ) .
والحديث نص صريح على صحة هذا ، تفسير الطبري ج: 13 ص: 108 : " ذكر من قال ذلك حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال ثنا معاذ بن مسلم ثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي ".
نقول : من جمع بين الآية والرواية ،،، يسأل نفسه سؤالا فيه إجابته ،،
من الهادي من بني هاشم فيما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أغير علي بن أبي طالب ؟!
ومن الهادي في زمن الحسن أغير الحسن ؟!
ومن الهادي في زمن الحسين أغير الحسين ؟!
ومن في زمن زين العابدين .؟ ومن ... ومن .... الخ ؟!!
{ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ }(الأنفال/42).
لنتعرف على سلسلة الكذب
أثبتنا بأن الحديث إسناده حسن - بل الصحيح كما سيأتي عن الألباني - أن أول مصداق للهادي في قوله ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) هو علي بن أبي طالب عليه السلام وقلنا أن هذا تصحيح صريح للرواية التي حسّن سندها العسقلاني في فتح الباري وهي :
تفسير الطبري ج : 13 ص: 108 : " ذكر من قال ذلك حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال ثنا معاذ بن مسلم ثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي ".
لننظر الآن في كلمات أوركسترا الكذب ، أو قل سلسلة الكذب المعهودة :
( ابن تيمية الحراني )
قال في منهاجه ج7 ص139 عن رواية ( أنا المنذر وعلي الهادي ) : " ان هذا لم يقم دليل على صحته فلا يجوز الاحتجاج به ".
نقول : بل قام !! في رواية " والهاد رجل من بني هاشم ".
وقال : " ان هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث فيجب تكذيبه و رده " .
نقول : ابن تيمية !! مرة واحدة كن صادقا !!!
وقال متساخفا في منهاجه ج7ص142 : " و أما تفسيره بعلي فانه باطل لأنه قال و لكل قوم هاد و هذا يقتضي أن يكون هادي هؤلاء غير هادي هؤلاء فيتعدد الهداة فكيف يجعل علي هاديا لكل قوم من الأولين و الآخرين ".
نقول : من قال هذا ؟! ، العلامة الحلي رضوان الله تعالى عليه لم يقل أن عليا هو المتصدي لهداية كل الناس من الأولين والآخرين !! ، رواية الطبري فيها قيد ( بك يهتدي المهتدون من بعدي ) ، ولا علاقة لي بهذا .
( الذهبي )
فقد غالا في نصبه وأفرط حتى قذف الرواية الحسنة بل الصحيحة التي في مسند أحمد بالوضع !!
قال في تلخيص المستدرك ج3ص129 معقبا على قول الحاكم : " قال علي : رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وأنا الهادي هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . قلت -أي الذهبي- : بل كذب ، قبح الله واضعه ".
نقول : مضمونه ثابت بإسناد حسن من مسند أحمد والمعجم الكبير للطبراني والأوسط والصغير ، ومن الأحاديث المختارة ، فلماذا الكذب والتدليس ؟!
( ابن كثير )
البداية والنهاية ج7 ص358 : " ولم ينزل في علي شىء من القرآن بخصوصيته وكل ما يريدونه في قوله تعالى انما انت منذر ولكل قوم هاد وقوله ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا وقوله اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وغير ذلك من الآيات والاحاديث الواردة في انها نزلت في علي لا يصح شىء منها ".
نقول : إلى متى الكذب ؟!
( الألباني )
أما هذا !! فالعجب العجاب ! ، كذب وتدليس وخداع ! ، فما فعل ؟!
قال عن الحديث في سلسلته الضعيفة ح4899 : " موضوع " !!
وهذا ليس بجهل من الألباني بل كذب ! لماذا ؟ لأنه عثر على رواية مسند أحمد ( والهاد رجل من بني هاشم ) التي بمضمون الحديث ، ولكنه قلب رواية مسند أحمد وحرفها نصا وخطا !! وهذه هي الطامة الكبرى !!
قال في سلسلته الضعيفة المجلد العاشر (الجزء الثاني ) ص537 وسأنقل عبارته ورسم قلمه بالنص والدقة بلا أي تغيير ولو بالنقاط والفواصل :
" ومما يؤيد نكارة الحديث : أن عبد خير رواه عن علي في قوله ... فذكر الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المنذر والهادي : رجل من بني هاشم " .
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/126) ، ومن طريقه ابن عساكر : حدثني عثمان بن أبي شيبة : حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عنه .
وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ". انتهى كلام الألباني .
نقول : لاحظوا كيف حرف الألباني الرواية فجعل حديث علي بن أبي طالب هو حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !! ، إذ الرواية في مسند أحمد والأوسط للطبراني والأحاديث المختارة هكذا : " عن علي في قوله ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهاد رجل من بنى هاشم ".
وهي ظاهرة في أن المفسر هو علي بن أبي طالب ، بل هي نص في ذلك لأسباب :
1- لو كان المتكلم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما صح أن يقول ( المنذر والهاد رجل من بني هاشم ) كما في الأصل - الذي جاء بسياق حكاية الإمام علي عين ألفاظ الآية وتفسيرها- بل يجب أن تكون ( والهادي ) بالياء .
لذلك قام الألباني - الأمين على السنة - بتحريفها من ( والهاد ) كما في أصلها إلى ( والهادي ) بالياء حتى تتماشا مع هواه وإجحافه بأهل البيت عليهم السلام !!
2- لو كان المتكلم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبـهم الأمر الذي صرح به الله في القرآن !!! إذ أن الله يقول ( إنما أنت منذر ) و ( أنت ) من أعرف المعارف ، فكيف يقول النبي عن المنذر ( أنه رجل من بني هاشم ) !!! أفتونا مأجورين !
بل فيه من إخراج الرسول عن مقام الرسالة ما لا يخفى !! ، لأنه في هذه الحالة لا يكون هو المخاطب ب ( إنما أنت ) !!
نعم يصح هذا التركيب ( المنذر والهاد (!) رجل من بني هاشم ) مع وضوح أن المنذر هو ( أنت ) في حالة واحدة وهي كون الهادي رجل من بني هاشم غير النبي ، فيكون النبي بصدد إعطاء الضابطة والقاعدة الكلية من أن المنذر والهادي هما من بني هاشم ولا يخرجان عنها .
فيرجع الأمر كما كان ، فتصبح الجملة ( المنذر والهادي رجل من بني هاشم ) بتحريف الألباني في قوة الأصل ( رسول الله المنذر والهاد رجل من بني هاشم ) ، فما فعل الألباني بتحريفه شيئا !!
3- والأمر والأدهى أن الألباني نفسه قبل تحريفه لهذه الرواية كتب رواية المستدرك بخط يده وهي : " قال علي : رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وأنا الهادي ". ، أفلا تعد قرينة على أن المفسر هو علي عليه السلام ؟!!!
والأطم أن الألباني -الأمين المنصف الذي يتهكم على السيد شرف الدين والإمام الخميني- قد اطلع على كلام ابن كثير في تفسيره ج2 ص503 ونقل هذه الجملة : " وهذا الحديث فيه نكارة شديدة " ، مع أن بعد هذه الجملة مباشرة أتبعها ابن كثير بقوله : " وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي ( ولكل قوم هاد ) قال : الهادي رجل من بني هاشم . قال الجنيد هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ابن أبي حاتم وروي عن ابن عباس في إحدى الروايات وعن أبي جعفر محمد بن علي نحو ذلك ".
وهذا تفسير ابن أبي حاتم ج7 ص2225ح12152 :
" حدثنا علي بن الحسين ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي ( لكل قوم هاد ) قال : الهاد رجل من بني هاشم "
فأين قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنا ؟!!!
فهذا نص صريح صحيح في أن المفسر هو علي عليه السلام وقد الذي رآه الألباني بعينيه !!!
ومع ذلك يحرف ويتلاعب في نص حديث مسند أحمد حتى لا يكون مصححا لمضمون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي ". والحمد لله !
فلعن الله الكاذبين وخذلهم وأعد للمبغضين الحاقدين نارا سجرها لغضبه آمين رب العالمين .
الكاتب / ابن تيمية ، الذهبي ، ابن كثير ، الألباني ومن لف لفهم ، { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ }(الزخرف/19).
نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام