الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (20)
  • عنوان المقال: الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (20)
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:10:18 1-9-1403

الخصائص العلويّة في الأحاديث النبويّة (20)

في ( السيرة النبويّة 176:1 ـ ط القاهرة ) كتب ابن هشام الحِمْيَري ( ت 218 هـ ): في الحديث ( النبوي الشريف ): « سُبّاقُ الأمم ثلاثة؛ لم يكفروا بالله طَرفةَ عين: حِزقيلُ مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار صاحب يس، وعليّ بن أبي طالب » رضي الله عنهم.
ومن استفاداته من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال ابن عبّاس في ظلّ قوله تعالى: والسابقون السابقون [ الواقعة:10 ]: سبَقَ يوشَعُ بن نون إلى موسى، وسبق مؤمنُ آل فرعون وصاحب يس سبق إلى عيسى، وسبق عليٌّ إلى محمّدٍ صلّى الله عليه وآله. ( العثمانية للجاحظ:278 ـ ط دار الكتب بمصر، مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي:245 ـ 247 / ح 293 ـ 294، والمناقب للخوارزمي الحنفي:32 ـ ط تبريز.
وفيه: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « السُّبّاقُ ثلاثة: فالسابقُ إلى موسى عليه السلام يُوشَع بن نون، والسابق إلى عيسى عليه السلام صاحب يس ( شمعون بن حمّون الصَّفا: خ ل )، والسابق إلى محمّدٍ عليُّ بن أبي طالب ». وعن ابن عبّاس روى: المحبّ الطبري في كتابَيه: ـ الرياض النضرة 158:2 ـ ط الخانجي، وذخائر العقبى:58 ـ ط القدسي، والذهبي في ميزان الاعتدال 251:1 ـ ط القاهرة، وابن كثير الحنفي في: البداية والنهاية 231:1 ـ ط مصر، وكذا في: تفسير القرآن العظيم ـ المطبوع بهامش فتح البيان 367:9 ـ ط بولاق بمصر، والهيثمي الشافعي في: مجمع الزوائد، والآلوسي في: روح المعاني 114:27 ـ ط المنيريّة بمصر، وفيه: أخرج ابن مردَويه عن ابن عبّاس قال: نزلت ( أي آية السابقون ) في: حِزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيبِ النجّار الذي ذُكر في « ياسين »، وعليّ بن أبي طالبٍ كرّم الله وجهه، وكلُّ رجلٍ منهم سابقُ أمّته، وعليٌّ أفضلهم. فيما روى البدخشي في: مفتاح النجا في مناقب آل العبا:22 ـ من المخطوطة، عن عائشة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « السُّبَّقُ ثلاثة: فالسابقُ إلى موسى يُوشَعُ بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمّدٍ عليُّ بن أبي طالب ».. ورواه كثير ).
أمّا رواية جابر الأنصاري، فهي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « ثلاثةٌ لم يكفروا بالوحي طرفةَ عي: مؤمنُ آل ياسين، وعليُّ بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون » ( تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 155:14 ـ ط السعادة بمصر ).
لكنّ ابن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « الصدّيقون ثلاثة: حبيبُ النجّار وهو مؤمن آل ياسين، وحزقيل وهو مؤمن آل فرعون، وعليُّ بن أبي طالبٍ وهو أفضلهم » ( فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل:156، المناقب للخوارزمي، التفسير الكبير للفخرالرازي 57:27 ـ ط عبدالرحمان محمّد بمصر، وغيرها ).
فيما روى الشيخ عبيدالله الحنفي الأمرتسري في ( أرجح المطالب:393 ـ ط لاهور ) عن ابن عبّاس وابن أبي ليلى أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجّار مؤمن آل ياسين، الذي قال: يا قومِ اتَّبِعُوا المُرسَلين. وحزقيل مؤمن آل فرعون، الذي قال: أتَقتُلونَ رَجُلاً أن يَقولَ ربّيَ الله ؟! وعليُّ بن ابي طالب، وهو أفضلهم ».
وروى الحافظ الترمذي في ( صحيحه 116:13 ـ ط الصاوي بمصر ) بإسناده أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « يا معشرَ قريش، لَتنتَهُنّ أو لَيَبعثَنّ اللهُ عليكم مَن يضرب رقابكم بالسيف على الدِّين، قدِ امتحن اللهُ قلبه على الإيمان ». قالوا: مَن هو يا رسول الله ؟ فقال له أبوبكر: مَن هو يا رسول الله ؟! وقال عمر: مَن هو يا رسولَ الله ؟! قال: « هو خاصفُ النعل ». وكان أعطى عليّاً نعلَه يخصفها. ( رواه أيضاً: النسائي في خصائص أمير المؤمنين عليه السلام:10 ـ ط التقدّم بمصر، والبيهقي ـ ت 300 هـ ـ في: المحاسن والمساوي:41 ـ ط بيروت، والحاكم النيسابوري في: المستدرك 137:2 ـ ط حيدرآباد الدكن، والخطيب البغدادي في: تاريخ بغداد 433:8 ـ ط القاهرة، والحميدي الأندلسي ـ ت 488 هـ ـ في: الجمع بين الصحيحين، والخوارزمي في المناقب:84 ـ ط تبريز، وابن الأثير في: أُسد الغابة 26:4 ـ ط مصر سنة 1285 هـ، وسبط ابن الجوزي في: تذكرة خواصّ الأمّة:45 ـ ط الغري، وابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة 221:4 ـ ط القاهرة، والبدخشي في: مفتاح النجا:22 ـ من المخطوطة، وغيرهم ).
وروى ابن المغازلي الشافعي في ( مناقب عليّ بن أبي طالب:289 / ح 330 ) عن عمر بن الخطّاب أنّه أقرّ قائلاً: سمعتُ رسول الله يقول: « لو أنّ السماواتِ والأرضَ وُضِعَتا في كفّة، ووُضِع إيمانُ عليٍّ في كفّة، لَرجَحَ أيمانُ عليّ » ( رواه الخوارزميّ الحنفيّ أيضاً في: المناقب:78 ـ ط تبريز، والمحبّ الطبري في: ذخائر العقبى:100 ـ ط القدسي، وكذا في: الرياض النضرة 226:2 ـ ط محمّد أمين بمصر، والصفوري البغدادي في: نزهة المجالس 207:2 ـ ط القاهرة، والكشفي الحنفي في: المناقب المرتضوية:118 ـ ط بمبي، والشيخ القندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:254 ـ ط إسلامبول، والشفشاوي المصري في: سعد الشموس والأقمار:211 ـ ط التقدم بالقاهرة سنة 1330 هـ، وابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة 170:3 ـ ط القاهرة.. وغيرهم ).
وعن حُذَيفة بن اليمان، روى أبو الحسن الكازروني في ( الأربعين:105 ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « مَثَلُ عليٍّ في الناس كمَثَلِ قُلْ هُوَ الله أَحَد في القرآن » ( رواه كذلك: الترمذي الكشفي الحنفي في: المناقب المرتضوية:77 ـ ط بمبي، والمناوي الشافعي في: كنوز الحقائق:141، وابن المغازلي الشافعي في مناقب عليّ بن أبي طالب:70 / ح 100، وعبدالله الشافعي في: المناقب:33 ـ من المخطوطة، والقندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة:125 ـ ط إسلامبول. وفي بعضها: عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّما مَثَلُ عليٍّ في هذه الأمّة مَثَلُ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد »).
أمّا رواية ابن عبّاس فهي أكمل، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يا عليّ، ما مَثَلُك في الناس إلاّ كمَثَلِ سورة قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد في القرآن: مَن قرأها مرّةً فكأنّما قرأ ثُلُثَ القرآن، ومَن قرأها مرّتين فكأنّما قرأ ثُلُثَيِ القرآن، ومَن قرأها ثلاث مرّاتٍ فكأنّما قرأ القرآنَ كلَّه. وكذا أنت يا عليّ: مَن أحبّك بقلبه فقد أخذ ثُلثَ الإيمان، ومَن أحبّك بقلبه ولسانه فقد أخذ ثُلثَي الإيمان، ومَن أحبّك بقلبه ولسانه ويده فقد جمع الإيمان كلَّه. والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لو أحبّك أهلُ الأرض كما يُحبّك أهل السماء، لَما عذّب اللهُ أحداً منهم بالنار » ( قريبٌ منه ما رواه ابن حسنويه الحنفي الموصلي في: درّ بحر المناقب:33 ـ من المخطوطة ).
وأمّا الحديث النبويّ المشهور: « عليٌّ مع الحقّ والحقُّ مع عليّ، ولن يَفترِقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوضَ يومَ القيامة »، فذلك ما رواه عشرات المحدّثين في عيون مصادرهم وتصانيفهم، منهم على سبيل المثال: الخطيب البغدادي في: تاريخ بغداد 321:14 ـ ط السعادة بمصر، والدولابي في: الكنى والاسماء 89:2 ـ ط حيدرآباد الدكن، وابن عساكر الدمشقي الشافعي في: تاريخ مدينة دمشق 107:6 من المنتخب ـ ط الترقّي بدمشق، والجويني الشافعي في: فرائد السمطين 176:1 / ح 138، والهيثمي الشافعي في مجمع الزوائد 134:9 ـ ط القدسي بالقاهرة، والبدخشي في: مفتاح النجا:66 ـ من المخطوطة، وغيرهم.
وفي صيغة أخرى، وهي قول رسول الله صلّى الله عليه وآله في دعائه الشريف المستجاب بلا حجاب: « رَحِمَ اللهُ عليّاً، اللهمَّ أدِرِ الحقَّ معه حيثما دار » رواه: الترمذي في: صحيحه 166:3 ـ ط الصاوي بمصر، والبيهقي في: المحاسن والمساوي:41 ـ ط بيروت، والحاكم في المستدرك 124:3 ـ ط حيدرآباد الدكن، وابن شيرويه الديلمي في: فردوس الأخبار، والخوارزمي في: المناقب:62 ـ ط تبريز، وابن الأثير في: جامع الأصول 420:9 ـ ط السنّة الحمّديّة بمصر، وابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة 592:2 ـ ط مصر، والذهبي في: تاريخ الإسلام 198:2 ـ ط مصر، وعشرات آخرون.
وفي بيان آخر: عن سهل الساعدي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله يبغض من عباده الملتوين ( وفي نسخةٍ: المايلين ) عن الحقّ، فلا تلووا عن الحقّ وأهل الحقّ، والحقُّ مع عليٍّ وعليٌّ مع الحقّ، فمَنِ استبدل به هلك، وفاتته الدنيا والآخرة ». رواه: الحافظ ابن أبي الفوارس في: الأربعين:34، وابن حسنويه الحنفي الموصلي ـ ت 680 هـ ـ في: درّ بحر المناقب:124 ـ من المخطوطة. وبذلك أقرّ الصحابة وإن خالفوا عليّاً والحقَّ الذي كان معه! وإلاّ ماذا يُجيبون لو روى لهم البدخشي في: مفتاح النجا:66 ـ من المخطوطة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليٍّ عليه السلام: « يا عليّ، إنّ الحقّ معك، والحقّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيَك »، وروى لهم أيضاً أنّ أبا موسى الأشعري ـ وقد ضلّ عن عليّ ـ أقرّ واعترف إذ قال: أشهد أنّ الحق مع عليّ، ولكن مالت الدنيا بأهلها! ولقد سمعتُ النبيَّ يقول له: « يا عليّ، أنت مع الحقّ، والحقُّ بعدي معك ». وقد روى ذلك أيضاً ابن أبي الحديد ـ ت 655 هـ ـ في: شرح نهج البلاغة 221:4 ـ ط القاهرة، والحنفي الأمرتسري في: أرجح المطالب.
وماذا يجيبون أبا سعيد الخدري وقد روى لهم أنّه كان عند النبيّ صلّى الله عليه وآله فمرّ عليّ بن أبي طالب، فقال النبيّ: « الحقُّ مع ذا، الحقّ مع ذا ». وهكذا روى الهيثمي الشافعي في: مجمع الزوائد 234:7 ـ ط مكتبة القدسي بالقاهرة، والمناوي في: كنوز الحقائق:70 ـ ط بولاق، وغيرهما.
وماذا يجيب المحاربون لأمير المؤمنين عليه السلام وقد أخرج لهم ابن عساكر عن عمّار بن ياسر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ: « يا عليّ، ستقاتلك الفئةُ الباغيةُ وأنت على الحقّ، فمَن لم ينصرك يومئذٍ فليس منّي ». رواه البدخشي في: مفتاح النجا، والمتّقي الهندي في: منتخب كنز العمّال ـ المطبوع بهامش المسند 32:5 و 34، ثمّ روى عن كعب ابن عجرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « تكون بين أُمّتي فُرقةٌ واختلاف، فيكون هذا وأصحابُه على الحقّ »، قال: يعني عليّاً.
وقد روى السمعاني ـ ت 489 هـ ـ في: الرسالة القواميّة بإسناده عن الأصبغ بن نُباتة، عن محمّد بن أبي بكر، عن أخته عائشة بنت أبي بكر أنّها قالت: سمعتُ رسول الله يقول: « عليٌّ مع الحقّ، والحقُّ مع عليّ، لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوض ». هكذا، ولكنّ المؤرّخ الشهير ابن قتيبة الدينوري ـ تُوفّي سنة 276 هـ ـ كتب في مؤلّفة الشهير: الإمامة والسياسة78:1 ـ ط مصطفى البابي الحلبي بمصر، يقول: أتى محمّدُ بن أبي بكرٍ فدخل على أخته عائشة ( أي بعد معركة الجمل ) فقال لها: أما سمعتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « عليٌّ مع الحقّ والحقُّ مع عليّ »، ثمّ خرجتِ تقاتلينه بدم عثمان ؟!
كما روى البدخشي في: مفتاح النجا:67 ـ من المخطوطة عن ابن مردَويه أنّ عائشة كانت قد روت الحديث الشريف، حتّى إذا عُقِر جَملُها ودخَلَت داراً بالبصرة، قال لها أخوها محمّد: أَنشدُك اللهَ أتذكرين يوم حدّثتيني عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « الحقُّ لن يَزالَ مع عليٍّ وعليٌّ مع الحقّ، لن يختلفا ولن يفترقا » ؟! قالت: نعم!
وأمّا حديث: « عليٌّ مع القرآن، والقرآنُ مع عليّ، لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوض » فذلك حديث متواترٌ مشهور عبّر عنه الحاكم النيسابوري في: مستدركه 124:3 ـ ط حيدرآباد الدكن بأنّه صحيح الإسناد، كما رواه المشاهير، مثل: الحافظ ابن مردَويه في: المناقب، والخوارزمي في: المناقب، والگنجي الشافعي في: كفاية الطالب، وابن حجر المكّي الشافعي في: الصواعق، والسيوطي الشافعي في: تاريخ الخلفاء، والمتّقي الهندي في: كنز العمّال، والحمويني الجويني في: فرائد السمطين، والمناوي في: الكواكب الدريّة، وابن الصبّان المصري في: إسعاف الراغبين، والشبلنجي الشافعي في: نور الأبصار، وعشرات آخرون غيرهم متسالمين على صحّته فضلاً عن تواتره وشهرته.
وتبقى الخصائص العلويّة صحاحاً موثّقةً في كتب جميع المسلمين على تعدّد مذاهبهم ومشاربهم، وهي تحكي أفضليّة أمير المؤمنين عليه السلام وأشرفيّته وأولويّته، كما تحكي مرارة مظلوميّته.

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام