الإمام على عليه السلام و حقوق الرعية
  • عنوان المقال: الإمام على عليه السلام و حقوق الرعية
  • الکاتب: أحمد الرحماني الهمداني
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:39:17 1-9-1403

الإمام على عليه السلام و حقوق الرعية

1ـ«مر شيخ مكفوف كبير يسأل،فقال أمير المؤمنين عليه السلام:ما هذا؟قالوا:يا أمير المؤمنين !نصراني،فقال أمير المؤمنين عليه السلام:استعملتموه حتى إذا كبر،و عجز منعتموه؟ألفقوا عليه من بيت المال (1) ».

2ـعن الحسن عليه السلام،قال:«إن عليا عليه السلام لما هزم طلحة و الزبير أقبل الناس منهزمين،فمروا بامرأة حامل على الطريق ففزعت منهم فطرحت ما في بطنها حيا،فاضطرب حتى مات،ثم ماتت امه من بعده،فمر بها علي عليه السلام و أصحابه و هي مطروحة على الطريق و ولدها على الطريق،فسألهم عن أمرها،فقالوا:إنها كانت حبلى ففزعت حين رأت القتال و الهزيمة،قال :فسألهم أيهما مات قبل صاحبه؟فقيل:إن ابنها مات قبلها.

قال:فدعا بزوجها أبي الغلام الميت فورثه ثلثي الدية،و ورث امه ثلث الدية،ثم ورث الزوج من المرأة الميتة نصف ثلث الدية التي ورثتها من ابنها،و ورث قرابة المرأة الميتة الباقى،ثم ورث الزوجـأيضاـمن دية امرأته الميتة نصف‏الدية و هو ألفان،خمسمائة درهم،و ورث قرابة المرأة الميتة نصف الدية و هو ألفان و خمسمائة درهم،و ذلك أنه لم يكن لها ولد غير الذي رمت به حين فزعت،قال:و أدى ذلك كله من بيت مال البصرة (2) ».

3ـروى الطبري بإسناده،عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام،قال:«بعث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حسين افتتح مكة خالد بن الوليد داعيا و لم يبعثه مقاتلا،و معه قبائل من العرب سليم و مدلج و قبائل من غيرهم،فلما نزلوا على الغميصاء و هي ماء من مياه بني جذيمة قد أصابوا في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف و الفاكة بن المغيرة،و كانا أقبلا تاجرين من اليمن حتى إذا نزلا بهم قتلوهما،و أخذوا أموالهما،فلما كان الإسلام و بعث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خالد بن الوليد سار حتى نزل ذلك الماء،فلما رآه القوم أخذوا السلاح،فقال لهم خالد:ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا .

حدثنا ابن حميد،قال:حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق،قال:حدثني بعض أهل العلم،عن رجل من بني جذيمة،قال:لما أمرنا خالد بوضع السلاح قال رجل منا يقال له جحدم:ويلكم،يا بني جذيمة !إنه خالد،و الله،ما بعد السلاح إلا الإسار ثم ما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق،و الله،لا أضع سلاحي أبدا،قال:فأخذه رجال من قومه،فقالوا:يا جحدم!أتريد أن تسفك دماءنا؟إن الناس قد أسلموا،و وضعت الحرب،و أمن الناس،فلم يزالو به حتى نزعوا سلاحه،و وضع القول السلاح لقوم خالد،فلما وضعوه أمر بهم خالد عند ذلك،فكتفوا ثم عرضهم على السيف،فقتل من قتل منهم .

فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رفع يديه إلى السماء،ثم قال :اللهم إني أبرء إليك مما صنع خالد بن الوليد،ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السلام،فقال :يا علي!اخرج إلى هؤلاء القوم،فانظر في أمرهم،و اجعل أمر الجاهلية تحت قدمك،فخرح حتى جاءهم،و معه مال قد بعثه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم به فودى لهم الدماء و ما اصيب من الأموال حتى إنه ليدي ميلغة الكلب (3) ،حتى إذا لم يبق شي‏ء من دم و لا مال إلا وداه بقيت معه بقية من المال،فقال لهم علي عليه السلام حين فرغ منهم:هل بقي لكم دم أو مال لم يود إليكم؟قالوا:لا،قال:و أني اعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مما لا يعلم و لا تعلمون.ففعل ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فأخبره الخبر،فقال:أصبت و أحسنت،ثم قام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاستقبل القبلة قائما شاهرا يديه حتى إنه ليرى بياض ما تحت منكبيه و هو يقول:اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليدـثلاث مرات (4) ـ».

4ـخبر خالد بن الوليد حين بعثه النبي صلى الله عليه و آله و سلم على صدقات بني جذيمة من بني المصطلق فأوقع بهم خالد فترة كانت بينه و بينهم فقتل منهم و استاق أموالهم،فلما انتهى الخبر إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم رفع يده إلى السماء،و قال:اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد،و بكى،ثم دعا عليا عليه السلام فبعثه إليهم بمال و أمره أن يؤدي إليهم ديات رجالهم و ما ذهب لهم من أموالهم،فأعطاهم أمير المؤمنين عليه السلام جميع ذلك،فأعطاهم لميلغة كلابهم و حبلة رعاتهم،و بقيت معه عليه السلام من المال فأعطاهم لروعة نسائهم و فزع صبيانهم و لما لا يعلمون و ليرضوا عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم (5) ».

5ـفي«مصباح الأنوار»قال:«بلغنا أن أمير المؤمنين عليه السلام اشتهى كبدا مشوية على خبزة لينة،فأقام حولا يشتهيها،ثم ذكر ذلك للحسن عليه السلام و هو صائم يوما من الأيام فصنعها له،فلما أراد أن يفطر قربها إليه،فوقف سائل بالباب،فقال:يا بني!احملهاإليه لا نقرأ صحيفتنا غدا أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا و استمتعتم بها (6) ». (7)

6ـ«جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم فشكا إليه الجوع،فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى بيوت أزواجه فقلن:ما عندنا إلا الماء،فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:من لهذا الرجل الليلة؟فقال علي بن أبي طالب:أنا له،يا رسول الله !و أتى فاطمة عليها السلام فقال لها:ما عندك يا بنت رسول الله؟فقالت:ما عندنا إلا قوت الصبية نؤثر ضيفنا،فقال علي عليه السلام:يا ابنة محمد!نومي الصبية و أطفئي المصباح،فلما أصبح علي عليه السلام غدا على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فأخبره الخبر،فلم يبرح حتى أنزل الله عز و جل:و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون (8) ». (9)

7ـو قال عليه السلام في عهده إلى الأشتر رحمه الله:«و اجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك،و تجلس لهم مجلسا عاما فتتواضع فيه لله الذي خلقك،و تقعد عنهم جندك و أعوانك من أحراسك و شرطك،حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع،فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول في غير موطن:لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع .

ثم احتمل الخرق منهم و العي،و نح عنهم الضيق و الأنف يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته،و يوجب لك ثواب طاعته،و أعط ما أعطيت هنيئا،و امنع في إجمال و إعذار (10) ».

 

تعليقات:

1ـالحر العاملى:وسائل الشيعة،ج 11:ص 49،ط عبد الرحيم.

2ـالحر العاملى:وسائل الشيعة،ج 7،ص 393،ط عبد الرحيم.

3ـالميلغة:الاناء يلغ فيه الكلب أو يسقى فيه.

4ـطبري:تاريخ الرسل و الملوك،ج 3:ص 66،ط مصر.

5ـالقمي:سفينة البحار،ج 1:ص 406،«خلد».

6ـالأحقاف،46: .20

7ـالقمي:سفينة البحار،ج 2:ص 458،«كبد».

8ـالحشر،59: .9

9ـالمجلسي:بحار الأنوار،ج 41:ص .34

10ـالسيد الرضي (المجمع) :نهج البلاغة،/ .53

الإمام علي بن أبي‏طالب ص 686

أحمد الرحماني الهمداني