من معاجز أمير المؤمنين عليه السّلام
الولاية التكوينيّة
• عن عمر بن أُذينة، عن أبيه، عن أبي عبدالله (
الصادق ) عليه السّلام قال: دخل الأشتر على عليٍّ عليه السّلام فسلّم،
فأجابه ثمّ قال: ما أدخَلَك علَيّ في هذه الساعة ؟ قال: حبُّك يا أمير
المؤمنين، فقال: هل رأيتَ ببابي أحداً ؟ قال: نعم، أربعة نفر.
فخرج والأشتر معه.. وإذا بالباب: أكمَه ومكفوف وأبرص ومُقعَد، فقال عليه
السّلام: ما تصنعون ها هنا ؟ قالوا: جئناك لِما بنا. فرجع ففتح حُقّاً له،
فأخرج رَقّاً أبيض فيه كتابٌ أبيض، فقرأ عليهم.. فقاموا كلّهم مِن غير
علّة. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 204 / ح 181. وأورده قطب الدين
الراوندي في الخرائج والجرائح 196:1 / ح 34 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ
المجلسي 195:41 / ح 7. ورواه: الخصيبي في الهداية الكبرى 160، والديلمي في
إرشاد القلوب 284 عن مالك الأشتر ).
• عن عبدالواحد بن زيد ( أبي عبيد البصري ) قال:
كنت حاجّاً إلى بيت الله الحرام، فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتينِ عند
الركن اليماني، تقول إحداهما للأخرى: لا وحقِّ المُنتجَب للوصيّة، والحاكمِ
بالسَّويّة، والعادلِ في القضيّة، بَعلِ فاطمة الزكيّةِ الرضيّةِ
المرضيّة.. ما كان كذا.
فقلت: مَن هذا المنعوت ؟!
قالت: هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علَمُ الأعلام، وباب الأحكام،
قسيم الجنّة والنار، ربّانيّ الأُمّة.
فقلت: مِن أين تعرفينه ؟ قالت: وكيف لا أعرفه وقد قُتِل أبي بين يديه
بصِفّين ولقد دخل على أُمّي لمّا رجع فقال: يا أُمَّ الأيتام كيف أصبحتِ ؟
قالت: بخير. ثمّ أخرَجَتْني وأُختي هذه إليه عليه السّلام وكان قد ركبني من
الجُدَريّ ما ذهب به بصري، فلمّا نظر عليٌّ عليه السّلام إليّ تأوّه وقال:
ما إنْ تأوَّهتُ مِن شيءٍ رُزِيتُ بهِ |
|
كمـا تأوّهتُ للأطفالِ فـي الصِّغَرِ |
قد ماتَ والـدُهم مَـن كان يَكفُلُهم |
|
في النائباتِ وفي الأسفارِ والحَضَرِ |
ثمّ مَدّ يدَه المباركة على وجهي، فانفَتَحت
عيني لوقتي وساعتي، فوَاللهِ إنّي لأنظرُ إلى الجمل الشارد في الليلة
الظلماء ببركته. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 204 / ح 11. الخرائج
والجرائح لقطب الدين الراوندي 543:2 / ح 5 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ
المجلسي 47:33 / ح 392، وفي ج 220:41 ـ 221 / ح 32 عنه وعن: بشارة المصطفى
لشيعة المرتضى لمحمّد بن أبي القاسم محمد الطبري، ومناقب آل أبي طالب لابن
شهرآشوب 334:2. ورواه: منتجب الدين في الأربعين 75 / ح 1 ـ بإسناده عن
عبدالواحد بن زيد مفصّلاً ).
• عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن حَبّابة
الوالبيّة قالت:
رأيت أمير المؤمنين عليه السّلام في شَرَطة الخميس ومعه درّة لها سبّابتان
يضرب بها بيّاعي الجرّي والمارماهي والزمّار والطافي ويقول لهم: يا بيّاعي
مُسوخ بني إسرائيل، وجُند بني مروان! فقام إليه فرات بن أحنف فقال: يا أمير
المؤمنين، وما جُند بني مروان؟ فقال له: أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب،
فمُسِخوا..
قالت حَبّابة: فلم أر ناطقاً أحسنَ نُطقاً منه، ثمّ اتّبعتُه لم أزل أقفو
أثره.. حتّى قعد في رحبة المسجد، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما دلالة
الإمامة، يرحمك الله ؟ فقال: ائتيني بتلك الحَصاة ـ وأشار بيده إلى حَصاة ـ
فأتيتُه بها، فطبع لي فيها بخاتمه ثمّ قال لي: يا حبّابة، إذا ادّعى مُدّعٍ
الإمامةَ فقدَرَ أن يطبع كما رأيتِ فاعلمي أنّه إمامٌ مفترض الطاعة،
والإمام لا يَعزُب عنه شيء يريده.
قالت: ثمّ انصرفتُ حتّى قُبض أمير المؤمنين عليه السّلام، فجئتُ إلى الحسن
عليه السّلام وهو في مجلس أمير المؤمنين عليه السّلام والناس يسألونه،
فقال: يا حبّابة الوالبيّة، فقلت: نعم يا مولاي، فقال: هاتي ما معك. قالت:
فأعطيتُه الحصاة، فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السّلام.
قالت: ثمّ أتيتُ الحسين عليه السّلام وهو في مسجد رسول الله صلّى الله عليه
وآله فقرّب ورحّب، ثمّ قال لي: إنّ في الدلالة دليلاً على ما تريدين،
أفتُريدين دلالة الإمامة ؟ قلت: نعم يا سيّدي، فقال: هاتي ما معك. فناولتُه
الحصاة فطبع لي فيها.. ( الكافي للكليني 346:1 / ح 3. ورواه: الشيخ الصدوق
في كمال الدين وتمام النعمة 546:2 / ح 1 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ
المجلسي 175:25 / ح 1 ).
• عن جعفر بن زيد بن موسى ( الكاظم عليه السّلام )،
عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قالوا: جاءت أمّ أسلم يوماً إلى النبي صلّى
الله عليه وآله وهو في منزل أُمّ سلمة، فسألَتها عن رسول الله صلّى الله
عليه وآله فقالت: خرج في بعض الحوائج والساعةَ يجيء. فانتظرَتْه عند أمّ
سلمة حتّى جاء صلّى الله عليه وآله، فقالت أمّ أسلم: بأبي أنت وأُمّي يا
رسول الله، إنّي قد قرأتُ الكتب وعلمتُ كلَّ نبيٍّ ووصيّ، فموسى كان له
وصيّ في حياته ووصيّ بعد موته، وكذلك عيسى، فمَن وصيُّك يا رسول الله ؟
فقال لها: يا أمَّ أسلم، وصيّي في حياتي وبعد مماتي واحد. ثمّ قال لها:
يا أمَّ أسلم، مَن فعل فعلي هذا فهو وصيّي. ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ من
الأرض ففركها بإصبعه فجعلها شبه الدقيق، ثمّ عجنها، ثمّ طبعها بخاتمه، ثمّ
قال: مَن فعل فعلي هذا فهو وصيّي في حياتي وبعد مماتي.
قالت: فخرجتُ مِن عنده.. فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السّلام فقلت: بأبي أنت
وأُمّي، أنت وصيُّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم يا أمَّ أسلم.
ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها وختمها
بخاتمه، ثمّ قال: يا أمَّ أسلم، مَن فعل فعلي هذا فهو وصيّي.
فأتيتُ الحسنَ عليه السّلام وهو غلام، فقلت له: يا سيّدي، أنت وصيُّ أبيك ؟
فقال: نعم يا أمَّ أسلم. ثمّ ضرب بيده وأخذ حصاةً ففعلَ بها كفعلهم.
فخرجتُ مِن عنده، فأتيتُ الحسينَ عليه السّلام، وإنّي لمَستَصغِرةٌ لسِنّه،
فقلت له: بأبي أنت وأُمّي، أنت وصيُّ أخيك ؟ فقال: نعم يا أمَّ أسلم،
ائتيني بحصاة. ثمّ فعل كفعلهم.
فعُمِّرتْ أمّ أسلم حتّى لَحقتْ بعليّ بن الحسين عليهما السّلام بعد قتل
الحسين عليه السّلام في مُنصَرَفه، فسألته: أنت وصيُّ أبيك ؟ فقال: نعم.
ثمّ فعَلَ كفعلهم صلوات الله عليهم أجمعين. ( الكافي للكليني 355:1 ـ 356 /
ح 15 ـ وعنه: إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات للحرّ العاملي 403:2 / ح 8.
وأشار إليه إجمالاً: ابنُ شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 289:2 ـ 290، وعنه:
بحار الأنوار للشيخ المجلسي 276:41 / ح 3 ).
• رُوي عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد عن الثمالي
عن بعض من حدّثه عن الإمام علي عليه السّلام أنّه كان قاعداً في مسجد
الكوفة وحوله أصحابه، فقال له أحدُ أصحابه: إنّي لأعجَب من هذه الدنيا التي
في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم! فقال: أترى أنّا نريد الدنيا فلا نُعطاها
؟!
ثمّ قبض قبضةً مِن حصى المسجد فضمّها في كفّه، ثمّ فتح كفَّه عنها..
فإذا هي جواهر تلمع وتزهر، فقال: ما هذه ؟! فنظرنا فقلنا: مِن أجود
الجواهر، فقال: لو أردنا الدنيا لكانت لنا، ولكن لا نريدها.
ثمّ رمى بالجواهر من كفّه، فعادت كما كانت حصى.
( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 706:2 / ح 1. بصائر الدرجات
للصفّار القمّي 375/ح 3، الاختصاص للشيخ المفيد 271 ـ وعنهم: بحار الأنوار
للشيخ المجلسي 254:41 / ح 15. وأخرجه: الحرُّ العاملي في إثبات الهداة
437:2 / ح 106 ).
• عن أبي الحسين محمّد بن هارون التلّعكبري: أخبرني
أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى: حدّثنا أحمد بن محمّد: حدّثنا
أبو عبدالله الرازي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن روح بن صالح،
عن هارون بن خارجة يرفعه، عن فاطمة عليها السّلام قالت:
أصابَ الناسَ زلزلةٌ على عهد أبي بكر، وفزع الناس إلى أبي بكرٍ وعمر
فوجدوهما قد خرجا فَزِعَين إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فتبعهما
الناس حتّى انتهوا إلى باب عليّ عليه السّلام، فخرج إليهم عليٌّ عليه
السّلام غيرَ مكترث لِما هُم فيه، فمضى واتّبعه الناس.. حتّى انتهى إلى
تَلعَةٍ فقعد عليها، فقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتجّ
جائيةً وذاهبة.
فقال لهم عليّ: كأنّكم قد هالكم ما تَرَون ؟!
قالوا: وكيف لا يَهُولنا ولم نَرَ مثلَها قطّ ؟!
قالت عليها السّلام: فحَرَّك شفتَيه، ثمّ ضرب الأرضَ بيده، ثمّ قال: ما
لَكِ ؟ اسكُني. فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجّبهم أوّلاً حين خرج
إليهم، قال لهم: وإنّكم قد عجبتم من صنيعي ؟! قالوا: نعم. قال: أنا الرجل
الذي قال الله عزّوجلّ: « إذا زُلزِلَتِ الأرضُ زِلْزالَها * وأخرَجَتِ
الأرضُ أثقالَها * وقالَ الإنسانُ: ما لَها ؟! » فأنا الإنسان الذي يقول
لها: ما لَكِ ؟! « يومئذٍ تُحدِّثُ أخبارَها » إيّايَ تحدّث. ( دلائل
الإمامة للطبري الإمامي 1 ـ 2. ورواه: الشيخ الصدوق في علل الشرائع 556 / ح
8 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 129:60، و 254:41 / ح 14، وتفسير نور
الثقلين للحويزي 648:5 / ح 7، وتأويل الآيات لشرف الدين النجفي الاسترآبادي
836:2 / ح 4 ).
إخباره عليه السّلام
بالمغيَّبات
• دعا أميرُ المؤمنين عليه السّلام يوماً مِيثمَ
التمّار فقال له: يا ميثم، كيف أنت إذا دعاك دَعيُّ بني أُميّة عبيدُالله
بن زياد إلى البراءة منّي ؟ قال: إذاً ـ واللهِ ـ أصبر، وذلك في الله قليل.
قال: ما ميثم، إذاً تكون معي في درجتي.
وكان ميثم يمرّ في السَّبخة فيضرب بيده عليها ويقول: يا نخلةُ ما غُذِيتِ
إلاّ لي! وكان يقول لعمرو بن حُريث: إذا جاوَرتُك فأحسِنْ جِواري. فكان
عمرو يرى ( أي يظنّ ) أنّ ميثم يشتري عنده داراً أو ضيعة له بجنب ضيعته...
فأمر عبيدُالله بصلب ميثم على باب عمرو بن حُريث، قال ميثم للناس: سَلُوني
سَلوني ـ وهو مصلوب ـ قبل أن أموت، فوَاللهِ لأُحدّثنّكم ببعض ما يكون من
الفتن! فلمّا سأله الناس وحدّثهم أتاه رسول من ابن زياد فألجمه بلجام من
شريط، فهو أوّل مَن أُلجم بلجامٍ وهو مصلوب.. ( خصائص الأئمّة للشريف الرضي
54 ـ 55. الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 229:1 / ح 73. ورواه: الشيخ
المفيد في الإرشاد باختلاف، وعنه: إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 341:1
ـ 343، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 124:42/ ح 7، والهداية الكبرى للخصيبي
22 ).
• عن أبي حسّان العِجليّ قال: لَقِيتُ أمَةَ الله
بنت رُشَيد الهَجَريّ فقلت لها: أخبِريني بما سمعتِ مِن أبيك. قالت: سمعته
يقول:
قال لي حبيبي أمير المؤمنين عليه السّلام: يا رُشَيد، كيف صبرُك إذا أرسل
إليك دَعيُّ بني أميّة فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟! فقلت: يا أمير المؤمنين،
أيكون آخِرُ ذلك إلى الجنّة ؟ قال: نعم يا رشيد، وأنت معي في الدنيا
والآخرة.. ( أمالي الشيخ الطوسي 167:1 ـ وعنه: بشارة المصطفى لشيعة المرتضى
لمحمّد بن أبي القاسم محمّد الطبري الإمامي 93، وبحار الأنوار للمجلسي
121:42 / ح 1. وأورده: قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح 228:1 / ح
72 ـ وعنه: بحار الأنوار 136:42 / ح 17، وعن الاختصاص للشيخ المفيد 77،
ورجال الكشّي 75 / الرقم 131. وأورده: الحرّ العاملي في إثبات الهداة 491:2
/ ح 87 ).
• عن عبدالله بن عبّاس قال: جلس أمير المؤمنين عليه
السّلام لأخذ البيعة بذي قار، وقال: يأتيكم مِن قِبل الكوفة ألف رجل، لا
يزيدون ولا ينقصون. فجزعت لذلك، وخِفتُ أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدوا
عليه فيفسد الأمر علينا، حتّى ورد أوائلهم، فجعلتُ أُحصيهم واستوفيتُ عددهم
تسعمائةِ رجلٍ وتسعاً وتسعين رجلاً، ثمّ انقطع مجيء القوم، فقلت: إنّا لله
وإنّا إليه راجعون! ماذا حمله على ما قال؟!
فبينا أنا متفكّر في ذلك، إذ رأيتُ شخصاً قد أقبل حتّى دنا، وإذا هو رجل
عليه قباء صوف، معه سيفه وقوسه وأدواته، فقَرُب من أمير المؤمنين صلوات
الله عليه وقال: امدُدْ يدَك أُبايِعْك.
فقال له أمير المؤمنين: وعلى ما تُبايعني ؟
قال: على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتّى أموتَ أو يفتح الله على
يديك. قال: ما اسمك ؟ قال: أُوَيس القَرَنيّ. قال: أنت أُويس القَرَنيّ ؟!
قال: نعم. قال: الله أكبر، أخبَرَني حبيبي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله
أنّي أُدرك رجلاً من أُمّته يُقال له: أُويس القرنيّ، يكون من حزب الله
وحزب رسوله، يموت على الشهادة، ويدخل في شفاعته مِثلُ ربيعةَ ومُضَر.
قال ابن عبّاس: فسَرّى ذلك عنّي. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة 266 / ح 5.
ورواه: الشيخ المفيد في الإرشاد 166 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي
147:42 / ح 7، وعن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 200:1 / ح 39.
وأورده: الكشّي في رجاله 98 / الرقم 156، والديلمي في إرشاد القلوب 224 ـ
225. وأخرجه: الحرّ العامليّ في إثبات الهداة 452:2 / ح 167 ـ عن إعلام
الورى للطبرسي 337:1 ـ 338 ).
• عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن داود
القطّان، عن إبراهيم يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال: لو
وجدت رجلاً ثقةً لَبعثتُ معه هذا المال إلى المدائن إلى شيعته، فقال رجلٌ
من أصحابه في نفسه: لآتينّ أمير المؤمنين ولأقولَنّ له: أنا ذاهب به، فهو
يثق بي، فإذا أخذته أخذتُ طريق الكرخة.
فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أذهب بهذا المال إلى المدائن.
فرفع رأسه إليه ثمّ قال: إليك عنّي! حتّى تأخذ طريق الكرخة.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي 240 / ح 20. ورواه: ابن شهرآشوب في مناقب
آل أبي طالب 258:2 ـ وعنهما: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 287:41 / ح 10،
وإثبات الهداة للحرّ العاملي 434:2 / ح 99 ).
• عن يحيى بن المساور العابد، عن إسماعيل بن أبي
زياد قال: إنّ عليّاً عليه السّلام قال للبَراء بن عازب: يا براء، يُقتَل
ابني الحسين وأنت حيٌّ لا تنصره. فلمّا قُتل الحسين عليه السّلام كان
البراء يقول: صدق ـ واللهِ ـ أميرُ المؤمنين عليه السّلام. وجعل يتلهّف! (
مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 270:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي
315:41 / ح 40. وإعلام الورى 345:1، والإرشاد للشيخ المفيد 331:1، وكشف
الغمّة للاربلّي 279:1، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15:10 ).
• عن سُوَيد بن غَفلة قال: كنتُ عند أمير المؤمنين
عليه السّلام إذ أتاه رجلٌ فقال: يا أمير المؤمنين، جئتك من وادي القُرى
وقد مات خالد بن عرفطة. فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّه لم
يَمُت. فأعاد عليه الرجل، فقال عليه السّلام له: لم يَمُت. وأعرض عنه
بوجهه، فأعاد عليه الثالث، فقال: سبحان الله! أُخبرك أنّه قد مات فتقول: لم
يمت!
فقال عليّ عليه السّلام: والذي نفسي بيده، لا يموت حتّى يقود جيشَ ضلالة،
يحمل رايته حبيبُ بن جمّاز.
قال: فسمع ذلك حبيب بن جّماز فأتى أميرَ المؤمنين عليه السّلام فقال له:
أنشدُك اللهَ فيّ، فإنّي لك شيعة، وقد ذكرتَني بأمرٍ لاَ والله ـ لا أعرفه
من نفسي. فقال له عليّ عليه السّلام: ومَن أنت ؟ قال: أنا حبيب بن جمّاز.
فقال له عليّ عليه السّلام: إن كنتَ حبيبَ بن جمّاز فلا يحملُها غيرُك، أو
فَلْتَحمِلنّها. فولّى عنه حبيب، وأقبل أمير المؤمنين عليه السّلام يقول:
إنْ كنتَ حبيباً لَتَحملنّها.
قال أبو حمزة: فوَاللهِ ما مات خالد بن عرفطة حتّى بعث عمر بن سعد إلى
الحسين بن عليّ عليهما السّلام، وجعل خالدَ بن عرفطة على مقدّمته، وحبيبَ
بن جمّاز صاحبَ رايته. ( الاختصاص للشيخ المفيد 280 ـ وعنه: بحار الأنوار
288:41 / ح 2. ورواه: أبو الفرج الإصفهانيّ في مقاتل الطالبيّين 49،
والصفّار القمّي في بصائر الدرجات 85 و 298 / ح 11. وقريب منه ما رواه:
الشريف الرضي في خصائص الأئمّة 52، والأردبيلي في جامع الرواة 455:2،
والمامقاني في تنقيح المقال 70:3، والطوسي في رجاله 66، وابن الأثير في
أُسد الغابة 87:2، وابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 409:1، وابن
عبدالبر في الاستيعاب 413:1. وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 270:2 ).
• روى البرسيّ أنّ الخوارج يوم النهروان جاءتهم
جواسيسهم فأخبروهم أنّ عسكر أمير المؤمنين عليه السّلام أربعة آلاف فارس،
فقالوا: لا تُرامُوهم بسهم، ولا تَضربوهم بسيف، ولكن يروح كلُّ واحدٍ منكم
إلى صاحبه يرمحه فيقتله. فعلم أمير المؤمنين عليه السّلام بذلك من الغيب،
فقال لأصحابه: لا تُراموهم ولا تُطاعنوهم، واستلّوا السيوف، فإذا لاقى كلُّ
واحدٍ منكم غريمه فليقطَعْ رمحه ويمشي إليه فيقتله؛ فإنّه لا يُقتَل منكم
عشرة، ولا يُفلِت منهم عشرة. وكان كما قال. ( مشارق أنوار اليقين لرجب
البرسي 80 ).
• بإسنادٍ مرفوعٍ إلى جندب بن عبدالله البجلي قال:
دخلني يومَ النهروان شكّ، فاعتَزَلتُ.. وذلك أنّي رأيت القوم أصحاب
البَرانِس وراياتهم الصحف، حتّى هَمَمتُ أن أتحوّل إليهم! فبينا أنا مقيم
متحيّر إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام حتّى جلس إليّ، فبينا نحن كذلك
إذ جاء فارس يركض، فقال: يا أمير المؤمنين، ما يُقعدك وقد عَبَر القوم ؟!
قال: أنت رأيتَهم ؟ قال: نعم، قال: واللهِ ما عبروا، ولا يعبرون أبداً.
فقلت في نفسي: الله أكبر! كفى بالمرء شاهداً على نفسه، واللهِ لئن كانوا
عبروا لأُقاتلنّه قتالاً لا ألوي فيه جهداً، ولئن لم يعبروا لأُقاتلنّ أهل
النهروان قتالاً يعلم الله به أنّي غضبتُ له.
ثمّ لم ألبث أن جاء فارس آخر يركض ويلمح بسوطه، فلمّا انتهى إليه قال: يا
أمير المؤمنين، ما جئت حتّى عبروا كلُّهم، وهذه نَواصي خيلهم قد أقبلت.
فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: صدَقَ اللهُ ورسولُه وكذبتَ، ما عبروا
ولن يعبروا. ثمّ نادى في الخيل فركب وركب أصحابه، وسار نحوهم، وسِرتُ ويدي
على قائم سيفي وأنا أقول: أوّل ما أرى فارساً قد طلع منهم أعلو عليّاً
بالسيف؛ لِلذي دخلني من الغيظ عليه!
فلمّا انتهى إلى النهر إذا القوم كلّهم من وراء النهر، لم يعبر منهم أحد،
فالتفتَ إليّ ثمّ وضع يده على صدري ثمّ قال: يا جُندب، أشككتَ ؟! كيف رأيتَ
؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أعوذ بالله من الشكّ، وأعوذ بالله من سخط الله
وسخط رسوله وسخط أمير المؤمنين.
قال: يا جُندب، ما أعملُ إلاّ بعلم الله وعلم رسوله.
فأصابت جُندباً يومئذ اثنتا عشرة ضربةً ممّا ضربته الخوارج.
( خصائص الأئمّة للشريف الرضي 60 ـ 61. الإرشاد للشيخ المفيد 167 ـ 168،
وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 284:41 / ح 3. وأورده: ابن شهرآشوب في
مناقب آل أبي طالب مختصراً 268:2 ـ 269، والطبرسي في إعلام الورى 339:1،
والهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني في المعجم الأوسط ).
• عن أبي إسحاق السَّبيعي والحارث الأعور: رأينا
شيخاً باكياً وهو يقول: أشرفتُ على المئة وما رأيتُ العدلَ إلاّ ساعة.
فسُئل عن ذلك فقال: أنا حُجْر الحِمْيرَيّ، كنتُ يهوديّاً أبتاع الطعام،
فقدمتُ يوماً نحو الكوفة، فلمّا صِرتُ بالقبّة بالمسجد فقدّمت حَميري فدخلت
الكوفة إلى الأشتر، فوجّهني إلى أمير المؤمنين عليه السّلام، فلمّا رآني
قال:
يا أخا اليهود، إنّ عندنا علمَ البلايا والمنايا، ما كان وما يكون، أُخبرك
أم تُخبرني بماذا جئتَ ؟ فقلت: بل تُخبرني. فقال: اختَلَسَتِ الجنُّ مالَك
في القبّة، فما تشاء ؟ قلت: إن تفضّلت علَيّ آمنتُ بك.
فانطلق معي حتّى أتى القبّة وصلّى ركعتين، ودعا بدعاءٍ وقرأ: « يُرسَلُ
عليكُما شُواظٌ مِن نار » ( سورة الرحمن:35 )، ثمّ قال: يا عبدالله، ما هذا
العَبَث، واللهِ ما على هذا بايعْتُموني وعاهَدتُموني يا معشرَ الجنّ.
فرأيتُ مالي يخرج من القبّة، فقلت: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ
محمّداً رسول الله، وأنّ عليّاً وليّ الله. ثمّ إنيّ لمّا قَدِمتُ الآن
وجدته مقتولاً.
قال ابن عقدة: إنّ اليهوديّ كان من سورات المدينة.
( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 306:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ
المجلسي 182:39 / ح 23. ورواه الطبري في نوادر المعجزات 58 / ح 24،
والخصيبي في الهداية الكبرى 126، والمسعودي في إثبات الوصية 129، والديلمي
في إرشاد القلوب 274 ).
• سأل ابنُ الكَوّا أميرَ المؤمنين عليه السّلام:
أخبِرْني عن قول الله عزّوجلّ: « قُلْ هَلْ نُنبِّئُكُم بالأخسرَينَ
أعمالاً »( سورة الكهف:103 )، قال عليه السّلام: كَفَرة أهلِ الكتاب،
اليهود والنصارى، وقد كانوا على الحقّ فابتدعوا في أديانهم وهم يَحسَبون
أنّهم يُحسنون صُنعاً.
ثمّ نزل عليه السّلام عن المنبر وضرب بيده على مَنكِب ابن الكوّا، ثمّ قال:
يا ابنَ الكوّا، وما أهلُ النهروان منهم ببعيد! فقال: يا أمير المؤمنين،ما
أُريد غيرك ولا أسأل سواك.
قال: فرأينا ابن الكوّا يوم النهروان، فقيل له: ثكلتك أُمُّك! كنتَ تسأل
أمير المؤمنين عمّا سألته، وأنت اليوم تُقاتله! فرأينا رجلاً حمل عليه
فطعنه فقتله. ( الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسي 260 ـ وعنه: بحار
الأنوار للشيخ المجلسي 123:10 / ح 2 ).
• روى الحافظ البرسيّ أنّ أمير المؤمنين عليه
السّلام قال لمروان بن الحكم يوم الجمل وقد بايعه: خِفتَ يا ابنَ الحكم أن
ترى رأسَك في هذه البقعة!
كلاّ لا يكون ذلك حتّى يكون مِن صُلِبك طواغيتُ يملكون هذه الأمّة.
( مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البُرسي 76 ).
• روى الشيخ المفيد بسندٍ ينتهي إلى الأصبَغ بن
نُباتة قال:
أمَرَنا أمير المؤمنين عليه السّلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة،
فسِرْنا يوم الأحد وتخلّف عمرو بن حُريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكانٍ
بالحِيرة يُسمّى « الخَوَرْنَق ».
فقالوا: نَتَنزّه، فإذا كان يومُ الأربعاء خرجنا ولَحِقْنا عليّاً عليه
السّلام قبل أن يجمع ( أي يصلّي الجمعة )، فبينما هم يَتغدَّون إذ خرج
عليهم ضَبّ فصادوه، فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفَّه فقال: بايِعوا هذا أميرَ
المؤمنين! فبايعه السبعة وعمرٌو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقَدِموا
المدائن يوم الجمعة وأميرُ المؤمنين يَخطُب، ولم يفارق بعضُهم بعضاً، كانوا
جميعاً حتّى نزلوا على باب المسجد، فلمّا دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين
عليه السّلام فقال: يا أيُّها الناس، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله
أسَرّ إليّ ألفَ حديث، في كلّ حديث ألفُ باب، في كلّ باب ألف مفتاح، وإنّي
سمعتُ الله يقول:
يومَ نَدعُو كُلَّ أُناسٍ بإمامِهم
( سورة الإسراء:17 )، وإنّي أُقسم لكم بالله لَيُبعثنّ يوم القيامة ثمانيةُ
نفرٍ بإمامهم وهو ضَبّ، ولو شئتُ أن أُسمّيَهم لَفعلتُ.
قال: فرأيتُ عمرو بن حُريث سَقَط سَقطةَ السَّعفة رُعباً.
( الاختصاص للشيخ المفيد 283 ـ وعنه: بحار الأنوار للمجلسي 404:33 / ح 625.
ورواه: قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح 225:1 / ح70 ـ وعنه: بحار
الأنوار 384:33 / ح 614.. وفيه: ثمّ قال عليه السّلام: لئن كان مع رسول
الله صلّى الله عليه وآله منافقون، فإنّ معي منافقين،أمَا واللهِ يا شَبَثُ
ويا ابنَ حُرَيث، لَتُقاتلان ابنيَ الحسين.. هكذا أخبرني رسولُ الله صلّى
الله عليه وآله. كما أورد هذه الرواية بشكلٍ مفصّل الخصيبي في الهداية
الكبرى ص 22 ـ من المخطوط، والديلمي في إرشاد القلوب 275 ).
• عن ابن حمزة: رُوي أنّ أمير المؤمنين عليه
السّلام كان في الرحبة، فقام إليه رجلٌ فقال: أنا من رعيّتك وأهل بلادك.
قال عليه السّلام: لستَ مِن رعيّتي ولا مِن أهل بلادي، ولكنّ ابن الأصفر
بعَثَ بمسائلَ إلى معاوية فأقلَقَتْه، وأرسلك إليّ لأجلها!
قال: صدقتَ يا أمير المؤمنين، إنّ معاوية أرسلني إليك في خفية، وأنت قد
اطّلعتَ عليها، ولا يعلمها غيرُ الله تعالى.
( الثاقب في المناقب لابن حمزة 319 / ح 265. الخرائج والجرائح لقطب الدين
الراوندي 562:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 325:43 / ح 5، وإثبات
الهداة 460:2 / ح 204 ).
• عن هَرثَمة بن أبي مسلم قال: غَزَونا مع عليّ بن
أبي طالب عليه السّلام صِفّين، فلمّا انصرفنا نزل كربلاء فصلّى بها الغداة،
ثمّ رفع إليه من تُربتها فشمّها ثمّ قال:
واهاً لكِ أيّتُها التربة، لَيُحشَرَنّ منكِ قومٌ يَدخلُون الجنّة بغير
حساب!
فرجع هَرثَمة إلى زوجته ( جرداء بنت سَمين ) ـ وكانت شيعةً لعليٍّ عليه
السّلام ـ فقال:ألا أُحدّثُكِ عن وليّكِ أبي الحسن.. نزل بكربلاء فصلّى
الغداة ثمّ رفع إليه من تربتها، وقال: واهاً لكِ أيّتُها التربة، ليُحشرنّ
منكِ أقوامٌ يدخلون الجنّة بغير حساب. قالت: أيّها الرجل، إنّ أمير
المؤمنين لم يَقُل إلا حقّاً.
فلمّا قَدِم الحسينُ عليه السّلام.. قال هَرثَمة: كنتُ في البَعث الذين
بعَثَهم عبيدُالله بن زياد، فلمّا رأيتُ المنزل والشجرة ذكرتُ الحديث
فجلستُ على بعيري، ثمّ صِرتُ إلى الحسين عليه السّلام فسلّمتُ عليه وأخبرته
بما سمعتُه من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين عليه السّلام.
فقال: معنا أم أنت علينا ؟
قلت: لا معك ولا عليك، خَلَّفتُ صِبيةً أخاف عليهم عبيدَالله بن زياد. قال:
فامضِ حيث لا ترى لنا مقتلاً، ولا تسمع لنا صوتاً، فوَ الذي نَفْسُ الحسين
بيده، لا يَسمَعُ اليومَ واعِيتَنا أحدٌ فلا يُعيننا إلاّ كَبَّه اللهُ
لوجهه في نار جهنّم. ( أمالي الصدوق 117 ـ 118 / ح 6 ـ وعنه: بحار الأنوار
للشيخ المجلسي 255:44 / ح 4 ).
• روى الشيخ الصدوق بسندٍ طويل ينتهي إلى الأصبغ بن
نُباتة حيث قال: بينا أمير المؤمنين عليه السّلام يخطُب الناسَ وهو يقول:
سَلُوني قبل أن تَفقِدوني، فوَ اللهِ لا تسألوني عن شيءٍ مضى، ولا عن شيءٍ
يكون.. إلاّ نَبّأتكم به.
فقام إليه سعد بن أبي وقّاص فقال: يا أمير المؤمنين، أخبِرْني كم في رأسي
ولحيتي من شَعرة ؟! فقال له: أمَا واللهِ لقد سألتَني عن مسألة، حدّثني
خليلي رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّك ستسألني عنها، وما في رأسك
ولحيتك من شعرة إلاّ وفي أصلها شيطان جالس، وأنّ في بيتك لسَخْلاً يقتل
الحسين ابني.
وعمر بن سعد يومئذٍ يدرج بين يديه ( أمالي الصدوق 115 / ح 1 ـ وعنه: بحار
الأنوار للشيخ االمجلسي 146:42 / ح 6، و 256:44 / ح 5، وعن كامل الزيارات
لابن قولويه 74 / ح 12. وقريب منه رواه: الشريف الرضي في خصائص الأئمّة 62،
وأبو منصور أحمد بن عليّ الطبرسي في الاحتجاج 261 ـ وعنه: بحار الأنوار
125:10 / ح 5. ورواه: الشيخ المفيد في الإرشاد 174، وابن شهرآشوب في مناقب
آل أبي طالب 269:2 ـ 270، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 14:10 ـ 15.
وأورده العلاّمة الحليّ في كتابَيه: نهج الحقّ وكشف الصدق 241 ـ 242، وكشف
اليقين 25 ).
• رُويَ أنّه لمّا حَضَرتِ الحسنَ عليه السّلام
الوفاةُ قال لأخيه الحسين عليه السّلام: إنّ جَعدَة لعنها الله.. أنّ أباها
قد خالف أمير المؤمنين عليه السّلام، وقعد عنه بالكوفة بعد الرجوع من
صِفّين مُغالياً منحرفاً مخالفاً لطاعته بعد أن خلّفه بالكوفة من الإمامة،
ولا يجتمع معه في جماعة ولا من شيعته، ولا يصلّي عليهم منذ سمع أميرَ
المؤمنين عليه السّلام على منبره وهو يقول في خطبته: وَيْحَ الفَرْخ فرخ آل
محمّد صلّى الله عليه وآله وريحانته وقرّة عينه ابني هذا الحسين من ابنك
الذي مِن صُلبك وهو مع مَلِكٍ متمرّدٍ جبّارٍ يملك بعد أبيه.
فقام إليه أبو بحر الأحنف بن قيس التميميّ فقال له: يا أمير المؤمنين، ما
اسمُه ؟ قال: نعم، يزيد بن معاوية، ويُؤمِّر على قتل الحسين عبيدَالله بن
زياد على الجيش السائر إلى ابني من الكوفة، فتكون وقعتهم بنهر كربلاء في
غربيّ الفرات، فكأنّي أنظر مُناخَ رِكابهم، وحطّ رِحالهم، وإحاطة جيوش أهل
الكوفة بهم، وإعمالَ سيوفهم ورماحهم وقِسِيّهم في جسومهم ودمائهم ولحومهم،
وسَبْي أولادي وذَراري رسول الله صلّى الله عليه وآله وحَملَهم على شُرس
الأقتاب، وقتلَ الشيوخ والكهول والشباب والأطفال!
فقام الأشعث بن قيس على قدميه وقال: ما ادّعى رسولُ الله ما تَدّعيه من
العلم، مِن أين لك هذا ؟! فقال له أمير المؤمنين: ويلك يا عنقَ النار!
ابنُك محمّد ـ واللهِ ـ من قوّادهم، إي واللهِ وشمرُ بن ذي الجوشن، وشَبَث
بن رِبْعيّ وعمرو بن الحجّاج الزَّبيديّ، وعمرو بن حُريث.
فأسرع الأشعثُ في قطع الكلام فقال: يا ابنَ أبي طالب، أفْهِمْني ما تقول
حتّى أُجيبك. فقال: ويلك! هو ما سمعتَ يا أشعث!.. ( الهداية الكبرى للخصيبي
37 ـ 38 من المخطوطة ).
• كتب أبو مخنف لوط بن يحيى في تاريخه: قال عبدالله
بن قيس: كنتُ مع مَن غزا مع أمير المؤمنين عليه السّلام في صفّين، وقد أخذ
أبو أيّوب السَّلَميّ الماء وحرزه عن الناس، فشكا المؤمنون العطش، فأرسل
فوارس على كشفه، فانحرفوا خائبين، فضاق صدره فقال له وَلَده الحسين عليه
السّلام: أنا أمضي إليه يا أبتاه، فقال له: إمضِ يا ولدي.
فمضى مع فوارس، فهزم أبا أيّوب عن الماء، وبنى خيمته وحطّ فوارسه، وأتى إلى
أبيه فأخبره، فبكى عليّ عليه السّلام، فقيل له: ما يُبكيك يا أمير المؤمنين
وهذا أوّل فتحٍ بوجه الحسين ؟! قال: صحيح يا قوم، ولكن سيُقتل عطشاناً بطفّ
كربلاء، حتّى ينفر فرسُه ويُحمحم ويقول: الظَّليمةَ مِن أُمّةٍ قتلت ابنَ
بنتِ نبيّها!
( أورده: المجلسي في بحار الأنوار 266:44 / ح 23.. عن بعض الكتب المعتبرة
).
• وبإسناده.. روى الشيخ الصدوق في أماليه قال:
قال أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام: سيُقتَل رجلٌ مِن
وُلْدي بأرض خُراسانَ بالسمّ ظُلماً، اسمه اسمي، واسم أبيه اسم موسى بن
عمران عليه السّلام، ألا فمَن زاره في غُربته غفَرَ الله ذنوبَه ما تقدّم
منها وما تأخّر ولو كانت مِثلَ عدد النجوم وقطر الأمطار، وورق الأشجار (
أمالي الصدوق 104 / ح 5 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 34:102 / ح 11.
وعن عيون أخبار الرضا عليه السّلام للشيخ الصدوق 258:2 / ح 17 ـ أخرج
المجلسيّ في بحار الأنوار 286:49 / ح 11 ).
• روى الشريف الرضي بإسنادٍ مرفوع إلى الحسن بن أبي
الحسن البصري قال: سَهِر علي عليه السّلام في الليلة التي ضُرِب في صبيحتها
فقال: إنّي مقتولٌ لو قد أصبحت. فجاء مُؤذِنه بالصلاة، فمشى قليلاً.. فقالت
ابنتُه زينب: يا أمير المؤمنين، مُرْ جعدةَ يصلّي بالناس، فقال: لا مَفرَّ
من الأجل. ثمّ خرج.
وفي حديثٍ آخر قال: جعَلَ عليّ عليه السّلام يعاود مضجعه فلا ينام، ثمّ
يعاود النظر إلى السماء فيقول: واللهِ ما كَذِبتُ ولا كُذِّبت، وإنّها
الليلة التي وُعِدت. فلمّا طلع الفجر شدّ إزاره وهو يقول:
اشدُدْ حيازيمَك للموتِ فإنّ الموتَ لاقيكا |
|
ولا تَجزَعْ من الموتِ إذا حَلَّ بِـوادِيكا |
فخرج عليه السّلام، فلمّا ضربه ابن مُلجَم
لعنه الله قال عليه السّلام:
فُزتُ وربِّ الكعبة. وكان من أمره ما كان صلوات الله عليه.
( خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام للشريف الرضي 63. وقريب منه: الإرشاد
للشيخ المفيد 15 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 226:42 / ح 38 ).
استجابة دعائه عليه
السّلام
• رُوي عن الإمام الحسن العسكري قوله في ظلّ الآية
المباركة: « ولَن يَتَمنَّوه أبداً بما قَدَّمتْ أيديِهم »( سورة البقرة:94
): يعني اليهود،.. إلى أن قال عليه السّلام: قال الحسن بن علي بن أبي طالب
عليه السّلام:
لمّا كاعت اليهود ( أي جَبُنَت وهابَت ) عن هذا التمنّي، وقطع الله
معاذيرهم، قالت طائفة منهم ـ وهم بحضرة رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ
وقد كاعوا وعجزوا: يا محمّد، فأنت والمؤمنون المخلصون لك مُجابٌ دعاؤكم،
وعليّ أخوك ووصيُّك أفضلهم وسيّدهم؟! قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
بلى. قالوا: يا محمّد، فإنْ كان هذا كما زعمت فقل لعليٍّ يدعو اللهَ لابنِ
رئيسنا هذا؛ فقد كان من الشباب جميلاً نبيلاً وسيماً قسيماً، قد لَحِقَه
برصٌ وجُذام، وقد صار حمىً لا يُقرب، ومهجوراً لا يُعاشَر، يتناول الخبز
على أسنّة الرماح.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ائتوني به. فأُتي به، فنظر رسول الله
صلّى الله عليه وآله وأصحابه منه إلى منظرٍ فضيع سمجٍ قبيح كريه، فقال رسول
الله صلّى الله عليه وآله: يا أبا الحسن، ادعُ اللهَ له بالعافية؛ فإن الله
تعالى يُجيبك فيه. فدعا له.. فلمّا كان بعد فراغه من دعائه إذ الفتى قد زال
عنه كلُّ مكروه، وعاد إلى أفضل ما كان عليه من النُّبل والجمال والوسامة
والحُسن في المنظر!
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله للفتى: يا فتى، آمِنْ بالذي أغاثك مِن
بلائك. قال الفتى: آمنتُ. وحَسُن إيمانه.. ( تفسير الإمام العسكري عليه
السّلام 444 / ح 295 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 323:9 / ح 15.
وروى قطعةً منه: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 335:2 ).
• روى الشيخ المفيد بسندٍ ينتهي إلى الأصبَغ بن
نُباتة، أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام صعد المنبر فحمد اللهَ وأثنى عليه،
ثمّ قال:
يا أيُّها الناس، إنّ شيعتنا من طينةٍ مخزونةٍ قبل أن يَخلُق اللهُ آدمَ
بألفَي عام، لا يَشذُّ منها شاذّ، ولا يدخل فيها داخل، وإنّي لأعرفهم حين
أنظر إليهم؛ لأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لمّا تفل في عيني وكنتُ
أرمَد، قال: اللّهمّ أذْهِبْ عنه الحرَّ والبرد، وأبصره صديقه مِن عدوّه.
فلم يُصِبْني رَمَدٌ ولا حَرٌّ ولا بَرد، وإنّي لأعرفُ صديقي من عدوّي.
فقام رجلٌ من الملأ فسلّم ثمّ قال: واللهِ ـ يا أمير المؤمنين ـ إنّي
لأدينُ الله بولايتك، وإنّي لأُحبّك في السرّ كما أُظهر لك في العلانية.
فقال له عليّ عليه السّلام: كذبت؛ فوَاللهِ لا أعرف اسمك في الأسماء، ولا
وجهك في الوجوه، وإنّ طينتك لَمِن غير تلك الطينة. فجلس الرجل قد فضحه الله
وأظهر عليه.
ثمّ قام آخر فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي لأدينُ اللهَ بولايتك، وإنّي
لأُحبّك في السرّ كما أُحبّك في العلانية. فقال له: صدقت، طينتك من تلك
الطينة، وعلى ولايتنا أُخِذ ميثاقك، وإنّ روحك من أرواح المؤمنين، فاتّخِذْ
للفقر جِلباباً، فوَ الذي نفسي بيده لقد سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه
وآله يقول: إنّ الفقر أسرعُ إلى مُحبّينا من السيل من أعلى الوادي إلى
أسفله.
( الاختصاص للشيخ المفيد 310. بصائر الدرجات للصفّار القمّي 390 / ح 1 ـ
وعنهما: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 130:26 / ح 38، و 14:25 / ح 27 ).
• عن جميع بن عُمير قال: اتّهم عليٌّ عليه السّلام
رجلاً يُقال له « العيزار »، يرفع أخباره إلى معاوية، فأنكر ذلك وجحده،
فقال عليه السّلام: أتحلف بالله يا هذا أنّك ما فعلت ؟ قال: نعم.
وبدر وحلف، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: إن كنتَ كاذباً فأعمى
اللهُ بصرَك. فما دارت الجمعة حتّى أُخرج أعمى يُقاد!
( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 279:2. وأورده: قطب الدين الراوندي في
الخرائج والجرائح 207:1 / ح 48 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 198:41
/ ح 11. وذكره الشيخ المفيد في الإرشاد 184 عن ابن عمير، والإربلّي في كشف
الغمّة. كما أخرجه الشهيد التستري في إحقاق الحقّ 739:8 عن أرجح المطالب
681 ).
• روى ابن بابويه الصدوق بسندٍ ينتهي إلى جابر بن
عبدالله الأنصاري قال: خَطَبَنا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فحَمِد
اللهَ وأثنى عليه، ثمّ قال: أيُّها الناس، إنّ قدّام منبركم هذا أربعةَ
رَهطٍ من أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، منهم: أنَسُ بن مالك، والبَراء
بن عازب الأنصاريّ، والأشعث بن قيس الكِنديّ، وخالد بن يزيد البَجَليّ.
ثمّ أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال: يا أنس، إن كنتَ سمعتَ رسولَ الله
صلّى الله عليه وآله يقول: مَن كنتُ مولاه، فهذا عليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ
مَن والاه، وعادِ مَن عاداه.. ثمّ لم تَشهَدْ ليَ اليوم بالولاية، فلا
أماتك اللهُ حتّى يَبتليَك ببَرَصٍ لا تُغطّيه العِمامة. وأمّا أنت يا
أشعث! فإنْ كنتَ سمعتَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو يقول: مَن كنتُ
مولاه، فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه.. ثمّ لم
تشهد ليَ اليوم بالولاية، فلا أماتك اللهُ حتّى يَذهَب بكريمتَيك.
وأمّا أنت يا خالد بن يزيد! إن كنتَ سمعتَ رسول الله صلّى الله عليه وآله
يقول: مَن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ من
عاداه.. ثمّ لم تشهد ليَ اليوم بالولاية، فلا أماتك اللهُ إلاّ مِيتةً
جاهلية.
وأمّا أنت يا براء بن عازب، إن كنتَ سمعتَ رسول الله صلّى الله عليه وآله
وهو يقول: مَن كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من
عاداه.. ثمّ لم تشهد ليَ اليوم بالولاية، فلا أماتك الله إلاّ حيث هاجرتَ
منه.
قال جابر بن عبدالله الأنصاري: واللهِ، لقد رأيتُ أنس بن مالك وقد ابتُلي
ببرصٍ يُغطّيه بالعمامة فما تَستُره، ورأيتُ الأشعث بن قيس قد ذَهَبت
كريمتاه ( أي عيناه ) وهو يقول: الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب علَيّ بالعمى في الدنيا، ولم يَدْعُ علَيّ بالعذاب في
الآخرة فأُعذَّب! وأمّا خالد بن يزيد فإنّه قد مات فأراد أهله أن يدفنوه
وحُفِر له في منزله فدُفن، فسَمِعتْ بذلك كِنْدة فجاءت بالخيل والإبل
فعقرتها على باب منزله، فماتِ ميتةً جاهليّة! وأمّا براء بن عازب فإنّه
ولاّه معاوية اليمن فمات بها، فمنها كان هاجَر! ( أمالي الصدوق 106 / ح 1.
المناقب للخوارزمي 32. مقتل الإمام الحسين عليه السّلام للخوارزمي 40:1.
وأخرجه: المجلسيّ في بحار الأنوار 40:68 / ح 84 ـ عن كشف الغمّة للاربلّي
104:1. ورواه: ابن شاذان في مئة منقبة لأمير المؤمنين عليه السّلام 164 ـ
المنقبة 89، والعلاّمة الحلّي في مصباح الأنوار 137 ـ من المخطوطة )
كرامات باهرة
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: قد خُلِقتُ
أنا وعليٌّ من نورٍ واحد، وإنّ نورنا كان يُسمَع تَسبيحُه من أصلاب آبائنا
وبطون أمّهاتنا في كلّ عصرٍ وزمان إلى عبدالمطّلب، فكان نورنا يظهر في
آبائنا، فلمّا وصل إلى عبدالمطّلب انقسم النور نصفين: نصفٌ إلى عبدالله،
ونصفٌ إلى أبي طالبٍ عمّي، وإنّهما كانا إذا جلسا في ملأ مِن الناس يتلألأ
نورُنا في وجوههما من دونهم، حتّى أنّ السِّباع والهَوامّ كانا يسلّمان
عليهما لأجل نورنا.. حتّى خرجنا إلى دار الدنيا، وقد نزل علَيّ جبرئيل عند
ولادة ابن عمّي عليّ وقال:
يا محمّد، ربُّك يُقرئك السلامَ ويقول لك: الآن ظهرَتْ نبوّتك، وإعلان وحيك
وكشف رسالتك؛ إذ أيّدك اللهُ بأخيك ووزيرك وخليفتك مِن بعدك، والذي أشدُدُ
به أزرك، وأُعلِن به ذِكْرَك، عليٍّ أخيك وابن عمّك، فقُمْ إليه
واستَقبِلْه بيدك اليمنى؛ فإنّه من أصحاب اليمين.. ( مصباح الأنوار
للعلاّمة الحلي 97 ـ من المخطوطة ).
• قال ابن شاذان: حدّثني إبراهيم بن عليّ بإسناده
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهما السّلام عن آبائه عليهم السّلام، قال:
كان العبّاس بن عبدالمطّلب ويزيد بن قَعنَب جالسَينِ ما بين فريق بني هاشم
إلى فريق عبدالعُزّى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم،
أمُّ أمير المؤمنين عليه السّلام، وكانت حاملةً بأمير المؤمنين عليه
السّلام لتسعةِ أشهُر، وكان يوم التمام.
قال: فوقفَتْ بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطَّلْق، فرمَتْ بطَرْفها نحو
السماء وقالت: أيْ ربّ، إنّي مؤمنة بك وبما جاء به مِن عندك الرسول، وبكلّ
نبيٍّ من أنبيائك، وكلِّ كتابٍ أنزلته، وإنّي مصدِّقة بكلام جَدّي إبراهيم
الخليل، وأنّه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومَن بناه، وبهذا
المولود الذي في أحشائي، الذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه
إحدى آياتك ودلائلك، لَمّا يَسَّرتَ علَيّ ولادتي.
قال العبّاس بن عبدالمطّلب ويزيد بن قعنب: فلمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد
ودَعَت بهذا الدعاء، رأينا البيتَ قد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت
عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتزقت بإذن الله، فَرُمْنا أن نفتح الباب
ليصل إليها بعضُ نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعَلِمْنا أنّ ذلك أمرٌ من أمر
الله. وبقيَتْ فاطمةُ في البيت ثلاثة أيّام، قال: وأهل مكّة يتحدّثون بذلك
في أفواه السِّكك، وتتحدّث المخدَّراتُ في خدورهن.
قال: فلمّا كان بعد ثلاثة أيّامٍ انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلتْ
فيه، فخرجت فاطمة، وعليٌّ عليه السّلام على يديها، ثمّ قالت: معاشرَ الناس،
إنّ الله عزّوجلّ اختارني مِن خَلْقه وفضّلني على المختارات ممّن مضى قبلي،
وقد اختار الله آسيةَ بنت مزاحم؛ فإنّها عبَدتِ اللهَ سرّاً في موضعٍ لا
يحبّ اللهُ أن يُعبَد فيه إلاّ اضطراراً، وانّ مريم بنت عمران هانت
ويُسِّرت عليها ولادةُ عيسى، فهزّت الجذع اليابس من النخلة في فلاةٍ من
الأرض حتّى تساقط عليها رُطَباً جنيّاً.
وإنّ الله اختارني وفضّلني عليهما وعلى كلِّ مَن مضى قبلي من نساء
العالمين؛ لأنّي ولدتُ في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيّام آكلُ مِن
ثمار الجنّة وأرزاقها.. فلمّا أرَدتُ أن أخرج ووَلَدي على يدي، هتف بي هاتف
وقال: يا فاطمة، سَمِّيهِ عليّاً، فأنا العليُّ الأعلى، وإنّي خلقتُه من
قدرتي وعزّ جلالي وقسط عدلي، واشتَقَقْتُ اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي،
وفوّضتُ إليه أمري، ووَقَفتُه على غامضِ علمي، ووُلِد في بيتي، وهو أول مَن
يؤذّن فوق بيتي، ويكسّر الأصنام ويرميها على وجهها، ويُعظّمني ويمجّدني
ويهلّلني، وهو الإمام بعد حبيبي ونبيّي وخيرتي من خَلْقي محمّدٍ رسولي،
ووصيُّه، فطُوبى لمَن أحبّه ونصره، والويل لمَن عصاه وخذله وجحد حقَّه.. (
أمالي الطوسي 317:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 35:35 / ح 37.
مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 174:2 ـ وعنه: بحار الأنوار 17:35 / ح 14.
أمالي الصدوق 114 / ح 9 ـ وعنه: بحار الأنوار 8:35 / ح 11. ورواه الشيخ
الصدوق في علل الشرائع 135 / ح 3، ومعاني الأخبار 62 / ح 10. وأورده:
الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين 76، والعلاّمة الحلّي في كشف اليقين
6، وأبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى 8
).
• وقد كُتبت مجموعة وافرة من المؤلّفات حول مولد
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في الكعبة المشرفة، أعدّ
قسماً منها السيّد محمّد رضا الحسيني الجلاليّ تحت عنوان ( وليد الكعبة )،
وهي: مولد عليّ عليه السّلام في البيت ـ برواية جابر بن عبدالله الأنصاريّ
مرفوعاً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومولد أمير المؤمنين عليه
السّلام ومنشأه مع النبيّ صلّى الله عليه وآله ـ من حديث الإمام الباقر
عليه السّلام ـ من رواية الإمام الصادق عليه السّلام، وعليّ وليد الكعبة
للشيخ محمّد علي الأوردبادي الغروي، والولادة في الكعبة المعظمة لعليٍّ
عليه السّلام خصّه بها ربّ البيت لشاكر شَبَع النجفي، وولادة أمير المؤمنين
عليه السّلام خصوصية في الزمان وتفرّد في المكان لعليّ موسى الكعبي،
وروايات مختصرة في مولد أمير المؤمنين عليه السّلام للدكتور أحمد پاكنچي،
ومولود جناب علي كرّم الله وجهه لناظمي سليمان جلال الدين ـ قصيدة باللغة
التركيّة.
وهذا الشرف الفريد اختصّ الله تعالى به وليَّه أمير المؤمنين عليه السّلام،
وكان من كراماته الباهرة.. اتّفق على ذلك المسلمون على اختلاف مشاربهم،
ومذاهبهم.
• وكذا ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليه السّلام، فقد
رُويت في ذلك روايات من الفريقين: الخاصّة والعامّة، بل أُلّفت في هذا كتب
عديدة، كان منها: رسالة كشف اللَّبْس عن حديث ردّ الشمس للعالم السنيّ
المعروف جلال الدين عبدالرحمان بن أبي بكر السيوطيّ ( ت 911 هـ )، ورسالة
مُزيل اللَّبس عن حديث ردّ الشمس لشمس الدين محمّد بن يوسف الصالحيّ الشامي
( ت 942 هـ ).. وقد جمعهما المحقّق الشيخ محمّد باقر المحموديّ في كتابه:
كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس ضمّنه فصلاً من كتاب الغدير للعلاّمة الأمينيّ
ومواضيع مختلفة، منها: أحاديث الشيعة وكلمات أعلامها حول ردّ الشمس لأمير
المؤمنين عليه السّلام وحديث ردّ الشمس في الشعر الإسلامي، وردّ الشمس
للإمام عليّ عليه السّلام بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وكلمات
أعلام الشيعة حول هذا الموضوع.
وممّا جاء في موسوعة ( الغدير ) القيّمة قول الشيخ الأميني:
إنّ حديث ردّ الشمس أخرجه جمعٌ من الحفّاظ الأثبات بأسانيد جمّة، صحّح جمعٌ
مِن مَهَرة الفنّ بعضها، وحَكَم آخرون بحَسَن آخَرٍ منها، وشدّد جمع منهم
النكير على مَن غَمَز فيه.. وجاء آخرون من الأعلام وقد عظم عليهم الخَطْب
بإنكار هذه المأثرة النبويّة والمكرمة العلويّة الثابتة، فأفردوها
بالتأليف، وجمعوا طرقها وأسانيدها، فمنهم:
1 ـ أبو بكر الورّاق، له كتاب « مَن روى ردّ الشمس »..
2 ـ أبو الحسن شاذان الفضلي، له رسالة في طُرُق الحديث، ذكر شطراً منها
الحافظ السيوطي في ( اللآلئ المصنوعة 175:2 )..
3 ـ الحافظ أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي الموصلي، له كتاب مفرد فيه،
ذكره له الحافظ الگنجي في الفصل الثاني بعد الباب المئة من ( كفاية الطالب
239 ـ طبعة الغري ).
4 ـ أبو القاسم الحاكم الحسكاني النيسابوري الحنفي، له رسالة: مسألةٌ في
تصحيح ردّ الشمس وترغيم النواصب الشُّمْس ـ ذكر شطراً منها ابن كثير في (
البداية والنهاية 80:6 ) وابن تيمية في ( منهاج السنّة 194:4 )، وذكره له
الذهبي في ( تذكرة الحفّاظ 368:3 ).
5 ـ أبو عبدالله الجعل الحسين بن عليّ البصري ثمّ البغداديّ ( ت 399 هـ )
الفقيه المتكلّم، له كتاب ( جواز ردّ الشمس )..
6 ـ الخوارزمي الحنفي، له كتاب ( ردّ الشمس لأمير المؤمنين )..
7 ـ الصالحي ( ت 942 هـ ) له ( مزيل اللبس عن حديث ردّ الشمس ) ذكره له
برهان الدين الكوراني المدني في كتابه ( الأمم لإيقاظ الهمم 63 ).
8 ـ السيوطي، له رسالة ( كشف اللّبْس عن حديث ردّ الشمس )..
وبين مَن تكلّم حول حديث ردّ الشمس للإمام عليّ عليه السّلام وصحّحه وفيه
مقنع وكفاية:
1 ـ الحافظ ابن أبي شيبة العبسي ( ت 239 هـ )، رواه في سننه بسنده عن
الطبراني في المعجم الكبير والسيوطي في آخر رسالة ردّ الشمس.
2 ـ الحافظ أحمد بن صالح المصري ( ت 248 هـ ) شيخ البخاري في صحيحه بطريقين
صحيحين: عن أسماء بنت عُمَيس وقال: لا ينبغي لمن كان سبيله العلم التخلّف
عن حفظ حديث أسماء الذي رُوي لنا عنه صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم؛ لأنّه
من أجلّ علامات النبوّة ( حكاه عنه الحافظ الطحاوي في مُشْكل الآثار 11:2
).
3 ـ محمّد بن الحسين الأزدي ( ت 277 هـ )، ذكره في كتابه في مناقب عليّ رضي
الله عنه وصحّحه، كما ذكره ابن النديم وإبراهيم بن حسن الكوراني وغيرهما.
راجع: لسان الميزان 140:5.
4 ـ الحافظ الدولابي ( ت 310 هـ )، أخرجه في كتابه ( الذريّة الطاهرة 129
).
5 ـ الحافظ الطحاوي ( ت 321 هـ ) في كتابه ( مشكل الآثار 11:2 )، أخرجه
بلفظين وقال: هذانِ الحديثان ثابتان، ورواتهما ثِقات.
6 ـ الحافظ العقيلي ( ت 322 هـ ).
7 ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني ( ت 360 هـ )، رواه في معجمه الكبير وقال:
إنّه حسن.
8 ـ الحاكم ابن شاهين ( ت 385 هـ )، ذكره في مسنده الكبير.
9 ـ الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ )، رواه في ( تاريخ نيسابور ) ـ في ترجمة
عبدالله بن حامد الفقيه الواعظ.
10ـ الحافظ ابن مَردَوَيه الإصبهاني ( ت 416 هـ ) أخرجه في ( المناقب )
بإسناده عن أبي هريرة.
11 ـ أبو إسحاق الثعلبي ( ت 427 أو 437 هـ )، رواه في تفسيره وفي قصص
الأنبياء ( عرائس المجالس 139 ).
12 ـ الفقيه أبو الحسن علي بن حبيب المصري البغدادي الشافعي الماوردي ( ت
450 هـ )، عدّ الحديث من أعلام النبوّة في كتابه ( أعلام النبوّة 79 )
ورواه عن طريق أسماء بنت عميس.
13 ـ الحافظ أبو بكر البيهقي ( ت 458 هـ )، رواه في ( دلائل النبوّة ) ـ
كما في ( فيض القدير ) للمناوي 440:5.
14 ـ الخطيب البغدادي ( ت 463 هـ )، ذكره في ( تلخيص المتشابه ) و (
الأربعين ).
15 ـ الحافظ أبو زكريا الإصبهاني « ابن مَنْدَة » ( ت 512 هـ )، أخرجه في
كتابه ( المعرفة ).
16 ـ الحافظ القاضي عياض المالكي الأندلسي ( ت 544 هـ )، رواه في كتابه (
الشفاء ) وصحّحه.
17 ـ الخوارزمي الحنفي ( ت 568 هـ )، رواه في الحديث 23 وتاليه من الفصل 19
ـ من كتابه ( المناقب )..
وهو هكذا:
عن أبي جعفر الطحاويّ، حدّثنا عليّ بن عبدالرحمان بن محمّد بن المغيرة،
حدّثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن أبي فديك، أخبرني محمّد بن موسى، عن عون بن
محمّد، عن أُمّه أمّ جعفر عن أسماء بنت عميس: أنّ النبيّ صلّى الله عليه
وآله صلّى الظهرَ بالصَّهباء ( موضع من أدنى خيبر )، ثمّ أرسل عليّاً في
حاجة، فرجع وقد صلّى النبي العصر، فوضع النبيُّ رأسه في حِجْر عليّ عليه
السّلام فلم يحرّكه حتّى غابت الشمس، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله:
اَللّهمّ إنّ عبدك عليّاً احتَبس نفسَه على نبيّك، فَرُدّ عليه شرقها.
قالت أسماء: فطلعت الشمس حتّى وقفت على الجبال وعلى الأرض، ثمّ قام عليّ
عليه السّلام فتوضّأ وصلّى العصر، ثمّ غابت الشمس، وذلك بصهباء في غزوة
خيبر.
( المناقب للخوارزمي 306 ـ 307 / ح 302، الفصل التاسع عشر، في فضائل له
شتّى ).
18 ـ الحافظ أبو الفتح النَّطَنزي، رواه في ( الخصائص العلويّة ).
19 ـ أبو المظفّر يوسف قزأُوغلي الحنفي ( سبط ابن الجوزي ت 654 هـ )، رواه
في ( تذكرة خواصّ الأمّة 30 )، ثمّ ردّ على جدّه ابن الجوزيّ.
20 ـ الحافظ محمّد بن يوسف الگنجي الشافعي ( ت 658 هـ ) في كتابه ( كفاية
الطالب 237 ـ 244، الفصل 2 من الباب المائة ).. تكلّم فيه من حيث الإمكان
تارة، ومن حيث صحّة النقل تارةً أُخرى.
21 ـ الجويني الحمويني ( ت 722 هـ )، رواه في الباب السابع من ( فرائد
السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين 183:1 ).
22 ـ الحافظ أبو زُرعة ( ت 826 هـ )، أخرجه في ( طرح التثريب 247:6 ) من
طريق الطبراني في معجمه الكبير وقال: حديث حَسَن.
23 ـ أبو الربيع سليمان البستي ( ابن سبع )، ذكره في ( شفاء الصدور )
وصحّحه.
24 ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني ( ت 852 هـ ) في ( فتح الباري 1168:6 )
وقال: روى الطحاوي والطبراني في ( المعجم الكبير ) والحاكم والبيهقي في (
الدلائل ) عن أسماء بنت عُمَيس: أنّه صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم دعا
لمّا نام على رُكبة عليٍّ ففاتته صلاة العصر، فرُدّت الشمس حتّى صلّى
عليّ.. ثمّ غربت.
وهذا أبلغ في المعجزة، وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في ( الموضوعات )،
وهكذا ابن تيمية في كتاب الردّ على الروافض في زعم وضعه.
25 ـ أبو عبدالله شمس الدين محمّد بن أحمد الأنصاري الأندلسي ( ت 671 هـ )
في ( التذكرة بأحوال الموتى وأُمور الآخرة ) قال: إنّ الله تعالى رَدَّ
الشمس على نبيّه بعد مغيبها حتّى صلّى عليّ.
26 ـ العيني الحنفي ( ت 855 هـ )، قال في ( عُمدة القاري شرح صحيح البخاري
146:7 ): وقد وقع ذلك أيضاً للإمام عليّ رضي الله عنه. أخرجه الحاكم عن
أسماء بنت عميس، وذكر الحديث ثمّ قال: وذكره الطحاوي في ( مُشْكل الآثار )
ـ ثمّ ذكر كلام أحمد بن صالح فقال: وهو حديث متّصل ورواته ثِقات، وإعلال
ابن الجوزي هذا الحديث لا يُلتفَت إليه.
27 ـ الحافظ السيوطي ( ت 911 هـ )، رواه في ( جمع الجوامع 277:5 ).. و (
الخصائص الكبرى 183:2 )، واللآلئ المصنوعة 174:2 ـ 177 ) عن أبي هريرة
وأمير المؤمنين عليه السّلام وجابر الأنصاري وأسماء بنت عميس، من طريق: ابن
مندة والطحاوي والطبراني وابن أبي شيبة والعقيلي والخطيب والدولابي وابن
شاهين وابن عقدة. وذكر شطراً من رسالة أبي الحسن الفضلي في الحديث وقال في
( ج 1 ص 174 ): الحديث صرّح جماعةٌ من الأئمّة والحفّاظ بأنّه صحيح..
28 ـ نور الدين السمهودي الشافعي ( ت 911 هـ )، ذكره في الفصل 3 من الباب 5
من (وفاء الوفا 33:2 ).
29 ـ الحافظ أبو العبّاس القسطلاني ( ت 923 هـ ) في ( المواهب اللّدنيّة
258:1 ) من طريق: الطحاوي والقاضي عياض وابن مندة وابن شاهين والطبراني
وأبي زُرعة، من حديث أسماء بنت عميس، ومن طريق ابن مَردَوَيه من حديث أبي
هريرة.
30 ـ الحافظ ابن الدَّبيع ( ت 944 هـ )، رواه في ( تمييز الطيّب من الخبيث
ص 81 ).
31 ـ السيّد عبدالرحيم بن عبدالرحمان العبّاسي ( ت 963 هـ )، ذكره في (
معاهد التنصيص 190:2 ) من مقصورة ابن حازم، وفيها:
والشمسُ ما رُدَّتْ لغير يُوشَعٍ |
|
لَمّـا غزا.. ولعـليٍّ إذ غفا |
32 ـ الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيتميّ (
ت 974 هـ )، عدّه في ( الصواعق المحرقة 76 ) كرامةً باهرةً لأمير المؤمنين
عليه السّلام، وقال: وحديث ردّ الشمس صحّحه الطحاوي، والقاضي في ( الشفاء
)، وحسّنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه غيرُه وردّوا على جمعٍ قالوا: إنّه
موضوع.
33 ـ الملاّ علي القاري ( ت 1014 هـ ) في ( المرقاة في شرح المشكاة 287:4
)، وشرحه على شفاء القاضي عياض المطبوع بهامش ( نسيم الرياض 11:3 ).
34 ـ نور الدين الحلبي الشافعي ( ت 1044 هـ ) في ( السيرة النبويّة 413:1
).
وبعد تثبيته للحديث وردّه على المضعّفين له، نقل عن البوصيري قوله:
رُدّتِ الشمسُ والشروقُ عليه |
|
لعـليٍّ حـتّـى يَتِـمَّ الأداءُ |
ثمّ وَلَّتْ لهـا صَريرٌ.. وهذا |
|
لِفـراقٍ له الـوصالُ دواءُ |
36 ـ أبو العرفان الشيخ برهان الدين إبراهيم
بن حسن الكردي الكوراني المدني ( ت 1102 هـ )، ذكره في كتابه ( الأمم
لإيقاظ الهمم 63 )، عن ( الذريّة الطاهرة ) للحافظ أبي بِشر الدولابي.
37 ـ أبو عبدالله الزرقاني المكيّ ( ت 1122هـ ) صحّحه في ( شرح المواهب
113:5 ـ 118 )..
38 ـ شمس الدين الحنفي الشافعي ( ت 1181 هـ ) في تعليقه على ( الجامع
الصغير ) للسيوطي 293:2.
39 ـ الميرزا محمّد البدخشي في ( نُزُل الأبرار 40 ).
40 ـ الشيخ محمّد الصبّان ( ت 1206 هـ )، عدّه في ( إسعاف الراغبين ص 62 )
من معجزات النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم، وفي ص 162 من كرامات أمير
المؤمنين عليه السّلام.
41 ـ الشيخ محمّد أمين بن عمر الشهير بابن عابدين الدمشقي إمام الحنفيّة في
عصره ( ت 1252 هـ ) في حاشيته ( ردّ المحتار على الدرّ المختار شرح تنوير
الأبصار ـ في فقه الحنفيّة 252:1 ).
42 ـ السيّد أحمد زيني دحلان الشافعي ( ت 1304 هـ ) في ( السيرة النبويّة ـ
على هامش السيرة الحلبيّة 125:3 ).
43 ـ السيّد محمّد مؤمن الشبلنجي الشافعي، عدّه في كتابه ( نور الأبصار
بمناقب آل بيت النبيّ المختار ص 28 ) من معجزات رسول الله صلّى الله عليه
وآله. ( الغدير 127:3 ـ 140 ).
• ولا يفوتنا ما أورده الحافظ الخطيب أبو الحسن
عليّ بن محمّد الواسطي الجلاّبي المشهور بـ « ابن المغازلي » الشافعي، في
كتابه الشهير ( مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ص 96 ـ 98 ) حيث كتب
تحت رقم الحديث 140:
أخبرنا القاضي أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن الحسن العلوي في جمادى الأُولى
في سنة ثماني وثلاثين وأربعمائة بقراءتي عليه، فأقرّ به، قلت له: أخبركم
أبو محمّد عبدالله بن محمّد بن عثمان المُزَني الملقَّب بابن السقّاء
الحافظ، حدّثنا محمود بن محمّد ـ وهو الواسطي ـ، حدّثنا عثمان، حدّثنا
عبيدُ الله بن موسى، حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة
بنت الحسين، عن أسماء بنت عُمَيس قالت:
كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يُوحى إليه ورأسُه في حِجْر علي، فلم
يُصَلِّ العصرَ حتّى غربت الشمس، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
صلّيتَ يا عليّ ؟ قال: لا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ
إنّ عليّاً كان على طاعتك وطاعة رسولك، فاردُدْ عليه الشمس.
فرأيتُها غَرَبت.. ثمّ رأيتها طَلَعَت بعدما غَرَبت!
وتحت الحديث 141 ـ روى ابن المغازلي الشافعي قائلاً:
أخبرَنا أبو طاهر محمّد بن عليّ البيِّع البغدادي فيما كتب به إليّ أنّ أبا
أحمد عبيدالله بن أبي مسلم الفَرضي البغدادي حدّثهم قال: حدّثنا أبو
العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ الهَمْداني، حدّثنا الفضل بن
يوسف الجُعفي، حدّثنا محمّد بن عُقْبة، عن محمّد بن الحسين، عن عون بن
عبدالله عن أبيه عن أبي رافع قال:
رقد رسول الله صلّى الله عليه وآله على فَخِذ عليٍّ وحَضَرت صلاةُ العصر،
ولم يكن عليٌّ صلّى، وكَرِه أن يُوقِظَ النبيَّ صلّى الله عليه وآله، حتّى
غابت الشمس.. فلمّا استيقظ قال: ما صليّتَ ـ أبا الحسنِ ـ العصر ؟ قال: لا
يا رسولَ الله.
فدعا النبيُّ صلّى الله عليه وآله فرُدّت الشمس على عليٍّ كما غابت حتّى
رجعت لصلاة العصر في الوقت، فقام عليٌّ فصلّى العصر، فلمّا قضى صلاة العصر
غابت الشمس فإذا النجوم مشتبكة.
• وأمّا روايات الخاصّة في حديث ردّ الشمس لأمير
المؤمنين عليه السّلام لأكثر من مرّة، وفي عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله
وبعده.. فوافرة متواترة موثوقة مشهورة، مذكورة في مناقب ومعاجز أمير
المؤمنين عليٍّ سلام الله عليه، ومبحوثة بشكلٍ علميّ منطقيّ ( لا بأس
بمراجعة كتاب: تأمّلات في حديث ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب،
لفاضل الفراتي ).
• يروي الشيخ الصدوق في أماليه بسندٍ عن أبي حمزة
الثُّمالي، عن عليّ بن الحسين عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم،
أنّه جاء إليه رجلٌ فقال له: يا أبا الحسن، إنّك تُدعى « أميرَ المؤمنين »،
فمَن أمّرك عليهم ؟ قال عليه السّلام: اللهُ جلّ جلاله أمّرني عليهم.
فجاء الرجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله،
أيَصْدُق عليٌّ فيما يقول أنّ الله أمّره على خَلْقه ؟ فغضب النبيّ صلّى
الله عليه وآله ثمّ قال: إنّ عليّاً أميرُ المؤمنين بولايةٍ من الله
عزّوجلّ عقَدَها له فوق عرشه، وأشهَدَ عليّاً على ذلك ملائكتَه أنّ عليّاً
خليفةُ الله وحجّته، وأنّه لإَمامُ المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة الله،
ومعصيته مقرونة بمعصية الله، مَن جَهِله فقد جَهِلني، ومَن عَرَفه فقد
عرفني، ومَن أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، ومَن جَحَد إمرته فقد جحد
رسالتي، ومَن دفع فضله فقد تنقّصني، ومَن قاتَلَه فقد قاتلني، ومَن سبَّه
فقد سبّني؛ لأنّه منّي، خُلِق مِن طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي، وأبو
وَلَدَيّ الحسنِ والحسين.
ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: أنا وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، وتسعة من
وُلْد الحسين.. حُجج الله على خَلْقه، أعداؤنا أعداء الله، وأولياؤنا
أولياء الله. ( أمالي الصدوق 113 / ح 8 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي
227:36 / ح 5. وأورده أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري في بشارة
المصطفى لشيعة المرتضى 24 ).
• ومن طريق علماء السنّة.. مرفوعاً إلى حُذَيفة
اليماني قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لو علم الناس متى سُمّي
عليٌّ « أميرَ المؤمنين » ما أنكروا فضلَه! سُمّي « أميرَ المؤمنين » وآدمُ
عليه السّلام بين الروح والجسد، وقوله تعالى:
وإذْ أخَذَ ربُّك مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهم ذُرِّيَّتَهُم وأشهَدَهُم
على أنفُسِهم: ألَسْتُ بربِّكُم ؟! قالوا: بَلى
( سورة الأعراف:172 )، وقالت الملائكة: بلى، فقال الله تبارك وتعالى: أنا
ربُّكم، ومحمّدٌ نبيّكم، وعليّ وليُّكم وأميركم. ( فردوس الأخبار للديلمي
399:3 / ح 5104 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 77:40 / ح 113 ).
• وعن الترمذي في ( الجامع )، وأبي يعلى الموصلي في
( المسند )، وابن مردَويه في ( الأمالي )، والخطيب في ( الأربعين )،
والسمعاني في ( الفضائل ) مسنَداً إلى جابر الأنصاري قال: ناجى النبيُّ
صلّى الله عليه وآله يوم الطائف عليّاً فأطال نجواه، فقال أحدُ الرجلَين
للآخر: لقد طال نجواه مع ابن عمّه! فبلغَ ذلك النبيَّ صلّى الله عليه وآله
فقال: ما أنا انتَجَيتُه، ولكنّ الله انتجاه. ثمّ قال صلّى الله عليه وآله:
إنّ الله أمَرَني أن أنتجيَ معه. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 222:2 ـ
وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 300:38. ورواه من علماء السنّة: الترمذي
في الجامع الصحيح 639:5 / ح 3726، وأبو يعلى الموصلي في مسنده 118:4 / ح
339. وأخرجه: ابن الأثير في جامع الأصول 474:9، وابن كثير في البداية
والنهاية 356:7، وابن المغازلي الشافعي في مناقب عليّ بن أبي طالب 124 / ح
162 و 163 و 166 ـ وعنه: ابن البطريق في العمدة 361 / ح 701 و 705 ـ وعنه:
بحار الأنوار 156:39 / ح 19. ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 403:7
).
• روى الشيخ الطوسي عن رسول الله صلّى الله عليه
وآله قولَه:
يا عليّ، إنّ الله عزّوجلّ أعطاني فيك سَبعَ خِصال: أنت أوّل مَن يَنشَقّ
القبرُ عنه معي، وأنت أوّل مَن يَقف معي على الصراط فتقول للنار: خُذي هذا
فهو لكِ، وذَري هذا فليس هو لكِ، وأنت أوّل مَن يُكسى إذا كُسِيتُ، ويحيا
إذا حَيِيتُ، وأنت أوّل مَن يقف معي عن يمين العرش، وأوّل مَن يَقرَع معي
باب الجنّة، وأوّل مَن يَسكُن معي عِلِّيّين، وأوّل مَن يشرب معي من الرحيق
المختوم الذي ختامه مِسْك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ( أمالي الطوسي
255:2 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 388:18 / ح 97، و ج 35:40 / ح 70
).
• وروى إمام الحنابلة أحمد بن حنبل بسندٍ ينتهي إلى
الحارث الأعور قال: لمّا كانت ليلةُ بدرٍ قال رسول الله صلّىالله عليه
وآله: مَن يستقي لنا من الماء ؟ فأحجم الناس، فقام عليّ عليه السّلام
فاحتَضَن قِربةً ثمّ أتى بئراً بعيدةَ القعر مُظلمة، فانحدر فيها، فأوحى
الله عزّوجلّ إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، تأهّبوا لنصر محمّدٍ وحزبه.
فهبطوا من السماء.. فلمّا حاذَوا البئر سلّموا على عليٍّ عليه السّلام مِن
عند ربّهم عن آخرهم؛ إكراماً وتبجيلاً. ( فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل
613:2 / ح 1049، وعنه الطرائف لابن طاووس 74 / ح 95، وشرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد المعتزلي 172:9 ).
• وبسندٍ طويل ينتهي إلى سعد بن طريف.. روى ابن
المغازلي الشافعي أنّ أبا جعفر محمّد بن عليّ قال: نادى مَلَكٌ من السماء
يوم بدر، يُقال له « رِضوان »: لا سيفَ إلاّ ذو الفِقار، ولا فتى إلاّ
عليّ.
( مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لابن المغازلي الشافعي 198،197 / ح
235 و 234 ـ وعنه: الطرائف لابن طاووس 88 / ح 124 و 123. وأخرجه الشيخ
المجلسي في بحار الأنوار 64:42 / ح 2، وأورده: الگنجي الشافعي في كفاية
الطالب 277 ـ 280 / الباب 69. وأورده: ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان
406:4، والذهبي في ميزان الاعتدال 324:3 ـ بإسنادهما عن محمّد بن عبيدالله
بن أبي رافع ).
• عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن عبدالله بن الحسن
الحرّاني قال: حدّثنا سويد بن سعيد، عن حسين، عن ابن عبّاس قال: ذُكر عنده
عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: إنّكم لَتذكرون رجلاً كان يسمع
وَطْءَ جَبرئيل فوق بيته! ( فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 653:2 / ح 1112 ـ
وعنه: ابن بطريق في العمدة 26 / ح 408. ورواه: محبُّ الدين الطبري في ذخائر
العقبى 94 ).
• روى العالم السنّي أبو عبدالله محمّد بن عبدالله
بن الحاكم النيسابوري ( ت 405 هـ ) في كتابه ( فضائل العشرة ) أنّ رسول
الله صلّى الله عليه وآله قال: إنّ الله تعالى خلَقَ مَلَكاً على صورة
عليٍّ يقاتل مع الأنبياء.
• روى الخوارزمي الحنفي المذهب، بسندٍ طويل ينتهي
إلى أنس بن مالك أنّه قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وآله صلاة
العصر فأبطأ في ركوعه في الركعة الأُولى.. حتّى ظننّا أنّه قد سها وغَفَل،
ثمّ رفع رأسه وقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه. ثمّ أوجز في صلاته وسلّم،
ثمّ أقبل علينا بوجهه كأنّه القمر ليلة البدر في وسط النجوم، ثمّ جثا على
رُكبتيه وبَسَط قامته حتّى تلألأ المسجد بنور وجهه، ثمّ رمى بطَرْفه إلى
الصفّ الأوّل يتفقّد أصحابه رجلاً رجلاً، ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثاني،
ثمّ رمى بطرفه إلى الصفّ الثالث يتفقّدهم رجلاً رجلاً، ثمّ كثرت الصفوف على
رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ قال: ما لي لا أرى ابنَ عمّي عليّ بن
أبي طالب ؟! يا ابنَ عمّي. فأجابه عليّ كرّم الله وجهه مِن آخر الصفوف وهو
يقول: لبّيك لبّيك يا رسول الله. فنادى النبيُّ صلّى الله عليه وآله بأعلى
صوته: أُدنُ منّي يا عليّ.
قال: فما زال عليٌّ يتخطّى الصفوف وأعناقُ المهاجرين والأنصار ممتدّة
إليه.. حتّى دنا من المصطفى، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله: يا عليّ،
ما الذي خلّفك عن الصفّ الأوّل ؟ قال: كنتُ على غير طَهور، فأتيتُ منزل
فاطمة فنادَيتُ: يا حسنُ يا حسين، يا فِضّة. فلم يُجبني أحد، فإذا بهاتفٍ
يهتف بي من ورائي وهو ينادي: يا أبا الحسن، يا ابنَ عمّ النبيّ صلّى الله
عليه وآله، إلتَفِتْ. فالتَفَتُّ فإذا أنا بسَطلٍ من ذهب وفيه ماء وعليه
منديل، فأخذتُ المنديل ووضعته على منكبي الأيمن، وأومأتُ إلى الماء فإذا
الماء يفيض على كفّي، فتطهّرتُ وأسبَغتُ الطهر، ولقد وَجَدتُه في لِين
الزُّبد وطعمة الشَّهد ورائحة المِسك، ثمّ التَفَتُّ ولا أدري مَن وضع
السطل والمنديل، ولا أدري مَن أخذه.
فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وآله في وجهه، وضمّه إلى صدره وقبّل ما
بين عينيه، ثمّ قال: يا أبا الحسن، ألا أُبشّرك أنّ السطل من الجنّة،
والمنديل والماء من الفردوس الأعلى، والذي هيّأك للصلاة جبرائيل، والذي
مَندلَكَ ميكائيل عليهما السّلام.
يا عليّ، والذي نَفْسُ محمّدٍ بيده، ما زال إسرافيل قابضاً بيده على رُكبتي
حتّى لَحِقتَ معي الصلاة، أتَلومُني الناسُ على حبِّك، واللهُ تعالى
وملائكته يحبّونك من فوق السماء ؟! ( المناقب للخوارزمي 304 / ح 300، الفصل
19 في فضائل له شتّى. كفاية الطالب للگنجي الشافعي 289. مناقب عليّ بن أبي
طالب لابن المغازلي الشافعي 94 / ح 139. الطرائف لابن طاووس 86 ـ وعنه:
بحار الأنوار للشيخ المجلسي 116:39 / ح 4 ).
• روى ابن المغازلي الشافعي بسندٍ طويل ينتهي إلى
أنس بن مالك، قال: أُهدي لرسول الله صلّى الله عليه وآله بِساط، فقال لي:
يا أنَسُ، ابسُطْه. فبسطته، ثمّ قال: ادعُ العشرة. فدعوتهم، فلمّا دخلوا
عليه أمرهم بالجلوس على البساط، ثمّ دعا عليّاً فناجاه طويلاً، ثمّ رجع
عليٌّ فجلس على البساط، ثمّ قال: يا ريح احملينا. فحملَتْنا الريح. قال:
فإذا البساط يَدِفّ بنا دَفّاً، ثمّ قال: يا ريح ضَعينا. ثمّ قال عليّ:
أتدرون في أيّ مكان أنتم ؟! قلنا: لا، قال: هذا موضع أصحاب الكهف والرقيم،
قوموا فسلّموا على إخوانكم.
قال أنس: فقُمنا رجلاً رجلاً فسلّمنا عليهم، فلم يردّوا علينا السّلام،
فقام عليّ بن أبي طالب فقال: السلام عليكم معاشرَ الصدّيقين والشهداء،
فقالوا: وعليك السلامُ ورحمة الله وبركاته.
قال أنس: فقلت: ما بالُهم ردُّوا عليك ولم يردّوا علينا ؟ قال: ما بالُكم
لم تردّوا على إخواني ؟ فقالوا: إنا ـ معاشرَ الصدّيقين والشهداء ـ لا
نكلّم بعد الموت إلاّ نبيّاً أو وصيّاً.
ثمّ قال: يا ريح احملينا. فحملتنا تدفّ بنا دفّاً، ثمّ قال: يا ريح ضَعينا.
فوضعتنا، فإذا نحن بالحَرَّة، قال: فقال عليّ: ندرك النبيّ صلّى الله عليه
وآله في آخر ركعة. فطَوَينا ( فتوضّأنا ) وأتينا، وإذا النبيّ صلّى الله
عليه وآله يقرأ آخر ركعة.. ( مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي
232 / ح 280 ـ وعنه: الطرائف لابن طاووس 83 / ح 116، والعمدة لابن بطريق
372 / ح 732 ـ وعنهما: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 149:39 / ح 14 ).
• بسندٍ طويل يُدرجه موفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي
أخطب خوارزم في كتاب المناقب، يُنهيه إلى سلسلة أئمّة أهل البيت عليهم
السّلام حتّى يقول: عن المصطفى محمّد الأمين سيّد المرسلين من الأوّلين
والآخرين صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعليّ ابن أبي طالب:
يا أبا الحسن، كلِّمِ الشمس؛ فإنّها تكلّمك.
قال عليّ عليه السّلام: السّلام عليكِ أيّتُها العبد الصالح المطيع لله
تعالى. فقالت الشمس: وعليك السّلام يا أمير المؤمنين، وإمام المتّقين،
وقائد الغرّ المحجّلين.. يا عليّ، أنت وشيعتك في الجنّة.. يا عليّ، أوّل ما
تنشقّ عنه الأرض محمّد صلّى الله عليه وآله ثمّ أنت، وأوّل مَن يَحيى محمّد
ثمّ أنت، وأوّل مَن يُكسى محمّد ثمّ أنت.
قال: فانكبّ عليّ ساجداً وعيناه تَذرِفان دُموعاً، فانكبّ عليه النبيّ صلّى
الله عليه وآله وقال: يا أخي وحبيبي ارفَعْ رأسك؛ فقد باهى اللهُ بك أهلَ
سبعِ سماوات ( المناقب للخوارزم 63 ـ وعنه: اليقين في إمرة أمير المؤمنين
عليه السّلام للسيّد ابن طاووس 25، الباب 25، وكشف الغمّة للإربلّي 254:1.
وأخرجه المجلسي في البحار 169:41 / ح 5 عنهما ).
• وعن أنس بن مالك قال: أشهد أنّي قائم على رأس
رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد مكث ثلاثة أيّام لم يَطعَم، إذ أتاه
جبرئيلُ عليه السّلام بطيرٍ من الجنّة على خُبزةٍ بيضاء يخرج منها الدخان،
فقال: يا محمّد، ربُّك يُقرئك السّلام، وهذه تُحفةٌ من الله تعالى لحال
رجوعك فكُلْها. فنظر إليها رسول الله صلّى الله عليه وآله ثمّ رفع رأسه
فقال:
اللّهمّ ائتِني بأحبِّ خَلْقِك إليك يأكل معي من هذا الطائر.
إذ أقبل عليُّ بن أبي طالب فضرب الباب، فخرجتُ إليه، فقال لي: استأذِنْ لي
على رسول الله. فقلت: إنّ رسول الله مشغول عنك. فجاء ثانياً ورسول الله
يدعو ويقول: اللّهمّ ائتِني بأحبِّ خَلْقك إليك، فقلت: رسول الله مشغول
عنك. فجاء ثالثاً ورفع صوته فقال: جئتُ ثلاث مرّات وأنت تقول رسول الله
مشغول عنك، ولا تأذن لي! فسمع رسولُ الله صلّى الله عليه وآله صوته، فقال:
يا أنس مَن هذ ؟ فقلت: هذا عليّ، فقال: أدخِلْه.
فلمّا دخل نظر إليه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله فقال: اللّهمّ وإليّ ـ
حتّى قالها ثلاثاً، ثمّ قال: يا عليّ، أين كنت ؟! فإنّي دعوتُ ربّي ثلاثاً
أن يأتيَني بأحبِّ خَلْقه إليه يأكل معي من هذا الطائر، فقال: قد جئتُ يا
رسول الله ثلاثَ مرّات، فحجَبَني أنس.. ( الأربعين لمنتجب الدين 46 / ح 20.
وللحديث مصادر عديدة أخرجه: القاضي الشهيد نور الدين التستري في إحقاق
الحقّ 318:5 ـ 386 و ج 169:16 219 بأسانيد وطرقٍ كثيرة وبألفاظٍ مختلفة عن
عددٍ كبير من الصحابة. وكذا أورده: الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 346:38 ـ
360. وأخرجه: الخوارزمي في المناقب ص 65.. وفي آخره: ثمّ دخل عليّ فقال له
صلّى الله عليه وآله: ما حديثك يا عليّ ؟! قال: ثلاث مرّات قد أتَيتُ
ويَردُّني أنس، ويزعم أنّك على حاجة! ورواه الشيخ الطوسي في أماليه 259:1 ـ
باختلاف ـ وعنه: بحار الأنوار 350:38 / ح 2. كما أورده: الخطيب البغدادي في
تاريخ بغداد 171:3 ـ مختصراً عن أنس ).
• روت عائشة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بعث
عليّاً عليه السّلام يوماً في حاجةٍ له، فانصرف إلى النبيّ صلّى الله عليه
وآله وهو في حجرتها، فلمّا دخل عليّ من باب الحجرة واستقبَلَه رسولُ الله
صلّى الله عليه وآله إلى وسطٍ واسعٍ من الحجرة فعانقه، قالت عائشة:
وأظلّتْهُما غَمامة سترتهما عنّي، ثمّ زالت عنهم الغمامة فرأيتُ في يد رسول
الله صلّى الله عليه وآله عنقودَ عنبٍ أبيض وهو يأكل ويُطعم عليّاً.
فقلت: يا رسول الله، تأكل وتُطعم عليّاً ولا تُطعمني ؟!
قال: إنّ هذا من ثمار الجنّة، لا يأكله إلاّ نبيّ أو وصيُّ نبيّ في الدنيا.
( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 165:1 / ح 254 ـ عنه: بحار الأنوار
للشيخ المجلسي 360:17 / ح 16 و ج 101:37 / ح 4 و ج 125:39 / ح 11 ).
• كتب ابن المغازليّ الشافعي: حدّثنا أبو نصر بن
الطحّان إجازةً، عن القاضي أبي الفرج الخيّوطي، حدّثنا عمر بن الفتح
البغدادي، حدّثنا أبو عمارة المستملي، حدّثنا ابن أبي الزعزاع الرّقي، عن
عبدالكريم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، عن ابن عبّاس قال:
جاع النبيّ صلّى الله عليه وآله جوعاً شديداً، فأتى الكعبةَ فأخذ بأستارها
وقال: اللّهمّ لا تُجِعْ محمّداً أكثر ممّا أجَعْتَه. قال فهبط عليه جبرئيل
عليه السّلام ومعه لَوزة فقال: إنّ الله تبارك وتعالى يقرأ عليك السّلام
ويقول لك: فُكَّ عنها. ففكّ عنها فإذا فيها ورقة خضراء مكتوبٌ عليها: لا
إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، أيّدتُه بعليٍّ ونَصَرتُه به، ما أنصَفَ
اللهَ مِن نفسه مَن اتّهمه في قضائه واستبطأه في رزقه. ( مناقب عليّ بن أبي
طالب لابن المغازلي الشافعي 201 / ح 239 ـ عنه: القندوزي الحنفي في ينابيع
المودّة 137. وأخرجه: الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال 549:3 / الرقم 7533
ـ عن ابن حِبّان، وأخرجه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان 166:5 ـ 167،
والحمويني الجوينيّ في فرائد السمطين 236:1 / ح 184 بسندٍ آخر عن ابن
عبّاس، والشهيد التستري في إحقاق الحقّ 126:6 ـ 128. كما رواه الشيخ الصدوق
في الأمالي 444 / ح 9 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 124:39 / ح 8، و
141:71 / ح 33 ).
• عن أبي الزبير قال: سألت جابر بن عبدالله
الأنصاري رضي الله عنه: هل كان لعليٍّ آيات ؟ ( أي دلائل إمامة ) فقال ابن
عبّاس: إي والله، كانت له سِيرة حضرتُها وحضَرَتْها الجماعة والجماعات، لا
يُنكرها إلاّ معاند، ولا يكتمها إلاّ كافر!
منها: أنّا سِرنا معه في مَسيرٍ فقال لنا: امضُوا لأن نصلّيَ تحت هذه
السِّدرة ركعتين. فمضينا.. ونزل تحت السِّدرة فجعل يركع ويسجد، فنظرنا إلى
السدرة وهي تركع إذا ركع، وتسجد إذا سجد وتقوم إذا قام.
فلمّا رأينا ذلك عَجِبنا ووقفنا حتّى فَرَغ من صلاته، ثمّ دعا فقال:
اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد. فنطقت أغصا الشجرة تقول: آمين.. آمين.
ثمّ قال: اللّهمّ صلِّ على شيعة محمّدٍ وآل محمّد. فقالت أوراقها وأغصانها
وقضبانها: آمين.. آمين. ثمّ قال: اللّهمّ العَنْ مُبغضي محمّدٍ وآل محمّد،
ومُبغضي شيعة محمّدٍ وآل محمّد. فقالت الأوراقُ والقضبان والأغصان والسدرة:
آمين.. آمين. ( الثاقب في المناقب لأبن حمزة 245 / ح 3 ).
• روى الخوارزمي بسندٍ ينهيه إلى علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه أنّه قال:
خرجت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يومٍ نتمشّى في طرقات المدينة..
إذ مَرَرنا بنخلٍ من نخلها، فصاحت نخلةٌ بنخلةٍ أخرى: هذا النبيّ المصطفى،
وأخوه عليّ المرتضى.
قال: فجِزْناهما، فصاحت ثالثة برابعة: هذا موسى وأخو هارون! وصاحت خامسة
بسادسة: هذا نوحٌ وإبراهيم! وصاحت سابعة بثامنة: هذا محمّد سيّد المرسلين،
وهذا عليّ سيّد الوصيّين.
فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وآله ثمّ قال: يا عليّ، إنّما سُمّي نخلُ
المدينة صَيْحاناً؛ لكونه صاح بفضلي وفضلك. ( المناقب للخوارزمي الحنفي 221
ـ عنه: الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم للنباطي البياضي33:2، وإثبات
الهداة للحرّ العاملي 64:5 / ح 439. ورواه: الحمويني في فرائد السمطين
137:1 ـ بإسناده إلى جابر الأنصاري ـ عنه: ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي
136، وبحار الأنوار للشيخ المجلسي 146:66 / ح 70 ).
• عن الإمام جعفر الصادق عن أبيه الإمام محمّد
الباقر عليهما السّلام:
لمّا نصّب رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السّلام يومَ غدير «
خُمّ »، وقال: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ
مَن عاداه، وانصُرْ مَن نَصَره واخذُلْ مَن خَذَله. وطار ذلك في البلاد،
ثمّ قام على رسول الله صلّى الله عليه وآله النعمانُ بن الحارث الفِهري على
قَعودٍ له وقال: يا محمّد، أمرتَنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله
وأنّك رسول الله، فقَبِلْنا ذلك منك، وأمرتَنا بالصلاة الخَمس فقَبِلناها
منك، وأمرتَنا بالزكاة فقبلناها منك، وأمرتنا بالحجّ فقبلناه منك، وأمرتنا
بالجهاد فقبلناه منك، ثمّ لم تَرضَ حتّى نصّبتَ هذا الغلامَ وقلتَ: مَن
كنتُ مولاه فهذا مولاه! هذا شيء منك أو مِن الله ؟! فقال صلّى الله عليه
وآله: مِن الله تعالى.
ثمّ قال للنعمان: واللهِ الذي لا إله إلاّ هو، إنّ هذا هو مِن عند الله جلّ
اسمه. فولّى النعمان بن الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللّهمّ إنْ كان هذا
هو الحقّ من عندك فأمطِرْ علينا حجارةً من السماء، أو ائِتنا بعذابٍ أليم!
فما وصل إليها حتّى أمطَرَه الله عزّوجلّ بحجرٍ على رأسه فقتَلَه! فأنزل
الله تعالى:
سألَ سائلٌ بعذابٍ واقع * للكافرينَ ليسَ له دافع
* مِنَ اللهِ ذي المعارج
(
سورة المعارج ). ( عيون المعجزات للشريف المرتضى 19. نور الثقلين
للحويزي 151:2 / ح 80 و ج 411:5 / ح 4. البرهان في تفسير القرآن للسيّد
هاشم البحراني 382:4 / ح 6. مجمع البيان للشيخ الطبرسي 352:5 ـ نقلاً عن:
شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 286:2 / ح 1030. ورواه: الحمويني الجويني في
فرائد السمطين 82:1 ).
• روى ابن المغازليّ بسندٍ ينتهي إلى كثير بن زيد
قال: دخل الأعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلمّا بَصُر به قال له: يا
سلمان تصدّر، فقال: أنا صدرٌ حيث جلست. ثمّ قال:
حدّثني الصادق قال: حدّثني الباقر قال: حدّثني السجّاد قال: حدّثني الشهيد
قال: حدّثني التقيّ، وهو الوصيّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه
السّلام، قال: حدّثني النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: أتاني جبرئيل عليه
السّلام آنفاً فقال: تَختّموا بالعقيق؛ فإنّه أوّل حَجَرٍ شَهِد لله
بالوحدانيّة، ولي بالنبوّة، ولعليٍّ بالوصيّة، ولوُلْدِه بالإمامة، ولشيعته
بالجنّة.. ( مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي 281 / ح 326 ـ
وعنه: الطرائف لابن طاووس 134 / ح 213، والعمدة لابن بطريق 377 / ح 743.
وأخرجه: المجلسي في بحار الأنوار 283:27 / ح 7 و 94:37 / ح 57 ).
• روى الخوارزمي بسندٍ ينتهي إلى سلمان الفارسي، عن
النبي صلّى الله عليه وآله أنّه قال: يا علي، تَختَّم باليمين تكن من
المُقَرّبين، قال: يا رسول الله، ومَن المُقَرّبون ؟ قال: جبرائيل
وميكائيل. قال: فبِمَ أتختّم يا رسول الله ؟ قال: بالعقيق الأحمر؛ فإنّه
جبلٌ أقرّ لله بالوحدانيّة، ولي بالنبوّة، ولك بالوصيّة، ولوُلْدك
بالإمامة، ولمحبّيك بالجنّة، ولشيعتك ووُلْدك بالفردوس. ( المناقب
للخوارزمي الحنفي 233. ورواه: الشيخ الصدوق في علل الشرائع 158 / ح 3 ـ
وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 280:27 / ح 1 و ج 69:42 / ح 19، ووسائل
الشيعة للحرّ العاملي 397:3 / ح 5 ).
• قال الثعلبيّ في تفسيره، وابن عقب في ملحمته،
وأبو السعادات في فضائل العشرة، وأبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين،
وفي كيمياء السعادة.. برواياتهم عن أبي اليقظان وجماعة من الأصحاب نحو: ابن
بابويه القمّي الصدوق، وابن شاذان، والكليني، والطوسي، والبرقي،
والصفواني.. بأسانيدهم عن: ابن عبّاس، وأبي رافع، وهند بن أبي هالة: أنّه
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
أوحى اللهُ إلى جبرئيل وميكائيل أنّي آخَيتُ بينكما، وجعلتُ عُمرَ أحدِكما
أطولَ مِن عمر صاحبه، فأيُّكما يُؤْثر أخاه ؟! فكلاهما كَرِها الموت، فأوحى
الله إليهما: ألا كنتما مِثل وليّي عليّ بن أبي طالب! آخيتُ بينه وبين
نبيّي، فآثره بالحياة على نفسه، ثمّ ظلّ أرقَدَه على فراشه يقيه بمهجته،
اهبِطا إلى الأرض جميعاً واحفَظاه مِن عدوّه.
فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرئيل يقول: بَخٍ
بخٍ!! مَن مِثلُك يا ابنَ أبي طالب ؟! واللهُ يباهي بك الملائكة. فأنزل
الله:
ومِنَ الناسِ مَن يَشْري نَفسَهُ ابتغاءَ مَرضاةِ
اللهِ، واللهُ رؤوفٌ بالعِباد
.
( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 64:2 ـ 65، وعنه: بحار الأنوار للشيخ
المجلسي 43:36 / ح 6.. والآية في سورة البقرة:207 ).
• ومن طريق العامّة.. روى ابن شاذان، أنّ رسول الله
صلّى الله عليه وآله قال: نزل علَيّ جبرئيل عليه السّلام صبيحةَ يومٍ
فَرِحاً مسروراً مستبشراً، فقلت: حبيبي جبرئيل، ما لي أراك فرحاً مستبشراً
؟! فقال: يا محمّد، وكيف لا أكون كذلك وقد قَرَّت عيني بما أكرمَ اللهُ به
أخاك ووصيَّك وإمامَ أُمّتك عليَّ بن أبي طالب! فقلت: وبِمَ أكرم اللهُ أخي
وإمام أُمّتي ؟! قال: باهى اللهُ سبحانه وتعالى بعبادته البارحة ملائكتَه
وحَمَلةَ عرشه وقال: ملائكتي وحملَةَ عرشي، انظُروا إلى حُجّتي في أرضي بعد
نبيّي محمّد.. كيف عَفَّر خدَّه في التراب تواضعاً لعظمتي، أُشهدكم أنّه
إمامُ خَلْقي ومولى بريّتي. ( مائة منقبة لأمير المؤمنين عليه السّلام لابن
شاذان 137 / المنقبة 77. المناقب للخوارزمي الحنفي 319 / ح 322. مصباح
الأنوار للعلاّمة الحلّي 95 ـ من المخطوطة. تأويل الآيات للاسترآبادي شرف
الدين النجفي 452:2 / ح 12. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي 79 و 126 ـ وعن
تأويل الآيات: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 87:19 / ح 37 ).
• روى أبو الحسن الفقيه ابن شاذان في المناقب
المائة: عن الإمام جعفر الصادق عن آبائه عليهم السّلام، عن الإمام الحسين
عليه السّلام قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء، وانتُهي
بي إلى حُجُب النور، كلّمني ربّي جلّ جلاله وقال لي: يا محمّد، بَلّغْ
عليَّ بن أبي طالب منّي السّلام، وأعلِمْه أنّه حُجّتي بعدَك على خَلْقي،
به أسقي عبادي الغيث، وبه أدفع عنهمُ السوء، وبه أحتجّ عليهم يوم يَلقَوني،
فإيّاه فليُطيعوا، ولأمره فليأتمروا، وعن نهيه فلينتهوا، أجعلهم عندي في
مَقعَدِ صِدق، وأُبيح لهم جِناني، وإن لم يفعلوا أسكنتُهم ناري مع الأشقياء
من أعدائي، ثمّ لا أُبالي! ( مائة منقبة لأمير المؤمنين عليه السّلام لابن
شاذان 80 / المنقبة 28. ورواه الطبري أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم في
بشارة المصطفى لشيعة المرتضى 79 ـ وعنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 138:38
/ ح 99 ).
• وبسندٍ طويل ينتهي إلى محمّد ابن الحنفيّة.. روى
موفّق بن أحمد الخوارزمي أنّه قال: قال النبي صلّى الله عليه وآله: لَمّا
عُرِج بي إلى السماء، رأيت في السماء الرابعة والسادسة مَلَكاً.. نصفُه من
نارٍ ونصفه من ثلج، وفي جبهته مكتوب: أيّد اللهُ محمّداً بعليّ. فبقيت
متعجّباً! فقال لي المَلَك: مِمّ تُعجَب يا محمّد ؟! إنّ عليّاً له فضائلُ
أكثر من هذا ما ترى، كتب الله في جبهتي ما ترى: خلقتُ محمّداً وعليّاً قبل
الدنيا بألفَي عام.
( المناقب للخوارزمي الحنفي 218 ).
• وبسندٍ طويل آخر.. روى الخوارزمي عن النبي صلّى
الله عليه وآله قوله: أتاني جبرئيلُ وقد نشر جَناحَيه، فإذا في أحدهما
مكتوب: لا إله إلاّ الله، محمّد النبيُّ رسول الله. وعلى الآخر مكتوب: لا
إله إلاّ الله، عليٌّ الوصيّ. ( المناقب للخوارزمي 147 ـ 148 / ح 172 ـ
وعنه: بحار الأنوار 9:27 / ح 9 ).
• في إحدى مُناشَداته.. قال الإمام عليّ عليه
السّلام: فأنشَدتُكم، هل تعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال:
لَمّا أُسرِيَ بي إلى السماء السابعة.. رُفِعَت إليّ رَفارِف ( أي فُرُشٌ
وبُسُط ) من نور، ثمّ رُفِعت إليّ حُجُبٌ مِن نور، فوعَدَ النبيَّ صلّى
الله عليه وآله الجبّارُ لا إله إلاّ الله بأشياء، فلمّا رجع من عنده نادى
منادٍ من وراء الحجُب: نِعمَ الأبُ أبوك إبراهيم، ونِعم الأخ أخوك عليّ،
واستَوصِ به. ( المناقب للخوارزميّ الحنفي 213 ).
• وفي خبرٍ آخر، عن أبي جعفر محمّد بن علي ( الباقر
)، عن أبيه السجّاد، عن جدّه قال: قال عليٌّ عليه السّلام: قال رسول الله
صلّى الله عليه وآله: لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء، ثمّ من السماء إلى سدرة
المنتهى.. وقفتُ بين يدَي ربّي عزّوجلّ، فقال لي: يا محمّد. قلت: لبّيك
وسَعدَيك يا ربّي. قال: قد بَلَوتَ خَلْقي، فأيّهم وَجَدتَ أطوعَ لك ؟ قال:
قلت: يا ربّي.. عليّاً. قال: صدقتَ يا محمّد، فهل اتّخذتَ لنفسك خليفةً
يُؤدّي عنك ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قلت: يا ربّ اختَرْ لي؛
فإنّ خِيرَتك خِيرَتي. قال: قد اختَرتُ لك عليّاً، فاتّخِذه لنفسك خليفةً
ووصيّاً، ونَحَلتُه علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم يَنلْها أحدٌ
قَبلَه، وليست لأحدٍ بعده.
يا محمّد، عليٌّ راية الهدى، وإمامُ مَن أطاعني، وهو نور أوليائي، وهو
الكلمة التي ألزمتُها المتّقين، مَن أحبّه فقد أحبّني، ومَن أبغضه فقد
أبغضني، فبَشِّرْه بذلك يا محمّد.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: قل: ربّي قد بشّرتُه. فقال عليّ عليه
السّلام: أنا عبدالله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنوبي ولم يظلمني شيئاً، فإن
تمّم لي وعدي فالله مولاي. فقال النبي صلّى الله عليه وآله: قلت: اللّهمّ
اجْلُ قلبَه، واجعَلْ ربيعَه الإيمانَ بك.
قال: قد فعلتُ ذلك به يا محمّد، غيرَ أنّي مختصّه بشيءٍ من البلاء لم أخصَّ
به أحداً من أوليائي. قلت: ربّي.. أخي وصاحبي! قال: قد سبق في علمي أنّه
ومُبتلىً به، لولا عليّ لم يُعرَفْ حزبي، ولا أوليائي ولا أولياءُ رسلي. (
المناقب للخوارزمي الحنفي 215 وعنه: اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه
السّلام لابن طاووس 22، الباب 22 ـ وأخرجه عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي
13:40 / ح 28. وروى قريباً منه:
تأويل الآيات للأسترآبادي شرف الدين النجفي 596:2 / ح 10 ـ وعنه: بحار
الأنوار للشيخ المجلسي 181:24 / ح 14 و ج 159:36 / ح 140. ورواه: الشيخ
الطوسي في أماليه 353:1 ـ وعنه: بحار الأنوار 291:37 / ح 5 وج 371:18 / ح
78. وأروده حسن بن سليمان الحلّي في المحتضر 147 ).
• روى محمّد بن العبّاس قال: حدّثنا أحمد بن محمّد
النوفلي، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن بكير، عن
حُمران بن أعيَن قال: سألتُ أبا جعفر ( الباقر ) عليه السّلام عن قول الله
عزّوجلّ في كتابه:
ثمّ دَنا فتَدَلّى * فكانَ قابَ قَوسَينِ أو أدنى
( سورة النجم:8 ـ 9 )، فقال: أدنى اللهُ محمّداً صلّى الله عليه وآله منه،
فلم يكن بينه وبينه إلاّ قفصٌ من لؤلؤ فيه فراشٌ من ذهبٍ يتلالأ، فأُري
صورةً فقيل له: يا محمّد، أتعرف هذه الصورة ؟ فقال: نعم، هذه صورة علي بن
أبي طالب. فأوحى الله تعالى إليه أن زَوِّجْه فاطمةَ واتّخِذْه وصيّاً. (
تأويل الآيات للأسترابادي شرف الدين النجفي 625:2 / ح 8 ـ وعنه: بحار
الأنوار للشيخ المجلسي 410:18 / ح 122. وأورده الشيخ حسن بن سليمان الحلّي
في المحتضر 25 ـ وعنه: البحار 320:18 / ح 6 ).
• روى الخوارزمي بإسناده عن مجاهد، عن ابن عبّاس
قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لمّا عُرِج بي إلى السماء.. رأيتُ
على باب الجنّة مكتوباً: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ حبيب
الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمَة الله، على باغضيهم لعنة الله. (
المناقب للخوارزمي الحنفي 214. مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي 108:1.
ورواه: الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 259:1 ـ وعنه: البُرسي الحافظ رجب
في مشارق أنوار اليقين 118 ).
• كتب ابن شهرآشوب: من فضائل العكبري وأحمد بن حنبل
والسمعاني والخوارزمي وأمالي القمّي ( الصدوق ).. قال جابر: قال النبي صلّى
الله عليه وآله: مكتوب على باب الجنّة: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله،
عليّ أخو رسول الله قبل أن يخلق اللهُ السماواتِ والأرض بألفَي عام. (
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 668:2 / ح 1140 ـ وعنه: العمدة لابن البطريق
233 / ح 363 و 364. مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي 91 / ح
134. روضة الواعظين للفتّال النيسابوري 110. أمالي الصدوق 70 / ح 1 ـ وعنه:
بحار الأنوار 2:27 / ح 2 ).
• عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال: قال النبي صلّى
الله عليه وآله:
رأيتُ على باب الجنّة مكتوباً: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ
أخو رسول الله. ( فردوس الأخبار لابن شيرويه الديلمي 257:2 / ح 3195. مصباح
الأنوار للعلاّمة الحلّي 107 ـ من المخطوطة. وأورده: ابن حجر العسقلاني في
لسان الميزان 180:4 ـ 181، والذهبي في ميزان الاعتدال 399:3، والمتقي
الهندي في كنز العمّال 138:13 / ح 36435. وأخرجه: الشيخ المجلسي في بحار
الأنوار 330:38 / ح 1 ـ عن العمدة لابن البطريق 233 / ح 362 ـ نقلاً عن
فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 665:2 / ح 1134 ).
• عن أبي الجارود، رفعه إلى النبي صلّى الله عليه
وآله قال: إنّ حلقةَ باب الجنّة مِن ياقوتةٍ حمراء على صفائح الذهب، فإذا
دُقّت الحلقة على الصفحة طَنَّت وقالت: يا عليّ. ( أمالي الصدوق 471 / ح 13
ـ عنه: بحار الأنوار 122:8 / ح 13 و ج 235:39 / ح 18 ).
• روى الخوارزميّ عن شهردار إجازةً، قال: أخبرني
أبو عليّ الحسن بن أحمد بن مهرة الحدّاد الإصفهاني بإصفهان، أخبرني الحافظ
أبو نُعَيم عن محمّد بن حميد، عن عليّ بن سراج المصري، عن محمّد بن فيروز،
عن أبي عمر طاهر بن عبدالله بن معتمر.. أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله
قال:
حبُّ عليّ بن أبي طالب شجرة، فمَن تعلّق بغصنٍ من أغصانها دخل الجنّة. (
المناقب للخوارزمي الحنفي 220 ).
• روى السمعاني في ( فضائل الصحابة ) بالإسناد عن
أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء قال: قال النبي صلّى
الله عليه وآله:
لمّا أُسري بي إلى السماء السابعة.. نَظَرتُ إلى ساق العرش الأيمن، فرأيتُ
كتاباً فَهِمتُه: محمّد رسول الله، أيّدتُه بعليٍّ ونصرته به.
وفي ( تاريخ بغداد 173:11 ـ ترجمة عيسى بن محمّد بن عبيدالله البغدادي ):
عن الحسين بن إبراهيم البابي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلّى الله عليه وآله: لمّا عُرِج بي رأيتُ على ساق العرش
مكتوباً: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، أيّدتُه بعليّ، نصرتُه بعليّ.
وذلك قوله تعالى:
هُوَ الذي أيّدَكَ بِنَصرِه وبالمؤمنين
(
سورة الأنفال:62 ) ـ يعني عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.
• وبسندٍ طويل ينتهي إلى عبدالله بن عمر.. روى
الخوارزمي أنّه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد سُئِل بأيّ
لغةٍ خاطَبَك ربُّك ليلةَ المعراج ؟ قال: خاطَبَني بلغة عليّ، فألهمني.. (
المناقب للخوارزمي 36 ـ 37. مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي 42 ـ وعنه:
الطرائف لابن طاووس 155 / ح 242. كشف الغمّة للاربلّي 106:1. ينابيع
المودّة 83. وأخرجه: المجلسي في بحار الأنوار 312:38 / ح 14 عن الطرائف
وكشف الغمة ).
• عن أبي علقمة مولى بني هاشم قال: صلّى بنا النبي
صلّى الله عليه وآله الصبح، ثمّ التَفَت إلينا وقال: معاشرَ أصحابي، رأيتُ
البارحةَ عمّي حمزة بن عبدالمطّلب وأخي جعفر بن أبي طالب ( رضي الله عنهما
) وبين أيديهما طَبَقٌ من نَبق فأكلا ساعة.. ثمّ تحوّل النَّبق عِنباً
فأكلا ساعةً.. ثمّ تحوّل العِنب رُطَباً فأكلا ساعة.. فدنوتُ منهما فقلت:
بأبي أنتما وأُمّي، أيُّ الأعمال وجدتما أفضل ؟ فقالا: فَدَيناك بالآباء
والأُمّهات، وَجَدنا أفضلَ الأعمال: الصلاةَ عليك، وسَقيَ الماء، وحُبَّ
عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. ( المناقب للخوارزمي 73 / ح 45 ـ عنه: بحار
الأنوار للشيخ المجلسي 274:39 / ح 2. وروى قريباً منه: ابن شاذان في مائة
منقبة لأمير المؤمنين عليه السّلام 131 / المنقبة 71 ـ عنه: بحار الأنوار
117:27 / ح 95 ).
نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام