25 شوال شهادة الإمام جعفر الصادق(ع)
اسمه ونسبه(عليه السلام)
الإمام جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام).
كنيته(عليه السلام)
أبو عبد الله، أبو إسماعيل، أبو موسى، والأُولى أشهرها.
ألقابه(عليه السلام)
الصادق، الصابر، الطاهر، الفاضل، الكامل، الكافل، المنجي… وأشهرها الصادق.
تلقيبه(عليه السلام) بالصادق
لقد جاء لقب الإمام(عليه السلام) بالصادق من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حيث قال: «يخرج الله من صُلبه ـ أي صُلب محمّد الباقر ـ كلمة الحقّ، ولسان الصدق»، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا رسول الله؟
قال: «يقال له: جعفر، صادق في قوله وفعله، الطاعن عليه كالطاعن عليّ، والرادّ عليه كالرادّ عليّ…»(۱).
تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها
۱۷ ربيع الأوّل ۸۳ﻫ، المدينة المنوّرة، الأبواء.
أُمّه(عليه السلام) وزوجته
أُمّه السيّدة أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر، وزوجته السيّدة حميدة البربرية أُمّ الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)، وهي جارية، وله زوجات أُخر.
مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته
عمره ۶۵ سنة، وإمامته ۳۴ سنة.
حكّام عصره(عليه السلام) في سني إمامته
فمن الأُمويين خمسة: هشام بن عبد الملك، الوليد بن يزيد بن عبد الملك، يزيد بن الوليد بن عبد الملك، إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، مروان بن محمّد المعروف بالحمار.
ومن العبّاسيين اثنان: أبو العباس عبد الله المعروف بالسفّاح؛ لفرط جوره وظلمه، وكثرة ما سفح من دم وقتل من الناس الكثيرين، أبو جعفر المنصور، المعروف بالدوانيقي، لأنّه كان ولفرط شحه وبخله وحبّه للمال يحاسب حتّى على الدوانيق، والدوانيق جمع دانق، وهو أصغر جزء من النقود في عهده.
تضييق المنصور له(عليه السلام)
لقد ازداد تضييق المنصور العبّاسي على الإمام الصادق(عليه السلام)، وأخذ يمهّد لقتله، فقد روى الفضل بن الربيع عن أبيه قال: دعاني المنصور فقال: إنّ جعفر بن محمّد يلحد في سلطاني، قتلني الله إن لم أقتله، فأتيته فقلت: أجب أمير المؤمنين.
فتطهّر(عليه السلام) ولبس ثياباً جدداً، فأقبلت به فاستأذنت له، فقال: أدخله، قتلني الله إن لم أقتله، فلمّا نظر إليه مقبلاً قام من مجلسه فتلقّاه وقال: مرحباً بالنقي الساحة، البريء من الدغل والخيانة، أخي وابن عمّي. فأقعده على سريره وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله، ثمّ قال: سلني حاجتك.
فقال(عليه السلام): «أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به»، قال: أفعل، ثمّ قال: «يا جارية، ائتني بالتحفة»، فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية، فغلفه بيده وانصرف، فاتبعته فقلت: يابن رسول الله، أتيت بك ولا أشك أنّه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرّك شفتيك بشيء عند الدخول، فما هو؟
قال: «قلت: اللّهمّ، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بقدرتك عليّ، ولا تهلكني وأنت رجائي…»(۲).
سبب شهادته(عليه السلام)
قُتل(عليه السلام) مسموماً في زمن الخليفة العبّاسي المنصور الدوانيقي.
تاريخ شهادته(عليه السلام) ومكانها
۲۵ شوال ۱۴۸ﻫ، المدينة المنوّرة.
مكان دفنه(عليه السلام)
دُفن بجوار أبيه الإمام محمّد الباقر، وجدّه الإمام علي زين العابدين، والإمام الحسن المجتبى(عليهم السلام) في مقبرة البقيع بالمدينة المنوّرة.
من أقوال الشعراء فيه
۱ـ قال السيّد محسن الأمين(قدس سره):
تبكي العيون بدمعها المتورِّد | حزناً لثاوٍ في بقيع الغرقد | |
تبكي العيون دماً لفقد مبرّزٍ | من آل أحمد مثله لم يُـفقد | |
أيُّ النواظر لا تفيضُ دموعُها | حزنا لمأتم جعفر بن محمّد | |
الصادق الصدِّق بحر العلم مصـ | باح الهدى والعالم المتهجّد | |
رزءٌ له أركان دين محمّدٍ | هدّت وناب الحزن قلب محمّد | |
رزءٌ له تبكي شريعةُ أحمدٍ | وتنوح معولةً بقلب مكمد | |
رزءٌ بقلب الدين أثبت سهمه | ورمى حُشاشة قلب كلِّ موحِّد | |
ماذا جنت آل الطليق وما الذي | جرّت على الإسلام من صنعٍ ردي | |
كم أنزلت مرّ البلاء بجعفر | نجم الهدى مأمون شرعة أحمد | |
كم شرّدته عن مدينة جدِّه | ظلماً تـجشِّمُه السرى في فدفد | |
كم رأى المنصور منه عجائباً | ورأى الهدى لكنّه لم يهتدِ | |
لم يحفظوا المختار في أولاده | وسواهم من أحمد لم يُولَد | |
لم يكف ما صنعت بهم أعداؤهم | زمن الحياة وما اعتداه المعتدي | |
حتّى غدت بعد الممات خوارج | في الظلم بالماضين منهم تقتدي | |
هدّمت ضرائح فوقهم قد شيّدت | معقودة من فوق أشرف مرقد(۳). |
۲ـ قال الشاعر الأُستاذ جابر الكاظمي:
قتلوا أصدق مَنْ فوق الثرى | بذعافِ السُّمّ في الأحشاء سارا | |
صَدَق الحزنُ بفقدِ الصادق | فقدُهُ أورى شِغافَ القلبِ نارا | |
لهفَ نفسي كيف يُعفى قبرُه | وهو حصنٌ وبه الكونُ استجارا | |
قَذِيَت عينٌ إذا لم تبكِهِ | بَدَلَ الدمع دماً ليلَ نهارا | |
إننا نرتقبُ اليوم الذي | يطلب الموعودُ للصادق ثارا | |
ثمّ يدعو يا لثارات الحسين | لدماءٍ سُفكتْ منه جُبارا | |
ناحروه وبه لم يحفظوا | لرسولِ الله قَدراً ووقارا(۴). |
———————————-
۱- بحار الأنوار ۳۶ /۳۱۳٫
۲- سير أعلام النبلاء ۶ /۲۶۶٫
۳- المجالس السنية ۵ /۵۱۶٫
۴- اُنظر: مواقع الإنترنت.