الولادةُ في الكَعْبةِ المُعَظَّمَةِ
فَضِيلةٌ لِعَليٍّ
عَليهِ السَّلام خَصَّهُ بِهَا رَبُّ البَيْتِ
شاكر شَبَعْ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام
على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وصحبه الاخيار المنتجبين .
أما بعد : فقد حالفني الحظ في مطالعة كتاب « علي وليد الكعبة » لسماحة
الشيخ الحجة الميرزا محمد علي الغروي الاردوبادي تغمده الله برحمته ، وسبرت
غوره بقدر ما وسعني ذلك ، فامتلات نفسي إعجابا به وإكبارا له ، ووجدتني
مندفعا لتسجيل كلمة تعرب عن مبلغ ارتياحي وابتهاجي بهذا الاثر القيم
ومكانته .
ولم يعرني شك في أنه نفحة من نفحات أمير المؤمنين عليه السلام منحها المؤلف
فاستأثر بها ، مطلقا العنان لسعة باعه وقوة بيانه المفعم بعناصر التجويد
والابداع ، موقفاً الباحث على جلية حديث الولادة الميمونة ، مظهراً في
أثناء ذلك مبلغ عنائه في جمع مواده .
ولشدة ما استهواني موضوع الكتاب بدأت أجمع استدراكات له ، تتميماً وتعضيداً
، والذي حداني إلى ذلك ثقتي بأنه قدس سره لو أمد الله في عمره لصنع مثل ما
صنعت ، وبارك لي فيما كتبت ، خاصة أني اقتفيت في هذا التتميم أثره ، وسلكت
منهجه .
وقد تجمعت لدي نصوص كثيرة من مخطوط الكتب ومطبوعها ، قديمها وحديثها ،
نادرها ونفيسها ، مما كان الوصول إليه والحصول عليه في زمان الحجة المؤلف
أمرا عسيرا ، ومجموع ذلك يغني لاثبات صحة الحديث ، والكشف عن اتفاق أهل
العلم والفضل عليه .
ولكن الذين ( يحسدون الناس على ما ءاتهم الله من فضله ) لم تطاوعهم نفوسهم
لقبول فضائل الامام أمير المؤمنين عليه السلام ، وهذه أؤلها بما فيها من
دلالات عميقة ، فحاولوا تشويهها بشتى الاساليب ، تمريرا لسياسة معاوية في
التصدي لفضائل الامام علي عليه السلام ، تلك السياسة التي دبرها وعممها في
مرسوم سلطاني يقول فيه :
برئت الذمة ممن روى شيئاً في فضل ابى تراب واهل بيته
(1) .
ثم كتب إلى عماله في جميع الآفاق :
إذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء
الاولين ، ولا تتركوا خبراً يرويه احد من المسلمين في ابى تراب ، إلا
وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإن هذا أحب الى وأقر لعيني ، وأدحض لحجة
ابي تراب وشيعته (2) .
قال الرواي : فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها !
فظهر حديث كثير موضوع ، وبهتان منتشر ! (3) .
وبهذه الجرأة والصلافة ملأوا كتبهم بالاكاذيب الكثيرة ، والفضائل المجعولة
، والاحاديث الموضوعة .
وحيث لم يطالوا إنكار فضيلة المولد الشريف للامام علي عليه السلام لوضوحه
واشتهاره ، بل تواتره والاتفاق عليه ، عمدوا إلى وضع أسلوب آخر لاخفاء
أثرها ، وهو ادعاء مثل ذلك لشخص آخر هو الصحابي حكيم بن حزام ، وروجوا لهذه
المزعومة حسب الامكانات التي هيأتها لهم السلطة وأعوانها .
وهذه ليست أول خصوصية يحاولون سلبها عليا عليه السلام ، بل هناك غيرها كثير
، منها :
الحديث المتواتر المتفق على صحته : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » .
وضعوا قباله حديثاً واهياً هو : « أنا مدينة العلم ، وأبو بكر أساسها ،
وعمر حيطانها ، وعثمان سقفها ، وعلي بابها ! » (4)
.
وحديثا آخر ، أشد وهنا ، وأظهر وضعاً ، هو : « أنا مدينة العلم ، وعلي
بابها ، ومعاوية حلقتها ! » (5) .
ومنها الحديث المتواتر الثابت الآخر : « علي مني بمنزلة هارون من موسى » .
وضعوا قباله حديثاً يشهد متنه وسياقه بوضعه ، فضلا عن سنده ، هو : « أبو
بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى ! » (6) .
ومنها الحديت المتواتر الصحيح الآخر : « لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . . . » . وضعوا قباله حديثا مثيرا للضحك
والسخرية والاستغراب ، هو : « لاعطين هذا الكتاب رجلا يحب الله ورسوله ،
ويحبه الله ورسوله ! قم يا عثمان بن أبي العاص . فقام عثمان بن أبى العاص ،
فدفعه إليه » ? ! (7) .
ويكشف عن هذا التلاعب المكشوف ، ويبين أنه كان أمرا معروفا ومألوفا ، قول
لزهري في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد بن حنبل في « فضائل الصحابة » قال :
حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، قال : سألت الزهري : من كان كاتب
الكتاب يوم الحديبية ؟
فضحك وقال : هو علي ، ولو سألت هؤلاء ـ يعني بني أمية ـ قالوا : عثمان
(8) .
واستعراض باقي الامثلة يخرجنا عن موضوع البحث الرئيسي ، وإنما أردنا
التدليل على منهج أُولئك في سلب الخصوصية ، وجرأتهم على وضع الاحاديث
الواهية قبال الاحاديث السليمة .
هذا رغم ميل بعض العلماء إلى أن ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ليست فضيلة
ولا مكرمة ، وإنما كانت اتفاقا ولم تكن قصدا ، كما ارتأى ذلك الصفوري وغيره
(9) .
وأغرق بعضهم نزعا في الضلال ، ورمى القول على عواهنه ، متحديا ما أثبته
مهرة الفن وأئمة النقل ، وأخبت كبار العلماء والمؤرخين بصحته ، ولم يكترث
بأسانيده المتضافرة ، وطرقه المتصلة المعتمدة عند كل مؤالف ومخالف ، فقال :
« إن حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة ، ولا يعرف ذلك لغيره ، وأما ما روي
أن عليا ولد فيها فضعيف عند العلماء » (10) !
!
وقد أجاد الحجة الاردوبادي في الرد عليه ، وتفنيد مزاعمه ، فراجع أواخر باب
« حديث الولادة والمؤرخون » .
ولكن نجد رغم ذلك أن محاولتهم فيما يخص فضيلة المولد الشريف في الكعبة
المعظمة باءت بالفشل (11) ، فلو رجعنا إلى
مصادر الحديث لوجدنا خلالها ـ مع إثبات تلك الفضيلة للامام على عليه السلام
على اليقين والجزم ـ أن من المؤلفين والعلماء والرواة من أعلن أن هذه
الفضيلة مختصة بالامام عليه السلام لم يشركه فيها أحد قبله ولا بعده ،
مصرحين بذلك بعبارات شتى تدل على حصر هذه الفضيلة للامام عليه السلام بضرس
قاطع .
وإليك نصوصها : « لم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه ،
إكراما له بذلك وإجلالا لمحله في التعظيم » .
رواها الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي (ت 658 هـ )
عن الحاكم أبي عبد الله النيشابورى (321 ـ 405 هـ)
(12) .
وقالها أيضا :
ـ الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان البغدادي ، الشيخ المفيد (ت
413) (13) .
ـ الحافظ يحيى بن الحسن الاسدي الحلي ، المعروف بابن البطريق ( 533 ـ 600
هـ) (14) .
ـ الشيخ الثبت أبو علي محمد بن الحسن الواعظ الشهيد النيسابوري ، المعروف
بابن الفتال ، من علماء القرن السادس (15) .
ـ الشيخ الوزير بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى الاربلي (ت 693 هـ)
(16) .
ـ الامام جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي (648 ـ 726
هـ) (17) .
ـ السيد المحدث جلال الدين عبد الله بن شرفشاه الحسيني ، المتوفى نيف
وثمانمائة من الهجرة (18) .
ـ الشيخ المحدث الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، من أعلام القرن الثامن الهجري
(19) .
ـ الشيخ المؤرخ النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسني ، المعروف بابن عنبة
(ت 828 هـ) (20) .
ـ العلامة المحدث السيد ولي الله بن نعمة الله الحسيني الرضوي ، من أعلام
القرن التاسع الهجري (21) .
ـ العالم اللغوي الشيخ فخر الدين الطريحي (979 ـ 1087 هـ)
(22) .
ـ العلامة محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري الشافعي المدني ، من
أعلام القرن الحادي عشر (23) .
* * * * * * *
« ولد بمكة في البيت الحرام ، ولم يولد قط
في بيت الله تعالى مولود سواه ، لا قبله ولا بعده ، وهذه فضيلة خصه الله
تعالى بها ، إجلالا لمحله ومنزلته ، وإعلاء لقدره » .
قالها :
ـ أمين الاسلام الشيخ المفسر أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ)
(24) .
ـ الحافظ محمد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي ، من أكابر علماء العامة في
القرن الثاني عشر (25) .
* * * * * *
« ولد بداخل البيت الحرام ، ولم يولد في
البيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها اجلالا له ،
وإعلاء لمرتبته ، وإظهارا لتكرمته » .
قالها :
ـ الحافظ نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المكي المالكي (784 ـ 855 هـ)
(26) .
وحكاها عنه :
ـ الفقيه المؤرخ نور الدين علي بن عبد الله الشافعي السمهودي (844 ـ 911
هـ) في « جواهر العقدين في فضل الشرفين العلم الجلي والنسب العلي » .
ـ الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي (975 ـ 1044 هـ) في « إنسان العيون »
(27) .
ـ الشيخ مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي ، من علماء القرن الثالث عشر
(28) .
* * * * * *
« ولد في البيت الحرام ، ولا نعلم مولودا في
الكعبة غيره » .
قالها نقيب الطالبيين الاديب الفقيه أبو الحسن محمد بن الحسين الموسوي ،
المعروف بالشريف الرضي (359 ـ 406 هـ) (29) .
* * * * * *
« ولدته ـ أمه ـ في الكعبة ، ولا نظير له في
هذه الفضيلة » .
قالها علم الهدى ذو المجدين علي بن الحسين الموسوي ، المعروف بالشريف
المرتضى (355 ـ 436 هـ) (30) .
« لم يولد في الكعبة إلا على » .
قالها :
ـ الحافظ الفقيه محمد بن علي القفال الشاشي الشافعي (ت 365 هـ)
(31) .
ـ شيخ الاسلام الحافظ المحدث إبراهيم بن محمد الجويني الشافعي (644 ـ 730
هـ) .
* * * * * *
« ولدت ـ فاطمة بنت أسد ـ عليا عليه السلام
في الكعبة ، وما ولد قبله أحد فيها » .
نص على ذلك السيد الشريف النسابة نجم الدين أبو الحسن علي بن محمد العلوي
العمري ، من علماء القرن الخامس الهجري .
« لقد ولد عليه السلام في بيت الله الحرام ، ولم يولد فيه أحد غيره قط » .
قالها الشيخ الفقيه أبو الحسين سعيد بن هبة الله ، المعروف بقطب الدين
الراوندي (ت 573 هـ) (34) .
* * * * * *
« مولده عليه السلام في الكعبة المعظمة ،
ولم يولد بها سواه »
قالها العلامة عمر بن محمد بن عبد الواحد (35)
.
* * * * * *
« . . . فالولد الطاهر ، من النسل الطاهر ،
ولد في الموضع الطاهر ، فأين توجد هذه الكرامة لغيره !
فأشرف البقاع : الحرم ، وأشرف الحرم ، المسجد ، وأشرف بقاع المسجد : الكعبة
، ولم يولد فيه مولود سواه .
فالمولود فيه يكون في غاية الشرف ، فليس المولود في سيد الايام (يوم
الجمعة) في الشهر الحرام ، في البيت الحرام سوى أمير المؤمنين عليه السلام
» .
قالها الحافظ المؤرخ أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب السروي
المازندراني (ت 588 هـ) بعد أن ذكر عدة أحاديث في ولادة علي عليه السلام في
الكعبة (36) .
* * * * * * *
« ولد في الكعبة بالحرم الشريف ، فكان شرف
مكة وأصل بكة لامتيازه
بولادته في ذلك المقام المنيف ، فلم يسبقه أحد ولا يلحقه أحد بهذه الكرامة
» .
قالها المحدث الجليل السيد حيدر بن علي الحسيني الآملي من علماء القرن
الثامن الهجري (37) .
* * * * * * *
« كانت ولادته بالكعبة المشرفة ، وهو أؤل من
ولد بها ، بل لم يعلم أن غيره ولد بها » .
قالها العلامة صفي الدين أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي الشافعي ،
من أعلام القرن الحادي عشر (38) .
* * * * * * *
« ولد عليه السلام بمكة داخل الكعبة على
الرخامة الحمراء ، ولم ينقل ولادة أحد قبله ولا بعده في الكعبة ، وذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء » .
قالها كل من :
ـ العالم المحدث الفقيه السيد تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي ،
من علماء القرن الحادي عشر (39) .
ـ العالم الفاضل محمد بن رضا القمي ، من علماء القرن الحادي عشر
(40) .
* * * * * * *
« ولادة معدن الكرامة في جوف الكعبة ، ولم
يولد أحد فيها غيره ، وقد خصه الله تعالى بهذه الفضيلة ، وشرف الكعبة بهذا
الشرف » .
قالها العلامة الفاضل محمد مبين بن محب الله بن أحمد اللكهنوي الانصاري
الحنفي (ت 1225 هـ ) (41) .
« ولادته في مكة المكرمة في جوف بيت الله الحرام ، ولم يولد أحد غيره في
هذا المكان المقدس » .
قالها العلامة الشيخ محمد صديق خان الحسيني البخاري القنوجي (1248 ـ 1307
هـ) (42) .
* * * * * * *
« كانت ولادته عليه السلام في جوف الكعبة ،
ولم تتح هذه السعادة لائ أحد منذ بدء الخليقة إلى الغاية ، وإن لصحة هذا
الخبر بين المؤرخين المتحفظين على الفضائل صيت لا تشوبه شبهة ، وتجاوز عن
أن يصحبه الشك والترديد » .
قالها المؤرخ الشهير محمد بن خاوند شاه بن محمود (ت 903 هـ)
(43) .
* * * * * * *
« من المتفق عليه أن غيره صلوات الله عليه
لم يولد هناك » .
قالها المؤرخ العالم زين العابدين الشيرواني ، من علماء القرن الثاني عشر
(44) .
* * * * * * *
أما الشعراء ، وخاصة العلماء منهم ، فقد زينوا شعرهم بقصائد في بيان فضائله ومناقبه عليه السلام المروية بالطرق الصحيحة المصححة المتواترة ، تخليدا لذكراه ، وأداء لبعض حقه ، وأثبتوا فيها خصوصية ولادته في الكعبة المعظمة ، ومنهم : العالم الاديب أبو الحسن علاء الدين علي بن الحسين الحلي ، من العلماء الشعراء في القرن الثامن الهجري ، يقول في قصيدة دالية طويلة :
ام هل ترى في العالمين بأسرهم * * * * بشرا
سواه ببيـت مكـة يولد ?
في لـيـلة جبريل جاء بها مع * * * * الملأ الـمـقـدس حـوله يتعبد
فـلقد سما مجدا عليٌّ كما علا * * * * شرفا به دون البقاع المسجد
(45)
ومنهم العالم المتكلم المحدث الفقيه المولى محمد طاهر بن محمد حسين القمي ، صاحب المؤلفات القيمة النافعة ، المتوفى سنة 1098 هـ ، في لاميته البديعة التي مطلعها :
سلامة القلب نحتني عن الزلل * * * * وشعلة العلم دلتني على العمل
إلى أن يقول :
طوبى له كان بيت الله مولده * * * * كمثل مولده ما كان للرسل (46)
ومنهم الفقيه المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (1033 ـ 1104 هـ) صاحب « وسائل الشيعة » ، قال في أرجوزة له في تواريخ المعصومين عليهم السلام :
مـولـده بمكة قد عرفا * * * * في داخل
الكعبة زيدت شرفا
على رخامة هناك حمرا * * * * مـعروفة زادت بذاك قدرا
فـيا لـهـا مزية علية * * * * تـخفـض كـل رتبة علية
ما نالها قط نبيٌّ مرسل * * * * ولا وصـــي آخر وأول
ثم شرع بنظم حديث يزيد بن قعنب المشهور
(47).
ومنهم الشيخ الفقيه حسين نجف التبريزي النجفي (1159 ـ 1251 هـ) ، حيث يقول
في قصيدته الهائية :
جعـــل الله بيـتـه لعلي * * * * مـولداً يا
له علا لا يضاهى
لـم يشاركه في الولادة فيه * * * * سيد الرسل لا ولا أنبياها
(48)
ومنهم العلامة السيد علي نقي النقوي الهندي اللكهنوي في موشحة ميلادية طويلة ، منها قوله:
لم يكن في البيت مولود سواه * * * * إذ
تعالى عن مثيل في علاه
اوتـي الـعـلم بتـعليم الاله * * * * فـغـذاه دره قـبل الفطام
يرتوي منه بأهنى مشرب
(49).
ومنهم آية الله السيد محسن الامين (1284 ـ 1371 هـ) صاحب الموسوعة القيمة «
أعيان الشيعة » ، حيث ذكر في أول باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ، فصل
في مولده ، من موسوعته الآنفة الذكر:
ولدت ببيت الله وهي فضيلة * * * * خصصت بها إذ فيك أمثالها كثر (50)
وله أيضا من مقصورة :
وولدت في البيت الحرام ولم يكن * * * * هذا لغيرك من يكون ومن مضى (51)
ومنهم السيد حسن بن محمود الامين ( 1299 ـ
1368 هـ).
في قصيدة بائية طويلة:
ولدت في البيت بيت الله فارتفعت * * * *
أركــانه بـك فوق السبعة الحجب
وتـلك مـنـزلـة لم يؤتها بشر * * * * بلى ومرتبة طالت على الرتب
(52)
ومنهم الفاضل الاديب الشيخ محمود عباس العاملي في قصيدته العلوية المسماة بـ « الدرر السنية »:
مـن مــثله في بيت بارئه ولد ؟ * * * * ذي
خصـلة قد خص فيها مذ وجد
أمعن بها يــا صاح فكرا واعتمد * * * * وانظر لها النظر الصحيح ولا تحد
من واضح المنهاج وقيت الضرر
(53)
والشعر في خصوصية ولادة على عليه السلام في الكعبة كثير ، التقطت منه هنا
ما هو أروع إلى السمع وأوقع في القلب .
* * * * * * *
بعد هذه المقدمة لابد من خوض غمار حديث
ولادة حكيم في الكعبة ، هذه المزعمة الزائفة ، والرواية المجعولة ،
وإخضاعها لشيء من البحث والتحقيق والتمحيص ، لكشف زيفها وبيان وضعها ، إذ
فيها الكثير مما يوجب الشك والريب في سلامتها وصحتها ، وبراءة ساحة رواتها
.
وأول من نسبت إليه وحكيت عنه ، وأقدمهم :
هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، النسابة المعروف ، صاحب التآليف التي
نيفت على المائة والخمسين ، والمتوفى سنة أربع أو ست ومائتين ، وقيل :
الاول أصح .
والكلبي ممن تكالب بعض علماء الجرح والتعديل من العامة على تضعيفه وترك ما
رواه ، وعدم الاحتجاج به .
قال الدارقطني وغيره : متروك الحديث (54) .
وقال يحيى بن معين : غير ثقة (55) .
وقال السمعاني : « يروي العجائب والاخبار التي لا أصول لها . . . . أخباره
في الاغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفها»
(56) .
وهذه الاتهامات ضد الكلبي ليس لها وزن عندنا ، لانها ناشئة عن تعصب طائفي ،
ومنقوضة بما يخالفها من آراء حسنة في الرجل تدل على خبرته وأمانته .
إلا أنا نشكك في صحة نسبة ذلك القول إليه ، وفي صدق الحكاية عنه .
والمتهم في التقول عليه هو روايته السكري ، فقد نسب إلى الكلبي أنه قال في
« جمهرة النسب » :
« وحكيم بن حزام بن خويلد عاش عشرين ومائة سنة ، وكانت أمه ولدته في الكعبة
» (57) .
وكتاب الجمهرة من أشهر كتبه ، عده كبار المؤرخين من مصنفاته ، وذكروا أن
محمد بن سعد كاتب الواقدي ومصنف كتاب « الطبقات» الكبير رواه عنه مع سائر
مصنفاته .
ولكن النسخة التي بأيدينا من كتاب الجمهرة هي برواية أبي سعيد الحسن بن
الحسين السكري (212 ـ 275 هـ) عن أبي جعفر محمد بن حبيب بن أمية البغدادي
(ت 245 هـ) عن الكلبي .
وهذا خلاف ما أثبته المؤرخون كالنديم والحموي وغيرهما
(58) .
وكان لهذا الاختلاف أثر كبير ، ودور مؤثر في متن الكتاب الاصلي .
فقد عمد السكري إلى دس بعض آرائه وأقواله ومروياته في متن الجمهرة ، مصدرا
بعضها بـ « قال أبو سعيد » ، هاملا البعض الآخر كما قام بتحريف بعض الجمل
والكلمات ، أو تبديلها بما يتلاءم وآراءه الفكرية والمذهبية .
وكان هذا ديدن السكري في ما يرويه من مصنفات غيره ، وهكذا صنع بكتاب «
المحبر » لاستاذه وشيخه أبي جعفر محمد بن حبيب .
وقد تنبه لهذا الامر محققا كتاب الجمهرة والمحبر .
قال الدكتور ناجي حسن محقق الجمهرة في مقدمة التحقيق :
« لقد وصلتنا جمهرة النسب لابن الكلبي برواية أبي سعيد السكري ، عن محمد
ابن حبيب ، عن ابن الكلبي ، ومع ذلك ظهرت فيها إضافات واضحة ، وزيادات ،
وتعليقات بينة ، لم ترد في أصل الجمهرة ، بل أضافها الرواة والنساخ .
ولا يستبعد أن يكون أبو سعيد السكري هو نفسه الذي قام بهذا العمل ، حين وجد
لديه فيضا من الاخبار ذات الصلة بالانساب » (59)
.
بعد هذا كله فليس من المستبعد ، ولا المستحيل ، أن تكون جملة « وكانت أمه
ولدته في جوف الكعبة » في ذيل كلمة الكلبي المتقدمة من تلك الاضافات ،
والزيادات ، والتعليقات البينة ، المحسوبة « فيضا من الاخبار ذات الصلة
بالانساب » .
فإن كانت هذه الزيادة مبهمة بعض الشيء أومشكك في أنها من الجمهرة ، فهي
واضحة ، مكشوفة ، جلية في المحبر .
ففي فصل الندماء من قريش :
« وكان الحارث بن هشام بن المغيرة نديما لحكيم بن حزام بن خويلد بن أسد ـ
وحكيم هذا ولد في الكعبة ، وذلك أن أمه دخلت الكعبة وهي حامل به ، فضربها
المخاض فيها ، فولدته هناك ـ أسلما جميعا » (60)
.
فالعبارة التي بين شارحتين قد أحدثت فاصلة بين صدر الكلام وذيله ، إذ
المراد بقوله « أسلما جميعا » : الحارث وحكيم ، كما يدل عليه قوله المتقدم
في أول الفصل المذكور : « وكان حمزة بن عبد المطلب نديما لعبدالله بن
السائب المخزومي ، أسلما جميعا » (61) .
على أن هذا الفصل هو في الندماء من قريش ، وليس في ذكر أحوالهم وأحوال
أمهاتهم وتاريخ ولاداتهم وكيفيتها .
أضف إلى هذا أن عناوين الفصول والابواب في المحبر انتخبت بدقة لتتلاءم مع
محتوياتها ، كما يلاحظ بشكل جلي أنها خالية من الحشو وذكر الامور الفرعية ،
اللهم إلا في بعض الموارد التي هي من إضافات السكري .
ففي فصل أسلاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« وسالفه صلى الله عليه : سعيد بن الاخنس ـ قال أبو سعيد السكري : سعيد هذا
هو الذي قال النبي صلى الله عليه : أبعده الله ، فإنه كان يبغض قريشا ـ بن
شريق ابن وهب . . . . » (62) .
وما أشبه قوله « سعيد هذا » بقوله « حكيم هذا » .
وما أشبه الفاصلة بين « بن الاخنس . . . . بن شريق » بالفاصلة الحادثة في
الفقرة موضع البحث ، وكل ما في الامر تصديرها بـ « قال أبو سعيد السكري »
هنا ، وتركها سائبة مهملة هناك .
لم يكتف السكري بهذا ، بل أضاف في بعض الموارد بهلا وروايات تتماشى مع
اعتقاداته المذهبية .
أذكر منها ما في أواسط فصل « ذكر سرايا رسول الله صلى الله عليه وجيوشه » .
« وفيها غزوة عمرو بن العاص السهمي على ذات السلاسل ، ومعه أبو بكر وعمر
وأبو عبيدة بن الجراح في جيشه ، وكان استمد ، فأمده النبي صلى الله عليه
بجيش فيهم أبو بكر وعمر ، ورئيس الجيش أبو عبيدة بن الجراح .
قال أبو سعيد : فشكا أبو بكر وعمر رحمهما الله إلى النبي صلى الله عليه
عمرو ابن العاص ، فقال لهما : لا يتأمر عليكما أحد بعدي . وهذا توكيد
لخلافة أبي بكر وعمر رحمهما الله » (63) .
ولست في صدد الخوض في بحوث الخلافة والامامة ، ومن هو أحق بها من غيره ، أو
الولوج في مدى صحة حديث « لا يتأمر عليكما أحد بعدي » وعدمه ، فهذا أمر
أشبعه علماؤنا بحثا وتفصيلا ، ولكن أوردت هذا المثال لبيان تلاعب السكري في
متون الكتب ، وهدفه من ذلك وغايته .
يقول محقق كتاب المحبر في كلمة الختام :
« وأظن أنه ـ أي ابن حبيب ـ كان يميل إلى الشيعية ، فإنه لا يذكر أبدا أم
المؤمنين عائشة ، وسيدنا أبا بكر الصديق ، وسيدنا عمر إلا بكلمة (رحمه
الله) مع أنه دائما يذكر ام المؤمنين خديجة وسيدنا عليا بكلمة (رضي الله
عنه ) رضي الله عنهم أجمعين .
وأيضا قد أثبت جميع ما يعاب به الرجل في سيدنا عمر ، مثل أنه كان أحول
(64) .
أو كان قد ضرب ، قبل أن يسلم ، جاريته ضربا مبرحا على قبولها الاسلام ،
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا !
فمن أجل ذلك ، فيما أحسب ، أن راويه أبا سعيد السكري يضيف أحيانا إلى متن
الكتاب ما يؤيد رأي أهل السنة والجماعة في أمر الخلافة »
(65) .
وقد تحامل كثيرا على ابن حبيب لوصفه عمر بأنه أحول ، وهو أمر خلقي وليس
عيبا كما ادعى .
أو إثباته لبعض الحقائق التاريخية الثابتة المروية في جل كتب السيرة
والتاريخ كضرب عمر جاريته لانها سلكت طريق الحق وأسلمت .
حتى أنه عدها من الغل جهلا وتعصبا !
ويا ليته أمعن في مسألة تلاعب السكري المكشوف بمتن المحبر ، وإضافاته
الواضحة إليه ، حتى يراها عين اليقين ، لكنه تساهل كثيرا وقال " فيما أحسب
" فكان من الذين ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون .
* * * * * *
فإن قيل : لا يهم عدم ذكر الكلبي وابن حبيب
لخبر ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ، في أصل كتابيهما ، وأنها مما أضافه
السكري فيما بعد باعتباره الراوي الاول لهما ، وثبوت نسبة هذه الزيادات
إليه ؛ لاننا نروي عن أئمة الجرح والتعديل عندنا توثيقه .
فقد قال فيه الخطيب البغدادي : كان ثقة دينا صادقا
(66) .
وقال ياقوت الحموي : الراوية الثقة المكثر (67)
.
فما زداه السكري في متن الكتابين نعده صحيحا مقبولا .
قيل لهم : إن ما أثبتناه من التلاعب السافر للسكري في نصوص الكتب ومتونها ،
ينافي إطلاقكم صفة « ثقة » عليه ، لان الوثاقة هي الامانة . والثقة :
الامين ، يقال :
وثقت بفلان أثق ثقة إذا ائتمنته (68) .
وقد بينا أنه لم يكن أمينا في رواية الكتابين ، لخيانته للامانة العلمية
المتبعة في الاحتفاظ بالنصوص على ما هي عليه ونقضه قواعد الرواية ، ففتح
بذلك بابا للتلاعب المعلن بالكتب والآثار ، لم يغلق إلى عصرنا هذا .
على أنا لو سلمنا أنه كان ثقة كما تدعون ، فروايته هذه مردودة لاكثر من سبب
.
منها : الارسال ،
والذي عليه جل العلماء وأجلتهم أنه ضعيف ، مردود ، لا يحتج به .
قال النووي في التقريب : « ثم المرسل حديث ضعيف عند جماهير المحدثين ،
وكثير من الفقهاء وأصحاب الاصول » (69) .
وقال مسلم في مقدمة صحيحه : « والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل
العلم بالاخبار ليس بحجة » (70) .
وقال ابن الصلاح في مقدمته : « ثم اعلم أن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف ،
إلا أن يصح مخرجه بمجيئه من وجه آخر » (71) .
وقال النووي : « ودليلنا في رد العمل به أنه إذا كانت رواية المجهول المسمى
لا تقبل لجهالة حاله ، فرواية المرسل أولى ، لان المروي عنه محذوف ، مجهول
العين والحال » .
وقال ابن أبي حاتم في كتاب المراسيل : « سمعت أبي وأبا زرعة يقولان : لا
يحتج بالمراسيل ، ولا تقوم الحجة إلا بالاسانيد الصحاح المتصلة »
(72) .
_________________________________________
(1) شرح نهج البلاغة ـ لابن
أبي الحديد ـ 11|44 عن كتاب « الاحداث » لابي الحسن علي بن محمد المدائني .
(2) المصدر السابق : 11|46 .
(3) المصدر السابق .
(4 و 5) راجع الغدير 7 : 197 ـ 199 .
(6) راجع الغدير 10 : 94 .
(7) المعجم الاوسط للطبراني 1 : 438 ح 788 ، عنه مجمع الزوائد 9 : 371 .
(8) فضائل الصحابة 2 : 591 ح 1002 طبعة مكة .
(9) نزهة المجالس 2 : 204 .
(10) أنظر إنسان العيون 1 : 227 .
(11) قال الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني في الاصابة : 4|269 : « كلما
أرادوا ـ يعني بنو أمية ـ إخمادها وهددوا من حدث بمناقبه لا تزداد إلا
انتشارا » .
(12) كفاية الطالب : 407 .
(13) الارشاد : 9 .
(14) عمدة عيون صحاح الاخبار : 24 .
(15) روضة الواعظين : 76 .
(16) كشف الغمة 1 : 59 .
(17) نهج الحق وكشف الصدق : 232 .
(18) منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة : 7 ، نسخة مكتبة آية الله
الكلبايكاني المؤرخة 1265 هـ .
(19) إرشاد القلوب : 211 .
(20) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : 58 .
(21) كنز المطالب وبحر المناقب : 41 ، نسخة المدرسة الفيضية المؤرخة 989 هـ
.
(22) جامع المقال : 187 .
(23) الصراط السوي : 152 ، نسخة المكتبة الناصرية في لكهنو بالهند ، والتي
يظهر أنها بخط المؤلف .
(24) إعلام الورى : 153 ، تاج المواليد : 12 .
(25) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ، نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل
البيت الاطهار : 115 .
(26) الفصول المهمة : 30 .
(27) عنهما علي وليد الكعبة : 119 .
(28) نور الابصار في مناقب آل بيت النبي المختار : 156 .
(29) خصائص الائمة : 4 .
(30) شرح قصيدة السيد الحميري المذهبة : 51 ، طبعة مصر سنة 1313 هـ .
(31) فضائل أمير المومنين : مخطوط ، عنه إحقاق الحق 7 : 489 .
(32) فرائد السمطين 1 : 425 .
(33) المجدي في أنساب الطالبيين : 11 .
(34) الخرائج والجرائح 2 : 888 .
(35) النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم : 16 ، مخطوطة مكتبة آيا صوفيا ـ
تركيا ، وأنظر بشأنه إيضاح المكنون 2 : 661 ، أهل البيت ـ عليهم السلام ـ
في المكتبة العربية .
(36) مناقب آل أبي طالب 2 : 175 .
(37) الكشكول فيما جرى على آل الرسول : 189 .
(38) وسيلة المآل : 282 ، نسخة مكتبة آية الله المرعشي النجفي العامة ،
المؤرخة 1280 هـ .
(39) التتمة في تواريخ الائمة ، الفصل الثالث ، مخطوط .
(40) كاشف الغمة : 422 " نسخة المؤلف المخطوطة المحفوظة في مكتبة مجلس
الشورى ، برقم 2000 .
(41) وسيلة النجاة : 60 ، طبعة كلشن فيض ـ لكهنو .
(42) تكريم المؤمنين بتقويم مناقب الخلفاء الراشدين : 99 ، طبعة الهند سنة
1307 هـ .
(43) روضة الصفا في آداب زيارة المصطفى ، الجزء الثاني .
(44) بستان السياحة : 543 ، الطبعة الثانية .
(45) تجد القصيدة كاملة في الغدير 6 : 356 ـ 364 .
(46) الغدير 11 : 320 .
(47) عليٌّ وليد الكعبة : 36 .
(48) نقلها الشيخ الاوردبادي في علي وليد الكعبة : 69 عن ديوان الشيخ
المخطوط .
(49) تجدها كاملة في عليّ وليد الكعبة : 85 ـ 88 ، والغدير 6 : 33 ـ 35 .
(50) أعيان الشيعة 1 : 323 .
(51) عليُّ وليد الكعبة : 108 .
(52) أعيان الشيعة 5 : 285 ، دائرة المعارف الشيعية 1 : 153 .
(53) علي وليد الكعبة : 83 .
(54 و55) سير أعلام النبلاء 10 : 101 ، لسان الميزان 6 : 196 .
(56) الانساب 5 : 86 .
(57) جمهرة النسب 1 : 353 .
(58) الفهرست : 143 ، معجم الادباء 19 : 291 .
(59) جمهرة النسب : 10 .
(60) المحبر : 176 .
(61) المصدر نفسه : 174 .
(62) المصدر نفسه : 105 .
(63) المصدر نفسه : 121 و122 .
(64) أنظر المحبر : 303 .
(65) المصدر نفسه : 509 .
(66) تاريخ بغداد 7 : 296 .
(67) معجم الادباء 8 : 94 .
(68) أنظر الصحاح 4 : 1562 ، لسان العرب 10 : 371 .
(69) التقريب : 66 .
(70) صحيح مسلم 1 : 30 .
(71) مقدمة ابن الصلاح : 136 .
(72) المراسيل : 15 .