نساء راويات لحديث أمير المؤمنين عليه السّلام
مقدّمة
تشير الكتب الرجاليّة التي تتحدّث عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله
والأئمّة المعصومين ورواة أحاديثهم إلى عدد قليل من النساء اللاتي ساهَمْنَ
في نقل حديث هؤلاء المعصومين عليهم السّلام، فهل كان للنساء ـ حقّاً ـ دور
هامشي في مجال نقل الحديث، أم أنّهنّ ساهَمن كالرجال في نقل كلام المعصومين
وأفعالهم وتقريرهم(1) ؟
لقد تعرّض شيعة أهل البيت عليهم السّلام على مدار التاريخ للظلم والقهر،
وساهمت السلطتان الجائرتان: الأمويّة والعبّاسية في محو آثار الشيعة
ومفاخرهم، لكنّنا ـ مع هذا كلّه ـ إذا راجعنا كتب التاريخ والحديث والرجال
شاهدنا حضوراً ملحوظاً للنساء في مجال نقل الحديث، بل لرأينا لهنّ دوراً
فاعلاً في الدفاع عن الحقّ الطبيعي لأهل البيت عليهم السلام، ومشاركةً
كبيرة في نقل الأحاديث العقائدية والتربويّة والحِكَميّة والسياسيّة.
ونذكر هنا تعريفاً موجزاً بالنساء اللاتي رَوَينَ عن الإمام عليّ بن أبي
طالب عليه السّلام، ونُلقي أضواء على مشاركتهنّ في هذا المجال، وقد وردت
أسماء بعض هؤلاء الراويات في أسانيد الأحاديث، بينما وردت أسماء البعض
الآخر في طيّات كتب التاريخ والسير، ونُقلت مواقفهنّ واحتجاجاتهنّ أمام
الحكّام الظلمة في تلك الحقبة التاريخيّة.
عدد الراويات
نلاحظ أنّ الشيخ الطوسيّ قد أورد في كتابه الرجاليّ ـ وهو من أقدم المصادر
الرجالية في معرفة أصحاب المعصومين عليهم السّلام ـ أسماء الرواة الذينَ
رووا عن أمير المؤمنين عليه السّلام، وكانوا 445 رجلاً وثلاثة نساء(2).
لكنّ المتأمّل في الأحاديث المرويّة يعثر على أسماء 21 امرأة من الراويات:
1 ـ أروى بنت الحارث.
2 ـ أسماء بنت عُمَيس.
3 ـ أُمّ حكيم الخَوليّة.
4 ـ أمّ الخير البارقيّة.
5 ـ أم سَلَمة ( هند ).
6 ـ أم أسلَم.
7 ـ أم الحسن النَّخَعيّة.
8 ـ أم عبدالله بن جعفر.
9 ـ أم كُلثوم بنت أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.
10 ـ أم موسى.
11 ـ أم الهيثم.
12 ـ أُمامة بنت أبي العاص ( زوجة أمير المؤمنين عليه السّلام ).
13 ـ حَبّابة الوالِبيّة.
14 ـ دارميّة الحُجونيّة.
15 ـ زينب بنت عليّ عليه السّلام.
16 ـ سَودة بنت عُمارة.
17 ـ عُمرة بنت نُفَيل.
18 ـ فاطمة بنت عليّ عليه السّلام.
19 ـ ليلى الغِفاريّة.
20 ـ نَضرة الأزْديّة.
21 ـ جارية خُماسيّة.
وتشير سيرة هؤلاء الراويات الجليلات إلى فضائلهن وإيمانهنّ ونشاطاتهنّ
الكبيرة، وقد حفظ لهنّ التاريخ مواقفهنّ المشهودة في زمنٍ كان مجرّد
التفوّه باسم أمير المؤمنين عليه السّلام ونقل حديثٍ عنه يُعدّ في عرف
الحكّام الظلمة جُرماً لا يُغتفر، وفي عصر راجَ فيه سُوقُ وضع الأحاديث
واختلاقها من أجل أهداف سياسيّة رخيصة، وكان الناطق بالحقّ يومذاك
مُلاحَقاً مُهدّداً مقهوراً، فكان دور هؤلاء النسوة جديراً بالتقدير
والثناء، وهو دور لا يُمكن إنكاره.
ونشاهد من بين هؤلاء الراويات أمثال أروى بنت الحارث، وأمّ الخير
البارقيّة، ودارميّة الحُجونيّة، وسَودة بنت عُمارة اللاتي.. تَرعرع
الإيمانُ في قلوبهنّ، وتَجَذّر حُبُّ الحقّ في نفوسهنّ، وقَوِيَت ولايةُ
الإمام عليّ عليه السّلام في أرواحهنّ حتّى وَقَفنَ ـ في مناسباتٍ مختلفة ـ
أمامَ معاوية بن أبي سفيان، فانتصرن للحقّ في محضره، وامتدحنَ أميرَ
المؤمنين عليه السّلام وسيرته وصفاته وخُلُقه، حتّى دُهِش معاوية وجُلساؤه
من منطقهنّ وجُرأتهنّ وصلابتهنّ.
1 ـ أروى بنت الحارث بن
عبدالمطّلب ( ت 50 هـ )
صحابيّة جليلة من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله، كانت تمتاز
بالفصاحة والبلاغة. وقفت هذه المرأة الجليلة في وجه معاوية، فلم تتهيّب
تقريعه بكلامها، وكان من كلامها معه أن ذكّرته بغصبه الخلافةَ من أصحابها
الشرعيّين، وعيّرته بأنّه لم يُسلِم إلاّ بعد فتح مكّة، وتحدّثت ـ في
المقابل ـ عن إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام واقتفائه سُنّة رسول الله
صلّى الله عليه وآله وعمله بأحكام الله تعالى وأوامره، ثمّ عرّجت على عمرو
بن العاص ومروان بن الحكم فذكرت قبيحَ أمرهما، وختمت حديثَها بقصيدةٍ غرّاء
في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام وبيان مزاياه المتفرّدة(3).
2 ـ أمّ الخير بنت
الخُريش بن سُراقة البارقيّة
من التابعيّات ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام، تصدّت لخطاب معاوية
فخاطبته بكلام شديد ذكرت فيه ضلالَه وانحرافَه، ثمّ قالت: «.. أيّها
الناس... إلى أين تُريدون رحمكم الله عنِ ابن عمِّ رسول الله صلّى الله
عليه وآله وزَوج ابنتِه وأبي ابنَيه ؟! خُلِق من طينته، وتَفَرّع من
نَبعته، وخَصّه بسِرّه، وجَعلَه بابَ مدينتِه... يمضي على سَنَنِ
استقامتِه...، ها هو مُفلِّقُ الهام ومُكسِّر الأصنام، إذ صلّى والناسُ
مُشركون، وأطاع والناسُ مُرتابون.. »(4)..
ثمّ عدّدت مواقف أمير المؤمنين عليه السّلام في ساحات الجهاد المختلفة، في
بدر وأُحد وخيبر وهَوازن، حتّى قال لها معاوية: واللهِ يا أمّ الخير، ما
أردتِ بهذا الكلام إلاّ قتلي؛ واللهِ لو قتلتُك ما حَرجتُ في ذلك، قالت: ما
يسوؤني ـ يا ابنَ هند ـ أنّ يُجري اللهُ ذلك على يَدَي مَن يُسعِدُني الله
بشقائه(5).
موقف أمّ الخير في صِفين
لم تقعد أم الخير عن نُصرة أمير المؤمنين عليه السّلام في جهاده مع عدوّه،
فاشتركت في حرب صِفيّن، وفي يدها سَوطٌ منتشر الضَّفْر، وهي كالفَحْل
يَهدرُ في شِقْشِقته تقول: «.. إن الله قد أوضحَ الحقّ، وأبانَ الدليل،
ونَوَّر السبيل... فإلى أين تريدون رحمكم الله ؟! أفِراراً عن أمير
المؤمنين ؟! أمْ فراراً من الزحف ؟! أم رغبةً عن الإسلام ؟! أم ارتداداً عن
الحقّ ؟!... هَلِمُّوا ـ رحمكم الله ـ إلى الإمام العادل، والوصيّ الوفيّ،
والصدّيق الأكبر. إنّها إحَنٌ بَدريّة وأحقادٌ جاهليّة وضَغائنُ أُحُديّة،
وَثبَ بها معاويةُ حينَ الغفلةِ ليُدركَ بها ثاراتِ بني عبدشمس(6).
3 ـ دارِميّة الحُجونيّة
من فُضْلَيات النساء، راجحةُ العقل، قويّة الحجّة، وكانت سوداءَ اللون،
بيضاءَ السيرة، فاضلةً فصيحة من قبيلة كِنانة، وهي من أصحاب أمير المؤمنين.
عاصرت حُكم معاوية بن أبي سفيان، وكانت يومذاك تُقيم في حجُون مكّة(7)،
ولها حكاية مع معاوية ظهرت بها فصاحتُها وقوّة حُجّتها وصِدق ولائها.
موقف دارميّة مع معاوية:
رُوي أنّ معاوية سأل عنها فبُعث إليها وجيء بها، فقال لها: بَعَثتُ إليكِ
لأسألكِ: علامَ أحبَبتِ عليّاً وأبغَضتِني وولَيتِه وعادَيتِني ؟!
قالت: أو تُعفِني ؟ قال: لا أعفيك. قالت: أمّا إذا أبَيْتَ، فإنّي أحبَبتُ
عليّاً على عَدْله في الرعيّة وقِسَمهِ بالسَّويّة، وواليتُ عليّاً على ما
عَقَد له رسولُ الله من الولاء، وحبِّه المساكين، وإعظامهِ لأهل الدِّين،
وعادَيتُكَ على سَفكِك الدماء، وجَورِك في القضاء، وحُكمِك بالهوى(8).
4 ـ سَودَة بنت عُمارة بن
الأشتَر الهَمْدانيّ
من النساء اللاتي اشتُهِرنَ بصِدق اللهجة والخُلوص في الإيمان بالولاية:
سَودة بنت عُمارةَ بن الأشتَر الهَمْدانيّ، وهي امرأة شجاعة ذات منطق فصيح
بليغ، وتُعدّ في أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام وشيعته.
جاهدت هذه المرأةُ الصالحة بكلامها وأشعارها، وكان لها مع معاوية موقف
أثبتَت فيه صِدقَ ولائها لأمير المؤمنين عليه السّلام وصلابتها في الدين
والعقيدة. سألها معاويةُ حين دخلت عليه فقال: هِيه يا بنتَ الأسَكّ!
ألستِ القائلة يوم صفيّن:
شَمِّر كفِعل أبيك يا ابن عُمارةٍ |
|
يومَ الطِّعان ومُلتقَى الأقـرانِ |
وانصُرْ عليّاً والحسينَ ورَهْطَهُ |
|
واقصدْ لهندٍ وابنِـها بـهَوانِ |
إنّ الإمامَ أخو الـنبيّ مـحمّدٍ |
|
عَـلَمُ الـهُدى ومَنارةُ الإيمانِ |
قالت: إي واللهِ، ما مِثلي مَن رَغِبَ عن
الحقّ، أو اعتذر بالكذب!
قال لها: فما حَمَلك على ذلك ؟
قالت: حُبُّ عليّ عليه السّلام واتّباعُ الحق(9).
5 ـ حَبّابة الوالبيّة
من أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام، ولُقِّبت حبابة بـ « صاحبة الحَصاة
». وكانت امرأة فاضلة عُرفت بولائها لأمير المؤمنين عليه السّلام، ومن
النساء اللائي اطّلعن على سرّ الإمامة، وقد نقلت كتبُ الحديث تفاصيل حياتها
ولقائها بأمير المؤمنين عليه السّلام وسؤالها إيّاه عن أمر الإمامة.
روى الشيخ الصدوق بإسناده عن حَبّابة الوالبيّة قالت: رأيتُ أمير المؤمنين
عليه السّلام في شَرَطة الخميس... فلم أزَلْ أقفو أثرَه حتّى قَعَد في
رَحبَةِ المسجد، فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما دلالةُ الإمامةِ ـ رحمك
الله ؟
فقال لي: ائتيني بتلك الحصاة ـ وأشار بيده إلى حصاة ـ فأتيتُه بها، فطبَع
لي فيها بخاتمه، ثمّ قال لي: يا حَبّابة، إذا ادّعى مُدَّعٍ الإمامةَ
فقَدَر أن يَطَبعَ ( في الحصاة ) كما رأيتِ، فاعلَمي أنّه إمامٌ مُفترَض
الطاعة.. الحديث، وفيه أنّ حَبّابة أتَت إلى الإمام الحسن عليه السّلام بعد
شهادة أمير المؤمنين عليه السّلام، فطَبَع لها الحسن عليه السّلام في
الحصاة، ثمّ أتَت الإمامَ الحسين عليه السّلام في مسجد رسول الله صلّى الله
عليه واله فطَبَع لها في الحصاة، ثمّ أتَت الأئمّة عليهم السّلام الواحدَ
بعد الآخر فطَبَع لها كلّ واحد منها، وعاشت حبابة إلى عصر الإمام موسى بن
جعفر عليهما السّلام(10).
6 ـ جارية خُماسيّة
صَبيّة في الخامسة من العمر، أدركت خلافة أمير المؤمنين عليه السّلام، وكان
أبوها قد استُشهِد في رِكابِ أمير المؤمنين عليه السّلام في معركة صِفيّن،
وتُعدّ هذه الصبيّة في جملة أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام ومن الرواتات
عنه.
وقد التَقَت هذه الجاريةُ بعبد الواحد بن زيد في جوار الكعبة، فتحدّثت عن
خصال أمير المؤمنين عليه السّلام وفضائله، وكلامُها خيرُ دليلٍ على عُمق
معرفتها بمقامِ الإمامة، وعلى رسوخ ولائها لمولاها أمير المؤمنين عليه
السّلام.
قصّة هذه الجارية مع أمير
المؤمنين عليه السّلام:
يقول عبدالواحد: خَرَجتُ إلى مكّة، فبينما أنا أطوفُ فإذا أنا بجاريةٍ
خُماسيّة وهي متعلّقةٌ بستارة الكعبة وهي تخاطب جاريةً مِثلها وهي تقول: لا
وحقِّ المُنتَجَبِ بالوصيّة، الحاكمِ بالسَّويّة، الصحيحِ البيّنة، زوجِ
فاطمةَ المرضيّة.. ما كان كذا وكذا.
فقلتُ لها: يا جارية، مَن صاحبُ هذه الصفة ؟
قالت: ذلك ـ واللهِ ـ عَلَم الأعلام وبابُ الأحكام، وقَسيمُ الجنّة والنار،
وربّانيُّ هذه الأمّة، ورأسُ الأئمّة، أخو النبيّ ووصيُّه وخليفتُه في
أُمّته، ذلك مولاي أميرُ المؤمنين عليُّ بنُ أبي طالب عليه السّلام.
قال عبدالواحد: فقلتُ لها: يا جارية، بما يستحقّ عليٌّ منكِ هذه الصفة ؟
قالت: كان أبي ـ واللهِ ـ مَولاه، فقُتِل بين يدَيه يومَ صِفيّن، ولقد
دَخلَ يوماً على أمّي وهي في خِبائها، وقد ارتكبتني وأخاً لي من الجُدريّ
ما ذهَبَ به أبصارُنا، فلمّا رآنا تأوّه وأنشأ يقول:
ما إنْ تأوَهتُ مِن شيءٍ رُزئتُ بهِ |
|
كما تأوَهتُ للأطفالِ فـي الـصِّغَرِ |
قد ماتَ والـدُهُم مَن كانَ يَكفُلُهُم |
|
في النائباتِ وفي الأسفارِ والحَضَرِ |
ثمّ أدنانا إليه، ثمّ أمَرّ يدَه المباركةَ
على عينيّ وعينَي أخي، ثمّ دعا بدَعَواتٍ ثمّ شالَ يدَه، فها أنا ـ بأبي
أنت واللهِ ـ أنظرُ إلى الجَمَل على فرسخ، كلّ ذلك ببركتهِ صلوات الله
عليه..
ثمّ قالت: أتحبّ عليّاً ؟ قلتُ: أجل.
قالت: أبشِرْ، فقد استمسكتَ بالعُروةِ الوثقى التي لا انفصامَ لها. ثمّ
ولّت وهي تقول:
ما بُثّ حُبُّ عليٍّ في ضميرِ فتىً |
|
إلاّ لَــهُ شَهِدتْ مِـن ربِّـهِ الـنِّعمُ |
ولا لَهُ قَـدَمٌ زَلَّ الـزمانُ بـها |
|
إلاّ لَــهُ ثَـبتتْ مِـن بـعدِها قَـدَمُ |
ما سَرَّني أنّني مِن غـيرِ شيعتهِ |
|
وأنّ لي ما حوَاهُ العُربُ والعَجمُ(11) |
7 ـ ليلى
الغِفاريّة
من أصحاب رسوسل الله صلّى الله عليه وآله، وكانت تخرج معه لجهاد عدوّه،
فتُداوي الجرحى وتمرّضهم، وكانت تشترك في الحروب. وقد خَرَجت هذه
الصحابيّةُ الجليلة مع أمير المؤمنين عليه السّلام في حرب الجَمَل، فذهبت
للقاء عائشة وسألتها عمّا إذا سَمِعَت من رسول الله صلّى الله عليه وآله
شيئاً في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام، فأخبرتها على التحديث بفضائل
عليّ عليه السّلام.
موقف ليلى مع عائشة:
تقول ليلى: كنت أغزو مع النبيّ صلّى الله عليه وآله فأُداوي الجرحى وأقوم
على المرضى، فلمّا خرج عليّ عليه السّلام إلى البصرة خرجتُ معه، فلمّا
رأيتُ عائشةَ أتيتُها فقلتُ: هل سمعتِ من رسول الله صلّى الله عليه وآله
فضيلةً في عليّ ؟
قالت ( عائشة ): نعم، دخل ( عليٌّ ) على رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو
معي وعليه بُرْد وقَطيفة، فجلس بيننا، فقلتُ له: أما وَجَدتَ مكاناً هو
أوسع لكَ من هذا ؟! فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: يا عائشة! دَعي لي
أخي، فإنّه أوّلُ الناسِ إسلاماً، وآخِرُ الناسِ بي عهداً، وأوّلُ الناسِ
لي لُقْياً يوم القيامة (12).
8 ـ أسماء بنت عُمَيس ( ت 40 هـ )
من كبار الرواة عن أمير المؤمنين عليه السّلام، ومن أبرز النساء
المؤمنات اللاتي اشتُهِرنَ بالعبادة والاستقامة والوفاء لأهل بيت النبيّ
صلّى الله عليه وآله. وَثّقها علماءُ الرجال في كتبهم، وروى فضائلَها
علماءُ السيرة والتاريخ، ونقلوا مواقفَها المشهودة في نُصرة أمير المؤمنين
عليه السّلام والذبّ عنه، خاصّة في عصر الفتن وتزوير الأحاديث بعد وفاة
رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وكانت أسماء بنت عُميس ( وأُختها ميمونة زوجة رسول الله صلّى الله عليه
وآله ) زوجةَ جعفر بن أبي طالب، هاجَرَت معه إلى الحبشة فيمن هاجر في أوائل
الرسالة الإسلاميّة، ثمّ عادا إلى المدينة فوصلا إليها عند فتح خيبر. ثمّ
استُشهِد جعفر في معركة مُؤْتة، فخَلَف عليها أبو بكر، ووَلدَت له محمّدَ
بن أبي بكر الذي كان يُعدّ مِن أخلَصِ أصحابِ أمير المؤمنين عليه السّلام،
وقد وَصَفه أميرُ المؤمنين عليه السّلام بأنّ النجابة إنّما لَحِقَته من
جانب أُمّه(13).
ثمّ توفّي أبو بكر، فتزوّجها أمير المؤمنين عليه السّلام، فولدت له يحيى.
وكان لأسماء محبّة كبيرة لفاطمة الزهراء عليها السّلام، حيث وَقَفت إلى
جانبها ومَرَّضتها وحَضَرت مراسم غسلها ودفنها، وذُكر أنّها هي التي عملت
لها النعشَ لتُحمل عليه بعد وفاتها عليها السّلام(14).
وأسماء بنت عُميس من الشهود الذين شهدوا لفاطمة عليها السّلام في قضيّة
فَدَك، وممّن كذّبوا الحديثَ المخُتَلق « نحن معاشرَ الأنبياء لا نُورِّث،
ما تَركناهُ صدقة »(15)، فلم يقبل
أبو بكر شهادتها، مع أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله شَهِد لها ولأخواتها
أنّهنّ من أصحاب الجنّة(16).
أسماء وحديث ردّ الشمس:
كانت أسماء بنت عُميس من الرواة المعروفين لحديث ردّ الشمس لأمير المؤمنين
عليه السّلام في زمن النبيّ صلّى الله عليه وآله، قالت:
بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله نائمٌ ذاتَ يومٍ ورأسُه في حِجْر عليّ
عليه السّلام، ففاتَته العصرُ حتّى غابت الشمس، فقال صلّى الله عليه وآله:
اللهمّ إنّ عليّاً كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردُدْ عليه الشمس؛ فرأيتُها
ـ واللهِ ـ غَرَبت ثمّ طَلَعت بعدما غَرَبت(17).
وأسماء أيضاً من رواة حديث المنزلة، فقد روى الطَّبَراني بإسناده عن أسماء
بنت عُميس، قالت:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ: أنت منّي بمنزلة هارونَ مِن
موسى، غير أنّه لا نبيَّ بَعدي (18).
أسماء وحديث غدير خمّ:
وأسماء كذلك من رواة حديث الغدير الذي نَصّ فيه رسولُ الله صلّى الله عليه
وآله على أنّ عليّاً عليه السّلام بعده وليُّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة، ثمّ أمر
صلّى الله عليه وآله المسلمين بمبايعة عليّ عليه السّلام فبايَعوه بأجمعهم،
حتّى رُوي أن عمر بن الخطّاب قال له: بَخٍ بَخٍ لكَ يا ابنَ أبي طالب،
أصبحتَ مولايَ ومولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة(19).
وروى عن أسماء جماعةٌ من الصحابة، منهم حُذَيفة بن اليَمان(20)،
كما روى عنها كبار رجال الحديث ويَقرُب عددُهم من ثلاثين نفراً، منهم:
الإمام زينُ العابدين عليّ بن الحسين عليهما السّلام، وفاطمةُ بنت الحسين
عليه السّلام، وأبو زيد المدنيّ، وأبو موسى الأشعريّ، وسعيد بن المسيّب،
وعامر الشعبيّ، وعطاء بن أبي رباح، وعمر بن الخطّاب، وعون بن جعفر(21).
9 ـ أُمّ سَلَمة: هند بنت
أبي أميّة القَرشيّ المخزوميّ ( ت 62 هـ )
أُمّ سَلَمة إحدى أزواجِ النبيّ صلّى الله عليه وآله ومن أمّهات المؤمنين،
وهي آخِرُ مَن تُوفّي من أزواجه صلّى الله عليه وآله، حيث توفيّت سنة 62 هـ
في زمن يزيد بن معاوية.
وأُمّ سَلَمة من أوائل النساء المسلمات والمهاجرات، هاجرت مع زوجها أبي
سَلَمة إلى الحبشة، ثمّ توفيّ أبو سَلَمة فتزّوجها رسول الله صلّى الله
عليه وآله(22). وقد أوكل النبيُّ
صلّى الله عليه وآله إلى أُمّ سَلَمة كفالة فاطمة الزهراء عليها السّلام
بعد وفاة فاطمة بنت أسد، فكانت ترعاها وتكفلها، وكانت تعرف لها حُرمتها
وحقّها، وما بَرِحَت تُكرّر بأنّ الجميع يَتصوّرون بأنّها تؤدّب فاطمة
وتعلّمها، لكنّ الحقيقة هي أنّها هي التي تتعلّم من فاطمة عليها السّلام
وتقتدي بها.
وكان لمواقف أُمّ سَلَمة في الشهادة لفاطمة عليها السّلام في موضوع فَدَك
أن قُطع عنها عَطاؤها لسنةٍ كاملة(23).
وقد ذكرها الإمامُ الصادق عليه السّلام في عِداد أزواج النبيّ صلّى الله
عليه وآله اللاتي قُبض عنهنّ، ثمّ قال: وأفضلُهنّ خديجة بنت خويلد ثمّ أُمّ
سَلَمة بنت الحارث(24).
أم سَلَمة وأسرار الإمامة:
كانت أُمّ سلمة مؤتَمنة على أسرار الإمامة لما عُرف عنها من إيمانها
وتقواها ووثاقتها، وممّا ائتُمِنت أُمّ سَلَمة عليه العِلمُ الذي أوصاها
رسول الله صلّى الله عليه وآله أن تُوصله إلى خليفته، ثمّ إلى خليفةِ
خليفته، وهكذا، وقد حفظت أمّ سلمة هذه الوديعة إلى عصر الإمام السجّاد عليه
السّلام(25).
وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله قد أخبرها ـ لقُربها منه وثقته بها ـ ببعض
المُغيّبات، ومن ذلك أنّه أخبرها بشهادة الإمام الحسين عليه السّلام،
وأعطاها تُربةً في قارورة، وأخبرها أنها من تربة كربلاء، وأنّ لونها
سيتغيّر إلى الحُمرة عند شهادة الإمام الحسين عليه السّلام، فكانت أم
سَلَمة بعد خروج الإمام الحسين عليه السّلام إلى العراق سنة 61 هـ تُخرج
القارورة بين الفَينة والفَينة وتنظر إليها، فأخرجتها ذاتَ يومٍ فإذا بها
حمراء، فصاحَت ووَلوَلَت وأعلَمت أهلَ المدينة بشهادة الإمام الحسين عليه
السّلام.
واشتركت أُمّ سَلَمة في حروب النبيّ صلّى الله عليه وآله، وكانت إلى جانبه
في: غزوة خيبر، وفتح مكّة، وحصار الطائف، وغزوة هَوازن وثقيف، وفي حجّة
الوداع.
وتُعدّ أُمّ سَلَمة في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله الأوفياء، وقد
ذكر علماءُ الرجال سيرتها وترجمتها واتّفقوا على وثاقتها وأمانتها في
الرواية(26)، كما روى عنها أكثر من
35 صحابيّاً وتابعيّاً (27).
وأمّ سلمة من الرواة الثقاة الذين رَوَوا نزولَ آيةِ التطهير وحديث الكساء
في أهل البيت عليهم السّلام، حيث تقول في هذا الصدد: في بيتي نزلت
إنّما يُريد اللهُ لِيُذهبَ عنكمُ الرجسَ أهلَ البيت
،
فأرسلَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين
فقال: هؤلاء أهلي(28).
دور أم سَلَمة في الفقه
والحديث:
عُدّت أمّ سلمة في فقهاء أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله، ومرجعاً يُرجع
إليه في كثير من الأسئلة الفقهيّة، وقد روى الحافظ الطبراني عنها ما يقرب
من 520 حديثاً في هذا المجال(29)،
كما روى عنها المجلسي كثيراً من الأحاديث(30)،
منها أنّها بَلَغها أنّ مولىً لها يَتنقّص عليّاً عليه السّلام، فأرسَلَتْ
إليه ثمّ قالت له: يا بُنيّ، بَلَغني أنّك تتنقّص عليّاً وتتناوله، فقال:
نعم يا أمّاه.
قالت: أُقعد ـ ثكَلتك أمُّك ـ حتّى أحدِّثَك بحديثٍ سمعتُه من رسول الله
صلّى الله عليه وآله ويدُه في يد عليّ عليه السّلام، ثمّ أمرها بالخروج
وأقبل على عليّ عليه السّلام يُناجيه فأطال مناجاته، ثمّ إنّ النبيّ صلّى
الله عليه وآله دعاها بعد فترة طويلة فدخلت عليهما، فقال لها صلّى الله
عليه وآله:
يا أم سلمة، اسمَعي واشهَدي: هذا عليُّ بنُ أبي طالب وزيري في الدنيا
ووزيري في الآخرة، يا أمّ سلمة، اسمعي واشهَدي: هذا عليُّ بنُ أبي طالب
حاملُ لوائي في الدنيا وحاملُ لوائي غداً في القيامة. يا أمّ سلمة، اسمَعي
واشهَدي: هذا عليُّ بنُ أبي طالب وصيّي وخليفتي من بعدي وقاضي عِداتي
والذائدُ عن حوضي. يا أمّ سلمة، اسمَعي واشهَدي: هذا عليّ بن أبي طالب
سيّدُ المسلمين وإمامُ المتّقين وقائدُ الغُرِّ المُحجّلين وقاتلُ الناكثين
والقاسطين والمارقين.
قلت: يا رسول الله، مَن الناكثون ؟
قال: الذين يُبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة.
قلتُ: مَن القاسطون ؟
قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام.
قلتُ: مَن المارقون ؟
قال: أصحاب النهروان(31).
دور أم سلمة في نصرة أمير
المؤمنين عليه السّلام:
كان لأم سَلَمة دور في نصرة أمير المؤمنين عليه السّلام في معركة الجمل،
فقد أرسلت إليه رسالة ذكرَت فيها أنّه لولا أنّ الله تعالى أمرَ نساءَ
النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يَقْرُرنَ في بُيوتهنّ، وأنّ النبيّ صلّى
الله عليه وآله شَدّدَ عليهنّ في ذلك لَخَرجَت معه تُقاتلُ عدوَّه، وأنّها
قد بَعَثت إليه بابنها عمر يقاتل معه. وكانت قبل ذلك قد نصحت عائشةَ بعدم
الخروج، وقالت لها: يا بنتَ أبي بكر... ما أنتِ والخروج على عليّ بن أبي
طالب أخي رسول الله صلّى الله عليه وآله وقد اتّفق المهاجرون على إمامته ؟!
ثمّ ذكّرتها بقول رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السّلام: أنت
خليفتي في حياتي وبعد موتي، مَن عصاكَ فقد عصاني؛ فأقرّت عائشة أنّها سمعته
من رسول الله صلّى الله عليه وآله.
فقالت أم سلمة: فاتّقي الله يا عائشة واحذَري ما سَمِعتِ من رسول الله، وقد
قال لكِ « لا تكوني صاحبةَ كلابِ الحَوْأب »، ولا يَغُرّنَّكِ الزبيرُ
وطلحةُ، فإنّهما لا يُغْنيان عنكِ من اللهِ شيئاً(32).
أم سلمة تروي قصّة خِطبة
عليّ لفاطمة عليهما السّلام:
روت أمّ سلمة قصّة خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام لفاطمة عليها السّلام،
تقول فيها:
فجلس عليّ بن أبي طالب بين يدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله، وجَعَل
ينظرُ إلى الأرض كأنّه قصد الحاجة وهو يستحيي أن يَبدأها، فهو مُطرِق إلى
الأرض حياءً من رسول الله صلّى الله عليه وآله.
قالت أم سلمة: فكأنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله عَلِم ما في نفس علي عليه
السّلام، فقال له: يا أبا الحسن، إنّي أرى أنّك أتيتَ لحاجةٍ، فقُل حاجتك
وأبْدِ ما في نفسك، فكلّ حاجةٍ لك عندي مَقضيّة. قال عليّ عليه السّلام:
فِداك أبي وأمّيّ، إنّك لتعلمُ أنّك أخذتَني من عمّكَ أبي طالب ومن فاطمة
بنت أسد وأنا صبيٌّ، فغذّيتَني بغذائك، وأدَّبتني بأدبك، فكنتَ إليّ أفضل
من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البِرّ والشفقة، وإنّ الله تعالى هداني
بك وعلى يدَيك...، وإنّك يا رسول الله ذُخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة.
يا رسول الله، فقد أحببتُ ـ مع ما شدّ الله من عَضدي بك ـ أن يكون لي بيت
وأن يكون لي زوجة أسكُن إليها، وقد أتيتُك خاطباً راغباً أخطب إليك ابنتك
فاطمة، فهل أنت مُزوِّجي يا رسول الله ؟
قالت أمّ سَلَمة: فرأيتُ وجهَ رسول الله صلّى الله عليه وآله يتهلّل فرحاً
وسروراً، ثمّ تبسّم في وجه عليّ عليه السّلام فقال: يا أبا الحسن، فهل معك
شيءٌ أزوّجك به ؟
فقال عليّ عليه السّلام: فِداك أبي وأمّي، واللهِ ما يَخفى عليك من أمري
شيء: أملكُ سيفي، ودرعي، وناضِحي، وما أملك شيئاً غير هذا.
فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ، أمّا سيفك فلا غِنى بك
عنه: تُجاهدُ به في سبيل الله وتُقاتل به أعداء الله؛ وناضِحُك تَنضَحُ به
على نَخلِك وأهلك وتحمل عليه رَحلَك في سَفَرك، ولكنّي قد زوّجتُك بالدرع
ورضيتُ بها منك. يا أبا الحسن أُبشرّك ؟
قال عليّ عليه السّلام: نعم فِداك أبي وأمّي بشِّرني، فإنّك لم تَزَل
ميمونَ النَّقيبة، مُبارَك الطائر، رشيدَ الأمر، صلّى الله عليك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أَبشِرْ يا أبا الحسن! فإنّ الله
عزّوجلّ قد زَوَّجكها في السماء من قبل أن أُزوّجك في الأرض ـ الحديث(33).
زفاف فاطمة عليها السّلام في
حجرة أم سلمة:
روى الشيخ الطوسيّ في أماليه بإسناده عن الإمام الصادق عليه السّلام قصّة
زواج أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السّلام، وجاء فيه أن أزواج النبيّ صلّى
الله عليه وآله قُلنّ له صلّى الله عليه وآله: يا رسول الله، لو أنّ خديجة
باقية لَقَرّت عينُها بزفافِ فاطمة؛ وإنّ عليّاً يريد أهلَه، فقُرّ عينَ
فاطمة ببعلها واجمَعْ شملها وقُرَّ عيوننا بذلك، فقال صلّى الله عليه وآله:
فما بالُ عليّ لا يطلبُ منيّ زوجته، فقد كنّا نتوقّع ذلك منه! فقال عليّ
عليه السّلام: الحياءُ يمنعني يا رسول الله.
فالتفت النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى النساء فقال: مَن ها هنا ؟ فقالت أم
سلمة أنا أمّ سلمة، وهذه زينب، وهذه فلانة وفلانة.
فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: هَيِّئوا لابنتي وابن عمّي في حُجَري
بيتاً.
فقالت أم سلمة: في أيّ حجرة يا رسول الله ؟ فقال صلّى الله عليه وآله: في
حجرتكِ(34).
أم سَلَمة وحديث في فضائل
الخمسة الطاهرة
روى المجلسي عن أمّ سَلَمة وميمونة، عن عليّ عليه السّلام قال:
رأينا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله قد أدخل رِجلَه في اللحاف ـ أو في
الشعار ـ فاستسقى الحسن، فوثب النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى مَنيحةٍ لنا
فمصّ من ضرعها فجعله في قدح ثمّ وضعه في يد الحسن، فجعل الحسين يثب عليه
ورسول الله صلّى الله عليه وآله يمنعه، فقالت فاطمة: كأنّه أحبّهما إليك يا
رسول الله!
قال: ما هو بأحبّهما إليّ، ولكنّه استسقى أوّل مرّة، وإنّي وإيّاك وهذين ـ
يقصد الحسنين عليهما السلام ـ وهذا المنجدل ـ يقصد أمير المؤمنين عليه
السّلام ـ يوم القيامة في مكانٍ واحد(35).
10 ـ أُمّ كُلثوم بنت
أمير المؤمنين عليه السّلام
وُلدت أُم كلثوم سنة 6 هجريّة وتوفيّت سنة 54 هجريّة في عصر حكومة معاوية،
وكانت وفاتها في المدينة بعد رجوعها من الشام بأربعة أشهر وعشرة أيّام سنة
61 هجريّة.
دعاها أصحاب الأنساب والسير بأُمّ كُلثوم، وأمّ كلثوم الكبرى، وزينب
الصغرى، ورقيّة(36).
شهدت أم كلثوم وفاةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعايَنَت ما لَحِق
بالعترة الطاهرة بعد ارتحال رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعانَت ـ بعد
ذلك ـ من فاجعة ارتحال والدتها الزهراء عليها السلام، ثمّ رأت شهادةَ أبيها
أمير المؤمنين عليه السّلام في محراب مسجد الكوفة على يد الخارجيّ الخبيث
ابن مُلجَم، فتحمّلت أم كلثوم هذه الفوادح الجليلة بصبرٍ وَرثَته عن أمّها.
وقد ذكر البعض أم كلثوم في عداد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله(37)،
أمّا ابن سعد فقد ذكرها في طبقاته في جُملة من روى عن الصحابة(38)،
وقال المامقاني في شأنها: جليلة القدر، فهيمة، بليغة، وخطبتها في مجلس ابن
زياد بالكوفة معروفة وفي الكتب مسطورة... من الثِّقات(39).
أم كلثوم ووصيّة أمير
المؤمنين عليه السّلام:
تروي أم كلثوم عن أبيها أمير المؤمنين عليه السّلام، قالت:
آخرُ عهدِ أبي إلى أخويّ أن قال: يا بَنيّ، إذا أنا مِتُّ فغَسّلاني ثمّ
نشّفاني بالبُردة التي نَشّفتم بها رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وفاطمة
عليها السّلام، ثمّ حَنِّطاني وسَجّياني على سريري، ثمّ انظرا ( انتظرا )
حتّى إذا ارتفع لكما مُقدَّمُ السرير فاحملا مُؤخَّره.
قالت: فخرجتُ أشيّع جنازة أبي، حتّى إذا كنّا بظَهر الغَرِيّ ركن المقدّم
فوضعنا المؤخّر، ثمّ برز الحسن عليه السّلام بالبُردة التي نشّف بها رسول
الله صلّى الله عليه وآله وفاطمة وأمير المؤمنين عليهما السّلام، ثمّ أخذ
المِعوَلَ فضرب ضربةً، فانشقّ القبر عن ضريح، فإذا هو بساجة ( أي لوح )
مكتوب عليها...:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا قبر ادّخرَهُ نوحٌ النبيّ لعليٍّ وصيّ محمّد
قبل الطوفان بسبع مئة عام(40).
أمير المؤمنين عليه السّلام
ينعى نفسه لابنته أم كلثوم:
روى الشيخ المفيد عن أمّ موسى خادمة عليّ عليه السّلام قالت: سمعتُ عليّاً
عليه السّلام يقول لابنته أم كلثوم: يا بُنيّة، إنّي أراني قَلّ ما
أصحَبُكم. قالت: وكيف ذلك يا أبتاه ؟ قال: إنّي رأيتُ رسول الله صلّى الله
عليه وآله في منامي وهو يمسح الغبارَ عن وجهي ويقول: يا عليّ لا عليك،
قضيتَ ما عليك! فما مكثنا إلاّ ثلاثاً حتّى ضُرب تلك الضربة، فصاحت أم
كلثوم، فقال عليه السّلام: يا بُنيّة لا تفعلي، فإنّي أرى رسول الله صلّى
الله عليه وآله يُشير إليّ بكفّه ويقول: يا عليّ هَلُمَّ إلينا، فإنّ ما
عندنا هو خيرٌ لك (41).
أم كلثوم والليلة الأخيرة في
حياة أمير المؤمنين عليه السّلام:
روى الشيخ المفيد عن الحسن البصري، عن أم كلثوم أنّ أمير المؤمنين عليه
السّلام سَهِر في الليلة التي قُتِل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد لصلاة
الليل على عادته، فقالت له ابنته أم كلثوم: ما هذا الذي أسهرَك ؟ فقال:
إنّي مقتولٌ لو قد أصحبتُ. وأتاه ابنُ النبّاح فآذَنُه بالصلاة، فمشى غير
بعيد ثمّ رجع، فقالت له ابنتُه أم كلثوم: مُرْ جَعَدة فليُصلِّ بالناس...
قال: لا مَفَرّ من الأجَل، فخرج إلى المسجد وإذا هو بالرجل قد سَهِر ليلتَه
كلّها يرصده، فلمّا بَرَد السَّحَر نام، فحرّكه أميرُ المؤمنين عليه
السّلام برِجله وقال له: « الصلاة »، فقام إليه فضربه(42).
أم كلثوم والإفطار الأخير
روى المجلسي عن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السّلام قالت:
لمّا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان، قدّمتُ إليه عند إفطاره طَبَقاً فيه
قُرصان من خبز الشعير وقصْعة فيها لبن وملح جَريش، فلمّا فرغ من صلاته أقبل
على فطوره، فلمّا نظر إليه وتأمّله حرّك رأسه وبكى بكاءً شديداً عالياً...
وقال: يا بُنيّة، أتقدّمين إلى أبيكِ إدامَين في فردِ طَبَقٍ واحد ؟
أتريدين أن يطول وقوفي غداً بين يدَي الله عزّوجلّ يوم القيامة ؟ أُريد أن
أتّبع أخي وابن عمّي رسول الله صلّى الله عليه وآله، ما قُدِّم إليه إدامان
في طبقٍ واحد إلى أن قبضه الله... يا بُنيّة، إنّ الدنيا في حلالها حساب،
وفي حرامها عقاب... ثمّ قال عليه السّلام: يا بُنيّة، واللهِ لا آكل شيئاً
حتّى ترفعي أحد الإدامَين. فلمّا رفعته تقدّم إلى الطعام فأكل قرصاً واحداً
بالملح الجريش، ثمّ حَمِد الله وأثنى عليه، ثمّ قام إلى صلاته فصلّى.. ولم
يزل راكعاً ساجداً ومبتهلاً ومتضرّعاً إلى الله سبحانه(43).
11 ـ زينب الكبرى بنت
أمير المؤمنين عليه السّلام
زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهما السّلام، هي إحدى
النساء اللاتي روين أحاديث أمير المؤمنين عليه السّلام.
وُلِدت السيّدة زينب عليها السّلام في حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله،
وفارقت الدنيا سنة 61 أو 62هـ في عصر يزيد بن معاوية. تكنّى بـ « أمّ
عبدالله » و « أمّ الحسن » و « أمّ كلثوم »، و « أمّ المصائب »، و « أم
الرزايا » و « أمّ النوائب »(44).
ومن فضائل هذه العقيلة المكرّمة التي يعسر حصرها، أنّ جبرئيل عليه السّلام
نزل باسمها على النبيّ صلّى الله عليه وآله، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه
وآله أوصى برعايتها وحفظ حُرمتها، وأنّ شأنها كشأن خديجة الكبرى عليها
السّلام(45).
بلغت السيّدة زينب في الفصاحة والبلاغة شأواً بعيداً، ورقت فيها إلى ذروة
سامية اعترف بها أرباب الفصاحة، وكانت إذا نطقت جسّدت فصاحة أبيها أمير
المؤمنين عليه السّلام، كما حازت في العفّة والعقل والعلم درجاتٍ رفيعة
مشهودة، وفاقت نساء عصرها في العبادة والزهد والتقوى والجود.
أمّ المصائب:
شهدت السيّدة زينب مصائب عديدة، فقد شهدت رحلة جدّها رسول الله صلّى الله
عليه وآله، وعايشت عن قُربٍ أحزان أمّها فاطمة عليها السّلام والمِحَن التي
توالت عليها بفقد النبيّ صلّى الله عليه وآله وبعد فقده، ثمّ شهدت ـ على
صغرها ـ وفاة أمّها الزهراء عليها السّلام، ثمّ عاينت عن كثب مصيبة شهادة
أمير المؤمنين عليه السّلام، ثمّ معاناة أخيها الحسن عليه السّلام انتهاءً
بشهادته بالسمّ بتدبيرٍ من معاوية، ثمّ كانت في كربلاء مع أخيها الحسين
عليه السّلام واخوته وأهل بيته وأنصاره، فعايَنَتْهم مُجزّرين على صعيد
كربلاء، يُطاف برؤوسهم على رؤوس القنا، وسُبيت مع نساء أهل بيت النبيّ صلّى
الله عليه وآله، وحُملن على نياق مهزولة بغير وطاء إلى الكوفة، ومن الكوفة
إلى الشام.
الصمود العجيب:
في هذا الوضع المأساويّ الذي يهدّ القوى، ويفتّ الفؤاد، وقفت زينب عليها
السّلام في الكوفة فخطبت خطبة غرّاء جعلت مستمعيها من أهل الكوفة يردّون
أيديهم في أفواههم وينتحبون على ما فرّطوا في أمر الإمام الحسين عليه
السّلام وأهل بيته، ثمّ وقفت سلام الله عليها في مجلس يزيد فخطبت خطبة
غرّاء أخرى رسمت مع سالفتها المعالم الأساسيّة لثورة الحسين عليه السّلام،
وأفشلت ـ وإلى الأبد ـ مُخطّطات الأمويّين في تشويه الثورة وإضاعة معالمها
ومحو آثارها، ولولا العقيلة زينب عليها السّلام، لما كُتب لواقعة الطفّ هذا
الخلود، ولما كان لها هذا الدور الخطير في التاريخ الإسلاميّ على امتداده.
ومن الرواة الذين رووا عن السيّدة زينب عليها السّلام: الإمام عليّ بن
الحسين عليه السّلام، وجابر بن عبدالله الأنصاريّ، ومحمّد بن عمرو، وعطاء
بن السائب، وعبّاد العامري. وتروي السيّدة زينب عن أمّها فاطمة عليها
السّلام، وعن أبيها أمير المؤمنين عليه السّلام، وعن أسماء بنت عُميس، وعن
أم أيمن(46).
أمير المؤمنين عليه السّلام
يُخبر ابنته بما سيجري عليهم بعده:
يروي ابن قولويه بإسناده عن الإمام زين العابدين عليه السّلام، عن زينب
عليها السّلام، قالت: يا أبه، حدّثَنْني أم أيمن بكذا وكذا، وقد أحببتُ أن
أسمعه منك، فقال:
يا بُنيّة! الحديث كما حَدَّثتْكِ أمّ أيمن، وكأنّي بكِ وبنساءِ أهلك سبايا
بهذا البلد أذلاّء خاشعين تخافون أن يتخطّفكم الناس، فصَبْراً صبراً،
فوالذي فَلَق الحبّة وبرأ النَّسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ وليٌّ غيركم
وغير محبّيكم وشيعتكم(47).
12 ـ فاطمة بنت أمير
المؤمنين عليه السّلام
من النساء اللاتي روين عن أمير المؤمنين ابنته فاطمة، وأمّها أم ولد(48)؛
توفيّت سنة 117 هـ.
روت فاطمة عن أمير المؤمنين عليه السّلام، وعن أسماء بنت عُميس، وعن محمّد
بن الحنفيّة، وروى عنها جمع من كبار المحدّثين، كالحارث بن كعب الكوفي،
ورَزين بيّاع الأنماط، وأبي بصير.
روى ابن سعد بإسناده عن فاطمة، عن أبيها عليّ عليه السّلام، قالت:
قال أبي: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن أعتق نَسمَة مسلمة أو
مؤمنة وقى اللهُ بكلُ عُضوٍ منه عُضواً منه من النار(49).
وروت فاطمة حديث ردّ الشمس لأمير المؤمنين عليه السّلام في زمن رسول الله
صلّى الله عليه وآله، روته عن أسماء بنت عُميس(50).
13 ـ أُمامة بنت أبي
العاص
وُلدت أمامة في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأمّها زينب ربيبة رسول
الله صلّى الله عليه وآله، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يحبّها
وربّما حملها على عُنقه في الصلاة.
وقد تزوّجها أمير المؤمنين عليه السّلام بعد وفاة فاطمة عليها السّلام
بوصيّةٍ منها عليها السّلام. عدّها ابن عبدالبرّ في كتابه « الاستيعاب » في
عداد صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله(51).
روى الكليني بإسناده عن أبي بصير، عن فاطمة بنت عليّ عليه السّلام، عن
أمامة بنت أبي العاص، قالت: أتاني أمير المؤمنين عليه السّلام في شهر
رمضان، فأُتي بعشاء تمر وكمأة، فأكل عليه السّلام، وكان يحبّ الكمأة(52).
14 ـ أم أسلم صاحبة
الحصاة
من النساء الفاضلات اللواتي حُزْنَ قصبَ السَّبق في مضمار العِلم وولاء أهل
البيت عليهم السّلام ومودّتهم، اشتُهرت ـ كحبابة الوالبيّة ـ بأنّها صاحبة
الحصاة، وعُدّت في جملة الرواة عن أمير المؤمنين عليه السّلام.
رُويَ أنّ أم أسلم جاءت إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو في منزل أم
سلمة، وكان صلّى الله عليه وآله خارجاً، فانتظرته عند أم سلمة حتّى جاء
صلّى الله عليه وآله، فقالت أم أسلم: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، إنّي قد
قرأتُ الكتب وعلمتُ أنّ لكلّ نبيٍّ وصيّاً، فموسى له وصيّ في حياته ووصيّ
بعد موته، وكذلك عيسى، فمن وصيّك يا رسول الله ؟
فقال لها صلّى الله عليه وآله: يا أمّ أسلم! وصيّي في حياتي وبعد مماتي
واحد. ثمّ قال: مَن فَعَل فِعلي هذا فهو وصيّي! ثمّ ضرب بيده إلى حصاةٍ في
الأرض ففركها بإصبعه فجعلها شِبه الدقيق، ثمّ عجنَها، ثمّ طبعها بخاتمه،
ثمّ قال: مَن فعل هذا فهو وصيّي في حياتي وبعد موتي.
قالت أم أسلم: فخرجتُ من عنده فأتيتُ أمير المؤمنين عليه السّلام فقلتُ:
بأبي أنت وأمّي، [ أنت ] وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قال: نعم يا
أمّ أسلم. فضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها
فختمها بخاتمه، ثمّ قال: يا أمّ أسلم! مَن فَعَل فِعلي هذا فهو وصيّي ـ
الحديث. وفيه أنّ أم أسلمِ جاءت إلى الحسن عليه السّلام، ثمّ إلى الحسين
عليه السّلام، ثمّ إلى عليّ بن الحسين عليه السّلام، فختموا لها وفعلوا
كفعل جدّهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وأبيهم أمير المؤمنين عليه
السّلام (53).
15 ـ أمّ الحسن
النَّخَعيّة
راوية للحديث، روت عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وروى
عنها أبو زهرة.
روى الشيخ الكليني في الكافي والشيخ الطوسي في التهذيب بإسنادهما عن أم
الحسن، قالت: مرّ بي أمير المؤمنين عليه السّلام فقال: أيّ شيءٍ تصنعين يا
أمّ الحسن ؟
قلت: أغزل.
فقال: أما إنّه أحلُّ الكَسب ـ أو: مِن أحلّ الكسب(54).
16 ـ نضرة الأزديّة
تُكنّى بـ « أمّ موسى »، عدّها البرقي من الراويات عن الإمام عليّ عليه
السّلام، وقال الشيخ الطوسي في كتاب الرجال إنّها من أصحاب عليّ عليه
السّلام. رَوَت أنّ عليّاً عليه السّلام قال:
ما رَمدتْ عيني مُذ تَفَل رسولُ الله صلّى الله عليه وآله فيها ( يوم خيبر
)(55).
1 ـ يُقصد بتقرير
الإمام عليه السّلام أن يُشاهد الإمامُ عليه السّلام شخصاً يفعل فِعلاً ما
فيُقرّه على ذلك العمل ولا ينهاه عنه.
2 ـ رجال الطوسيّ 57 ـ 89، مؤسسة النشر الإسلاميّ، قم 1415 هـ.
3 ـ بلاغات النساء لمحمّد بن أبي طاهر ( ابن طيفور ) 43 ، طبع النجف؛ العقد
الفريد لأحمد بن محمد بن عبد ربّه 357:1 ـ 358 ، طبعة بيروت؛ بحار الأنوار
للمجلسي 12:42.
4 ـ بلاغات النساء 58.
5 ـ بلاغات النساء 58.
6 ـ بلاغات النساء 56 ـ 57.
7 ـ بلاغات النساء 55 ـ 58 ؛ العقد الفريد 354:1 و 355.
8 ـ بلاغات النساء 55 ـ 58 ؛ العقد الفريد 354:1 و 355.
9 ـ بلاغات النساء 47؛ العقد الفريد 344:1.
10 ـ كمال الدين للصدوق 536:2 و 537.
11 ـ بشارة المصطفى لمحمد بن عليّ الطبري 71 و 72؛ بحار الأنوار للمجلسي
220:41 ـ 221.
12 ـ الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني 402:4 و 403 .
13 ـ معجم رجال الحديث للسيّد الخوئيّ 230:14.
14 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 257:8.
15 ـ لم يروِ هذا الحديث إلاّ أبو بكر؛ ولم يَروهِ أحد من الصحابة، وقد
تمسّك به أبو بكر في مصادرته لـ « فدك » ورَفْضِه شهادةَ عليّ والحسن
والحسين عليهم السّلام، ورفضهِ بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أعطى
فدكاً لفاطمة عليها السّلام في حياته.
16 ـ انظر: الاستيعاب لابن عبدالبَرّ 326:4 ـ ترجمة سلمى بنت عميس؛ أُسد
الغابة لابن الأثير الجزري 479:5
17 ـ المعجم الكبير للطبراني 149:24 ؛ من لا يحضره الفقيه للصدوق 203:1.
18 ـ المعجم الكبير 149:24.
19 ـ حديث الغدير حديث متواتر، رواه أحمد في مسنده 281:4؛ وابن أبي شيبة في
المصنّف 503:7 ؛ وابن ماجة في سننه 43:1 / ح 116.
20 ـ بحار الأنوار للمجلسي 102:28.
21 ـ أسد الغابة 12:7؛ تهذيب التهذيب 389:12 ؛ الطبقات الكبرى 280:8 ؛
أعلام النساء، لرضا كحّالة 57:1 ، الاستيعاب 236:4.
22 ـ الاستيعاب 454:4 ؛ الإصابة 458:4.
23 ـ رياحين الشريعة للمحلاّتي 25:2 و 294.
24 ـ الخصال للصدوق 419:2 / ح 13.
25 ـ بحار الأنوار للمجلسي 223:22.
26 ـ رجال الطوسي 32؛ تنقيح المقال للمامقاني 72:3.
27 ـ محدِّثات الشيعة 75.
28 ـ المعجم الكبير للطبراني 327:23 / ح 750 ، و 333 / ح 768 ، المستدرك
على الصحيحين للحاكم 158:3
29 ـ المعجم الكبير 248:23 ـ 421.
30 ـ بحار الأنوار 78:1 ؛ 200:6 ؛ 182:7 ؛ 141:10 و 425 ؛ 232:17 ؛ 353:20
؛ 81:21 و 102 و 127 ؛ 221:22 و 223 و 343 و 461 ؛ 49:26 و 50 ؛ 143:27 و
150 و...
31 ـ بحار الأنوار 221:22 و 222.
32 ـ بحار الأنوار 167:32 ـ 168.
33 ـ بحار الأنوار للمجلسي 124:43 ـ 143.
34 ـ أمالي الطوسي 40 ـ 43 / ح 45؛ بحار الأنوار 94:43 ـ 96.
35 ـ بحار الأنوار 283:43 ـ 284.
36 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 475:2 ؛ أعيان الشيعة للأمين 126:7 ؛
عُمدة الطالب لابن عنبة 54 ؛ الإرشاد للمفيد 354:1.
37 ـ الاصابة 492:4 ، الاستيعاب 490:4؛ أسد الغابة 614:5.
38 ـ الطبقات الكبرى 463:8.
39 ـ تنقيح المقال في عِلم الرجال للمامقاني 73:3.
40 ـ فرحة الغري للسيّد عبدالكريم بن طاووس 24 و 25 ؛ بحار الأنوار 216:42.
41 ـ الإرشاد للمفيد 15:1 ؛ بحار الأنوار 225:42.
42 ـ الإرشاد 16:1.
43 ـ بحار الأنوار 276:42.
44 ـ رياحين الشريعة 46:3.
45 ـ رياحين الشريعة 38:3.
46 ـ محدّثات الشيعة 198.
47 ـ كامل الزيارات لابن قولويه 266 ـ الباب 88.
48 ـ الارشاد 355:1 ؛ تهذيب التهذيب 443:12.
49 ـ الطبقات الكبرى 464:8 / ح 4622.
50 ـ أمالي الشيخ المفيد 94 / ح 3.
51 ـ الاستيعاب لابن عبدالبرّ النمري القرطبي 245:4 ـ 247.
52 ـ الكافي للكُليني 369:6.
53 ـ تنقيح المقال 70:3.
54 ـ الكافي 311:5 / ح 32 ؛ تهذيب الأحكام للطوسيّ 382:6 / ح 1127.
55 ـ رجال البرقي 61، رجال الطوسي 66، تنقيح المقال 83:3.