الغدير
تمهيد
الإسلام دينٌ عالميّ، وشريعة خاتمة تتضمّن كلَّ ما تحتاجه البشريّة في
الحياة. وقد كانت قيادة الأُمّة الإسلاميّة من شؤون النبيّ الأكرم صلّى
الله عليه وآله ما دام حيّاً، ولا يمكن للشريعة الخالدة أن تَهمل أمر
القيادة العليا للأُمّة بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله، وتُوكِل هذا الأمر
إلى الصُّدَف والأهواء والرغبات، أو إلى الاجتهادات الشخصيّة للصحابة الذين
تختلف آراؤهم واجتهاداتهم واتّجاهاتهم، حيث ينتهي الأمر حينئذٍ بلا ريب إلى
الاختلاف والتشتّت وانهيار الدولة الإسلاميّة بشكلٍ عامّ.
فلا يمكن للرسول الخاتِم لمسيرة المرسَلين صلّى الله عليه وآله وللشريعة
الإسلاميّة الخالدة أن تهمل هذا الأمر الخطير، ومن هنا كان التنصيص من سيّد
المرسلين صلّى الله عليه وآله على مَن يتحمّل مسؤولية القيادة من بعده
أمراً طبيعيّاً ولازماً ومتوقّعاً للمسلمين جميعاً.
فمَن هذا الذي نصّ الرسولُ صلّى الله عليه وآله على أنه القائد للأُمّة
الإسلاميّة مِن بعده ؟ ومتى نصَّ الرسولُ صلّى الله عليه وآله على ذلك ؟
وكيف تمّ هذا التنصيص منه ؟
إن أهل البيت عليهم السّلام وأتْباعهم يعتقدون بأن القيادة العليا للأُمّة
الإسلاميّة وخلافة الرسول صلّى الله عليه وآله منصبٌ ربّانيّ ينصّ عليه
الرسول صلّى الله عليه وآله بأمرٍ من الله تعالى، ولم يتركه الله ورسوله
إلى الانتخاب الشعبيّ أو الرأي العامّ ما دام الرسولُ القائد وخليفتُه
يحكمان الشعب باسم الله تعالى وباسم دينه القويم..
وقد اختار الله أفضل أفراد الأُمّة بعد الرسول صلّى الله عليه وآله، ونصّ
النبيُّ صلّى الله عليه وآله على إمامته وقيادته للأُمّة مِن بعده منذ
بدايات الدعوة الإسلاميّة. وظلّ يواصل طرحها ويمهّد لها ولطرحها العامّ
خلال العهدين المكّيّ والمدنيّ، بِدءً بيوم الإنذار وإلى يوم رجوعه من حجّة
الوداع، بل وبشكلٍ خاصّ في الثامن عشر من ذي الحجّة سنة 10 هجريّة بعد
إنذار إلهيّ صريح، وفيما بعد ذلك حتى في يوم ارتحاله صلّى الله عليه وآله.
نعم عيَّن الرسولُ صلّى الله عليه وآله خليفته مِن بعده ونصّ عليه بالنصّ
القاطع الواضح الصريح في بدء دعوته وفي أثنائها، ثمّ في أُخرَيات أيّام
حياته أيضاً.. هذا هو رأي أهل البيت عليهم السّلام وأتْباعِهم.
وهذا بيان لنماذج من إصراره صلّى الله عليه وآله على النصّ الصريح بتعيين
القائد مِن بعده منذ الأيّام الأُولى، وحتّى الأيّام الأخيرة:
• قال الطبريّ: حدّثنا ابنُ حُمَيد: قال: حدّثنا
سَلَمة قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبدالغفّار بن القاسم، عن المِنْهال
بن عمرو، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب، عن
عبدالله بن عبّاس، عن عليّ بن أبي طالب، قال:
لمّا نزلت هذه الآيةُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله:
وأنْذِرْ عَشِيرتَك الأَقرَبين
(1)،
دعاني رسولُ الله صلّى الله عليه وآله فقال لي: يا عليّ، إنّ الله أمرَني
أن أُنذر عشيرتي الأقربين، فضِقتُ بذلك ذَرعاً، وعرَفتُ أنّي متى أُباديهم
بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصَمَتُّ عليه حتّى جاءني جبرئيل فقال: يا
محمّد، إنّك إلاّ تفعلْ ما تُؤمر به يُعذّبْك ربُّك. فاصنْع لنا صاعاً من
طعام، واجعل عليه رِجْلَ شاةٍ، واملأْ لنا عُسّاً من لبن ثمّ اجمع لي بني
عبدالمطّلب حتّى أُكلّمهم، وأُبلّغهم ما أُمِرت به.
ففعلت ما أمرني به، ثمّ دعوتهم له؛ وهم يومئذ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً
أو ينقصونه؛ فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعبّاس وأبو لهب.
فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطّعام الذي صنعتُ لهم، فجئت به، فلمّا وضعته
تناول رسول الله صلّى الله عليه وآله حِذْيةً من اللحم، فشقّها بأسنانه،
ثمّ ألقاها في نواحي الصُّحْفة. ثمّ قال: خُذوا بسم الله، فأكل القوم حتّى
ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلاّ موضع أيديهم، وأيمُ الله الذي نَفْسُ عليّ
بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكلُ ما قدّمتُ لجميعهم.
ثمّ قال: اسقِ القوم. فجئتهم بذلك العُسّ، فشربوا منه حتى روُوا منه
جميعاً، وأيمُ الله إن كان الرجلُ الواحد منهم لَيشرب مِثلَه.
فلمّا أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يكلّمهم بَدرَهُ أبو لهب إلى
الكلام، فقال: لَهَدّ ما سحَرَكم صاحبُكم!
فتفرّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال:
الغدَ يا عليّ؛ إنّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعتَ من القول، فتفرّق
القوم قبل أن أُكلّمهم، فعُدْ لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثمّ اجمعهم
إليّ.
قال: ففعلتُ، ثمّ جمعتهم، ثمّ دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل
بالأمس، فأكلوا حتّى ما لهم بشيء حاجة. ثمّ قال: اِسقهم. فجئتهم بذلك
العُسّ، فشربوا حتّى رَوُوا منه جميعا، ثمّ تكلّم رسول الله صلّى الله عليه
وآله، فقال:
يا بني عبدالمطّلب؛ إنّي واللهِ ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومَه بأفضل
ممّا قد جئتُكم به؛ إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني اللهُ
تعالى أن أدعوَكم إليه، فأُيّكم يُؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي
ووصيّي وخليفتي فيكم ؟
قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلتُ، وإنّي لأَحْدثُهم سِنّاً، وأرمصهم
عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبيَّ الله، أكون وزيرَك
عليه.
فأخذ برقبتي، ثم قال: إنّ هذا أخي ووصييّ وخليفتي فيكم، فاسمعوا له
وأطيعوا.
قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتُطيع(2).
وقد عُرِف هذا الحديث عند المفسرين والمحدثين: بـ « حديث يوم الدار، وحديث
بدء الدعوة »(3).
على أن رسول الله صلّى الله عليه وآله لم يكتف بالنصّ على خليفته في بدء
رسالته، وإنّما صرّح في مواطن مختلفة ومناسبات عديدة وأماكن شتّى، بأنّ
الخليفة مِن بعده هو عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام.
وقد كان أبرزها يوم الثامن عشر من ذي الحجّة سنة
(10) هجريّة، الذي عُرِف فيما بعدُ بيوم الغدير، أو يوم غدير
خُمّ.
وإليك بيان هذا الحدث التاريخيّ العظيم، والنصّ البليغ من رسول الله صلّى
الله عليه وآله بإيجاز ضمن بحوث أربعة:
واقعة الغدير
أجمع رسولُ الله صلّى الله عليه وآله على الخروج إلى الحجّ في سنة عشرٍ من
مُهاجره، وأذّن في الناس بذلك، فقَدِم المدينة خَلْق كثير يأتمّون به في
حجّته تلك التي يُطلَق عليها: حجّة الوداع، وحجّة الإسلام، وحجّة البلاغ،
وحجّة الكمال، وحجّة التمام(4)، ولم
يحجّ غيرَها منذ هاجر إلى أن توفّاه الله تعالى.
فخرج صلّى الله عليه وآله من المدينة مغتسِلاً متدهّناً مترجِّلاً،
متجرِّداً في ثوبين صُحاريّين(5):
إزارٍ، ورداء. وذلك يوم السبت لخمس ليالٍ أو ستٍّ بقين من ذي القعدة، وأخرج
معه نساءه كلَّهنّ في الهوادج، وسار معه أهلُ بيته وعامّة المهاجرين
والأنصار، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء(6)
الناس(7).
وعند خروجه صلّى الله عليه وآله أصاب الناسَ بالمدينة جُدَريّ أو حصبة منعت
كثيراً من الناس من الحجّ معه صلّى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جموع
لا يعلمها إلاّ الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون ألفاً، ويقال: مائة
ألف وأربعة عشر ألفاً، وقيل: مائة ألف وعشرون ألفاً، وقيل: مائة ألف وأربعة
وعشرون ألفاً، ويقال: أكثر من ذلك، وهذه عدّة مَن خرج معه، وأمّا الذين
حجّوا معه فأكثرُ من ذلك، كالمقيمين بمكّة، والذين أتوا من اليمن مع عليٍّ
أمير المؤمنين وأبي موسى(8).
أصبح صلّى الله عليه وآله يوم الأحد بيلَمْلَم(9)،
ثم راح فتعشّى بشرف السيّالة وصلّى هناك المغرب والعشاء، ثمّ صلّى الصبح
بعرق الظُّبية(10)، ثم نزل الروحاء،
ثم سار من الروحاء فصلّى العصر بالمنصرَف(11)،
وصلّى المغرب والعشاء بالمتعشّى وتعشّى به، وصلّى الصبح بالأثاية(12)،
وأصبح يوم الثلاثاء بالعَرْج(13)،
واحتجم بلحي جملٍ(14) ـ وهو عقبة
الجُحفة ـ ونزل السُّقْياء(15) يوم
الأربعاء، وأصبح بالأبواء(16)،
وصلّى هناك، ثم راح من الأبواء ونزل يوم الجمعة الجُحفة، ومنها إلى قُدَيْد(17).
وسَبتَ فيه وكان يوم الأحد بعُسفان(18)،
ثم سار، فلمّا كان بالغميم(19)
اعترض المشاة، فصُفّوا صفوفاً، فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا بالنسلان
ـ مشي سريع دون العدو ـ ففعلوا فوجدوا لذلك راحة. وكان يوم الإثنين بمرِّ
الظهران، فلم يبرح حتّى أمسى، وغربت له الشمس بسَرِف(20)
فلم يصلِّ المغرب حتّى دخل مكّة، ولمّا انتهى إلى الثنيِّتين(21)
بات بينهما، فدخل مكّة نهار الثلاثاء(22).
فلما قضى مناسكه، وانصرف راجعاً إلى المدينة ومعه مَن كان من الجموع
المذكورة، وصل إلى غدير خُمّ من الجُحْفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيّين
والمصريّين والعراقيّين، وذلك يوم الخميس(23)
الثامن عشر من ذي الحجّة، نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله:
يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنزِلَ إليكَ مِن ربِّك
الآية، وأمره أن يقيم عليّاً عَلَماً للناس ويبلّغَهم ما نزل فيه من
الولاية وفرضِ الطاعة على كلّ أحد. وكان أوائلُ القوم قريباً من الجحفة،
فأمر رسولُ الله أن يُرَدّ مَن تقدّم منهم، ويُحبَس مَن تأخّر عنهم في ذلك
المكان، ونهى عن سَمُراتٍ(24) خمس
متقاربات دَوْحات عِظام أن لا ينزل تحتهنّ أحد، حتّى إذا أخذ القوم
منازلهم، فقُمّ ما تحتهنّ، حتّى إذا نودي بالصلاة ـ صلاة الظهر ـ عمد
إليهنّ، فصلّى بالناس تحتهنّ، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض ردائه على
رأسه، وبعضه تحت قدمَيه؛ من شدّة الرمضاء، وظُلِّل لرسول الله بثوبٍ على
شجرة سَمُرة من الشمس، فلما انصرف صلّى الله عليه وآله من صلاته، قام
خطيباً وسط القوم(25) على أقتاب
الإبل(26)، وأسمع الجميعَ، رافعاً
عَقيرته فقال:
« الحمدُ لله، ونستعينه ونؤمن به ونتوكّل عليه، ونعوذ بالله مِن شرور
أنفسنا، ومِن سيّئات أعمالِنا، الذي لا هاديَ لمَن أضلّ، ولا مُضلَّ لمَن
هدى. وأشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً عبدُه ورسوله.
أمّا بعد: أيُّها الناس، نبّأني اللّطيفُ الخبير أنّه: لم يُعمَّر نبيٌّ
إلاّ مِثْلَ نصفِ عمرِ الذي قَبلَه. وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي
مسؤول، وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون ؟
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغتَ ونصحت وجاهدت، فجزاك الله خيراً.
قال: ألستُم تَشهدون أن لا إله إلاّ الله، وأن محمّداً عبده ورسوله، وأنّ
جنّته حقٌّ ونارَه حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها،
وأنّ الله يبعث مَن في القبور ؟!
قالوا: بلى، نشهد بذلك. قال: اللّهمّ تشهَدْه.
ثمّ قال: أيُّها الناس، ألا تسمعون ؟ قالوا: نعم.
قال: فإنّي فَرَط(27) على الحوض،
وأنتم واردون علَيَّ الحوض، وإنّ عُرضَه ما بين صنعاء وبُصرى(28)،
فيه أقداحٌ عددَ النجوم من فضّة، فانظروا كيف تُخْلِفوني في الثقلين(29).
فنادى منادٍ: وما الثَّقلانِ يا رسولَ الله ؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله، طرفٌ بيد الله عزّوجلّ وطرفٌ بأيديكم
فتمسّكوا به لا تضلّوا، والآخر الأصغر عترتي وإنّ اللطيفَ الخبير نبّأني
أنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوض، فسألتُ ذلك لهما ربّي، فلا
تَقْدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا.
ثم أخذ بيد عليٍّ فرفعها حتى رُؤي بياض آباطهما، وعَرَفه القوم أجمعون،
فقال: أيُّها الناس، مَن أَولى الناس بالمؤمنين مِن أنفسهم ؟ قالوا: اللهُ
ورسولُه أعلم،
قال: إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمَن
كنتُ مَولاه فعليٌّ مولاه ( يقولها ثلاث مرّات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة
أربع مرّات ).
ثمّ قال: اللّهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وأحبَّ مَن
أحبّه،وأبغضْ من أبغضه، وانصر مَن نصره، واخذلْ مَن خذله ، وأدِرِ الحقَّ
معه حيث دار، ألا فَلْيبلّغ الشاهدُ الغائب.
ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزل أمين وحي الله بقوله:
اليومَ أكمَلْتُ لكُم دِينَكُم وأتمَمتُ عليكم نِعمتي
الآية.. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين،
وإتمام النعمة، ورِضى الربّ برسالتي، والولايةِ لعليٍّ مِن بعدي ».
ثمّ طفق القوم يهنِّئون أميرَ المؤمنين عليّاً صلوات الله عليه، وممّن هنأه
في مُقدّمة الصحابة الشيخان: أبو بكر وعمر، وكلٌّ يقول: بَخٍ بخٍ لك يا ابن
أبي طالب، أصبحتَ وأمسيتَ مَولايَ ومَولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة. قال ابن عباس:
وجبت ـ واللهِ ـ في أعناق القوم.
فقال حسّان ائذنْ لي يا رسول الله أن أقول في عليٍّ أبياتاً تسمعهنّ، فقال:
قلْ على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشرَ مشيخةِ قريش، أُتبعها قولي
بشهادةٍ من رسول الله في الولاية ماضية، ثمّ قال:
يُنادِيهمُ يـومَ الغَديرِ نَبيُّهمْ |
|
بخُمٍّ فأَسْمِعْ بالرسولِ مُناديا |
هذا مجمل القول في واقعة الغدير، وقد أصفقت
الأُمة على هذا، وليست في العالم كلّه ـ وعلى مستوى البسيط(30)
ـ واقعة إسلامية غديريّة غيرها، ولو أُطلق يومُه فلا ينصرف إلاّ إليه، وإن
قيل محلّه فهو هذا المحلّ المعروف على أُمَمٍ(31)
من الجُحفة، ولم يعرف أحد من الباحثين والمنقِّبين سواه(32).
عيد الغدير في التّاريخ
الإسلامي
تعلّقت المشيئة الربّانيّة بأن تبقى واقعة الغدير التاريخيّة في جميع
القرون والعصور تاريخاً حيّاً يجتذب القلوبَ والأفئدة، ويكتب عنه الكُتّاب
الإسلاميّون في كلّ عصر وزمان، ويتحدّثون حوله في مؤلّفاتهم المتنوّعة، في
مجال: التفسير والتاريخ والحديث والعقائد، كما يتحدّث حوله الخطباء في
مجالس الوعظ، والشعراء في قصائدهم، ويعتبرونها من فضائل الإمام عليّ عليه
السّلام لا يتطرّق إليها إيُّ شكّ أو ريب.
وقلّما نجد حادثةً تاريخيّة حَظِيت في العالم البشريّ عامّة، وفي التاريخ
الإسلاميّ والأُمّة الإسلاميّة خاصّة، بمثل ما حظيت به واقعة الغدير،
وقلّما استقطبت حادثةٌ اهتمامَ الفئات المختلفة من: المحدّثين والمفسّرين
والكلاميّين والفلاسفة والشعراء والأدباء والكُتّاب والخطباء وأرباب السير
والمؤرّخين، كما استقطبت هذه الحادثة، وقلّما اعتنَوا بشيء مثلَما اعتنوا
بها.
إنّ من أسباب خلود هذه الواقعة الكبرى ودوام هذا الحدث العظيم هو: نزول
آيتَين من آيات القرآن الكريم فيها(33)،
فما دام القرآن الكريم باقياً مستمرّاً يُتلى آناءَ الليل وأطراف النهار،
فسوف تبقى هذه الحادثة حيّةً في العقول والقلوب.
إنّ أبناء المجتمع الإسلاميّ في العصور السالفة، لا سيّما أتباع أهل البيت
عليهم السّلام، كانوا يعتبرون هذا اليومَ عيداً من الأعياد الإسلاميّة
الكبرى. وكانت تسميته بيوم عيد الغدير معروفةً بين المسلمين، كما كانت تحظى
بشهرة كبيرة، حتّى أنّ ابن خَلِّكان قال عن « المستعلي بن المستنصر »:
فبُويع في يوم غدير خمّ، وهو الثامن عشر من شهر ذي الحجّة سنة ( 487 هـ )(34).
وفي ترجمة « المستنصر بالله العُبيديّ » قال: وتُوفّي ليلة الخميس لاثنتي
عشرة ليلة بَقين من ذي الحجّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة، قلت: وهذه هي
ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من شهر ذي الحجّة، وهو غدير خمّ(35).
وقد عدّه أبو ريحان البيرونيّ في كتابه « الآثار الباقية » ممّا استعمله
أهل الإسلام من الأعياد(36).
وقد رُوي عن أبي هريرة أنّه قال راوياً: مَن صام يومَ الثامن عشر من ذي
الحجّة؛ كتب اللهُ له صيامَ ستّين شهراً ( أو سنة )، وهو يوم غدير خم؛ لمّا
أخذ النبيُّ صلّى الله عليه وآله بيد عليّ عليه السّلام فقال: مَن كنتُ
مَولاه فعليٌّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه، وانصرْ من
نصره. فقال عمر بن الخطّاب: بخٍ بخٍ لك يا بنَ أبي طالب! أصبحتَ مولايَ
ومولى كلِّ مسلم(37).
والثعالبيّ أيضاً قد اعتبر ليلة الغدير من الليالي المعروف بين المسلمين(38).
إنّ عهد هذا العيد الإسلاميّ وجذوره ترجع إلى نفس يوم الغدير؛ لأنّ النبيّ
صلّى الله عليه وآله أمر المهاجرين والأنصار، بل أمر زوجاتة ونساءه في ذلك
اليوم بالدخول على عليّ وتهنئته بهذه الفضيلة الكبرى.
يقول زيد بن أرقم: كان أوّلَ من صافقَ النبيَّ صلّى الله عليه وآله
وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير، ثمّ باقي المهاجرين والأنصار،
ثمّ باقي الناس(39).
ويكفي في أهميّة هذا الحادث التاريخيّ أنّ هذه الواقعة التاريخيّة رواها
مائةٌ وعشرة من الصحابة(40).
على أن هذه العبارة لا تعني أنّ رواية هذه الواقعة اقتصرت على هؤلاء المائة
والعشرة من ذلك الحشد الهائل، بل يعني أن هؤلاء جاء ذِكرُهم في كتب أهل
الحديث والتاريخ.
وروى هذا الحديثَ في القرن الثاني الهجري ـ وهو عصر التابعين ـ تسعةٌ
وثمانون تابعياً.
وقد بلغ عدد رواة حديث « الغدير » في القرون اللاحقة جمعاً غفيراً من علماء
المذاهب الإسلاميّة المختلفة، وصحّحه جمع كبير منهم واعترفوا بتواتره(41).
تواتر حديث الغدير
أوّلاً: اعتراف العلماء ـ على اختلاف مذاهبهم ـ بتواتر
حديث الغدير، منهم:
1 ـ جلال الدين السيوطيّ الشافعيّ في « الفوائد المتكاثرة في الأخبار
المتواترة »، وفي « الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ».
ونقل كلامَ السيوطي في تواتر الحديث: العزيزيّ في « شرح الجامع الصغير » ج
3 ص 360.
2 ـ الملاّ عليّ القاري الحنفيّ في « المرقاة في شرح المشكاة » ج 5 ص 568.
3 ـ جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازيّ في كتابه ( الأربعين ) ـ
مخطوط.
4 ـ المَناوي الشافعيّ في كتابه « التيسير في شرح الجامع الصغير » ج 2 ص
442.
5 ـ الميرزا مخدوم بن مير عبدالباقي في « النواقض على الروافض ».
6 ـ محمّد بن إسماعيل اليمانيّ الصنعانيّ في كتاب « الروضة النديّة ».
7 ـ محمّد صدر عالِم في كتاب « معارج العُلى في مناقب المرتضى ».
8 ـ الشيخ عبدالله الشافعيّ في كتابه « الأربعين ».
9 ـ الشيخ ضياء الدين المقبليّ في كتاب « الأبحاث المسدَّدة في الفنون
المتعدِّدة ».
10 ـ ابن كثير الدمشقيّ في تاريخه « تاريخ دمشق » في ترجمة محمّد بن جرير
الطبريّ.
11 ـ أبو عبدالله الحافظ الذهبيّ نَقَل كلامه بتواتر حديث الغدير ابنُ كثير
في تاريخه ج 5 ص 213 ـ 214.
12 ـ الحافظ ابن الجزريّ، ذكر تواترَ الحديث في كتابه « أسنى المطالب في
مناقب عليّ بن أبي طالب ص 48» حيث قال: ( هذا حديث حسَن من هذا الوجه، صحيح
من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين عليّ، وهو متواتر أيضاً عن النبيّ
صلّى الله عليه وآله، رواه الجمُّ الغفير، ولا عبرة بمَن حاول تضعيفَه ممّن
لا اطّلاع له في هذا العلم... ).
13 ـ حسام الدين المتّقي، ذكر ذلك في كتابه « مختصر قطف الأزهار المتناثرة
».
14 ـ ثناء الله باني بتي، ذكر تواترَ الحديث في « السيف المسلول ».
15 ـ محمّد مبين اللَّكْهَنويّ في « وسيلة النجاة في فضائل السادات ص 104
».
ثانياً: رواية جمع من أكابر المحدّثين حديثَ الغدير بطرق
كثيرة، منهم:
1 ـ رواه أحمد بن حنبل من « 40 » طريقاً.
2 ـ وابن جرير الطبريّ من« 72 » طريقاً.
3 ـ والجزريّ المقري من «80 » طريقاً.
4 ـ وابن عُقدة من « 105 » طُرق.
5 ـ وأبو سعيد السجستانيّ من « 120 » طريقاً.
6 ـ وأبو بكر الجعابيّ من « 125 » طريقاً.
7 ـ ومحمّد اليمنيّ أن له « 150 » طريقاً.
8 ـ وأبو العلاء العطّار الهَمْدانيّ من « 250 » طريقاً.
9 ـ وقال الشيخ عبدالله الشافعيّ في كتابه « المناقب ص 108 » ـ مخطوط: وهذا
الخبر ـ أي حديث الغدير ـ قد تجاوز حدَّ التواتر، فلا يوجد خبر قطُّ نُقل
مِن طرق كهذه الطرق.
الثاً: احتجاج الصحابة والتابعين وتابعيهم بحديث الغدير،
منهم:
1 ـ الإمام أميرُ المؤمنين عليه السّلام في يوم الشورى(42)،
وأيام عثمان(43)، ويوم الرُّحبة في
الكوفة(44)، ويوم الجمل(45)،
وفي حديث الركبان في الكوفة(46)،
ويوم صِفيّن(47).
2 ـ فاطمة الزهراء عليها السّلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله(48).
3 ـ الإمام الحسن بن عليّ المجتبى عليهما السّلام سبط الرسول الأكبر صلّى
الله عليه وآله(49).
4 ـ الإمام الحسين بن عليّ عليهما السّلام الشهيد بكربلاء سبط الرسول صلّى
الله عليه وآله(50).
5 ـ عبدالله بن جعفر احتجّ به على معاوية(51).
6 ـ احتجّ به عمرو بن العاص على معاوية(52).
7 ـ احتجّ به عمّار بن ياسر يومَ صِفّين(53).
8 ـ احتجّ به الأصبغ بن نُباتة في مجلس معاوية(54).
9 ـ احتجّ به شاب على أبي هريرة في الكوفة(55).
10 ـ احتجّ به قيس بن سعد بن عبادة على معاوية(56).
11 ـ احتجّ به عمرُ بن عبدالعزيز(57).
12 ـ احتجّ به المأمونُ على الفقهاء(58).
حديث الغدير لا يقبل
التأويل
زعم البعض أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لم يقصد من عمله وممّا قاله في
يوم الغدير أن ينصّب عليّاً وليّاً، بمعنى كونه قائداً للمسلمين وخليفةً له
من بعده، وإنّما أراد أن يبيّن فضله ومنزلتة؛ فإنّ كلمة الوليّ تُستعمل
أيضاً بمعنى الناصر والصديق والمحبوب، ولا ضرورة لحملها على الأولويّة
بالتصرّف لتكون بمعنى القائد والحاكم والمتولّي لأُمور المسلمين.
ولكنّ ملاحظة ظروف هذا الحدث التاريخيّ التي صنعها الرسول صلّى الله عليه
وآله لا تدع مجالاً لهذا التأويل، وتجعله زعماً بلا دليل؛ فإنّ مَنْع
الأُلوف المؤلّفة عن المسير وحبسهم في رمضاء الهجير، والاهتمام بإرجاع مَن
تقدّم منهم وإلحاق مَن تأخّر عنهم، وأمرهم بأن يبلّغ الشاهدُ منهم الغائبَ
عنهم، ونعيَ نفسه المبارك إليهم، وأخذَ الإقرار منهم بالتوحيد والرسالة
والمَعاد، وأنّه الأَولى بهم مِن أنفسهم.. إنّما ينسجم كلُّ هذا مع قصده
صلّى الله عليه وآله لبيان أمرٍ مهمّ جدّاً، فإنّ كلّ إنسان يفهم أنّه صلّى
الله عليه وآله من هذا الاستعداد والإعداد إنّما كان يقصد أمراً مهمّاً في
غاية الأهميّة، ويرتبط به مصير الأُمّة أيّما ارتباط.
هذا فضلاً عن تهديد الله سبحانه له بأنّه إن لم يبلّغ هذا الأمرَ المهمّ
فكأنّه لم يبلّغ رسالتَه التي جاهد لها ليلَ نهار طيلة ثلاثة وعشرين
عاماً..
ويا تُرى ما هو هذا الأمر المهمّ الذي وعده الله بأنّه يعصمه من الناس حين
يبلّغه ؟!
فهل هناك خطر في تبليغ المفاهيم التي لا ترتبط بأمر القيادة الخطير حتّى
يحتاج الرسول صلّى الله عليه وآله إلى مَن يعصمه من الناس ؟!
ومَن هم الناس الذين يحتاج الرسول صلّى الله عليه وآله إلى أن يعصمه الله
تعالى منهم لو بلّغ ما أُمر به ؟!
وهكذا نعرف أنّ أيّ تأويل لهذا الحديث الصريح في معناه سخيف جداً، وإنّما
يستهدف قائلُه الفرارَ مِن الحُجّة البالغة التي أكّدها الرسول صلّى الله
عليه وآله بصريح كلامه في مجال تعيين القيادة النائبة عنه على الأُمّة
المسلمة مِن بعده، وإنّه لم يترك أمرَ الخلافة الخطير ولم يُهمِل بيانَ
حُكْم هذا الموقع السياسيّ الجليل في مثل تلك الفرصة التاريخيّة التي كانت
أمامه يومَ الغدير.
والذي يُثبت زيفَ وبطلانَ هذا التأويل هو فَهْم الصحابة الكبار لهذا النصّ
ـ من أمثال أبي بكر وعمر وحسّان بن ثابت وغيرهم، الذي حضروا هذه الواقعةَ
التاريخيّة بأنفسهم ـ وسمعوا من النبيّ صلّى الله عليه وآله ذلك ووعَوه
وفَهِموا منه أنه كان يعني القيادة للأُمة والتصرّفَ في أُمورهم لا غير،
وقد تَعزّز فهمهم هذا بمواقف فعليّة مِن قِبلهم حَسْب هذا الفهم.
1 ـ سورة
الشعراء:214.
2 ـ تاريخ الطبري 542:1 ـ 543 طبعة دار الكتب العلميّة، بيروت؛ الكامل في
التاريخ لابن الأثير 41:2 ـ 42 طبعة دار الكتاب العربي بيروت.
3 ـ يراجع جامع البيان للطبريّ 149:19 ، طـ دار الفكر، بيروت، 1415؛ وتفسير
ابن كثير 364:3، طـ دار المعرفة، بيروت، 1412 هـ؛ والبداية والنهاية لابن
كثير 53:3، طـ دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1408 هـ؛ شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد المعتزليّ 211:13 ، دار إحياء الكتب العربيّة.
4 ـ الغدير للأمينيّ 9:1 ، إنّ الوجه في تسمية حجة الوداع بالبلاغ هو نزول
قوله تعالى: « يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنزِل إليكَ مِن ربِّك »
الآية 67 من سورة المائدة، كما أنّ الوجه في تسميتها بالتمام والكمال هو
نزول قوله سبحانه: « اليومَ أكملتُ لكُم دينَكُم وأتَمَمْتُ عليكم نِعمتي »
الآية 3 من سورة المائدة.
5 ـ صُحار: مدينة عمان أو قصبة عمان ممّا يلي الجبل، وتوأم قصبتها ممّا يلي
الساحل ـ معجم البلدان للحمويّ 393:3.
6 ـ أفناء: واحده فنو أي أخلاط، ورجل من أفناء القبائل أي لا يدري مِن أيّ
قبيلة هو.
7 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد 225:3 ، و 173:2 ، الإمتاع للمقريزيّ 510؛
إرشاد الساري للقسطلانيّ 429:6 ؛ تاريخ ابن خلدون 58:2 / ق 2؛ تاريخ
اليعقوبيّ 109:2.
8 ـ السيرة الحلبية للحلبيّ 283:3 ؛ سيرة أحمد زيني دحلان 3:3 ؛ تاريخ
الخلفاء لابن الجوزيّ في الجزء الرابع؛ تذكرة خواصّ الأُمة لسبط ابن
الجوزيّ 18؛ دائرة المعارف لفريد وجدي 542:3.
9 ـ يلَملم: هو ميقات أهل اليمن للإحرام بالحجّ، وهو جبل من جبال تُهامة
جنوب مكّة ـ معجم البلدان 441:5.
10 ـ عِرق الظُّبية: موضع على ثلاثة أميال من الروحاء، وبه مسجد رسول الله
صلّى الله عليه وآله ـ معجم البلدان 58:3.
11 ـ المُنصرف: موضع بين مكة وبدر بينهما أربعة برد ـ معجم البلدان 211:5.
12 ـ الأثاية: هو موضع في طريق الجُحفة بينه وبين المدينة خمسة وعشرون
فرسخاً ـ معجم البلدان 90:1.
13 ـ العَرْج: قرية في وادٍ من نواحي الطائف، بينها وبين المدينة ثمانية
وسبعون ميلاً. معجم البلدان 98:4.
14 ـ لحي جمل: هي عقبة الجُحفة على سبعة أميال من السقياء ـ معجم البلدان
15:5.
15 ـ السُّقياء: قرية جامعة من عمل الفُرع، بينهما ممّا يلي الجحفة تسعة
عشر ميلاً ـ معجم البلدان 228:3.
16 ـ الأبواء: قرية من أعمال الفُرع من المدينة، بينها وبين الجحفة ممّا
يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً ـ معجم البلدان 79:1.
17 ـ قُدَيد: اسم موضع قرب مكة ـ معجم البلدان 313:4.
18 ـ عُسفان: قال السكّريّ: عُسفان على مرحلتين من مكّة على طريق المدينة
والجحفة على ثلاث مراحل ـ معجم البلدان 122:4.
19 ـ الغميم: قال نصر: الغميم موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة ـ معجم
البلدان 214:4.
20 ـ سَرِف: موضع من مكة على عشرة أميال، وقيل: أقلّ وأكثر ـ معجم البلدان
212:3.
21 ـ الثنيّنان: مثنّى الثنيّة، وهي طريق العقبة، أو العقبة، والثنيّة
الطريقة في الجبل كالنقب.
22 ـ الامتاع للمقريزيّ 513 ـ 517.
23 ـ هو المنصوص عليه في لفظ البَراء بن عازب، وبعض آخر من رواة حديث
الغدير.
24 ـ سَمُرات، جمع سمرة: شجرة الطلح.
25 ـ جاء في لفظ الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 106:9 ، وتاريخ آل زرارة
لابن غالب الزراريّ 84:2.
26 ـ ثمار القلوب للثعالبيّ 511 ( ص 636 / الرقم 1068 )، المستدرك للحاكم
533:3.
27 ـ الفَرَط: المتقدّم قومَه إلى الماء. راجع غريب الحديث لابن سلاّم
45:1.
28 صنعاء: عاصمة اليمن اليوم، وبُصرى: قصبة كورة حوران من أعمال دمشق.
29 ـ الثَّقَل ـ بفتح المثلّثة والمثنّاة : كل شيء خطير نفيس. راجع تاج
العروس للزَّبيديّ 245:7.
30 ـ البسيط والبسيط: الأرض العريضة والمكان الواسع.
31 ـ الأَمَم: القُرب.
32 ـ أُنظر الغدير للأمينيّ 9:1 ـ 12.
33 ـ المائدة:3 و 67.
34 ـ وفَيات الأعيان 60:1.
35 ـ وفيات الأعيان 60:1.
36 ـ ترجم الآثار الباقية 395،الغدير 267:1.
37 ـ يراج تاريخ دمشق لابن عساكر 75:2 و 575 ـ 577، وتاريخ بغداد للخطيب
البغداديّ 290:8.
38 ـ ثمار القلوب 511.
39 ـ يراجع الغدير 270:1، رواه عن أحمد بن محمّد الطبريّ الشهير بالخليليّ
في كتاب ( مناقب عليّ بن أبي طالب ).
40 ـ الغدير 61:1 و 314.
41 ـ قد ألّف المؤرّخ الإسلاميّ الكبير أبو جعفر « الطبريّ » كتاباً في هذا
المجال أسماه ( الولاية في طرق حديث الغدير ) روى فيه هذا الحديث عن النبيّ
صلّى الله عليه وآله بنيّفٍ وسبعين سنداً. ولقد روى « ابن عقدة » في رسالة
( الولاية ) هذا الحديث من مائةٍ وخمس طرق، راجع (مناقب آل أبي طالب لابن
شهرآشوب 228:2 ).
وروى أبو بكر محمّد بن عمر البغداديّ المعروف بالجمعاني هذا الحديثَ بخمسةٍ
وعشرين سنداً.
42 ـ فرائد السمطين للحموينيّ الشافعيّ ـ الباب الثامن والخمسون 319:1.
43 ـ فرائد السمطين ـ الباب الثامن والخمسون 312:1.
44 ـ المناقب للخوارزميّ 157.
45 ـ المناقب للخوارزميّ 182.
46 ـ مسند أحمد 419:5.
47 كتاب سُلَيم بن قيس 295.
48 ـ أسنى المطالب للجزريّ المقري الشافعيّ 49.
49 ـ ينابيع المود للقندوزيّ الحنفيّ 369:3.
50 ـ كتاب سليم بن قيس 320.
51 ـ كتاب سليم بن قيس 361.
52 ـ المناقب للخوارزميّ الحنفيّ 199.
53 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 21:8.
54 ـ االمناقب للخوارزميّ 205.
55 ـ مجمع الزوائد للهيثميّ الشافعيّ 105:9.
56 ـ كتاب سليم بن قيس 313.
57 ـ تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر الشافعيّ 344:45.
58 ـ العِقد الفريد لابن عبد ربه 317:5 ـ 327، ويراجع: الغدير للعلاّمة
الأمينيّ 212:10.
نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام