شهادة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)
  • عنوان المقال: شهادة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)
  • الکاتب: محمد أمين نجف
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 6:43:31 2-10-1403

شهادة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)

محمد أمين نجف

اسمه وكنيته ونسبه (عليه السلام) : الإمام أبو محمّد ، الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .

ألقابه (عليه السلام) : العسكري ، السراج ، الخالص ، الصامت ، التقي ، الزكي... ، وأشهرها العسكري .

تاريخ ولادته (عليه السلام) ومكانها : الثامن من ربيع الثاني سنة 232ﻫ ، المدينة المنوّرة .

أُمّه (عليه السلام) وزوجته : أُمّه السيّدة سَوْسَن المغربية ، وقيل : حديث ، وهي جارية ، وزوجته السيّدة نرجس خاتون بنت يشوع بن قيصر الروم ، وهي أيضاً جارية .

مدّة عمره (عليه السلام) وإمامته : عمره 28 سنة ، وإمامته 6 سنوات .

حكّام عصره (عليه السلام) في سني إمامته : المعتَز ، المهتدِي ، المعتمِد .

عبادته (عليه السلام) : إنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ؛ هم القدوة والأُسوة في عبادتهم لله وإخلاصهم له تعالى ، والتعلّق به دون غيره ، وروي أنّ الإمام العسكري (عليه السلام) عندما أُودع في السجن ، وكّل به رجلان من الأشرار ، بقصد إيذائه ، فتأثّرا به وأصبحا من الفضلاء ، فقيل لهما : ويحكما ما شأنكما في هذا الرجل ؟ قالا : ما نقول في رجل يصوم نهاره ويقوم ليله كلّه ، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة ؟ ، وإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا ، ودخلنا ما لا نملكه من أنفسنا (1).
عظمته (عليه السلام) في القلوب : لقد كان الإمام العسكري (عليه السلام) كآبائه ، أُستاذاً للعلماء ، وقدوة لسالكي طريق الحقّ ، وزعيماً للسياسة ، وعلماً يُشار إليه بالبنان ، وتأنس له النفوس ، وتكنّ له الحبّ والموالاة ، فكان من ذلك أن اعترف به حتّى خصماؤه .

وهذا أحمد بن عبيد الله بن خاقان واحد منهم ، يصفه ببعض جوانبه وتعلّق الناس به وإكبارهم له ؛ إذ يقول: " ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمّد بن الرضا ، في هديه وسكونه ، وعفافه ونبله ، وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم ، وتقديمهم إيّاه على ذوي السن منهم والخطر ، وكذلك القوّاد والوزراء وعامّة الناس " (2) .

من كراماته (عليه السلام) : عن علي بن شابور قال: " قحط الناس بسرّ من رأى في زمن الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) ، فأمر المتوكّل بالاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيّام يستسقون ويدعون فما سقوا ، وخرج الجاثليق في اليوم الرابع مع النصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب ، فلمّا مدّ يده هطلت السماء بالمطر ، وخرجوا في اليوم الثاني فمطرت السماء ، فشكّ أكثر الناس وتعجّبوا ، وصبوا إلى دين النصرانية ، فأنفذ المتوكّل إلى الحسن العسكري (عليه السلام) ، وكان محبوساً فأخرجه من الحبس ، وقال : إلحق أُمّة جدّك (صلى الله عليه وآله) فقد هلكت .

فقال (عليه السلام) : (( إنّي خارج ومزيل الشكّ إن شاء الله تعالى )) ، قال : فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الحسن (عليه السلام) في نفر من أصحابه ، فلمّا بصر بالراهب قد مدّ يده ، أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين أصبعه ففعل ، وأخذ منه عظماً أسوداً ، فأخذه الحسن (عليه السلام) وقال له : (( استسق الآن )) فاستسقى ، وكان في السماء غيماً ، فتقشع الغيم وطلعت الشمس بيضاء ، فقال المتوكّل : ما هذا العظم يا أبا محمّد ؟ فقال (عليه السلام) : (( إنّ هذا الرجل مرّ بقبر من قبور الأنبياء ، فوقع في يده هذا العظم ، وما كشف عن عظم نبي إلاّ هطلت السماء بالمطر )) .

لـحا  الله قـوماً وازنـوك بـمن iiعتى      عـلـى الله عـدوانـاً فـهـدم iiديـنه
يـظـنّون  أنّ الـقطر يـنزل iiسـرعة      إذا  مـدّ مـن غـطّى الـعقول يـمينه
ولــم  يـعلموا عـظم الـنبي iiبـكفّه      ومـن  أيـن هـذا الـسر iiيستخرجونه
فــلـولاك  ردّت لـلـتـنصّر أُمّــة      لـجـدّك  قـدمـا ديـنـه iiيـرتضونه
أيــا شـرّ خـلق الله كـيف iiعـمدتم      إلـى نـور خـلاق الـورى iiتـطفئونه
صــلاة إلـهـي لا تــزال iiتـحـفّه      متى البان أهفى الريح منه غصونه (3)


 

سبب شهادته (عليه السلام) : أصبحت قيادة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وامتدادها الجماهيري بين أوساط الأُمّة الإسلامية ؛ مصدر خطرٍ على السلطة العبّاسية ، فأخذ الخليفة المُعتمد يفكّر جدِّياً بتصفية شخص الإمام العسكري (عليه السلام) ، فدسّ إليه السُم .

تاريخ شهادته (عليه السلام) ومكانها : الثامن من ربيع الأوّل سنة 260ﻫ ، مدينة سامراء .

مكان دفنه(عليه السلام) : مدينة سامراء ، بجوار قبر أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) .

من أقوال الشعراء فيه :

1ـ الشيخ علي بن عيسى الأربلي(قدس سره):

يـا راكـباً يسري على جسره      قـد غـبرت في أوجه iiالضمر
عـرّج  بـسامراء والثمّ iiثرى      أرض  الإمام الحسن العسكري
عـرّج  عـلى من جدّه iiصاعد      ومـجده عـال على iiالمشتري
عـلى  الإمام الطاهر iiالمجتبى      عـلى الـكريم الطيب iiالعنصر
عـلى ولـي الله فـي iiعصره      وابـن خـيار الله في iiالأعصر
عـلى كـريم صـوب معروفه      يربي على صوب الحيا الممطر
عـلى إمـام عـدل iiأحـكامه      يـسلّط العرف على المنكر(4)

2ـ قال أحد الشعراء:

مـضى خـير خلق الله بعد iiمحمّد      وآبـائه  تـلك الـكرام iiالأمـاجد
قـضى وهو مسموم فوا لهفي iiلهم      فـيا  لـك مـن نـور إلهي خامد
فـلا وفّـق الله الـموفق إذ أتـى      بـخطب شـنيع يـا له من iiمنابد
أدك رواسـي الـكائنات iiبـأصلها      وطـبّق أربـاب الـنهي iiوالفوائد
وأخـمد  نـور الله بـعد iiسـنائه      وعـطّل  أركان الهدى في iiالهوامد
فـيا  قلبي المضنى أدم في صبابة      ويـا دمع عيني سل دماً غير iiنافد
فقد مات سلطان الورى وابن خيرة      الأنام  وكهف للملا في iiالشدائد(5)

3ـ قال السيّد صالح القزويني(قدس سره):

أيا صفوة الهادي ويا محيي iiالهدى      ومُحكمَ  دين المصطفى وهو دارس
ولـمّا مضى الهادي أريت iiمعاجزاً      بها  أرغمت من شانئيك iiالمعاطس
بـنفسي  ما نالت به سرَ من iiرأى      فـخاراً  له تعنوا النجومُ iiالكوانس
بـنفسي  مـن أبكى النبيّ iiمصابُه      وأظـلم  فـيه ديـنُه وهو iiشامس
بـنفسي  محبوساً على حبس iiحقّه      مـضى وعـليه المكرماتُ iiحبائس
بـنفسي  مـن في كل يومٍ iiتسومُه      هـواناً  بنو العباس وهي iiعوابس
بـنفسي مسموماً تشفّت به iiالعدى      قضى  وبها لم تُشف منه iiالنسائس
بـنفسي  مـكروباً قضى بعد سمّه      بـكاه  الـموالي والعدوُّ المشاكس
فـلا كـان يـوم الـعسكريِّ iiفإنّه      ليومٌ على الدين الحنيفي ناحس(6)

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شرح إحقاق الحق 29/68.

2ـ الكافي 1/305.

3ـ وفيات الأئمّة: 405.

4ـ كشف الغمّة 3/232.

5ـ وفيات الأئمّة: 416.

6ـ المجالس السنية 5/673.

---------------------------------

مراجعة وضبط النص شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي .