بداية حركة الظهور المقدس (3)
  • عنوان المقال: بداية حركة الظهور المقدس (3)
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 5:29:50 2-9-1403

يجمع الله له أصحابه
   ينبغي أن نلفت إلى عدة أمور في أصحاب الإمام المهدي عليه السلام .

   منها ، أن عددهم الوارد في مصادر الفريقين أنه بعدد أصحاب النبي’في بدر ، ثلاث مئة وثلاثة عشر ، يدل على الشبه الكبير بين بعث الإسلام مجدداً على يده عليه السلام ، وبعثه الأول على يد جده رسول الله’ . بل ورد أن أصحاب المهدي عليه السلام تجري فيهم عدة سنن جرت على أصحاب الأنبياء الأوائل.
   فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إن أصحاب موسى ابتلوا بنهر ، وهو قول الله عز وجل: إِنَّ الله مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ . وإن أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك). (البحار:52/332) .
  ومنها ، أن المقصود بهؤلاء الأصحاب خاصة أصحابه عليه السلام وخيارهم ، وحكام العالم الجديد الذي يقوده الإمام المهدي عليه السلام  .
  ولكنهم ليسوا وحدهم أنصاره وأصحابه ، فقد ورد أن عدد جيشه الذي يخرج به من مكة عشر آلاف أو بضعة عشر ألفاً ، وجيشه الذي يدخل فيه العراق ويفتح فيه القدس قد يبلغ مئات الألوف .
  فهؤلاء كلهم أصحابه وأنصاره ، بل وملايين المخلصين له في عصره ، من شعوب العالم الإسلامي .
ومنها ، أنهم من حيث التنوع ، من أقطار العالم الإسلامي ، ومن أقاصي الأرض ، ومن آفاق شتى ، ومن ضمنهم النجباء من مصر، والأبدال من الشام، والأخيار من العراق ، وكنوز الطالقان وقم ، كما تذكر الروايات .
   قال ابن عربي في الفتوحات المكية عن جنسياتهم: ( وهم من الأعاجم ما فيهم عربي ، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية) ، لكن الأحاديث المتعددة تدل على أن فيهم العديد من العرب ، ومنها الحديث المشهور: (فيهم النجباء من أهل مصر ، والأبدال من أهل الشام ، والأخيار من أهل العراق) (البحار:52/334) ، ويشبهه ما في مخطوطة ابن حماد ص95 وغيره من المصادر .
  كما تدل روايات أيضاً على أن فيهم العديد من العجم ، وأن عمدة جيشه  عليه السلام من إيران .
   ومنها ، أن بعض الروايات تذكر أن من بينهم خمسين امرأة كما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام  (البحار:52/223) وفي رواية ثلاث عشرة امرأة يداوين الجرحى .
   وفي ذلك دلالة على المكانة المهمة والدور العظيم للمرأة في الإسلام وحضارته التي يقيمها الإمام المهدي عليه السلام  ، وهو دور معتدل مبرأ من الخشونة البدوية في النظرة إلى المرأة ومعاملتها ، التي ما زالت موجودة في بلادنا ، ومبرأ من إهانة المرأة وابتذالها في الحضارة الغربية .
   ومنها، ذكرت بعض الروايات أن أكثرية أصحابه عليه السلام شباب ، بل ذكر بعضها أن الكهول فيهم قليلون جداً مثل الملح في الزاد ، كالحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (أصحاب المهدي شباب لاكهول فيهم إلامثل كحل العين والملح في الزاد ، وأقل الزاد الملح) . (البحار:52/334 ).
   ومنها ، أنه وردت أحاديث كثيرة في مصادر الفريقين في مدحهم ، وبيان مقامهم العظيم ومناقبهم ، وأنه يكون مع المهدي عليه السلام صحيفة فيها عددهم وأسماؤهم وصفاتهم ، وأنهم تطوى لهم الأرض ، ويذلل لهم كل صعب ، وأنهم جيش الغضب لله تعالى .
   وأنهم أولو البأس الشديد الذين وعد الله تعالى أن يسلطهم على اليهود في قوله تعالى: بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيد .
  وأنهم الأمة المعدودة الموعودة في قوله تعالى: وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ .
   وأنهم خيار الأمة مع أبرار العترة ، وأنهم الفقهاء والقضاة والحكام ، وأن الله يؤلف بين قلوبهم فلا يستوحشون من أحد ، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم ، أي لاتزيدهم كثرة الناس حولهم أنساً ولا إيماناً .
   وأنهم أينما كانوا في الأرض يرون المهدي عليه السلام وهومكانه ويكلمونه !
   وأن أحدهم يعطى قوة أربعين رجلاً ، أو ثلاث مئة رجل !
بل ورد أنهم أفضل من أصحاب جميع الأنبياء^ ، ففي بصائر الدرجات للصفار&ص104: (عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام  قال قال رسول الله’ذات يوم وعنده جماعة من أصحابه: اللهم لقني إخواني مرتين ، فقال من حوله من أصحابه: أما نحن إخوانك يا رسول الله؟ فقال: لا ، إنكم أصحابي ، وإخواني قوم من آخر الزمان آمنوا بي ولم يروني ، لقد عرفنيهم الله بأسمائهم وأسماء آبائهم ، من قبل أن يخرجهم من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم ، لأحدهم أشد بقية على دينه من خرط القتاد في الليلة الظلماء ، أو كالقابض على جمر الغضا . أولئك مصابيح الدجى ينجيهم الله من كل فتنة غبراء مظلمة ).
   وفي صحيح مسلم النيسابوري:1/150: ( وددت أنا قد رأينا إخواننا . قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد . فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ فقال: أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ، ألا يعرف خيله ؟ قالوا: بلى يا رسول الله . قال: فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض ، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال! أناديهم ألا هلمَّ ، فيقال إنهم قد بدلوا بعدك! فأقول سحقاً سحقاً !). انتهى.
   إلى آخر ما ذكرت الأحاديث الشريفة من خصائصهم وكراماتهم .
   وذكرت بعض الروايات أن أهل الكهف يبعثون ويكونون منهم ، وأن منهم الخضر وإلياس‘. وذكرت الروايات أن بعض الأموات يحيون بأمر الله تعالى ويكونون منهم .
   ومنها، أن الروايات تدل على أنهم يكونون قرب ظهوره عليه السلام ثلاث مجموعات أو فئات: فئة تدخل معه مكة ، أو تصل إليها قبل الآخرين . وفئة يسيرون إليه في السحاب أو الهواء ، وفئة يبيتون ذات ليلة في بيوتهم في بلادهم فلا يشعرون إلا وهم في مكة .
  فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب  وأشار إلى ناحية ذي طوى (وهي من شعاب مكة ومداخلها) ، حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذي يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه فيقول: كم أنتم هاهنا؟فيقولون:نحو من أربعين رجلاً فيقول كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم؟ فيقولون: والله لو يأوي الجبال لأوينا معه ! ثم يأتيهم من القابلة فيقول لهم: أشيروا إلى ذوي أسنانكم وأخياركم عشرة . فيشيرون له إليهم ، فينطلق بهم حتى يأتوا صاحبهم ، ويعدهم إلى الليلة التي تليها) . (البحار:52/341).
   والظاهر أن منظور الرواية غيبته عليه السلام في الفترة القصيرة التي تسبق ظهوره . وأن هؤلاء الأصحاب غير الأبدال الذين يكونون معه ، أو على صلة به ، وغير الاثني عشر الذين يجمع كل منهم على أنه قد رآه فيكذبونهم ، بل يكونون من الأخيار الباحثين عنه ، من أمثال العلماء السبعة الذين تقدم ذكرهم .
   وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (يقبل القائم عليه السلام في خمسة وأربعين رجلاً من تسعة أحياء: من حي رجل ، ومن حي رجلان ، ومن حي ثلاثة ، ومن حي أربعة ، ومن حي خمسة ، ومن حي ستة ، ومن حي سبعة ، ومن حي ثمانية ، ومن حي تسعة . ولا يزال كذلك حتى يجتمع له العدد) . (البحار:52/309 ) .
   والمقصود أنه يقبل في مقدمات ظهوره ، أو يقبل إلى مكة ، ولا يبعد أن تكون المجموعتان المذكورتان في الروايتين مجموعة واحدة ، وهي التي تصل إلى مكة قبل بقية الأصحاب .
   ويبدو أن أصحابه المفقودين عن أفرشتهم ، الذين ينقلون من بلادهم إلى مكة برمشة عين بقدرة الله عز وجل أفضل من الذين يصلون قبلهم .
  أما الذين يسيرون إليه نهاراً في السحاب كما تذكر الروايات ، ويكونون  معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أي يأتون إلى مكة بشكل طبيعي لايثير الناس ، فهم أفضل أصحابه على الاطلاق !
  ولايبعد أن يكونوا هم الأبدال الذين يعيشون معه ، أو يقومون بأعماله في أنحاء العالم، ويعرفون موعد ظهوره بالتحديد ، فيصلون في الموعد .
   فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إن صاحب هذا الأمر محفوظة له أصحابه ، لو ذهب الناس جميعاً أتى الله بأصحابه ، وهم الذين قال فيهم الله عز وجل: فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِين . وهم الذين قال الله فيهم: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)(البحار:52/370)
   وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة ، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً ، يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه . قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيماناً ؟ قال: الذي يسير في السحاب نهاراً). (البحار:52/368).
   ومعنى سيرهم في السحاب نهاراً أن الله تعالى ينقلهم إلى مكة بواسطة السحاب على نحو الكرامة والإعجاز ، كما يحتمل أن يكون معناه مجيؤهم بواسطة الطائرات كسائر المسافرين ، بجوازات سفر بأسمائهم وأسماء آبائهم، وتكون الأحاديث الشريفة عبرت بذلك لأن الطائرات لم تكن موجودة .
   ولعل السبب في أن هؤلاء أفضل من المفقودين عن فرشهم ليلاً ، أنهم الأبدال الذين يعملون معه عليه السلام كما أشرنا ، أو أصحاب اتصل بهم قبل غيرهم في تلك الفترة وكلفهم بأعمال ، بينما المفقودون عن فرشهم يبيتون تلك الليلة وواحدهم لايعلم أنه عند الله تعالى أحد أصحاب الإمام المهدي عليه السلام  ، ولكن مستوى تقواهم وعقلهم ووعيهم يؤهلهم لهذا المقام العظيم ، فيصطفيهم الله تعالى ، وينقلهم ليلاً إلى مكة المكرمة ، ويتشرفون بخدمة المهدي عليه السلام  .
   وقد ورد في بعض الروايات أنهم بينما يكونون نائمين على أسطح منازلهم إذ يفتقدهم ذووهم وينقلهم الله إلى مكة . وفيها إشارة إلى أن ظهوره عليه السلام  يكون في فصل الصيف أو بين الصيف والخريف كما سنشير إليه ، وإشارة إلى أن عدداً من هؤلاء المفتقدين عن فرشهم يكونون من أهل المناطق الحارة التي ينام أهلها على سطوح منازلهم أو في ساحاتها .
   وقد ورد أن اجتماعهم في مكة يكون في ليلة جمعة ليلة التاسع من شهر محرم، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (يجمعهم الله في ليلة جمعة، فيوافونه صبيحتها إلى المسجد الحرام ولايتخلف منهم رجل واحد) (بشارة الإسلام ص210). وهو ينسجم مع ما ورد في مصادر الفريقين من أن الله تعالى يصلح أمر المهدي عليه السلام في ليلة واحدة ، فعن النبي’قال: (المهدي منا أهل البيت يصلح الله أمره في ليلة . وفي رواية أخرى: يصلحه الله في ليلة) (البحار:52/280) لأن تجميع أصحابه من ألطاف الله تعالى في إصلاح أمر وليه .
   وينسجم أيضاً مع الروايات المتعددة التي تحدد بداية ظهوره في مساء يوم الجمعة التاسع من محرم ، ثم في يوم السبت العاشر من محرم .

الحركة الإختبارية- شهادة النفس الزكية
   تكون القوى الفاعلة في مكة عند ظهور المهدي عليه السلام كما تذكر الروايات ، ويدل منطق الأمور ، كما يلي :
   الحكومة الحجازية ، التي تجمع قواها رغم ضعفها لمواجهة احتمال ظهوره، الذي يتطلع إليه المسلمون من مكة ، وتنشط له فعالياتهم في موسم الحج .
  ومخابرات الدول الكبرى ، التي تعمل في مساعدة حكومة الحجاز وقوات السفياني ، أو بشكل مستقل ، لرصد الوضع في الحجاز ، وفي مكة خاصة .
  ومخابرات السفياني ،التي تتعقب الفارين من قبضتها من المدينة ، وتستطلع الوضع لدخول جيش السفياني عندما يقتضي الأمر ، لضرب أي حركة مهدية من مكة .
   وفي المقابل: لابد أن يكون لليمانيين دور في الحجاز وفي مكة ، خاصة وأن دولتهم الممهدة تكون قامت قبل بضعة شهور .
   كما لا بد أن يكون لأنصاره الإيرانيين وجود في مكة أيضاً ، بل لابد أن يكون له أنصار أيضاً من الحجازيين والمكيين ومن عباد الله الصالحين في قوات حكومة الحجاز .
   في مثل هذا الجو المعادي والمؤيد ، يضع الإمام المهدي أرواحنا فداه خطة إعلان حركته من الحرم الشريف وسيطرته على مكة .
  ومن الطبيعي أن لا تذكر الروايات تفاصيل عن هذه الخطة ، عدا تلك التي تنفع في إنجاح الثورة المقدسة ، أو لاتضر بها .
  وأبرز ما تذكره أنه عليه السلام يرسل شاباً من أصحابه وأرحامه في الرابع والعشرين أو الثالث والعشرين من ذي الحجة ، أي قبل ظهوره بخمسة عشر ليلة لكي يلقي بيانه على أهل مكة .
   ولكنه ما أن يقف في الحرم بعد الصلاة ، ويقرأ عليهم رسالة الإمام المهدي عليه السلام ، أو فقرات منها ، حتى يثبوا إليه ويقتلوه بوحشية، داخل المسجد الحرام بين الركن والمقام. ويكون لشهادته المفجعة أثر في الأرض وفي السماء !
   تكون هذه الحادثة حركة اختبارية ذات فوائد متعددة ، فهي تكشف للمسلمين وحشية سلطة الحجاز، ومن ورائها القوى الكافرة . وتمهد بظلامتها وتأثيرها لحركة المهدي عليه السلام ، التي لاتتأخر عنها أكثر من أسبوعين ، كما أنها تبعث الندم والتراخي في أجهزة السلطة، بسبب هذا الإقدام الوحشي السريع .
   وأخبار شهادة هذا الشاب الزكي في مكة ، متعددة في مصادر الفريقين ، وكثيرة في مصادرنا الشيعية ، وتسميه الغلام ، والنفس الزكية ، ويذكر بعضها أن اسمه محمد بن الحسن .
   فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ( ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين . قال: قتل نفس حرام ، في بلد حرام ، عن قوم من قريش . والذي فلق الحبة وبرأ النسمة مالهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة . قلنا: هل قبل هذا من شئ أو بعده؟ فقال صيحة في شهر رمضان ، تفزع اليقطان ، وتوقظ النائم ، وتخرج الفتاة من خدرها) . (البحار:52/234 )
   والظاهر أن عبارة: (قوم من قريش) مصحفة ، حيث لا يستقيم لها معنى .
وفي رواية طويلة عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يقول القائم لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لايريدونني ولكني مرسل إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلاً من أصحابه فيقول له: إمض إلى أهل مكة فقل: ياأهل مكة  أنا رسول فلان إليكم ، وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة ، ومعدن الرسالة والخلافة ، ونحن ذرية محمد’وسلالة النبيين ، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا ، وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا ، فنحن نستنصركم فانصرونا . فإذا تكلم الفتى بهذا الكلام ، أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام ، وهي النفس الزكية . فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: أما أخبرتكم أن أهل مكة لايريدوننا ! فلا يدعونه حتى يخرج ، فيهبط من عقبة طوى في ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً ، عدة أهل بدر ، حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود، ثم يحمد الله ويثني عليه ، ويذكر النبي’ويصلي عليه ، ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس). (البحار:52/307 ).
  وطُوى: أحد جبال مكة ومداخلها ، وما ورد فيها عن النفس الزكية قوي في نفسه ، لكن المرجح في كيفية ظهوره عليه السلام أنه وأصحابه يدخلون المسجد فرادى  كما يأتي .
   وقد أورد ابن حماد ص89 و91 و93 عدة أحاديث حول النفس الزكية الذي يقتل في المدينة ، والنفس الزكية الذي يقتل في مكة منها ص93: (إن المهدي لايخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء ومن في الأرض ، فأتى الناس المهدي فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وتخرج الأرض نباتها وتمطر المساء مطرها ، وتنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ). (وابن أبي شيبة :15/199)
   وفي ص91 عن عمار بن ياسر قال:( إذا قتل النفس الزكية وأخوه ، يقتل بمكة ضيْعةً نادى مناد من السماء: إن أميركم فلان ، وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقاً وعدلاً