دولة الإمام المهدي (عج)
  • عنوان المقال: دولة الإمام المهدي (عج)
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 23:30:22 1-9-1403

مما لاشك فيه أن دولته (عليه السلام) تعم الدنيا، وأن عدله يعم البشرية، ودين الإسلام يسود الأرض كلها، وقد تواتر الحديث الشريف (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) حتى لا يكاد كتاب يتعرض لذكر الإمام المهدي (عليه السلام) إلاّ وذكر الحديث.
إنّ من المسلمات عندهم (صلوات الله عليهم) أن دولة الإمام المهدي (عليه السلام) تشمل الدنيا بأسرها، فلا يبقى معبود غير الله سبحانه وتعالى، ولا دين غير الإسلام.
نسجل ما ورد في هذا من آي وحديث.
1 - قوله تعالى: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً)(1).
عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث طويل - : (ولا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمداً رسول الله، وهو قوله: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون)).
وعن رفاعة بن موسى قال: سمعت جعفر الصادق (رضي الله عنه) يقول في قوله تعالى من سورة آل عمران: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً) قال: (إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله)(2).
وعنه (عليه السلام): (ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله عز وجل يقول: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون))(3).
2 - قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(4).
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (والذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلاّ نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، بكرة وعشية)(5).
وسأل المفضل الإمام الصادق (عليه السلام) عن تأويلها، فقال (عليه السلام): (هو قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف، ويكون الدين كله واحداً كما قال جل ذكره: (إن الدين عند الله الإسلام) وقال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين))(6).
3 - قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون)(7).
عن الباقر والصادق (عليهما السلام) قالا: (هم القائم وأصحابه)(8).
4 - قوله تعالى: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)(9).
عن أبي الجارود عن الباقر (رضي الله عنه) قال: (هذه الآية نزلت في المهدي وأصحابه يملّكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الله بهم الدين حتى لا يرى أثر من الظلم والبدع)(10).
5 - قوله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)(11).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (القائم وأصحابه)(12).
6 - قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)(13).
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (هم آل محمد، يبعث الله مهديهم بعد جهدهم، فيعزّهم ويذل عدوهم)(14).

وجاء في الحديث:
1 - قال الإمام الباقر (عليه السلام): (إنّ دولتنا آخر الدول، ولن يبقى أهل بيت لهم دولة إلاّ ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله عز وجل (والعاقبة للمتقين))(15).
2 - قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلاّ ولّوا على الناس، حتى لا يقولوا: إنّا لو ولينا لعدلنا، ثم يقوم القائم بالحق والعدل)(16).
3 - قال عمار بن ياسر (رضوان الله عليه) إنّ دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان... ثم يخرج المهدي (عليه السلام) على لوائه شعيب بن صالح(17).
وكأن هذه الأحاديث تشير إلى حكومات هذا العصر، فترى كل جماعة من الناس تأتي وتستلم الحكم، ويسأم الناس من ظلمها وجورها، ثم تعقبها الأخرى وهكذا، وإن شاء الله تظهر دولتهم، ويعجل الله فرجهم.
_____________________________
1 ـ سورة آل عمران: الآية 83.
2 ـ ينابيع المودة: ص421.
3 ـ كشف الغمة: ص320.
4 ـ سورة التوبة: الآية 33.
5 ـ بحار الأنوار: ج13 ص17.
6 ـ إلزام الناصب: ج2 ص354.
7 ـ سورة الأنبياء: الآية 105.
8 ـ ينابيع المودة: ص425.
9 ـ سورة الحج: الآية 41.
10 ـ انظر فصل القرآن الكريم من هذا الكتاب الآية السابعة.
11 ـ سورة النور: الآية 55.
12 ـ الغيبة للنعماني: ص128.
13 ـ سورة القصص: الآية 5.
14 ـ بحار الأنوار: ج13 ص16.
15 ـ بحار الأنوار: ج13 ص189.
16 ـ بحار الأنوار: ج13 ص168.
17 ـ الغيبة للشيخ الطوسي: ص294.