طلوع البدر
اتّفق المسلمون ـ على مختلف مشاربهم ـ على
ضرورة الإيمان بالإمام المهديّ عليه السّلام وظهوره في آخر الزمان وقيامه
بالإصلاح الشامل لمناهج الحياة البشرية ومحو الأنظمة الفاسدة الظالمة..
فذلك ما تظافرت فيه الروايات الصحيحة القاطعة والمتواترة.
وقد وردت أخبار وافرة حول ولادته المباركة، وأنّه سلام الله عليه مُتعَيَّن
كونُه الابنَ الوحيد للإمام الحسن العسكري عليه السّلام حيث عرّف به خواصَّ
أصحابه مرّاتٍ عديدة حتّى شُخّص ونُقِلَت في ذلك تواريخ مقتضبة عن مولده
المبارك وغَيبته الشريفة، قطع بها علماءُ الشيعة وأيّدهم عليها جمعٌ كبير
مِن علماء أهل السنّة، مثبّتين تحقّق ولادة الإمام المهدي عجّل الله تعالى
فرَجَه الشريف، وغيبته، وأنّه سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً
وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، تحقيقاً لإخبار رسول الله صلّى الله عليه
وآله بذلك.
ومن علماء أهل السنّة الذين يقولون ذلك:
1. محمّد بن طلحة الشافعيّ:
• جاء في كتابه ( مطالب السَّؤول في
مناقب آل الرسول 79:2 ) في تعريفه للإمام المهديّ وذِكْر نسبه المبارك:
محمّد بن الحسن الخالص بن عليّ المتوكل ( الهادي ) بن محمّد القانع (
الجواد ) بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن
عليّ زين العابدين بن الحسين الزكيّ بن عليٍّ المرتضى أمير المؤمنين بن أبي
طالب. المهديّ، الحجّة، الخَلَف الصالح، المنتظر:
هـذا الخَـلَـفُ الحُـجـ |
|
ـــجةُ قــد أيّـدهُ اللهُ |
هدانـا مـنـهـجَ الحـقِّ |
|
وآتــاهُ سَـجــايــاهُ |
وأعلـى في ذُرى العَليـا |
|
ءِ بـالتـأيـيـدِ مَـرقـاهُ |
وآتــاهُ حُـلى فـضـلٍ |
|
عـظــيـمٍ فـتَــحَ اللهُ |
وقـــد قـــالَ رســـولُ اللهِ قـــولاً قـــد رَوَيــنـــاهُ |
||
وذو العـلـم بـمـا قـالَ |
|
إذا أدركَ مــعــنــاهُ |
يرى الأخبـار في المهديّ |
|
جـاءت عـن مُسـمّــاهُ |
وقـد أبـداه بـالـنـسـ |
|
ـبةِ والـوصفِ وسَـمّـاهُ |
ويـكفـي قـولُـه مِنّـي |
|
لإشــراق مُــحـيّــاهُ |
ومِن بَضعتـهِ الزهــراءِ |
|
مَـجـراهُ ومُـرســـاهُ |
وأضاف ابن طلحة الشافعيّ يقول: أمّا مولده
ففي « سُرّ مَن رأى » في 23 شعبان سنة 258هـ. ( هذا رأيه، وإلاّ فالمشهور
مولده الشريف قد كان وقع في 15 شعبان سنة 255 هـ ).
2. محيي الدين بن عربي:
دوّن يراعه في مولَّفه ( الفتوحات المكيّة 429:3 ـ 430 ): المهديّ، الظاهر
في آخر الزمان، الذي بشّر به رسول الله صلّى الله عليه وآله. وهو من أهل
البيت المطهّر من الحضرة المحمّدية.
إعلم ـ أيّدك الله وإيّانا ـ أنّ لله خليفةً يخرج وقد امتلأت الأرض جوراً
وظلماً، فيملأها قسطاً وعدلاً، لو لم يَبقَ في الدنيا إلاّ يوم واحد لَطوّل
ذلك اليومَ حتّى يَلِيَ هذا الخليفة مِن عترة رسول الله صلّى الله عليه
وآله ومِن وُلْد فاطمة سلام الله عليها، جدّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب،
ووالده الحسن العسكريّ. يُواطئ اسمُه اسمَ رسول الله، يبايع له الناس بين
الركن والمقام. هو أجلى الجبهة أقنى الأنف، أسعدُ الناس به أهلُ الكوفة،
يقسّم المال بالسويّة، ويعدل في الرعيّة، ويفصل في القضيّة، يأتيه الرجل
فيقول: يا مهدي، أعطني، وبين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن
يحمله.
يخرج على فترةٍ من الدين، يضع الله به ما لا يضع في القرآن. يمشي النصر بين
يديه، يقفو أثرَ الرسول، يحمل الكَلّ ويُعين الضعيف، ويساعد على نوائب
الحقّ، يُبيد الظلمَ وأهله، ويقيم الدين وأهله، وينفخ الروح في الإسلام،
يُعزّ الله به الإسلام بعد ذُلّه، ويُحييه بعد موته. يُظهر من الدين ما هو
عليه في نفسه، حتّى لو كان رسول الله صلّى الله عليه وآله لَحكَم به، فلا
يبقى في زمانه إلاّ الدينُ الخالص عن الرأي، يفرح به عامّة المسلمين أكثر
مِن خاصّتهم، يبايعه العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهودٍ وكشفٍ إلهيّ.
له رجال إلهيّون يقيمون دعوته وينصرونه، وهم الوزراء، يحملون أثقال المملكة
ويعينونه على ما قلّده الله. ينزل عليه عيسى ابن مريم بالمنارة البيضاء،
يؤمّ الناس بسُنّة رسول الله، يكسر الصليب ويقتل الخنزير.
3. عليّ بن محمّد المعروف بـ
« ابن الصبّاغ المالكيّ »:
في كتابه ( الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة ـ الفصل المتعلّق
بالإمام المهديّ عليه السّلام ): الإمام الثاني عشر، محمّد بن الحسن. ( ثمّ
ذكر: تاريخ ولادته، ودلائل إمامته، وطرفاً مِن أخباره وغيبته، ومدّة قيام
دولته.. ).
4. ابن الأثير الجَزَريّ
عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني:
كتب في تاريخه المعروف بـ ( الكامل 373:5 ـ وكذا في النهاية ): وفيها ( أي
في سنة 260 هـ ) تُوفّي أبو محمّد العلويّ العسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني
عشر على مذهب الإماميّة، وهو والد « محمد » الذي يعتقدونه المنتظر.
( فابن الأثير يثبّت حقيقة ولادة الإمام المهديّ، وينسب الاعتقاد بإمامته
وإمامة آبائه إلى مذهب الإماميّة ).
5. سِبط ابن الجوزيّ شمس
الدين أبو المظفّر يوسف بن قُزاغلي:
في كتابه الشهير ( تذكرة خواصّ الأمّة ـ الفصل المتعلّق بالإمام المهديّ ):
محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا بن موسى بن جعفر بن محمّد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام. كنيته أبو عبدالله
وأبو القاسم، وهو الخَلَف الحجّة صاحب الزمان، القائم والمنتظَر والتالي،
وهو آخر الأئمّة.
6. أبو الفداء إسماعيل صاحب
حماة:
كتب في كتابه المعروف بـ ( تاريخ أبي الفداء 52:2 ) حول وفاة الإمام الحسن
العسكريّ عليه السّلام: وهو أحد الأئمّة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وهو
والد محمّد المنتظر.
7. شمس الدين محمّد بن
طُولُون:
في كتابه ( الأئمّة الاثنا عشر 117 ) كتب يقول معرِّفاً:
وثاني عشرهم ابنه محمّد بن الحسن، وهو أبو القاسم محمّد بن الحسن بن عليّ
الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن
محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله
عنهم. ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر ـ على اعتقاد الإمامية، المعروف
بالحجّة. كانت ولادته رضي الله عنه يوم الجمعة منتصفَ شعبان سنة خمس وخمسين
ومئتين، ولمّا تُوفّي أبوه ـ المتقدّم ذِكرُه ـ رضي الله عنهما، كان عمره
خمس سنين. واسم أمّه خمط، وقيل: نرجس.
8. القرماني:
في كتابه المعروف ( أخبار الدول 117 ) كتب معرّفاً:
الإمام أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكريّ، كان عمره عند وفاة أبيه خمس
سنين، آتاه الله الحكمة كما أُوتيها يحيى عليه السّلام، وكان مربوع القامة
حسَنَ الوجه والشَّعر، أقنى الأنف أجلى الجبهة.
9. ابن خَلِّكان:
في ترجمته للإمام المنتظر عليه السّلام كتب في مولَّفه الشهير ( وَفَيات
الأعيان 316:3 ):
أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد ـ المذكور
قبله ـ. ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة، المعروف
بالحجّة.
كانت ولادته يوم الجمعة منتصفَ شعبان سنة خمسٍ وخمسين ومئتين، ولمّا تُوفّي
أبوه ـ وقد سبق ذِكرُه ـ كان عمره خمس سنين.
10. الذهبيّ شمس الدين محمّد
بن أحمد:
في ( تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 115:5 ) كتب، وهو المتحامل
على مذهب أهل البيت عليهم السّلام:
وفيها ( أي سنة 261 هـ ـ على رأيه ) مات الحسن بن علي بن الجواد بن الرضا
العلويّ، أحد الأئمّة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة عصمتهم، وهو والد
منتظرهم محمّد بن الحسن