كذب وتدليس ابن تيمية واحسان الهي ظهير
  • عنوان المقال: كذب وتدليس ابن تيمية واحسان الهي ظهير
  • الکاتب: سماحة اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:22:46 1-9-1403

كذب وتدليس ابن تيمية واحسان الهي ظهير

وقد لهج ابن تيمية وإحسان الهي ظهير وأصرّا وأكّدا أنّ أهل النسب نفوا وجود عقب للإمام العسكري (ع) في كتاب الشيعة والتشيع لإحسان إلهي ظهير, ومنهاج السنة لابن تيمية، وحينما نطالع كلمات هذين الرجلين نريد أن نعرف من هو من النسّابة, أي من علماء النسب الذين نفوا ولادة الإمام المنتظر عجل الله فرجه؟ فكل واحد منهم يقول:
أكّد علماء النسب ولم يذكر واحداً منهم.
 

قبل أن استمر في هذا الكلام قلنا في الندوة السابقة:
إنّ عدم الوجودان لا يدل على العدم, لو ثبت أنّ أحداً من علماء النسب نفى ولادة الإمام عجل الله فرجه, لم يكن في جعبته أكثر من أن يقول بأنّه لم يجد, وليس له أن يثبت العدم, وذلك لأنّ عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود.
بعدما تابعنا كلمات هذين الرجلين الناصبيين ـ ابن تيمية وإحسان الهي ـ ظهير نجدهم ذكروا اسم شخص واحد وهو (النوبختي) صاحب كتاب فرق الشيعة (أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي), وهو من أعلام القرن الرابع حسب ما يعترف إحسان إلهي ظهير في كتابه الشيعة والتشيع، يعني أنه بعد أكثر من مائة وأربعين سنة ـ تقريباً ـ من ولادة الإمام الحجة عجل الله فرجه، يا لها من فضيحة, يا لها من خديعة, أنّ مثل هذا الشخص ابن تيمية وإحسان إلهي ظهير يلقبونه بتلك الألقاب وهؤلاء النسّابة معروفون بأنهم يذكرون النسب حسب اطّلاعهم, ويحذفون الإسناد، هذه كتب الأنساب بين أيديكم لا يذكرون الإسناد, لماذا؟ هم أعلم بذلك.
أولاً: حسب اعتراف إحسان الهي ظهير, أنّ هذا الرجل من أعلام القرن الرابع, وولادة الإمام الحجة عجل الله فرجه سنة 256 هـ يعني أكثر من 140 سنة يوجد هذا الشخص ويذكر أنه لم يوجد للإمام العسكري (ع) عقب, وذلك حسب ادعاء إحسان إلهي ظهير.
علماً أنه هو لم يقل, وإنما إحسان الهي ظهير هو الكاذب في ادّعائه كما سنذكر عبارة هذا الرجل ولكن إن صحّ ما يقوله إحسان, إذ لعلّ عنده نسخة نحن لم نطلع عليها مثلاً.
يقول: إن هذا الشخص من أعلام القرن الرابع من علماء النسب وهو يؤكد أنه ليس له ولد.
 

إذن هنا ملاحظتان:
الأولى: أن الرجل حسب اعتراف إحسان ولد بعد أكثر من مائة سنة من ولادة الحجة عجل الله فرجه.
والثانية:لم يذكر سند دعواه, كيف يدّعي أنه لا عقب للإمام العسكري (ع)؟ من أين يعرف هل نزل عليه الوحي, أم رأى في عالم الرؤيا؟
الظاهر أن إحسان الهي ظهير جاهل حتى بعلماء النسب, فإن هذا ليس من علماء القرن الرابع, بل هو من علماء القرن الثالث, فقفز به قفزة قرن كأنه أراد أن يضرب رأسه بفأسه مثلما يقال يريد أن يستند إلى من يقول بأنه من علماء القرن الرابع وهو من علماء القرن الثالث, غريب!.. هكذا هم أعداء أهل البيت عليهم السلام دائماً يتخبّطون.
على أي حال، هذا الرجل ينسب إليه أنه يؤكد أن لا عقب للإمام العسكري (ع). وهذه هي العبارة التي يريد أن يستفيد منها هذا الرجل الناصبي بأنه لا عقب للإمام العسكري (ع).
فيقول عن طريق الإمام الحسن العسكري (ع).
(ولد الحسن بن علي (ع) في شهر ربيع الآخر سنة 232هـ وتوفي في سرّ من رأى (سامراء) يوم الجمعة لثمان ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول سنة 260هـ ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه(ع) وهو ـ أي الإمام الحسن العسكري ـ ابن 28 سنة وصلى عليه أبو عيسى بن المتوكل، وكانت إمامته خمس سنوات وثمانية أشهر وخمسة أيام, وتوفي ولم ير له أثر ولم يعرف له ولد ظاهر). (1)
لم يقل لم يولد له ولد, بل قال: لم ير أثر.
يا إحسان إلهي ظهير افتح عينيك يقول (لم ير له أثر) ولم يقل: لم يلد ولم يولد له أثر، بل يقول: ولم ير له أثر ولم يعرف له ولد، ولم يقل لم يولد ولد له وإنما قال: لم يعرف له ولد ظاهر.
هذه عبارة هذا الرجل الذي لهج بذكر اسمه هذان الناصبيان _ ابن تيمية وإحسان الهي ظهير _ وقالا بأنّه نسّابة وانه يؤكد انه لا ولد للحسن العسكري (ع), هذه عبارته فهو يقول لم يعرف له ولد ظاهر, ونحن أيضاً نقول: ليس ولد ظاهر الآن أنا وانتم نقول ليس له ولد ظاهر معروف, هذا نعرفه.

تقسيم الميراث
يقول إحسان إلهي ظهير: قُسّم ميراث الإمام العسكري (ع) بين أخيه وأمه.
هذا أولاً: على خلاف قاعدة مذهب الجعفريّة إذ مع وجود الأم كيف يأخذ الأخ الحصّة من الميراث؟ يقول: (فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه) أي أنّ هناك كانت مواريث لم تكن ظاهرة ولم يعلم أين ذهبت.
وأمّه وهي أمّ ولد فإن كانت ما زالت على رقّيتها فليس لها ميراث وإن كانت قد تحرّرت _ هذا واقع الحال فهي قد أصبحت حرة بواسطة حرية ولدها وهو الحسن العسكري (ع) ـ فالميراث كله لها وليس لجعفر ميراث.
وفي رواية أخرى أنّ الإمام الحسن العسكري (ع) قد أوصى بالمال الظاهر إلى أمه لتعيش منه مدة حياتها,(1) ولم تكن هناك مسألة ميراث.
يقول هذا الرجل: في هذه الحالة تحيّرت الشيعة, أي أنّ عامة الشيعة تحيرت وذهب كل قسم منهم إلى رأي, فيذكر هناك الآراء التي ظهرت بين الشيعة حين ذاك، ويذكر ثلاث عشر أو أربع عشر فرقة أصبحت حسب رأي إحسان إلهي ظهير.
أما هذا الرجل النسّابة ـ أي النوبختي _ الذي قالوا بأنه يؤكد أنه لا عقب للإمام العسكري (ع) فعبارته في حديثه عن الفرقة الثانية عشر كما يلي:
يقول: (قالت الفرقة الثانية عشرة وهم الإمامية ليس القول كما قالت هؤلاء كلّهم _ الفرق الأخرى _ بل لله عز وجل في الأرض حجّة من ولد الحسن بن علي (ع), وأمر الله تعالى بالغ وهو وصي لأبيه، على المنهاج الأول والسنن الماضية ولا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ولا يجوز ذلك, ولا تكون إلاّ في عقب الحسن بن علي (ع) إلى أن ينقضي الخلق، متّصلاً ذلك ما اتّصلت أمور الله سبحانه وتعالى، ولو كان في الأرض رجلان لكان أحدهما الحجة، ولو مات أحدهما لكان الآخر الحجة ما دام أمر الله ونهيه قائمين في خلقه ولا يجوز أن تكون الإمامة في عقب من لم تثبت له إمامة (يقصد جعفر)، ولم تلتزم العباد به حجة ممن مات في حياة أبيه _ أي ممن قال بإمامة من توفي قبل الإمام الحسن (ع) _ ولا في ولده، ولو جاز ذلك صلح قول أصحاب إسماعيل بن جعفر الصادق(ع) ومذهبهم، ولثبتت إمامة محمد بن جعفر(ع) إذن، وكان من قال بها محقاً بعد مضي جعفر بن محمد (ع)). (2)
يقول هذا الرجل صاحب الكتاب الذي ينسب إليه إحسان ظهير ما نسب وكذلك ابن تيمية ما نسب، يقول:
(وهذا الذي ذكرناه هو المأثور عن الصادقين، الذي لا تدافع له بين هذه العصابة ولا شك فيه لصحة مخرجه وقوة أسبابه وجودة أسناده، ولا يجوز أن تخلو الأرض من حجة ولو خلت ساعة لساخت الأرض ومن عليها، ولا يجوز شيء من مقالات هذه الفرق كلها فنحن مستسلمون بالماضي، وإمامته، مقرّون بوفاته _ وهذا ثابت _ ومعترفون بأن له خلفاً قائماً من صلبه، وأنّ خلفه هو الإمام من بعده حتّى يظهر ويعلن أمره ما ظهر وعلن أمر من مضى من آبائه ويأذن الله بذلك، إذ الأمر لله تعالى يفعل ما يشاء ويأمر بما يريد من ظهوره وخفائه، كما كان أمير المؤمنين (ع) يقول: "اللهم إنّك لا تخلي الأرض من حجة لك على الخلق ظاهراً معروفاً أو خائفاً مستوراً أو مغموراً كي لا تبطل حجتك وبيناتك"(3) وبذلك أمرنا جاءت الأخبار الصحيحة عن الأئمة الماضين عليهم السلام الماضين، لأنه ليس للعباد أن يبحثوا عن أمور الله تعالى ويقضوا بلا علم لهم ويطلبوا آثار ما ستر عنهم، ولا يجوز ذكر اسمه ولا السؤال عن مكانه حتى يأمر بذلك هو (ع) إذ هو (ع) خائف مغمور مستور بستر الله سبحانه وليس علينا البحث عن أمره، بل البحث عن ذلك وطلبه محرم ولا يحل ولا يجوز لأن في إظهار ما ستر عنا وكشفه إباحة دمه ودمائنا، وفي ستر ذلك والسكوت عنه حقنهما وصيانتهما ولا يجوز لنا ولا لأحد أن يختار إماماً برأي واختيار.. إلى أخر كلامه الشريف)(4).
هذا هو مذهب النوبختي إخوتي الأجلاء، وهذا استدلال إحسان إلهي ظهير واستدلال ابن تيمية أن هذا الرجل النسّابة يذكر ويؤكد أن لا عقب للإمام العسكري (ع)، وهو يقول بإمامة الحجة عجل الله فرجه.. هكذا يفعل هؤلاء.
كيف ما كان، هذا أهم ما يستند إليه هؤلاء في قولهم بأن النسّابة أكدوا أن لا ولد للإمام العسكري (ع)، في الوقت الذي نرى فيه أن ذلك النساب يؤكد أنّ للإمام العسكري ولد وهو المنتظر عجل الله فرجه.

الهوامش:
-------------------------------------------
(1) فرق الشيعة: 105.
(1) فرق الشيعة : 116.
(2) فرق الشيعة: ص 116.
(3) كذا في المصدر، ولكن المذكور في نهج البلاغة كما يلي: "اللهم بلى، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً، لئلاّ تبطل حجج الله وبيناته". نهج البلاغة: 4/ 37 الخطبة 147.
(4) فرق الشيعة: 116 _ 117.

المصدر
ولادة الامام المهدي عليه السلام
سماحة اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي