المهدي على لسان الحسين عليه السلام
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اِنّ مَا يتجلّى لِكُلّ باحث ديني، ومتتبّعٍ
في الأثر الإسلامي أنّ نبيّ المسلمين وخاتم النّبيين محمّد الأمين صلى الله
عليه وآله الامجدين، إنما بشر امته في بداية دعوته؛ بأن الله سيظهره على
الدين كله ولو كره المشركون، ثم قرن ذلك بالبشارة بظهور رجل من أهل بيته،
اسمه اسمه وكنيته كنتيه وهو المهدي الموعود الذي به يملأ الله الأرض قسطاً
وعدلاً، بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
وقد ألفت كتب كثيرة حول هذا الموضوع، ألفها الفحول من علماء الشيعة والسنة،
وعظماء الأمة والملة الذين بهم قوام الدين والشريعة.
ثم نجد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأئمة المعصومين من ذريته
عليهم السلام، في عصورهم المختلفة، يدعون الناس إلى هذا الأمر، ويرشدونهم
إلى الاعتقاد به، كما يشهد به ما روى عنهم في حق الامام المهدي وعظمته
وغيبته وسيرته وعلائم خروجه، ولما يولد عليه السلام.
ولأجل هذا حينما كنت مشغولاً بجمع ما روى عن الإمام الحسين الشهيد عليه
السلام، في فنون مختلفة، في مصادر الشيعة والسنة، وجدت روايات كثيرة عنه ـ
عليه السلام ـ أو رواها عن جده وأبيه، في حق المهدي عليهم السلام، فاحببت
ان اجمعها واجعلها في عقد منظوم، يسر الناظرين إليه، وينفع المنتظرين
لظهوره عليه السلام.
هذا وان كان صغيراً في حده، ومختصراً في شأنه وقليلاً قبال ما ألف في حقه ـ
عليه السلام ـ الا أنه لاجل صدوره عن الحسين الشهيد، وهو الثامن من اجداد
المهدي عليهم السلام، لعله يعد حسناً، ويحسب لطيفاً مستحسناً، على أن الغرض
اظهار المحبة، وإخلاص المودة، إلى المولى الجليل، من العبد الدليل، ارجو من
الله الكريم، ان يتقبله بفضله، وينفعني به بحرمة محمد وأهل بيته، صلوات
الله عليهم اجمعين، وسميته (المهدي على لسان الحسين).
أحمد صابري الهمداني
1406هـ ـ 1985م
الفصل الأول:
في البشارة بظهور المهدي عليه السلام
روى شيخنا الأجل محمد بن علي الصدوق القمي في الاكمال ج1 ص318 عن علي بن
محمد القزويني عن محمد بن عبدالله الحضرمي عن أحمد بن يحيى الأحول عن خلاد
المقري عن قيس بن ابي حصين عن يحيى بن وثاب(1)
عن عبد الله بن عمر.
( 1 ) قال: سمعت الحسين بن علي ـ
عليه السلام ـ يقول:
(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من
ولدي، فيملأها عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، وكذلك سمعت جدي رسول
الله يقول).
( 2 ) عيون الأخبار ص65 باسناده عن
الامام الشهيد الحسين بن علي عن أبيه: قال: (قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: الأئمة من بعدي اثنا عشر، أولهم انت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح
الله عز وجل على يده مشارق الأرض ومغاربها).
( 3 ) إحقاق الحق ج13 ص177 بسنده عن
سيّد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد الاوصياء علي بن أبي طالب قال:
(قال رسول الله: المهدي من ولدي، تكون له غيبة وحيرة تضل فيه الأمم، يأتي
بذخيرة الانبياء، فيملأها قسطاً وعدلاً، كما مليت جوراً وظلماً).
( 4 ) اكمال الدين ج1 ص317 وعيون
الأخبار ج1 ص18 عن عبدالرحمن بن سليط عن الحسين ـ عليه السلام ـ قال:
(منا اثني عشر مهدياً، أوّلهم امير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع
من ولدي، وهو الإمام القائم بالحق يحيي الله به الأرض بعد موتها ويظهر به
الدين ويحق الحق على الدين كله ولو كره المشركون.
له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت على الدين فيها آخرون فيؤذون ويقال لهم: متى
هذا الوعد إن كنتم صادقين اما إنّ الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب
بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله).(2)
( 5 ) تفسير الفرات ص212 عن ابي
جعفرـ عليه السلام ـ قال: قال الحارث(3)
الأعور للحسين، يابن رسول الله جعلت فداك: اخبرني عن قول الله في كتابه
(والشمس وضحيها).
قال: (ويحك يا حارث، ذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله) قلت: جعلت
فداك: قوله: (والقمر إذا تليها)، قال: (ذلك امير المؤمنين علي بن ابي طالب
يتلو محمداً) قال: (قلت والنهار إذا جليها)، قال: (ذلك القائم من آل محمد،
يملأ الأرض قسطاً وعدولاً).
( 6 ) دلائل الامامة بالسند الاعلى
عن الحسين عن أخيه الحسن قال: (حدثني أبي علي بن ابي طالب، قال: (قال لي
رسول الله: لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق وذلك حين باذن الله عز وجل،
من تبعه نجى ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو حبوا على
الثلج فانه خليفة الله وخليفتي).(4)
( 7 ) دلائل الإمامة بالسند الأعلى
عن الحسين عن أخيه الحسن ـ عليه السلام ـ قال حدثني ابي علي بن ابي طالب،
قال:
(قال رسول الله: لا تذهب الدنيا حتى يقوم بامر امتي رجل من ولد الحسين يملأ
الدنيا عدلاً كما ملئت ظلماً).
( 8 ) كفاية الأثر ص178 باسناده عن الحسين بن علي، في حديث عن رسول الله
كما ياتي قال:
(ثم يقوم قائما يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما مليت جوراً وظلماً، ويشفي
صدور قوم مؤمنين، هم شيعته).
( 9 ) عقد الدرر ص158 عن شعيب، بن
حمزة قال:
قال دخلت على أبي عبد الله الحسن بن علي فقلت له أنت صاحب الأمر، قال:
(لا)، فقلت: فولدك، قال: (لا) فقلت: فمن هو، قال: (الذي يملأها عدلاً، كما
ملئت جوراً على فترة من الأئمة تأتي، كما أنّ رسول الله بعث على فترة من
الرسل).
( 10 ) عقد الدرر ص160 عن ابي عبد
الله الحسين بن علي
انه سئل هل ولد المهدي قال: (لا ولو ادركته لخدمته أيّام حياتي).
( 11 ) اثبات الهداة ج6 ص397 والبحار
ج51 ص133 بسندهما عن عيسى الخشاب قال: قلت للحسين بن علي أنت صاحب هذا
الأمر قال: (لا، ولكن صاحب هذا الأمر الطريد الشريد الموتور بابيه المكنى
بعمه، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر).(5)
قال العلامة المجلسي قدس سره في كتاب البحار 51ص37:
الموتور بوالده قتل والده ولم يطلب بدمه والمراد بالوالد الامام العسكري
عليه السلام، أو الحسين، أو جنس الوالد يشمل جيمع الأئمة وقوله المكنى
بعمه، لعل كنية بعض أعمامه أبو القاسم، أو هو ـ عليه السلام ـ مكنى بابي
جعفر، أو أبي الحسين، أو ابي محمد أيضاً، ولا يبعد ان يكون المعنى لا يصرح
باسمه بل يعبر عنه بالكناية خوفاً من عمه جعفر، والأوسط اظهر.
( 12 ) عقد الدرر ص63 عن الحسين بن
علي قال:
(لا يكون الأمر الذي تنتظرونه (يعني ظهور المهدي) حتى يبرأ بعضكم من بعض
ويشهد بعضكم على بعض، ويلعن بعضكم بعضاً)، قال الراوي: قلت: ما في ذلك
الزمان من خير، فقال ـ عليه السلام ـ: (الخير كله في ذلك الزمان، يخرج
المهدي ويرفع ذلك كله).
( 13 ) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي
عليه الرحمة ص228 بسنده عن عبدالله بن شريك قال مرّ الحسين ـ عليه السلام ـ
على حلقةٍ من بني أمية وهم في مسجد الرسول فقال ـ عليه السلام ـ:
(لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله مني رجلاً، يقتل منكم ألفاً مع الألف
ألفاً)، قال الراوي فقلت جعلت فداك: إن هؤلاء أولاد كذا وكذا لا يبلغون
هذا، فقال ـ عليه السلام ـ: (ويحك إنّ في ذلك الزمان يكون الرجل من صلبه
كذا وكذا رجلاً، وإنّ مولى القوم من انفسهم).(6)
الفصل الثاني:
في انه من ولد فاطمة عليهم السلام
( 14 ) كنوز الحقائق المطبوع بهامش
الجامع الصغير للسيوطي ص128 من الجزء الثاني بسنده إلى الحسين أنه قال:
(سمعت رسول الله يقول: المهدي من ولد فاطمة).(7)
( 15 ) واخرج ابن عساكر عن الحسين ـ
عليه السلام ـ ان النبي قال:
(لفاطمة ابشري يا فاطمة المهدي منكِ).(8)
( 16 ) عن عرف الوردي ص66 روى عن
الحسين أنّ النّبيّ ـ صلى الله عليه وآله ـ قال لفاطمة:
(يا بنيّة المهدي من ولدك).(9)
الفصل الثالث:
في انه من ولد الحسين عليه السلام
( 17 ) روى الشيخ الصدوق في الأكمال
ج1 ص317 بسنده عن عبدالله بن زبير عن عبد الله بن شريك عن رجلٍ من همدان
قال سمعت الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ يقول:
(قائم هذه الأمّة التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو
حيّ).(10)
( 18 ) الصدوق في الأكمّال ج1 ص317
بسنده عن الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال:
(في التاسع من ولدي سنة من يوسف وسنّة من موسى عليه السلام).(11)
(19)إثبات الهداة ج1 ص397 بسنده عن
الامام الحسين بن عليّ عليهما السلام
انّه قال:
(في التّاسع من ولدي سنّة من يوسف وسنّة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل
البيت يصلح الله به أمره في ليلةٍ واحدة).(12)
( 20 ) ينابيع المودة ص393 بالسند
المنتهى إلى الحسين الشهيد ـ عليه السلام ـ قال:
(دخلت على جدى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فاجلسني على فخذه وقال لي:
اِنّ الله اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة، تاسعهم قائمهم، وكلّهم في
الفضل والمنزلة عند الله سواء).(13)
( 21 ) كفاية الأثر ص30 بسنده عن
الإمام السجاد عن أبيه الحسين بن عليه عليهم السلام قال: قال رسول الله ـ
صلى الله عليه وآله ـ:
(يا حسين أنت الإمام، وأخ الإمام، وابن الإمام، تسعة من ولدك أمناء
معصومون، والتاسع مهديهم، فطوبى لمن احبّهم، والويل لمن ابغضهم).(14)
( 22 ) كفاية الأثر 197 بالسند
الأعلى عن الحسين قال:
(قالت لي أمّي فاطمة: لما ولدتك دخل ابي رسول الله فناولتّك إيّاه في خرقةٍ
صفراء فرمى بها، وأخذ خرقة بيضاء لفّك فيها، وأذّن في اذنك الأيمن وأقام في
الأيسر، ثم قال: يا فاطمة خذيه فانه أبو الأئمة تسعة من ولده ائمة أبرار
والتاسع مهديهم).
( 23 ) كفاية الأثر ص176 بسنده
المنتهي إلى الحسين بن علي قال:
(كان رسول الله يقول فيما بشرني (يبشرني) به يا حسين: أنت السيد بن السيد،
أبو السادة، تسعة من ولدك أئمة ابرار امناء معصومون والتاسع مهديهم قائمهم.
أنت الإمام بن الإمام أبو الأئمة تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع مهديهم
يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوّله).
( 24 ) الأكمال ص …… بالسند الأعلى
عن الحسين ـ عليه السلام ـ قال:
(دخلت انا واخي على جدي رسول الله فاجلسني على فخذه وأجلس أخي على فخذه
الأخرى، ثم قبلنا وقال: بابي وانتما من اِمامين سبطين الصالحين اختاركما
الله مني ومن ابيكما ومن امكما واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم
قائمهم وكلكم في الفضل عند الله سواء).(15)
الفصل الرابع:
في غيبته عليه السلام
( 25 ) عقد الدرر ص134 عن الحسين
عليه السلام:
(لصاحب هذا الأمر غيبتان، أحدهما تطول. حتى يقول بغضهم: مات وبعضهم: قُتِل،
وبعضهم ذهب لا يطّلع على أمره إلاّ المولى الذي يلي أمره).(16)
( 26 ) أكمال الدين ج1 ص304 بالسند
الأعلى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ أنه قال لولده
الحسين ـ عليه السلام ـ:
(التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق والمظهر للدين والباسط للعدل) قال
الحسين ـ عليه السلام ـ: (وانّ ذلك لكائن) قال ـ عليه السلام ـ: (أي والذي
بعث محمداً بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة، لا يثبت
على دينه فيها إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله ميثاقهم
بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان، وأيّدهم بروح منه..).(17)
( 27 ) وفي خبر عبدالرحمن بن سليط
المتقدم عن الحسين ـ عليه السلام ـ: له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت على
الدين فيها آخرون فيؤذون، ويقال لهم متى هذا الوعد أن كنتم صادقين، أما أن
الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب، بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول
الله.(18)
( 28 )
ينابيع المودة ص427 بسنده عن الحسين عن أبيه في قوله تعالى: (وجعلها
كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون).(19)
قال: (نزلت هذه الآية، وجعل الله الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة،
وأن للقائم منا غيبتين، أحدهما اطول من الأخرى، فلا يثبت على امامته إلاّ
من قوى يقينه وصحت معرفته).
الفصل الخامس:
في أنه عليه السلام من الأئمة الأثني عشر
عليهم السلام
( 29 ) كفاية الأثر ص230 بسنده عن
أبي يحيى بن جعدة بن هبيرة عن الحسين بن علي عليه السلام، وسأله رجل عن
الأئمة فقال: (عدد نقباء بني اسرائيل، تسعة من ولدي اخرهم القائم، ولقد
سمعت رسول الله يقول: ابشروا ثم ابشروا ثلاث مرات، انما مثل أهل بيتي كمثل
حديقة أطعم منها فوج عاماً في آخرها فوج يكون اعرضها بحراً واعمقها طولاً
وفرعاً واحسنها حسناً.
وكيف تهلك امة أنا أولها، والاثني عشر من بعدي من السعداء أولى الالباب،
والمسيح بن مريم آخرها ولكن يهلك فيما بين ذلك نتج الهرج ليسوا مني ولست
منهم).
( 30 ) وفي عقد الدرر ص146 عن ابي
جعفر محمد بن علي بن أبيه عن جدة أن رسول الله صلى الله عليه وآله:
قال: (ابشروا أبشروا انما امتي كالغيث لا يدري آخره خير أم أوله،
أو كحديقة أطعم منها فوج عاماً لكل آخرها فوج يكون أعرضها عرضاً، وأعمقها
عمقاً، واحسنها حسناً كيف تهلك امة أنا أولها، والمهدي أوسطها، والمسيح
آخرها، ولكن بين ذلك نتج أعوج، ليسوا مني ولا أنا منهم).
( 31 ) إكمال الدين ج1 ص240 طبع
الإسلامية بسنده عن الحسين بن علي قال سئل أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ
عن معنى قول رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: (انّي مخلف فيكم الثقلين
كتاب الله وعترتي من العترة فقال: أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من
ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى
يردا على رسول الله حوضه).(20)
( 32 ) كفاية الأثر ص178 باسناده عن
الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ:
(قال دخلت على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وهو متفكر مغموم فقلت
يا رسول الله: مالي أراك متفكّراً، قال يا بني: أنّ الروح الأمين قد اتاني،
فقال يا رسول الله: العليّ الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: انك قد قضيت
واستكملت ايّامك فاجعل الإسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي
بن أبي طالب عليه السلام، فاني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي
ويعرف به ولايتي، فاني لم أقطع علم النبوة من الغيب من ذريتك، كما لم
اقطعها من ذريات الانبياء، الذين كانوا بينك وبين ابيك آدم، قلت يا رسول
الله: فمن يملك هذا الأمر بعدك، قال: أبوك علي بن أبي طالب اخي وخليفتي،
ويملك بعد علي، الحسن، ثم تملك أنت، وتسعة من صلبك، يملكه اثنا عشر إماماً،
ثم يقوم قائمنا يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويشفي
صدور قوم مؤمنين هم شيعته).
( 33 ) كفاية الأثر ص232 بسنده عن
يحيى(21)، ين يعمر قال: كنت عند
الحسين ـ عليه السلام ـ إذ دخل رجل من العرب متلثماً شديد السمرة فسلّم،
وردّ الحسين عليه السلام، فقال: يا بن رسول الله، مسألة (قال: هات،) قال:
كم بين الايمان واليقين قال: (أربع أصابع)، قال: كيف، قال: (الايمان ما
سمعنا واليقين ما رأيناه وبين السمع والبصر أربع أصابع)، قال: فكم ما بين
المشرق والمغرب، قال: (مسيرة يوم الشمس) قال: فكم بين السماء والأرض، قال:
(دعوة مستجابة)، قال: قال فما عزّ المرء، قال: (استغناؤه عن الناس)، قال:
فما أقبح شيء، قال: (الفسق في الشيخ قبيح، والحدة في السلطان قبيحة، والكذب
في ذي الحسب قبيح، والبخل في ذي الغناء قبيح، والحرص في العالم قبيح)، قال:
صدقت يابن رسول الله: فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله، قال: (اثنا عشر
عدد نقباء بني إسرائيل)، قال: فسمهم لي، قال: فأطرق الحسين ملياً، ثم رفع
رأسه، فقال: (نعم أخبرك يا أخا العرب أن الإمام والخليفة بعد رسول الله ـ
صلى الله عليه وآله ـ أمير المؤمنين عليه والحسن وأنا، وتسعة من ولدي، منهم
عليّ ابني، وبعده محمد ابنه، وبعده جعفر ابنه، وبعده موسى ابنه، وبعده عليّ
ابنه، وبعده محمد ابنه، وبعده عليّ ابنه، وبعده الحسن ابنه، وبعده الخلف
المهدي، هو التاسع من ولدي، يقوم بالدين في آخر الزمان)، قال: فقام
الإعرابي وهو يقول:
مسح النبي جبينه***
فله بريق في الخدود
أبواه من أعلى قريش*** وجده خير
الجدود
( 34 ) كفاية الأثر ص175 باسناده عن
إسماعيل بن عبد الله(22)، عن الحسين
بن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ قال:
(لمّا أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية، وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض،
سألت رسول الله عن تأويلها، فقال: والله ما عنى به غيركم وأنتم أولوا
الأرحام، فإذا مت، فأبوك عليّ أولى بي وبمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن
أولى به، فإذا مضى الحسن، فأنت أولى به قلت يا رسول الله: فمن بعدي أولى
بي، فقال: ابنك علي أولى بك من بعدك، فإذا مضى، فابنه محمد أولى به من
بعده، فإذا مضى محمد، فابنه جعفر أولى به وبمكانه من بعده، فإذا مضى جعفر،
فابنه موسى أولى به، وبمكانه من بعده، فإذا مضى موسى فابنه عليّ أولى به
وبمكانه من بعده فإذا مضى عليّ، فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى
محمد، فابنه علي أولى به من بعد، فإذا مضى علي، فابنه الحسن أولى به من
بعده، فإذامضى الحسن، وقعت الغيبة في التاسع من ولدك، فهذه الأئمة التسعة
من صلبك، أعطاهم الله علمي وفهمي، وطينتهم من طينتي، فالقوم يؤذونني لا
آنالهم الله شفاعتي).
( 35 ) كفاية الأثر ص166 بالسند
العالي عن الحسين عن أخيه الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(الأئمة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى، من أحبّهم فهو مؤمن، ومن
أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله على خلقه وأعلامه في بريته).
( 36 ) كفاية الأثر ص177 بسنده عن
عطاء(23)، عن الحسين بن علي عليهما
السلام قال: قال رسول الله لعلي ـ عليه السلام ـ:
(أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أنت عليّ أولى بالمؤمنين من انفسهم، ثم
بعده الحسن أولى بالمؤمنين من انفسهم ثم بعده الحسين أولى بالمؤمنين من
انفسهم، ثم بعده عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى
بالمؤمنين من أنفسهم، وبعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده موسى
أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده عليّ أولى بالمؤمنين من انفسهم، ثم بعده
الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، والحجة بن الحسن أولى بالمؤمنين من
أنفسهم، ائمة أبرار، هم مع الحق، والحق معهم).
( 37 ) أكمال الدين ج1 ص317 وعيون
الأخبار ج1 ص18 عن عبدالرحمن بن سليط عن الحسين ـ عليه السلام ـ قال:
(منا اثنا عشر مهدياً، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، وآخرهم
التاسع من ولدي، وهو الامام القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها،
ويظهر به الدين كله ولو كره المشركون، الخبر تقدم ذيله في الفصل الرابع).
( 38 ) كفاية الاثر ص169 بسنده عن
عبدالله(24) بن سعد عن الحسين بن علي
ـ عليه السلام ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قال:
(أخبرني جبرائيل ـ عليه السلام ـ لما أثبت الله عز وجل اسم محمد على ساق
العرش، قلت: يا رب هذا الأسم المكتوب في عرشك، ارى اعز خلقك عليك قال فأراه
الله عز وجل اثناء عشر أشباحاً أبداناً بلا أرواح بين السماء، والأرض،
فقال: يا رب: بحقهم عليك ألا أخبرتني من هم، قال: هذا نور علي بن أبي طالب،
وهذا نور الحسن والحسين وهذا نور علي بن الحسين، وهذا نو محمد بن علي وهذا
نور جعفر بن محمد، وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور
محمد بن علي، وهذا نور علي بن محمد، وهذا نور الحسن بن عليّ وهذا نور الحجة
القائم المنتظر.
قال: فكان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول ما أحد يتقرب إلى الله عز
وجل بهؤلاء القوم إلاّ اعتق الله رقبته من النار).
( 39 ) كفاية الأثر ص172 بسنده عن
إبراهيم بن يزيد(25)، السمان عن أبيه
عن الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ في حديث قال:
(دخل أعرابي على رسول الله يريد الإسلام ومعه ضبّ قد أصطاده في البرية
وجعله في كمه فجعل النبي يعرض عليه الإسلام: فقال لا أومن بك يا محمد أو
يؤمن بك هذا الضبّ، ورمى الضب من كمه فخرج الضب من المسجد يهرب. فقال النبي
صلى الله: يا ضبّ من أنا، قال: أنت محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم
بن عبد مناف، قال: يا ضبّ من تعبد، قال أعبد الذي خلق الحبة وبرئ النسمة
واتخذ ابراهيم خليلاً، وناجي موسى كليماً، وأصطفاك يا محمد، فقال الأعرابي:
أشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله حقاً فأخبرني يا رسول الله، هل
بعدك نبيّ قال: لا، أنا خاتم النبيين ولكن يكون بعدي ائمة من ذرّيتي،
قوامون بالقسط كعدد نقباء بني اسرائيل، أولهم علي بن أبي طالب فهو الامام
والخليفة بعدي، وتسعة من الأئمة من صلب هذا (ووضع يده على صدره)، والقائم
تاسعهم، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوله، قال فأنشأ الأعرابي
يقول:(26)
ألا يا رسول الله أنك صادق***
فبوركت مهدياً وبوركت هادياً
شرعت لنا الدين الحنفي بعدما***
عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا
فيا خير مبعوث ويا خير مرسل*** إلى
الأنس ثم الجن لبيك داعياً
وبوركت في الأقوام حيا وميتاً***
وبوركت مولوداً وبوركت ناشياً)
( 40 ) كفاية الأثر ص117 بسنده عن
موسى بن عبد ربه قال: سمعت الحسين بن عليّ يقول في مسجد النبي ـ صلى الله
عليه وآله ـ وذلك في حياة أبيه: سمعت رسول الله يقول:
(أول ما خلق الله عز وجل حجبه، فكتب على أركانه لا إله إلا الله محمد رسول
الله، علي وصيه، ثم خلق العرش فكتب على أركانه لا إله إلا الله محمد رسول
الله، علي وصيه، ثم خلق الأرضين، فكتب على أطوادها، لا إله إلا الله محمد
رسول الله عليّ وصيه، ثم خلق اللوح فكتب على حدوده لا إله إلا الله محمد
رسول الله علي وصيه، فمن زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي فقد كذب، ومن زعم
أنه يعرف النبي ولا يعرف الوصي فقد كفر، ثم قال: أما أن أهل بيتي أمان لكم
فاحبوهم لحبي وتمسكوا بهم لن تضلوا، قيل فمن أهل بيتك يا نبي الله قال:
عليّ وسبطاي، وتسعة من ولد الحسين، أئمة أمناء معصومون، الا أنهم أهل بيتي
وعترتي من لحمي ودمي.
كشف الأستار عن شارح غاية الأحكام عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن أبي
طالب ـ عليه السلام ـ أنه قال منّا اثني عشر مهدياً أوّلهم عليّ بن أبي
طالب وآخرهم القائم).(27)
الفصل السادس:
فيما يعرف به المهدي عليه السلام
( 41 ) عقد الدرر ص41 عن الحارث(28)،
بن المغيرة النضري قال:
قلت: لابي عبد الله الحسين عليه السلام.
بأي شيء يعرف الامام المهدي؟ قال: (بالسكينة والوقار)، قلت: وبأي شيء، قال:
(بمعرفة الحلال والحرام وبحاجة الناس إليه، ولا يحتاج إلى أحد).
( 42 ) عقد الدرر ص228 عن أبي
عبدالله الحسين بن علي في حديث:
(وما يستعجلون بخروج المهدي، والله ما لباسه إلا الغليظ، ولا طعامه إلا
الشعير، وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف).
( 43 ) عقد الدرر ص41 عن أبي عبدالله
الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ أنه قال:
(لو قام المهدي لأنكره الناس لأنّه يرجع إليهم شاباً موفقاً، وانّ من أعظم
البلاء ان يخرج اليهم صاحبهم شاباً وهم يحسبونه شيخاً كبيراً).
( 44 ) بحار الأنوار ج51 ص115 ـ 116
عن غيبة النعماني بسنده عن الحسين بن علي قال:
(جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليّ ـ عليه السلام ـ فقال له يا أمير المؤمنين
نبئنا بمهديكم هذا فقال ـ عليه السلام ـ: إذا درج الدارجون وقل المؤمنون
وذهب المجلبون فهناك، فقال يا أمير المؤمنين عليك السلام ممّن الرجل، فقال
ـ عليه السلام ـ: من بني هاشم، من ذروة طود العرب، وبحر مقيضها إذا وردت،
ومجفوا أهلها إذا اتت، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت، لا يجبن اذا المنايا هلعت،
ولا يحور إذا المؤمنون اكتنفت ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت، مشمز، مغلوب،
ضفر، ضرغامة، حصد، مخدش ـ ذكر، سيف من سيوف الله، رأس، قشم، نشق رأسه في
باذخ السؤدد، وغارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنك عن تبعته صارف، عارض
ينوص إلى الفئة كل مناص، أن قال فشر قائل، وان سكت فذود عابر ثم رجع إلى
صفة المهدي ـ عليه السلام ـ فقال ـ عليه السلام ـ أوسعكم كهفاً وأكثركم
علماً وأوصلكم رحماً اللهم فاجعل بيعته خروجاً من الغمة واجمع به شمل
الأمّة فإن جاز لك (فان خار الله لك) فاعزم ولا تنثن عنه ان وقفت له ولا
تجيزن عنه ان وفقت اليه هاه (وأومأ بيده إلى صدره) شوقاً إلى رؤيته، قال
المجلسي عليه الرحمة: الالفاظ الواردة في الحديث تحتاج إلى توضيح وبيان،
اما قوله ـ عليه السلام ـ درج الداجون أي القوم انقرضوا والغرض انقراض قرون
كثيرة، وذهب المجلبون أي المجتمعون على الحق والمعينون للدين، الطود الجبل
العظيم، المفيض الموضع الذي يغلب فيه الماء، ولعل المعنى انه ـ عليه السلام
ـ بحر العلوم والخيرات، فهي كامنة فيه، مجفو أهلها أي اذا اتاه أهله يجفونه
ولا يطيعونه، هلعت أي صارت حريصة على اهلاك الناس، لا يحور أي لا يجبن ـ
الكماة بالضم جمع الكمي، وهو الشجاع، الضرغامة بالكسر الأسد، حصد أي يحصد
الناس بالقتل، مخدش ـ أي يخدش الكفار ويجرحهم، الذكر من الرجال بالكسر،
القوى والشجاع الأبي، القثم كزفر، الكثير العطاء ـ نشق، يقال رجل نشق، اذا
كان يدخل في أمور لا يكاد يخلص منها، وفي بعض النسخ لبق باللام والباء، أي
حاذق بما عمل، الباذخ العالي ـ الغارز الثابت من الغريزة، نيوص من المناص
والملجأ أي يتحرك ويتنحى ـ ذود عابر من الدعارة، وهو الخبث والفساد، ولا
يبعد أن يكون تصحيف الدغائل بمعنى الدغل والحقد، أو بالمهملة من الدعل
بمعنى الحثل قوله فان جاز لك يتيسر لك، انثني من الثنية بمعنى الانعطاف ـ
ولا تجيزن عنه، من التجاوز والعدول من الحق، وفي بعض لا تجزن بالمهملة من
التحيز والمكان والتنحي، أي لا تبعدن عنه عليه السلام).
الفصل السابع:
في علائم الظهور
( 45 ) عقد الدرر ص41 عن محمد بن
صامت قال: قلت لابي عبدالله الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ:
أما من علامةٍ بين يدي هذا الأمر (يعني ظهور المهدي) فقال: (بلى)، قلت وما
هي، قال: (هلاك بني العباس وخروج السفياني والخسف بالبيداء) قلت: جعلت فداك
أخاف أن يطول هذا الأمر، قال: (انما هو نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً).(29)
( 46 ) البرهان ص113 طبع ايران بسنده
عن ابي عبدالله الحسين أنه قال:
(للمهدي خمس علامات السفياني واليماني، والصيحة من السماء، والخسف
بالبيداء، وقتل النفس الزكية).(30)
( 47 ) البرهان ص115 بسنده عن أبي
عبدالله الحسين بن علي قال:
(إذا هدم حائط مسجد الكوفة مما يلي دار عبدالله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك
القوم، وعند زواله خروج المهدي عليه السلام).
( 48 ) عقد الدرر ص106 بسنده عن أبي
عبدالله الحسين بن علي قال:
(إذا رأيتهم علامة في السماء ناراً عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي فعندها
فرج الناس وهي قدام المهدي).(31)
الفصل الثامن:
فيما بعد خروجه
( 49 ) عقد الدرر ص228 عن أبي
عبدالله الحسين بن علي انه قال:
(إذا خرج المهدي لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، وما يستعجلون
بخروج المهدي والله ما لباسه الا الغليظ ولا طعامه إلا الشعير وما هو إلا
السيف والموت تحت ظل السيف).
تقدم هذا الخبر في الفصل السادس بعضه.
( 50 ) عقد الدرر ص171 عن الحسين بن
علي ـ عليه السلام ـ أنه قال:
(تواصلوا وتباروا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لياتين عليكم وقت لا يجد
لديناره ولا درهمه موضعاً، يعني لا يجد عند ظهور المهدي مصرفاً يصرفه فيه
بفضل الله وفضل وليّه).
( 51 ) عقد الدرر ص87 عن أبي عبدالله الحسين بن علي.
(أنّ لله مأدبة بقرتيسيا (مائدة) يطلع مطلع من السماء فينادي يا
طير السما ويا سباع الأرض هلمّوا إلى الشبع من لحوم الجبارين. قرقيسيا بلدة
على نهر خابور قرب الرحبة على ستة فراسخ، وعندها مصب نهر الخابور في الفرات
فهي بين الخابور والفرات).
في مراصد الأطلاع ج2 ص108 قرقيسيا بفتح القاف ثم السكون بلد على الخابور
فوق رحبة مالك بن طرف.
في الجزء الأول من مراصد الإطلاع ص444 خابور بعد الألف باء موحدة، رأس عين
يصب إلى الفرات من أرض الجزيرة عليه ولاية واسعة وبلدان جمّة، منها عربان
والمجدك وماكسين وقرقيسيا، وهي عند مصبه في الفرات، والخابور خابور
الحسينيّة، من أعمال الموصل في شرق دجلة، وهو نهر من جبال أهل الزوزان،
عليه عمل واسع وقرى في شمال الموصل.
( 52 ) بلاغة الحسين ص150 عن البحار
بسنده عن بشير بن غالب الأسدي، قال:
قال لي الحسين ـ عليه السلام ـ: (يا بشير ما بقاء قريش إذا قدم القائم
المهدي منهم خمسمأة رجل فضرب أعناقهم صبرا ثم قدم خمسمأة فضرب أعناقهم
صبراً ثم قدم خمسمأة فضرب أعناقهم صبراً). قال فقلت: أصلحك الله أيبلغون
ذلك، فقال: (إنّ مولى القوم منهم).
الفصل التاسع:
في سيرته عليه السلام
( 53 ) عقد الدرر ص236 بسنده عن الحسن بن هارون بياع الأنماط قال:
كنت عند أبي عبدالله الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ جالساً فسأله المعلى بن
الخنيس أيسير المهدي ـ عليه السلام ـ إذا خرج بخلاف سيرة عليّ ـ عليه
السلام ـ قال: (نعم. وذلك أنّ علياً سار باللين والكف لأنه علم أن شيعته
سيظهر عليهم من بعده، وأن المهدي إذا خرج سار فيهم بالبسط والسبي، وذلك أنه
يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً).(32)
الفصل العاشر:
في مدةّ ملكه
الأخبار المروية في مدة ملكه وسلطنته ـ عليه السلام ـ مختلفة، ففي بعضها
مدة ملك الإمام المهدي وسلطنته عشرون سنة، وفي بعضها الآخر ثلاثون أو
أربعون سنة، ويظهر من بعض آخر أنّ مدة ملكه سبعون سنة، وفي بعض الروايات
أزيد من ذلك، وسيأت الجمع بين الروايات.
( 54 ) عقد الدرر ص239 عن أبي
عبدالله الحسين بن علي قال:
(يملك المهدي تسعة عشر سنة).
( 55 ) عقد الدرر 239 عن نعيم بن
حماد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:
(في حديثٍ قسطنطينية والصين وجبال الديلم فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل
سنة عشر سنين من سنينكم)
عن دينار بن دينار قال بقاء المهدي أربعة وعشرون سنة.(33)
( 56 ) وفي بعض الروايات حياة المهدي
ثلاثون سنة.
( 57 ) وفي آخر يلي المهدي أمر الناس
ثلاثين أو أربعين سنة(34).
( 58 ) عقد الدرر عن أبي جعفر:
(أن القائم يملك ثلاث مائةٍ وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم).(35)
وقال في كتاب البرهان ص163 ذكر الشيخ أحمد بن حجر في رسالته التي سمّاها
القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، أنه يمكن الجمع على تقدير صحة
الروايات بأنّ ملكه ـ عليه السلام ـ متفاوته الظهور والقوة، فيحمل التحديد
بالأكثر على أنّه باعتبار مدة الملك من حيث هوهو، وبالأقل على أنه باعتبار
غاية الظهور، وبالوسط على أنه أمر وسط بين الابتداء والانتهاء.
ويمكن القول بأن اختلاف مدة ملكه وحياته باعتبار المناطق والأمكنة، كما
ورد.
أنه ـ عليه السلام ـ يمكث أربع عشرة سنة ببيت المقدس.
والله أعلم بحقيقة الأمر جعلنا الله من اتباعه وشيعته وعصمنا الله من الزلل
والفتن. انتهى.
وعن البحار الأخبار المختلفة الواردة في مدة ملكه بعضها محمول على جميع
ملكه، وبعضها على زمان استقرار دولته، وبعضها على حساب ما عندنا من السنين
والشهور وبعضها على سنيه وشهوره الطويلة.
هذا آخر ما أردنا جمعه مما روى عن الامام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهم السلام ووقع الفراغ من تبويب هذه الرسالة عن ما كتبته غير مبوب في
سنة 1406 الهجري القمري في تركيّة في بلدة استانبول والاختلاف بين
الرسالتين في التبويب والترتيب فقط لا غير، الحمد لله أوّلا وآخراً.
اللهم انا نرغب إليك بدولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق
وأله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها
كرامة الدنيا والآخرة.
أحمد صابري الهمداني
في العشر الاُخر من الجمادي الأول 1406 الهجري القمري
المصادف 1364 الهجري الشمسي المطابق 1986 الميلادي
الهوامش
(1) (يحيى) بن وثاب
من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ كان مستقيما وإذا
صلى كأنه يخاطب أحداً.
(2) رواه في البحار ج 51ص133.
(3) الحارث الأعور من أصحاب أمير المؤمنين والحسنين عليهم السلام من الثقاة
من قبيلة همدان وأولياء أمير المؤمنين عليه السلام.
عن الكشي عن أبي عمر البزاز قال سمعت الحارث الأعور وهو يقول اتيت أمير
المؤمنين عليا ـ عليه السلام ـ ذات ليلة فقال يا أعور ما جاء بك، قال فقلت
يا أمير المؤمنين جاء بي والله حبك، قال فقال: أما اني ساحدثك لتشكرها أما
أنه لا يموت عبد يحبني فيخرج نفسه حتى يراني حيث يحب ولا يموت عبد يبغضني
فيخرج نفسه حتى يراني حيث يكره وإليه يشير قول الشاعر:
يا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا
(4) صرح في عقد الدرر ص158 ان شعيب راويها عن ابي عبدالله الامام الحسين ـ
عليه السلام ـ ونقلها في البحار ج51 ص39 عن ابي عبدالله مقتصراً بالكنية
فقط ولم أجده في أصحاب الامام الحسين ولا في أصحاب ابي عبدالله الامام
الصادق عليهما السلام.
(5) عيسى الخشاب لم اجده في كتب الرجال ولا سعد بن محمد الراوي عنه.
(6) عبد الله بن شريك ناقل الرواية هوالعامري روى عن الامام السجاد وابي
جعفر الباقر عليهما السلام ولا يبعد دركه الامام الحسين ـ عليه السلام ـ
واخذ الرواية عنه من غير واسطة وذكر بعض انه من أصحاب الامام الصادق ـ عليه
السلام ـ ونقل رواية تدل على وثاقته وسمو رتبته وعلى هذا يحتمل ان يكون
الراوي عن الحسين ـ عليه السلام ـ محذوفاً في الرواية ويؤيده ان عبدالله
المذكور روي في الرواية السابعة عشر عن رجل من همدان قال سمعت الحسين بن
علي.
(7) المهدي الموعود ج1 ص116.
(8) البرهان طبع الخيام ص94.
(9) المهدي الموعود ج1 ص116.
(10) رواه في اثبات الهداة ج6 ص397 وفي البحار ج51 ص134.
(11) رواه في تفسير نور الثقلين ج2 ص213.
(12) رواه في الأكمال ج1 ص117.
(13) رواه في البحار ج51 ص110.
(14) رواه أبو سعيد الخدري عن رسول الله كما في الكفاية ص30.
(15) اكمال الدين ج1 ص269.
(16) رواه في اكمال الدين ج1 ص317 وفي اثبات الهداة ج6 ص397 وبحار الأنوار
ج51 ص133.
(17) بحار الأنوار ج51 ص110.
(18) إكمال الدين ج1 ص317.
(19) سورة زخرف الآية 28.
(20) هذا الحديث مروي عن الرسول في كتب العامة رواه كثير من علماء أهل
السنة وتجده في الصحاح الستة وغيرها عن أصحاب النبي أنهم رووا حديث الثقلين
عن رسول الله صلى الله عليه وآله منهم زيد بن ثابت قال: قال رسول الله: اني
تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي الا وهما الخليفتان من
بعدي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
(21) يحيى بن يعمر وفي بعض النسخ المعمر وفي آخر يعمن.
(22) إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الطيار من أصحاب الإمام السجاد ـ عليه
السلام ـ ونقله عن الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ لا اشكال فيه ويمكن نقله
أيضاً بواسطة أبيه عبدالله بن جعفر ولم يذكره في الرواية.
(23) عطاء ابن رياح من أصحاب أمير المؤمنين.
(24) هو عبدالله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري من اجداد أحمد بن محمد
بن عيسى الأشعري القمي.
(25) الظاهر أن يزيد السمان هو ابن ثبيط كان من أصحاب الإمام الحسين ـ عليه
السلام ـ ويحتمل كونه يزيد بن جبلة أو يزيد بن حاتم من أصحاب أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام.
(26) روى في اثبات الهداة ج6 ص67 بعضاً من الرواية.
(24) البحار ج51 ص133.
(28) صرح صاحب عقد الدر باسم الحسين ـ عليه السلام ـ بعد ابي عبدالله واظنه
خطاء فان الحارث بن المغيرة النضري من أصحاب ابي عبدالله الامام الصادق
ويبعد روايته عن الحسين من دون واسطة.
(29) الرابعة والأربعون رواها محمد بن صامت وهو من أصحاب الامام الصادق ـ
عليه السلام ـ والتصريح بالاسم بعد الكنية من خطاء عقد الدرر أو حذف الراوي
الأخير.
(30) رواه في عقد الدرر ص111.
(31) رواه في البرهان ص109.
(32) الرواية رواها حسن بن هارون بياع الأنماط قال كنت عند ابي عبدالله
الحسين بن علي جالساً كما في عقد الدرر ص236 لاشك في الراوي من أصحاب أبي
عبدالله جعفر بن محمد الصادق ولا يمكن روايته عن الامام ابي عبداله الحسين
ـ عليه السلام ـ والتصريح بالاسم بعد الكنية من سهو مؤلف عقد الدرر والمروي
عنه هو أبو عبدالله الامام الصادق ويدل عليه قول الراوي: فسأله المعلى بن
خنيس وواضح أن المعلى كان من موالي الامام الصادق عليه السلام.
(33) عقد الدرر ص239.
(34) المصدر ص241.
(35) عقد الدرر ص241.