الإمامة المبكّرة
  • عنوان المقال: الإمامة المبكّرة
  • الکاتب: نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:47:2 1-9-1403

الإمامة المبكّرة

من مقتضيات المفهوم المهدويّ عند أئمّة أهل البيت عليهم السّلام الاعتقاد بالإمامة المبكّرة للإمام المهديّ عليه السّلام، وهذه الخصوصيّة تارةً ننظر إليها من الزاوية الإسلاميّة بقصد البرهنة والإثبات ودفع ما يمكن أن يَرِد عليها من إشكال دينيّ، وأُخرى من زاوية الواقع لبيان أنّ هذه الإمامة إمامةٌ واقعيّة تحمل المؤهّلات الكافية، وليست إمامةً مفترَضة أو مُدّعاة.

وإذا نظرنا إليها من الزاوية الإسلاميّة وجدنا ضرورةَ تمييز مسألة الإمامة أوّلاً، هل هي مسألة عقائديّة ؟ أم أنّها مسألة تشريعيّة ؟ فإن كانت مسألة عقائديّة ـ كما هو معتقَد الشيعة ـ فإنّنا نجد القرآن يصرّح بثبوت النبوّة ـ وهي مسألة عقائديّة ـ للصبيّ، قال تعالى: ) يا يَحيى خُذِ الكتابَ بِقُوّةٍ وآتَيناهُ الحُكْمَ صَبِيّاً (1). وإن كانت مسألةً تشريعيّة، فإنّ من واضحات الشريعة الإسلاميّة ثبوتَ الحَجْر على الصغير، ومَن كان محجوراً عليه، فاقداً للولاية على نفسه، كيف تُتاح له الولاية على غيره ؟ فلا تكون إمامة الصبيّ مشروعةً حينئذٍ.

وقد اختلف المسلمون في هذه المسألة، فمدرسة المذاهب الأربعة جعلت الخلافة والإمامة والولاية من شؤون الشريعة وأعمال المكلَّفين، بينما آمنت مدرسة أهل البيت عليهم السّلام بأنّها مسألة عقائديّة ومن جملة أُصول الدين التي هي من شؤون ربّ العالمين، وليست من خصائص المكلَّفين وأعمال العباد. وحينئذ، فمدرسة أهل البيت عليهم السّلام حينما تعتقد بالإمامة المبكّرة لعدد من الأئمّة عليهم السّلام ومن جملتهم الإمام المهديّ عليه السّلام، فهي منسجمة مع نفسها في هذا المضمار، لا يَرِد عليها إشكال مِن جهةٍ عقائدية ما دام القرآن يصرّح بالنبوّة المبكّرة ليحيى عليه السّلام، ولا مِن جهة تشريعيّة ما دامت المسألة من وجهة نظر أهل البيت عليهم السّلام خارجةً عن نطاق التشريع وداخلةً في نطاق العقيدة. وأحكام الشريعة في باب الحَجْر على الصغير تنطبق على المكلَّفين ولا تنطبق على الله سبحانه وتعالى، لأنّ الشريعة خطابات إلهيّة موجّهة إلى المكلَّفين.

وهكذا يتّضح أن غرضنا من الاستشهاد بنبوّة يحيى عليه السّلام هو لبيان أنّ الإمامة كالنبوّة مسألة عقائديّة، وأنّ المسألة العقائديّة لا تخضع لمقاييس الناس، بل لا تخضع حتّى لمقاييس الشريعة التي جاءت لتنظيم سلوك المكلّفين، فلا يصحّ تطبيقها على ربّ العالمين، فنبوّة يحيى تفيدنا أنّ المسألة العقائديّة تتقوّم بالدليل والبرهان، فإذا قام البرهان العقائديّ على إمامة الصغير فلابدّ من الإذعان بها كما أذعنّا بنبوّة الصغير حينما قام البرهان العقائديّ عليها، وحينئذٍ فلا معنى لما قد يُقال من أنّ الاستشهاد بنبوّة يحيى عليه السّلام لا محلّ له، لأنّها مذكورة صراحةً في القرآن بخلاف المسألة المهدويّة.

ومن هنا فإنّ اعتراض ابن حَجَر الهيثميّ وأمثاله على إمامة الإمام المهديّ عليه السّلام ساقطٌ لا أساس له، حيث كتب وبأُسلوب غير مناسب يقول: « ثمّ المقرَّر في الشريعة المطهّرة أنّ الصغير لا تصحّ ولايته، فكيف ساغ لهؤلاء أن يزعموا إمامة من عُمره خمس سنين... »(2)، فقد اتّضح أنّ هذا ليس من مقرَّرات الشريعة، وإنّما من مقرّرات فقههم الذي لا يصحّ لهم إلزامُنا به.

وإذا نظرنا إليها من زاوية الواقع التاريخيّ، وجَدْنا أنّ المهديّ عليه السّلام خَلفَ أباه في إمامة المسلمين وهو ابن خمس سنين، وهذا يعني أنّه كان إماماً بكلّ ما في الإمامة من محتوىً فكريّ وروحيّ في وقت مبكّر جدّاً من حياته الشريفة.

يقول السيّد الشهيد الصدر رضي الله عنه في هذا المضمار:

« والإمامة المبكّرة ظاهرة سَبقه إليها عددٌ من آبائه عليهم السّلام، فالإمام محمّد بن عليّ الجواد عليه السّلام تولّى الإمامةَ وهو في الثامنة من عمره(3)، والإمام عليّ ابن محمّد الهادي تولّى الإمامةَ وهو في التاسعة من عمره(4)، والإمام أبو محمّد الحسن العسكريّ ـ والد القائد المنتظَر ـ تولّى الإمامة وهو في الثاني والعشرين من عمره(5).

ويلاحظ أنّ ظاهرة الإمامة المبكّرة بلغت ذروتها في الإمام المهديّ والإمام الجواد عليهما السّلام، ونحن نُسمّيها ظاهرة؛ لأنّها كانت بالنسبة إلى عدد من آباء المهديّ عليه السّلام تشكّل مدلولاً حسّيّاً عمليّاً عاشه المسلمون، ووعَوه في تجربتهم مع الإمام بشكل وآخر، ولا يمكن أن نُطالب بإثباتٍ لظاهرة من الظواهر أوضح وأقوى من تجربة أُمّة(6). ونوضّح ذلك ضمن النقاط التالية:

أ ـ لم تكن إمامة الإمام من أهل البيت مركزاً من مراكز السلطان والنفوذ التي تنتقل بالوراثة من الأب إلى الابن، ويدعمها النظام الحاكم كإمامة الخلفاء الفاطميّين، وخلافة الخلفاء العباسيّين، وإنّما كانت تكتسب ولاءَ قواعدها الشعبيّة الواسعة عن طريق التغلغل الروحيّ، والإقناع الفكريّ لتلك القواعد بجدارة هذه الإمامة لزعامة الإسلام، وقيادته على أُسس روحيّة وفكريّة.

ب ـ إنّ هذه القواعد الشعبيّة بُنيت منذ صدر الإسلام، وازدهرت واتّسعت على عهد الإمامَين الباقر والصادق عليهما السّلام، وأصبحت المدرسة التي رعاها هذان الإمامان في داخل هذه القواعد تشكّل تيّاراً فكريّاً واسعاً في العالم الإسلاميّ، يضمّ المئات من الفقهاء والمتكلّمين والمفسّرين والعلماء في مختلف ضروب المعرفة الإسلاميّة والبشريّة المعروفة وقتئذ، حتّى قال الحسن بن عليّ الوشّاء: إنّي دخلت مسجد الكوفة فرأيت فيه تسعمائة شيخ، كلُّهم يقولون: حدّثَنا جعفرُ بن محمّد(7).

ج ـ إنّ الشروط التي كانت هذه المدرسة وما تُمثّله من قواعد شعبية في المجتمع الإسلاميّ، تؤمن بها وتتقيّد بموجبها في تعيين الإمام والتعرّف على كفاءته للإمامة، شروطٌ شديدة؛ لأنّها تؤمن بأنّ الإمام لا يكون إماماً إلاّ إذا كان أعلمَ علماء عصره(8).

د ـ إنّ المدرسة وقواعدها الشعبيّة كانت تقدّم تضحيات كبيرة في سبيل الصمود على عقيدتها في الإمامة؛ لأنّها كانت في نظر الخلافة المعاصرة لها تشكّل خطّاً عدائيّاً، ولو من الناحية الفكريّة على الأقلّ، الأمر الذي أدّى إلى قيام السلطات وقتئذٍ وباستمرار تقريباً بحملاتٍ من التصفية والتعذيب، فقُتل مَن قُتل، وسُجن من سُجن، ومات في ظلمات المعتقلات المئات، وهذا يعني أنّ الاعتقاد بإمامة أئمّة أهل البيت كان يكلّفهم غالياً(9)، ولم يكن له من الإغراءات سوى ما يحسّ به المعتقِد أو يفترضه من التقرّب إلى الله تعالى والزلفى عنده.

هـ ـ إنّ الأئمّة الذين دانت هذه القواعد لهم بالإمامة لم يكونوا معزولين عنها، ولا متقوقعين في بروج عالية شأنَ السلاطين مع شعوبهم، ولم يكونوا يحتجبون عنهم إلاّ أن تحجبهم السلطة الحاكمة بسجن أو نفي، وهذا ما نعرفه من خلال العدد الكبير من الرواة والمحدّثين عن كلّ واحد من الأئمّة الأحد عشر، ومن خلال ما نُقل من المكاتبات التي كانت تحصل بين الإمام ومعاصريه، وما كان الإمام يقوم به من أسفار من ناحية، وما كان يبثّه من وكلاء في مختلف أنحاء العالم الإسلاميّ من ناحية أُخرى، وما كان قد اعتاده الشيعة من تفقّد أئمّتهم وزيارتهم في المدينة المنوّرة عندما يؤمّون الديار المقدّسة من كلّ مكان لأداء فريضة الحجّ(10)، كلّ ذلك يفرض تفاعلاً مستمرّاً بدرجة واضحة بين الإمام وقواعده الممتدّة في أرجاء العالم الإسلاميّ بمختلف طبقاتها من العلماء وغيرهم.

و ـ إنّ الحكومات المعاصرة للأئمّة عليهم السّلام كانت تنظر إليهم وإلى زعامتهم الروحيّة والإماميّة بوصفها مصدرَ خطرٍ كبير على كيانها ومقدّراتها، وعلى هذا الأساس بذلت كلَّ جهودها في سبيل تفتيت هذه الزعامة، وتحمّلت في سبيل ذلك كثيراً من السلبيّات، وظهرت أحياناً بمظاهر القسوة والطغيان حينما اضطرّها تأمينُ مواقعها إلى ذلك، وكانت حملات الاعتقال والمطاردة مستمرّة للأئمّة أنفسهم(11) على الرغم مما يخلّفه ذلك من شعور بالألم أو الاشمئزاز عند المسلمين وللناس الموالين على اختلاف درجاتهم.

إذا أخذنا هذه النقاطَ الستّ بعين الاعتبار، وهي حقائق تاريخيّة لا تقبل الشكّ، أمكن أن نخرج بنتيجة، وهي: أنّ ظاهرة الإمامة المبكّرة كانت ظاهرةً واقعية ولم تكن وَهْماً من الأوهام؛ لأنّ الإمام الذي يبرز على الساحة وهو صغير فيُعلن عن نفسه إماماً روحيّاً وفكريّاً للمسلمين، ويَدين له بالولاء والإمامة كلُّ ذلك التيّار الواسع، لابدّ أن يكون على قَدْر واضح وملحوظ بل وكبيرٍ من العلم والمعرفة وسعة الأُفق والتمكّن من الفقه والتفسير والعقائد؛ لأنّه لو لم يكن كذلك لَما أمكن أن تقتنع تلك القواعدُ الشعبيّة بإمامته، مع ما تقدّم من أنّ الأئمّة كانوا في مواقعَ تُتيح لقواعدهم التفاعلَ معهم، وللأضواء المختلفة أن تُسلَّط على حياتهم وموازين شخصيّتهم.

فهل تُرى أنّ صبيّاً يدعو إلى إمامة نفسه ويَنصب منها علماً للإسلام وهو على مرأىً ومسمع جماهير قواعده الشعبيّة، فتؤمن به وتبذل في سبيل ذلك الغالي من أمنها وحياتها بدون أن تكلّف نفسها اكتشافَ حاله، وبدون أن تهزّها ظاهرةُ هذه الإمامة المبكّرة لاستطلاع حقيقة الموقف وتقييم هذا الصبيّ الإمام ؟!(12) وهبْ أنّ الناس لم يتحرّكوا لاستطلاع المواقف، فهل يمكن أن تمرّ المسألة أيّاماً وشهوراً بل أعواماً دون أن تتكشّف الحقيقة على الرغم من التفاعل الطبيعيّ المستمرّ بين الصبيّ الإمام وسائر الناس ؟! وهل من المعقول أن يكون صبيّاً في فكره وعلمه حقّاً ثمّ لا يبدو ذلك من خلال هذا التفاعل الطويل ؟!

وإذا افترضنا أنّ القواعد الشعبيّة لإمامة أهل البيت عليهم السّلام لم يُتَح لها أن تكتشف واقع الأمر، فلماذا سكتت الحكومات القائمة ولم تعمل لكشف الحقيقة إذا كانت في صالحها ؟! وما كان أيسرَ ذلك على السلطة القائمة لو كان الإمام الصبيّ صبيّاً في فكره وثقافته كما هو المعهود في الصبيان، وما كان أنجحَه من أُسلوب أن تُقدّم هذا الصبيّ إلى شيعته وغير شيعته على حقيقته، وتبرهن على عدم كفاءته للإمامة والزعامة الروحيّة والفكريّة، فلئن كان من الصعب الإقناع بعدم كفاءة شخص في الأربعين أو الخمسين قد أحاط بقَدْرٍ كبير من ثقافة عصره لتسلّمِ الإمامة، فليس هناك صعوب في الإقناع بعدم كفاءة صبيٍّ اعتياديّ ـ مهما كان ذكيّاً وفطناً ـ للإمامة بمعناها الذي يعرفه الشيعة الإماميّون(13)، وكان هذا أسهل وأيسر من الطرق المعقّدة وأساليب القمع والمجازفة التي انتهجتها السلطات وقتئذٍ.

إنّ التفسير الوحيد لسكوت الحكومات المعاصرة عن تلك الخطوة(14)، هو أنّها أدركت أنّ الإمامة المبكّرة ظاهرةٌ حقيقيّة وليست شيئاً مُصطنَعاً. والحقيقة أنّها أدركت ذلك بالفعل بعد أن حاولت أن تجرّب ذلك فلم تستطع، والتاريخ يحدّثنا عن محاولات من هذا القبيل وفشلها(15)، بينما لم يحدّثنا إطلاقاً عن موقفٍ تزعزعت فيه ظاهرة الإمامة المبكّرة أو واجه فيه الصبيُّ الإمامُ إحراجاً يفوق قدرته أو يزعزع ثقة الناس فيه.

وهذا معنى ما قلناه من أنّ الإمامة المبكّرة ظاهرة واقعيّة في حياة أهل البيت عليهم السّلام وليست مجرّدَ افتراض، كما أنّ هذه الظاهرة الواقعيّة لها جذورها وحالاتها المماثلة في تراث السماء، الذي امتدّ عِبْرَ الرسالات والزعامات الربّانيّة.

ويكفي مثالاً لظاهرة الإمامة المبكّرة في التراث الربانيّ لأهل البيت عليهم السّلام: يحيى عليه السّلام؛ إذ قال الله سبحانه وتعالى: يا يَحيى خُذِ الكتابَ بِقوّةٍ وآتَيناه الحُكْمَ صَبِيّاً (16).

ومتى ثبت أنّ الإمامة المبكّرة ظاهرةٌ واقعيّة ومتواجدة فعلاً في حياة أهل البيت عليهم السّلام، لم يَعُد هناك اعتراضٌ فيما يخصّ إمامةَ المهديّ عليه السّلام وخلافته لأبيه وهو صغير(17) »(18).

------------------------------------

1 ـ مريم:12.

2 ـ الصواعق المحرقة لابن حجر 256، دار الكتب العلميّة.

3 ـ الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكيّ 253، والإرشاد للشيخ المفيد 274:2..

4 ـ التتمّة في تواريخ الأئمّة للسيّد تاج الدين العامليّ من أعلام القرن الحادي عشر الهجريّ، نشر مؤسّسة البعثة ـ قمّ. وراجع: الصواعق المحرقة لابن حجر 312 ـ 313، إذ ذكر طَرَفاً من سيرة الإمام وكراماته.

5 ـ التتمّة في تواريخ الأئمّة للسيّد تاج الدين العامليّ من أعلام القرن الحادي عشر الهجريّ، نشر مؤسّسة البعثة ـ قمّ. وراجع: الصواعق المحرقة لابن حجر 312 ـ 313، إذ ذكر طَرَفاً من سيرة الإمام وكراماته.

6 ـ الإرشاد 281:2 وما بعدها؛ الصواعق المحرقة 312 ـ 313.. فقد أوردا قصّة المحاورة التي دارت بين الإمام الجواد عليه السّلام وبين يَحيى بن أكثم زمن المأمون، وكيف استطاع الإمام عليه السّلام أن يُثبت أعلميّتَة وقدرته على إفحامه وهو في تلك السنّ المبكّرة.

7 ـ هذه قضيّة مشهورة تناقلها الخاصّ والعامّ. يراجع: صحاح الأخبار لمحمّد سراج الدين الرفاعيّ 44، نقلاً عن الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر 55:1 . قال ابن حجر في الصواعق المحرقة 305: « جعفر الصادق، نقلَ الناسُ عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صِيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمّة الأكابر: كيحيى بن سعيد وابن جريج ومالك والسفيانَين وأبي حنيفة وشعبة وأيوّب السختيانيّ... ».

8 ـ كون الإمام أعلمَ أهل زمانه أمرٌ متسالَم عليه عند الإماميّة. يراجع: الباب الحادي عشر للعلاّمة الحلّيّ 44، هذا وقد عُرّضوا لأكثر من اختبار صلوات الله وسلامه عليهم لإثبات هذا المُدّعى، فنجحوا فيه.

راجع: الصواعق المحرقة لابن حجر:312، فقد نقل تفصيلاً في هذه المسألة عن مسائل يحيى بن أكثم للإمام الجواد عليه السّلام.

9 ـ إن الإعتقاد بإمامة الأئمّة كلّف أتْباعهم غالياً، وهذا ثابت تاريخيّاً، وليس إلى إنكاره من سبيل، والشاهد يدلّ على الغائب أيضاً. يراجع: مقاتل الطالبيّين لأبي الفَرَج الأصبهانيّ.

10 ـ وقد أوصى الأئمّة بذلك أتباعهم، كما هو لسان الروايات الكثيرة.

يراجع: أُصول الكافي 392:1 ، كتاب الحجّة ـ باب « إنّ الواجب على الناس بعدما يقضون مناسكهم أن يأتوا الإمامَ فيسألوه عن معالم دينه، ويُعْلمونه ولايتَهم ومودّتهم له ».

11 ـ يراجع في تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، وتعرّضهم للأضطهاد والمطاردة والسجن والقتل أحياناً:

أ ـ الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكيّ.

ب ـ مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج الأصفهانيّ.

ج ـ الإرشاد للشيخ المفيد.

12 ـ إشارة إلى الإمام المهديّ عليه السّلام، ومِن قبلُ إلى الإمام الجواد عليه السّلام مثلاً.

13 ـ أي على أنّه يجب أن يكون أفضلَ الناس، وأعلمَ الناس كما هو معتقد الإماميّة الاثني عشريّة.

يراجع: حقّ اليقين في معرفة أُصول الدين للسيّد عبدالله شُبّر المتوفّى سنة (1242 هـ) 141:1 ، المقصد الثالث.

14 ـ يقصد تقديم الإمام الصبيّ للاختبار أمام الملأ لإظهار حقيقة الأمر.

15 ـ قد فعل المأمون ذلك، وانكشف لدى الخاصّ من العلماء مدى ما يمتلكه الإمام الجواد عليه السّلام من الفقه والعلم. يراجع: الصواعق المحرقة لابن حجر 312.

16 ـ مريم:12.

17 ـ وقد شاهد خاصّةُ الشيعة الإمامَ المهديّ عليه السّلام واتّصلوا به، وأخذوا عنه، كما حصل عن طريق السفراء الأربعة، يراجع: تبصرة الوليّ فيمن رأى القائمَ المهديّ للبحرانيّ؛ الإرشاد للشيخ المفيد 345. ويراجع تفصيلاً وافياً في الدفاع عن الكافي للسيّد ثامر العميديّ 535:1 وما بعدها.

18 ـ بحث حول المهدي، للسيّد الشهيد الصدر قدس سره الشريف: 93 ـ 99.

نقلاً من موقع شبكة الإمام الرضا عليه السلام