عوامل نشوء اليقين بولادة الإمام المهدي (عليه السلام)
  • عنوان المقال: عوامل نشوء اليقين بولادة الإمام المهدي (عليه السلام)
  • الکاتب: الشيخ باقر الإيرواني
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 0:34:48 2-9-1403

عوامل نشوء اليقين

بولادة الإمام المهدي (عليه السّلام)(*)

 الشيخ باقر الإيرواني

العامل الأوّل :

الأحاديث الكثيرة المسلّمة بين الفريقين الإماميّة وغيرهم ، والتي تدلّ على ولادة الإمام (سلام الله عليه) ، ولكن مِن دون أنْ تَرِدَ في خصوص الإمام المهدي (عليه السّلام) وبعنوانه ، فهي تدلّ على ولادة الإمام من دون أنْ تنصبَّ على هذا الاتّجاه ، وأَذْكُرُ لكم في هذا المجال ثلاثة أحاديث :

الحديث الأوّل :

حديث الثِقْلين أو الثَقَلَين الذي هو حديث متواتر بين الإماميّة والإخوة العامّة ، ولا مجال للمناقشة في سنده ، قاله النبي (صلّى الله عليه وآله) في مواطن متعدّدة : في حجّة الوداع ، في حجرته المباركة ، في مرضه ، وفي ... ، فإذا رأينا اختلافاً في بعض ألفاظ الحديث فهو ناشئ من اختلاف مواطن تعدّد ذكر النبي (صلّى الله عليه وآله) لهذا الحديث : ( إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمْ الثَقَلَيْن : كِتَابَ اللهِ ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِن الآخَر ، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ )(1) .

لاحظوا : ( وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ ) ، يعني أنّ الكتاب مع العترة ، من البداية ، من زمان النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى أنْ يردا عليه الحوض .

وهذا يدلّ على أنّ العترة الطاهرة مستمرّة مع الكتاب الكريم ، وهذا الاستمرار لا يمكن توجيهه إلاّ بافتراض أنّ الإمام المهدي (عليه السّلام) قد وُلد ولكنّه غائب عن الأعين ؛ إذ لو لم يكن مولوداً وسوف يولد في المستقبل لافترق الكِتَاب عن العترة الطاهرة ، وهذا تكذيب ـ استغفر الله ـ للنبي ، فهو يقول : ( وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ ) ، هذا لازمه أنّ العترة لها استمرار وبقاء مع الكتاب إلى أنْ يردا على النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وهذا لا يمكن توجيهه إلاّ بما قلتُ : إنّ الإمام المهدي (سلام الله عليه) قد وُلِد ولكنّه غائب ، وإلاّ يلزم الإخبار على خلاف الواقع .

وهذا حديث واضح الدلالة ، يدلّ على ولادة الإمام (سلام الله عليه) ، لكنْ كما قلتُ : هذا الحديث لم يرد ابتداءً في الإمام المهدي (عليه السّلام) ، وإنّما هو منصبّ على قضيّة ثانية : ( وإنّهما لن يفترقا ) ، لكن نستفيد منه ولادة الإمام بالدلالة الالتزاميّة .

وقد يقول قائل : لنفترض أنّ الإمام (عليه السّلام) لم يولد ، ولكن في فترة الرجعة التي ستقع في المستقبل يرجع الإمام العسكري (عليه السّلام) ، ويتولّد آنذاك الإمام المهدي (عليه السّلام) ، إنّ هذه فريضة ممكنة وعلى أساسها يتمّ التلائم بين صدق الحديث وافتراض عدم ولادة الإمام (عليه السّلام) .

وجوابنا : أنّ لازم هذه الفريضة تحقّق الافتراق بين العترة الطاهرة والكتاب الكريم في الفترة السابقة على فترة الرجعة ، ففي هذه الفترة لا وجود للإمام المهدي (عليه السّلام) ، ولا وجود للعترة ، وقد تحقّق فيها افتراق الكتاب الكريم عن العترة الطاهرة .

الحديث الثاني :

حديث الاثني عشر ، وهذا أيضاً حديث مسلّمٌ بين الفريقين ، يرويه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق أهل السُّنّة ، ومِن طرقنا أيضاً قد رواه غير واحد كالشيخ الصدوق مثلاً في كمال الدين , والحديث منقول عن جابر بن سمرة ، يقول : دخلت مع أبي على النبي (صلّى الله عليه وآله) فسمعته يقول :( إنّ هذا لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة )

ثمّ تكلّم بكلام خفي عليّ ، فقلت لأبي ما قال ؟ قال : ( كلّهم من قريش )(2) .

وهذا الحديث من المسلّمات أيضاً ، وليس له تطبيق معقول ومقبول إلاّ الأئمّة الاثني عشر (عليهم السّلام) .

وجاء البعض وحاول تطبيقه على الخلفاء الراشدين , واثنين أو ثلاثة من بني أميّة ، واثنين أو ثلاثة من بني العبّاس .

إنّ هذا تطبيق غير مقبول ، وكلّ شخص يلاحظ هذا الحديث يجده إخباراً غيبيّاً من النبي (صلّى الله عليه وآله) ، عن قضية ليس لها مصداق وجيه ومقبول سوى الأئمّة (صلوات الله عليهم) الاثني عشر .

وهذا الحديث بالملازمة يدلّ على ولادة الإمام المهدي (سلام الله عليه) ؛ إذ لو لم يكن مولوداً الآن ، والمفروض أنّ الإمام العسكري (عليه السّلام) تُوفّي ، ولم يحتمل أحد أنّه موجود ، إذاً كيف يولد الإمام المهدي (عليه السّلام) من أب هو متوفّى .

فلا بدّ وأنْ نفترض أنّ ولادة الإمام (عليه السّلام) قد تحقّقتْ ، وإلاّ هذا الحديث يعود تطبيقه غير وجيه .

فهذا الحديث بالدلالة الالتزاميّة يدلّ على ولادة الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) .

الحديث الثالث :

الذي أريد أنْ أذكره في هذا المجال حديثاً أيضاً مسلّماً سنداً بين الفريقين ، وهو قوله (صلّى الله عليه وآله) : ( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِيْتَةً جَاهِلِيَّةً )(3) .

هذا أيضاً يرويه أهل السنّة ، ويرويه الشيخ الكليني في الكافي ، فهو مسلّم عند السنّة والشيعة .

فإذا لم يكن الإمام المهدي (عليه السّلام) مولوداً الآن ، فهذا معناه نحن لا نعرف إمام زماننا ، فميتتنا ميتة جاهلية .

فالحديث يدلّ على أنّ كلّ زمان لا بدّ فيه من إمام ، وكلّ شخص مكلّف بمعرفة ذلك الإمام ، ومكلّف بأنْ لا يموت ميتة جاهلية ، فلو لم يكن الإمام مولوداً إذنْ كيف نعرف إمام زماننا ؟

هذه أحاديث ثلاثة ، وإنْ لم تكن منصبّة على الإمام المهدي (صلوات الله عليه) مباشرة ، ولكنّها بالدلالة الالتزاميّة تدلّ على أنّ الإمام (سلام الله عليه) قد وُلِدَ وتحقّقتْ ولادتُه .

العامل الثاني :

إخبار النبي والأئمّة (صلوات الله عليهم) بأنّه سوف يولَد للإمام العسكري (عليه السّلام) وَلَد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويغيب ، ويلزم على كلّ مسلم أنْ يؤمن بذلك .

هذه الأحاديث كثيرة ، فالشيخ الصدوق في كمال الدين جعلها في أبواب :

باب ما رُوي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) في الإمام المهدي (عليه السّلام) ، ذكر فيه خمسة وأربعين حديثاً .

ثمّ بعد ذلك ذكر باب ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) في الإمام المهدي (عليه السّلام) .

ثمّ باب عن الزهراء (سلام الله عليها) وما ورد عنها في الإمام المهدي (عليه السّلام) ، ذكر فيه أربعة أحاديث .

ثمّ عن الإمام الحسن (عليه السّلام) ، ذكر فيه حديثَين .

ثمّ عن الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ذكر فيه خمسة أحاديث .

ثمّ عن الإمام السجّاد (عليه السّلام) ، ذكر فيه تسعة أحاديث .

ثمّ عن الإمام الباقر (عليه السّلام) ، ذكر فيه سبعة عشر حديثاً .

ثمّ عن الإمام الصادق (عليه السّلام) ، ذكر فيه سبعة وخمسين حديثاً .

وقد جَمعتُ الأحاديث فكانت مئة وثلاثة وتسعين حديثاً .

هذا فقط ما يرويه الشيخ الصدوق في الإكمال(4) ، ولا أريد أنْ أضمّ ما ذكره الكليني في الكافي ، والشيخ الطوسي ، وغيرهما(5) ، وربما آنذاك يفوق العدد الألف رواية .

وتبرّكاً وتيمّناً أذكر حديثاً واحداً عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وحديثَين عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) .

* أمّا عن النبي (صلّى الله عليه وآله) :

فهو ما رواه ابن عبّاس قال : سمعتُ النبي (صلّى الله عليه وآله) يقول : ( ... أَلاَ وإنّ الله تبارك وتعالى جعلني وإيّاهم حُجَجَاً على عبادِهِ ، وجعلَ مِن صُلْبِ الحسينِ أئمّةً يقومون بأمْرِي ويحفظونَ وصيَّتِي ، التاسع منهم قائمُ أهلِ بَيْتِي ومَهْدِيّ أُمّتِي ، أشبَهُ الناسِ بِي فِي شمائِلِهِ وأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ ، يَظْهَرُ بَعْدَ غَيْبَةٍ طَوِيْلَةٍ ... ) . إلى آخر الحديث(6) .

وبهذا المضمون أو قريب منه أحاديث كثيرة ، وبعض الأحاديث تذكر أسماء الأئمّة (صلوات الله عليهم) .

* وأمّا عن الإمام الصادق (عليه السّلام) :

فهو ما رواه محمّد بن مسلم بسند صحيح متّفق عليه ، قال : سمعتُ أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : ( إنْ بَلَغَكُمْ عَنْ صَاحِبِكُمْ غَيْبَةٌ فَلا تُنْكِرُوْهَا )(7) .

وحديث آخر عن زرارة يقول : سمعتُ أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : ( إنّ لِلْقَائِمِ غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُوْمَ يَا زُرَارَة ، وَهُوَ المُنْتَظَرُ ، وَهُوَ الذِي يُشَكُّ فِي ولاَدَتِهِ )(8) .

فمسألة التشكيك في الولادة أخبر بها الإمام الصادق (عليه السّلام) من ذلك الزمان ، فكان أوّل مَن شكّك في الولادة جعفر عمّ الإمام المهدي (عليه السّلام) ؛ لعدم اطّلاعه على الولادة ، ووجود تعتيم إعلامي قوي على مسألة ولادة الإمام المهدي (عليه السّلام) ؛ نتيجة الظروف الحرجة المحيطة بالإمامة في تلك الفترة ، حتى إنّه لم يجز الأئمّة التصريح باسم الإمام المهدي (عليه السّلام) ، فجعفر ما كان مطّلعاً على أنّ الإمام العسكري (عليه السّلام) له ولد باسم الإمام المهدي (عليه السّلام) ؛ لذلك فوجئ بالقضية وأنكر أو شكّك في الولادة ، فهو أوّل مَن شكّك .

ثمّ تلاه في التشكيك ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل ، شكّك في مسألة الولادة ، فقال : وتقول طائفة منهم ـ أي من الشيعة ـ : إنّ مولد هذا ـ يعني الإمام المهدي (عليه السّلام) ـ الذي لم يخلق قط في سنة ستين ومئتين ، سنة موت أبيه(9) .

وتبعه على ذلك محمّد إسعاف النشاشيبي في كتابه الإسلام الصحيح ، يقول : ولم يَعْقب الحسن ـ يعني العسكري (سلام الله عليه) ـ ذكراً ولا أنثى(10) .

على أيّ حال مسألة التشكيك في الولادة أخبر بها الإمام الصادق (عليه السّلام) ، وكانت موجودة من تلك الفترة ، فالإمام يقول لزرارة : ( وَهُوَ المُنْتَظَرُ ، وَهُوَ الذِي يُشَكُّ فِي ولاَدَتِهِ ، مِنْهُمْ مَنْ يَقُوْلُ : مَاتَ أَبُوْهُ بِلاَ خَلَف ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُوْلُ : إِنَّهُ وُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ أَبِيْهِ بِسَنَتَيْنِ ... ) .

إلى أنْ يقول الإمام : ( يَا زُرَارَة ، إِذَا أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الزَمَان فَادْعُو بِهَذَا الدُعَاء : اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ , اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُوْلَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُوْلَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ ، اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِيْنِي )(11) .

واقعاً الإنسان والعياذ بالله فجأةً يضلّ عن الدين من حيث لا يشعر ، فالدعاء بهذا ضروري للبقاء بالتمسّك بهذا المذهب الصحيح : ( اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِيْنِي ) .

ومن الأشياء التي لا تنبغي الغفلة عنها الأدعية المعروفة عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) ، ومنها هذا الدعاء : ( اللَّهُمّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ ابْنِ الحَسَنْ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آبَائِهِ ، فِي هَذِهِ السَاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ ، وَلِيَّاً وَحَافِظَاً , وَقَائِدَاً وَنَاصِرَاً , وَدَلِيْلاً وَعَيْنَاً ، حَتَّى تُسْكِنَه أَرْضَكَ طَوْعَاً , وَتُمَتِّعَهُ فِيْهَا طَوِيْلاً )(12) .

ومن الطبيعي أنّ الأئمّة (صلوات الله عليهم) يذكرون هذا الدعاء ليعلّموا شيعتهم ، ومِنْ تعبيرهم بالحجّة فقط يُعلَم مدى حالة الكتمان والتكتّم ، حتّى إنّ الوارد في الدعاء المتقدّم : ( اللّهمّ كُنْ لِوَلِيِّكَ فلان ابن فلان ) ؛ كتماناً للاسم المبارك .

هذه جملة من الأحاديث ، وهي بهذا الصدد كثيرة ، رواها الكليني في الكافي ، والشيخ في الغيبة ، وغيرهما ، وهي تشكّل في الحقيقة مئات الأحاديث في هذا المجال .

وبعد هذه الكثرة فهي من حيث السند متواترة لا معنى للمناقشة فيها ، وهي واضحة غير قابلة للاجتهاد ، وإلاّ لكان ذلك اجتهاداً في مقابل النص .

هذا هو العامل الثاني من عوامل نشوء اليقين بولادة الإمام المهدي (سلام الله عليه) .

العامل الثالث :

رؤية بعض الشيعة للإمام المهدي (عليه السّلام) كما حدّثت به مجموعة من الروايات الأخرى ، وهذه الروايات التي سأذكرها هي غير الروايات التي ذكرها الشيخ الصدوق في كمال الدين .

فرغم التعتيم الإعلامي بالنسبة إلى اسم الإمام وولادته (عليه السّلام) الذي قام به الأئمّة (عليهم السّلام) ، السلطة اطّلعتْ من خلال إخبار النبي وأهل البيت (عليهم السّلام) أنّه سوف يولَد شخص من ذرّية الإمام العسكري (عليه السّلام) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً , وتزول على يده المباركة السلطات الظالمة .

إنّهم كانوا مطّلعين ويراقبون الأوضاع كما اطّلع فرعون على مثل هذه القضية , وكان يراقب الأوضاع ويراقب النساء ويراقب القوابل ، ونفس القضية اتّبعها بنو العبّاس في زمان المعتمد العبّاسي ، فكانوا يراقبون الأوضاع ؛ ولذلك كانت القضيّة تعيش كتماناً شديداً من هذه الناحية , حتى إنّ الإمام الهادي (سلام الله عليه) يروي عنه الثقة الجليل أبو القاسم الجعفري داود بن القاسم ، الرجل العظيم الثقة الجليل , ويقول : سمعتُ أبا الحسن ـ يعني الإمام الهادي (عليه السّلام) ـ يقول : ( الخَلَفُ مِنْ بَعْدِي الحَسَنُ ابْنِي ، فَكَيْفَ لَكُمْ بِالخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الخَلَف ؟ )

فقلتُ : وَلِمَ ، جعلني الله فداك ؟

فقال : ( إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ شَخْصَهُ ، وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ ) .

فقلتُ : فكيف نذكره ؟

قال :( قُوْلُوْا الحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمّدٍ )(13) .

على أيّ حال ، رغم هذا التعتيم الإعلامي الذي حاول الأئمّة (عليهم السّلام) أنْ يقوموا به ، رأى الإمامَ المهدي (عليه السّلام) جماعةٌ من الشيعة . ينقل الشيخ الكليني عن محمّد بن عبد الله ومحمّد بن يحيى جميعاً عن عبد الله بن جعفر الحميري .

وهذا السند في غاية الصحّة والوثاقة ؛ فالشيخ الكليني معروف إذا حدّث هو مباشرة بكلام يحصل من نقله اليقين ، ومحمد بن عبد الله هو محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري من الثقات الأجلّة الأعاظم ، ومحمّد بن يحيى العطّار هو أستاذ الشيخ الكليني من الأعاظم الأجلّة ، فاثنان من أعاظم مشايخ الكليني الكبار ينقل عنهم ، وعبد الله بن جعفر الحميري معروف بالوثاقة والجلالة .

يقول عبد الله بن جعفر الحميري : اجتمعتُ أنا والشيخ أبو عمرو(14) (رحمه الله) عند أحمد بن إسحاق(15) ، فغمزني أحمد بن إسحاق أنْ أساله عن الخَلَف ، فقلتُ له : يا أبا عمرو ، إنّي أريد أنْ أسالك عن شيء ، وما أنا بشاكٍّ فيما أُريد أنْ أسألك عنه ؛ فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ... ولكن أحببتُ أنْ أزداد يقيناً ؛ فإنّ إبراهيم (عليه السّلام) سأل ربّه (عزّ وجل) أنْ يُرِيَه كيف يُحْيِي الموتى ، فقال : أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ؟ قال : بلى ولكن ليطمئنّ قلبي . وقد أخبرني أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن ـ يعني عن الإمام الهادي (عليه السّلام) ـ قال : سألتُه وقلتُ : مَن اُعامل , وعمّن آخِذُ ، وقولَ مَنْ أقبلُ ؟

فقال : ( العمري ثقتي ، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي ، وما قال لك عنّي فعنّي يقول ، فاسمع له وأَطِعْ ؛ فإنّه الثقة المأمون ) .

وأخبرني أبو علي أنّه سأل أبا محمّد (عليه السّلام) ـ يعني الإمام العسكري (عليه السّلام) ـ عن مثل ذلك ؟

فقال : ( العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعْهما ؛ فإنّهما الثقتان المأمونان ) .

فهذا قول إمامين قد مضيا فيك .

قال : فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ، ثمّ قال : سل حاجتك .

فقلتُ له : أنت رأيتَ الخلف من بعد أبي محمّد ؟ يعني مِن بعد العسكري (عليه السّلام) .

فقال : إي والله ... .

فقلتُ له : فبقيتْ واحدة .

فقال لي : هات .

قلتُ : الاسم ؟

قال : محرّم عليكم أنْ تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، وليس لي أنْ أحلّل ولا أحرّم ، ولكن عنه (عليه السّلام) ؛ فإنّ الأمر عند السلطان أنّ أبا محمّد مضى ولم يخلّف ولداً , وقسّم ميراثه ... فاتّقوا الله وأَمْسِكُوا عن ذلك(16) .

فهل هذه الرواية قابلة للاجتهاد من حيث الدلالة ؟

إنّها من حيث الدلالة صريحة ، ويتمسّك بها الاُصوليّون في مسألة حجيّة خبر الثقة ، وقد ذكر السيّد الشهيد الصدر في أبحاثه أنّ هذه الرواية لوحدها تفيدنا اليقين ـ وقد ذكر ذلك لا بمناسبة الإمام المهدي (عليه السّلام) ، بل بمناسبة حجّية خبر الثقة ـ ؛ إذ هناك إشكال يقول : إنّ هذه الرواية هي خبر واحد ، فكيف نستدلّ بها على حجيّة خبر الواحد ؟ ما هذا إلاّ دور في هذا المجال .

وكان السيد الشهيد يريد أنْ يثبّت أنّ هذه الرواية تفيد اليقين ؛ لأنّ الشيخ الكليني كلّما ينقل ويقول : أخبرني ، فلا نشكّ في إخباره ، والذي أخبره هو محمّد بن عبد الله ومحمّد بن يحيى العطّار ، وهما من أعاظم الشيعة لا نحتمل في حقّهم أنّهم كذبوا أو أخطؤوا ، ويحصل القطع من نقلهما ، وهما ينقلان عن عبد الله بن جعفر الحميري الذي هو من الأعاظم ، وهو ينقل مباشرةً عن السفير الأوّل للإمام (سلام الله عليه) ، والسفير يقول : أنا رأيتُ الخلف بعيني .

فهذه الرواية لوحدها يمكن أنْ يحصل منها اليقين ، وهي واضحة في الدلالة على أنّه قد رُئِيَ الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) .

وهناك رواية أخرى تنقل قصّة حكيمة بنت الإمام الجواد (سلام الله عليه) ، وهذه القصّة مشهورة ، ولكن لا بأس أنْ أشير إلى بعض مقاطعها ، وهي مذكورة في كتاب كمال الدين وغيره .

تنقل حكيمة : بعث إليّ أبو محمّد (سلام الله عليه) سنة خمس وخمسين ومئتين في النصف من شعبان ، وقال : ( يا عمّة ، اجعلي الليلة إفطارك عندي ؛ فإنّ الله (عزّ وجل) سيسرّك بوليّه وحجّته على خلقه ، خليفتي من بعدي ) .

قالت حكيمة : فتداخلني لذلك سرور شديد ، وأخذتُ ثيابي عليّ وخرجتُ من ساعتي حتى انتهيتُ إلى أبي محمّد (عليه السّلام) , وهو جالس في صحن داره , وجواريه حوله ، فقلتُ : جعلتُ فداك يا سيدي , الخلف ممّن هو ؟

قال : مِن سوسن ـ في بعض الروايات سوسن ، وفي بعضها نرجس ، وفي بعضها شيء آخر ، وقلت : إنّ هذه الاختلافات لا يمكن أنْ يتشبّث بها شخص ويقول هذه الروايات مردودة ؛ لأنّها مختلفة ، فإنّ هذا ليس له أثر ـ .

فأدرتُ طرفي فيهنّ فلم أرَ جارية عليها أثر غير سوسن ، قالت حكيمة : فلمّا صلّيتُ المغرب والعشاء أتيتُ بالمائدة فأفطرتُ أنا وسوسن وبايتّها في بيت واحد ، فغفوتُ غفوة ثمّ استيقظتُ ، فلم أزل مفكّرة فيما وعدني أبو محمّد من أمر وليّ الله ، فقمتُ قبل الوقت الذي كنتُ أقوم في كلّ ليلة للصلاة ، فصلّيت صلاة الليل حتى بلغتُ إلى الوتر ، فوثبتْ سوسن فزعة وخرجتْ فزعة وأسبغتْ الوضوء ، ثمّ عادتْ ـ يعني أُمّ الإمام المهدي (عليه السّلام) ـ فصلّت صلاة الليل وبلغتْ الوتر ، فوقع في قلبي أنّ الفجر قد قرب ، فقمتُ لأنظر فإذا بالفجر الأوّل قد طلع ، فتداخل قلبي الشك مِن وعد أبي محمّد (عليه السّلام) , فناداني من حجرته : ( لا تشكّي , وكأنّك بالأمرِ الساعة ) .

قالت حكيمة : فاستحييتُ من أبي محمّد وممّا وقع في قلبي ، ورجعتُ إلى البيت خجلة ، فإذا هي قد قطعتْ الصلاة وخرجتْ فزعة ، فلقيتُها على باب البيت ، فقلتُ : بأبي أنت واُمّي , هل تحسّين شيئاً ؟

قالت : نعم يا عمّة ، إنّي لأجد أمراً شديداً .

قلتُ : لا خوف عليك إنْ شاء الله . وأخذت وسادة فألقيتُها في وسط البيت ، وأجلستها عليها , وجلستُ منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة ، فقبضتُ على كفّي وغمزتُ غمزةً شديدة ، ثمّ أنّتْ أنّة وتشهّدتْ , ونظرتْ تحتها فإذا أنا بوليّ الله (صلوات الله عليه) متلقّياً الأرض بمساجده(17) .

ونقل الشيخ الطوسي أيضاً في الغيبة حديثاً ظريفاً ، فقال : جاء أربعون رجلاً من وجهاء الشيعة اجتمعوا في دار الإمام العسكري (عليه السّلام) ليسألوه عن الحجّة من بعده ، وقام عثمان بن سعيد العمري فقال : يا بن رسول الله ، أريد أنْ أسالك عن أمر أنت أعلم به منّي . فقال له : اجلس يا عثمان .

فقام مغضباً ليخرج ، فقال : لا يخرجنّ أحد . فلم يخرج منّا أحد ، إلى أنْ كان بعد ساعة فصاح (عليه السّلام) بعثمان ، فقام على قدميه ، فقال : أخبركم بما جئتم ؟ قالوا : نعم يابن رسول الله . قال : جئتم تسألوني عن الحجّة من بعدي ؟ قالوا : نعم .

فإذا غلام كأنّه قطعة قمر أشبه الناس بأبي محمّد ، فقال : ( هَذَا إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِي ، وَخَلِيْفَتِي عَلَيْكُمْ ، أَطِيْعُوْهُ وَلاَ تَتَفَرَّقُوْا مِنْ بَعْدِي فَتَهْلَكُوْا فِي أَدْيَانِكُمْ . أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَهُ مِنْ بَعْدِ يَوْمِكُمْ هَذَا حَتَّى يَتِمَّ لَهُ عُمُرٌ ، فَاقْبَلُوا مِنْ عُثْمَانَ مَا يَقُوْلُه ، وَانْتَهُوْا إِلَى أَمْرِهِ ، وَاقْبَلُوْا قَوْلَهُ ، فَهُوَ خَلِيٍفَةُ إِمَامِكُمْ وَالأَمْرُ إِلَيْهِ )(18) .

هذه أربع روايات نقلتُها لكم ، والروايات في هذا الصدد كثيرة جدّاً ، وحسبنا ما روي في رؤية الإمام الذي هو في الحقيقة يمكن أنْ يشكّل مقدار التواتر .

العامل الرابع :

وضوح فكرة ولادة الإمام المهدي (عليه السّلام) بين الشيعة ، فالذي يقرأ التاريخ ويقرأ الروايات يفهم أنّ الشيعة من الزمان الأوّل كانوا يتداولون فكرة الإمام المهدي (عليه السّلام) وأنّه يغيب ، وكانت قضية واضحة فيما بينهم ؛ ولذلك نرى أنّ الناووسية ادّعتْ أنّ الإمام الغائب هو الإمام الصادق (عليه السّلام) ، ولكن بعد وفاة الإمام الصادق (عليه السّلام) اتّضح بطلان هذه العقيدة .

والواقفيّة ادّعوا أنّ الإمام المهدي الذي يبقى هو الإمام موسى بن جعفر (سلام الله عليه) . وأَلْفتُ النظر إلى أنّ هذا لا ينبغي سبباً لتضعيف فكرة الإمام المهدي (عليه السّلام) ، بل بالعكس ، هذا عامل للتقوية ؛ لأنّ هذا يدلّ على أنّ هذه الفكرة كانت فكرة واضحة بين الأوساط ؛ ولذلك ينسبون إلى بعض الأئمّة نسبة غير صحيحة ، وأنّ هذا هو الإمام المهدي أو ذاك .

وإذا راجعنا كتاب الغيبة للشيخ الطوسي نجده يذكر بعنوان الوكلاء المذمومين عدّة ، منهم : محمّد بن نصير النميري ، أحمد بن هلال الكرخي ، محمّد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني ، وغير ذلك إلى عشرة أو أكثر ، من الذين أدعوا الوكالة والسفارة عن الإمام كذباً وزوراً ، وخرجتْ عليهم اللعنة وتبرّأ منهم الشيعة .

وهذا العامل أيضاً لا يكون سبباً لتضعيف فكرة الإمام المهدي وولادته وغيبته (عليه السّلام) ، بل هذا في الحقيقة عامل للتقوية ؛ إذ يدلّ على أنّ هذه الفكرة كانت واضحة وثابتة ؛ لذلك ادّعى هؤلاء الوكالة كذباً وزوراً ، وخرجتْ البراءة واللعنة في حقّهم .

إذاً هذا العامل الرابع من عوامل حصول اليقين بفكرة الإمام المهدي (عليه السّلام) .

العامل الخامس :

إنّ قضية السفراء الأربعة وخروج التوقيعات بواسطتهم قضيته واضحة في تاريخ الشيعة ، ولم يشكّك فيها أحد من زمان الكليني الذي عاصر سفراء الغيبة الصغرى ووالد الشيخ الصدوق علي بن الحسين وإلى يومنا . إنّه لم يشكّك أحدٌ من الشيعة في جلالة هؤلاء السفراء , ولم يحتمل كذبهم ، وهم أربعة :

الأوّل : عثمان بن سعيد ، أبو عمرو ، الذي قرأنا الرواية المتقدّمة عنه ، وكان عثمان بن سعيد السمّان يبيع السمن في الزقاق ، وكانت الشيعة توصل له الكتب والأموال فيضعها في الزقاق حتّى يخفي القضية , ثمّ يوصلها إلى الإمام ، وكان هذا وكيلاً عن الإمام الهادي وعن الإمام العسكري ، وبعد ذلك عن الإمام الحجّة (صلوات الله عليهم) .

الثاني : محمّد بن عثمان بن سعيد .

الثالث : الحسين بن روح .

الرابع : علي بن محمّد السمري .

هؤلاء أربعة سفراء أجلّة ، خرجتْ على أيديهم توقيعات ـ استفتاءات ـ كثيرة ، نجد جملة منها في كمال الدين ، وفي كتاب الغيبة ، وكتب أخرى .

إنّ هذه السفارة والسفراء الذين ما يحتمل في حقّهم الكذب ، وخروج هذه التوقيعات الكثيرة بواسطتهم هو نفسه قرينة قويّة على صحّة هذه الفكرة ، أي : فكرة ولادة الإمام المهدي ، وعلى أنّه غائب (صلوات الله وسلامه عليه) .

العامل السادس :

تصرّف السلطة ، فإنّ تاريخ الإماميّة وغيرهم ينقل أنّ المعتمد العبّاسي بمجرّد أنْ وصل إلى سمعه أنّه وُلِدَ للإمام مولود أرسل شرطته إلى دار الإمام ، وأخذوا جميع نساء الإمام واعتقلوهنّ حتى يلاحظوا الولادة ممّن ؟

طبيعيّ بعضُ التاريخ ينقل أنّ القضية كلّها كانت بإرشاد جعفر عمّ الإمام المهدي ، وهذا غير مهمّ ؛ فإنّ نفس تصرّف السلطة قرينة واضحة على أنّ مسألة الولادة ثابتة ، وإلاّ فهذا التصرّف لا داعي إليه .

العامل السابع :

إنّ كلمات المؤرّخين وأصحاب التاريخ والنسب من غير الشيعة واضحة في ولادة الإمام المهدي ، منهم :

ابن خلكان ، قال : أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري ، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإماميّة ، المعروف بالحجّة ، كانت ولادته يوم الجمعة ، منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين(19) .

والذهبي ، قال : وأمّا ابنه محمّد بن الحسن الذي تَدْعوه الرافضة القائم الخلف الحجّة ، فوُلِد سنة ثمان وخمسين ، وقيل : سنة ست وخمسين(20) .

وابن حجر الهيتمي ، قال : ولم يخلّف ـ يعني الإمام العسكري ـ غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين(21) .

وخير الدين الزركلي ، قال : وُلِدَ في سامرّاء ، ومات أبوه وله من العمر خمس سنين(22) .

إلى غير ذلك من كلمات المؤرّخين العامّة ، وهي تشكّل قرينة على صِحّة هذه القضيّة .

العامل الثامن :

تباني الشيعة واتّفاقهم من زمان الكليني ووالد الشيخ الصدوق وإلى يومنا هذا على فكرة الإمام المهدي (عليه السّلام) وغيبته ، وفي كلّ طبقات الشيعة لم نجد مَن شكّك في ولادة الإمام وفي غيبته ، وهذا من اُصول الشيعة واُصول مذهبهم .

حساب الاحتمال :

هذه عوامل ثمانية لنشوء اليقين ، وقبل أنْ أختم ، أقول : نحن إمّا أنْ نسلّم بكثرة الأخبار وتواترها ووضوح دلالتها على الغيبة ، ومعه فلا يمكن لأحد أنْ يجتهد في مقابلها ؛ لأنّه اجتهاد في مقابل النص .

أو لا نسلّم التواتر ، ولكن بضميمة سائر العوامل إلى هذه الأخبار ـ التي منها : تباني الشيعة ، وكلمات المؤرّخين ، ووضوح فكرة الإمام المهدي وولادته بين طبقات الشيعة من ذلك التاريخ السابق ، وتصّرف السلطة ، ومسألة السفارة والتوقيعات ، وغير ذلك من العوامل ـ يحصل اليقين بحقّانية القضية .

إذاً نحن بين أمرين :

إمّا التواتر : على تقدير التسليم بكثرة الأخبار وتواترها .

أو اليقين : من خلال ضمّ القرائن على طريقة حساب الاحتمال .

نسأل الله (عزّ وجلّ) بحقّ محمّد وآل محمّد أنْ يهدينا إلى الصراط المستقيم .

ــــــــــــــــــــــ

 * اقتباس وتنسيق قسم المقالات ، في شبكة الإمامين الحسنَين (عليهما السّلام) للتراث والفكر الإسلامي ، من كتاب : الإمام المهدي (عليه السّلام) بين التواتر وحساب الاحتمال ، تأليف : الشيخ محمّد باقر الإيرواني ، نشر : مركز الأبحاث العقائدية ، الطبعة الأولى ـ سنة 1420 هـ ، الاقتباس من الصفحات : 20 ـ 49 ، [ بتصرّف يسير ] .

1 ـ راجع : المستدرك للحاكم : 3 ، 109 . المعجم الكبير للطبراني : 5 ، 166 ، ح 4969 . تاريخ بغداد : 8 ، 442 . حلية الأولياء : 1 ، 355 . مجمع الزوائد : 9 ، 164 ، وغيرها كثير جدّاً .

2 ـ كمال الدين : 272 . والغيبة للطوسي : 128 .

وانظر : صحيح البخاري : 9 ، 729 . كتاب الإحكام باب الاستخلاف . وصحيح مسلم : 3 ، 220 ، ح 1821 ، كتاب الأمارة . ومسند أحمد : 5 ، 90 .

3 ـ كمال الدين : 409 ، ح 9 . المناقب لابن شهر آشوب : 3 ، 217 . ونحوه الكافي : 1 ، 377 ، ح3 ، وفي مسند الطيالسي : 259 . وصحيح مسلم : 3 ، 239 ، ح 1851 ، عن عبد الله بن عمر : ( ... مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيْتَةً جَاهِلِيّة ) .

4- كمال الدين : 256 ـ 384 .

5- الكافي : 1 ، 328 ـ 335 . والغيبة للطوسي : 157 . البحار : 51 ، 65 ـ 162 .

6- كمال الدين : 257 ، ح 2 . كفاية الأثر : 10 .

7- الكافي : 1 ، 340 ، ح 15 . الغيبة للطوسي : 161 ، ح 118 .

8- كمال الدين : 342 ، ح 24 .

9- الفصل : 3 ، 114 .

10 ـ الإسلام الصحيح : 348 .

11- كمال الدين : 342 ، ح 24 .

12- الكافي : 4 ، 162 .

13- الكافي : 1 ، 328 . كمال الدين : 381 ، ح 5 .

14 ـ عمرو بن عثمان بن سعيد العمري السمّان .

15 ـ أحمد بن إسحاق القمّي الأشعري المعروف بالوثاقة .

16 ـ الكافي : 1 ، 329 ، ح 1 . الغيبة للطوسي : 243 ، ح 209 .

17- الغيبة للطوسي : 234 ، ح 204 .

18- الغيبة للطوسي : 357 ، ح 319 .

19 ـ وفيات الأعيان : 4 ، 176 ، رقم : 562 .

20- تاريخ الإسلام : 19 : 113 ، رقم : 159 .

21 ـ الصواعق : 255 و 314 .

22ـ الإعلام : 6 ، 80 .