السؤال:
هل الأئمة ( عليهم السلام ) هم أفضل الناس بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟
الجواب:
نكتفي في مقام الإجابة بذكر هذه الحقائق :
الأولى :
ذكر الرازي في التفسير ، وكتاب ( الأربعين: ص ۴۶۵ )، الاستدلال بآية المباهلة عن بعض الإمامية على كون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أفضل من الأنبياء وسائر الصحابة .
ولنذكر ما قاله في ( الأربعين ) ، فإنه لا يخلو عن فائدة ، قال فيه ما هذا لفظه :
( وأما الشيعة فقد احتجوا على أن عليّاً أفضل بوجوه :
الحجة الأولى : التمسك بقوله تعالى : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ .. ) آل عمران ۶۱ .
وثبت بالأخبار الصحيحة أن المراد من قوله تعالى : ( وَأَنفُسَنَا .. ) آل عمران ۶۱ . هو : علي .
ومن المعلوم أنه يمتنع أن تكون نفس علي هي نفس مُحمَّد بعينه ، فلا بُدَّ وأن يكون المراد هو المساواة بين النفسين .
وهذا يقتضي أن كل ما حصل لمحمد من الفضائل والمناقب فقد حصل مثله لعلي ، ترك العمل بهذا في فضيلة النبوة ، فوجب أن تحصل المساواة بينهما فيما وراء هذه الصفة .
ثم لا شكَّ أن محمداً ( صلى الله عليه وآله ) كان أفضل الخلق في سائر الفضائل ، فلما كان علي مساوياً له في تلك الفضائل وجب أن يكون أفضل الخلق ، لأن المساوي للأفضل يجب أن يكون أفضل ) .
الثانية :
روى صعصعة بن صوحان أنه دخل على أمير المؤمنين لما وُلِّي ، فقال : يا أمير المؤمنين ! أنت أفضل أم آدم أبو البشر ؟
قال علي ( عليه السلام ) : ( تزكية المرء نفسه قبيح ، قال الله تعالى لآدم :
( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ) البقرة ۳۵ – ۳۶ .
وإن أكثر الأشياء أباحنيها الله ، وتركتُها وما قاربتها ) .
ثم قال : أنت أفضل أم نوح ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : ( إنَّ نوحاً دعا على قومه ، وأنا ما دعوتُ على ظالمي حقي ، وابن نوح كان كافراً ، وابناي سيدا شباب أهل الجنة ) .
قال : أنت أفضل أم موسى ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إنَّ الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون ، فقال : إني أخاف أن يقتلون .
وأنا ما خفتُ حين أرسلني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتبليغ سورة براءة ، أن أقرأها على قريش في الموسم ، مع أني كنت قتلتُ كثيراً من صناديدهم ، فذهبتُ إليهم وقرأتها عليهم وما خفتهم ) .
قال : أنت أفضل أم عيسى بن مريم ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( عيسى كانَت أمُّه في بيت المقدس ، فلما جاءت وقت ولادتها سمعت قائلاً يقول : اخرجي ، هذا بيت العبادة لا بيت الولادة .
وأما أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم ، فانشَقَّ حائط الكعبة ، وسمعت قائلاً يقول لها : ادخلي ، ودخلت في وسط البيت وأنا وُلِدتُ به ، وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي ) .
الثالثة :
الحديث المروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( عُلمَاءُ أمَّتي كأنبياء بَني إِسرائيل ) .
وفي أكثر الروايات : ( عُلمَاءُ أمَّتي أفضلُ مِن أنبياءِ بَني إِسرائيل ) .
فإن أخذنا العموم من علماء الأمة فأهل بيت النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) أولى بالقصد ، فإذا كان شأن العلماء هذا فكيف بأهل البيت ( عليهم السلام ) .
فيقول علي ( عليه السلام ) :
( عَلَّمَني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ألفَ بابٍ من العلم ، يُفتَح لي من كُلِّ بابٍ ألفُ باب ) .
الرابعة :
مضافا إلى ما ورد في علي ( عليه السلام ) من أنه أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) ونفسه ، وأنه خير الناس من بعده ، وزوجته ( عليها السلام ) خير النساء ، ونسلهما ( عليهما السلام ) خير نسل ، وأنهما سيدا شباب أهل الجنة ، وكل أهل الجنة شباب .