أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (5)
  • عنوان المقال: أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (5)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 2:11:50 3-10-1403

20/08/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، تقبل الله أعمالكم وصيامكم في هذا الشهر الفضيل، مطارحات في العقيدة يأتيكم مباشرة من قناة الكوثر الفضائية في قم المقدسة، موضوعنا للحلقة الخامسة على التوالي والحديث عن الرسول صلى لله عليه وآله وسلم (أنت يا علي خليفتي من بعدي، القسم الخامس) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، سماحة السيد ذكرتم في الحلقة السابقة شواهد متعددة انتقص فيها ابن تيمية الإمام علي عليه السلام نستمع منكم إلى شواهد أخرى في هذه الحلقة.

نستمع منكم إلى شواهد أخرى في هذه الحلقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في المقدمة بودي ونحن نعيش هذه الليالي شهادة الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد الموحدين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، بودي أن أقرأ أسطراً أبن بها الإمام الحسن أباه عليهما السلام، يعني واحد من أهل البيت وهو أعرف الناس بأبيه، وأحد سيدي شباب أهل الجنة، ومن العترة الذين طهرهم الله تطهيراً، قال في حق أمير المؤمنين، والرواية صحيحة السند كما ورد في كتاب (المسند للإمام أحمد بن حنبل، ج2، ص344، الحديث رقم 1720) شرحه ووضع فهارسه أحمد محمد شاكر، دار الحديث، القاهرة، أنا أعتذر لعدم شرح الحديث ولكن أقرأه تيمناً وتبركاً بهذه الليلة. الرواية (قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي عليه السلام فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم) من المراد من الأولين لابد أن نقف لنرى أن الإمام الحسن يشير إلى الأنبياء السابقين وهو أن الإمام علي أعلم وأفضل منهم أو يشير إلى قضية أخرى. (ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الاخرون) يعني لم يسبق بهذه المرتبة ولا يلحقه أحد بهذه المرتبة (إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمئة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم ...).

هذا بيان أحد أصحاب الكساء من العترة الطاهرة وأحد ريحانتي رسول الله في تأبين الإمام علي عليه السلام، ولذا في هذه الليلة والليالي القادمة في هذه الأجواء دعوتي إلى جميع المؤمنين أن يهتموا بهذه الليالي وخصوصاً مجالس العزاء ويشيروا إلى هذه المناقب والفضائل لأن مظلومية الإمام علي مظلومية على مستوى التأريخ كله، ولذا لابد أن نعيد هذا الحق إلى نصابه قدر ما نستطيع.

أما سؤال الأخ العزيز علاء وهو أنه هل هناك شواهد أخرى؟

يتذكر المشاهد الكريم أننا أشرنا في الحلقة السابقة إلى بعض الشواهد التي انتقص فيها ابن تيمية الإمام علي، وهذا ما صرح به الحافظ ابن حجر العسقلاني قال أنه أحياناً أدى رده لبعض الأحاديث إلى انتقاص الإمام علي، وأشرنا إلى بعض الموارد.

قد يقول قائل: أن تلك الموارد أشار إليها وهي قبل الإسلام أنه كان يعبد الأصنام وأنه كان كافراً لأنه ولد من كافرين. ولكنه ماذا يقول الإنسان في هذا الكلام الذي صدر من هذا الإنسان.

في كتاب (منهاج السنة، ج4، ص206) الكتاب المؤلف من أربعة مجلدات، لابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، قال: (وقد أنزل الله في علي) شأن نزول الآية الإمام علي عليه السلام (وقد أنزل الله في علي يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون لما صلى) يعني الإمام علي (فقرأ وخلط) لماذا خلط؟ خلط من سكره ومن شربه للخمر. إذن اتهام واضح وصريح أن علياً عليه السلام كان يشرب الخمر بعد الإسلام، لماذا؟ لأنه صلى الصلاة، يعني أن الصلاة كانت قد شرعت ومن الواضح أنها لم تشرع إلا بعد الإسلام وبعد سنين كثيرة، لا أنه في أول الأمر. (لما صلى فقرأ وخلط). أعزائي ثم ابن كثير من بعده على هواه كما نعلم جميعاً عندما جاء في تفسيره (تفسير القرآن العظيم، ج4، ص61) للإمام الجليل ابن كثير الدمشقي، دار عالم الكتب. قال: (حدثنا فلان قال حدثنا فلان قال ... عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب، قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاماً فدعانا وسقانا من الخمر) هذا تصريح واضح بأن المجلس كان مجلس خمر، ولمن؟ للصحابة، منهم عبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب، والعجيب عند ذلك يتهمون الشيعة بأنهم ينتقصون من الصحابة وأنهم يسبون الصحابة، وأي سب أعظم من هذا السب أنهم يقولون أن الصحابة بعد الإسلام كانوا يعقدون مجالساً لشرب الخمر، ومع ذلك يأتي هؤلاء المتخلفون البائسون ليقولوا لنا عدالة الصحابة. إن صحت هذه الرواية، نحن بالنسبة لنا كثير من هذه الروايات لا أقل في علي وفي أمثال علي باطلة وهي من وضع الأمويين جزماً، ولكني أتكلم على مباني القوم كيف توفقون بين عدالة الصحابة وبين أن مجالسهم كانت تعقد لشرب الخمر. (قال: فدعنا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا) أساساً أدت بنا إلى أن نفقد قوانا العقلية، (وحضرت الصلاة فقدموا فلاناً) لابد أنه واحد من الصحابة الكبار الذي يأتم به علي وعبد الرحمن بن عوف لابد أنه واحداً من علية القوم (وحضرت الصلاة فقدموا فلاناً قال: فقرأ قل يا أيها الكافرون ما أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون) باعتبار أنه هؤلاء خلطوا ... هذه كتب القوم، هذه تفاسيرهم ومسانيدهم وسننهم (فأنزل الله تعالى يا أيها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون، هكذا رواه ابن أبي حاكم وكذا رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عبد الرحمن الدشدشكي به، وقال: حسن صحيح).

لأجل أن نذم علياً فلنذم عبد الرحمن بن عوف، فلنذم الأولين والآخرين، ولكن لنسقط اعتبار الإمام علي عليه السلام. وهذا واضح للأعزاء ولا يحتاج إلى كثير بيان.

قد يقول قائل: سيدنا لماذا هذا الإصرار؟

الجواب: الكثير من هذه الرذائل وكثير من هذه الطعون وكثير من هذه الانتقاصات التي رموا بها علياً كانت متعارفة بين كبار الصحابة، إما قبل الإسلام وإما بعد الإسلام، يعني أنت عندما تأتي إلى حكام بني أمية وعلى رأسهم معاوية فانه كان يشرب الخمر أو لا يشربها؟ هو يشرب الخمر، أصلاً مجالسهم كانت لهذا. وإلا كيف يمكن أن لا يساوى علياً بهم، أن لا نجد رواية هنا أو هناك، يعني كيف يمكن لمعاوية وللنهج الأموي أن يمر على هذه القضايا ولا يأتي ولا يضع رواية يذم بها علياً.

القضية ليست هذه، مسألة الكفر وأنهم كانوا يعبدون الأصنام، فهذه كانت واضحة عند الجميع أن الخليفة الأول والثاني وآخرين كانوا يعبدون الأصنام قبل دخولهم الإسلام، فكيف أن نستثني علياً من هذه الحقيقة ونقول أنه كرم الله وجهه من السجود لصنم في حياته.

هذه تثبت مزية ومنقبة وفضيلة لعلي بن أبي طالب لا يمكن أن نسجل أي فضيلة يمتاز بها علي عن القوم.

الآن أنظروا إلى هذه القضية، نزول آية شرب الخمر لأجل ماذا؟ كل هذا لأجل هذه القضية، وهي الرواية الواردة في (الجامع الصحيح للبخاري، ج5، ص206، رقم الحديث 7302، كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بأفعال النبي) الرسالة العالمية، إشراف شعيب الأرنؤوط، قال: (عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا، أبو بكر وعمر لما قدم على النبي صلى الله عليه وآله وفد بني تميم اشار أحدهما بالأقرع بن حابس الحنظلي أخي بني مجاشع وأشار الآخر بغيره فوقع أبو بكر لعمر إنما أردت خلافي) وقع الخلاف بينهما أمام رسول الله وارتفع صوتهما على رسول الله (فقال عمر: ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عند النبي فنزلت: (يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم)) يعني فوق صوت النبي كما في الآية المباركة. فإذا نزلت هذه الآية ومن الواضح أنها ليست من مدحاً للخليفة الأول والثاني بل هي ذم وعتب واضح، لابد أن نضع رواية تذم علياً أشد مما ورد في الأول والثاني. ولذا تجدون أن الشيخ ابن تيمية العجيب أن هذه الرواية أين نقلها وهي أن الإمام علي بن أبي طالب خلط، يقول: في (منهاج السنة، ج4، ص206) (فلم يعرف أنه أنكر عليه شيئاً ولا كان أيضاً يتقدم في شيء، اللهم إلا لما تنازع هو وعمر فيما يولى من بني تميم حتى ارتفعت أصواتهما فأنزل الله يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول، وليس تأذي النبي في ذلك بأكثر من تأذيه في قصة فاطمة). إذا تريدون المقايسة فعلي آذى النبي أكثر لأنه آذى فاطمة، لأن الخليفة الأول آذاها لغرض إلهي وعلي بن أبي طالب آذاها لغرض في نفسه ولشهوته جنسية. (وقد قال الله تعالى: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله، وقد أنزل الله في علي يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة) انظروا إلى الربط، وإلا الحديث في أبي بكر وعمر ما هي الملازمة. حتى مباشرة القارئ الكريم المشاهد والمتتبع والمتلقي لا يخطر في ذهنه أن هناك مزية لعلي لا توجد لغير علي.

وهذه من أهم الاستراتيجيات التي نهجها النهج الأموي وهو أنه يحاول قدر ما يمكن أنه يسقط علي حتى لا يرتفع بدرجة بل يسقط ويتهم ويقول في علي حتى يجعله في آخر صف الصحابة، مئات من الصحابة الذين أسلموا وكانوا يشربون الخمر بل أفاعيل أخرى من محرمات زنى وغيرها كانوا يفعلون لا يوجد في كتبهم أنه نزلت الآية الكذائية في حق فلان وفلان، ولكنه تنزل في علي.

الشاهد السادس: وهذا الشاهد عجيب وهو أنه علي بن أبي طالب كان يحاول أن يفتي بفتاوى صرح رسول الله بكذبها. ماذا يريد أن يقول ابن تيمية في هذا؟ يريد أن يقول أن علي بن أبي طالب كان قاصداً مخالفة رسول الله، لأن رسول الله كذبها ومع ذلك هو عندما يُسأل بعد ذلك يفتي بنفس تلك الفتوى، يعني يريد أن يخالف ... يعني أيها الناس إذا وجدتم أن بعض الصحابة قد خالف رسول الله فلا تتصوروا أن هذه فقط خالفوا، علي أيضاً خالف، هذه ليست جديدة، هذه الإستراتيجية التي قلناها فيما سبق أنه عندما يأتي ذم لأحد الصحابة مباشرة لابد من تشريك علي وأهل بيته في تلك المذمة، إذا ورد هناك مدح في علي لابد من تشريك الصحابة أيضاً مع علي في ذلك.

في (منهاج السنة، ج2، ص665) يقول بعد أن ينقل أنه (رسول الله لم يعتب على عثمان في شيء وقد عتب على علي في غير موضع ... وأما الفتاوى) انظروا ماذا كان يفعل علي على مستوى الفتاوى، هذا الرجل أصلاً كان مبني على أن يخالف رسول الله وعلى أن يؤذي فاطمة ... (وأما الفتاوى فقد أفتى بأن المتوفى عنها زوجها وهي حامل تعتد أبعد الأجلين) من افتى بهذا؟ علي (وهذه الفتيا قد أفتى بها أبو السنابل بن بعتك على عهد النبي فقال النبي: كذب أبو السنابل) إذن كذب علي ولكنه بشكل مؤدب. لا يريد أن يقول كان علي كذاباً لأنه بعد ذلك يقول (وأمثال ذلك كثير) القضية ليست قضية في واقعة، لا لا، أصلاً علي كان ديدنه يفتي بالفتاوى التي قال عنها رسول الله أنها كذب. يعني يريد أن يقول ... ولكن لا يجرأ لأنه إذا قال هذا فيخرج عن الملة ويكون منافقاً صريح لأنه (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق). فإذا صار كذاباً أو يكذب فالكذاب لابد أن نحبه أو لابد أن نبغضه لكذبه أي منهما؟ لا شك ولا شبهة أن الإنسان إذا كذب نحبه لكذبه أو نبغضه؟ إذن لابد أن نغضبه، ورسول الله يقول لا يبغضك إلا منافق.

(ثم بكل حال فلا يجوز أن يحكم بشهادته وحده) هذه قضية فدك ونحو ذلك.

إذن ملخص مطالب هذه القضية بشكل ... إلى هنا اتضح لنا أنه طبعاً عشرات الموارد الأخرى موجودة ولكن الوقت لا يسع فقط أردت أن أضع المشاهد في الصورة. إلى هنا اتضح لنا أنه انتقصه في هذه الموارد الستة أنه كان يعبد الأصنام قبل الإسلام، أنه كان بحكم الكفار لأنه ولد من أبوين كافرين، أنه كان يؤذي فاطمة لغرض في نفسه، أنه كان مبغوضاً من قبل الصحابة كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه، أنه كان يشرب الخمر بعد الإسلام، أنه كان يفتي بفتاوى ليست واحدة أو اثنين التي قال رسول الله أنها كذب.

أعزائي كل هذا لأجل سياسة واحدة ولإستراتيجية واحدة أشرت إليها قبل قليل وهي أنه لابد أن لا يتميز علي عن الصحابة بفضيلة وإذا وجد في الصحابة أي نقيصة أو أي رذيلة أو أي عيب لابد أن يكون علي مشاركاً له. شارباً للخمر وكذاب ويؤذي فاطمة عن قصد في نفسه ... .

ولذا تجدون أن ابن حجر العسقلاني يصرح بهذه الحقيقة بنحو واضح وصريح في كتابه (هدي الساري مقدمة فتح الباري، ج2، ص1238) دار طيبة، انظروا ماذا يعرف التشيع وماذا يعرف التشيع الغالي وماذا يعرف الرافضة ونحو ذلك، يقول: (لأن الإيمان عندهم الإقرار والاعتقاد ...) ما هو التشيع؟ التفتوا إلى تعريف التشيع عند ابن حجر وهذا المنهج الأموي (والتشيع محبة علي) محبة علي مدح أو ذم؟ طبعاً البحث في تمييز أسباب الطعن، إذن عندما ثبت تشيعه فيكون مطعوناً فيه. (والتشيع محبة علي) وكأنه لم يسمعوا قول رسول الله: (من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني) (والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة) بمجرد أن تقول علي متقدم على الصحابة في أي فضيلة أو لا أقل في البعد السلبي أنهم كانوا يشربون الخمر وهو لا يشرب الخمر كانوا كذا وكذا هذا معناه أنه تميز عنهم بفضيلة، فهذا مذموم لا ينبغي ... سبب من أسباب الطعن. (أما فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيعه ويطلق عليه رافضي) إذن الآن اتضح معنى التشيع ما هو والمغالاة ما هي والرفض ما هو، كلها محورها حب علي. ولذا تجدون ان رسول الله صلى الله عليه وآله عندما أكد على هذه الحقيقة وهي أنه (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) أنا أتصور أن هذا الضابط والميزان ليس في ذلك الزمان، نحن في هذا الزمان وبعد هذا الزمان وإلى قيام الساعة نستطيع أن نعرف من فلتات لسان هؤلاء بأن المرء مخبوء تحت طي لسانه فاطمئنوا تخرج من فلتات اللسان ومن جوانب الكتاب وغيرها.

وأترك هنا واقعاً هذه القضية لأقول للمشاهد الكريم بينكم وبين الله والحكم لكم، أن إنساناً قال عنه القرآن الكريم (إنما يريد أن ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) اتفقت جميع كلمات علماء المسلمين أن علي منهم. نعم الاختلاف وقع أن نساء النبي داخلة أو لا، وإلا لم يختلف أحد الآية تشمل علياً. الله يقول فيه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) ورسول الله يقول فيه: إني تارك ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي، وعلي من العترة. ورسول الله يقول فيه: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. ورسول الله يقول فيه: من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبك فقد سبني. هذا كله الله ورسوله يقولونه في علي أما ابن تيمية والنهج الأموي فيقولون شارب للخمر كذاب عابد للصنم، يؤذي رسول الله ... والحكم لكم نصدق الله ورسوله أو نصدق معاوية والنهج الأموي وابن تيمية والأمويون الجدد أتباع ابن تيمية من الوهابية الذين يصدقون مثل هذه الكلمات.

المُقدَّم: يعني هو أساساً رسول الله يقول (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) فإذا سلبنا المودى بمعنى

سماحة السيد كمال الحيدري: لابد أن تسلب، إذا صار شارب الخمر فلا يمكن لك أن تحب شارب الخمر.

المُقدَّم: فيما عدا ما ذكرتموه هناك نظرية محوري لدى الأخوة أهل السنة وهي نظرية عدالة الصحابة، فهل مثل هذه الانتقاصات تخل بأصل هذه النظرية، وإذا انتقصت هذه النظرية وإذا فندت هذه النظرية ماذا يبقى.

سماحة السيد كمال الحيدري: لو فرضنا أن شخصاً جاء وقال عن الخليفة الأول، لم يقل عن علي بل قال عن الخليفة الأول أنه كان كذاب كما قال ابن تيمية في علي، وقال أن الخليفة الثاني كان شارباً للخمر، وقال عنه أنه كان قاصداً وعامداً لغرض في نفسه أن يؤذي فاطمة ومن آذاها فقد آذى رسول الله. بينكم وبين الله لو نحن الشيعة أتباع مدرسة أهل البيت لو كنا نقول هذا الكلام في صحابي من الصحابة، أصلاً لا نقوله في الخليفة الأول والثاني والثالث بل في أي صحابي، ألستم كنتم تقومون الدنيا ولا تقعدونها ألستم كنتم تملأن الدنيا ضجيجاً أن هذا تنقيص للصحابة، وعدم احترام صحابة رسول الله وعدم احترام مكانتهم، وأن الانتقاص منهم انتقاص من رسول الله. لماذا إذن عندما تصل القضية إلى علي فكل شيء يكون محللاً، اتهموه بالكذب والأذى ... وأنا اكتفي هنا فقط بكلام قد قاله الشيخ ابن تيمية أنا لا أعلم أيضاً أترك ذلك للمشاهد الكريم لنرى أنه ينطبق على الشيخ ابن تيمية أو لا ينطبق. في كتابه (الصارم المسلول على شاتم الرسول، ج3، ص1110) تحقيق الحلواني وغيره، دار المعالي، قال: (وأما من سبهم) يعني سب الصحابة (سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم) هذا الذي الآن قلناه ما قاله في علي يقدح في عدالته ويقدح أيضاً في دينه، وبعد ذلك سأبين كيف يقدح في دينه.

المُقدَّم: في عدالته أشاروا أنه لا تقبل شهادته في ...

المُقدَّم: شارب الخمر، شارب الخمر تسقط عدالته، عندما يكذب تسقط عدالته، عندما يؤذي رسول الله ومن آذاه فقد آذى الله. هذا كله تسقط عدالته، (من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل) لو قال أن الصحابي الفلاني كان بخيلاً (أو الجبن) لم يكن شجاعاً وهرب (أو قلة العلم) لم يكن عالماً، يعني كل الصحابة كانوا على مستوى علي ابن أبي طالب أو افترضوا على مستوى الخليفة الأول أو على مستوى اُبي مثلاً، لم يقل أحد هذا، فإذا قلت له أن هذا قليل العلم من الصحابة (أو عدم الزهد) قلت أن هذا لم يكن زاهداً (ونحو ذلك فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير) أنا لا أعلم إذن ابن تيمية ماذا يستحق بكلماته هذه؟! لا فقط ابن تيمية أيضاً الامويون الجدد أتباع ابن تيمية يعني أتباع محمد بن عبد الوهاب لأن هؤلاء أعبر عنهم ومراراً قلت أن الأمويين القدامى كانوا يصرحون ويعلنون العداء والنصب ولكن هؤلاء ... طبعاً ارجع وأقول أني لا أتكلم عن عموم الوهابية فهم لا يعلمون الكثير من الحقائق، أنا أتكلم عن أهل العلم وأهل التحقيق فيهم. يقول: (فيستحق التأديب والتعزيز ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك) ثم يأتي في (ص1107) يقول: أساساً لو فضل أحد علياً على أبي بكر وعمر لابد أن يضرب حد المفتري، يقول: (أن من يفضل عمر على أبي بكر مع أن مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب، علم أن عقوبة السب عندهما فوق هذا يجلدان حد المفتري) فإذا جاء شخص وقال عمر أفضل من أبي بكر، يقول: يجلد حد المفتري. بينك وبين الله إذا قلنا فيه أنه يشرب الخمر، فأي حد لابد أن يضرب. أيضاً أترك هذا للمشاهد الكريم.

ولكنكم مع الأسف الشديد تجدون أن هذا إلى الآن مسطور في مسفوراتهم وكتبهم ويدرسون أولادهم في المدارس عليها، ومع ذلك يتبجحون للعالم نحن الذين نحب الصحابة نحن الذين نكرم الصحابة، نحن الذين نوقر الصحابة، نحن الذين لا نسمح لأحد بالتكلم عن الصحابة، أي صحابة؟ بشرط أن لا يكون علياً وإلا إذا صار علي فتكلموا فيه ما شئتم.

المُقدَّم: نعود أيضاً إلى مقولة ابن حجر في أن ابن تيمية كان يرد الروايات الجياد، كانت هناك مقولتان الأولى حول انتقاصه من علي والثانية حول رده للجياد من الروايات، هل هناك شواهد تدل على أنه رد هذه الروايات الجياد بتعبير ابن حجر.

سماحة السيد كمال الحيدري: كما يتذكر المشاهد الكريم نحن أشرنا إلى هذا الأصل الذي نبني عليه كل هذه الأبحاث في المطارحات، وهي أننا لا نقل كلام من أحد في اتهام شخص آخر، وإنما نراجع تراثه. فقط اليوم أنا أشير إلى الاستراتيجية التي درج عليها الشيخ ابن تيمية ولعلنا نوفق أن نذكر الشواهد على ذلك.

الشيخ ابن تيمية وضع استراتيجية واضحة المعالم في كيفية التعامل مع النصوص التي وردت في بيان مقامات وفضائل وامتيازات علي على باقي الصحابة. هناك مجموعة كبيرة من الروايات وردت تبين فضيلة لعلي، منقبة لعلي، ميزة لعلي لا توجد في الصحابة الآخرين، كيف تعامل معها الشيخ ابن تيمية في كتبه؟ تعامل معها من خلال الاستراتيجية التالية:

أولاً: إن أمكنه أن يقول أن الرواية موضوعة لا أصل لها يقول مباشرة موضوعة باتفاق أهل العلم، يأتي بهذه الجملة باتفاق أهل العلم، والبعض يثق بالشيخ ابن تيمية يقول أن الشيخ ابن تيمية يدعي شيخ الإسلام يدعي أنه اتفاق أهل العلم، واقعاً يعقل أنه يكذب، أو يعقل انه لم يراجع، إذن هو صادق. ولذا أعزائي هنا أريد أن أذكر شيئاً عن دعوى الإجماع في كثير من الأحيان طبعاً لا في كلمات ابن تيمية فقط حتى في كلمات غيره لابد أن نتثبت أنه يوجد إجماع أو لا يوجد إجماع.

إذن الأصل الأول عند ابن تيمية في كيفية تعامله مع النصوص الواردة في علي هو أن يقول أنها موضوعة باتفاق أهل العلم.

فإن لم يستطع ذلك أن يقول أنه موضوعة باتفاق أهل العلم، ينتقل إلى المرحلة الثانية: يقول أنها ضعيفة ضعفها ضعفها ... مع أنه قد الرواية ضعفها البعض وحسنها وقواها وصححها البعض، هو يضع يده على التضعيف فقط، ولا يشير إلى التصحيح على الإطلاق، أيضاً يوهم القارئ كأنه لا يوجد أحد من صحح هذا الحديث، بل الجميع ... فأصل الحديث ثابت ولكنه ضعيف السند مع أنه موضع اختلاف بين العلماء.

الأصل الثالث: إن لم يستطع أيضاً لا أنه يتهمها بأنها موضوعة لا أن يتهمها بأنها ضعيفة، يقول: أن هذه الرواية محتواها لا قيمة له، يعني عندما يأتي إلى الولي والمولى يقول معناها المحبة والمودة فلا تدل على الامارة والإمامة، إذن لا قيمة له. تفريغ المحتوى، يعني تفريغها من المحتوى الذي من أجله وردت الرواية، يعني رسول الله صلى الله عليه وآله قال هكذا، مباشرة يفرغها عن محتواها، وسأشير إلى الشواهد الآن.

الأمر الرابع أو المرحلة الرابعة: إن لم يجد طريقاً لا لاتهامها بالوضع ولا بالتضعيف ولا بتفريغها من المحتوى، يشرك الآخرين معه فيها، يقول هذه غير مختصة، صحيح هذه فضيلة ولكنها غير مختصة بعلي، بل موجودة لفلان وفلان وفلان ... أعزائي التفتوا إلى هذه المراحل الأربع التي يمر بها الشيخ ابن تيمية في الروايات. وانا مع الأسف الشديد بدأ الوقت يضايقني ... أحاول أن أضرب بعض الأمثلة لذلك وأنا كنت أعددت مصادر كثيرة ... كنت أريد أن أشير إلى شواهد كثيرة ولكني اكتفي بشاهد أو شاهدين لهذه الليلة.

في كتاب (مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ج4، ص416) طبعت بأمر خادم الحرمين الملك فهد بن عبد الله آل سعود، وقد أشرنا إلى الطبعة بالأمس. طبعاً الطبعات الأخرى في الحاشية هذه الطبعة أيضاً موجودة وبإمكان الأعزاء أن يراجعوها، يأتي إلى حديث (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) أنا أولاً قبل أن أقرأ هذه الرواية بودي أن يعلم المشاهد الكريم هذا كتاب (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص330) للعلامة الألباني المحقق المعروف، عندما يأتي إلى الرواية انظروا ماذا يقول؟ يقول: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ... ورد من حديث زيد بن أرقم وسعد ابن أبي وقاص وبريدة بن الحصين وعلي بن أبي طالب وأبي أيوب الأنصاري والبراء بن عازب وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة). فالرواية ليست فقط متواترة بل فوق التواتر. ثم يقول: (حديث زيد وله طرق خمسة، وحديث فلان وله طريق واحد ... وحديث أبي سليمان طريق واحد، وحديث عطية طريق واحد وسعد ابن أبي وقاص ثلاث طرق وحديث علي بن أبي طالب تسعة طرق) إلى أن ينتهي إلى هذه النقطة وينتهي إلى أنه لا أقل يوجد خمسة وعشرون طريق لهذا الحديث. فهل يحتاج أحد إلى أكثر من هذا. ثم يقول آخر المطاف ... اتضح ان القضية متواترة بهذا المستوى.

المُقدَّم: والألباني منهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: طبعاً، يعني هواه نفس هواهم، ولكنه تعالوا معنا إلى ابن تيمية انظروا ماذا يقول؟ يقول: (وأما قوله من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه) نفس الحديث الذي قرأناه، انظروا ماذا يقول فيه هذا الإنسان الذي يدعى له أنه شيخ الإسلام، وأنا قلت مراراً نعم شيخ الإسلام الأموي والنهج الأموي الحق والإنصاف شيخ في هذا النهج. يقول: (فهذا ليس في شيء من الأمهات) هذا الحديث لم يرد في أمهات المصادر. نعم، المصادر التي هي من الدرجة الثالثة والرابعة التي هي غير معتمدة. (إلا في الترمذي) إذن الأصل الأول أنه غير معتبر. الأصل الثاني (وليس فيه إلا من كنت مولاه فعلي مولاه، وإما الزيادة وهي الله والي من والاه وعادي من عاداه فليست في الحديث). يعني موضوعة. مع أن الألباني قال موجودة (وسئل عنها الإمام أحمد فقال زيادة كوفية) انظروا يطبق منهجه، موضوعة وإذا لم تكن موضوعة فموجودة في غير الامهات ... إلى أن يقول (وكذلك قوله اللهم والي من والاه وعادي من عاداه مخالف لأصل الإسلام) أصلاً هذا الكلام لو قاله رسول الله فهو يخالف الإسلام، لابد رسول الله يتبع ابن تيمية، حتى لا يخالف الإسلام ... ثم يبدأ إلى أن يصل ويقول (وحديث التصدق بالخاتم في الصلاة كذب باتفاق كذب باتفاق أهل المعرفة، وأما قوله يوم غدير خم أذكركم الله) هذا هو الأصل الأول وهو التكذيب (أذكركم الله في أهل بيتي فليس من الخصائص بل هو مساوٍ لغيره لجميع أهل البيت، وأما آية المباهلة فليست من الخصائص) لأنه لا يستطيع أن ينكرها لأنها آية ثابتة نازلة في علي، فلهذا الأصل الأول لا يمكنه تطبيقه وهو التكذيب، لا يمكن تطبيق التضعيف، فيأتي إلى الأصل الثالث وهو التمييع والتفريغ عن المحتوى أو التشريك، يقول: (بل دعا علياً وفاطمة وابنيهما ولم يكن ذلك لأنه أفضل الأمة) لماذا؟ يقول: رسول كان يفكر بمنطق عائلي أو يفكر بمنطق جاهلي، لماذا أخذ علي؟ لأن هؤلاء عائلته وكان يحبهم أكثر فأخذهم معه ... يقول: (بل لأنه أخص أهل بيته) لا لأمر إلهي ولا (ما يفعل عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) قلنا مراراً أن هذا النص ما ينطق عن الهوى ذكر النطق من باب الغالب وإلا ما يفعل عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وما يقر أحد عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، كما في حديث الكساء (وأما حديث اللهم هؤلاء أهل بيتي فدعا لهم وخصهم والأنفس عبر عنها بالنوع الواحد، وأما سورة هل أتى فمن قال أنها نزلت فيه وفي فاطمة وابنيهما فهذا كذب لأنها مكية والحسن والحسين ...) وهكذا كل ما ورد في علي وأهل بيته كأنه لا شغل لابن تيمية إلا الوقوف أمام علي وأهل بيته. وقد جئت بعشرات المصادر.

إذن تذكروا هذا الأصل وإن شاء الله غداً سوف نتمم.

أولاً: تسقيط الرواية وأنها موضوعة.

ثانياً: تضعيف الرواية إن لم يستطع إسقاطها.

ثالثاً: إفراغ محتواها.

رابعاً: تشريك الآخرين معه.

طبعاً هذا في الفضائل، ووجدتم أيضاً في الرذائل والعيوب ماذا فعل؟ أي شيء جاء في صحابي حاولوا أن يضعوا رواية حتى يشركوه معهم في تلك الرذائل.

المُقدَّم: الأخ محمد من بلجيكا.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: عندي سؤال لسماحة السيد كمال الحيدري، هل موقف الأمويين الأوائل هو نفس الموقف الأموي الذي يتمثل بالشيخ ابن تيمية.

المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من الإمارات.

الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو محمد: بسم الله الرحمن الرحيم (ما آتاكم الرسول فخذوه) وقال الله سبحانه وتعالى (والسابقون الأولون) إذا كان الشيخ ابن تيمية لا يريد أن يثبت منقبة للإمام علي في كونه صبياً أسلم فنقول لابن تيمية ماذا يفعل بالآية الكريمة في سورة مريم (واتيناه الحكم صبياً) أي للنبي يحيى عليه السلام، بسم الله الرحمن الرحيم (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) فهل ابن تيمية أتبع بإحسان أو لا.

المُقدَّم: الأخ أبو محمد من السعودية.

الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو محمد: عندي سؤال: أولاً نحن نعرف عن اطروحات الشيخ ابن تيمية أنه يذكر ما يذكره الخصوم ثم يذكر استطراداً الرد بعد ذلك، فنحن لا نعلم هذا الشيخ الحيدري هل نقل كل هذا الرد أو هو من رد الخصوم على لسان الشيخ ابن تيمية. فنحن نعرف أنه يذكر شيئاً عن غيره ثم يذكر رده ... يذكر شيئاً عنه ويضعف، أو يذكر شيئاً عن الموضوع ... خاصة في كتبه يذكر ما يقوله الخصوم ... نحن هنا لا يقول عنا الوهابية نحن سعوديون يعلم الله أنه لا إله إلا هو نحن نحب أهل البيت ونحب علياً ونحب الصحابة.

المُقدَّم: أبو محمد لا شك في أنك تحب أهل البيت، ولا شك أن أعم المسلمين يحبون أهل البيت. ونحن نتحدث عن نصوص موجودة، ولا نأتي بشيء سواء كان في رد الخصوم.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز سؤال جيد، إذا عندك منهاج السنة انظر إلى ما قبله وما بعده إذا وجدت شيئاً ... انظروا (وأما أبو بكر ... لما صلى وخلط وقال النبي وكان الإنسان أكثر شيئاً جدلاً لما قال له ولفاطمة إلا تصليان فقالا إنما أنفسنا... فصل). إذن لم يقل الشيء حتى يناقشه، هذه المغالطة التي يخفون عليكم الحقائق أن السيد الحيدري ينقل القضية وأن الشيخ ابن تيمية كان بصدد نقلها لردها، أقسم لك بالله لم يردها لا قبل ذلك ولا بعد ذلك. وبإمكانك أن ترجع الآن إلى منهاج السنة، ج4، ص206، من طبعة الأربعة مجلدات. وفي طبعة الثمان مجلدات، ج7، ص237 فإذا وجدتم أنه رد أنا أنتظركم غداً حتى تقرءوا لي العبارة التي رد فيها هذه المطالب.

المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من السعودية.

الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو أحمد: سيدنا هذه هي حربهم ضد الإمام علي، الإمام علي قتل الشر كله، ولذلك ظهرت السقيفة.

المُقدَّم: هذا خارج الموضوع.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا ربط لنا بالنواياً ولماذا فعلوا المهم فعلواً، لماذا تذهبون أنه قتل افترضوا أنه لم يقتل، المهم تعالوا نقرأ الحديث ولا نذهب إلى تجذير الحدث لماذا نواياهم كذا ولماذا فعلوا كذا ... هذه حوادث تأريخية ونصوص روائية أنقلها لكم من كتب القوم.

المُقدَّم: الأخ إبراهيم من السعودية.

الأخ إبراهيم: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ إبراهيم: تمنيت من الشيخ أن يذكر أنه عندما نزلت الآية (يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ...) أن يوضح أن الخمر لم يحرم بعد، الخمر حرم بالتدرج، اتضح من كلامك للمشاهدين أن الخمر كان محرم فقالوا أن علياً شرب الخمر، الخمر لم يحرم إلا بالتدرج قبل نزول هذه الآية حيث لم تكن الآية قد نزلت.

سماحة السيد كمال الحيدري: يعني أنت تقر أن علياً شرب الخمر، يعني أنت تعتقد أن علياً كان يشرب الخمر قبل التحريم. حتى قبل التحريم هل أن الخمر من الخبائث أو لم يكن من الخبائث، هل كان علي يشرب الخمر قبل التحريم أو لا يشرب. أجبني على سؤالي.

الأخ إبراهيم: الخمر حرم في وقت...

سماحة السيد كمال الحيدري: ليس التحريم، لا تغالط.

المُقدَّم: يعني الأخ إبراهيم هل تؤمن بأن الخمر قبل تحريمه كان من الخبائث أم لا. وهل تعتقد أن علياً عليه السلام كان يشرب الخمر قبل التحريم.

الأخ إبراهيم: أنا لم أذكر هذه النقطة ولكن ...

المُقدَّم: صحيح المسألة ليست في التحريم، ولكن الخمر كان قبل ذلك من الخبائث.

سماحة السيد كمال الحيدري: أجبني عن سؤالي، هل تقبل أن الخليفة الأول والثاني عمر وأبو بكر كانا يشربان الخمر قبل التحريم.

الأخ إبراهيم: الشيعة أنتم تقولون أن كل آية (يا أيها الذين أمنوا ...) المقصود بها.

سماحة السيد كمال الحيدري: كذبت، الشيعة لا يقولون هذا، الأخ يغالط والمشاهد يسمع، يقول أن الشيعة يقولون أن كل آية ورد فيها (يا أيها الذين أمنوا) فهي في علي، أخي العزيز إما أنك تغالط وتكذب على الشيعة وإما أنت جاهل، لماذا؟ لأن الشيعة يقولون أن كل آية ورد فيها (يا أيها الذين أمنوا) وفيها مدح فعلى رأسها علي بن أبي طالب، باعتبار أنه أفضل الذين أمنوا، وإلا (يا أيها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون) أتتصور أن الشيعي يقول أن علياً كان يقول ما لا يفعل، أيها الإنسان كن عاقلاً وتكلم، لماذا تردد ما لا تفهمه.

المُقدَّم: الأخ طارق من سلطنة عمان.

الأخ طارق: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ طارق: عندي ملاحظة، أريد أن أقول أن وقت البرنامج ... لو يكون وقت البرنامج أكثر.

المُقدَّم: الأخ أبو فاطمة من بريطانيا.

الأخ أبو فاطمة: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو فاطمة: في الحقيقة هناك حديث عند أهل السنة (بمن اقتديتم اهتديتم) طبعاً نحن لا نأخذ به.

سماحة السيد كمال الحيدري: السنة أيضاً لا يأخذون بهذا الحديث وهو ضعيف عندهم، لا تنسبوا إليهم ما لا يقبلونه، أخي العزيز الحديث عندهم ضعيف ولا يعملون به.

المُقدَّم: هل موقف الأمويين الحاليين هو نفس موقف الأمويين القدامى.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذه قضية أساسية، أنا أعتقد أن النهج الأموي الذي أسس له معاوية وبنى أسسه ونظر له واستدل له ابن تيمية والمدرسة التيمية عموماً الذين جاءوا من بعده، وسوقت له المدرسة الوهابية أو الاتجاه الوهابي في عصرنا، هناك مائز أساسي بين الأمويين القدماء والأمويين الجدد، وهو أن الذين أسسوا لهذا النهج الأموي كانوا يصرحون باللعن والسب والإقصاء والقتل، ونموذجه رأيناه في واقعة كربلاء، ولكن ابن تيمية وأتباع ابن تيمية طبعاً أرجع وأقول أهل العلم منهم وأهل التحقيق منهم، وسأقرأ عباراتهم غداً، هؤلاء أبطنوا بغض علي ولكن يظهرون أنهم بصدد الدفاع ...

المُقدَّم: أولئك كانوا أكثر صراحة ...

سماحة السيد كمال الحيدري: صراحة وصدقاً في مثل هذا المجال، إذن أعزائي وهذا الأخ العزيز الذي قال لنا أنا أحب علياً، أنا قلت له أنكم تحبون علي، أنا معتقد أن عموم الوهابية يحبون أهل البيت ولكني أتكلم عن أهل العلم عندهم.

المُقدَّم: شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.