حديث المنزلة ق(9)
  • عنوان المقال: حديث المنزلة ق(9)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 1:43:3 3-10-1403

29/09/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أحييكم في هذه الحلقة الجديدة من مطارحات في العقيدة، أبارك لكم أعزائي المشاهدين ذكرى ولادة كريمة أهل البيت السيد فاطمة المعصومة والذي صادف اليوم والذي يعبر عنه بيوم الفتيات اللواتي لم يتزوجن إلى الآن. أبارك لكم هذه المناسبة العطرة، وأرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، موضوعنا في هذه الليلة هو (حديث المنزلة، القسم التاسع) تحدثنا كثيراً في الحلقات السابقة عن مضمون وسند الحديث وكيف تعامل معه ابن تيمية وأمثال ابن تيمية، خلاصة لما تقدم لكي نبدأ بأسئلة هذه الحلقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع كما ذكرنا في الحلقات السابقة وتقريباً لا أخفي الأعزاء أطلنا الوقوف عند هذا الحديث المبارك والعظيم والذي له ثمرات وأهمية خاصة في منظومة المعارف الدينية عند المسلمين، لا يتبادر إلى الذهن أن هذا الحديث ومضمون هذا الحديث من اختصاصات مدرسة أهل البيت، وإنما يشترك فيه كثير من علماء المسلمين، أنا أحاول أن ألخص النقاط الثلاث أو الأربع التي انتهينا إليها في الأبحاث السابقة:

النقطة الاولى قلنا أن هذا الحديث يدل بشكل واضح وصريح أن منزلة الإمام علي من رسول الله صلى الله عليه وآله هي منزلة هارون من موسى وهذا حديث متواتر بين علماء المسلمين، وعندما جئنا إلى النص القرآني وجدنا أن هذه المنزلة ذكرت لها خصوصيات ومن تلك الخصوصيات التي ذكرت أن هارون هو شريك مع موسى (وأشركه في أمري) إذن علي بن أبي طالب عليه السلام  من خلال الجمع بين النص النبوي وبين النص القرآني بين الوحي النبوي كما قلنا فيما سبق وبين الوحي القرآني هو شريك مع رسول الله في أمره (وأشركه في أمري).

النقطة الثانية أن هذه الشراكة بالنسبة لعلي عليه السلام ليست هي شراكة الرسالة والنبوة وذلك لدليلين، التفتوا إلى هذه الحقيقة حتى لا يقول قائل من هنا وهناك بأن الشيعة يقولون أن علياً أفضل من النبي أو أنه هو نبي أو له مقام النبوة والرسالة، لا أبداً، بنص هاتين القرينتين سنبين أن الشراكة ليست شراكة على مستوى النبوة والرسالة. القرينة الأولى أو الدليل الاول هو النص المتواتر في حديث المنزلة (إلا أنه لا نبي بعدي، إلا أنه لا نبوة بعدي) إذن هذا الباب مغلقة ولا يمكن أن يفتح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

الدليل الثاني: هذه النقطة لم نشر لها في الأبحاث السابقة وأشير لها هذه الليلة، نحن عندما نرجع إلى (صحيح سنن الترمذي، ج3، ص522) للعلامة محمد ناصر الدين الألباني، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي مني وأنا من علي) إلى هنا هذا المطلب لا أريد شرحه ولكن محل شاهدي هذا (ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي). السؤال ولا يؤدي عني إلا أنا، أنا يؤدي عن رسول الله؟ ما معنى هذا؟ ليس له معنى. ولا يؤدي إلا أنا أو علي. ما معنى هذه الجملة؟ هناك نكتة ظريفة جداً وعميقة جداً لغوية إن لم يلتفت لها تحصل هناك مشكلة. تارة أن رسول الله كان يعبر افترضوا لو كان يعبر (ولا يؤدي إلا أنا أو علي) لو فرضنا أن العبارة هكذا. هذه العبارة توهم إذن علي شريك للنبي في النبوة والرسالة، لأنه الأداء إما رسول الله وإما علي. ولذا رسول الله لم يعبر هذا التعبير ولم يقل (ولا يؤدي إلا أنا أو علي) بل قال: (ولا يؤدي عني إلا أنا) يعني المؤدي اثنان وإلا الرسالة واحدة. المؤدي للوحي أنا أو علي. فهذه أنا أو علي للمؤدي لا للرسالة.

المصدر واحد ولكن التبليغ والإبلاغ متعدد. إذن التفتوا إلى  هذه النكتة وهي القرينة الثانية على أن علي ليس شريكاً للنبي في رسالته أو نبوته، وإنما المؤدي والمبلغ إما أنا أو علي وإلا الذي يأخذ الوحي من السماء الذي يستلم البلاغ من الله سبحانه وتعالى هو شخص، أما المؤدي (ولا يؤدي عني) أنا المصدر، من الذي يؤدي؟ اثنان (أنا أو علي) إذن هذا التفريع فرع التأدية لا فرع الرسالة، يعني هذا التعدد ليس للرسالة وإنما للأداء. إذن النقطة الثانية إذن بهذا النص المبارك الصحيح المعتبر يتضح لنا أن الرسالة التي تصل إلى قلب الخاتم (نزل به الروح الأمين على قلبك) أن الرسالة ليس فقط المؤدي لها هو رسول الله بمقتضى هذه الآية (وأشركه في أمري) أنه قد يؤدي رسول الله وقد يؤدي علي عليه السلام. إذن المنبع واحد ولكن المؤدي اثنان. وهنا لابد أ، تلتفتوا أعزائي أنه في النص يوجد حصر وفي اللغة العربية قرأتم (إلا) تفيد الحصر، يعني لا يوجد هذا المقام إلا لعلي. ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. وكما قالوا في محله أنه مقتضى ظاهر هذا الحصر هو الحصر الحقيقي، يعني هو ولا غيره.

ولذا وجدتم في النقطة الاخيرة التي أشرنا إليها في الحلقة السابقة هو أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما بعث الخليفة الأول لتأدية الآيات العشر من سورة براءة نزل جبرائيل وقال لا، هذه الوظيفة إما أنت وإما علي. حتى لو بلغ الخليفة الأول والخليفة الثاني والثالث بلغوا ما بلغوا من المقامات فهذا مقام اختصاصي لك ولعلي عليه السلام. وهذه خصوصية لا يشاركه فيها أحد من الصحابة، ولم يشاركه فيها أحد من الصحابة، ولن يشاركه فيها أحد من الصحابة.

إن قلتم: لا، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

هذا دليلنا من النص النبوي المتواتر ومنا لآية المباركة ومن هذا الحديث الذي ورد في صحيح سنن ابن ماجة، هذا دليلنا، الذي يدعي أن هذا المقام وهو الشراكة في الإبلاغ الابتدائي للوحي عليه أن يظهر الدليل. نحن ندعي أن هذا مقام اختص به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من بين الصحابة أجمعين، وهو أنه شريك في الإبلاغ الابتدائي للوحي. رسول الله أو علي. ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.

المقدم: بالطبع كون علي عليه السلام هو المؤدي الوحيد عن رسول الله ورسول الله وعلي هما المؤديان الوحيدان عن الوحي كلمة كبيرة. لابد أن تترتب عليها نتائج، ما هي هذه النتائج؟

سماحة السيد كمال الحيدري: في هذه الليلة رجائي من المشاهدين الكرام من عموم الناس أو من المحققين أو من أهل القلم أن يتأملوا في هذه الحقيقة، لأنه سوف يسألون عن هذه الحقيقة يوم القيامة إن لم يعملوا بمقتضاها.

السؤال الأول المطروح: وهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله ... نأتي إلى قوله (لا يؤدي عني إلا أنا) نأتي إلى أول لأن هناك مصداقان أنا أو علي، أن رسول الله عندما يؤدي وحي السماء يحتمل فيه أن يكون السهو أو لا يحتمل، يعني يؤدي وحي السماء وهو ساهي؟ يمكن أو لا يمكن؟ أنا لا أتصور أن هناك مسلم يقول يمكن، وإلا إذا شككنا في إبلاغه ... كيف نطمئن أن ما يقوله هو وحي السماء، يسقط اعتباره، فكل ما يقوله لعله من سهوه ولعله من نسيانه ولعله من خطأه ولعله من غفلته ... إذن في إبلاغ وحي السماء لابد من فرض عدم تحقق السهو، عدم تحقق النسيان، عدم تحقق الخطأ، عدم تحقق الغفلة. فضلاً عن تحقق العمد في الاشتباه، يعني العصيان. وإلا في أي إبلاغ نشك ولو واحد من المليار لسقط اعتبار ذلك الإبلاغ، هذا في رسول الله.

وعلي شريك له في الإبلاغ، لأننا فرضنا أن الإبلاغ إبلاغ ابتدائي، ما معنى إبلاغ ابتدائي؟ يعني أن رسول الله إلى الآن لم يقله لأحد. حتى إذا اشتبه زيد يصححه ... مرة أن رسول الله يقف ويتكلم أمام مئة من الصحابة فإذا اشتبه عشرة يصحح تسعين إذا اشتبه عشرين يصحح ثمانين وإذا اشتبه 99 يصحح واحد. أما إذا كان الإبلاغ إبلاغاً ابتدائياً للوحي يعني رسول الله لا واسطة له لإيصال وحي السماء إلى الناس إلا علي، وإذا فرضنا أنه في علي يحتمل السهو والخطأ والنسيان، فهل يمكن الاطمئنان إلى إبلاغ علي أو لا يمكن؟ هذا الإبلاغ مثاله، هذا الإبلاغ الذي حصل في عشر آيات من سورة البراءة التي أرجع فيها الخليفة الأول وقال لا يؤدي عني إلا أنا أو علي. هذا الإبلاغ أيحتمل فيه الخطأ أو لا يحتمل؟ فإن قلت يحتمل فكيف يطمئن الناس إلى هذا الإبلاغ. إذن من أهم آثار ونتائج حديث المنزلة وما ذكرناه من نتائج بالإضافة إليها أن علياً لو أبلغ شيئاً من معارف الدين فهو علي حد ما أبلغ به رسول الله.

المقدم: يساوي معصوم.

سماحة السيد كمال الحيدري: ولابد أن يكون معصوماً، إذا ساواه ... تقول لي: سيدنا أين تريد أن تصل من كلامك هذا؟

أقول: بشكل واضح وصريح أريد الوصول إلى هذه النتيجة أنه لو وضع الصحابة في كفة قالوا بشيء ووضع علي في كفة أخرى فالحق مع علي، لماذا؟ كما أنه لو وضعت الناس في كفة ووضع رسول الله في كفة فالحق مع رسول الله، لماذا؟ لأنه (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي) ولكن لأمير المؤمنين لا نقول إن هو وحي يوحى، ولكنه إن هو أداء عن مصدر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وآله. من حق السائل هنا أن يسأل أو يقول لي هذا الكلام، يقول: سيدنا ماذا تقولون لا تجتمع أمتي على ضلالة، أنتم قلتم أن الحجية للإجماع والآن أنتم تقولون ولو لفرد واحد، افترضوا أن 500 من الصحابة علية الصحابة وأكابر الصحابة وأعلام الصحابة وفقهاء الصحابة وعلماء الصحابة وخلفاء رسول الله صاروا في كفة وعلي صار في كفة أخرى فالحق مع من بناء على حديث المنزلة؟

هنا أريد أن أبين حقيقة، مرة أن الصحابة بما فيهم علي بن أبي طالب يجتمعون على شيء فلا إشكال أنه حق، لماذا؟ لأن هؤلاء المجموع لا تجتمع أمتي على ضلالة والمفروض أن علي مع هذا المجموع. ومرة لا، أنه 99 من باب المثال، 99 في كفة وعلي في كفة أخرى، فالحق مع من، مع الأكثرية أو مع الفرد؟ هنا لم يقم أي برهان علمي قرآني عقلي نقلي يقول لنا لأن هؤلاء أكثرية إذن الترجيح معهم. قد يقول لي قائل: سيدنا هذه المباني نحن لا نوافق عليها.

الجواب: أنا هذا الكلام أريد أن أنقله من علم من الأعلام المعاصرين وهو (فتاوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في المدينة والأمارات، ص47)  يظهر أن هذه الأجوبة أجابها في هذه المدينتين، جمعها ورتبها وشرحها عمر عبد المنعم سليم، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، الطبعة الاولى سنة 1427هـ، جمهورية مصر العربية، دار الضياء للنشر والتوزيع، يقول: (يقول السائل: ما معنى قوله لا تجتمع أمتي على ضلالة؟ قوله لا تجتمع أمتي على ضلالة لا يعني الإجماع المذكور في السؤال السابق، أي إجماع الأمة أو إجماع علماء الأمة أو إجماع الصحابة ...)  محل الشاهد (لو فرضنا أن عدد الصحابة في زمان ما وهم مجتمعون في مكان ما مئة صحابي مثلاً) افترضنا أنه في قضية مئة صحابي وطرحت مسألة بين أيديهم فاختلفوا على قولين) صحابة رسول الله (نفترض أن 99 صحابياً كانوا على رأي وصحابي واحداً كان على رأي آخر) إذن واحد في قبال 99 (فهنا يمكن أن نتصور أن هذا الصحابي الحق معه) إذن يمكن أن يتصور أن الحق مع الواحد في قبال 99 (والصحابة الآخرون الخطأ معهم) هنا يصدق قولهم لا تجتمع أمتي على خطأ، لأنه لم يجتمعوا على خطأ لأنه في النتيجة كان واحداً منهم خالف ولم تجتمع على خطأ، هذا أصل مهم في فهم هذا النص الشريف. البعض يتصور إذا اجتمع الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث والعشرة المبشرة وقال علي في قبالهم لا يعقل أن هؤلاء كلهم اشتبهوا وعلي على حق، لا لا، العلامة الألباني يقول، إذا اجتمع 99 لا يشمله إذا خالف أحد لا يتحقق الإجماع إذا خالف صحابي واحد. إلى الآن لا يبين المصداق بل يبين القاعدة، يقول (والصحابة الآخرون الخطأ معهم، هنا يصدق قوله لا تجتمع أمتي على ضلالة، فلما كان من الثابت عندنا أن الترجيح بالأكثرية ليس مرجحاً) يقول لم يثبت لنا أن الأكثرية ... إذا كان هنا واحد وهناك 999 أو هناك 9999 إذن الحق معهم. هذا أقوله لأن الكثير يخرج على الفضائيات ويقول أن الشيعة 10%. سلمنا معكم ... أصلاً 2% افترضوا سلمنا معكم، يخالفون 99%، إذا خالفوا لا يتحقق الإجماع، لا تجتمع أمتي على ضلالة. هذا قول العلامة الألباني وليس قولي، إذن لا يأتي أحد ويحاول أن يرجح الكثرة، إذن نحن الأكثرية إذن الحق معنا، ليس الأمر كذلك.

يقول: (فلما كان من الثابت عندنا أن الترجيح بالأكثرية ليس مرجحاً فإذن يمكن أن يكون الحق مع الأقلية والخطأ مع الأكثرية فلو كان الحق مع الأكثرية ما اجتمعت الامة على ضلال ولو كان الحق مع الفرد فكما يقول ابن مسعود الجماعة من كان معه الحق ولو كان واحداً). إذن يد الله مع الجماعة لا مع الكثرة، يا أهل العلم وأهل التحقيق وأهل التدبر، يد الله مع الجماعة. لأنه إلى الآن تجد القنوات والفضائيات تريد أن تفسير الجماعة بالكثرة. هنا العلامة الألباني يقول أن المراد من الجماعة يعني الحق ولو كان واحداً. يقول: (فكما يقول ابن مسعود الجماعة من كان معه الحق ولو كان واحداً) إذن ما معنى يد الله مع الجماعة؟ يعني يد الله مع الحق، لا يد الله مع الكثرة. قد يقول: سيدنا هذا الأصل نحن نوافق عليه، تطبيقه؟  في هذه الليلة أريد أن أذكر تطبيقاً من التطبيقات التي اشار لها العلامة الألباني. يقولون للعلامة الألباني في (ص125) (كيف نرد على من قال بأفضلية الإفراد) يعني حج الإفراد في قبال حج التمتع وحج القران (كيف نقول بأفضلية الإفراد بالحج مستدلاً بحجة أبي بكر وعمر وعثمان لمدة أربع وعشرين سنة) يقول: استدل البعض أن حج الإفراد أفضل من حج التمتع لأن الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث ومعهم عشرات الآلاف من المسلمين حجوا في أربع وعشرين سنة حج الإفراد، فهل يدل هذا على كونه حقاً؟ انظروا ماذا يقول الألباني، إذن الآن انظروا أولاً الكثرة موجودة وثانياً البعد الزماني موجود وثالثاً الذين حجوا هم الخط الأول من الصحابة وكبار الصحابة ومنهم الخلفاء الثلاثة الأول. يقول: (في هذا السؤال شيء غير مطابق للواقع) يذكر تفاصيل لا أريد الاشارة لها، ثم يقول (أما بالنسبة لعمر بن الخطاب فالقضية ليست مجرد أنه أفرد) يعني أفرد الحج (وإنما القضية الاهم من تلك أنه نهى عن التمتع بالعمرة إلى الحج) يعني نهى عن عمرة الحج لا عمرة النساء. (فنحن الآن نسأل)أعزائي وإن كنت أطيل ولكن مضطر، فنحن الآن نسأل هذا السائل ومن يدعي الغيرة على الصحابة هل هو يوافق عمر بن الخطاب على نهيه؟ لأنه نهى عن عمرة ... يقول لا أعتقد ذالك. يقول لا يوجد إنسان عنده غيرة على الصحابة يوافق عمر بن الخطاب. يعني الذي عنده غيرة على الصحابة لابد أن يخالفه. إلى أن يقول: (جاء في صحيح مسلم) الكلام للألباني (من حديث عمران بن حصين قال تمتعنا مع رسول الله متعة الحج ثم لم ينزل القرآن بنسخه ثم قال رجل برأيه ما شاء). يعني نهى عن متعة الحج. هذا كلام الألباني، (هذا رد ناعم ولطيف فهو بقوله قال رجل يشير إلى عمر أنه اجتهد فنهى الناس عن التمتع) والعبارة جداً خطيرة، (رجل قال برأيه). في قبال رسول الله، أنا لا أريد أن أقرأ الحديث.

ثم يعلق الألباني يقول: إذا كان عمر عالماً فهو ليس بالجاهل، لا أنه اشتبه عليه الأمر، بل كان قاصداً أن يخالف رسول الله. الآن أقرأ، (فهو ليس بالجاهل ولكن بدا له شيء جعله يأمر المسلمين بالإفراد وينهاهم عن التمتع وعثمان بن عفان جرى على سنن عمر بن الخطاب في النهي عن التمتع بالعمرة إلى الحج، ذلك أنه في خلافته خرج حاجاً وأعلن ذلك). يعني المنع عن عمرة التمتع. هنا محل الشاهد، هذه مقدمة كانت والآن الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث لمدة أربع وعشرين عاماً هؤلاء كلهم أفردوا وتركوا ما فعله رسول الله ومن معهم، يقول: (فوقف في وجهه علي بن أبي طالب) في وجه عثمان. الآن سؤال: أيهما الحق؟ يد الله مع الجماعة يعني مع تلك أو يد الله مع الجماعة أي مع علي؟ هذه من آثار حديث المنزلة، لأن علي لا يؤدي إلا عن رسول الله. (فوقف في وجهه علي بن أبي طالب وقال:  ما لك تنهى عن شيء فعلناه مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم وقف أمام المسلمين قال: لبيك اللهم بحجة وعمرة). في قبال الخليفة. قالها في وجه الخليفة (فعلي فهم وعلم شيئاً لم يفهمه عثمان) طبعاً لا فقط عثمان بل كل الصحابة الذين مع عثمان وكل الذين سبقوه (فلا ينبغي أن يقول القائل) إذا تم هذا ...الآن لم تجتمع الامة على ضلالة لأن الخلفاء الأول والثاني والثالث لربع قرن مع آلاف المسلمين أجمعوا على شيء، ولكن من خالفهم؟ علي ومن تبعه. المهم الآن علي.

سؤال: الحق مع من؟ مع الكثرة أو مع الجماعة التي هي الحق؟ (فلا ينبغي أن يقول قائل أليسوا أعلم منا أو أفهم منا فهذا نحن نقوله دائماً) يقول بعضنا يجيب لا تتدخل في الخلاف بين الصحابة هم أعلم منا وكل منهم له اجتهاده، العلامة الألباني يقول هذا الكلام لا يقبل من أهل العلم، (ولكن عندما تكون المسألة مختلف فيها بين الصحابة فلا ينبغي لأحد أن يتعصب لأحدهم) يعني أن يتعصب بلا دليل، أما إذا كان مع الدليل فينبغي أن يتعصب. (فينبغي أن نبحث الموضوع بحثاً علمياً فعمر بن الخطاب نهى عن التمتع ولكن الرسول أمر به) هذا كلام الألباني وليس كلامي. هنا يوجه سؤال العلامة الألباني لا السيد أو الشيخ الحيدري، يوجهه العلامة الألباني أحد أعلام السلفية وأحد أعلام المحققين والمحدثين في عصرنا؟ (فهل هناك مسلم مهما كان محباً لعمر بن الخطاب يمكن أن يجعل نفسه عمرياً في كل مسألة؟) يقول هل يوجد مسلم يقول أنا في كل ما فعله عمر فهو أتبعه. يقول: (هذا يستحيل) عجيب. أنتم تقولون بعدالة الصحابة وأن كل ما فعلوه حق وكل ما فعلوه، سيرة السلف الصالح. العلامة الألباني يقول: نعم، نقول، ولكن عندما يوجد عندنا دليل على خطأه فلا نتبعه. (هذا يستحيل لأنه سيجد عمر يقول قولاً والصواب بخلافه).

أعزائي هذه هي نظرية مدرسة أهل البيت يقولون أن الصحابة سواء كان أبو بكر أو عمر أو عثمان أو أكبر أو أصغر أو أبو ذر أو المقداد، نعرضهم على الموازين العلمية فإن تمت ووافقت الكتاب والسنة النبوية قبلنا وإلا فلا قيمة له، يضرب به عرض الجدار وبتعبير العلامة الألباني مستحيل أن يحسم الإنسان نفسه عمرياً في كل شيء. إلا علي. لابد أن يحسب نفسه في كل ما ثبت عن علي، لابد أن يحسب نفسه ... نعم، لا كل ما يدعى على علي، وإلا في صحيح البخاري يدعى على علي وفي صحيح مسلم يدعى وفي نهج البلاغة يدعى على علي ويقولون قال علي، لا لا، ما ثبت عن علي هو كأنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله، لماذا؟ لأنه وأشركه في أمري. فكما أنه إذا ثبت عن رسول الله لا يحق لأحد أن يقول (أقول) ذلك اجتهاد وهذا اجتهاد. كذلك إذا ثبت عن علي لابد أن يكون الإنسان علوياً في كل ما ثبت عن علي، ولكن لا يمكن لأحد وبتصريح العلامة الألباني: لا يمكن أن يكون لاحد عمرياً مطلقاً ولا بكرياً مطلقاً ولا عثمانياً مطلقاً ولا أي صحابي آخر مطلقاً، أما إذا ثبت عن علي في كل ما يقول فهو علوي مطلقاً. هذه حقيقة، لماذا؟ لأنه يؤدي عن الوحي. لأنه يؤدي عن الوحي. ولذا تجد المنصفين من علماء المسلمين ومنهم الإمام الكبير الفخر الرازي في تفسيره القيم (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب) وهو من كبار علماء الأشاعرة، عندما يأتي إلى مسألة الجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) في الصلاة، أنتم تعلمون أنهم إما لا يقرؤون البسملة وإذا قرءوها يخفتون فيها. هو عندما يصل إلى الجهر ماذا يقول؟ يقول: (ولهذا السبب نقل أن علياً كان مذهبه الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات). الإخفاتية والجهرية، الفخر الرازي يقول لما ثبت عن علي هذا (وأقول أن هذه الحجة قوية في نفسي راسخة في عقلي لا تزول البتة بسبب كلمات المخالفين) يعني إذا علي قال شيء فهو غير الآخرين. هذا في (ص170). في أوائل سورة الفاتحة يقول: (إن الدلائل العقلية موافقة لنا) يعني في الجهر بالبسملة في كل الصلوات (وعمل علي بن أبي طالب عليه السلام معنا، ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه وفي نفسه).

هذا ليس كلام شيعي لا كلام العلامة الحلي ولا كلام المفيد ولا كلام المجلسي، لا أبداً، هذا كلام الفخر الرازي يقول إذا جعلت علياً إماماً لك فقد استمسكت بالعروة الوثقى (فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها).

المقدم: هذا دليل على حديث المنزلة.

سماحة السيد كمال الحيدري: وإلا لماذا أنه يقول إذا جعلته، لماذا لا يقول إذا جعلت فلاناً وفلاناً، ذاك يقول ضمن الموازين العلمية، وبتعبير العلامة الألباني مرة أخرى، يقول: (فهل هناك مسلم مهما كان محباً لعمر بن الخطاب يمكن أن يجعل نفسه عمرياً في كل مسألة، هذا يستحيل) لماذا؟ لأنه لم يثبت أنه يؤدي في كل شيء عن رسول الله، أما علي فمن جعله إمامه فقد استمسك بالعروة الوثقى. (لأنه سيجد عمر يقول قولاً والصواب بخلاف ما يقول) وأنتم أيضاً تقرون هذا المعنى تقولون أن الصحابة ليسوا بمعصومين، إذن يؤخذ منهم ويرد، إلا علي فأنه لا يمكن لأحد أن يرد له قولاً. ولكن بشرطها وشروطها، يعني ماذا؟ يعني إذا ثبت بالقطع واليقين أن هذا صدر عن علي. لا يقول لي قائل: هذا نهج البلاغة؟ لا لا، نحن لا نوافق على أن كل ما جاء في نهج البلاغة فهو صحيح وتام، ولا نوافق أن كل ما جاء في أصول الكافي صحيح وتام، ولا نقل أن كل ما جاء في الكتب الأربعة عن علي فهو صحيح. لا أبداً. نقول: إذا ثبت بطرق صحيحة متفق عليها صريحة عن علي فهو الحق الذي لا مرية فيه أبداً.

المقدم: فقط أعزائي المشاهدين أريد أن اشير إلى هذه النقطة، قد يفهم البعض أننا هنا نعقد مقارنة ما بين علي وبين الخليفة الثاني أو الخليفة الأول أو الخليفة الثالث، القضية خارجة عن هذا، أولاً علي وكما قلنا وأشركه في امري لا يتساوى به أي من الصحابة.

سماحة السيد كمال الحيدري: كما لا يتساوى برسول الله أحد من الصحابة.

 المقدم: إذن القضية قضية عقائدية، القضية قضية تهم أصل الفهم الديني والمعرفة الدينية، أما في بعض الأحيان تذكر أمثلة في مقابل الخليفة الأول أو الخليفة الثاني أو الصحابي الفلاني سلمان عمار، المقداد، غيرهم، فهذا من باب المصداق وإلا لا أكثر ولا أقل، هذا أحب التنويه عليه لكلي لا يفهم أن البحث في قضية علي وعمر أو علي وأبي بكر. سيدنا هل هذه كل النتائج التي.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا، نتائج أخرى كثيرة، ولكن هذا ما يهمنا.

المقدم: نأتي إلى شيخ الأمويين، أنا لا أوافق مقولة شيخ الإسلام، ونحن نعيش ثورات عربية وديمقراطية وصحوة، كيف تعامل الشيخ ابن تيمية مع حديث المنزلة.

سماحة السيد كمال الحيدري: يا ليت فقط حديث المنزلة، حديث المنزلة ما استطاع رده، هو عرف أن هذا النص (لا يؤدي عني إلا علي) وجد بأن هذا فيه هذا المضمون الذي اشرنا إليه، فلهذا على طريقته مباشرة أولاً قال السند كذب وثانياً حتى لو صح السند فهذه كانت عادة جاهلية في ذلك الزمان، وهو أنه العرب إذا أبرموا عقداً أو عهداً وإذا أرادوا أن ينقضوه فلابد أن ينقضه من عقده أو واحد من أهل بيته، ورسول الله بعث واحداً من أهل بيته، عادة العرب كانت قائمة على هذا الأساس، ورسول الله لا يعرف العادات العربية إلا أن يبلغ لأنه جاء من دولة أخرى وهو ليس ابن الجزيرة العربية، جاء من دولة أخرى فلا يعرف العادات العربية، فبعث الخليفة الأول وسط الطريق جاءوا له وقالوا له أنت خالفت القواعد والعادات والأسس العربية، فأرجعه. انظروا كم يستهزئون برسول الله ويجعلونه لا فقط أنه لا يعرف كذا، لا يعرف حتى العادات العربية التي عاش فيها.

تقول: سيدنا أين قال هذا الكلام؟

على القاعدة، يأتي إلى السند ليناقشه ثم يأتي للدلالة فيرفضها، في (منهاج السنة، ج3، ص238) تحقيق محمد رشاد سالم، طبعة الأربعة مجلدات، وفي طبعة ثمان مجلدات (ج5، ص62 و 63) قال: (وكذلك قوله لا يؤدي عن إلا علي من الكذب). إذن سنده موضوع، لا ضعيف، بل موضوع. (وقال الخطابي في كتابه شعار الدين وقوله لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي هو شيء جاء به أهل الكوفة وعن زيد بن فلان ... وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض). إذن الرواية ساقطة سنداً. هذا المورد الأول في السند.

أما المضمون قال المضمون على فرض تمامية السند لا يدل على محتوى خاص وإنما هي تطبيق لعادة العرب في الجاهلية، قال في (منهاج السنة، ج4، ص551) وطبعة ثمان مجلدات (ج8، ص296) قال: (ولكن أردفه بعلي لينبذ إلى المشركين عهدهم) لماذا بعث علياً ورد الخليفة الأول؟ قال: (لأن عادتهم كانت جارية) ورسول الله لم يكن يعرف العادة الجاهلية. هذه كلها عندما تصل القضية إلى علي كل شيء ينسى حتى يطعن في رسول الله. يريد أن يطعن في علي ولكنه يطعن في رسول الله. واقعاً إذا يريد أن يقبل قول رسول الله ويحمله على الوحي له قيمة وفضيلة ومنقبة علي بن أبي طالب.

المقدم: وهل يستحق معاوية والأمويون أن يطعن برسول الله من أجلهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: المهم هذا السؤال موجه للمسلمين الذين يتابعون أمثال بني أمية ومعاوية وابن تيمية والوهابية وغيرها.

يقول: (لأن عادتهم كانت جارية أن لا يعقد العقود ولا يحلها إلا المطاع أو رجل من أهل بيته فلم يكونوا يقبلون ذلك من كل أحد) عند ذلك رسول الله رد الخليفة الأول وبعث مكانه علي بن أبي طالب. هذا المورد الثاني.

طبعاً هذا القول الذي قاله هنا في رد سند الرواية أولاً في رد المضمون ثانياً ذكرنا في الحلقة السابقة يقول: أهل البدع طريقتهم أنهم إذا جائهم حديث تام عن رسول الله ناقشوا في سنده وفي مدلوله، هو يقر ويقول: هذا فقط من باب الإشارة أشير إليه في (مجموع فتاوى ابن تيمية، ج19، ص73) يقول: (وغالب أهل البدع إنما يدفعون عن نفوسهم الحجة إما برد النقل وإما بتأويل المنقول) إما يردون السند وإما يردون ... (فيطعنون تارة في الإسناد وتارة في المتن) هو أيضاً عندما لا ينسجم حديث رسول الله مع هواه الأموي إما أن يطعن بالسند وإما أن يطعن بالمتن.

سؤال: هذا الذي قلناه إلى هنا تبعه أحد عليه؟

الجواب: نعم، تبعه على ذلك جملة من تلامذته ومن هم على نهجه، منهم ابن كثير في تفسير (تفسير القرآن العظيم، ج4، ذيل الآية الثالثة من سورة التوبة) دار ابن الجوزي، يقول: (فكره مخالطتهم وبعث أبا بكر الصديق) كما هو في الكتاب (أميراً على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم ويعلم المشركين أن لا يحجوا وأن ينادي في الناس براءة فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغاً عن رسول الله لكونه عصبة له) وإلا القضية ليست لها قضية وحيانية، هذه العادات الجاهلية.

ومن المعاصرين الذين وقف عند هذه القضية وفهم أن مضمونها عظيم جداً، (تفسير القرآن العظيم المعروف بتفسير المنار، الآية الأولى إلى الآية الرابعة من سورة التوبة، ج10، ص147) تأليف الشيخ محمد رشيد رضا، وهي دروس أخذها عن أستاذه الشيخ محمد عبدة. دار إحياء التراث، يقول: (ولهذا قال العلماء) مع أن الذي قاله ابن تيمية وأتباعه ولكن هذا التدليس الذي يستعمله، (ولهذا قال العلماء أن الحكمة في إرسال علي بعد أبي بكر أن عادة العرب جرت) إذن عادة جاهلية، (أن عادة العرب جرت بأن لا ينقض العهد إلا من عقده أو من هو منه بسبيل من أهل بيتهم، فأجراهم في ذلك على عادتهم).

ورسول الله لم يكن يعرف العادة فبعث أولاً أبا بكر، فكان في وسط الطريق قالوا له ... غفل، أصلاً لا يعرف هذه القضية، وليس هنا لا يعرف، عندما سئل في قضية تأبير النخل قال لا تؤبروا، فعندما فسد قالوا يا رسول الله أنت قلت لا تؤبروا وفسد، قال: عجيب أنتم أعلم بأمور دنياكم. هذه الأمور التي يعرفها أي إنسان رسول الله جاهل بها، هذا هو النهج الأموي. يحاول أين ما يجد مجالاً للطعن في شخصية رسول الله يطعن، وإلا بينكم وبين الله أنتم أعلم بأمور دنياكم، ألم يكن رسول الله يعيش مع العرب وأنه كبر معهم، لماذا الآخرين يعرفون وهو لا يعرف.

قال: (ولهذا قال لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي) هذا رسول الله قال من باب تطبيق القواعد والعادات الجاهلية والعربية (روى أحمد والنسائي). هذا كلام ابن تيمية وكلام ابن كثير وكلام محمد رشيد رضا.

ثم بعد ذلك يأتي بكلام طويل وعريض يقول: (إن بعض الشيعة يكبرون هذه المزية لعلي) يجعلون لها قيمة. وهي ليس لها أي قيمة لأنها تطبيق لعادة جاهلية وثانياً أنه لا يبلغ عني إلا أنا أو علي إبلاغ الدين هذه يشترك فيها كل المسلمين فأي خصوصية موجودة لعلي حتى تقولون حديث المنزلة. يقول: (إن بعض الشيعة يكبرون هذه المزية لعلي عليه السلام كعادتهم، ويضيفون إليها ما لا تصح به رواية ولا تؤيده دراية فيستدلون بها على تفضيله على أبي بكر وكونه أحق بالخلافة منه، ويزعمون أن النبي عزل  أبا بكر عن تبليغ سورة براءة لأن جبريل أمره بذلك وأنه لا يبلغ عنه إلا هو أو رجل منه ولا يخضعون هذا النفي بتبليغ نبذ العهود وما يتعلق به بل يجعلونه عاماً لأمر الدين كله مع استفاضة الأخبار الصحيحة بوجوب تبليغ الدين على المسلمين) هذه غير مختصة بعلي. إذن على طريقة ابن تيمية وهو أنه إذا لم يستطع أن يرد السند أو يرد المدلول يجعلها مشتركة حتى يميعها كمنقبة وكفضيلة خاصة بعلي. يقول: (بوجوب تبليغ الدين على المسلمين كافة كالجهاد في حمايته والدفاع عنه وكونه فريضة لا فضيلة).

إذن هؤلاء وأمثالهم وعلى رويتهم، الآن لو تراجعون كل الكلمات الموجودة في بعض القنوات وبعض الكلمات تجدون بشكل واضح وصريح يقولون بأنه أساساً هذه لا تدل على أي منقبة لأنها إما سنداً هكذا وإما دلالة هكذا، وهي تطبيق لعادة جاهلية.

المقدم: هل أن ما ذكروه في رد هذا الحديث، ابن تيمية ومن تبعه في ذلك تام أم لا؟

سماحة السيد كمال الحيدري: من حيث السند قرأنا في الحلقة السابقة هذا الحديث ولكن يكفي أن أشير إلى مصدر واحد.

الأول ما ذكره في (السنة، ج2، ص885، رقم الحديث 1355) للإمام ابن أبي عاصم المتوفى 287هـ قال: (سمعت رسول الله يقول: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي ... إسناده حسن) الذي هو قال ... يا ليت قال ضعيف حتى نقول لم يتم عنده السند، بل قال كذب مع أن إسناد حسن (رواه ابن أبي شيبة في المصنف ورواه ابن ماجة والطبراني في الكبير ورواه الترمذي وأحمد وفي الفضائل والنسائي في خصائص علي والفسوي في تأريخه ورواه أحمد في المجلد الرابع وفي الفضائل ....).

إذن من حيث السند لا مجال لأن يقال في سنده شيء.

أما من حيث الدلالة، من قال لا يؤدي عني إلا أنا أو علي. من قال ذلك؟ قاله رسول الله، وكأن هؤلاء لم يقرأوا القرآن ولم يتدبروا فيه أن القرآن قال في حق الرسول (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) إذن هذا الذي نطق به وحي يوحى أو ليس كذلك؟ قد تقول: ليس كل ما يقوله؟ الجواب: القضية مرتبطة بالوحي لأنه يريد أن يجعل له شريكاً في أمره، إذن مرتبط بالوحي أو غير مرتبط؟ إذن ذاك الذي قاله أمر وحياني، وأترك الآية المباركة، ضعوها على جانب. تعالوا إلى حديث رسول الله انظروا ماذا يقول رسول الله عن هذا الكلام. هذا أمامكم كتاب (المسند للإمام أحمد بن حنبل، ج2، ص135) شرحه أحمد محمد شاكر، أنا اقرأ الحديث أولاً وبعد ذلك ننظر إلى السند، رقم الحديث 1296، طبعاً هذه من زيادات عبد الله بن أحمد بن حنبل، لأن المسند مركب من قسمين قسم أحاديث أحمد بن حنبل وقسم من زيادات ابنه عبد الله، هذه من المستدركات، الرواية عن علي، قال: (لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي دعا النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر فبعثه بها ليقرأه على أهل مكة ثم دعاني النبي فقال لي: أدرك أبا بكر فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فأذهب به إلى أهل مكة فأقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال يا رسول الله نزل فيّ شيء؟) انظروا إلى جواب رسول الله (قال: لا، ولكن جبرائيل جاءني) جاءه جبرائيل وقال له طبق العادات الجاهلية!! رسول الله يقول جاءني جبرائيل وهم يقولون عادة جاهلية، كأن جبرائيل  من وظيفته أن يدعو إلى العادات الجاهلية، هذا هو المنطق الأموي.

قال: (لا، ولكن جبرائيل جاءني فقال لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك) مع أنه لا معنى لـ (لا يؤدي عنك إلا أنت) هذا إشارة إلى النكتة التي أشرنا لها. انظروا إلى السند (إسناده حسن) إذن في رواية معتبرة حسنة حجة مقبولة، هذه القضية كانت قضية جاهلية أو قضية جاء بها الوحي وجبرائيل؟ نعم، حتى أكون واضحاً مع المشاهد الكريم هذه الرواية ضعفها ابن كثير في البداية والنهاية.

في (البداية والنهاية، ج7، ص227) دار عالم الكتب، بعد أن ينقل الحديث يقول: (وهذا ضعيف الإسناد ومتنه فيه نكارة والله أعلم). تعلمون لماذا ضعف السند، لأنه في المتن توجد نكارة، قد يقول قائل: سيدنا ما هي النكارة التي أوقفت هؤلاء؟ أنا أقول ما هي النكارة؟ النكارة الموجودة بينها في (البداية والنهاية، ج11، ص92) التفتوا جيداً عندما تكون الرواية ليست على هواهم انظروا ماذا يفعلون، قال: (وفيه نكارة من جهة أمره برد الصديق) كيف يعقل أن يرد الصديق، يرد علي لا مشكلة في ذلك، أما أن الصديق يرد ففي الأمر نكارة، إذن لابد أن نضعف السند (فإن الصديق لم يرجع بل كان هو أمير الحج في سنة 9 وكان علي هو وجماعة ...) إذن اتضح وجه النكارة نكتتها أيه، ونكتة ضعف السند في نكارة المتن.

المقدم: ألغى الواقعة بأكلمها.

سماحة السيد كمال الحيدري: ليحفظ كرامة ... يسقط اعتبار رسول الله ليحفظ كرامة هذا أو ذاك. هذا هو الأمر الثاني.

الأمر الثالث وهو ما أشار إليه السيد الطباطبائي في (الميزان في تفسير القرآن، الآيات 1-16 من سورة التوبة) العلامة الطباطبائي يسأل سؤالاً مهماً، يقول هذه السنة التي تقولون عنها كانت عادة العرب كانت محمودة أو مذمومة، فإن كانت مذمومة فكيف عمل بها رسول الله وكيف جاء بها الوحي وأمر بها، وإن كانت محمودة فكيف ينساها وغفل عنها وهو ابن الجزيرة العربية؟ أليس هذا طعناً فيه.

قال: (ثم لو كانت سنة عربية غير مذمومة فهل كان رسول الله ذهل عنها ونسيها حين أسلم الآيات إلى أبي بكر وأرسله وخرج هو إلى مكة حتى إذا كان في بعض الطريق ذكر ما نسيه أو ذكره بعض من عنده بما أهمله وذهل عنه من أمر كان من الواجب مراعاته في مثل هذا الامر المهم، وهو صلى الله عليه وآله المثل الأعلى في مكارم الأخلاق واعتبار ما يجب أن يعتبر من الحزم وحسن التدبير وكيف جاز لهؤلاء المذكرين أن يغفلوا عن ذلك) رسول الله لم يتكلم مع أبي بكر وحده، تكلم ومجموعة من الصحابة حوله، لماذا لم يذكروه في نفس المكان، يا رسول الله ماذا تفعل هذا خلاف كذا ... لا أنه يخرج إلى الجحفة التي تبعد حدود 9 أو 10 كيلو متر عن المدينة. إذن على هذا الأساس يتضح لنا بأن هذا الكلام الذي ذكره هؤلاء.

يبقى مطلب أشير له وهو ما ذكره في (المنار) من أن هذا عام، هذا الإنسان خلط بين الإبلاغ الابتدائي للوحي وبين الإبلاغ الثانوي للوحي، تصور أن هذا من الإبلاغ الثانوي للوحي، ونحن قد شرحناه في الحلقة السابقة وقلنا أن الإبلاغ الابتدائي من المختصات وأن المشترك منه بين المسلمين جميعاً هو الإبلاغ الثانوي وليس الإبلاغ الابتدائي، وهذا الإنسان لم يستطع أن يميز بين هذين النحوين من الإبلاغ.

المقدم: الأخ محمد من السعودية.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: بالنسبة لابي بكر أبو بكر لما خرج ما نزلت براءة، عندما نزلت سورة براءة أبو بكر كان خارج المدينة. رسول الله علم علي وأرسله للتبليغ، ثانياً الحج ...

المقدم: هل لديك مصدر في هذا.

الأخ محمد: أبو بكر خرج بأمر من رسول الله للحج، فلما نزلت براءة ...

سماحة السيد كمال الحيدري: في مسند أحمد يقول عن علي (لما نزلت عشرة آيات من براءة على النبي دعا النبي أبا بكر فبعثه بها ليقرأه ...) أخي العزيز أقرأ وتعلم وتكلم.

المقدم: أساساً ما يذكر من واقعة أبي بكر وإرجاعه، يتعلق في تفسير هذه الآيات. نحن قلنا يجب أن يكون الحوار مبنياً على أصول وأسس علمية لكي نصل إلى نتيجة منه، وإلا إذا كل يبقى على ادعائه فلا ينتج شيئاً.

معنا الأخت الدكتورة سهام.

الأخت سهام: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخت سهام: عندي سؤالين حول موضوع هذه الحلقة، أولاً لماذا أرسل الرسول أبا بكر أولاً ولم يرسل علياً عليه السلام، أليس حديث المنزلة سابق لحديث لا يؤدي عني فيكون علياً شريكاً للرسول صلى الله عليه وآله ويكون إرساله أولى من إرسال غيره. أما السؤال الثاني لو فرضنا جدلاً وفرض المحال ليس بمحال أن جبرائيل لم ينزل على رسول في حينها ولم يبلغه بإرسال علي، فهل إرسال أبي بكر أولاً من باب تفضيل أبي بكر، يعني هل يمكن أن نقول أن الله أراد شيئاً ورسول الله أراد شيئاً آخر.

المقدم: معنا الأخ أمير من بريطانيا.

الأخ أمير: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أمير: في يوم مثل هذا اليوم نتابع نحن في بريطانيا هذا البرنامج وأصبحت لكم مصداقية في ذلك المجتمع، عندي سؤال وخاصة من الأخوة الجزائريين، سيدنا العزيز هذا السؤال عن طريق النساء العربيات ما هي منزلة المرأة في مذهب علي بن أبي طالب وما هي حقوق المرأة في مذهب أهل البيت، وهل نرى أن المرأة ناقصة العقل كما يجدها أخواننا الوهابية. السؤال الثاني وهذا مطلب من أخواننا في المغرب العربي وأنتم تعرفون كما تصفون تلك القنوات الفضائية بالبائسة، يطلبون طلب منكم ولو حلقة واحدة تكلمهم عن تاريخ الدولة الفاطمية وما هي الدولة الفاطمية، وهذا الأمر مهم جداً للأخوة في المغرب العربي، وهذا هو طلب الأخوان وأنا تكفلت في إيصاله لكم.

سماحة السيد كمال الحيدري: السؤال الأول إذا وسعني الوقت سأجيبكم عليه.

المقدم: الأخ عبد العزيز من السعودية.

الأخ عبد العزيز: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد العزيز: بالنسبة لحديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى، هارون لم يخلف موسى بل خلفه ذو النون، هذه النقطة الأولى، والنقطة الثانية كمال الحيدري يحتج بكلام الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان بحجة ... هذه ... نحن اعتقادنا ليس عندنا أي إنسان معصوم ما عدا الرسول، لا الحسن ولا الحسين ولا غيرهما، في الحلقة السابقة تكلم عن أن المهدي موجود، والآية تتكلم (أنت ميت وهم ميتون) والآية في سورة الرحمن تقول (كل من عليها فان) هذه الآية تدل على أن البشرية جميعاً تموت. والأخ المتصل من بريطانيا تكلم عن الوهابية، الوهاب هو الله سبحانه وتعالى.

المقدم: أسأل سؤال وتستمع الإجابة بشكل وافي.

معنا الأخ إبراهيم من فلسطين.

الأخ إبراهيم: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ إبراهيم: أنا أسألك نفس السؤال الذي سألتكم إياه الأخت من العراق وهو لماذا رسول الله يحرج أبا بكر بحيث يبعثه ومرة أخرى يبعث علي عليه السلام كي يقوم مقامه. وهناك حديث سماحة السيد مثل أن الرسول في غزوة خيبر في فتح حصن خيبر أرسل أبا بكر ثم عمر ثم علي، وفي أحاديث كثيرة، كما في قضية طلب أبي بكر وعمر فاطمة الزهراء للزواج، أليس مثل هذه الأحاديث تؤكد والمراد منها تبين أن أبي بكر وعمر لهما مرتبة، مع أنهما لم يفتح على أيديهما الحصن فهو كان أهلاً لقيادة الجيش، وكذلك في قضية آية التبليغ فهو لم يبلغ ولكنه بعثه ...

المقدم: أنا أيضاً ارجوا أن تبدأ من السؤال الأخير.

سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يرتبط بسؤال الدكتورة وهو أنه لماذا بعث، في الواقع لابد أن نثبت أولاً أنه بعث أبا بكر في هذه المهمة، هذا الأمر لم يثبت من طرقنا، ومن هنا فلا اعتبار له ولا قيمة له، وإنما نحن نتكلم على فرض أنه بعثه، وإلا لم يثبت عندنا أن هذا الامر متحقق، عندنا أقول، وإلا عندهم روايات أنه بعث أبا بكر أميراً وجعل علياً تحت أمرته وأنه قال أمر أو مأمور تابع أو متبوع، هذه كلها أحاديث غير تامة عندنا لا سنداً ولا قيمة لها ولا يمكن الاستناد إليه. وأنا أنصح الأخت الكريمة أن ترجع إلى هذا البحث في ذيل هذه السورة يعني فيما يتعلق بأول سورة التوبة من تفسير الميزان حتى يتبين هناك أن كل هذه الكلمات لا أصل لها ولا يمكن أن تكون صحيحة.

في تفسير العياشي: وأنت إذا تأملت كل هذا البحث ... يقول: وأن الصحيح عندنا أنه لم يتم عندنا أنه بعثه لهذه القضية أصلاً.

أما فيما يتعلق بقضية خيبر، وأنا أتصور السؤال الثاني للدكتور سهام أيضاً أتضح، هذه الأسئلة لا علاقة لها بفرض المحال، وإنما كل ما في الأمر أنه بعث أو لا، الآن نريد أن نسلم أنه بعث، هنا واقعاً على فرض أنه كان رسول الله كان يعلم أن الوحي الإلهي سيأتي وإن جبرائيل سيخبره بذلك ليبين للناس أن هذا الموقع موقع الخليفة الأول أو موقع علي بن أبي طالب. لو لم يبعث لكانوا قد يقال يمكن أن يقال أن هذا الموقع كان قائماً عليه، لغيره، ولكنه عندما بعث الخليفة الأول وهم يدعون أنه الأفضل مطلقاً من الصحابة ولكن عندما بعث الأول ثم رده عن ذلك فهذا يكشف عن أن هذا ليس موقعاً له.

أما فيما يتعلق بقضية خيبر فواضحة يريد أن يقول الرسول الله صلى الله عليه وآله أن هذا الفتح العظيم لا يتحقق إلا على يد علي بن أبي طالب، وأيضاً لو لم يبحث الخليفة الأول والخليفة الثاني لكانا يقولان نحن قادرين على ذلك ولكن رسول الله لم ينتخبنا، ولكن رسول الله انتخبهم حتى يثبت بحسب الواقع الخارجي أنهم ليسوا مؤهلين لهذا الموقع.

المقدم: ليثبت أن علياً يقوم بما يعجز عنه الآخرون.

سماحة السيد كمال الحيدري: أما بالنسبة إلى الأخ أمير حول منزلة المرأة في مذهب أهل البيت، في هذا الموضوع أنا لا أطيل عليكم كثيراً ولكن أولاً لابد أن تميزوا بين الأحكام الفقهية وبين منزلة المرأة، ليست الاحكام الفقهية مطلقاً تدل على شرف الرجل بالنسبة إلى المرأة، يعني أن الرجل يفوق المرأة شرفاً وكمالاً وتقوى و.. و... صريح القرآن الكريم كلما ذكر مراتب القرب الإلهي قال من ذكر أو أنثى، أو قال إن أكرمكم عند الله أتقاكم. وأضرب لك في هذه الليلة مورد وتأمل فيه. أن التكليف يعد شرف للإنسان أو يعد نقص للإنسان؟ عندما يكلف الإنسان بتكليف إلهي هذا تشريف وامتياز له، أن المرأة تحصل على هذا التشريف والامتياز قبل أن يحصل عليه الرجل بست سنوات. يعني أن المرأة في السنة التاسعة من عمرها تصل إلى مرتبة من العقل ومن الفهم ومن الإدراك يحق لها أو تصل إلى مرتبة أن يخاطبها الحق سبحانه وتعالى يقول (يا أيها الذين أمنوا) والذكر لم يصل بعد إلى هذه المرحلة، بل لابد أن ينتظر لسنوات ست حتى يصل إلى مقام المرأة والأنثى حتى يخاطب بـ (يا أيها الذين أمنوا) هذا هو منطق أهل البيت ومنطق القرآن وهذا هو منطق علي. وهذا الذي بأنه إذا أعطيت حق أن تقود السيارة تضرب بعصا عشر جلدات ثم يتدخل ولي الأمر بحسب اصطلاحهم ليرفع، انظروا هذا المنطق أين وهذا المنطق أين، هذا المنطق الذي يعيشه ابن تيمية ومنطق الوهابية وهنا كلمة أقول: لا تستعملوا هذه المغالطة مع كل احترامي للمتكلم البائسة والتعيسة وهي أن الله هو الوهاب، نحن لا نتكلم في الله، بل نتكلم في محمد بن عبد الوهاب، ما هذا المنطق التعيس والمغالطة التي تنمو عن عجز كامل في البحث العلمي، ومن تكلم في أسماء الله تعالى حتى تقولوا أن الوهابية من أسماء الله، كذبتم أنتم لا تسمون أنفسكم الوهابية باعتبار اسم الله الوهاب، وإلا هناك أسماء أعظم من الوهاب لماذا لا تسمون أنفسكم بها. إذا كان القرار أنكم تسمون أنفسكم بالوهابية استناداً إلى الاسم الوهاب هناك أعظم من هذا الاسم بمراتب في القرآن الكريم لماذا لا تسمون أنفسكم بها، إذن أنتم تحاولون أن تغالطوا وتدلسون عندما تقولون وهابية نسبة إلى الوهاب، لا، نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب الذي هو من أتباع الصغار لابن تيمية.

المقدم: تحدث أيضاً أمير عن تاريخ الدولة الفاطمية.

سماحة السيد كمال الحيدري: ذاك بحث آخر طلب حلقة إذا وفقت وإن كان عادة أنا لا أتكلم في قضايا التاريخ ولكن إذا سنحت الفرصة فسأتكلم.

المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.