حديث المنزلة ق(6)
  • عنوان المقال: حديث المنزلة ق(6)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 3:5:40 3-10-1403

08/09/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أحيكم في هذه الحلقة الجديدة من مطارحات في العقيدة والتي سنكمل الحديث الذي بدأناه خلال شهر رمضان المبارك، وهو تفسير قول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله (حديث المنزلة، القسم السادس) من سلسة تفسير هذا الحديث الشريف. أنوه مشاهدينا الكرام إلى أننا سوف نعطي فرصة أوسع لمداخلاتكم واتصالاتكم حول الموضوع أو حول مواضيع أخرى تطرقنا ربما تطرقنا لها في الحلقتين الأخيرتين، سواء في وجه لوجه أو في مطارحات في العقيدة. أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد، نعود إلى الموضوع، ما هي النقطة المحورية التي يمكن أن ننطلق منها لفهم موقع الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في المقدمة أبارك لجميع أعزائنا وأبنائنا وأخواتنا والمشاهدين الكرام والعالم الإسلامي وأدعو الله أن يوفقني دائماً أن أكون بخدمة الأعزاء لطرح مثل هذه الأبحاث التي تهم المسلمين عموماً وأتباع مدرسة أهل البيت خصوصاً.

أعزائي مسألة خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأعتذر للمشاهد الكريم إذا كان هناك تكرار لبعض المطالب باعتبار حتى تترابط المباحث في هذه الليلة.

هناك بعض من يحاول أن يصور أن النزاع بعد رسول الله على الخلافة والإمامة والولاية ونحوها إنما كان خلاف سياسي بين أقطاب الصحابة في هذا المجال. ومن هنا فلا ينبغي أن ندخله ذلك في البعد الديني، وهذه قضية ترفضها كاملاً مدرسة أئمة أهل البيت عليهم السلام، وذلك مع الاخذ بعين الاعتبار المقدمات أو الأمور التالية، ولا أطيل الكلام بها ولكن أحاول أن أمر عليها مروراً ليتضح للمشاهد الكريم أن هذه المسألة وأن هذا الخلاف الذي وقع بعد رسول الله لم يكن نزاعاً سياسياً حتى يطوى بمر التاريخ وإنما آثاره قائمة إلى يومنا هذا، بل نعيشها في كل لحظة في مختلف أبعاد حياتنا من سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وتعاملنا مع الآخر وكيفية النظر إلى الآخر في كل زوايا حياتنا. هذا مضافاً إلى أبعادها الاخروية لأنها مرتبطة بمسألة الإمامة (من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية).

أما النقاط التي بودي الإشارة إليها:

النقطة الأولى: وهي أننا لابد أن نتوفر على المسؤوليات التي كانت في عهدة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بنص القرآن الكريم وبنص الآيات المباركة التي بينت هذه الحقيقة. المسؤوليات يمكن تقسيمها إلى قسمين:

مسؤوليات اختصاصية ومسؤوليات مشتركة، أما المسؤوليات الاختصاصية أمر عليها إجمالاً وبودي أن المشاهد الكريم يتسلسل معي لأن البحث متسلسل بنحو منطقي ورياضي، أما المسؤوليات الاختصاصية فهي تلقي الشريعة بواسطة الوحي من السماء، وهذا مختص بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وهذا الأمر أغلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) أو كما في حديث المنزلة (إلا أنه لا نبي بعدي) (إلا أنه لا نبوة بعدي) وهذا حديث متفق عليه بين جميع علماء المسلمين، وهذا أمر لا يمكن لأحد أن يشارك رسول الله في هذه النقطة بعده صلى الله عليه وآله.

الأمر الثاني الذي أوكل إليه بنحو اختصاصي أيضاً، هو لا يشاركه فيه أحد هو أن إبلاغ هذا الوحي مختص به، يعني إذا وصل إليه وحي من السماء في أي مفردة دينية ليس من حق أحد أو ليس حتى هو عليه أفضل الصلاة والسلام أن يقول مثلاً لزوجته خذي هذا البلاغ وأبلغي به الناس، أو يقول لفلان خذ هذا وأبلغ به الناس، لا أبداً، الإبلاغ الأولي والابتدائي لوحي السماء لابد أن يكون بتوسط النبي صلى الله عليه وآله، وهذا الذي اصطلح عليه بالإبلاغ الابتدائي، نعم إذا أبلغت الأمة بذلك بعد ذلك فليبلغ الشاهد الغائب، وهذا متفق عليه أنه بعد ، بلغ النبي الشريعة كل من عرف ذلك وكل من تعلم ذلك وظيفته أن يوصل ذلك إلى الآخرين. ولهذا الآية المباركة بينت هذه الحقيقة (ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم) أولاً لابد أن يتعلموا ثم يبلغ الشاهد الغائب في هذه المسألة.

إذن هذه القضية الثانية أقف عندها بشكل مهم جداً وأساسي، إن ابلاغ الوحي الإلهي اختصاصاً هو من وظيفة رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يحق لأحد غيره أن يتولى هذه المهمة الإلهية (بلغ ما أنزل إليك من ربك) هذا الإبلاغ وظيفته، وهذا أيضاً من مختصاته عليه الصلاة والسلام. هذا فيما يرتبط بالمختصات.

أما المشتركات فهي أنه عندما كان رسول الله موجوداً بين ظهراني الأمة لابد أن يقيم الدين في حياة الناس (خذ من أموالهم صدقة) ما هو معناه؟ يعني لا يكفي أن تبلغهم أن لزكاة واجبة وهو الأمر الاختصاصي، وإنما لابد أن تقيم الزكاة في حياتهم، لابد أن تقيم الشريعة، ولذا تجدون أن رسول الله عندما جاء إلى المدينة أول عمل قام به هو إنشاء الدولة بحسب ذلك الزمان، وبدأ تطوير وتنظيم وإقامة الدولة الإسلامية، والتي بحمد الله تعالى بعد ذلك انتشرت هذا الانتشار الواسع. هذا ليس من مختصات رسول الله صلى الله عليه وآله، بل هذه المهمة أوكلت لمن يقوم بهذا الدور من بعده، وهذه هي المرجعية السياسية وهذه هي الإمامة السياسية وهذه هي الولاية في الأمة الولاية السياسية.

وأعزائي هذه تعد من أهم الوظائف، أساساً ليكن في علم الأعزاء مدرسة أهل البيت تعتقد أن الإمامة في الأمة هي من متممات الدين، لا أنها شأن سياسي بل هي جزء من الدين، جزء أساسي أيضاً، هذا اعتقاد، ولذا نحن نعتقد أن الآية المباركة التي تكلمت عن ذلك في سورة المائدة قالت: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) ونعتقد أن هذه الآية مرتبطة بمقام الإمامة والولاية والخلافة بعد رسول الله.

إذن لا يتبادر إلى ذهن أحد نحن نعتقد أن الإمامة في الأمة تعد شأناً ثانوياً وهامشياً، لا لا، هي تعد جزءاً أساسياً مكملاً متمماً لمنظومة المعارف الدينية.

المقدمة: لمنظومة العقائد.

سماحة السيد كمال الحيدري: طبعاً طبعاً، ولهذا لا أريد أن أدخل هل أن أجعلها في العقائد أو غيرها له بحث آخر.

قد يقول قائل: سيدنا هذا رأيكم في مدرسة أله البيت، وهذا الرأي لا يوجد عند علماء أهل السنة، فهل عندكم ما تثبتون به أن هذا الرأي قد ذهب إليه بعض علماء أهل السنة؟

بحمد الله تعالى في هذه الليلة وفي هذه المحاضرة سأقرأ لكم كلاماً ولا أقول لكم المصدر ما هو، بعد ذلك سأبين المصدر، وهذا الكلام يبين نفس هذا الاعتقاد الذي تعتقده مدرسة أهل البيت، انظروا إلى الكلام وبعد ذلك سأقول لكم ما هو المصدر الذي أشار إلى هذا.

قال: (ولاية أمر الناس) يعني الإمامة السياسية والمرجعية السياسية والخلافة بعد رسول الله (ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين) ليست من واجبات الدين بل من أعظمها، ولذا قلت أن هذه تعد في صلب منظومة المعارف الدينية.

قد يقول قائل: سيدنا هذه الواجبات من قال أنها متممة للدين فلعلها من الواجبات الهامشية.

قال: (بل) للترقي كما تعلمون في اللغة العربية (بل لا تمام للدين والدنيا إلا بها). تمام الدين لا يتحقق ... اتركوا الدنيا الآن ... طبعاً نحن نعتقد أن الدنيا هي مزرعة الآخرة، ولكنه يصرح (لا تمام للدين) يعني دين بلا إمامة وبلا خلافة وبلا ولاية هو دين ناقص، (بل لا تمام للدين والدنيا إلا بها) ولذا يقول حتى قال النبي إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم، يعني ضرورة الإمامة والولاية والقيادة إلى حد حتى أن ثلاثة أشخاص في سفر مع أنه قضية مؤقثة لأيام لا يمكن أن يتركوا بلا إمام.

سؤال: أعزائي بينكم وبين الله أنا أترك هذا للمشاهد الكريم ولا أطيل الكلام فيه، والتعليق لكم، بينكم وبين الله رسول الله أسس هذا المشروع الإلهي الرباني إلى قيام الساعة وأعطى له كل هذه الدماء والجهود والجهاد وبذل له كل شيء ثم يترك الأمة بلا إمامة وبلا ولاية، يقول انتخبوا ما تشاؤون من بعدي، هو الذي يأمر (فليؤمروا أحدهم) رسول الله أليس الأولى به وهو الحريص على هذه الأمة من بعده إلى قيام الساعة أن يؤمر أحداً وأن يستخلف أحداً، أيعقل هذا المعنى. أعطه لأي إنسان ولكن جرده عن متبنياته المذهبية، يقول لا يعقل هذا المعنى والرسول لا أنه يريد أن يذهب ليوم أو يومين وعشرة ويرجع وإنما يريد أن يرحل عن هذا العالم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

إن أعزائي التفتوا جيداً أحفظوا لي هذه العبارة، أولاً أن الولاية الإمامة في الأمة من أعظم واجبات الدين وليست شأناً سياسياً، وثانياً أنه لا تمام للدين إلا بالإمامة والولاية وأن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: إذا كان ثلاثة في السفر فليؤمروا أحدهم.

أعزائي هذا الكتاب هو (السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها من أعمال) يطبع كاملاً لأول مرة، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى 728هـ تحقيق علي بن محمد العمران، إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1429هـ مكة المكرمة. هذا كلام ابن تيمية. فلا يأتي أحد ويزاود علينا يقول أن الخلافة بعد رسول الله هو أن ما وقع بعد رسول الله كان نزاعاً سياسياً، لا، كان نزاعاً في أعظم واجبات الدين.

المُقدَّم: أساساً من فرق السياسة عن الدين.

سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنت في صلب ... أصلاً السياسة لا تفترق عن الدين، بل هي صلب الدين، أصلاً لا تمام للدين إلا بالسياسة.

إذن هذه القضية لا يأتي بعض ويخرج هنا وهناك ويتكلم بعض أنه لا، هذه قضية خلاف سياسي، لا أبداً، وإنما هذا خلاف واختلاف ديني بل في أعظم واجبات الدين، بل في جزء متمم للدين.

إذن السؤال الأول: هو أن رسول الله كانت من وظيفته أن يقيم الإمامة في الأمة وهي المرجعية السياسية. ما هي الوظيفة الأخرى التي ألقيت على عاتق النبي؟ ألقي على عاتقه أنه أي اختلاف يقع في الأمة لابد أن يكون له مرجعية دينية ... معنى ذلك (لتبين للناس ما نزل إليهم) يعني إذا وقع الاختلاف والتنازع هذا التنازع من يحله؟ تحله المرجعية الدينية، ما هو دليلنا؟ دليلنا هو القرآن الكريم في سورة النساء قال تعالى: (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) وهنا الرسول له المرجعية الدينية في حل هذه الخلافات، ولذا تجدون أن القرآن بشكل واضح وصريح قال (ويسلموا تسليمنا) (ما كان لهم الخيرة).

إذن صار عندنا الآن أمران مختصان وهو تلقي الوحي وإبلاغ الوحي، هذه من مختصات رسول الله، وأمران مشتركان المرجعية الدينية والمرجعية السياسية.

قد أطيل بعض الشيء ولكن لأجل أن يعرف المشاهد لماذا نحن بصدد دراسة الخلافة وإثباتها لعلي وأهل بيته، قضية تأريخية نريد أن نعنى بأمر عفى عنه الزمان؟ لا لا، إذا كانت مرجعية دينية وترف فكري وإثارة للفتنة وإثارة لأمور الطائفية، لا أبداً، وإنما جزء من أجزاء المنظومة في المعرفة الدينية. بعد رسول الله كلا هذين الأمرين وقع فيه الاختلاف. أما القيادة السياسية تعتقد مدرسة أهل البيت أن رسول الله نص على الخليفة من بعده بمقتضى ما قرأناه من الشيخ ابن تيمية وهو شيخكم وممن تعتقدون به، يقول لا يمكن أن يترك ثلاثة في سفر بلا إمام، فما بالك وهو يريد أن يترك الأمة إلى قيام الساعة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. واقعاً يتركهم بلا أن يؤمر عليهم أحداً. إذن المرجعية السياسية نحن نعتقد أن المرجعية السياسية أعطيت علي عليه السلام وأعطيت له المرجعية الدينية، فإذا وقع الاختلاف يرجعوا إلى من يحل لهم ... وهذا ما قرأناه فيما سبق في شهر رمضان من نهج البلاغة.

في قبال هذا الاتجاه وجد الاتجاه الآخر وقال أن النبي لم يؤمر أحداً وتركها شورى في الأمة وهذا نختلف فيه، ثانياً قال أن المرجعية الدينية للصحابة جميعاً لا لشخص معين. من هنا اضطروا أن يحاولوا أن يبرزوا لنا الصحابة بصورة وردية، يعني يقولون كلهم كانوا منسجمون فيما بينهم ولا يوجد بينهم أي اختلاف، كلهم يحب بعضهم بعضاً، يتزوج بعضهم من بعض، يتراحمون ويتوادون، ومن هنا فأنهم كلهم عدول. هذه نظرية عدالة الصحابة جاءت من هنا، لأنه إذا قلنا أن ... الصحابة اختلفوا وكفر بعضهم بعضا ولعن بعضهم بعضاً، إذن كيف يكون كلهم عدول وكيف يكون مفسرين للدين ومبينين للدين، من هنا جاءت نظرية عدالة الصحابة، على هذا الأساس، ولهذا أنتم تجدون في الفضائيات وفي الكلمات يقولون إنما تفسير الدين إنما يكون بفهم الصحابة، ونحن نقول بفهم علي وأهل بيته.

قد يقول قائل: سيدنا لماذا تتهم الصحابة، تقول كانوا يكفرون بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً، هذه هي نظرية الشيعة، وإلا علماء السنة لا يقولون أنهم هكذا ... سأقرأ لكم العبارة ولا أقول لكم هذه العبارة لمن، وبعد ذلك سيتضح.

المُقدَّم: هذه سياسة جديدة سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا، ليست سياسة جديدة، في (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية) التي هي أصح وأهم وأدق الطبعات التي هناك في الجزء 12، ص492) يقول: (فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل) قد يقول قائل أن نظرية أهل السنة لا تقول بعصمة الصحابة إذن لا محذور. أنالا اعلم إذا كان الكثير منهم قد أخطاً فكيف يكون فهمهم حجة علينا. يقول: (وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه) لا أعلم كأنه يتكلم عن إنسان بلا صلى الله عليه وآله وبلا عليه أفضل الصلاة وبلا رسول الله، محمد وانتهى. على الطريقة هل هذا هو الادب الحديثي عن رسول الله صلى الله عليه وآله والأمر للمشاهد. قال: (وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه، ولبعضهم) الصحابة (في الخلافة والتفضيل كلام معروف) إلى الآن لا توجد مسألة مهمة ولكن احفظوا هذا السطر من شخص يدعي أنه شيخ الإسلام (وكذلك لبعضهم في قتال بعضهم ولعن بعض وإطلاق تكفير بعض) يعني كافر مطلقاً لا في قضية (أقوال معروفة) أصلاً لا تحتاج إلى بيان بل هي كالشمس في رابعة النهار أن الصحابة فيما بينهم كان بعضهم يلعن بعضا، وبعضهم يكفر بعضاً مطلقاً، وبعضهم يقتل بعضاً.

ومع ذلك يأتي إنسان واقعاً لا استطيع أن أقول إلا من عطل عقله ويقول أن كل هؤلاء عدول، أنا لا أعلم كيف إذا كفر بعضهم بعضاً هذا عادل وهذا عادل، إذا لعن بعضهم بعضاً في النتيجة لابد أن يكون أحدهما على حق والآخر على باطل، وإلا هل يمكن أن يكون ا للاعن والملعون كلاهما على حق مثلاً. ولكن لماذا اضطروا إلى نظرية عدالة الصحابة؟ أنا أقول لكم، لأنهم أرادوا أن يرجعوا المرجعية الدينية إلى الصحابة فلابد أن يصوروا الحالة بينهم حالة وردية.

المُقدَّم: أو في الأحرى لا أنهم يرجعون المرجعية الدينية إلى الصحابة، بل يسحبونها من أهل البيت.

سماحة السيد كمال الحيدري: لماذا؟ نفس هذه الصفات التي نعطيها لعلي أعطوها لغيره.

وعلى هذا الأساس ولكي يتضح للمشاهد الكريم لماذا نحن نقف عند هذه القضية، بعد رسول الله حدث في السقيفة أنهم استطاعوا أن ينزعوا المرجعية السياسية من علي عليه السلام، ولأسباب لست بصدد الحديث عنها، أمير المؤمنين عليه السلام وجد أن الأمر يدور بين أن يتصدى للخلافة السياسية والإمامة أو أن تتفرق الامة وينتهي المشروع النبوي، فتنازل عن حقه لأجل حفظ المشروع النبوي العام، لا تأييداً لأشخاص معينين.

ولكن الخلفاء أو الأشخاص الذين جاءوا بعد رسول الله الخليفة الأول والخليفة الثاني وكذلك الخليفة الثالث إلى حد ما، حفظوا المرجعية الدينية لعلي عليه السلام، ولذا كانوا يراجعونه في أي قضية أعضلت عليهم في مسائل الدين، بل كانوا يستشيرونه سياسياً، هذا بقي إلى أ، انتهينا إلى معاوية، إلى النهج الأموي والإسلام الأموي، إلى رأس النهج الأموي وهو معاوية وهو أنه لا فقط أقصى علياً سياسياً، بدأ بإقصاء علي دينياً والمرجعية الدينية بمختلف الأساليب، بل وصل الأمر في زمن يزيد أنهم أقصوه جسدياً كما في واقعة كربلاء، وبعد ذلك أنا لا احتاج أن أدخل في العهد المرواني ماذا فعل بأئمة أهل البيت وبشيعة أهل البيت وما فعله الحجاج بالمسلمين والى يومنا هذا.

ومن هنا تجدون نحن بينا بشكل واضح وصريح قلنا أننا نميز بين علماء الآخر، بين علماء أهل السنة وبين الاتجاه الأموي، فإن علماء أهل السنة لم يوافقوا على المرجعية السياسية لعلي ولكنهم حفظوا مرجعيته الدينية، ولكن عندما نأتي إلى بني أمية نجد أنهم أقصوا أئمة أهل البيت وأقصوا المنهج العلوي سياسياً ودينياً وجسدياً.

ومن هنا نحن قسمنا وقلنا علماء أهل السنة والنهج الأموي الذي أسس له معاوية ونظر له ابن تيمية وسوقته الوهابية في عصرنا الحاضر. إذن تحصل أن هذه المسألة ... طبعاً واقعاً هذه القضية قد يقول لي: سيدنا ما هو الأثر المترتب.

أقول: الأثر هو هذا, وهو أن علي وأهل بيته قدموا قراءة ، إذا أردت أن أتكلم بلغة حداثوية، قدموا قراءة للدين في العقائد وفي الأخلاق وفي المعارف وفي التعامل مع الآخر. أما الآخر فقد قدم قراءة وخاصة النهج الأموي يعني على سبيل المثال أنت تستطيع أن ترى أن شيعة أهل البيت كيف يتعاملون مع الآخر إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق، أما أنت الآن القي نظرة خاطفة على الواقفين عند قبر النبي وفي البقيع تجد كيف يتعاملون مع عموم المسلمين، يعني يقبل الآخر أو يرفض الآخر حتى لو كان من أهل السنة؟ مشرك، كافر، بدعة. ولا يفرق.

وإذا أردت أن أتكلم في البعد السياسي، تجدون أن النهج الأموي قدم قراءة الوراثة في الملك العضوض، وهذه إلى يومنا حاكمة، وأهل السنة قدموا يجب إطاعة الحاكم ولو ضرب ظهرك وسرق مالك، ولكن علي وأهل بيته قالوا ولا تركنوا إلى الذين ظلموا. إذن القضية مفاعيلها وآثارها ومعطياتها ونتائجها قائمة إلى يومنا هذا.

إذن لا يأتي قائل ويقول سيدنا لماذا تريدون البحث في قضية عفا عنها الزمان ولا علاقة لنا بها ولا نسأل عنها؟

أبداً أعزائي، نحن نعتقد أن ذلك الخلاف بعد رسول الله الديني والسياسي مفاعيله ومعطياته وآثاره ونتائجه قائمة إلى يومنا هذا وستبقى قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إلى أن يظهر المصلح الأكبر الذي هو باتفاق المسلمين لابد أن يملئها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

هذه أهمية البحث في الإمامة والخلافة بعد رسول الله.

المُقدَّم: إضافة إلى هذا أشير لمشاهدينا الكرام أن البحث لا يوجه إلى فئة معينة من المسلمين دون غيرهم، الكلام هو لأتباع مدرسة أهل البيت كما هو لغيرهم من المدارس الأخرى والمذاهب الأخرى، هو كلام تبينين لأن ما حدث في الفترة الأموي بالتحديد وفي فترة معاوية بالتحديد طالت العديد من المفاهيم.

سماحة السيد كمال الحيدري: بمختلف الأبعاد العقائدية والفكرية والأخلاقية والسلوكية واستمر بعضها إلى يومنا هذا.

المُقدَّم: وهذا التغيير حتى في الجوانب الأخرى هو الذي ساعد على تغيير القراءة التي أشار إليها سماحة السيد فيما يتعلق بالدين.

سماحة السيد كمال الحيدري: ولذا إذا تسمحوا أقول للمشاهد الكريم أنه بعد كتابنا (معالم الإسلام الأموي) إن شاء الله تعالى عندنا كتاب آخر بإذن الله وهو ما يتعلق بمعاوية إمام الفئة الباغية، أن هذا الرجل واقعاً القضية قضية شخص أو أنها قضية نهج ومنظومة فكرية وما هي آثار هذه المنظومة في العهد الأموي ثم في العهد العباسي ثم في العهد العثماني والى يومنا هذا في جملة من البلدان الإسلامية والعربية.

المُقدَّم: ربما هذا البحث على علماء الاجتماع أن يلتفتوا له كثيراً لأن العديد من المفاهيم التي تسربت في عهد بني أمية هي مفاهيم جاهلية، والمجتمع الإسلامي عاد إلى الفترة القرشية التي سبقت الإسلام.

سماحة السيد كمال الحيدري: بل أكثر من ذلك، أساساً الرومية دخلت وغيرها دخلت، باعتبار التأثير الذي كان للرومان على ...

المُقدَّم: نعود إلى الحديث سماحة السيد، خلاصة لما تقدم فيما يتعلق بحديث المنزلة وكيف تسقط هذه التقسيمات التي أشرت إليها فيما يتعلق بحديث المنزلة.

سماحة السيد كمال الحيدري: في المقدمة بودي أن أؤصل أصلاً أساسياً كثيراً ما تقع الغفلة عنه، وهو أنه هل أن الحديث النبوي الصحيح المتفق عليه والمجمع عليه بين المسلمين لا أي حديث نبوي، لأنه قد ينقل البخاري حديثاً نبوياً ونحن نرفضه، وقد نحن ننقل حديثاً نبوياً أو حديث من علي في كتبنا الحديثية والآخر يرفضه، لا حديثه حجة علينا ولا حديثي حجة عليه، أي الأحاديث حجة؟ الأحاديث التي أشرنا إليها، متفق عليها، صحيحة، مجمع عليها، وصريحة. هذه هي الشروط الثلاثة التي وضعناها لقبول الحديث.

قد يقول لي قائل: تعالوا نرفع النزاع بالقرآن ونترك الحديث سواء المختلف فيه أو المتفق عليه.

وهذه دعوة ظاهرة قد يكون ظاهر جميل واقعاً وهو أنه الرجوع إلى أهم مصدر وهذه الدعوات أنا في الآونة الأخيرة يعني السنين الأخيرة سمعتها كثيراً من خلال الفضائيات ومن خلال البحث ومن خلال المحققين ومن خلال العلماء أنه تعالوا نترك الحديث إلى جانب ونتكلم في القرآن، حسبنا كتاب الله. ولكنه بصيغة أخرى.

الجواب: في هذه الليلة أريد أن أبين للأعزاء ما هو رأي علماء المسلمين ولو على نحو الإجمال، كأصل ولعله الوقت لا يسعني أن أشير إلى الأبحاث التي عندي بعد ذلك، لأنه إن شاء الله تعالى نعطي فرصة أكبر للمداخلة.

ما هو دور السنة، وما هي أهمية السنة، هل هي جزء أساسي من الدين حتى يمكن الاستغناء عنها ونقول نرجع إلى الكتاب ونترك السنة أو هي جزء هامشي، أي منهما؟ هل هي هامشي حتى تترك أو هي أساسي لا يمكن للدين أن يفهم إلا من خلال السنة، أعزائي قبل أن أذهب إلى كلمات علماء المسلمين أنا لا احتاج إلى أن أذهب إلى أي مكان آخر نفس القرآن هؤلاء الذين يحتجون به، أليسوا يقولوا القرآن، تعالوا معنا إلى القرآن الكريم لنرى القرآن الكريم ماذا يقول في هذه القضية أنه أيه المسلمون إذا وقع بينكم الخلاف ماذا تفعلون، وأنا أتصور لا يوجد اختلاف أشد من الاختلاف في الأمة بعد رسول الله والخلافة بعد رسول الله، ما سل سيف في الإسلام كما سل ... كما قال الشهرستاني أنه دخل في كل الشؤون الأخرى مسألة الإمامة، يعني مسألة الخلاف على الإمامة آثارها ونتائجها ومعطياتها إلى يومنا هذا على كل الأبعاد، انظروا إلى قوله تعالى (فإن تنازعتم في شيء) هذا الخطاب موجه إلى المسلمين في كل عصر (في شيء فردوه إلى الله) يعني القرآن فقط حسبنا كتاب الله أو (فردوه إلى الله والرسول) هذا إذن الذي يقول اتركوا السنة إلى جانب إذن يخالف نص الآية 59 من سورة النساء، أصلاً هذا معناه يجعل القرآن عضين، يريد أن يؤمن ببعض ويكفر ببعض، جعلوا القرآن عضين، يبعضونه.

المُقدَّم: أنت تدعو إلى شيء هو لا يقبله.

سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، كيف تقول لي علينا بالقرآن علينا بالقرآن وتخدع الناس وتوهم الناس أنه نجعل الأصل هو القرآن ونتجاوز، لا، قيمة السنة على حد قيمة القرآن الكريم، بنص الآية المباركة (فردوه إلى الله والرسول) متى أعزائي؟ (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) يعني من لم يفعل ذلك؟

المُقدَّم: سلبت عنه صفة الإيمان.

سماحة السيد كمال الحيدري: والإيمان باليوم الآخر، أصلاً من علائم إيمان الإنسان بالله ومن علائم المسلم باليوم الآخر هو أنه إذا وقع نزاع وأي نزاع أعظم من نزاع الإمامة بعد رسول الله، أن نرجع إلى الله والى الرسول.

نعم، هنا شبهة يحاول البعض أن يثيرها، يقول لو كان أولي الأمر يجب الرجوع إليهم لماذا لم تقل الآية هذا. وكأنهم نسوا أن يرجعوا إلى القرآن الكريم في نفس سورة النساء أنه أرجع وقال (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم) إذن تبين أنه بعد الرسول لابد من إرجاعه إلى أولي الأمر يعني المرجعية الدينية، أولي أمر يجب الرجوع إليهم، ولا أريد الدخول في هذا البحث في الآية 82 من سورة النساء.

الآن تعالوا معنا إلى كلمات أعلام المسلمين ماذا يقولون، هذا كتاب (الروح، ج1، ص218) للإمام ابن قيم الجوزية، آثار الإمام ابن قيمة رقم 26، حققه محمد أجمل أيوب الإصلاحي، وخرج أحاديث كمال بن محمد ...، ووفق المنهج المعتمد من الشيخ العلامة أبو زيد، المجلد الأول، دار عالم الفوائد، الطبعة الأولى سنة 1432هـ في أول شهر رمضان في المملكة العربية السعودية وبحمد الله وصل إلى يدي يعني لم يتأخر أكثر من شهر. هناك سؤال يطرحه البعض دائماً ويحاول أن يوهم به، (وأما المسألة الثانية وهي قول السائل ما الحكمة في كون عذاب القبر لم يذكر في القرآن الكريم مع شدة الحاجة إلى معرفته والإيمان به ليحذر ويتقى) لأنه يحاول البعض أن ما جاء في القرآن يجعله أصلي وما جاء في السنة يجعله فرعي ثانوي.

يقول: (فالجواب من وجهين مجمل ومفصل) الآن أترك المفصل أريد أن أقف عند المجمل، يقولك (فأما المجمل هو أن الله سبحانه أنزل على رسوله وحيين) نوعان من الوحي، لا نوع واحد من لوحي( وأوجب على عباده الإيمان بهما والعلم بما فيها وهما الكتاب والحكمة كما قال تعالى (وأنزل عليه الكتاب والحكمة) وذكر أهل التفسير أن الواو إذا جاءت لا تأتي للتفسير التفسير على خلاف الأصل، وإنما تأتي للمغايرة، يعني أن الكتاب شيء ولحكمة شيء آخر، وإلا إذا قلنا أن الحكمة يراد بها ما في الكتاب يلزم منها أن يكون الواو عطف تفسير وهذا خلاف الأصل. يقول: (وقال تعال: هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وقال تعالى: وأذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة. والكتاب هو القرآن والحكمة هي السنة).

المُقدَّم: السنة وحي.

سماحة السيد كمال الحيدري: إذن وحي كتابي ووحي سنتي، إذا أردنا أن نقسمها. أريد أن أقول أن واحداً منهما الله أنزله لفظاً ومعنى والآخر أنزله معنى والألفاظ ممن أوتي جوامع الكلم. يقول: (والكتاب هو القرآن والحكمة هي السنة باتفاق السلف) السلف يعني الصحابة والتابعين كلهم يقولون أن المراد من الحكمة يعني السنة، وأنتم تقولون فهم الصحابة والتابعين هذا هو فهم الأصحاب والتابعين (وما أخبر به الرسول عن الله فهو في وجوب تصديقه) يعني ما ورد عن الرسول (والإيمان به كما أخبر به الرب تعالى على لسان رسوله، هذا أصل) يعني السنة قيمتها على حد قيمة الكتاب (هذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام لا ينكره إلا من ليس منهم). هذا لست أنا أخرجه عن الملة بل ابن قيم الجوزية هو من يخرجه من الملة، يعني إذا قال لكم أحد عليكم بالقرآن دون السنة هل هو من الملة؟ ابن قيم يقول هو خارج، لماذا؟ لأن السنة جزء من الدين. قال: (وقد قال النبي إني أوتيت الكتاب) يعني القرآن (ومثله معه) مثله، ما معنى المثل؟ يعني أخاً له وهي السنة. هذا كلام أحد الأئمة الكبار وهو الإمام ابن قيم الذي ينسبه إلى أهل الإسلام.

وهذا إمام آخر في (شرح السنة، ص119) للإمام البربهاري، المتوفى 329هـ تحقيق وتعليق عبد الرحمن بن أحمد الحميري، مكتبة دار المنهاج، هذا الرجل شديد جداً، وليس فقط هو شديد فكما رأيتم أن ابن قيم أخرجه عن ملة الإسلام. قال: (وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن) يقول لا تحتج بالرواية بل احتج بالقرآن (فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة) لماذا؟ بعد ذلك يشرح أحد الشراح هذا المعنى وسأبينه (فقم من عنده ودعه) هذا ما يقوله الإمام البربهاي في شرح السنة.

انظروا في شرح ما ورد على السنة أو تحقيقات السنة (إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنة للإمام محمد بن حسن البربهاري، ج2، ص175) معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، أشرف على إخراجها محمد بن فهد الحصين، يقول: (هناك جماعة يسمون بالقرآنية، لا يحتجون إلا بالقرآن بزعمهم، ويرفضون السنة) هذا أحد علماء الوهابية المعاصرين، يقول: (وهؤلاء زنادقة) لماذا؟ يقول: (لأن العمل بالسنة عمل بالقرآن) فمن يترك السنة يعني يترك القرآن (فردوه إلى الله والرسول) فإذا هو لا يقبل الرسول إذن ماذا ... وارجع وأؤكد أنه ليس كل ما قيل أنه عن الرسول، رواية مجمع عليها متفق عليها صحيحة السند بين الفريقين وصريحة في المضمون والفقه، (قال تعالى: (وما آتاك الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، ولأن السنة مفسرة للقرآن ومبينة له قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) وهؤلاء القرآنية) يعني الذي يقولون علينا بالقرآن وحسبنا كتاب الله ولا علاقة لنا بالسنة (وهؤلاء القرآنية قد أخبر عنهم النبي بقوله: رب رجل شبعان على أريكته يقول بيننا وبينكم كتاب الله فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه، قال صلى الله عليه وآله: إلا وأني أوتيت القرآن ومثله معه، والله جل وعلا يقول (وما ينطق عن الهوى)) يعني الرسول ((إن هو إلا وحي يوحى) فالأحاديث وحي من الله جل وعلا) ليس كلام رسول الله، ليس اجتهاد شخصي، هذا وحي إلهي. (وإن كانت ألفاظها من الرسول لكن معانيها من الله جل وعلا، فهذا الذي يحتج بالقرآن بزعمه ولا يحتج بالسنة زنديق) يعني منافق.

المُقدَّم: الذين يدعون اتباع هذا النهج ...

سماحة السيد كمال الحيدري: والله لا أعلم، يعني إما أن أحملهم على الجهل هذا حمل على الصحة وأما لم يقرأوا وإما بيني وبين الله يريدوا أن يخدعوا ويوهموا المسلمين وإلا فقد رفعت المصاحف لإيقاع الفرقة والفتنة بين المسلمين. هؤلاء أيضاً يريدون الفتنة بين المسلمين ولكن ليس برفع المصاحف هناك بل لجعله ه المرجع وترك السنة،لماذا؟ لأنهم يعلمون أن كثيراً من الحقائق الدينية التي هي وحي إلهي إنما صدع بها خاتم الأنبياء والمرسلين ومع ذلك يدعي لك نحن نحترم رسول الله وفي الواقع هو يرفض رسول الله.

المُقدَّم: ويسمي نفسه سني.

سماحة السيد كمال الحيدري: ويسمي نفسه أصحاب السنة، ولذا أعزائي هنا لابد إذن بمجرد ن تجدون شخص كتاب الله لا سنة أعلموا أن هذا بتعبير هؤلاء هذا في الواقع إما جاهل وإما منافق وهو لا يعلم بذلك، وفيه زندقة كما يقول (فهذا الذي يحتج بالقرآن بزعمه ولا يحتج بالسنة زنديق) يعني منافق (والزنديق يراد به المنافق. هذا معنى قوله) يعني الإمام البربهاري (قد احتوى على الزندقة) وقوله (فقم من عنده ودعه لا تجلس معه) لأن بعض الناس يقول هذا يحتج بالقرآن، (فيغتر به) هذا الذي قلت يوهم الناس (وهو لم يحتج بالقرآن لأن القرآن أمر بالأخذ بالسنة) (فردوه إلى الله والرسول)، فهذا لم يحتج بالقرآن وإنما يريد التغطية والتعمية على الناس.

إذن أنا أتصور بهذا البيان وصلنا إلى نتيجة خطيرة جداً، وهي أنه لا يقول لنا قائل إذا كانت خلافة علي هي من الأمور الأساسية لماذا لم تأتي في القرآن، ومن قال لك أن السنة لا تبين الأمور الأساسية، لازم هذا الكلام يريد أ، يقول كل ما ورد في رسول الله لم يأت في أمور أساسية بل ورد في أمور هامشية ثانوية لا قيمة لها ولا اعتبار بها، لا أبداً، هذا طعن في النبوة من حيث لا يشعر.

المُقدَّم: طعن في الوحي.

سماحة السيد كمال الحيدري: طعن في النبي وطعن في الله وطعن في القرآن، إذن السنة على حد القرآن الكريم من حيث الاعتبار، ولكنه بالشروط الثلاثة التي اشرنا إليها: أولاً أن يكون الحديث متفق عليه بين المسلمين، لأن أمتي لا تجتمع على خطأ ولا تجتمع على ضلالة كما في الحديث المتواترة. ثانياً: أن يكون صحيح السند لا أن يكون عندنا ضعيف أو عندهم ضعيف فلا قيمة له، ثالثاً: أن يكون المضمون واضحاً وصريحاً.

وعلى هذا الاساس سوف ندخل إلى حديث المنزلة، حديث المنزلة اشتمل على كل هذه الخصوصيات والشروط الثلاثة، أولاً متفق عليه بتعبير ابن عبد البر في الاستيعاب قال: (من أثبت الآثار وأصحها). وعندي شاهد آخر وهو أن ابن تيمية الذي يكذب كل حديث لم يستطع أن يتلاعب بسند هذا الحديث، ولذا اضطر أن يقف أمام مضمونه ودلالته وفقهه. ولذا قلت أنا في الحلقة السابقة أن حديث المنزلة يعد من أهم بل أهم ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله في مقامات ودرجات علي، هذا من حيث السند.

ومن حيث الاتفاق لم يختلف أحد من المسلمين من السلف ومن التابعين ومن أهل السنة ومن الأشاعرة ومن المعتزلة ومن الإمامية ومن الزيدية ومن الأباظية ومن الصوفية ومن غيرهم كلهم اتفقوا على أن هذا الحديث متواتر وثابت عن رسول الله، يعني أن هذا النص صدر، هذا الوحي، التفتوا أعزائي، تقول سيدنا لماذا تقول وحي وهذا حديث؟ أقول: الإمام ابن قيم الجوزية قال الوحي وحيان: وحي الكتاب ووحي الحكمة ووحي السنة. إذن هذا الوحي أيضاً ... إذن الأمر الأول متفق عليه والأمر الثاني صحيح صحيح صحيح، لم يختلف فيه اثنان. يبقى الأمر الثالث وهو أنه صريح في بيان مقام اختص به علي بن أبي طالب عليه السلام. وهنا أعلنها مدوية صرخة على فم التاريخ وهي أن هذه الخصوصية لم يشاركه فيها أحد من صحابة رسول الله، خاصة خاصة خاصة بعلي بن أبي طالب. واللطيف أن جملة من هؤلاء الذين تكلموا في هذا الحديث لم يعرفوا قيمة هذا الحديث ولذا لم يضعوا أحاديث في فضائل فلان وفلان حتى يشركوه مع علي. قال أبو بكر مثل إبراهيم، تصوروا أن هذه القضية كافية ولا يعلم أن في الحديث نكتة، هذا البحث سنتوفر عليه في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى. يعني لن ندخل الآن في فقه الحديث وأنا إن شاء الله ... ودلالات الحديث ومضامين الحديث واختصاصات هذا الحديث الذي لا يتوفر عليه أي حديث آخر بعد أن انتهينا من سنده واتفاق المسلمين على صحته وعدم المناقشة فيه.

المُقدَّم: إذن نوكل هذه المفاجئة إلى الحلقة القادمة إن شاء الله. قد يثير البعض قولاً وهو أن ما ورد في مجموع الفتاوى لابن تيمية هو نقل عن آخرين وليس هو رأي ابن تيمية.

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب أقرأ العبارة في (مجموع الفتاوى، ج12، ص492) قال: (وأيضاً فإن السلف أخطا ... وأنكر بعضهم ... وكذلك لبعضهم في قتال بعض ولعن ... وكان القاضي شريح ينكر) أصلاً يذكر مصاديق لما ذكره قبل ذلك، أولاً لا يشير أن هذه أقوال الآخرين، وثانياً بعد أن ينقل هذا المعنى يذكر بعض الشواهد لتأييد هذا المعنى. إذن هذه دعوى لا أساس له.

المُقدَّم: الأخ روحاني من فلسطين.

الأخ روحاني: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ روحاني: أنا أقل من قطرة في بحر علمك ولكني تربيت 40 عاماً في مدرسة تقدس النكراء والشيطنة وأعتقد أني ... لقد أشرتم في هذه الحلقة إلى موضوع الإمامة وما سفك من أجلها من دماء، ولكن لماذا يأتي علماء الشيعة الإمامية إلى إثبات الإمامة من القرآن والسنة ويتركون أهم قضية واضحة ألا وهي هل أدعى أهل البيت النص بالإمامة، أم لم يدعوا، مع أن أدعائهم للإمامة لا يخفى على أي أحد، فيصبح أمام خيار إما أن يكذب أهل البيت وإما أن يصدقهم، لماذا يأتي علماء الشيعة ويأخذون ويستنبطون من هنا ومن هناك لماذا لا نأخذ أدعاء أهل البيت جميعاً وهذا هو السؤال فقط، فإن أشرنا وتبحرنا في هذا سيكون إن شاء الله هذا فاصل للجميع.

المُقدَّم: الأخ أبو محمد من العراق.

الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو محمد: أنا أحب أن أشير إلى مضمون ودلالة من دلالات حديث المنزلة، وهي أن هذا الحديث يؤكد أن الإمام علي وصل إلى مرتبة النبوة ولكن الذي منع أن يكون نبياً هو أن النبوة انقطعت، يعني هو نبي ولكن مع وقف التنفيذ.

المُقدَّم: الأخت مها من أربيل.

الأخت مها: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخت مها: بالنسبة للإمامين الحسن والحسين النبي أشار إلى أن هذين أولادي وهما سادة، عندما قال أنهم سادة لابد أن نتفق ... باعتبار أنهم بعد القرآن، فلماذا هذا الخلاف لماذا بعض السنة ينكرون هذا، النبي أشار إلى أنهم سادة، يعني هم من بعدي. فهذا واضح وصريح.

المُقدَّم: وسام من بريطانيا.

الأخ وسام: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ وسام: عندي مداخلة وهي لو تنظر إلى المسألة الاعتقادية، إذا كان أحد يعتقد أن رسول الله لم يعين ولم يسم أي خليفة يكون من بعده، ولكن الخليفة الأول الذي حكم لسنوات عين وسمى خليفة من بعده، فما معنى أن الخليفة الأول عنده حكمة أكثر من رسول الله، فمعناه أن الدين نسف من الأساس، إذا كانت هذه هي النظرية ولكن إذا كان الاعتقاد أن رسول الله أحكم من الخليفة الأول وعين خليفة فالمسألة واضحة وضوح الشمس.

المُقدَّم: الأخ أبو حمادة من الدنمارك.

الأخ أبو حمادة: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو حمادة: أنا احتججت على أحد أساتذة الجامعة الإسلامية في مكة المكرمة، حول تفسير القرآن وقلت له أن الله سبحان وتعالى أمرنا أن نأخذ التفسير من أهل البيت فقط، فقال لي: أين. فقلت له: في سورة الواقعة (وأنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) لا يمسه، أي لا يعلمه ولا يفهمه ولا يفسره إلا المطهرون. فقال لي: أين المطهرون. فقلت له في الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) والله سيدنا قال لي أنتم سحرة، وهو أستاذ في الجامعة الإسلامية في مكة المكرمة.

المُقدَّم: الأخ عباس من العراق، تفضلوا.

الأخ عباس: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عباس: من قال بالأخذ من القرآن فقط هؤلاء يريدون أن يلغون الكثير من الأحكام الإسلامية، فنحن أخذها الكثير من الأحكام الشرعية والسياسية من الرسول مباشرة، وليست من القرآن.

المُقدَّم: الأخ محمد من السعودية.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: عندي ثلاث نقاط سريعة، أولاً ابن تيمية ولد بعد نهاية الدولة الأموية بحوالي 700 سنة. ثانياً كتاب الفوزان لا يقصد به الخلاف السني الشيعي لأن الخلاف السني الشيعي اختلاف في السنة، أما كلام الفوزان الذين يتبعون السنة والمتمسكون بالقرآن فقط هم السنة. والنقطة الثالثة أنبياء الله لم يورثوا أحداً.

المُقدَّم: الأخ حيدر من السودان.

الأخ حيدر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ حيدر: سماحة السيد نحن نعيش بين أخواننا وأهلنا بين السنة والجماعة من خلال المحاورات والمناقشات التي تحصل بيننا وخاصة بين العلماء منهم، يقولون أنتم تستدلون على خلافة أهل البيت بآية التطهير وبروايات المنزلة وغيرها، ولم تذكروا أن الرسول أوصى من بعده، وهذا يعني مخالفة الصحابة لهذه الوصية ونحن لا نقبل هذا الشيء. ونحن نستدل عليهم بأن من يفضل التجارة على الصلاة خلف الرسول أو من يتمنى موت الرسول لكي يتزوج بعده زوجته، حري به أن ينكر الوصية. سماحة السيد لو تخصصون حلقات خاصة. بالنسبة للسؤال أجمع أهل السنة على أن الصحابة بايعوا أبا بكر قبل دفن الرسول وحجتهم في ذلك حتى لا يكون ساعة بدون إمام، يعني الإمامة مقدمة على دفن الرسول، فهل توجد رواية واحدة من الرسول صلى الله عليه وآله قال هذا الشيء، يعني الإمام ...

المُقدَّم: قال بماذا، قال بخلافة أبي بكر أم ماذا؟

الأخ حيدر: حتى أن الصحابة فهموا أنها مقدمة على دفن الرسول.

المُقدَّم: يعني أن الرسول قال أن الإمام واجبة ولا يمكن أن تترك الامة بدونها.

الأخ حيدر: في روايات القوم لا روايات الشيعة، هل هناك رواية ... يعني هم يقولون.

المُقدَّم: أساساً لا يعتقدون أن النبي قطع هذا المسار.

نأتي إلى هذا الكم من الأسئلة سماحة السيد، يعني لماذا ...

سماحة السيد كمال الحيدري: الأخ العزيز من فلسطين ما فهمته من سؤاله هو يقول لماذا تستدلون بكتب الآخرين لإثبات إمامة وخلافة الإمام علي وأهل بيته، لماذا لا تستدلون بأقوال أئمة أهل البيت. عزيزي في الواقع بأنه في الأعم الأغلب نحن نستدل بأقوالهم، يعني أنا عندما استدل بأقوال علي يعني استدلال بكلمات أمير المؤمنين عما يقوله عن نفسه (لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) عهد عهدي إلي رسول الله. هذا حديث علي بن أبي طالب ولكن ينقله عن رسول الله. لماذا أنقل عن مصادرهم؟ لأنه لا يكون المصدر حجة على أحد إلا إذا صدق ذلك الكتاب، ومن فمك أدينك، ألزموهم بما ألزموا بهم أنفسهم، هو عندما يعتقد بصحيح ا لبخاري أو بصحيح مسلم أو بمسند الإمام أحمد ونحو ذلك إذن مقتضى البحث العلمي أن أقول له ما هو ثابت في حقه، وهذا الذي نتوقعه من الطرف الآخر. أنا استغرب أن البعض يظهر على الفضائيات يستدل بروايات في صحيح البخاري لإثبات الحجية على الشيعة وعلى أتباع مدرسة أهل البيت، هذا منطق سقيم وبائس وغير سليم، لماذا؟ باعتبار أنه أساساً البخاري ومسند أحمد ليس بحجة علينا. إذن نحن عندما نستند إلى كتب الآخر لتوفير الشروط المتقدمة، قلنا أن يكون مجمعاً عليه وأن يكون صحيحاً وأن يكون صريحاً من حيث الدلالة.

المُقدَّم: أبو محمد من العراق قال الإمام وصل إلى مقام النبوة.

سماحة السيد كمال الحيدري: نحن لا نحتاج إلى أن نقول أنه وصل إلى مقام النبوة أو لم يصل، هذه القضية كما قلت أنت أنه هذه قضية مع وقف التنفيذ، وإذا كان مع وقف التنفيذ فلا قيمة لها، نحن نبين تلك الأمور التي هي سارية المفعول لا أنها مع وقف التنفيذ نحن نريد أن نثبت تلك الأمور يعني واقعاً كما تفضل الأخ علاء نحن لا نريد ترفاً فكرياً وإنما نريد بحثاً عقائدياً ذات مغزاً عملياً في حياتنا وذات آثار عملية في حياتنا، ونحن نعتقد أن البعد الاعتقادي إذا لم تكن له آثار عملية على مستوى حياة وسلوك الإنسان واجتماع الإنسان ومجمل حياة الإنسان مثل هذا البحث العقائدي لا ضرورة له، أنا من أولئك الذين أعتقد أنه لابد أن نعطي للبحث العقدي معطى عملي وسلوكي واجتماعي وسياسي ونحو ذلك.

المُقدَّم: واصول الدين تثبت هذا، يعني منظومة أصول الدين تبدأ بالتوحيد وتنتهي بالمعاد.

سماحة السيد كمال الحيدري: ولعله أوسع من كتب في هذا المجال في الأصول كتاب (من العقيدة إلى الثورة) في خمس مجلدات، يمكن للأخوة مراجعة هذا الكتاب.

إذن هذه القضية أنه وصل إلى مقام النبوة. أولاً أنا أعتقد وهذا اعتقاد مدرسة أهل البيت وكبار أعلام مدرسة أهل البيت، أن علياً نعم لم يبلغ مقام الخاتم صلى الله عليه وآله أبداً، فإن الخاتم هو أفضل الأولين والآخرين على الإطلاق، والمسافة بينه وبين الآخرين لا تعد ولا تحصى. ولذا نحن في رواياتنا عندما قال قائل للإمام علي: أفنبي أنت؟ قال: ويلك، ثكلتك أمك. أنا عبد من عبيد محمد. لماذا؟ لأنه من علمني حرفاً ملكني وصيرني عبداً. وهو الذي يقول علمني حبيبي باباً من العلم ينفتح لي منه ألف باب. إذن نحن لا نعتقد لا سمح الله لا يتبادر من كلام الأخ العزيز، نعم قد يكون مقصوده أنه مقام النبوة ... ولكن مقام الخاتمية أبداً لم يصل إلى مقام الخاتمية لا أحد قبل رسول الله ولن يناله أحد بعد رسول الله.

المُقدَّم: الأخت مها ...

سماحة السيد كمال الحيدري: في مسألة السيادة وأتصور أنها تشير إلى النص النبوي الشريف (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) وأنا أتصور أنها تريد أن تقول أنه إذا ثبتت لهم السيادة على كل أهل الجنة فلابد أن تثبت لهم السيادة على أهل الدنيا بالاولوية القطعية والاتفاق. نعم، هذا من الأدلة التي قد يستدل بها البعض ولكن حديثنا الآن ليس في الحسن والحسين، بل حديثنا في أن النبي صلى الله عليه وآله عين من بعده، لا نريد أن نتكلم بلغة النص. عين أوصى أو لم يوصي من بعده لأحد.

المُقدَّم: وسام من بريطانيا قال ما معنى السؤال بالإجمال ...

سماحة السيد كمال الحيدري: الخليفة الأول يعين ورسول الله لا يعين، هم يجيبون عن ذلك، ونحن نحترم هذه القراءة وهذا التفسير لهم هم يقولون أن أبا بكر لم يعين وإنما شرح الخليفة الثاني، قال هذا هو المؤهل للخلافة بعدي، والصحابة اجتمعوا عليه، إذن لم يخالف بذلك سنة رسول الله. نعم لو عين أحداً من بعده لكان خلاف سنة رسول الله التي يقولون أنه لم يعين بعده من أحد. ولكنهم يقولون أن الخليفة الأول لم يعين الخليفة الثاني من بعده وإنما رشحه والصحابة من بعده وافقوا عليه. وهذا نفس الكلام يقولونه في الشورى السداسية التي أوجدها الخليفة الثاني بالنسبة للخلافة من بعده، أيضاً يقولون أنه جعل الترشيح في هؤلاء الستة والأمة بعد ذلك وافقت عليهم.

إذن أعزائي لا يمكن الاستناد إلى هذا بشكل استدلال قوي لإبطال نظريتهم.

المُقدَّم: الأخ أبو حمادة كانت له مداخلة.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذه المداخلة من الأخ أبو حمادة أنا لا علاقة لي بذلك، ولكن أعزائي أنا أريد أن أنبه الأعزاء علت هذه النقاط. نعم، أن الآية المباركة من سورة الواقعة تقول (لا يمسه إلا المطهرون) والقرآن أشار إلى المطهرين والمطهرون في القرآن (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ...) كما في سورة الأحزاب. ولكنهم يقولون أنه من قال بأن المراد من أهل البيت هم خصوص علي وفاطمة والحسن والحسين، بل يشمل غير هؤلاء أيضاً. ثم كيف تدخلوا الأئمة التسعة في هذا. لو كنت قد داخلتني بهذه المداخلة لكنت قد بينت ولكن لأنه عجز عن جوابك فقال لك هذا الكلام. ولذا لابد نحن أولاً أن نثبت في الرتبة السابقة أن المراد من أهل البيت كما بينا في الأطروحة المهدوية، أن بالجزم واليقين أن النبي طبق أهل البيت على خصوص هؤلاء الخمسة.

المُقدَّم: الأخ عباس من العراق قال إلغاء السنة هو إلغاء الكثير من المعارف.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا هو ما صرح به هؤلاء حيث قالوا أن الوحي وحيان، يعني الإمام ابن قيم الجوزية قال الوحي وحي الكتاب ووحي الحكمة والحكمة هي السنة باتفاق أهل الإسلام، فمن ألغى السنة يعني ألغى جزءاً كبيراً من الوحي، ومن ألغى جزءاً كبيرا من الوحي فهو إما بيني وبين الله إما جاهل وإما زنديق مغالط بتعبير الفوزان.

المُقدَّم: محمد من السعودية، أشكل ثلاث نقاط قال أن ابن تيمية جاء بعد الدولة الأموية.

سماحة السيد كمال الحيدري: أقول للأخ العزيز وأنت أيضاً جئت بعد الصحابة بـ 1400 عام، هل يعني هذا أنك لست تابعاً للصحابة، ثم ماذا، يعني الفاصل الزمني، أنا لا أفهم ماذا يريد أن يقول الأخ، يريد أن يقول هو جاء بعدهم فهو ليس منهم.

المُقدَّم: انتماء فكرة وليس انتماء زمني.

سماحة السيد كمال الحيدري: وذكرنا عشرات الشواهد لإثبات أن ابن تيمية ينتهج النهج الأموي وهواه أموي في العقيدة وفي السلوك وفي الشريعة وفي إقصاء الآخر ولكن بأسلوبه الخاص الذي يسير عليه الوهابية المعاصرين.

المُقدَّم: كتاب الفوزان لا يقصد به الاختلاف بين السنة والشيعة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لم أشر إلى هذا، أنا قلت أن النظرية التي تتداول الآن على الفضائيات عندما تجدون شخص يقرأ رواية عن رسول الله في أي قناة من القنوات التي تتابعونها، بمجرد أن يقرأ رواية عن رسول الله يقولون لا تقرأ لنا رواية بل أقرأ لنا من القرآن، أنا أناقش القرآنيون بتعبير الفوزان، بمجرد أن تحتج عليهم بالأثر وبالسنة يقولون علينا بالقرآن، أنا أسقط ا لمبدأ وأنه ليس من الصحيح، لأن كثيراً من المعارف جاءت في القرآن إن لم يكن أكثر منها فليس أقل منها جاءت في السنة، فلابد ... أنا هنا لابد أن أشير لا يتبادر إلى الذهن بأني ليست معتقد أن الإمامة جاءت في القرآن، لا لا، أنا معتقد أن إمامة أهل البيت جاءت في القرآن ولكن بطريقتي وفهمي وسأبينها، ولكن أريد أن افترض جدلاً أنه حتى لو لم تأت بالقرآن فالاستدلال بالسنة على حد الاستدلال بالقرآن.

المُقدَّم: الأنبياء لم يورثوا.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً هذه دعوى غريبة جداً أنتم عندما تأتون إلى القرآن الكريم والنصوص الصحيحة ستجدون أولاً نحن لا نتكلم في الوراثة، أنا أعلم أن الشخص الذي يتكلم إما هو ملتفت فهو مغرض في هذا الكلام، يعني يريد ان يقول أن الإمامة وراثية عندكم كما هي الملكية عندهم في المملكة العربية السعودية وفي غيرها، أنها وراثة وملك عضوض، يريد أن يقول أن الإمامة أيضاً ... وهذا ما يحاوله كثير إما من المغرضين وإما من غير أهل العلم أن يجعلوا أنه القضية ... نحن عندما نقول علي والحسن والحسين نريد أن نجعله في عائلة، قضية عائلية، مع أن الأمر ليس كذلك، بينكم وبين الله إذا كان الأمر كذلك إذن فكل ما قاله رسول الله في حق علي وفي حق الحسن وفي حق فاطمة وفي حق الحسين هذا معناه أنه لابد أن تحملوه على قضية عاطفية وقضية عائلية، وهذا خلاف النص القرآني الذي يقول (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).

ليست وراثة وإنما هي وصية وأنه هو هذا الذي لابد أن يلي الأمور من بعدي.

المُقدَّم: باختصار شديد جداً هل هناك في كتب أهل البيت ما يشير إلى أن النبي أوصى أو أكد على عدم انقطاع الإمامة.

سماحة السيد كمال الحيدري: بلا إشكال ولا شبهة، ونحن استدللنا بكتب القوم أن النبي أوصى فما بالك بكتبنا وأن الأئمة جميعاً يعني من علي بن أبي طالب إلى الحسن إلى الحسين كلهم قالوا أن رسول الله أوصى إلينا، تقول: لماذا لا نجده في كتب الآخر. أقول: هنا يأتي النهج الاموي وأنهم حاولوا أن يمنعوا كتابة حديث رسول الله إلى القرن الأول كاملاً منعوا كتابة الحديث وبعد ذلك كتبوا ما يؤيد الاتجاه الأموي ولم يثبتوا ما قاله علي وأهل بيته.

المُقدَّم: أساساً الاختلاف في المصاديق وليس في المبدأ.

شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم أنتم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، هذا الموضوع نستكمله في الأسبوع القادم والبحث الأساسي في دلالات حديث المنزلة والتقسيمات التي أشار إليها سماحة السيد الحيدري إسقاطها على حديث المنزلة لبيان مضمون هذا الحديث الحساس والخطير والذي ربما إذا كانت هناك عقول واعية يكفي لبيان الحقيقة بأكملها. شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.