الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من الولادة إلى الشهادة
  • عنوان المقال: الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من الولادة إلى الشهادة
  • الکاتب: محمد الكوفي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:27:58 1-10-1403

الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) من الولادة إلى الشهادة

محمد الكوفي

بتصرّف من (موقع معهد الإمامين الحسنين)

ولد في المدينة المنورة سنة (223) هجري في شهر رمضان الموافق (847) ميلادي , وتوفي في سنة (260) هجري في الثامن من ربيع الأوّل الموافق سنة (874) م .

كنيته : أبو محمّد .

لقبه : العسكري .

يوم ولادته : الإثنين .

اُمّه : حديثة .

نقش خاتمه : أنا لله شهيد .

عدد أولاده : واحد , وهو الإمام الحجة المهدي المنتظر  (عجّل الله تعالى فرجه). 

مدة عمره : 28 عاماً .

يوم وفاته : الجمعة .

محل وفاته : في داره بسُرَّ مَن رأى .

سبب الوفاة : مات مسموماً من سمٍّ قدّمه الخليفة المعتمد العباسي .

مكان قبره : في الدار مع أبيه عند بوابة عثمان بن سعيد .

تولّى تجهيزه : ابنه الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عجّل الله تعالى فرجه)(1) .

أقام الإمام العسكري مع أبيه ثلاث وعشرين عاماً . اشتهر بلقب العسكري نسبة إلى المحلة التي كان فيها بيت أبيه تدعى العسكري . وكانت هذه المنطقة فقيرة , وأصبحت مقراً للعسكر   .

تولّى مقاليد الإمامة والولاية بعد وفاة أبيه (عليه السّلام) لمدة ست سنين , إلى أن أتاه الأجل بعد تلك السنين الستة من الاختناق السياسي والظلم  .  

كان الإمام (عليه السّلام) يتلقّى الأذى والألم من ظلم النظام العباسي الجائر في الفترة التي كان فيها تحت الرقابة والإقامة الجبرية , بعدها نُقل إلى موضع آخر تحت رقابة صالح بن وصيف , وكان هذا المحل أكثر مرارة وصعوبة .

وكان الإمام (عليه السّلام) قائماً ليله , يسبح الله كثيراً ويكبّره لا يفتر(2) .

قال الرواة : كانت أخلاقه كأخلاق جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في هديه وسكونه , وعفافه ونبله وكرمه , وكان على صغر سنّه مقدماً على العلماء والرؤساء , معظماً مكرماً عند سائر الناس كما كان آباؤه وأجداده الأئمة الميامين الأطهار من عترة الرسول المصطفى (صلوات الله عليهم أجمعين)

على أن ما جرى لأوّل الأئمة (عليهم السّلام) من الفضائل وصفات الكمال يجري لآخرهم , وأنّهم في ذلك سواء(3) .

عندما أرسله الخليفة العباسي إلى السجن المرعب والمخيف انقطع الإمام (عليه السّلام) إلى الله سبحانه وتعالى لا غير , وعندما وكل صالح بن وصيف رجلين من الأشرار بقصد إيذائه والتضييق عليه , فأصبحا بمعاشرتهما الإمامَ العسكري (عليه السّلام) من الصلحاء الأبرار .

وقال لهما صالح  يوماً : ما شأنكما في هذا الرجل ؟

قالا له : ما نقول في رجل يصوم نهاره , ويقوم ليله كلّه , لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة , وإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا ودخلنا ما لا نملكه من أنفسنا .

ما معنى أسير لا يملك حولاً ولا قوة  فينظر إليه آسره فيرتعد آسره خوفاً وفزعاً ؟! لا تفسير له إلاّ هيبة الإمامة الإلهية , والرئاسة الحقة المنتخبة من قبل الباري (عزّ وجلّ) لعباده ؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور .

هؤلاء الأئمة الاثني عشر هم خير البشر ؛ فرفعهم الله على الناس جميعاً , ومَن ينقطع إلى الله سبحانه وتعالى تهابه الملوك والجبابرة , وقد جاء في الحديث أنّ المؤمن إذا انقطع إلى الله سبحانه وتعالى هابته الملوك والجبابرة .

وجاء في الحديث : (( إنّ المؤمن يخشع له كلُّ شيء ، وإنّ مَن يخاف الله يخاف منه كلُّ شيء حتّى هوام الأرض وسباعها وطيور السماء ))(4) .

من آثاره مجموعة من الأحاديث المباركة , ونحاول أن ننقل بعضاً منها ليتّضح للقارئ علم الإمام وحكمته وبيانه :

·         لا تمار فيذهب بهاؤك , ولا تمازح فيجترأ عليك .

·          مَن رضي بدون الشرف من المجلس لم يزل الله وملائكته يصلّون عليه حتّى يقوم من المجلس .

·         حبُّ الأبرار للأبرار ثواب للأبرار , وحبُّ الفجّار للأبرار فضيلةٌ للأبرار , وبغض الأبرار للفجّار خزي على الفجّار  .

·         من التواضع السّلام على كلِّ من تمرّ به , والجلوس دون شرف المجلس  .

·         من الجهل الضحك من غير عجب .

·          الغضبُ مفتاح كلِّ شرٍّ .

·         التواضع نعمةٌ لا يُحسد عليها(5) .

 وصاياه (عليه السّلام)

(( اُوصيكم بتقوى  الله , والورع في دينكم , والاجتهاد لله , وصدق الحديث , وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برٍّ أو فاجر , وطول السجود , وحسن الجوار ؛ فبهذا جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله) .

صلّوا في عشائرهم , واشهدوا جنائزهم , وعودوا مرضاهم , وأدّوا حقوقهم ؛ فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه , وصدق في حديثه , وأدّى الأمانة , وحَسّن خلقه مع الناس , قيل : هذا شيعي , فيسرّني ذلك .

اتقوا الله وكونوا لنا زيناً ولا تكونوا شيناً .

جرّوا إلينا كلَّ مودّة , وادفعوا عنّا كلَّ قبيح ؛ فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله , وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك .

لنا حق في كتاب الله , وقرابة من رسول الله , وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلاّ كذّاب .

أكثروا من ذكر الله , وذكر الموت , وتلاوة القرآن , والصلاة على النبي (صلّى الله عليه وآله) ؛ فإن الصلاة على رسوله (صلّى الله عليه وآله) عشر حسنات  .

احفظوا ما اُوصيتكم به , واستودعكم الله , وأقرأ عليكم السّلام  )) .

ـــــــــ

(1) الكلم الطيب ـ حسين الموسوي الهندي .

(2) الكوفة مهد الحضارة الإسلاميّة ـ محمد رضا عباس .

(3) الشيعة والتشيّع ـ الشيخ محمّد جواد مغنية .

(4) الشيعة في الميزان ـ الشيخ محمّد جواد مغنية / 250 .

(5) تأريخ إيران خمسة آلاف سنة  ـ د . صدّيق صفي زادة  .