حديث المنزلة ق(3)
  • عنوان المقال: حديث المنزلة ق(3)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 7:11:37 3-10-1403

27/08/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أحيكم في هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة اليوم (يا علي أنت خليفتي من بعدي، القسم العاشر) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد، أبداً مباشرة بالسؤال، في قبال ما ذكره ابن تيمية في حديث المنزلة، ما الذي فهمه كبار أعلام السلف من هذا النص.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع بأنه حتى لا أطيل على المشاهد الكريم يتذكر المشاهد أننا في الحلقات السابقة أشرنا إلى أن الشيخ ابن تيمية عندما عرض لحديث المنزلة حاول أن يبين إن صح التعبير وجه أو شأن صدور هذا الحديث النبوي أراد أن يبينه بنحو حتى يفقد الحديث أي محتوى للإشارة إلى أي منقبة أو فضيلة للإمام علي عليه السلام، ولكنه ماذا فعل، ذهب إلى شأن صدور الحديث، لماذا صدر هذا الحديث، بين شأن صدور الحديث وفسر الحديث على أساس شأن صدور هذا الحديث. ومن هنا نجد في كتابه (منهاج السنة، ج4، ص261) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، طبعة الأربعة مجلدات، دار الفضيلة، أشار إلى مجموعة من النكات التي بودي أن أشير لها منها قال بأنه فلم يتخلف عنه أي في غزوة تبوك (إلا النساء والصبيان أو من هو معذور لعجزه عن الخروج أو من هو منافق) إذن في الواقع أراد أن يشير أن لم يبق في المدينة من له شأن حتى تكون هذه الخلافة والإمارة لها ميزة ولها قيمة، لأنه إذا لم يبق في المدينة إلا العجزة وأهل العذر والمنافقين والنساء والصبيان فالإمارة عليهم ليست لها قيمة، ولذا قال: (بل كان هذا الاستخلاف أضعف من الاستخلافات المعتادة من الرسول صلى الله عليه وآله) إذن حتى لو قبلنا أنها خلافة إلا أنها أضعف درجات الخلافة، ومن هنا يقول: (فلهذا خرج إليه علي يبكي وقال أتخلفني مع النساء والصبيان) ثم أشار إلى نكتة مهمة واقعاً، قال: (والملوك وغيرهم إذا خرجوا في مغازيهم أخذوا معهم من يعظم انتفاعهم به ومعاونته لهم ويحتاجون إلى مشاورته والانتفاع برأيه ولسان ويده وسيفه) وحيث أنه لم يخرج علياً إذن لم يكن فيه لا نفع في رأي ولا في لسان ولا في يده ولا في سيفه، أصلاً وجود علي في هذه العزوة يكون كعدم وجوده لأنه لا نفع له، من هنا قال: (بل تركه في المواضع) يعني رسول الله ترك علياً (بل تركه في المواضع التي لا تحتاج إلى كثير سعي واجتهاد) يعني ليست لها قيمة، مجموعة هذه الكلمات أنا أتصور لا يوجد منصف يستطيع أن يقول أن تلقي الشيخ ابن تيمية أو يحاول أن يلقي فيمن يقرأ هذه النصوص أن هذا النص الذي صدر من الرسول صلى الله عليه وآله ليس له قيمة، يشير إلى ميزة وخصوصية يمتاز بها علي على باقي الصحابة أو لا توجد؟ واضح أنه لا يوجد منصف يستطيع أني قول أن الشيخ ابن تيمية كان بصدد إثبات مزية ومنقبة لعلي أمير المؤمنين في هذه القضية. هذا التوجه الذي أنا أشرت إليه مراراً وتكراراً هو التوجه الأموي هذا التوجه الذي حاول أن يؤسس له بنو أمية وعلى رأسهم معاوية وكذلك نظر له ابن تيمية والآن يزوقه الوهابية.

وفي قبال هذا التوجه أنا أشير إلى بعض المصادر لنرى أن الصحابة والتابعين وأعلام المسلمين واقعاً فهموا أيضاً هذا المعنى من هذا الحديث أو فهموا أن هناك خصوصية في هذا الحديث، يعني أن هذا النص الصادر من الرسول الأعظم الذي هو من أثبت الآثار وأصحها كما قرأنا فيما سبق من ابن عبد البر في الاستيعاب، هذا النص هل هو واقعاً فارغ من المحتوى كما يحاول أن يصور النهج الأموي وابن تيمية أو أن هذا النص النبوي المبارك يشير إلى حقيقة من أعلى الحقائق التي لابد أن نقف عندها طويلاً، أما الشواهد في هذا المجال، وهو أني أشير إلى مجموعة من الشواهد في هذا المجال.

الشاهد الأول في هذا المجال: وهو ما ورد في (صحيح مسلم) تحقيق الشيخ مسلم بن محمود عثمان السلفي الأثري، طبعة دار الخير، أنا سأقرأ رواية عن سعد بن أبي وقاص وأنا لا أتصور أننا بحاجة إلى أن نعرف سعد بن أبي وقاص لأنه أحد كبار الصحابة الذين بشروا بالجنة بزعم الروايات الصحيحة عند أهل السنة، هذا الرجل ماذا يقول في نص هذا الحديث لا لشيء آخر، الرواية واردة في باب (من فضائل علي بن أبي طالب، كتاب فضائل الصحابة، رقم الحديث 2404) يقول: (أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال) طبعاً واضح ما أمره بالمدح حتى يسأله لماذا امتنع عن السب، واضح أمره بالذم والسب فعندما امتنع سعد بن أبي وقاص قال له (ما منعك أن تسب أبا التراب) من الواضح أن متعلق الأمر هو سب أبي تراب، (أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب، فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله فلن أسبه) يعني المانع لي هذا الذي قاله رسول الله في حق علي (لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم) هو كما يقول أحد المبشرين بالجنة، يعني ليس إنساناً عادياً حتى يتمنى أن يكون من أهل الجنة ويقول أن هذا يمنعني لأني ارجوا الله أن تكون لي واحدة منها، ما هي يا سعد؟ قال: (سمعت رسول الله يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له: علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي).

إذن بينكم وبين الله إذن تلقي سعد بن أبي وقاص من هذا الحديث كان التلقي الأقرب من الذم أو الإشارة إلى درجة عالية من المدح والمنقبة والفضيلة.

المُقدَّم: من أقرب إلى نص النبوة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أترك الحكم للمشاهد الكريم سعد بن أبي وقاص يتمنى أن تكون له واحدة من هذه الثلاث، ولا أقرأ الحديث الآخر. وهذا الذي أشرت لها أنا فيما أن هناك مناقب للإمام علي بن أبي طالب تعد من المناقب من الدرجة الأولى، لأن فيها مضامين عالية. هذا هو المورد الأول.

المورد الثاني في هذا المجال: ما ورد عن سعيد بن المسيب، حتى يتضح للمشاهد الكريم أنه من هو سعيد بن المسيب، سعيد من المسيب يعد إماماً من أئمة التابعين، هذا كتاب (سير أعلام النبلاء، ج4، ص217) للذهبي، مؤسسة الرسالة، قال: (سعيد بن المسيب الإمام العلم أبو محمد القرشي المخزومي عالم أهل المدينة وسيد التابعين في زمانه) إذن الحديث عن سعيد بن المسيب.

تعالوا معنا مرة أخرى إلى (صحيح مسلم، في نفس الباب وهو الباب الوارد في فضائل علي بن أبي طالب الرواية، نفس الباب 2404)، قال: (حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص) إذن الرواية تنقل إلى سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص (عن أبيه قال: قال رسول الله لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعداً) سمعها من عامر بن سعد ولكن لعظمة هذه المنقبة أراد أن يسمعها من سعد نفسه، وإلا لو لم تكن لهذه المنقبة ولهذا النص النبوي قيمة أكان يحتاج إلى أن يشافه به سعداً، إذن طلبه أن يشافهه حتى يتأكد أن هذا النص صدر من رسول الله صلى الله عليه وآله جزماً، (فأحببت أن أشافه بها سعداً، فلقيت سعداً فحدثته بما حدثني عامر، فقال: أنا سمعته) يعني سألته أنت سمعته (فقلت أنت سمعته، فقال: أنا سمعته، فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم، وإلا فاستكتا) أي صمتا. وهذا شاهد آخر واحد من أئمة التابعين يبحث عن صحة سند هذا الحديث، لماذا؟ حتى يعرف أن هذا ذم لعلي أو أنها لا قيمة لها، أو أنه فهم من هذا النص هناك مقام كبير يشار فيه في هذا الحديث إلى علي بن أبي طالب.

المورد الثالث: وهو أيضاً من الموارد المهمة في هذا المجال، وهو ما ورد عند النسائي في كتابه (خصائص أمير المؤمنين) والمشاهد الكريم يعلم أن هذه القضية أشرنا إليها وهي أنه في (الإصابة في تمييز الصحابة، ج7، ص276) قال: (وتتبع النسائي ما خص به دون الصحابة) سؤال: ما خص به من المدح والمنقبة والفضيلة والمقام العالي أو ما خص به من الذم؟ أي منهما؟ لا أتصور أن عاقل يقول بأن النسائي كان يبحث بما خص به علي من الذم، وإنما يريد ما خص به المدح (فجمع من ذلك شيئاً كثيراً أسانيد أكثرها جياد) وهذا المعنى تجدوه ... بإمكان الأخوة الرجوع إلى (خصائص أمير المؤمنين) بتحقيق الداني بن منير آل زهوي، (ص50) بشكل واضح وصريح (ذكر منزلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من النبي) ثم يشير إلى الروايات رواية بعد رواية في هذا المجال. وهذا أحد أعلام أهل السنة.

وهناك شاهد أخير أريد الوقوف عنده للمشاهد، وهو مهم في نظري جداً. ويحتاج إلى مقدمة. وهو أنه من الظواهر الأساسية التي امتاز بها العهد الأموي هو وضع الحديث، طبعاً لا فقط وضع الحديث في فضائل الصحابة، بل وضع الحديث في ذم علي وأهل بيته، وهذا بحث عرضت له سابقاً بشكل تفصيلي، الآن فقط أريد أن أشير للمشاهد، ولذا تجدون أن جملة من المحققين عندما جاءوا إلى هذه القضية قالوا أن عمر بن عبد العزيز حاول أن يرفع كثيراً من البدع التي وقعت في زمن آبائه وأجداده، يعني في زمن بني أمية، هذا ما يقوله أحد المحققين المعاصرين ولست أنا القائل له. هذا كتاب (شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج1، ص70) لابن العماد الحنبلي، تحقيق عبد القادر الأرنؤوط ومحمود الأرنؤوط، دمشق، دار ابن كثير، في الحاشية يقول: (ومن أهم تلك المكارم) مكارم عمر بن عبد العزيز (أنه منع الكثير من البدع التي كانت سائدة في عصور من سبقه من خلفاء بني أمية).

المُقدَّم: سنوات من البدع.

سماحة السيد كمال الحيدري: إلى سنة 100هـ يعني من سنة 40هـ.

المُقدَّم: ستة عقود.

سماحة السيد كمال الحيدري: ستة عقود بني أمية عهدهم، واحدة من أهم معالم عهد بني أمية أنه بدل السنة انتشرت البدع. ومن أهم هذه البدع ما هي؟ وضع الحديث. والآن سأبين وسأشير إلى الشواهد. قال: (ولو لم يكن له من المكارم سوى الأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف لكفاه فخراً) وهذا يكشف عن أنه إلى سنة 100هـ الحديث النبوي لم يكن يدون، إذن الباب مفتوح على مصراعيه لوضاعي الحديث لأنه لا يوجد هناك مرجع حتى يرجع إليه وكل يقول سمعت من التابعي، سمعت من الصحابي، ويضع سنداً ويضع رواية كما يشاء. ولذا تجدون عندما أحمد بن حنبل في مسنده يقول جمعت هذا المسند من 750 ألف رواية كذا وكذا موضوعة. لماذا؟ باعتبار أن ظاهرة الوضع انتشرت إلى حد في عهد بني أمية سواء بالاتجاه الإيجابي إن صح التعبير وإن كان الوضع لا يوجد فيه هذا الاتجاه ولكن مقصودي في فضائل الصحابة أو بالاتجاه السلبي يعني في ذم علي وأهل بيته والعترة.

هذه الحقيقة بنحو واضح وصريح أشار إليها ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة، طبعاً لا يقول لي قائل سيدنا هل يمكن الاستناد إلى ابن أبي الحديد وهو متهم بأنه شيعي أو ميوله شيعية، الأعزاء لابد أن يلتفتوا كل كلمة قالها ابن أبي الحديث سأقرأها هنا أنا إن شاء الله في الوقت المناسب كل واحدة من هذه سأستخرجها من الكتب الصحيحة والمعتبرة والروايات الدقيقة التأريخية. ولكن إجماله ما ورد في (شرح نهج البلاغة، ذيل الخطبة 203) دار الكتب العلمية. أو (من كلام له عليه السلام وقد سأله سائل عن أحاديث البدع وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر، فقال عليه السلام: كذا وكذا ...) هذا محل الشاهد، الرواية طويلة الذيل يعني الكلام طويل الذيل من ابن أبي الحديث، يقول: (بعد أن أمرهم بأن يفشوا حتى أكثروا من فضائل عثمان ومناقبه ... ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة). التفتوا إلى الإستراتيجية التي اتبعها معاوية وبني أمية (فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضائله) والنتيجة ما هي (فقرأت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر وألقي إلى معلمي الكتب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن وحتى علموه نساءهم وخدمهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله) النتيجة ما هي؟ يقول: (فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة) الآن قد يقول لي سيدنا: ما الدليل على هذه الحقيقة؟

أعزائي الدليل مباشرة، مباشرة كل ما ورد في علي ضعوا في الصحابة ما يقابله وما يناقضه حتى يتضح هذه النظرية التي أسس لها بني أمية قال (ما من منقبة إلا ولعلي مشارك لها) بل هناك ما هو أفضل منها. ليس نحن نقول موضوعات.

في (ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج3، ص133، رقم الترجمة 5522) للإمام الذهبي، تحقيق محمد بركات، الرسالة العالمية، يقول: (عن محمد علي بن الحسن بن علي الشاعر عن محمد بن جرير الطبري بخبر كذب) يعني موضوع، ما هو هذا الخبر الموضوع؟ (هو المتهم به ومتنه أبو بكر مني بمنزلة هارون من موسى).

سؤالي هنا موجه لابن تيمية وأتباعه، إذا لم يكن هذا النص منقبة لعلي لماذا يضطرون إلى أن يضعوا خبراً يقولون أن أبا بكر كانت له هذه المنزلة. هذا مورد.

المورد الثاني في (ص181) قال: (زاد فيه وأبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى، قلت) الذهبي (هذا كذب) هذا المورد الثاني.

المورد الثالث في (ص387) في ترجمة قزعة بن سويد بن حجير الباهلي البصري، قال: (وله حديث منكر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعاً لو كنت متخذا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن الله اتخذ صاحبكم خليلاً أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى، رواه غير واحد عن ابن قزعة) وهو حديث منكر كما يعبر عنه.

سؤالي: إذا لم يكن لهذا الحديث قيمة لماذا تصرون على نسبته في هؤلاء.

وشاهد آخر وحديث آخر نحن نعلم أنه من أهم الأحاديث التي وردت في علي (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) في (سير أعلام النبلاء، ج16) للذهبي قال: (عن جابر مرفوعاً لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق، معلى) راوي الخبر (ترك، فخبره متروك) ولكنه جيد جداً لابد أن يلتفت المشاهد، لا أنه خبره متروك، هذا (تقريب التهذيب، ص961) لابن حجر العسقلاني، طبعة دار العاصمة يقول: (معلى بن هلال بن سويد أبو عبد الله الطحان الكوفي اتفق النقاد على تكذيبه) وهو ينقل هذه الروايات.

إذن الكلمة التي أريد أن أقولها للأعزاء إذا لم تكن هذه مناقب لعلي لماذا هذا الإصرار على أنها ثابتة لغيره. بل أهم شاهد في الحلقة السابقة قرأنا لابن تيمية قال: ورد في أبي بكر وعمر في الصحيحين أنه قال مثل إبراهيم. فإذا لم تكن منقبة لماذا هذا الإصرار أن تنقلوا هذه إلى فلان وفلان وفلان.

المُقدَّم: وهذا ينقض تفسيرات ابن تيمية تماماً.

سماحة السيد كمال الحيدري: كل هذه الشواهد تبين لنا هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح وهذا الذي قلته مراراً للأعزاء أن هناك نهجين في فهم النصوص الواردة عن الرسول الأعظم، النهج الأول هو نهج السلف ونهج علماء الإسلام ونهج علماء أهل السنة، والنهج الثاني هو النهج الأموي الذي أسس له معاوية ونظر له ابن تيمية وسوقه الأمويون الجدد أتباع محمد بن عبد الوهاب.

المُقدَّم: حتى الصحابة الذين اختلفوا مع أمير المؤمنين لم ينكروا هذه الفضائل.

سماحة السيد كمال الحيدري: ولذا أنا قلت في الآن ليس في حديثي أن هذه هل هي دالة على الخلافة والإمارة بعد رسول الله، أنا أبحث عن أنها كونها فضائل مختصة بعلي أو ليست كذلك.

المُقدَّم: في حديث المنزلة ومسألة الاستخلاف على المدينة حاول ابن تيمية يفرغ الحديث من محتواه ويجعل الاستخلاف مرادف للعجزة والنساء والمنافقين وغير ذلك.

سماحة السيد كمال الحيدري: والعاصين وأنه ليس من أهل الرأي.

المُقدَّم: الوجه الآخر لهذا الاستخلاف، لماذا استخلف النبي علياً في غزوة تبوك، هل هناك من أهمية لهذا الاستخلاف.

سماحة السيد كمال الحيدري: أو أنه واقعاً كما يقول ابن تيمية، من حق ابن تيمية أن يتساءل ومن حق أي باحث سائل طالب للحقيقة أن يسأل هذا التساؤل، لماذا؟

في المقدمة لابد أن يتضح أن التاريخ ينقل لنا أن علياً كان حاضراً في جميع مشاهد النبي فلم يتخلف في أي مشهد من مشاهده، وهذا ليس كلامي بل هو كلام أحد أئمة هذا الفن وهو ابن حجر العسقلاني في كتابه (الإصابة في تحقيق حال الصحابة، رقم الترجمة 5714) تحقيق عبد بن عبد المحسن التركي، قال: (علي بن أبي طالب أول الناس إسلاماً في قول الكثير من أهل العلم، ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح فربي في حجر النبي ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك) يعني كل المشاهد كان أمير المؤمنين حاضراً، خلافاً لمن قال أنه لم يكن حاضراً في خيبر بل كان حاضراً، ثم ليس فقط كان حاضراً التفتوا إلى هذه العبارة للتأريخ وأحفظوها، التفتوا جيداً إلى هذه الحقيقة (وكان اللواء بيده). لا أنه كان حاضراً كإنسان عادي بل هو صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله. وإن شاء الله إذا توفقنا لبيان هذه الحقيقة سنبين أنه أيضاً هو صاحب لوائه في الحشر الأكبر، سيعطيه لواء الحمد. قد يقول قائل: هل توجد روايات صحيحة أو لا؟ إن شاء في وقته سنبحث هذه القضية. قال: (وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبي بين أصحابه قال له أنت أخي) كلها خلاف ما قاله ابن حجر فيما سبق. هذا أصل، هذه قضية مهمة.

السؤال المطروح هنا: وهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان علي يخرج معه في جميع المشاهد، بمقتضى القاعدة لأهمية غزوة تبوك ولكونها مصيرية لتأريخ الإسلام كما يعرف أهل التأريخ وأهل الغزوات فلماذا إذن تخلف علي في هذا المشهد، لابد أن توجد نكتة هناك. وهنا لابد أن أشير إلى أهمية غزوة تبوك كما يقول ابن تيمية في (مجموع فتاوى ابن تيمية، ج4، ص404) قال: (وعام تبوك خرج النبي صلى الله عليه وآله بجميع المسلمين ولم يأذن لأحد في التخلف عن الغزاة لأن العدو كان شديداً) إذن مقتضى القاعدة أن يخرج علي أو أن يبقى، صاحب اللواء في أكثر المشاهد إن لم نقل في جميع المشاهد، وصاحب السيف وصاحب الشجاعة وغيرها ... إذن لماذا لابد أن لا يخرج.

(لأن العدو كان شديداً) أحفظوها هذه القضية إذن كان الجيش يحتاج إلى علي أو لم يكن يحتاج، يعني المعركة المصيرية كانت محتاجة إلى وجود علي أم لا تحتاج؟ نعم، تحتاج. (والسفر بعيد جداً) عن مركز الخلافة وعن مركز المدينة وعن مركز الدولة الإسلامية. من هنا يأتي هذا التساؤل إذن لماذا أبقاه في المدنية ولم يأخذه معه حتى أدى إلى أن علياً كما ورد وقرأنا أنه قال لرسول الله: أتخلفني مع النساء والصبيان؟

أعزائي أضرب مثالاً للأعزاء، لو أن رئيساً في دولة من الدول ومهمة وفتية، يعني لم يمر على تأسيسها إلا خمس أو عشر سنوات، ويريد أن يسافر إلى معركة مصيرية أولاً وبعيدة جداً، يعني الارتباط والرجوع إلى مركز الدولة ليس سهلاً وفي ذلك الزمان، بينكم وبين الله عندما يريد أن يستخلف هل يستخلف إنسان مشكوك في أمره أو إنسان من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة أو يستخلف أوثق الناس وأكثر الناس اطمئناناً في نفسه، أي منهما؟ تقول لي سيدنا: أنت ماذا تقول؟ أقول: سيخلف الأقوى والأكثر اطمئناناً والأشد والأكثر أمناً، لماذا؟ لجملة واحدة كما قال الشيخ ابن تيمية في (ص261، من منهاج السنة) وقاله كل المؤرخين لم يختلف أحد في هذه المسألة، قال: (فلم يتخلف عنه إلا النساء والصبيان أو هو معذور أو هو منافق) إذن المنافقون خرجوا أو لم يخرجوا؟ كانوا موجودين، وكانوا يتربصون بهذه الدولة الفتية أن يقضوا عليها. ولا يقول لي قائل: وهل المنافقون كانوا موجودين؟ نعم، نحن نعلم أنه في أحد وفي غير أحد وفي حنين وفي غير حنين، ماذا فعل المنافقون؟ بل أساساً كانوا يتربصون بالرسول الأعظم، وكان يقول (بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر إن شانئك هو الأبتر) كانوا يقولون أن رسول الله أبتر فإذا ذهب انتهت دولته وحكومته، فبشهر الله إنا أعطيناك الكوثر.

إذن رسول الله كان يخاف ويخشى النفاق أو لا؟ طبعاً في هذه الغزوة بالخصوص لأنه لم يبقَ في المدينة أحد من الرجال الذي يؤمن إليه حتى إذا حصل الانقلاب يمكن أ، يدافع عن الإسلام، لأن رسول الله كان مضطراً لأن يخرج الجميع معه لأن الغزوة غزوة مصيرية.

المُقدَّم: وفي الروايات التي ذكرتموها سماحة السيد في الغزوات الأخرى كان هناك من الصحابة ومن الموثوقين في المدينة.

سماحة السيد كمال الحيدري: ولهذا هو يقول أنه في الغزوات السابقة كانت الإمارة أقوى لأنه كان فيها رجال مؤمنون موثوقون ... ولكن يجعل هذه اضعف الاستخلافات وهذا دليل عليه، لا دليل له.

إذن رسول الله لم يكن له طريق إلا أن يجعل شخصاً لا أنه هو أقرب الناس إليه، لا أكثر الناس ثقة واطمئناناً وتدبيراً، بل جعل من هو نفسه بنص آية المباهلة.

المُقدَّم: وهذا الذي يفسر الحديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا هو الذي صرح به رسول الله، رسول الله كما يقول الشيخ ابن تيمية أنه وفي مغازيه أكثر من عشرين غزاة وكلها فيها استخلف، ولكنه لم يقل في أي غزوة من هذه الغزوات أنت مني بمنزلة هارون من موسى، ما هي خصوصية علي؟ إذا كانت هي فقط إمارة في المدينة، فكما أنه تأمر علي في هذه الغزوة في هذه المدة فآخرون أيضاً تأمرواً، لماذا رسول الله يعطي لعلي هذه الخصوصية التي لم يعطها لأحد من غيره ممن استخلفهم في ذلك. بل أكثر من ذلك وهذه هي النقطة الأساسية التي بودي أن أشير لها، رسول الله قال جملة في غزوة تبوك مع الأسف الشديد في صحيح البخاري وصحيح مسلم التي هواها هوى أموي هذه لم تنقل هذا النص الوارد في المعجم الكبير للطبراني، في (المعجم الكبير، ج5، ص203، رقم الحديث 5094) دار إحياء التراث، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، الرواية (عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله قال لعلي حين أراد أن يغزو: أنه لابد من أن تقيم أو أقيم).

المُقدَّم: يعني لا تصبح المدينة إلا بي أو بك.

سماحة السيد كمال الحيدري: في هذا الظرف إما أنا وإما أنت. غداً إن شاء الله سأبين هذه القضية للمشاهد الكريم نفس هذه القضية في مسألة إبلاغ سورة براءة قال لا يبلغ إلا رجل هو مني وأنا منه. لماذا؟ لأنه في المواقف الحرجة والمصيرية رسول الله كان إما هو لابد أن يكون موجوداً وإما علي. إما أن تقيم أو أقيم. هذا في المعجم الكبير.

وكذلك ورد في (الطبقات الكبرى، ج3، ص24) لابن سعد، قال: (لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله لعلي: أنه لابد أن أقيم أو تقيم فخلفه).

قد يقول قائل: هذه الروايات صحيحة السند أو لا. فقد تكون رواية ضعيفة السند ولا يعتنى بها؟

الجواب: هذا كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج0، ص98، رقم الحديث 14653) للهيثمي، المتوفى 807هـ دار الكتب العلمية، بعد أن ينقل الرواية يقول (رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة) إذن في أحد السندين يوجد البصري وهذا مختلف فيه. وهذا معناه في السند الآخر يوجد إشكال أو لا يوجد إشكال. ولذا قال (وبقية رجاله رجال الصحيح) هذا كلام الهيثمي في مجمع الزوائد. وأقوى منه ما ذكره ابن حجر العسقلاني في كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج8، ص424) تحقيق عبد الرحمن بن ناصر البراك، بعد أن يقول (وفي رواية سعيد بن المسيب عن سعد فقال علي رضيت رضيت) لأنه قال له رسول الله أما ترضى أن تكون مني (قال: رضيت رضيت ... أخرجه أحمد وابن سعد من حديث البراء وزيد بن أرقم في نحو هذه القصة قال: بلى يا رسول الله، قال فإنه كذلك. وفي أول حديثهما أنه عليه الصلاة والسلام قال لعلي: لابد أن أقيم أو تقيم، فأقام علي ... الحديث) يعني حديث الطبقات (وإسناده قوي). التفتوا جيداً إذن ابن حجر يصحح هذه الرواية.

إذا اتضح ذلك أتصور أنه الآن يتضح لماذا أن علياً استخلفه النبي في المدينة، استخلفه لخوفه على أنه لو لم يستخلف شخصاً كنفسه إما أن تقيم، وأنا لا أجد عبارة أخرى أفضل من هذه العبارة، إما أن تقيم وإما أن أقيم، وهذا معناه أنه في المواقف المصيرية ليس لها إلا رسول الله أو أمير المؤمنين، وهذا سوف يفتح لنا أفقاً لفهم الحديث وهل هناك مواقف أحرج وأهم وأخطر وأعظم من أن يذهب رسول الله من هذه الحياة إما أن يقيم رسول الله وإما أن يقيم علي عليه السلام، وهذا ما سوف نقف عليه إن شاء الله في الحلقة القادمة.

المُقدَّم: قبل ان أخذ مداخلتاكم أشير إلى نقطة ربما أراها مهمة وربما أنتم كذلك وهو أننا في هذا البرنامج نعرف الكثير من كتب المسلمين، أرجو على المشاهد والمتتبع أن لا يكتفي برأي باحث أو عالم أو فقيه واحد، هذه كتب المسلمين هذا تراثكم أيها المسلمون اذهبوا وابحثوا وتحققوا فيه، لا تكتفوا بالاتجاه الذي أنت فيه.

سماحة السيد كمال الحيدري: يعني إذا كنت أشعرياً لا تكتفي بكتب الأشاعرة فقط، إذا كنت من شيعة علي بن أبي طالب لا تكتفي بكتب الشيعة.

المُقدَّم: انظر إلى الجميع وسوف ترى الحقيقة من أفواه الآخرين وربما تتعرف على هذا الكم الهائل من تراث المسلمين الذين حاول البعض اختصاره في بعض الكتب الصحاح أو منهاج السنة أو ما شابه ذلك.

معنا الأخ أبو إبراهيم من السعودية.

الأخ أبو إبراهيم: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو إبراهيم: أريد أن أطرح مشكلة وقع فيها الكثير من المسلمين تتعلق بالخلافات المذهبية، هل يحق لامرئ مسلم سواء كان شيعي أو سني بعد أن يتضح له بالدليل أن الحق هو (أ) فيغمض عليه عمداً عن الأدلة ويقول الحق مع (ب) هل هذا التصرف مع أننا نتصوره بسيط هل هذا التصرف هو هين عند الله يوم الحساب أن يقدم الإنسان أهواءه وآراء جماعته على الحق وعلى دين الله. 150 دليل على أنه هذا الحق فيؤمن 149 ولكنه يستشكل عليك في دليل وأن السيد يقول كذا. عندي سؤالين: أطلب من السيد أن يخصص حلقة لبيان أهمية هذا الأمر وقد تعلمنا منكم سيدي قبل أي بحث أو درس تبين في البداية أهميته للمستمعين. والسؤال الآخر: الاختلافات المذهبية هل هي طريق من طرق الله يمتحن أفراد هذه الأمة ليرى مدى صدقهم وإخلاصهم في طلب وجه الله سبحانه.

المُقدَّم: أرجو من الأخوة المتصلين أن يختصروا في الأسئلة مراعاة لغيرهم.

معنا الأخ محمد من السعودية.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: أهل السنة لا شك من إيمانهم بكرامات علي وفضائله، ولكن في المقابل هل المدرسة الأخرى يحفظوا دين الصحابة الذين تسلموا الخلافة شيئاً من الاعتراف بإسلامهم وإيمانهم.

المُقدَّم: السؤال هو هل يعترف الشيعة بكرامات للصحابة. الأخ أبو جابر من السعودية.

الأخ أبو جابر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو جابر: المتفق بين علماء الوهابية كلهم مجمعين على ما يطرحه ابن تيمية تجاه علي بن أبي طالب.

المُقدَّم: الأخ عبد الله من السعودية.

الأخ عبد الله: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الله: السلام عليكم سماحة السيد، لقد بذلتم جهوداً كبيرة وجزاكم الله خيراً في هذا الرجل الذي تحير فيه المتحيرون فيا ليت يا سيدنا تجعل في هذه البيانات والمعلومات من كتب يستدل بها الناس من يعرف ومن لا يعرف.

المُقدَّم: الأخ سمير من ألمانيا.

الأخ سمير: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ سمير: الله يحفظكم، عندي أمنية للأخ علاء نحن نحبه ... سيدنا كلامك وحديثنا بغض النظر عن الترفع والكلام المريح لا أعرف كيف أتكلم، أتمنى على قناة الكوثر أن تفتح مجالاً لسماحة السيد ... لأنه يحاول أن يوصل لنا هذه المعلومات القيمة، نحن نحتاج إلى هذا الكنز، نتمنى أن نسمع منكم ونراكم على الفضائيات.

المُقدَّم: الأخ أحمد من السعودية.

الأخ أحمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أحمد: بفضل جهودكم المخلصة أبشركم إلى أن أحد الفضائيات التي تهتم بهذه المواضيع أقرت أخيراً بحق أمير المؤمنين بالخلافة، وأن الصحابة بعد وفاة النبي أخذوا هذا الحق من أمير المؤمنين، وهذه الفضائية ...

المُقدَّم: يعني هي المسألة ليست مسألة اعترافات أو قضية إقرار وما شابه ذلك، نحن نطرح مسألة علمية وندعو جميع المسلمين سنة وشيعة وزيدية ودروز وأباظية وصوفية ... على اختلاف مذاهبهم أن ينظروا إلى الحقيقة لكي لا يقولوا بعد ذلك انه لم تقم علينا الحجة.

سماحة السيد كمال الحيدري: (ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة).

المُقدَّم: الأخ أبو سامي من ألمانيا.

الأخ أبو سامي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو سامي: أليس فيما طرحه السيد عن فضائل الإمام علي من كتب القوم دلالة قاطعة على رزية يوم الخميس كانت الإثبات والبرهان الذي سبقه الكثير من الحجج والبراهين على وصية الإمام علي في خلافة المسلمين، منها ما ذكرتموه اليوم، وقضية جيش اسامة، وراية خيبر. وأنا لا أعلم لماذا القوم اليوم من كتاب وشيوخ ومن يطلقون على أنفسهم من معرفة في التاريخ الإسلامي لا زالوا إلى يومنا هذا يتغاضون عن أمور مسلمة في كتبهم، أنا اليوم عبر الكوثر استمعت إلى أحد شيوخ الأزهر، مع أنه ليس في الموضوع، ولكن يقول عن أبو سيدنا علي وهو أبي طالب كأنه مات كافراً، ونزلت آية للرسول في ذلك، مقدم برنامج الكوثر قال له سؤال بسيط، أنت تذكر آية نزلت بعد تسعة أعوام من الهجرة وأبا طالب توفي قبل ثلاثة أعوام من الهجرة، فكيف لك أن تقول ذلك وأنت عالم من علماء الأزهر، هذه هي مشكلتهم أنهم لا يبحثون لا يبحثون والقضية ليست ...

المُقدَّم: فيما يرتبط بسؤال الأخ أبو إبراهيم.

سماحة السيد كمال الحيدري: السؤال الذي طرحه الأخ أبو إبراهيم، قال ما هي أهمية هذه الأبحاث؟ عزيزي أهمية بحث الإمامة أما في الدنيا من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلة. وأي أمر أهم من أن الإنسان يموت على ملة الإسلام ولا يموت ميتة جاهلية، لأنه إذا بايع إمام باطل فقد مات ميتة جاهلية، وإذا بايع إمام حق فقد مات ميتة حق وعلى ملة الإسلام. هذا أولاً.

وثانياً: أنه يبعث يوم القيامة (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) فإذا كانت إمامة حق فهو تحت راية الحق ويهديه إلى صراط مستقيم، وإذا كانت إمامة باطلة (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) و(جعلناهم أئمة يدعون إلى النار) ويكون ذاهباً إلى النار. إذن لا أتصور أن هناك مسألة أهم من مسألة الإمامة في أصول الدين.

المُقدَّم: هو قال هل يحق للمسلم أن يغمض عينيه بعد إقامة البينة عليه.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا، لأن صريح القرآن يقال (ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة) يعني إذا قامت عنده البينة ولم يعمل بها فهو هالك بصريح الآية المباركة، أنه إذا قامت الحجة ولم يعتني بها لا أقل لم يذهب للبحث عنها فسيكون من الهالكين.

المُقدَّم: هو ذكر يطلب حلقة وذكر أن في اختلاف المذاهب امتحان للأمة.

سماحة السيد كمال الحيدري: ذاك بحث آخر، لابد أن ندرس أن هذا الاختلاف هل أن منشأه إلهي أو أن منشأه بشري وهل هو محمود أو مذموم.

المُقدَّم: الأخ محمد قال هل أن الشيعة تذكر كرامات للصحابة.

سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، نحن نعتقد أن الصحابة ينقسمون حقيقة واقعاً إلى قسمين: صحابة مؤمنون موحدون مسلمون، خدموا الإسلام وقدموا إنجازات كبيرة للإسلام، وصحابة من المنافقين الذين كادوا للإسلام كل كيد للقضاء عليه.

المُقدَّم: هؤلاء القسم الآخر القليلون.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً هذا بحث مستقل في نفسه، ولكنه هذا لابد أ، يتضح للمشاهد الكريم نحن لا نقبل النظرية التي تقول أن الشيعة يقولون أن الصحابة جميعهم في النار وهم مخلدون في النار، لا أبداً لا نوافق على هذه النظرية. أما ما هو الاعتقاد وما هي النظرية التي اعتقدها؟ إن شاء الله إذا وقفنا عند هذا المبحث سنشير إلى الآيات التي تحدثت عن انقسام الصحابة إلى مؤمنين وإلى منافقين. أولاً. وإلى مؤمنين بقوا على العهد وإلى مؤمنين نكثوا البيعة. خرجوا على إمام زمانهم، هذا إن شاء الله بحثه في محله.

المُقدَّم: سؤال الأخ أبو جابر يقول هل هناك إجماع بين السنة على ما ذكره ابن تيمية، هذا ما يحاولون أن يسوقوه.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا ما يحاولوا أن يسوقوه وما يحاولوا أن يوهموا المسلمين أنه جميع الأمة الإسلامية وأن ابن تيمية من أهل السنة، أبداً، ابن تيمية له منهج خاص في قبال أهل السنة، لا هو من السلف ولا هو من علماء أهل السنة، بل له منهجه الخاص في هذا المجال والذي ذكرته مراراً، وهو أموي الهوى والعقيدة. والأخ الذي سأل عن الكتب والسيديات، أخيراً صدر حلقة من هذه الأبحاث باسم (معالم الإسلام الأموي) بإمكان الأعزاء مراجعة هذا الكتاب.

المُقدَّم: فيما يرتبط بسؤال الأخ أبو جابر يمكن للأعزاء أن يراجعوا آراء ابن تيمية في المدارس الإسلامية الأخرى غير مدرسة أهل البيت، فليسمعوا رأيه في الحنفية وفي الشافعية وفي المالكية وفي المعتزلة وفي الأشاعرة وفي الصوفية. وأنتم ترون اليوم أتباعه يسلون سيف التكفير والبدعة على جميع المسلمين، وأبسط مثال فيما يتعلق بمصر ورأيتم بأم أعينكم كيف أنهم بدءوا بتهديم قبور الأولياء والأوصياء هناك.

شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.