الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(7)
  • عنوان المقال: الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(7)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 7:25:11 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

04/09/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة هو: (رد نظرية إثبات الحد لله، القسم السابع) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: سماحة السيد هل من خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

حتى لا أطيل على الأخوة والأخوات المشاهدين الكرام ألخص كلامي في نقطتين:

النقطة الأولى: أتضح لنا بأن القائلين بأن الله سبحانه وتعالى له حد وأنه محدود بحد ليسوا كثرة بين علماء المسلمين، بل هم أقل القليل، واتضح في الأبحاث السابقة كما قرأنا من كتاب إثبات الحد لله سبحانه وتعالى هناك لم يشيروا إلا إلى عدد قليل من هؤلاء لم يتجاوز عددهم العشرين أو أقل أو أكثر.

ثم بعد ذلك انتقلنا إلى بحث آخر عن هذه النكتة أشير إليها ليتبين أن نظرية إثبات الحد لله ليست هي نظرية أهل السنة والجماعة، ولا يوجد عليها إجماع كما يحاول ابن تيمية وأتباع ابن تيمية أن يصوروا ويوهموا القارئ والمسلم بذلك، وكذلك يتضح بأنه هذه ليست حتى يوجد فيها رأي لأئمة السلف، لأننا ذكرنا فيما سبق أن أول من تحدث فيها هو ابن المبارك وقبل ذلك لا من الصحابة ولا من التابعين تكلم في هذه المسألة. إذن هذه المسألة أساساً لا يوجد عليها لا إجماع من أهل السنة والجماعة ولا يوجد عليها اتفاق من أئمة السلف وعلماء السلف بل هي مسألة مستحدثة كما أشرنا ولم يوافق عليها إلا أقل القليل من العلماء، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثاني التي أشرنا إليها بالأمس هي أن القائلين بأن الله به حد وأنه محدود بحد أيضاً هم على اتجاهين لا على اتجاه واحد، الاتجاه الأول يقول كما قرأنا عن أبو يعلى الفراء أنه يعتقد أن الله هو محدود من جهة التحت فقط، أما من جهة العلو واليمين واليسار والأمام والخلف الله ليس بمحدود، وليس له حد وليست له نهاية وليست له غاية، من قبيل ما أشرنا من باب (وتلك الأمثال نضربها للناس) يعني هذا الكتاب من جهة التحت له حد ينتهي عنده، أما من جهة اليمين واليسار والأعلى والأمام والخلف أبو يعلى الفراء ذكر بأن الله ليس بمحدود، ولهذا جمع بين كلامي الإمام أحمد بن حنبل. والاتجاه الثاني في هذه النظرية التي تعتقد أن الله محدود بحد يقول أن الله محدود بجميع جهاته الست وهذا ما اختاره الشيخ ابن تيمية ومن جاء بعد ابن تيمية يعني أتباع بن تيمية يعني محمد بن عبد الوهاب يعني السلفية الحديثة.

إذن هذه النظرية وهي التي يقول بها ابن تيمية في الحد لا يوجد عليها رأي أحد من علماء المسلمين حتى القائلين بأن الله محدود لا يتفقون معه في هذه القضية، هذه نكتة بودي أن المشاهد الكريم يدقق فيما أقول، ابن تيمية عندما يؤمن بأن الله محدود بحد يعتقد أنه محدود بشكل مطلق، يعني من جهاته الست، لا من جهة واحدة، وهذا الرأي أخواني الأعزاء لا فقط لا يوجد بين علماء أهل السنة والجماعة وبين علماء مدرسة أهل البيت بل لا يوجد حتى بين أولئك الذين يعتقدون بأن الله محدود بحد كما في أبو يعلى وعبد الله بن المبارك وغيرهما، لأن أولئك يعتقدون أن الله محدود من جهة واحدة. وابن تيمية يعتقد أن الله محدود من جهات ست. وبهذا إن شاء الله بعد ذلك سننتهي إلى أن هذا الموجود لابد أن يكون له حجم، لابد أن يكون جسم، ولابد أن يقبل الانقسام، ولابد أن يكون مركباً، ولابد أن يكون له حيز، وجهة، وحجم، لأنه معتقد أنه محدود من الجهات الست، إذن لابد أن يكون له حجم كما سيتضح.

إذن هنا نقطتان كما أتضح، النقطة الأولى أن القائلين بشكل عام أن الله محدود بحد هم أقل القليل ولا يتجاوز عددهم العشرين من علماء المسلمين وليس هو رأي أهل السنة والجماعة وليس هو رأي أئمة السلف. وثانياً أن الذي ذكره الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ولعله في مواضع أخرى هذا الرأي حتى أولئك القائلين بأن الله محدود بحد لا يقولون هذا القول لأنه يقول أنه محدود من جهات ست. لا يقول لنا قائل: أن العلماء التابعين له الآن اتباع محمد بن عبد الوهاب يقولون بهذا. الجواب: أنا قلت ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومقلدي ابن تيمية الذي هم أتباع محمد بن عبد الوهاب.

المُقدَّم: إذا كان الأمر كذلك كما بينتموه صار واضحاً، فما هي أهم النتائج التي رتبها ابن تيمية على الإيمان بأن الله محدود.

سماحة السيد كمال الحيدري: بحثنا في هذه الليلة فيه شيء من الدقة وبودي أن المشاهد الكريم يتسلسل معي لأن البحث بحث منطقي، بحث كالرياضيات، كيف أن العدد ثلاثة يأتي بعد العدد اثنان والعدد أربعة يأتي بعد العدد ثلاثة، والعدد خمسة يأتي بعد العدد أربعة، لا يمكن أن يأتي العدد خمسة بعد العدد اثنين، يعني هذه مواقعها لا يمكن أن نغيرها، هذا التسلسل تسلسل عقلاني منطقي يستحيل أن تتبدل هذه المواقع.

ابن تيمية في كتابه (بيان تلبيس الجهمية) ذهب إلى هذا، قال: إذا ثبت أن الله، وهو ثابت عنده، أن الله محمد بحدود بجهاته الست يعني الفوق والتحت واليمين واليسار والأمام والخلف إذن لابد أن يكون له حيز، ما معنى حيز؟ يعني حجم يشغله. هذا الكتاب له حيز، يعني له طول وعرض وعمق ويشغل حجماً معيناً، لا أن الحجم شيء والكتاب شيء آخر هو بذاته له حجم، يعني بعبارة أخرى أن الحيازة والتحيز والمتحيزية من ذات الشيء ومن حقيقة الشيء، كيف أن هذا الماء الذي أمامكم في هذا الإناء له حيز من ذاته أن يكون حجم وحيز، كذلك الله تعالى بعد أن ثبت أن له حد فلابد أن يكون له حيز يشغله ولا يمكن أن ينفك عنه.

أنا حتى يتبين للمشاهد الكريم ما هو المراد من التحيز أو الحيز، في (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص15) هناك يبين ما هو المراد من التحيز، (التحيز هو الحصول في الحيز) هذا شيء متحيز يعني حاصل في هذا التحيز (والحيز عند المتكلمين هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شيء ممتد كالجسم) هذا تعريف التحيز. يقول (هو الفراغ المتوهم الذي يشغله ممتد كالجسم) نقول: الجسم له حيز. سؤال: أن الإيمان بالحد هل يلازم الإيمان بالتحيز أو لا؟ الشيخ ابن تيمية يصرح في كتابه تلبيس الجهمية يقول لا ينفك أحدهما عن الآخر، إذا كان الشيء له حد فلابد أن يكون له حيز. قال هذا في (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص796) قال: (أتعني بالحيز ... وكذلك الجهة) لا أن الله له حيز بل له جهة أيضاً (وكذلك الجهة، أتعني بالحيز ما هو من لوازم المتحيز وهي نهايته وحده الداخل في مسماه) أتذكر أن بعض المتداخلين الأعزاء في الليالي الماضية قال لماذا تقول أن مراد الشيخ من الحد النهاية وإنما مراده التميز، هذا تصريح أن مراده من الحد يعني نهاية الشيء يعني ما ينتهي عنده الشيء، يعني الله ليس ممتداً إلى ما لا نهاية بل ينتهي عند نقطة، وله من كل جهة نهاية (وهي نهايته وحده الداخل في مسماه) يعني ذاتي له ولا ينفك عنه، يستحيل أن يكون له وليس حيز، إلى أن يقول في (ص797) : (فيقال له بل يجب في سائر الذوات المتحيزة أن يكون لكل منها تحيز يخصه) أصلاً لا يمكن أن تكون هناك ذات إلهية وليس لها حيز خاص بها، تتميز عن الذوات الأخرى، وبعبارة أخرى له حجمه الخاص وله جهته الخاصة وله موضعه الخاص الذي يتميز به عن غيره، ونهاياته الخاصة، كأي موجود جسماني آخر. أقرأ العبارة مرة أخرى (فيقال له بل يجب في سائر الذوات المتحيزة أن يكون لكل منها تحيز يخصه وهو قدره) يعني مقداره (ونهايته التي تحيط به) كما أنه الآن هذه الحدود تحيط بهذا الجسم، يعني هذا وهذا وهذا وهذا يحيط بهذا الجسم، أنا أريد أن أوصل إلى ذهن المشاهد الكريم أنه إذا لم يكن هذا الجسم إذن ما هو الجسم، يعني نحن عندما نقول أن الشيخ ابن تيمية يؤمن بأن الله جسم، نعم لا يشبه جسم الكتاب، هذا الذي قالوه جسم لا كالأجسام، قالوا نحن لا نشبه، لا أنهم لا يشبهون في اصل الجسمية، بل لا يشبهون في كيفية الجسمية، لا في أصل الجسمية، ولذا عندما قالوا بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل، ولم يقولوا بلا تجسيم، لأنهم يؤمنون بذلك. قال: (وهو قدره ونهايته التي تحيط به ويلزمه الحيز الذي هو تقدير المكان) لابد أن يكون له مكان، أمر وجودي أو عدمي ذاك بحث آخر (أو لا نسلم أنه ممتنع) يقول لا نقول أن الحيز عليه ممتنع، ولا نسلم بأنه ممتنع عليه (والقدر الحيز الداخل في مسمى المتحيز) يعني من أموره الذاتية التي لا تنفك عنه، من قبيل الزوجية التي لا تنفك عن الأربعة، إذا كان الشيء أربعة فلابد أن يكون أربعة، فالزوجية من لوازمه الذاتية التي لا تنفك عنه. كما أنه من لوازم الجسم الحجم، يقول من لوازم الحد لله أن يكون له حيز. يقول: (أو لا نسلم أنه ممتنع والقدر الحيز الداخل في مسمى المتحيز الذي هو من لوازمه) يعني من لوازم الحق تعالى (أبلغ من صفاته الذاتية) صفات الله الذاتية كالعلم والقدرة يقول: التحيز لازم له أبلغ وأقوى من لزوم العلم له تعالى، يعني لعله يمكن أن ينفك عنه العلم ولكن لا يمكن أن ينفك عنه التحيز. إذن يجعل التحيز أبلغ، لا أنه يجعلها صفة ذاتية، يا أتباع الشيخ ابن تيمية، يا أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في الآونة الأخيرة كنت أقرأ في بعض المجالات كانوا يقولون دلونا على أن الشيخ محمد عبد الوهاب ماذا يوجد عليه إشكال في التوحيد، هذا هو الإشكال عليه في التوحيد، أن الشيخ محمد عبد الوهاب أنا لا أعلم لعل الأخوة يراجعون هو يعتقد بنظرية الشيخ ابن تيمية والشيخ ابن تيمية يعتقد بأن الله له حيز وأن التحيز أبلغ فيه من صفاته الذاتية كالعلم والقدرة. أقرأ العبارة مرة أخرى، أولئك الذين يدافعون عن محمد بن عبد الوهاب وأتباع محمد عبد الوهاب والسلفية الحديثة، هذا اعتقادهم في التوحيد، هذا الكلام أوجهه إليهم جميعاً إلى كل أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، إلى الكبار والصغار، إلى العوام والعلماء، بيننا وبين الله لا نريد منكم إلا أن تفهموا حقيقة التوحيد عند الشيخ ابن تيمية وحقيقة التوحيد عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تدعون أنه رافع راية التوحيد، هذا توحيده، هذه معرفته التوحيدية، هذه معرفته بالله أن الله سبحانه وتعالى التحيز من أهم لوازمه الذاتية، يقول: (الذي من لوازمه أبلغ من صفاته الذاتية فإن كل موجود متحيز) والله موجود فهو متحيز (بدون الحيز الذي هو جوانبه) إذن بشكل واضح وصريح الشيخ ابن تيمية ومن تبعه يعتقدون بعد أن ثبت أن لله حد إذن له حيز.

إذا كان له حيز هل هو في جهة معينة أو لا؟ لأنه قد يكون الشيء له حيز ولكن ليس له جهة. ما هو مقصودنا من الجهة؟ أن يكون في الأعلى أن يكون في الأسفل أن يكون في اليمين، الآن هذا الكتاب أمامكم، جهته أمامي، هل أن الله بعد أن ثبت له تحيز وحيز هل له جهة أو ليس له جهة، من كل جهة أو من جهة معينة، وإذا كان له جهة في كل الجهات أو في جهة معينة. الشيخ ابن تيمية يقول مستحيل أن الله سبحانه وتعالى لا يكون في جهة، لأقرأ أولاً تعريف الجهة ما هو.

في (بيان تلبيس الجهمية، ص14) في الحاشية، يعرف الجهة، يقول: (الجهة في الأصل هي الجانب والناحية) ناحية الأعلى، ناحية الأسفل، ناحية اليمين، أنت الآن أين جهتك وناحيتك؟ أمامي، وقد تجلس بعد حين خلفي وقد ترجع إلى يمين، الله له جهة أو ليس له جهة، هؤلاء يقولون إذا ثبت له تحيز وحيز فله جهة. (والموضع الذي تتوجه إليه) أنت عندما ينتهي هذا البرنامج تتوجه إلى بيتك، أين بيتك؟ أما في شمال المدينة، أما في شمال المدينة، أما في غرب المدينة، إذن الله له جهة وناحية تقصد. (والموضع الذي تتوجه إليه وتقصده والجهة والحيز متلازمان في الوجود) في الأمور الجسمانية هذه القاعدة تماماً صحيحة كالقواعد الرياضية، في الأمور الجسمانية إذا كان الشيء له حيز فلابد أن يكون له جهة، يستحيل أن يكون له حيز وليس له جهة. وهذا يكشف عن أن هؤلاء يعتقدون أن الله جسماني الوجود. يقول: (والجهة والحيز متلازمان في الوجود لأن كلا منهما مقصد للمتحرك الايني، والمراد من الاين ما يُسأل به عن المكان) تقول أين فلان، يعني أين مكانه، إذا أردت أن تسأل عن مكان شيء تقول أين هو، وإذا أردت أن تسأل عن زمان شيء تقول متى، هذا معنى الجهة وأنه ملازم للحيز.

انظروا ماذا يقول الشيخ ابن تيمية في التلازم بين هذين الأمرين في (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص20 و21) يقول: (واحتج) يعني القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات، طبعاً أنا بالأمس قلت بأن المطبوع من هذا الكتاب هو جزء واحد اليوم اتصل بعض الأخوة وقالوا أن الجزء الثاني أيضاً مطبوع، وأنا لا أملك إلا الجزء الأول ولهذا تصورت أنهم هو المطبوع فقط. هذا كلام الفراء ينقله الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية، يقول: (واحتج ابن مندة على إثبات الجهة) ما هو الدليل على أن الله له جهة (بأنه لما نطق القرآن بأن الله تعالى على العرش) وبعد ذلك سيأتي البحث في معنى الاستواء في (الرحمن على العرش استوى) هذا العرش أين مكانه (وأنه في السماء) إذن الله جهته في الأعلى، ولذا إذا يتذكر المشاهد الكريم استدلوا على ذلك قالوا إذا لم يكن الله في السماء إذن لماذا نرفع أيدينا إلى السماء، هذا يكشف عن أن الإنسان بفطرته يعتقد أن الله في السماء، وبهذا استدل العلامة الألباني أن راعية الغنم أعلم من كبار علماء الأزهر لأنها عرفت الله بفطرتها أن الله في السماء.

الآن أنا لا أريد أن أدخل في بحث تفصيلي مع هؤلاء ولكن وجدت أن أحد العلماء الكبار عندما يصل إلى هذه القضية وهو في (شرح صحيح مسلم المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم، ج2، ص465) للقاضي عياض المتوفى 544هـ، تحقيق الدكتور يحيى إسماعيل، يقول: (إنما السؤال بأين هاهنا سؤال عما تعتقده ... والسماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين) كما لم يدل استقبال القبلة على أن الله تعالى في القبلة يعني في الكعبة كذلك لم يدل التوجه إلى السماء والإشارة إلى السماء على أن الله فيها. هذا أحد كبار علماء أهل السنة والجماعة، يقول هذا أي استدلال بائس أنه بمجرد أن يرفع العوام أيديهم إلى السماء إذن الله في السماء. قد يقول قائل: سيدنا هل يقولون بهذا؟

انظروا أعزائي الكرام أنه واقعاً يقولون هذا أو لا؟ يقول في (إثبات الحد) للدشتي (فمن زعم أن الله على العرش استوى على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فقد كفر وارتد عن دين الإسلام) يعني أيها المسلمون جميعاً في العالم بمختلف اتجاهاتكم إذا لم تعتقدون أن الله جالس، وبعد ذلك سأبين أنهم عندما يأتون إلى الاستواء يقولون الجلوس والقعود والاستقرار على العرش، يقول من لم يعتقد بهذا فقد كفر وارتد عن الإسلام. اللطيف هذا، يقول ابن تيمية (والذي تقرر في قلوب العامة هو ما فطر الله عليه الخليقة من توجهها إلى ربها عند النوازل والشدائد والدعاء والرغبات إليه تعالى نحو العلو) يعني الله موجود في الأعلى، (لا يلتفت يمنى ولا يسرى من غير موقف وقفهم عليه، ولكن فطرة الله التي فطر الناس عليها وما من مولود إلا وهو يولد على هذه الفطرة حتى يجهمه وينقله إلى التعطيل من يقيض له) يعني من الشياطين.

إذن هذا الرجل يعني ابن تيمية وهذه الطبقة القائلين يقولون بأن الله سبحانه وتعالى في جهة وجهته العلو.

حتى أضيف للأخوة بعض المعلومات الجيدة، الأخوة الذين لا يعرفون الله أين جالس، حتى هؤلاء الذين يعتقدون بذلك يعرفون ماذا يقول ابن تيمية، يقول: (وأنه في السماء وجاءت السنة بمثل ذلك، وبأن الجنة مسكنه) الله عنده قصر في الجنة، هناك لابد للمؤمنين عندما يذهبون إلى هناك لابد أن يبحثوا أولاً عن قصره ومسكنه، إن شاء في الأبحاث اللاحقة أبين لكم أن الحديقة الخضراء ومجلسه كيف ورسول الله عندما يدخل بيت الله الواقعي، لأنهم يعتقدون أنه هو بيته الواقعي، كيف يخضع ويركع ويتذلل له. هذه نظرية القوم، نظرية ابن تيمية وأتباع ابن تيمية، هذه نظرية محمد بن عبد الوهاب الذي يقول البعض ما هو إشكالكم عليه. واقعاً إشكالنا في التوحيد مع هؤلاء لا مع عموم أتباع محمد بن عبد الوهاب، لأني بيني وبين الله معتقد أن عموم من يقال لهم أتباع محمد بن عبد الوهاب لا يعلمون هذه الحقائق، وإلا لو اتضحت لهم هذه الحقائق، وأنا بودي الآن لا يفترضوا أن كلامي حق في المسألة، لا أقل يحتمل أنه حق، عليهم أن يبحثوا عن الحقيقة، يعني إن لم يبحثوا عن الحقيقة فسيكون مؤاخذاً يوم القيامة مقصراً، لأنه يقال له في يوم القيامة أن فلان شيخ في فلان ساعة بلغك بهذا، وأعلمك بهذا، لا أقل كنت تبحث أنه صادق أو ليس كذلك. ولهذا دعوتي إلى أبنائي وأخواني، واقعاً عندما أقول أبنائي وأخواني الله يعلم أقولها بصدق وبلا تقية، لأنهم واقعاً أبنائنا وإخواننا مسلمين ومؤمنين يبحثون عن الحقيقة وعن التوحيد سواء كانوا من العلماء أو من عامة الناس، انظروا إلى ما أقوله صحيح أو غير صحيح.

(وبأن الجنة مسكنه وأنه في ذلك وهذه الأشياء) يعني العرش والجنة (أمكنة في أنفسها) هي مكان (فدل على أنه) يعني الحق تعالى أو العرش (في مكان) إذن الله موجود في مكان معين. وهذا ينقله بلا أن يناقش وبلا أن يرد، لا يقول لنا قائل أنه ينقل كلام القاضي أبي يعلى الفراء، لا أبداً، تعلمون بأنه إذا لم يكن موافقاً لرد، ثم أنا قرأت لكم من كتاب إثبات الحد لله أن هذه القضية تعد من الواضحات عندهم.

إذن إلى هنا اتضح لنا، أنا أسلسلها منطقياً ورياضياً وعددياً، إن إثبات الحد لله تعالى يستلزم إثبات الحد له تعالى، وإثبات الحيز له تعالى يستلزم إثبات الجهة والناحية له تعالى، وإثبات الجهة والناحية له تعالى يستلزم إثبات الموضع والمكان له تعالى، هناك عبارة جيدة بودي أن أشير إليها في كتاب (تلبيس الجهمية، ص20) يقول: (ولأن العوام لا يفرقون بين قول القائل طلبته فلم أجده في موضع ما وبين قوله طلبته فإذا هو معدوم) يعني إذا لم يكن في موضع ما ومكان ما فهو معدوم. إذن من لوازم أن الله له جهة وحيز أن يكون له موضع ومكان. وإلا يكون معدوماً.

على هذا الأساس هؤلاء، يعني أصحاب نظرية الجهة والحيز والموضع والمكان والحد، هذه اللوازم الأربعة، عندما جاءوا إلى قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) بماذا فسروا الاستواء؟

انسجاماً مع نظريتهم نحن عندما نرجع إلى الاستواء هذه آية في القرآن الكريم، ولا يشك أحد أن الله مستو على عرشه، لا يتهمنا أحد أننا لا نؤمن بأن الله مستوٍ على عرشه، وإنما كلامنا مع الآخر، يعني ابن تيمية ومع هذا النهج التجسيمي والتشبيهي، سؤالنا هذا: ما معنى استواء الرحمن على العرش.

هنا أنا لا أطيل على المشاهد الكريم، ذكروا للاستواء معانٍ متعددة، هذه المعاني تصل إلى أربعة أو خمسة، قال: تفسير الاستواء عند أهل السنة في (إثبات الحد الله) قال: (تفسير الاستواء عند أهل السنة، الاستواء صفة ثابتة لله تعالى بالقرآن والسنة وقد أجمع السلف الصالح على إثباته) بل اجمع المسلمين على ذلك، إنما الكلام ما هو المراد من الاستواء، المعنى الأول قالوا استوى بمعنى علا، بمعنى العلو، (استوى على العرش) يعني علا على العرش.

المعنى الثاني بمعنى ارتفع عن العرش، (استوى على العرش) يعني ارتفع على العرش.

المعنى الثالث بمعنى صعد على العرش.

المعنى الرابع بمعنى استقر على العرش.

أنا قبل أن أبين ما هو المراد من هذه النظرية، بودي أن يعرف المشاهد الكريم ما معنى الاستقرار لغة لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين (إنا أنزلنا قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) إذن لابد أن نرجع أولاً إلى اللغة، كما تقولون نمررها على الظاهر.

في كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر، مادة قرر) لابن الاثير الجزري، قال: (أفضل الأيام يوم النحر ثم يوم القر، والغد من يوم النحر وهو حادي عشر ذي الحجة، لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي يسكنون ويقيمون) إذن معنى الاستقرار الإقامة والسكون في قبال الحركة. (ومنه حديث بن مسعود قار الصلاة أي اسكنوا فيها ولا تتحركوا) إذن الاستقرار السكون في قبال الحركة، (ولا تعبثوا وهو تفاعل من القرار ... ومنه حديث ابن عباس وذكر علياً وقال كالقرارة، القرارة المطمئن من الأرض تستقر فيها ماء المطر وجمعها القرار) صار واضحاً معنى الاستقرار.

سؤال: ذكرنا معان أربعة، الشيخ ابن تيمية أي معنى من هذه المعاني اختار؟

الجواب: ابن تيمية يقول أن المراد من استوى عنا لا ارتفع ولا صعد ولا علا وإنما استقر، يعني ثبت في مكانه، إلا بعض الليالي التي ينزل بها إلى السماء الدنيا، باعتبار الروايات كتابه في النزول يشير إلى هذا أنه في ليلة الجمعة ينزل، هذا معناه أنه كان مستقراً في مكان وبدأ يتحرك.

ولهذا وقعوا في حيص بيص قالوا الله وهو مستقر على عرشه لا يعلوه شيء ولكن عندما ينزل عن عرشه إلى السماء الدنيا تعلوه السماء، فكيف يمكن أن يعلوه شيء فوق وجوده وفوق جسمه، لأنه في النتيجة له حجم ومتحيز في جهة.

ابن تيمية من أولئك الذين قالوا أن المراد من الاستواء هو الاستقرار، ما الدليل على ذلك؟ كتاب (مجموعة الفتاوى، ج3، ص309) لشيخ الإسلام ابن تيمية قال: (وقال أهل السنة) على طريقته مع أن هذا الرأي لم يقل به أحد من أهل السنة وإنما قالوا بآراء أخرى أساساً فسروا الاستواء بالاستيلاء وقالوا أن هذا تأويله، ولكن هو على طريقته في المكان الذي يعجبه ينسبه إلى أهل السنة وهذه هي الطريق التي نجدها مع الأسف على بعض الفضائيات. (وقال أهل السنة في قوله (الرحمن على العرش استوى) الاستواء من الله على عرشه المجيد على الحقيقة لا على المجاز) وقد قرأنا الحقيقة ما هي؟ هي السكون والاستقرار. وهنا فقط فائدة للمشاهد الكريم وخصوصاً لأهل العلم وهي أن الشيخ ابن تيمية لا يعتقد بوجود المجاز في اللغة العربية، لا في القرآن ولا في الحديث، يقول كلها محمول على الحقيقة، يعني عندما يقول يد الله فوق أيديهم يعني هناك يد حقيقة، واستدلوا، انظروا إلى الاستدلال ثم يقولون بعد ذلك بلا تشبيه وبلا تكييف، يقول: (واستدلوا بقول الله (فإذا استويت أنت ومعك على الفلك)) هذا أمر مادي أو غير مادي، جسماني أو لا؟ (وبقوله (لتستووا على ظهوره) وبقوله (واستوت على الجودي)) سكنت بعد أن كانت متحركة (وقال عبد الله بن المبارك ومن تابعه من أهل العلم وهم كثير) ولا واقع له (أن معنى استوى على العرش استقر) ليس علا، ليس ارتفع، ليس عد، وإنما استقر. نعم، عندما تقول لهم الاستقرار لغة هكذا، يقولون لا استقرار لا كاستقرار المخلوقين، هذه الجملة البائسة التي كما قال ابن الجوزي لإرضاء العوام، وإلا فهو هنا يصرح بهذا.

إذن الشيخ ابن تيمية من أولئك الذين يصرحون بأن المراد من الاستواء هو الاستقرار ولكن الألباني وأنتم تعلمون أن الألباني من نفس هذا الخط يعني خط ابن تيمية ولكنه في بعض الأحيان لا يجد بداً إلا أن يوجه لابن تيمية ويخالف ابن تيمية ومن تلك الموارد هذا المورد وهو أن يقول من قال لكم أن الشيخ ابن تيمية فسر الاستواء بالاستقرار، وكأنه لم يقرأها، إما أنه لم يقرأنها وإما أن يغفل عنها لأن هذا الأمر فضيحة، ولذا في كتابه (مختصر العلو للعلي العظيم، ص40) تأليف الحافظ شمس الدين الذهبي، تحقيق ناصر الدين الألباني، أشرف عليه زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، يرد على الإمام محمد أبو زهرة عندما نسب إليه الاستقرار يقول: (فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقرار على العرش) لأنه واقعاً فضيحة لا يمكن أن يغطى عليها بأي شكل ولهذا يشن حملة شعواء على الشيخ محمد أبو زهرة يقول لماذا تتهم شيخنا ابن تيمية بأنه فسر الاستواء بالاستقرار (فأين رأيت ابن تيمية) نحن نقول له رأيناه في (مجموعة الفتاوى، ج3، ص309 و310) يقول: (فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقراء على العرش) ومن هنا أدعوا جميع أهل العلم والتحقيق أنه عندما يقول العلامة الألباني ليس معناه أنه حفظ لنا الأمانة العلمية، لعله اشتبه، لعله أمين ولكنه اشتبه، لعله لم يطالع كل كتب ابن تيمية (فأين رأيت ابن تيمية يقول بالاستقرار على العرش علماً بأنه أمر زائد على العلو) لأن الآية المباركة قالت (الرحمن على العرش استوى) على، هذا العلو بنحو الاستقرار يقول من أين أخرجته من الآية، لا تدل، لا لغوياً ولا رواية تدل عليه، فمن أين استخرجت من بطن (على) الاستقرار، يعني لفظة (الرحمن على العرش) هذه (على) هي للاستقرار، مع أنها لعل لها معاني أخرى. قال: (علماً بأنه) يعني الاستقرار (أمر زائد على العلو وهو) يعني الاستقرار (مما لم يرد به الشرع) يعني الاستقرار. من أين جئت به يا ابن تيمية، وقلت أن أهل السنة والجماعة قالوا به. إذن هذا الدفاع الذي ذكره العلامة الألباني عن ابن تيمية غير تامة.

بل العلامة الألباني يرى في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة، ج11، ص506) يقول: (مقتضى رأي السلف أن نحذف الاستقرار من العلو) لأنه يعرف إذا التزم بالاستقرار لابد أن يلتزم بالمكان وبلوازم المكان، الألباني الذي هو على طريقة ومنهج ابن تيمية ولكن في هذه القضية يريد أن يتخلص من رأي ابن تيمية.

انظروا ماذا يقول في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ج11، القسم الأول، ص506) يقول: (فهلا قلتم كما قال السلف) هناك قال السلف قالوا بالاستقرار (فهلا قلتم قال السلف استوى استعلاء ثم جردتم الاستعلاء من كل ما لا يليق بالله تعالى كالمكان والاستقرار) لابد أن تجردوه عن المكان والاستقرار وإلا ندخل في الجسمية (ونحو ذلك ولاسيما وذلك غير لازم من الاستعلاء حتى في المخلوق) حتى في المخلوقات إذا قلنا السماء مستعلية على الأرض وعالية على الأرض لا يعني بالضرورة أن السماء مستقرة على الأرض، إذن يقول في المخلوق لا ملازمة بين الاستعلاء والاستقرار فما بالك في الخالق يا بن تيمية، جعلت ملازمة بين الاستعلاء وبين الاستقرار، (فالسماء فوق الأرض ومستعلية عليها ومع ذلك فهي غير مستقرة عليها، ولا هي بحاجة إليها فالله تعالى أولى بأن لا يلزم من استعلائه على المخلوقات كلها استقراره عليها) أي عل المخلوقات كما بين الشيخ ابن تيمية (أو حاجته تعالى إليها) أي إلى الاستقرار على المخلوقات وهو الغني على العالمين لأنه إذا جعلناه مستقر عليها فهو محتاج إلى ما استقر إليه.

إلى هنا اتضح لكم بشكل واضح وصريح بان الشيخ ابن تيمية ومن يتبع ابن تيمية، أخواني الأعزاء أبنائي أتباع محمد بن عبد الوهاب وجميع المسلمين الذي يعتقدون أن توحيد الشيخ ابن تيمية وتوحيد محمد بن عبد الوهاب وتوحيد السلفية الحديثة هو أعلى مراتب التوحيد وأصفى مراتب التوحيد وأخلص مراتب التوحيد اتضح لكم إلى هنا أنه من أردئ مراتب التوحيد في تعريف الله سبحانه وتعالى حيث حددوه بجهات ست وأثبتوا له الحيز والجهة والمكان والاستقرار على العرش حتى ما استطاع أمثال الألباني، فضلاً عن غير الألباني. كان بودي أن أشير إلى قول ابن حبان والى قول ابن عياض والى قول القرطبي سأشير إليها يوم غد حتى يتضح نظرية علماء أهل السنة والجماعة شيء ونظرية ابن تيمية والسلفية الحديثة ومحمد بن عبد الوهاب شيء آخر.

المُقدَّم: الأخ أبو إسحاق من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو إسحاق: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو إسحاق: سيدنا طبعاً أنا حاولت الاتصال ليلة أمس، عندي مداخلتين، المداخلة الأولى في قضية الإمام علي عليه السلام والثانية في قضية التوحيد، بالنسبة لقضية الإمام علي سلام الله عليه كما أشرتم سيدنا البارحة في مسألة الحديث لم يسبقه أحد لا من الأولين ولا من الآخرين نجد في كل موضع يذكر علي بن أبي طالب نجد إبهام في الإجابة من حيث مسألة الإنكار، يعني مثلاً الذهبي عندما يتعرض لحديث علمني ألف باب كل باب يفتح ألف باب أيضاً يقول فيه هذا حديث منكر، كأنه موضوع، فكلما ورد علي في منقبة سلام الله عليه وجدنا هذا القول أنه منكر، ولا نعلم هذا الإنكار من الناحية العلمية ماذا إنكار قلبي أم أنه إنكار علمي له تحقيق في الدراية والرواية، ولكن نقول أن هذا نهج انتهجه بني أمية. فلو أن النهج كان نهج ابن حرب لكان بالفعل مقبول، ولكن النهج كان نهج علي وعلي على الدني ثقيل. أما بالنسبة للتوحيد يقول ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص568، يقول: ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات والأرض فكيف تنكر أيها النقاش أن عرشه يقله. يعني لو أخذنا في مسألة الاستقرار أنها تؤول فهل تؤول كلمة يقله، ثانياً إذا عرضنا الطرح السابق من ليلة الأمس أن الله سبحانه وتعالى عندهم يحد من ناحية التحت فالحد هنا حد مؤول.

المُقدَّم: معنا الأخ حمد من السعودية، تفضلوا.

الأخ حمد: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ حمد: أريد تنبيهكم سماحة الشيخ بأن الاتصالات التي جاءت على بادعاء أنها من مشايخ المملكة العربية السعودية إنما هي عملية هدم للمصداقية التي بدأتموها، فإني أهيب سماحتكم وكذلك قناة الكوثر الفضائية إلى التنبؤ والتحقق من شخصيات المتصلين لاسيما إذا حملوا ادعاء مشيخة وأصحاب فضيلة، لا أقل حتى يجنب سماحة الشيخ من محاولات التهريج التي يحاول البعض أن توجيه الاتهام لكم بأنكم طرف فيها للانتصار للمذهب الشيعي، بالرغم من أن سماحة الشيخ أقدر وأرفع من هذه الادعاءات المفبركة المكشوفة، خاصة أن السقطات اللغوية التي وقع فيها المتصل لا تدل على أبسط طالب علم في المملكة العربية السعودية، أقول للمتصلين هؤلاء اتقوا الله في أنفسكم وأن حبل الكذب قصير، وأنكم بفعلكم هذا تشوهون على هذا البرنامج العلمي ولا تنفعونه.

المُقدَّم: معنا الأخ باشا من سوريا، تفضلوا.

الأخ باشا: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ باشا: لم يجد الشيخ ابن تيمية ومن على شاكلته في كتاب الله ولا في حديث رسوله أو في قول عالم معتبر من أهل السنة والجماعة ولا في عقل سليم يشهد له بنسبة المكان والحد إلى الله فلجئوا إلى الأطفال لإثبات معتقدهم، فالأطفال عندما تسألهم أين الله يجيبوا بفطرتهم السليمة هو في السماء، نجدهم يبنون على عقيدتهم على أجوبة الأطفال فهذا هو الشيخ، فأي جهل مطبق هذا، ولا أعرف سيدنا هل توافقني الرأي من خلال قوله الإمام أول الدين معرفته يتبين بأنه إذا كانت المقدمات صحيحة تكون النتائج صحيحة، فإذا كان توحيدهم للأسماء والصفات خاطئاً، فسوف يكون توحيد للربوبية والإلوهية خاطئاً أيضاً.

سماحة السيد كمال الحيدري: نحن لا علاقة لنا ولا نتحمل مسؤولية المتداخلين والمتصلين وهم أحرار في أن يعرفوا أنفسهم كما يشاءون، نحن لا نؤيد أحداً فيما يطرح ولا نرفض أحداً، نحن لا ننظر إلى من قال وإنما ننظر إلى ما قال، الشخص المتكلم لا علاقة لنا به، لذا أنا أتصور هذه الكلمات التي تنقل هنا وهناك هذه بعيدة عن المنهج العلمي الذي وجد عليه هذا البرنامج.

المُقدَّم: معنا الأخ بندر من السعودية، تفضلوا.

الأخ بندر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ بندر: نتمنى من فضيلتكم رقمكم الخاص لأني عندي سؤال خاص.

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما نشكر الأخوة والأخوات ملتقانا وإياكم يوم غد إن شاء الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.