الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(2)
  • عنوان المقال: الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، ق(2)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 7:7:25 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

27/08/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبل الله أعمالكم وصيامكم وسائر طاعاتكم، نبارك لكم في البدء ذكرى ولادة الإمام أبي محمد الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين وعلى آل محمد أجمعين صلى الله عليه وعليهم أجمعين، نحييكم أطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة ضمن حلقاته الخاصة بشهر رمضان المبارك، عنوان حلقة الليلة (الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، القسم الثاني) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلا ومرحباً بكم.

المُقدَّم: سماحة السيد هل هناك تمهيد قبل الدخول في بحث هذه الليلة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع بودي في هذه الليلة أو في ابتداء هذه الحلقة أن أشير إلى القاعدة والمنهج الحواري الذي أسسنا له مذ ثمانية أشهر أو أكثر من ذلك، قلنا بأنه نحن نعتمد على هذا المنهج وهو أننا نقول ما نعتقده في المسائل العقدية والفكرية ما تعتقده مدرسة أهل البيت وما يعتقده اتجاه الصحابة وما يعتقده الإسلام الأموي والاتجاه الأموي الذي يتمثل بشكل أساسي في مدرسة ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومقلدي محمد بن عبد الوهاب وأتباعهم من السلفية المحدثة.

وحديثي بالخصوص منصب على الاتجاه الثالث يعني أنه كما بينت في الحلقات السابقة أنه نحن عندما نأتي إلى المسلمين عموماً نجد أن هناك نقاط اشتراك كثيرة بيننا وبين الاتجاه العام للمسلمين، يعني أهل السنة والجماعة، يعني الأشاعرة، يعني الصوفية، يعني الإسماعيلية، يعني الزيدية، أما عندما نأتي إلى مدرسة ابن تيمية والى الإسلام الأموي الذي أسس له رأس النفاق معاوية ومن جاء بعده بعد ذلك يتضح بأنه واقعاً بأن التقاطعات واسعة النطاق ولا مجال للتقريب بيننا وبين هذا الاتجاه، وكنت أتصور بأن هذا الذي أقوله مرتبط بالبعد النظري ولكنه عندما واقعاً أقف على كلمات أصحاب هذا الاتجاه وهو الاتجاه الأموي وبني أمية والإسلام الأموي والاتجاه الذي يمثله ابن تيمية والقنوات والفضائيات والمتكلمين والخطباء وليسوا قليلين في مثل هذه الأزمنة يزداد اعتقادي أن هذا التقسيم الذي أشرت إليه تقسيم واقعي وأساسي.

في هذه الليلة بودي أن أشير إلى نكتة ولو لدقائق، اني قلت أنني أتكلم على الهواء مباشرة ومن عنده القدرة على الإجابة فليجب ونحن نستمع له بكامل سعة الصدر والأمانة العلمية، وجدت في الآونة الأخيرة أن هناك محاولات حثيثة وجادة لتصوير مدرسة أهل البيت وأتباع مدرسة أهل البيت وعلماء مدرسة أهل البيت وشيعة أئمة أهل البيت يريدون أن يصوروهم أنهم الوحيدون الذين يكفرون جميع المسلمين بين المذاهب والاتجاهات الإسلامية، وبأن باقي المذاهب الإسلامية لا يوجد عندها شيء من هذا القبيل وإنما هذا من اختصاص مدرسة أهل البيت، وأن علمائهم مجمعون على تكفير المسلمين وأنهم مخلدون في النار، ومع الأسف الشديد يخرج أيضاً بعض ضعاف العقول والنفوس والعقيدة والإيمان وبعض ضعاف الفكر والجهلة الذين يدعون ا لانتساب إلى هذه المدرسة المباركة وهي مدرسة أهل البيت وبعضهم يقول كذا والآخر يقول كذا، وكما قلت في الحلقات السابقة ضعف الطالب والمطلوب واقعاً لا السائل يعرف ماذا يسأل ولا المجيب يعرف ماذا يجيب.

أنا في هذه الدقائق لا أريد أن أجيب على مثل هذه الشبهات البائسة ولعله إن شاء الله تعالى تأتي فرصة مناسبة وأتكلم في هذه القضية، ولكنه أريد أن أقف عند مسألة أخرى وهو أنه واقعاً أن تكفير المسلمين جميعاً على فرض وتسليم أنه ورد في بعض كلمات علماء مدرسة أهل البيت وهنا أنا أقولها بشكل جملة معترضة أنه لا يوجد إجماع بين علماء مدرسة أهل البيت على هذه المسألة، إن كان فأنه يوجد من بعض العلماء وهو رأي اجتهادي قابل للموافقة وقابل للمخالفة أيضاً، والشاهد على ذلك أنتم عندما ترجعون إلى كلمات علماء مدرسة أهل البيت تجدون أن هناك جملة من المسائل الأساسية وقع الاختلاف فيما بينهم وهذا يكشف أن هناك قدراً من الحرية والاجتهاد بل قدراً واسعاً والاجتهاد في هذا المجال.

في الواقع أن في هذه الليلة أريد أن أشير إلى بعض كلمات أولئك الذين يدعون على شيعة مدرسة أهل البيت أنهم يكفرون المسلمين، أنه هم ماذا يقولون في حق المسلمين، بعبارة أخرى أتباع ابن تيمية وابن تيمية نفسه ماذا يقول في شيعة أهل البيت وفي مدرسة أهل البيت وفي أتباع أهل البيت، واقعاً لنعرف أن القضية على فرض أنه من هذا الطرف يكفر طبقة معينة أو بعض المسلمين واقعاً أنتم تقبلون بإسلام جميع المسلمين ومنهم أتباع مدرسة أهل البيت أو أنكم تكفرون كل من لم يؤمن بنظريتكم وبمبانيكم العقدية، أنا لا أريد أن أطيل على المشاهد الكريم فقط أقف عند بعض الشواهد في هذا المجال.

من الشواهد الأساسية ما ورد في كتاب (إثبات الحد لله وبأنه قاعد وجالس على عرشي) للدشتي، المتوفى سنة 665هـ، وبذيله الرد على منكر الحد، يقول: (فمن زعم أن الله على العرش استوى على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فقد كفر) يعني ماذا يقول العوام يشيرون ويرفعون أيديهم هكذا ويقولون أن الله مستوٍ وجالس وقاعد على العرش، إذا قال أحد العلماء أي عالم من علماء المسلمين شيئاً على خلاف ما يعتقده العامة فقد كفر وارتد عن دين الإسلام. هذه هي عقيدة هذه الطبعة. قد يقول لي قائل: هذه عقيدة الدشتي لماذا تقول أنها عقيدة ابن تيمية؟ سيأتي هذا بعد ذلك. هذه عقيدتهم عقيدة العوام وعقيدة أن العالم لابد أن يأخذ علمه من عوام الناس وما يفهمه العوام. يقول: (على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فقد كفر وارتد عن دين الإسلام ...) ثم يقول في الحاشية: (قيل ليزيد بن هارون من الجهمية، قال: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي ورواه البخاري في خلق أفعال العباد وعبد الله بن أحمد في السنة وانظر تعليق الذهبي وقال ابن تيمية والذي تقرر في قلوب العامة أن الله مستوٍ على العرش) يعني له مكان في موضع معين من هذا العالم. هذا واضح. إذن من لم يعتقد ما يفهمه العامة كما يعتقد هؤلاء فهو كافر ومرتد عن دين الإسلام.

أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن علماء المسلمين لا يقولون أن الله في كل مكان، هم لا يعتقدن أن الله له مكان، يقولون أن الله لا مكان له، لا أن له مكان وهو في كل مكان.

هذا رأي لأحد علماء هذا الاتجاه وما يقوله في هذا المجال.

الرأي الآخر يتذكر المشاهد الكريم نحن نقلنا من (فتاوى اللجنة الدائمة، ج3، ص218) عندما سأل وقال من لم يعتقد بما يعتقد به هو يعني أن الله له مكان في موضع مخصوص وهو العرش جالس وقاعد عليه ما هو حكمه، قال: فهو كافر مرتد عن الإسلام. يعني أن الرأي السائد الآن ونحن نعلم أن جميع الأشاعرة وجميع المعتزلة وجميع الصوفية وجميع الإسماعيلية وجميع الزيدية فضلاً عن الإمامية بمختلف اتجاهاتهم هؤلاء يعتقدون أن الله لا يحويه مكان، إذن هؤلاء كلهم كفار ومرتدون بل يتذكر المشاهد الكريم أنه لا تجوز الصلاة خلفهم، كما صرحوا بذلك.

  وممن صرح بهذه الحقيقة أيضاً يتذكر المشاهد الكريم هو صالح الفوزان وهو من علمائهم المعاصرين، أنا إنما أؤكد على هذه الحقيقة ليتبين للمشاهد الآن الأعلام المعاصرين لهذا الاتجاه وهو اتجاه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب يكفرون جميع أهل السنة والجماعة، بل يتذكر المشاهد الكريم نحن في حلقة سابقة قلنا أن العلامة الألباني قال: راعية غنم أعلم وأفضل توحيداً من كبار علماء الأزهر. هذه عبارة (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، ص144) للدكتور فوزان، قال: (ونصوص الصفات ... وإنما ينكرها المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة) إذن كل هؤلاء ينكرون الصفات بالنحو الذي يفهمه الاتجاه السلفي الأموي (الذين ساروا على منهج مشركي قريش) إذن إلى هنا تبين أولاً أنهم كفار وثانياً مرتدون وثالثاً على منهج مشركي قريش.

وأوضح عبارة من الجميع وهو ما ورد من أحد أعلامهم المعاصرين، وعندما أقول معاصر لا أقصد من الأحياء، (سلسلة مؤلفات فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، تفسير القرآن الكريم، القسم المتعلق بسورة الحجرات وق والذاريات) طبع بإشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، دار الثريا للنشر، الطبعة الأولى سنة 1425هـ. يقول: (وأعلم أن من الضلال من يقول إن الله معنا في أمكنتنا وينكرون أن الله في السماء عالياً) الله جالس في السماء، وقد ينزل في بعض الأحيان، كيف ينزل أنا لا أعلم بأي طريقة بطريقة طبيعية أو غير طبيعية اعجازية أو غير اعجازية وكم هو الوقت الذي يحتاجه للنزول والصعود هذه الامور لم يشر لها أصحاب هذا الاتجاه (وينكرون أن الله في السماء عالياً) افترضوا عموم علماء المسلمين ينكرون أن الله في السماء عالياً. (فهؤلاء أتوا داهيتين عظيمتين) يعني هؤلاء الذين ينكرون يعني عموم المسلمين أهل السنة والجماعة (الأولى إنكار علو الله الثانية اعتقاد أنه في الأرض) لا ينبغي للمؤمن أن يعتقد أن الله إله في السماء وإله في الأرض أبداً لا ينبغي هذا (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض) (وهو معكم) هذه كلها لا ينبغي، بل أكثر من ذلك (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي) هؤلاء كلهم اضطروا أن يؤولوا هذه الآيات وسأبين بعد ذلك. يقول (سبحانه الله هل يعقل أن يعتقد عاقل فضلاً عن مؤمن أنه إذا كان في المرحاض كان الله معه) باعتبار أن هؤلاء يعتقدون أن الله جسم، فإذا قلنا أنه مع الأشياء يتصورون معية جسمية، هذا الذي نحن نقول أن أصحاب هذا الاتجاه يعتقدون بالجسمية لا فقط يعتقدون بأنه جسم لا كالأجسام بل جسم كالأجسام. يقول: (هل يعقل أن يعتقد عاقل فضلاً عن مؤمن أنه إذا كان في المرحاض كان الله معه) يتصور وهو معكم أينما كنتم أي معية؟ مثل معية أنا وأنت الآن، يعني هذه المعية، وهم يقولون لا تشبيه ولا تمثيل ولا كيفية، إذن تبين عندما يأتون إلى صلب نظريتهم ينسون ما قالوه، جسم لا كالأجسام، في التطبيق يظهر من فلتات لسانهم أنهم يؤمنون بالجسمية المحضة يعني يشبهونه مع أي جسم آخر. قال: (أعوذ بالله) هذا كلام العلامة العثمين (أعوذ بالله الذي يعتقد هذا أشهد بالله أنه كافر) النتيجة أن الأشاعرة والمعتزلة والزيدية والإسماعيلية والصوفية، بل كل علماء المسلمين إلا شرذمة قليلة منهم هؤلاء يؤمنون بأن الله له مكان وأنه جسم فمن لم يؤمن بعقيدة هؤلاء فهو بنظر هؤلاء كافر.

سؤالي هذه الليلة هو الآن هذه الأصوات النشاز التي تسمع هنا وهناك وتحاول أن تصور أئمة أهل البيت أو شيعة أئمة أهل البيت هم الذين يكفرون الآخرين، افترضوا في بعض كلمات علماء الشيعة يوجد أيضاً تكفير، أليس من الأمانة العلمية عندما تنقلون هذا الكلام تنقلون إلى جنبه كلام هؤلاء الذين يكفرون جميع علماء المسلمين لماذا توحون إلى المشاهد وتحاولون إيهام المشاهد أنه لا يوجد من يكفر المسلمين إلا أتباع مدرسة أهل البيت ومع الأسف الشديد أن بعض ضعاف النفوس والعقيدة لا يقولون شيئاً، لا أقل نعم افترضوا سلمنا، لأن هذا الكلام أنا أقول سلمنا باعتبار أنه ما ينقل عن الشيخ المفيد وعن غير الشيخ المفيد لابد أن يعلم أن هذا ليس رأي الطائفة بل هو رأي عالم من علماء مدرسة أهل البيت وهناك آراء أخرى ووجهات نظر أخرى لابد أن يلتفت إليها. فإذن هل الأمانة العلمية أن ينقل ما ينسب إلى بعض علماء أهل البيت ولا ينسب إلى هؤلاء، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: وهو أن ما ينسب إلى علماء مدرسة أهل البيت هم من علمائهم القدامى، أما من أعلامهم المعاصرين فلا يوجد في كلماتهم من يكفر أحداً من المسلمين، ولكن عندما نأتي إلى أتباع ابن تيمية وإلى مقلدي ابن تيمية محمد بن عبد الوهاب وأتباعه وتلامذته نجد أنه في كتبهم الرسمية يؤكدون هذه الحقيقة أن هؤلاء كفار وأن هؤلاء مشركون بل أكثر من ذلك. طبعاً هذه لم يرتبوا عليها ولكن الشيخ ابن تيمية شيخهم وإمامهم ومعلمهم واستاذهم ابن تيمية تجاوز المرحلة لم يكتفِ بأن يقول هؤلاء مشركون بل طلب من أي واحد أن يقتلهم أينما وجدهم. هذه الآن في الفتاوى المعاصرة لعل هذه القضية غير موجودة ومسكوت عنها، ولكن في كلمات الشيخ ابن تيمية هذه القضية واضحة بشكل واضح وصريح، هذا كتاب (الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص582) لابن تيمية، حققه وفصله وعلق حواشيه محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، طبعة سنة 1415هـ، أقرأ بعض الروايات في هذا المجال التي ينقلها الشيخ ابن تيمية.

الرواية الأولى، يقول: (وفي السنة من وجوه صحيحة عن يحيى بن عقيل ... عن أبيه عن جده يرفعه قال: يجيء قوم قبل قيام الساعة يسمون الرافضة براء من الإسلام) أخرجهم من الإسلام، ولذا أنتم تجدون أن أتباع ابن تيمية عندهم إصرار أن يسموا أتباع مدرسة أهل البيت بالرافضة ولا يسمونهم بالشيعة ولا يسمونهم أتباع مدرسة أهل البيت، بخلاف علماء الأزهر عندما يتكلمون لا يتكلمون بلغة الرافضة، بلغة الشيعة، بلغة الإمامية الاثني عشرية وهكذا، ولكنهم يصرون لأن شيخهم وإمامهم يصروا على ذلك.

الرواية الثانية ينقلها عن علي (قال النبي: يا علي أنت وشيعتك في الجنة وأن قوماً لهم نبز يقال لهم الرافضة إن أدركتهم فاقتلهم فأنهم مشركون) رسول الله يأمر علياً بأن يقتل الرافضة، يعني يقتل أتباعه وشيعته.

الرواية الثالثة (قال علي: قال رسول الله: إلا أدلك على عمل إن عملته كنت من أهل الجنة) هذا الذي الآن تجدون أنه الانتحاريات والذبح والقتل والسيارات المفخخة في العراق وغير العراق تجدون هذا لأنه واقعاً يجعلونه يعتقد بأنه كلما قتل أكثر من أتباع مدرسة أهل البيت ازداد درجة عند رسول الله. (إن عملته كنت من أهل الجنة وإنك من أهل الجنة أنه سيكون بعدنا قوم لهم نبز يقال لهم الرافضية فإن ادركتموهم فاقتلوهم فأنهم مشركون) (وقال علي: سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا) ولهذا الآن انظروا إلى كلمات علمائهم هذه الكلمة تتكرر في كل جملة ثلاث مرات تتكرر أنهم يكذبون على أهل البيت، ابن تيمية علمهم على هذا ولذا لا يخرجون عن هذا الإطار.

نعم، في الآونة الأخيرة هناك بعض المحاولات ولكن على استحياء شديد من بعض متكلميهم وليسوا من علمائهم أما أكاديميين أو دكاترة أما وعاظ أما دعاة بدءوا للتمويه بمختلف الأساليب نحن لا نقول أن الشيعة مشركين، وهذه خطوة جيدة، ولكن المدار على علمائكم وأهل الفتوى فيكم لا مطلقاً.

المُقدَّم: هل لكم تتمة لما تقدم في الحلقة السابقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: نرجع إلى بحثنا الأصلي وهو أنه أساساً قلنا بأنه اتجاه التجسيم اتجاه ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يؤمنون بالتشبيه والتجسيم وهذا مما لا ريب ولا شك فيه وهذا قد اتضح سابقاً وسيأتي لاحقاً.

قلنا أن هؤلاء عندما اتهموا بالتجسيم حاولوا أن يدافعوا عن أنفسهم، الدفاع الأول أو المحاولة الأولى قالوا جسم لا كالأجسام، هذا الذي فيما سبق أن ابن الجوزي قال حاولوا أن يوهموا الناس بأنهم يرضون العوام لا كما يعقل، يقول هذا لإرضاء العوام لأن ظاهر العبارة توحي إلى الجسمية، يقول لإرضاء العوام قالوا لا كما يعقل أو جسم لا كالأجسام أو بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تأويل ولا تحريف إلى غير ذلك.

تتمة لهذا البحث أنا الآن، أنا ذكرت فهمي، ولكن انظروا إلى فهم عالم من علماء مدرسة الصحابة وهو الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (ابن تيمية حياته وعصره آراءه وفقهه، ص223) يقول بعد أن ينقل نظرية ابن تيمية يريد الآن أن يقيم هذه النظرية أنها واقعاً استطاعت أن تدفع إشكالية التشبيه والتجسيم أو أنها ما استطاعت، يقول: (وننتهي من هذا إلى أن ابن تيمية يرى الألفاظ في اليد والنزول والقدم والوجه الاستواء على ظاهرها) حقيقة يمررونها على ظاهرها حقيقة، لفظاً ومعنى، (ولكن بمعاني تليق بذاته الكريمة) كما نقلنا من قبل لا كالأشياء، لا كالأجسام ونحو ذلك. (وهنا نقف وقفة) الآن الإمام أحمد أبو زهرة يريد أن يقيم أن هذه المحاولة ناجعة وناجحة في دفع إشكالية التجسيم والتشبيه والتأويل والمجاز أو أن هؤلاء فروا من تأويل إلى تأويل آخر، من مجاز إلى مجاز آخر، يقول: (وهنا نقف وقفة إن هذه الألفاظ) أي ألفاظ؟ ألفاظ اليد والقدم والنزول، النزول لا أريد أن أقف عنده، اليد والقدم والوجه وغيرها (إن هذه الألفاظ وضعت في أصل معناها) يعني اللغوي (لهذه المعاني الحسية) أساساً الواضع عندما وضع وضعها لأجل هذه المعاني الحسية، يعني من باب المثال لا أطيل على المشاهد الكريم هذا كتاب (مفردات غريب القرآن، ص513، مادة وجه) للراغب الأصفهاني، المتوفى سنة 502هـ، يقول: (أصل الوجه الجارحة) يعني أن الواضع في اللغة عندما يقول وجه يريد الجارحة، إذن أصل الوجه الجارحة. انظروا ماذا يقول في (ص520، مادة اليد) يقول: (اليد الأصل فيها الجارحة). إذن في اللغة عندما نأتي إلى اليد، إلى الرجل، إلى الوجه، إلى القدم، إلى الاصابع، إلى الجلوس، إلى القعود، هذه لهذه الأمور الحسية.

سؤال: يقول: ولا تطلق على وجه الحقيقة على سواها، يعني إذا أطلقنا الوجه إلى غير الجارحة لا يكون إطلاقاً حقيقياً، يعني استعمال للفظ في غير ما وضع له، فيكون مجازاً. يقول الإمام محمد أبو زهرة (وإذا أطلقت على غيرها سواء كان ذلك الغير معلوماً أم مجهولاً فأنها قد استعملت في غير معناها) بودي أن أقف عند هذه الجملة، ماذا يريد أن يقول محمد أبو زهيرة؟ يقول نحن نسأل ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يعني السلفية الحديثة يعني تلاميذ محمد بن عبد الوهاب ومقلديه نسألهم أنتم عندما تقولون الله له وجه حقيقة نسألكم وجه كهذا الوجه أو لا، يقولون وجه لا كالوجوه. إذن ذاك الوجه الذي لا كالوجوه معروف أو غير معروف، فإن قلتم غير معروف لنا إذن أنتم جهلتم الله لأنكم تقولون ليس هذا الوجه وليس هذه اليد ولا نعرفه إذن هو مجهول. إذن عرفتم الله أو لا، إذن عبادتكم عن معرفة أو عن جهل، عبادتكم عن جهل. وإن عرفتموه ذلك الوجه كما تدعون ذلك، لأنه يوم القيامة تقولون عندما ترون الله بصورته تعرفونه، إذن تدعون أن وجه الله تعرفونه، سؤال: إذا صار هذا الوجه معروفاً إذن وجه في أصل الوجهية والجارحة ثبت يختلف بالتشبيه والكيفية. إذن ثبت أن الله سبحانه وتعالى له وجه كالجارحة. هذا أنا أتصور بهذا القدر أتصور اتضح لنا أن هذه المحاولات التي ذكرت في كلمات ابن تيمية وقبله وبعده لتوجيه نظرية التجسيم والتشبيه لم تكن نافعة وكانت فاشلة غير مجدية ولا تصل إلى نتيجة، إلا أن يقولون أن الله سبحانه وتعالى ليس له جسم، أن الله سبحانه وتعالى ليس له مكان، أن الله سبحانه وتعالى وهكذا. وإلا إذا قالوا جسم لا كالأجسام فقد ثبتت الجسمية.

المُقدَّم: بعد أن اتضح أهم ملامح اتجاه التجسيم في معرفة الله ما هي أهم أركان ومفاصل هذا الاتجاه؟

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع إلى هنا اتضح يعني في الحلقات السابقة تبين لنا أن هذه النظرية هذا الاتجاه في معرفة الله وهو الاتجاه التجسيمي له أركان وله مفاصل وله أصول يستند إليها، لابد أن نتعرف على هذه الأصول، الأصول والأركان والمفاصل الأساسية لاتجاه التجسيم والتشبيه تقوم على أركان أربعة:

الركن الأول: أن الله محدود، وسأبين ما هو مقصودهم من الحد، أن الله له حد وهو محدود وليس مطلق غير متناهي بل هو متناهي ومحدود، الركن الثاني أن هذا المحدود الذي له حد جسم ولكن كالأجسام، وسيتضح أنه جسم يشبه الأجسام ولكن تختلف بعض خصوصياته وكيفياته، يعني الاختلاف في الكيفية لا في أصل الجسمية.

الركن الثالث: أن هذا الجسم له صورة وشكل كما أن هذا الكتاب له صورة وشكل، أو هذا الإناء له صورة وشكل، أو أنا وأنت لنا صورة وشكل.

الركن الرابع: أن هذه الصورة وهذا الشكل هو على شكل صورة آدمي أو آدم على صورة الرحمن، إما أن نقول الله على صورة آدم فهذا تشبيه الله بخلقه أو نقول آدم على صورة الله فهذا تشبيه المخلوق بالخالق. في النتيجة هناك تشبيه. إذن هناك أربعة أركان، ويكون في علم المشاهد الكريم نظرية أكثر علماء المسلمين بل الأعم الأغلب قريب من الاتفاق أن الله سبحانه وتعالى ليس له حد، وليس له جسم، وليس له شكل. هذه قضايا إن شاء الله تعالى سنقف عندها تباعاً.

 في هذه الليلة أريد أن أدخل إلى الركن الأول وهو أن الله سبحانه وتعالى له حد أو ليس له حد؟

في الواقع أن الله له حد أو ليس له حد، في المقدمة لابد أن يعرف المشاهد الكريم أن توصيف الله أو إثبات الحد لله سبحانه وتعالى هذا ليست مسألة مرتبطة لا بتوحيد الأسماء والصفات ولا بتوحيد الربوبية ولا بتوحيد الإلوهية. هذه بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها إذا تتذكرون أن أصحاب هذا الاتجاه قسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام قالوا توحيد الأسماء والصفات، توحيد الربوبية، وتوحيد الإلوهية. السؤال: هذه المسألة أين تقع، هل تقع في توحيد الأسماء والصفات أو في توحيد العبودية أو في توحيد الربوبية؟ الجواب: لا تقع في أي قسم من هذه الأقسام الثلاثة، وإنما هي مسألة مرتبطة بحقيقة الله سبحانه وتعالى، يعني ترتبط بمسألة التوحيد الذاتي لا بالتوحيد الاسمائي والصفاتي، يعني الحقيقة الإلهية والذات الإلهية هل محدودة بحد كما أن هذه الأجسام محدودة أو لا. طبعاً هنا لا يتبادر إلى الذهن أن هذا أقوله ادعاءً الشيخ ابن تيمية في كتابه (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص42) يصرح بهذا المعنى، يقول: (إن هذا الكلام الذي ذكره المستشكل إنما يتوجه لو قالوا أن له صفة هي الحد كما توهمه وهذا لم يقله أحد ولا يقوله عاقل فإن هذا الكلام لا حقيقة له إذ ليس في الصفات صفة يقال لها الحد) إذن الحد ليس من التوحيد الصفاتي، وإنما مرتبط بالتوحيد الذاتي. هنا البحث الأساسي الذي أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليه.

في الواقع أنا بودي أن المشاهد الكريم يتدبر جيداً ما أريد قوله في تحرير محل النزاع، عين أن هؤلاء الذين يثبتون الحد لله سبحانه وتعالى، ما معنى الحد الذي يريدون إثباته لله، وهنا لابد أن يعلم أن هذه المسألة، هذا الركن وهذا الأصل من نظرية المجسمة يعد هو الأرضية الأساسية للإيمان بأن الله له مكان، يعني هؤلاء بعد أن أمنوا بأن الله سبحانه وتعالى له حد التزموا بأن الله له مكان، إذن الإيمان بأن الله له مكان ومكانه هو استوائه وجلوسه على العرش هذا نتيجة الإيمان بأن الله محدود بحد.

ما هو المراد من الحد؟

أنا أبين الآن أولاً ما معنى الحد، ثم بعد ذلك أنقل كلمات اللغويين في هذا المجال، وكلمات أصحاب هذه النظرية.

ما معنى الحد؟ الحد لغة معنى الحد لغة هو أن الشيء له انتهاء ونهاية، يعني الآن لو وضعنا يدينا على هذا الجسم نجد أن هذا الجسم هنا له وجود في هذه المنطقة ولكن إذا سرنا ووصلنا إلى حافته وإلى نهايته بعد هذا الجسم معدوم، يعني هنا إذا أشرنا إلى هنا نقول موجود وإذا أشرنا إلى هنا نقول معدوم، إذن بعبارة أخرى الله سبحانه وتعالى لمن يؤمن بأن الله له حد يقول أنه في ظرف هو موجود وفي ظرف آخر هو عدم ولذا تجدون بأن العلامة العثيمين يقول من اعتقد بأن الله في الأرض فهو ضال، يعني مكانه في السماء، وفي الأرض الله معدوم، هذه قضية أساسية، بعد ذلك ستتضح النتائج الخطيرة التي تترتب على هذه المعرفة التوحيدية، وهذه المعرفة الإلهية، هذه أول الدين معرفته واقعاً يكون في علم المشاهد الكريم أن الإمام أمير المؤمنين والروايات الواردة عن الرسول وأئمة أهل البيت تجعل من أهم محاور وأركان ومفاصل معرفة الله أنه لا حد له. لماذا؟ لأن هذه هي أم البلايا هذه هي أم أنواع المشاكل التي تعترينا في معرفة الله سبحانه وتعالى، بداية المكان والتجسيم والتشبيه وغيرها من المسائل، هذه نقطة.

النقطة الثانية إذا نظرتم إلى هذا الجسم تجدون أنه له حد ونهاية في جهة واحدة أو من جهات متعددة، تجدون من ست جهات له حد ونهاية، يعني من الأعلى له حد، من اليمين له حد، من الجنوب، من الشمال، من الأعلى، من الأسفل، إذن شمالاً، جنوباً، يميناً، يساراً، بكل الاتجاهات الله سبحانه وتعالى محدود، فلهذا يعبرون أن الله محدود من جهات ست كأي جسم مادي آخر. إذن هؤلاء الذين يحاولون أن يقنعوا أنفسهم بأن الله جسم لا كالأجسام أنتم انظروا إليهم ماذا يعرفون الله بأي تعريف يعرفون عند ذلك سيتضح لكم أنه هم ينفون الجسمية أو ينفون فقط أنه ليس شكله كشكل الكتاب، ينفون فقط أن شكله ليس كشكل الكتاب بل له شكل آخر. هذا الكتاب له شكل آخر وهذا أيضاً له شكل آخر.

مثال آخر، مسألة الوجود والعدم، أنا لا أريد أن أتكلم بلغة الفلسفة، أنه لازم هذه النظرية أن الله لا يكون وجوداً محضاً بل يكون مركباً من وجود ومن عدم، يعني في ظرف له وجود وفي ظرف آخر ليس له وجود. أقرب الحقيقة إلى ذهن المشاهد بمثال آخر، لو وضعت يدك على يوم الأحد، يوم الأحد موجود في يوم السبت أو معدوم؟ معدوم، موجود في يوم الاثنين أو معدوم؟ معدوم. إذن يوم الأحد فقط هذا الزمان موجود في هذا الظرف الزماني أما قبله فهو معدوم وبعده فهو معدوم، هؤلاء يعتقدون الله سبحانه وتعالى أيضاً كذلك، قبله معدوم، بعده معدوم، أعلاه معدوم، أسفله معدوم.

إن شاء الله بعد ذلك هذه من اللوازم التي أشار إليها أخي الدكتور سالم وهو أنه له حيز وله جهة وله إشارة حسية، ولذا أنتم قرأتم من لم يعتقد بما لم يعتقد به العوام فهو ضال وكافر ومرتد، العوام عموماً عندهم إشارة حسية يقول هذا لابد الذي تعتقده يعني أن الله سبحانه وتعالى له مكان مخصوص. هذا كل اللوازم له حجم، له طول، له عرض، له عمق، طوله ينتهي عند حدً وعرضه ينتهي عند حد، وحجمه ينتهي عند حدً، ولذا إن شاء الله تعالى بعد ذلك سنقرأ للمشاهد الكريم أنه عندما يجلس ...، طبعاً لم يذكروا أن له وزن ولكنه لازم كلامهم أن له وزن أيضاً، لأنه إذا كان جسم وله طول وعرض، ولذا تجدون عندما يجلس على كرسيه يكون للكرسي أطيط، بل أكثر من ذلك يقولون بأنه لا يبقى من الكرسي إلا أربعة أصابع، ويقولون أن رسول الله ضم أصابعه. وبعضهم يقول أن رسول الله يجلس إلى جنبه. هذا هو الإله الذي تصوره لنا مدرسة ابن تيمية وأتباع ابن تيمية، هذا الذي ملئوا الدنيا صراخاً أنهم أهل التوحيد، وأنا لا أعلم الآن أي توحيد هذا، واقعاً جلس أحد منهم، لأن أنا أعتقد شخصياً أو هؤلاء ليست لهم قدرة على أي استدلال.

هذا المعنى للحد ورد في كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر، ص193، مادة حدد) لابن الأثير محمد الجزري، يقول: (ومنه الحديث في وصف القرآن لكل حرف حد أي نهاية ومنتهى كل شيء حده) يعني منتهى هذا الشيء يسمى حده. هذا أولاً.

الثاني ما ورد في (معجم المقاييس في اللغة، مادة حد) لابن فارس أبو زكريا، يقول: (الحاء والدال أصلان، الأول المنع والثاني طرف الشيء) نهايته الذي ينتهي عنده، هذا هو المورد الثاني.

المورد الثالث ما ورد في (تاج العروس، ج8، ص6) للزبيدي، يقول: (والحد منتهى الشيء) وفي (ص8) يقول: (وحد كل شيء منتهاه لأنه يرده ويمنعه عن التمادي) عن الامتداد. يعني الله هذا وجوده وينتهى إلى هنا، ولذا أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (ومن حده فقد عده) لأنه عندما ينتهي يبدأ الثاني يأتي بجنبه ويأتي الثالث إذن الله له ثانٍ، إذن نظرية ابن تيمية تعتقد أنه لا يستحيل أن يكون لله ثان، هذا توحيد ابن تيمية وأتباع ابن تيمية، وأنا أتصور أن هؤلاء يلقلقون التوحيد، يعني علمائهم، وإلا أنا أتصور وأقسم على هذا أن أتباع مذهب أو اتجاه محمد بن عبد الوهاب إن كان له أو لم يكن، أو ما يسمون أنفسهم بالوهابية أو من يصطلح عليه بالوهابية وأنا لا أوافق على هذه التسمية كثيراً، واقعاً عمومهم أبنائنا واخواننا أريدهم أن يفهمون الحقيقة، واقعاً الآن لست بقصد أن يكونوا شيعة أو لا يكونوا هذا ليس غرضي أصلاً، غرضي أن يذهبوا إلى علمائهم ويسألونهم عن التوحيد، كونوا على ثقة ستجابهون أشد الرفض، يقولون لماذا تدخلون، مع أنه بينكم وبين الله الإنسان إذا لم يعرف ربه كيف يعبده، أيمكن لإنسان أن يعبد معبوداً لا يعرفه، يكون مجهولاً يمكن؟! كيف يعبد رب لم يعرف، معاذ الله. وهذا نفس المعنى الذي يعتقد به ابن تيمية، ابن تيمية عندما يأتي إلى هذا المعنى يقول نحن عندما نقول أن الله له حد يعني في (بيان تلبيس الجهمية، ج1، ص287) يقول: (وأما وصفه بالحد والنهاية) يعني يفسر الحد بالنهاية يعني منتهى الشيء. وهكذا شخص آخر من أعلام هذا الاتجاه الذين يؤمنون بأن الله له حد وهو (الإيضاح في أصول الدين، ص325) للزاغوني، المتوفى سنة 527هـ، دراسة وتحقيق عصام السيد محمود، يقول: (وهذا بعينه هو الحد والنهاية) إذن يفسر الحد بالنهاية. يقول: (وإضافة الحد والغاية والنهاية إليه تعالى) وفي عبارة أخرى يقول: (وهذا بعينه يعطي الحد والنهاية لما ينتهي إليه).

المُقدَّم: معنا الأخ تركي سليمان من السعودية، تفضلوا.

الأخ تركي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ تركي: مرحباً بكم، نبارك لكم هذا الشهر الفضيل نسأله أن يجعلنا وإياكم من عتقائه من النار ويجعلنا من أهل رضوانه، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الكريم أسأله سبحانه وتعالى أن يوفقني لمثل هذه والتي ترددت كثيراً في ألقائها عليكم، ولكن بعد المشورة والاستخارة قدمنا عليها، يعجز من يستمع إلى ما تطرحونه من ذكر أن تكون له مداخلة، سوى أن يقف موقف تأمل إن لم يكن موقف إجلال، فقد كان ذلك بعد الإلحاح من الأخوة المحترمين من أصحابنا هداهم الله وأصلحهم، حينما أصروا علينا بأن نرد عليكم ما تطرحونه، فقلنا لهم: ليست المسألة هي غلبة أبدان ولا ارتفاع عقائر أو تكذيب وتخريص دون حجة وبرهان، فإن للناس عقول ولله جنود، وهو القائل تعالى: (ولا تلبسوا الحق والباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) فماذا نقول فيما يطرحه الشيخ الفضيل، وهي أقوال تطابق ما نعتقد به وهي من بطون أمهات كتبنا ومراجعنا، وليس كما ذهب إليه بعض الجهال من المتصلين، بالتشكيك بالكتب المطروحة أمامنا وجميع أهل العلم والمعرفة يعرفها معرفة تامة، فإن كان فكرنا صحيحاً وأصيلاً فلا ضير في طرحه ومناقشته من قبل الجميع كائناً من كان، إلا إن كنتم مستنكفين من نشره على الملأ ففي ذلك خشية وتأمل. والله تعالى يقول: (إن الله مخرج ما تحذرون).

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أنتظر إذا تهيأت الظروف أن يتصلوا للأخ الفاضل لاستمع لمداخلته كاملة، وبودي حتى إذا لم تتهيأ الفرصة والمناسبة أنا أنتظره في الليلة القادمة لاستمع لمداخلته بشكل كامل، واريد أن استمع إليه وهذا هو الذي كنت أدعوا إليه أيها الشيخ الجليل وهو أنه أساساً أن ما أنقله ليس من عندنا وإنما كما تفضلتم من أمهات مصادركم وأنا لا أعرف أن البعض يخشى أن نشير إلى مثل هذه المسائل. فإن كان هناك شيء يمكن أن تثبتوه لنا واقعاً عندنا استعداد كامل والشهامة والشجاعة الكاملة أن نقول أن ما تقولونه حق، وهذه من خصائص علماء مدرسة أهل البيت أنهم الاجتهاد مفتوح عندهم لا على مستوى الفروع بل على كل مستويات البحث العقدي فضلاً عن الأبحاث الأخرى، ولذا أنا قلت في مقدمة هذه الأبحاث أيها الشيخ قلت افترضوا أن بعض علماء مدرسة أهل البيت سواء كان الشيخ المفيد أو العلامة المجلسي أو غيرهم قال شيئاً هذا ليس بالضرورة يلزم كل المدرسة وكل علماء هذه المدرسة، وأنا أتصور أنه إن شاء الله تعالى نستطيع أن نتحاور في الليالي القادمة.

المُقدَّم: معنا الأخ أبو السعود من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو السعود: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو السعود: عندي مداخلة بسيطة واستفسارات، أولاً هذه السورة العظيمة سورة التوحيد أو الإخلاص التي وصف الله نفسه فيها بهذه الصفات التوحيدية ألا تكفي أن تدحض كل ما يقولون، ألا تدحض ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وأتباعهم وممن يعتقدون أن لله جسم ومحدود معدود ومستو حاشاه سبحانه مما يصفون، ثانياً: إذا كان ربهم أي ابن تيمية وأتباعه هذا الشاب الأمرد والمستلقي وواضع رجله فوق الرجل الأخرى ومن هو في الحشر معهم ولا يعرفونه، صاحب الأصابع والوجه. هل يستحق أن يوحد وهو بهذه الصفات ثم يعبد. ثالثاً من أسماء الله سبحانه وتعالى الكبير فلو فسرنا حسب مبانيهم تفسيراً ظاهرياً معنى الكبير والذي نسبه الله إلى نفسه فعندما يقال بالأذان ثلاثين مرة باليوم الله أكبر ألا ينافي قولهم أن الله جالس على الكرسي والكرسي يحتويه العرش والعرش تحتويه السماء.

سماحة السيد كمال الحيدري: كلها إشكالات إن شاء الله سنقف عندها تفصيلاً في الأبحاث اللاحقة.

المُقدَّم: سماحة السيد في تعليق الأخ أبي السعود الآن (وسع كرسيه السموات والأرض) الكرسي موجود في الأرض حتى على نظرهم، فلماذا ينفون وجوده في الأرض.

سماحة السيد كمال الحيدري: المهم أن هذه الأبحاث ستأتي ولهذا قلنا بأنه أم المسائل عندهم مسألة إثبات الحد، فإذا ثبت الحد فلابد أن يلتزموا بكل اللوازم أو أن ينفوا الحد عن الله.

المُقدَّم: معنا الأخ عبد الرحمن من السعودية، تفضلوا.

الأخ عبد الرحمن: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الرحمن: يا شيخ كمال بارك الله فيك، أنت دائماً تذكر أتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وأنهم يكفرون بقية المسلمين من الأشاعرة والزيدية والصوفية إلى غيرهم، فلماذا لا تختصر على الشيعة لأن بهذه الطريقة تثير بعضهم على بعض وهم لهم مشايخهم وعلمائهم ويتابعون ذلك.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز الله يعلم أنا لم أقل، وإلا عالمكم الدكتور فوزان قال وإنما ينكرها المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة. أنا لم أقل، لو كان بيدي، هذه عبارتكم لماذا تخشون، الأخ العزيز الشيخ الفضيل تركي قال لماذا تحذرون لماذا إن كانت هذه مبانيكم.

المُقدَّم: وإن كان الأخ عبد الرحمن كأنه يشير إلى أنه لماذا لا يخرج أتباع الأزهر ويدافعون، أنتم دافعوا عن الشيعة وهم يدافعون.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا بيني وبين الله أريد أن أدافع عن الحق ولا فرق عندي بين أن يكونوا شيعة أو سنة، الحق أحق أن يتبع، الحكمة ظالة المؤمن، نحن نبحث عن الحقيقة، أنا لا أتكلم هنا بعنوان أني شيعي، وإنما أتكلم بعنوان أني أبحث عن الحقيقة ولعل الحقيقة عندكم فأتبعها.

المُقدَّم: بالنسبة للشيخ تركي نحن ننتظره في الحلقة القادمة لعله يتفضل بالاتصال مرة أخرى، شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.