نماذج تطبيقية من توحيد المجسّمة والمشبّهة
  • عنوان المقال: نماذج تطبيقية من توحيد المجسّمة والمشبّهة
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 6:50:29 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

14/08/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر طاعاتكم وأعمالكم، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، في الحلقات الأربعة الخاصة بليالي شهر رمضان المبارك، عنوان حلقة الليلة: (نماذج تطبيقية من توحيد المجسّمة والمشبّهة) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: سماحة السيد هل هناك تمهيد قبل الدخول في مباحث الليلة وخصوصاً وأن كثيراً من المتداخلين يسألون عن سبب عرضكم لهذه المصادر قبل الدخول في أصل البحث.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع بأنه إنما قصدت من عرض هذه المصادر التي هي بعض المصادر التي اعتمدها لطرح مباحث التوحيد للأمور التالية، أشير إليها إجمالاً وإنشاء الله تعالى من خلالها سيتضح أهمية هذا العمل الذي حاولنا أن نثقف المشاهد الكريم عليه.

المسألة الأولى التي أريد من خلال عرض هذه المصادر أن أوصلها للمشاهد الكريم أنه بدأت بعض الفضائيات من خلال المتحدثين فيهما أنهم عندما لم يستطيعوا أن يجيبوا على هذه الأبحاث وهذه الأدلة وهذه الكلمات وهذه المصادر والمراجع حاولوا أن يتهموا أبحاثي بأنها لا توجد فيها أمانة علمية، وأن السيد الحيدري يحاول أن يقطع الكلام فيذكر بعض الكلام ولا يذكر البعض الآخر. من هنا للأمانة العلمية أردت أن يقف المشاهد الكريم من أي طبقة كان وفي أي اتجاه وفي أي مدرسة أن أبين له المصادر التي أعتمدها حتى يمكنه الرجوع إليها وقت الحاجة ليطمئن من الأمانة العلمية التي تتسم بها هذه الأبحاث، وهذه قضية من حق المشاهد أن يقف عليها، لذا إنشاء الله تعالى كما اشرنا إلى بعض المصادر بالأمس لعله إذا وسعنا الوقت أن نشير إلى مصادر أخرى سوف نعتمدها في مباحث التوحيد.

المسألة الثانية التي بودي أن يلتفت إليها المشاهد الكريم هو أنكم تجدون أنه كثر المتحدثون في الفضائيات أنهم ينسبون إلى هذا الاتجاه أو ذاك الاتجاه أنه يقول كذا أو يعتقد كذا أو يؤمن بكذا ونحو ذلك، هذه الطريقة التي عرضناها نريد أن يتثقف المشاهد الكريم عندما يتحدث أي متحدث كان أعم من أن يكون من علماء أو من خطباء أو من متحدثي مدرسة أهل البيت أو أن يكون من أي اتجاه آخر سواء كان من مدرسة الصحابة أو كان ممن يتبعون ابن تيمية والهوى الأموي والاعتقادات الأموية في هذا المجال، يعتقدون التجسيم يعتقدون التنزيه أن المشاهد عندما يستمع إلى أي واحد منهم إذا سمح له بالمداخلة لابد أن يطالب أن هذا الذي تنسب إليه هذا الكلام أين يوجد في كلامه، كما قلت هذا الكلام لا أوجه إلى طبقة معينة والى اتجاه معين والى مدرسة معينة، يعني أن هذا العنوان العام لابد أن يكون ثقافة للجميع (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) نحن إذا أردنا أن ننسب إلى الآخر أي شيء لابد أن يطالبنا المشاهد الكريم أن هذا أين يوجد، أين يوجد هذا الكلام وهذا الاعتقاد وهذا التصور في كلامهم، وهكذا هم إذا قالوا لنا شيء ينبغي أن يطالبوا أنه عندما تقولون هذا يقوله كذا أو الاتجاه كذا هذا أين من مصادرهم ومراجعهم.

وعلى هذا الأساس وأنتم تعلمون وخصوصاً في شهر رمضان أن هناك عدة فضائيات تحاول أن تدخل على مباني مدرسة أهل البيت، وأنا لا احتاج أن أشير إلى أسماء هذه الفضائيات والمشاهد الكريم يعلم الكثير منها التي محور أبحاثها جميعاً هي مباني واعتقادات ونظريات علماء مدرسة أهل البيت. يعني أنهم يريدون أن يعرفوا ماذا يقول الشيعة أتباع أئمة أهل البيت عندما أقول ماذا يقول الشيعة مقصودي ماذا يقول علماء الشيعة، ماذا يقول المحققون من علماء مدرسة أهل البيت، هنا واقعاً تأتي هذه القضية وهو أنه من أراد أن ينقل شيئاً من مباني ونظريات واعتقادات مدرسة أهل البيت لابد أن يكون النقل على أساس الأمانة العلمية أولاً، وثانياً من خلال المصادر والمراجع الأصلية المعتمدة في تلك المدرسة وهي مدرسة أهل البيت، يعني أنه عندما تنسبون إلى الشيعة أنهم يؤلهون الأئمة أو عندما تنسبون للشيعة أنه يقولون كذا وكذا، يقولون بالتناسخ، يقولون بوجود إلهين للظلمة وللنور كالمجوس، هذا بينوه أين قاله علماء الشيعة، من قال من علمائنا، طبعاً المتعارف الآن على الفضائيات وهذا مما يؤسف له وأنا أتصور أن مثل هذه الفضائيات لا تحترم نفسها أولاً ولا تحترم عقل المشاهدين ثانياً، هذه الفضائيات في مثل هذه الليالي وخصوصاً ليالي شهر رمضان في هذه الساعة الطويلة نجد أن مصادرهم تستند إلى أمور ثلاثة:

الأمر الأول: الاستناد إلى مجموعة من المتحدثين هنا وهناك ويعبرون عنهم مراجع ويعبرون عنهم مجتهدين ويعبرون عنهم علماء مع أن هؤلاء واقعاً لم يثبت لا أنهم من المراجع ولا من المجتهدين ولا من العلماء، وإنما هم مجموعة من المتحدثين، كما هو موجود عندكم، الآن هل تقبلون أن كل من يخرج على فضائياتكم يمثل رأي السنة والجماعة، أو يمثل رأي ابن تيمية، لا ليس الأمر كذلك، كذلك بالنسبة إلينا لا ينبغي أن تخلطوا الأوراق وتدلسوا على المشاهد الكريم بأن تنقلوا له كاسيت أو حديث أو خطاب من فلان وتقولون أن الشيعة يقولون، إلا إذا كنتم بصدد التدليس كنتم بصدد واقعاً إيجاد حالة من الإبهام وحالة من الضبابية وحالة من الكذب إذا كان هذا قصدكم فأمر آخر، أما إذا كنتم تبحثون عن البحث العلمي وتحاولون الحوار العلمي أنقلوا كلماتنا من أهم مصادرنا، هذا هو الطريق الأول الذي يستعملونه وهو الاستناد إلى بعض المحققين على المنابر ويعطوهم أسماء كبيرة حتى يغروا المشاهد بأن هذا من علماء ومراجع الشيعة.

الطريق الثاني الذي بدأنا نجده الآن في الفضائيات أن يأتوا بأشخاص زيهم ولباسهم وادعاهم أنهم من أهل البيت ومن علماء أهل البيت ومن شيعة أهل البيت ويسمونه العالم ويسمونه المجتهد ويسمونه العلامة، عبر عنه ما يشاء، ثم يتصل متصل من هنا ومن هناك ويعبر عنه الإمام والى ذلك، وعندما تسمع إلى كلماتهم لا تجد أثراً لمباني مدرسة أهل البيت، طبعاً أنا الآن لا أريد أن أتهم أحداً لعلها آرائهم الشخصية لعلهم منهزمون  داخلياً، منهزمون عقائديا، لعلهم ليسوا من أهل الاختصاص، ولكن هذا ليس هو المنهج العلمي للحوار والبحث العلمي.

الطريق الثالث وهو الذي يستعمل في الأعم الأغلب وما أريد أن أقف عنده هذه الليلة هو هذا البحث، وهو أنهم عندما يريدون أن يتعرفوا على الشيعة وعلى مباني أئمة أهل البيت وأصول وقواعد واعتقادات هذه المدرسة التي تعد إما أكبر مدرسة في الإسلام ليكون المشاهد على علم بهذا، قد يقول القائل السيد على أي أساس يقول هذا، لو أنتم نظرتم على طائفة الشيعة الإمامية الإثني عشرية ونسبتوهم إلى أي طائفة على انفراد لا أتصور توجد طائفة أكبر من أتباع مدرسة أهل البيت، نعم أنتم ماذا تحاولون؟ تغالطوا تحاولوا أن تجمعوا المذاهب جميعاً من الزيدية والشافعية والحنابلة ثم تأتون إلى الاشاعرة وأهل السنة والجماعة والمعتزلة وبني أمية وابن تيمية ثم تجعلوهم خانة واحدة تقولون هؤلاء أكثرية وهؤلاء أقلية، هذه مغالطة، ينبغي إذا اردتم أن تدرسوا أن تقولوا أولاً أتباع شيعة أهل البيت ثم الحنابلة ثم الشافعية، الآن أريد أن أرى هل توجد إحصائيات تبين أن أولئك أكثر من أتباع مدرسة أهل البيت، بل يقيناً أن أتباع مدرسة اهل البيت يعني هذه الطائفة وهذه المدرسة وهذا الاتجاه الفكري العقدي الفقهي أكبر من باقي أو لا أقل تعد من أكبر المدارس التي وجدت على مسار ومدار التأريخ الإسلامي.

الآن نريد أن نتعرف على هذه المدرسة، على مباني هذه المدرسة، مع الأسف الشديد تعارف البعض إما جهلاً وإما غرضاً وإما عداءً وإما تدليساً أن يعرفهم من خلال ما كتبهم أعدائهم عنهم، يعني يأتون إلى ابن تيمية ليعرف لهم أهل البيت وشيعة أهل البيت، وبطبيعة الحال هذه عبارته وهذا العنوان العام الذي يتحرك فيه أن الشيعة هو أكذب الناس في النقليات وأجهلهم في العقليات، هذا منطقه، أم المنطق واقعاً نحن إذا أردنا أن نتعرف على أفكار ابن تيمية أن نذهب إلى من كتبوا ناقدين ومخالفين ومعادين لابن تيمية حتى نتعرف، أنتم الآن تقولون لا ينبغي الرجوع لمعرفة آراء ابن تيمية إلا إلى كتب ابن تيمية، ولهذا وجدتم بالأمس نحن أشرنا إلى مجموع كتب ابن تيمية، عندما نريد أن ننقل رأيه في التجسيم أو في التشبيه أو في أي مقولة أخرى عقدية أو تأريخية أو فكرية نحاول أن نستند إلى الكتب التي كتبها أو التي كتبت عنه، لا إلى من هم عادوه ونقدوه وإلى غير ذلك. وهكذا بالنسبة لمحمد بن عبد الوهاب، واقعاً إذا أردنا أن نتعرف على من تسمونه أنتم الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي، أمن المنطق أن نذهب من كتب مخالفاً لمحمد بن عبد الوهاب، أو أن نرجع إلى كتب محمد بن عبد الوهاب، نرجع إلى كتاب (التوحيد) الذي هو لشيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب، المتوفى سنة 1206هـ، إذا كان الأمر كذلك لماذا عندما تصل المسألة وعندما يصل الأمر إلى معرفة مباني الشيعة تحاولون أن تعرفوا الشيعة من خلال ما كتبه أعدائهم وخصوهم عنهم.

قد تقول لي: أن هؤلاء الأعداء والخصوم كتبوا عنهم الحق ولم يبخسوهم حقهم، وكانوا أهل أمانة علمية، واقعاً في هذه الليلة وإن كان يطول على المشاهد الكريم، أريد أن أقف عند نفس هذا الإمام المجدد في (رسالة في الرد على الرافضة، ص105) تأليف الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي، حققها وعلق عليها أبو بكر عبد الرزاق بن صالح بن علي النهمي، تقديم مجموعة من المحققين، دار الآثار، صنعاء، الطبعة الأولى سنة 1427هـ،  اليمن، صنعاء، انظروا عندما يأتي ليعرف الشيعة، الآن يريد أن يكتب من هم الشيعة وما هي عقائد الشيعة، أنا لا أريد أن أقف طويلاً فقط أريد أن أعرف أن هؤلاء يعرفون الشيعة من خلال هذا النمط من الحديث. بعد أن يقول مشابهتهم اليهود، الشيعة لليهود، (ومن قبائحهم تشابههم باليهود ولهم بهم متشابهات) ما هي هذه المتشابهات، من التشابه بين اليهود وبين اتباع مدرسة أهل البيت يقول (بقص اللحى أو حلقها أو إعفاء الشوارب هذا دين اليهود وإخوانهم من الكفر) وكأن هذه القضية إذا وجدت بعض الشيعة فأنها مختصة بالشيعة وإلا في باقي الشيعة لا يوجد هذا، هذا منطق هذا الإنسان الإمام المصلح المجدد، (وأقبح من هذا) أقول هذا تدليس أو جهل أو حماقة لا أعلم والله ماذا أقول، بيني وبين الله لا أريد أن أعلق (يقول منها) من مشابهتهم لليهود (أن اليهود مسخوا قردة وخنازير وقد نقل أنه وقع ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنور وغيرها) نقل، ما الدليل وما هو المستند، لا مستند (بل قد قيل) الآن يترقى، ليس بعض الرافضة (بل قد قيل أنهم) يعني كل الشيعة وكل الرافضة، وهذا خطاب موجه للمسلمين لابد أن كل شيعي يموت عندهم لابد أن يذهبوا إليه ليعرفوا صدق هذا الإنسان أقول الكذاب الجاهل الأحمق لا أدري ماذا أقول (بل قد قيل أنهم تمسخ صورهم ووجوههم عند الموت) ثم يقول (والله أعلم).

هذا هو منطق أئمتهم المجددين، هذا منطقهم، أنتم تعلمون أن الشيعة عشرات الملايين في العالم ومنتشرين في كل بلاد العالم، وبينهم صداقات وارتباطات لو كان مورد واحد وصورة واحدة لشاعت بين جميع المسلمين أن هؤلاء كذا.

ولكن هذا الرجل باعتبار أنه كان يعيش في زمن الجهل وهو لا أعلم مقدار علمه، كان يتصور أن هذه الكذبات تمشي لا يعلم أنه الآن.

هذا هو رأي هذه الأمانة العلمية لأئمتهم المجددين، تأليف الإمام المجدد، وهنا يعبرون عنه كتاب التوحيد لشيخ الإسلام المجدد. ثم يقول مشابهتهم المجوس، وقبل ذلك يقول مشابهتهم النصاري، يعني يشابهون كل ما موجود من رجس ونجس في العالم، نحن بيني وبين الله نحن لا نوافق على هذا المنطق يعني لا نعتقد أن النصارى أرجاس وأنجاس لأن منطقه الذي يتحرك فيه أن اليهود أرجاس وأن النصارى، نحن نختلف مع اليهود ونختلف مع النصارى، طبعاً لابد أن يميز المشاهد الكريم بين اليهود وبين الصهيونية أنا أتكلم عن الدين عن اليهودية ولا أتكلم عن الصهيونية وماذا يفعلون، ذاك بحث آخر، غداً لا يقول أحد أنهم مدح الصهاينة، أنا أتكلم عن اليهود وأنتم تعلمون أن الكثير من اليهود يعارضون الصهيونية العالمية، وكذلك النصارى، نحن صحيح نختلف معهم في الدين ولكن القرآن الكريم يقول لهم (تعالوا إلى كلمة سواء) هذا هو منطق القرآن هذا، وليس  منطق أنهم ارجاس وأنجاس وكلها قبائح حتى يشبه بهم الشيعة، لأنه في ذهنه كأصل موضوعي يريد أن يقول أن اليهود والنصارى أرجاس وأنجاس فلهذا في ذهنه لم يأت من يشبه بهم الشيعة إلا هؤلاء، هذا المنطق نحن لا نقبل به، ولكن أبين هذا منطق أئمتهم المجددين. يقول (ومن مشابهتهم المجوس بأنهم قالوا بإلهين النور والظلمة وهؤلاء) يعني الشيعة (يقولون الله خالق الخير والشيطان خالق الشر) الشيعة يقولون أيضاً بإلهين، إله الخير وإله الشر، التفت جيداً (ومنها  أن المجوس ينكحون المحارم كذلك غلاة الشيعة يفعلون ذلك) يوجد خمس  محققين أو مقدمين حققها وعلق عليها لا يشيروا إلى مورد واحد أن هذا الكلام من أين، من أين، ولذا قلت بأنه ينبغي على المشاهد الكريم أنه عندما أراد أن يعرف الشيعة، المشاهد بأي اتجاه، الله أعلم أنا ليست بصدد أن فلان يريد أن يتشيع أو لا، بل ليعرف الحقيقة، ماذا نقول ماذا نعقد، كفى هذا التدليس وهذا الكذب على الفضائيات وفي المنابر وفي المساجد على أتباع أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، وأنتم تجدون أنكم كلما سعيتم أكثر (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره) والحمد لله تجدون يوماً بعد يوم، وأنا أتصور أن كل هذه الحملات الشنيعة الشعواء الخائنة التي لا يوجد فيها أي لمسة من الأمانة الدينية والعلمية كلها لأن هذه الظاهرة ظاهرة التشيع وظاهرة أتباع مدرسة أهل البيت أخذت تأخذ أبعادها الحقيقية، لا بتشيع الناس بل أنهم بدءوا يعرفون الحقائق ويقفون على الحقائق من خلال هذه المصادر التي هم كتبوها من القدماء والمتأخرين والمعاصرين كما سأشير إليه.

ولكنه إذا صار هذا المنطق هو المنطق الحاكم، في هذه الليلة أريد أن أشير إلى شاهدين وهو أنه نحن نشابه العقائد والممارسات التي توجد عند الآخرين من القبائح أو أنتم الذين تشبهون اليهود في عقائدكم الباطلة، قلت لكم أنا الآن لست بصدد أن أقول أن اليهود كذا، ولكن أريد أن أبين أن الكثير من عقائدهم باطلة، الآن نريد أن نعرف في هذه الليلة ولو في مورد أو موردين وهو أنه من يشبه العقائد اليهودية أو العقائد الباطلة في مسائل التوحيد المنحرفة عند الجميع.

أريد أن أشير إلى شاهدين.

الرواية واردة في (إثبات الحد لله وأنه قاعد وجالس على عرشه) وبالأمس أشرنا إلى المصدر، صنفه الدشتي المتوفى سنة 665هـ، في الرواية وهي عن أبي هريرة، (قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ضرب أحدكم) يعني ضرب إنساناً آخر (إذا ضرب أحدكم الآخر فليجتنب الوجه ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) يعني تشبه المخلوق بالخالق، لا تشبيه الخالق بالمخلوق (فإن الله خلق آدم على صورته) يعني أن آدم مخلوق على شبه صورة الخالق، إذن صورة الخالق تشبه صورة آدم، طبعاً كما قلت هذا ليس من باب تشبيه الخالق بالمخلوق بل من باب تشبيه المخلوق بالخالق، يعني الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يخلق آدم صوره على صورته هو، إذن عندما نرى آدم فهي صورة الله، أو تشبه لا أقل، ولذا بعد ذلك سيأتي أنه يقولون أن وجهه وجه شاب أمر، بحثي هذه الليلة ليس في التشبيه، وهؤلاء يقولون أننا لسنا من المشبهة (قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته) التفت إلى المحقق يقول: (حديث صحيح وقد رواه المؤلف هاهنا من طريق ابن مندة في التوحيد من طريق عبد الله بن أحمد في السنة عن أبيه وكذلك رواه الحميدي ... وأصله في الصحيحين رواه البخاري في رقم 6227 ومسلم في كذا، تنبيه) المحقق يقول: (أهل السنة) والذي يعتقد أنه من أهل السنة ونحن نعتقد أن هؤلاء ليسوا من أهل السنة هؤلاء المشبهة يقول: (أهل السنة يحملون هذا الحديث على ظاهره ويثبتون به لله تعالى الصورة ويقولون الضمير في قوله رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلق الله آدم على صورته يعود إلى الرحمن عز وجل الأول لحديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق بني آدم على صورة الرحمن) هذا لا مجال فيه لا ضمير ولا غيره، يعني على شببه وعلى شكله (رواه ابن أبي عاصم) هذا دليله سيأتي بعد ذلك تفصيلاً يقول: (والثاني إجماع السلف في القرون الثلاثة المفضلة على عود الضمير إلى الله، قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية) الذي ذكرنا بالأمس أنه من عشر مجلدات وسيأتي بحثه (وهو يرد على الرازي لتأويله هذا الحديث، والكلام على ذلك فإن الضمير عائد إلى الله فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك) إذن اعتقاد هؤلاء وهو ابن تيمية ومن جاء بعده ومن يسوق له الآن في الجامعات والمؤسسات وغيرها أن الإنسان خلق على شبه صورة الله، على شبه صورة الرحمن، فهناك مشابهة ومع ذلك يقولون أننا لسنا مشبهة ومع ذلك ينفون الكيفية، وأنا لا أعلم ما معنى الكيفية.

سؤال: أين الشاهد.

الجواب: الشاهد هنا وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت، وهو في كتاب (الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج1، ص117) تصنيف الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري، المتوفى 456هـ، وله هوى النصب هذا الرجل، وليس من أمثال ابن أبي الحديد أو النسائي، مكتبة المثنى، بغداد، انظروا ماذا يقول ابن حزم، يقول: (فصل في أول ورقة من توراة اليهود التي عند ربانيهم) ماذا يوجد في أول ورقة من توراة اليهود (في صدر هذه الورقة قال الله تعالى اصنع بناء آدم كصورتنا كشبهنا) إذن هذه العقيدة من أين مأخوذة. قال أبو محمد وهو ابن حزم، يقول: (ولو لم يقل إلا) يعني في التوراة (ولو لم يقل إلا كصورتنا لكان له وجه حسن) باعتبار أن الصورة لها معاني متعددة (ولكن عندما قال كشبهنا) منع التأويل، ولا يمكننا أن نقول أن المراد من الصورة غير هذا المعنى (لكن قوله كشبهنا منع التأويلات وسد المخارج وقطع السبل وأوجب شبه آدم لله عز وجل) هذه عقيدة اليهود، وهي عقيدة أمثال ابن تيمية، عقيدة هؤلاء الذين يدعون أنهم أهل التوحيد، ويدعون أن اليهود يشبهون اليهود وهم في أصل عقيدتهم التوحيدية يهودية في هذا المجال، يقول: (وأوجب شبه آدم لله عز وجل ولابد ضرورة وهذا يُعلم بطلانه بديهة العقل) ابن حزم يقول أن هذا واضح البطلان، إذ الشبه والمثل معناهما واحد وحاشا لله أن يكون له مثل أو شبه (ليس كمثله شيء). هذا هو المورد الأول الذين اشبهوا.

المُقدَّم: إذن بطلت عقيدة ابن تيمية على هذا.

سماحة السيد كمال الحيدري: ليس ابن تيمية فقط، بل كل هؤلاء محمد بن عبد الوهاب ومن ينتسبون إلى هذه المدرسة، هذه عقيدتهم، إن لم يكن كذلك أخواني الأعزاء المشاهد الكريم خصوصاً أهل العلم وأهل التحقيق والذين يبحثون عن الحقيقة، أقسم في هذه الليالي المباركة أني لست بصدد أن أشيع أحداً، وإنما بصدد أن تتضح لهم عقائدهم، ولذا عندما يأتون إلى التوحيد يبدءون من توحيد الإلوهية ولا يبحثون في توحيد الصفات لأنهم إذا بحثوا في توحيد الصفات تتضح وتنكشف عوراتهم ويفتضح أمرهم أمام المسلمين جميعاً أنهم من أوضح مصاديق المجسمة والمشبهة في زماننا.

المصداق الثاني ولعله أوضح من هذا المصداق، في المصداق الثاني هؤلاء يعتقدون أن الله سبحانه وتعلى جالس على كرسيه وكرسيه على العرش، ولذا قالوا وبأنه قاعد وجالس على عرشه، هذا الكرسي الذي يجلس عليه هذه مواصفاته عندما يجلس طبعاً بعض الأحيان يقوم من مجلسه وبعض الأحيان يجلس عليه، الرواية واردة في كتاب (رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد، ص74) تحقيق محمد حامد الفقي، رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، الناشر مكتبة ابن تيمية، التفتوا إلى العبارات، والله الإنسان حاشا لله، أعوذ بالله من هذا الكلام ولكنه ماذا نفعل حتى تتضح للمشاهد الكريم هذه الحقائق، الرواية هي يقول: (أتت امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالت: ادعوا الله أن يدخلني الجنة، فعظم الرب) رسول الله (فقال: إن كرسيه وسع السموات والأرض وأنه ليقعد عليه) الله قاعد لا مستوٍ، يعني القعود الذي أمامك، هم يضعوا بجنبه ألف كلمة بلا كيفية بلا تشبيه بلا تمثل، هذا ضحك على الذقون، لأن اللغة العربية قعود يعني رسول الله يقول قعود أنتم تقولون لابد أن نمررها على ظاهرها، ما هو ظاهر كلمة القعود هل لها معنى غير المتعارف في الأجسام من القيام والقعود، قال: (وأنه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع) هذا الكرسي وسع السموات والأرض إذن الله كم هو حجمه، استغفر الله ربي، (إلا قدر أربع أصابع ومد أصابعه الأربعة) حتى لا يتبادر إلى الذهن أن القضية معنوية بل القضية مادية أربع أصابع جسمية مادية (وإن له أطيطاً) صوتاً (كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من يثقله) إذا كان الكرسي جديداً وجلست عليه وكان وزنك ثقيلاً، وأنا لا أعلم وزن الله كم هل هو خمسة آلاف طن؟! فهذا الكرسي يخرج صوتاً، الملائكة المساكين الذين هم حملة العرش لأن هذا الكرسي موجود على العرش والعرش يحمله الملائكة، يقول: (إن الرحمن) هذه موجودة في كتاب (إثبات الحد لله عز وجل) يقول: (إن الرحمن عز وجل سبحانه ليثقل على حملة العرش من أول النهار إذا قام المشركون حتى إذا قام المسبحون خفف عن حملة العرش) وزونه يثقل ويخف ولا أعلم ما الربط بين هذا وذاك، هذه هي اعتقادات هؤلاء الذين يتبجحون أنهم موحدون ليلاً ونهاراً، هذا هو توحيدهم.

المُقدَّم: صورة ووزن ومادة وأطيط وأصوات فماذا بقي من التجسيم.

سماحة السيد كمال الحيدري: وليس هذا فقط، قلت للمشاهد الكريم يسمح لي هذه الليلة باعتبار جاءتني اتصالات كثيرة لماذا لم تدخلوا في البحث مباشرة، قلت في هذه الليلة أني سأدخل بعض الشذرات من البحث في هذه القضية، هذا هو اعتقادات ابن تيمية واعتقاد محمد بن عبد الوهاب، اعتقاد هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بأنهم أتباع التوحيد الأصيل ويتهمون الآخرين بالشرك وغيره، وبعد ذلك سيتضح أنه إذا كان هؤلاء هذا توحيدهم على مستوى الصفات فما بالك بتوحيدهم على مستوى الأفعال وغير ذلك.

إذن هذا ما يقوله هؤلاء. ثم قد يقول قائل: سيدنا لماذا نسبت هذا الكلام إلى بن تيمية؟ هذا كتاب أشرنا إليه بالأمس وهو (الإبانة الصغرى، شرح كتاب الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة ومجانبة المخالفين ومباينة أهل الأهواء والمارقين، ج2، ص570) تأليف عبد الله بطة العكبري، شرحه فضيلة الشيخ عبد الله الراجحي، اعتنى به وخرج أحاديثه مكتبة عباد الرحمن، مصر، الطبعة الأولى سنة 1400هـ، ومكتبة العلوم والحكم، يقول: (قال المؤلف: وأن الله عز وجل على العرش وللعرش أطيط كأطيط الرحل الجديد) الكرسي الجديد عندما تجلس عليه يخرج صوتاً يقول في الشرح (وهذا من النصوص الثابتة يقول تعالى (ثم استوى على العرش) ... وللعرش أطيط كأطيط الرحل الجديد) وسنقف مفصلاً عند مسألة أن للكرسي أو للعرش أطيط وبحثه سيأتي ولكن محل الشاهد هذه الجملة، قال: (وحديث الأطيط معروف ضعفه بعض العلماء وحسنه بعضهم كشيخ الإسلام ابن تيمية) هذه مبانيه (لشواهده وقال أن له شواهد وإذا ثبت حديث الأطيط فإنه يكون شيئاً يتعلق بالعرش) وسيأتي تتمة بحثه فيما بعد.

قد يقول قائل: سيدنا أن هذا البحث مرتبط بنا، لماذا تقول أن هذا مرتبط باليهود. تعالى معي إلى كتاب (الملل والنحل، ج1، ص105) للشهرستاني المتوفى 548هـ، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعرفة، بيروت، لبنان، يقول: (وأما ما ورد في التنزيل من الاستواء والوجه واليدين والجنب والمجيء والإتيان والفوقية وغير ذلك فأجروها على ظاهرها) وهذا ما سيأتي التصريح به من أمثال ابن تيمية ومن يتبع ابن تيمية يعني محمد بن عبد الوهاب ومن يقلده ويتابعه أن هذه الصفات نجريها على ظاهرها (فأجروها على ظاهرها أعني) الشهرستاني يقول (أعني ما يفهم عند الإطلاق على الأجسام وكذلك ما روي في الأخبار من الصورة وغيرها في قوله عليه الصلاة والسلام: (خلق الله آدم على صورة الرحمن) وقوله: (حتى يضع الجبار قدمه) وأمثال ذلك، وزادوا في الأخبار) هؤلاء الحشوية، هؤلاء الذين يدعون أنهم أهل التوحيد (وزادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبي وأكثرها مقتبسة من اليهود) أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت يقول أن هذه الأكاذيب التي زادوها ويصححوها ويحسنوها يقول: (وأكثرها مقتبسة من اليهود فإن التشبيه فيهم طباع) طبيعتهم ومبناهم هذا، ثم يشير إلى مجموعة من الروايات التي هي من الموضوعات وهي تأثراً باليهود يقول: (ومنها وأن العرش لتأط من تحته كأطيط الرحل الجديد، وأنه ليفضل من كل جانب أربع أصابع) الشهرستاني يقول أن هذه مقتبسات يهودية، ولكن هؤلاء يقولون أن هذا هو التوحيد الذي ندين الله به.

المُقدَّم: والذين ينزهون الله هم المشبهة وهم المتأثرون باليهود.

سماحة السيد كمال الحيدري: هم المتأثرون باليهود، وهم الذين أخذوا عقيدتهم من عبد الله بن سبأ ومن السبأية ومن اليهودية، هؤلاء الذين اتبعوا القرآن وقالوا (ليس كمثله شيء)، أين الأين فلا اين له كيف الكيف فلا كيف له، هؤلاء هم أصل التوحيد الحقيقي، أي ظلم وقع على علي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة، حتى تأتي أمثال هذه النكرات أمثال محمد بن عبد الوهاب حتى يصفوا لنا التوحيد، وهو توحيد المشبهة المنحرفة من اليهود. هذه حالة الإسقاط في علم النفس الإنسان المبتلى بها يحاول أن يسقطها ويرميها على الآخرين. وليس هذا هو الجديد.

في هذه الليلة كنت بودي أن أشير إلى هذه النكتتين، ألخص حديثي، أخواني الأعزاء إذا أراد أحد متحدث، عالماً كان، مجتهداً كان، علامة كان، إماماً كان، حافظاً كان، إذا أراد أن ينقل عن الشيعة وعن أتباع مدرسة أهل البيت فليعمم كل أحد ينبغي أن يرجع إلى مصادرهم الأصلية لا أن يرجع إلى أعدائهم لينظر ماذا يقولون في حقهم، إلى أمثال هؤلاء، أنا أترك القضية للمشاهد، هؤلاء هم أئمتهم المجددين، هذه القضية لابد أن تحفظ، ولذا أدعوا كل  مشاهد كريم عزيز أنه إذا سمع أحداً يتحدث مباشرة يقول له، لا يقنعون الناس أن يضعوا له مقاطع من الكمبيوتر، وأنه ورد في التبيان كذا وورد في البيان كذا وغير ذلك لأنه في الأعم الأغلب هذا تقطيع، لأني وجدت مع الأسف الشديد عندما يقرأ الكتاب يقول التبيان للسيد الخوئي مع أن التبيان للشيخ الطوسي، ولكنهم لا يعرفون شيئاً من هذه الحقائق.

بالأمس أنا قلت بأنه كتاب (السنة) لأحمد بن حنبل، في الواقع كتاب (السنة) هو لابنه للإمام أبي عبد الرحمن عبد الله بن إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، المتوفى 290هـ. أما كتاب (الرد على الزنادقة والجهمية) فهو لأحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ.

المُقدَّم: الأخ حيدر من فنلندا، تفضلوا.

الأخ حيدر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ حيدر: عندي طلب من سماحة السيد إذا أمكن، جناب السيد قال سوف لن أقف طويلاً على مسألة إثبات وجود الله لضيق الوقت، فأنا أطلب من سماحة السيد إذا أمكن أن يكثف لنا في هذا البحث، لأن أغلب المسلمين هم موحدين بالتقليد، وجميعهم مبتلون بهذه المسألة، الأطفال أيضاً دائماً يسألون، إذا أمكن أن يكثف السيد على هذا المطلب. المسألة الأخرى أسأل سماحة السيد بعد تقبيل أياديه الكريمة أنه قرأ في الكتاب قبل قليل أنه يثقل على الملائكة عند صحوة المشركين ويخف عند صحوة المؤمنين، فهل هذ ا معناه أن الله عز وجل يتأثر بالعبد، أليس هذا من الشرك.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا سيأتي بحثه لاحقاً.

المُقدَّم: معنا الأخ لؤي من السويد، تفضلوا.

الأخ لؤي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ لؤي: أنا فقط اضيف دليل على كلام السيد، بخصوص هم الذين شبهوا الإنسان بالله، في الكتاب المقدس (العهد القديم، سفر التكوين، الفصل الأول، الآية 26) قال: الله خلق الإنسان على صورتنا، كمثالنا، وفي الآية 27 يقول: فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله، هذا تأكيد على كلام السيد بأنه من هم الذين يشبهون الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لم أشر إلى هذه المصادر لضيق الوقت والتي هي موجودة بيدي وسيأتي بحثها تفصيلاً واشير إلى الآيات والفصول التي ذكرت ذلك.

المُقدَّم: الأخ أبو عماد من المغرب، تفضلوا.

الأخ أبو عماد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو عماد: أريد توثيق ما تتحدثون عنه لكي يعرفها الجميع.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا الآن ذكرت بعض المصادر أخي العزيز، الآن ذكرت مصدرين وهما (رد الإمام الدارمي على عثمان بن سعيد) و(إثبات الحد لله) وإنشاء الله أعدك  في هذا الشهر المبارك عندما نصل إلى البحث أذكر لك عشرات المصادر التي أمنوا بهذه، من أهم مصادرهم ومراجعهم من المتقدمين والمعاصرين.

المُقدَّم: الأخ أبو علي من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو علي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو علي: رمضان كريم يا شيخ، نبارك لكم حلول الشهر، أحببت أن اسأل هناك دراسة لأحد شيوخ الشيعة هل هو معتبر  أم لا.

سماحة السيد كمال الحيدري: قلت لكم أساساً أنا لست بصدد أن أتكلم في الأشخاص ولكن هؤلاء الذين مع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة حاولوا أن يستعينوا ببعض الوجوه وببعض الأشخاص أو ببعض العمائم ويعرفونهم بأنهم من الشيعة أنا الآن لست بصدد أن أطعن بفلان أو انتقد فلان، وإنما أريد أن أقول بكلمة واضحة لا يوجد في هؤلاء لا يمثل التشيع وعموماً هؤلاء الذين يخرجون لا يمثلون رأي المذهب ورأي مدرسة أهل البيت الذي يمثلهم أهم مصادرهم وأهم مراجعهم، أما زيد وعمر أو فلان وسموه علامة أو أي شيء آخر فهؤلاء لا يمثلون المذهب.

المُقدَّم: الأخ محمد من الاردن، تفضلوا.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: شيخنا الجليل الله يجزيكم خيراً على هذه البرامج الطيبة الكريمة ونشكركم لدخولكم في هذا البحث فإن هذا البحث نحن بحاجة إليه، نحن نعلمه ونعلم هؤلاء المشبهة المجسمة، ولكن للأسف الشديد فضائياتهم المجرمة تحاول أن تسوق وتحاول أن تروج بأن المذاهب ليس مذهب أهل البيت الكريم فقط ولكن حتى مذاهبنا الأربعة يحاولون دائماً أن يقولون نحن نتبع السلف وهم لا يتبعون إلا اليهود فهم المشبهة وهم المجسمة فنشكركم شكراً جزيلاً على هذه البرامج ونتمنى من الله أن تستمر حتى بعد شهر رمضان، لأنها تعلم الإنسان المسلم حقيقة ربه، فمن لا يعرف ربه لا يعرف دينه.

المُقدَّم:  الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.

الأخ عبد الله: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الله: كل عام وأنتم بخير، أنا عندي ملاحظة لو سمحت، فضيلة الشيخ ذكر في الأسبوع الماضي حديث كتاب الله وعترتي أهل بيتي فبحثت عنه في البخاري وفي مسلم فلم أجد، بالنسبة للملاحظة أنت يا فضيلة الشيخ بارك الله فيك تقول عن علماء السنة نكرات وكذا، فكيف تناقش يا فضيلة الشيخ بعض الشيعة وهم يلعنون أبي بكر وعمر ويقولون أنهما مخلدان في النار.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز، أولاً لابد أن يعلم الأخ العزيز أنه أساساً أنه لم يقل أحداً من العلماء، العلامة الألباني صرح أنه ليس كل ما لم يرد في صحيح البخاري ومسلم فهو غير معتبر، وإلا  لم يبقى الكثير من الحقائق العقدية والدينية، الكثير من هذه الحقائق التي نشير إليها لا توجد في صحيح البخاري وصحيح مسلم هذا أولاً، وثانياً إنشاء الله تعالى ينتظرني الأخ العزيز بعد شهر رمضان عندما نرجع إلى أبحاث الأطروحة المهدوية، سأبين له مصادر حديث (كتاب الله وعترتي) وأنها صححها كبار علمائهم. أما الأبحاث الأخرى التي أشار إليها أنا قلت للمشاهد الكريم وقلت لك أخي العزيز قلت أنه لا يحق لك أنه إذا خرج فلان على فضائية أو لبس عمامة أو ادعى أنه منتسب إلى أهل البيت أو صعد منبراً أنه يمثل مدرسة أهل البيت، أنتم تجدون في الآونة الأخيرة أن كبار مسئوليكم بل ولاة أمركم قالوا أنه لا يحق لأحد الإفتاء إلا من كانوا ضمن هيئة معينة، وكذلك بالنسبة لنا مدرسة أهل البيت آرائنا تؤخذ من أهم كتبنا ومصادرنا ومراجعنا، أما من يخرج على هذه الفضائية أو تلك فهؤلاء لا يمثلون إلا آرائهم الشخصية.

المُقدَّم: الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.

الأخ عبد الله: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الله: عندي مداخلة وهي نشكركم شكراً جزيلاً سيدنا نحن في السعودية على حديثكم هذا، ويكفينا من الأمر كله نحن نتابع قناة صفا وقناة الأنوار وقناة الكوثر يعني أنا عندي سؤال يشبه استغراب قول الرسول عليه الصلاة والسلام فاطمة بضعة مني وأنا بضعة منها من أغضبها فقد أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله، أليس هذا شيء كافٍ للمسلمين في كافة أقطار المعمرة أن يتنبهوا لمثل هذا، أشكر السيد شكراً كثيراً وأتمنى من الله العلي القدير أن يجمعنا وإياه مع أهل بيته الطيبين الطاهرين في مقام عال في الجنة.

المُقدَّم: هذا هو هدف البرنامج عرض الحقائق، وإنشاء الله تعالى نسأل الله أن ينتفع العباد بها.

سماحة السيد كمال الحيدري: كنت قد جئت بثلاثين مصدر آخر حتى أشير لها ولكنه من باب الإشارة، من المصادر التي سأعتمدها في هذه الأبحاث (متن كتاب التوحيد) لمحمد بن عبد الوهاب، ومنها (الفواكه العذاب في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الصفات) تأليف الشيخ حمد معمر، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي، تقديم معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار البشير، مؤسسة الرسالة، حتى يعرف المشاهد الكريم إني إذا أردت أن أنقل رأياً لمحمد بن عبد الوهاب أنقله من المصادر المعتمدة، فإذا أردتم أن تنقلوا عن الشيخ المفيد أو تنقلوا عن السيد المرتضى أو عن علمائنا الكبار لابد أن ترجعوا إلى مصادرهم لا إلى هذا وذاك. ومن المصادر الأخرى في هذا المجال (شرح أصول الإيمان) للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، الشرح لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، اعتنى بإخراجه عبد السلام بن عبد الله السليمان، ومن المصادر أيضاً (القواعد المثلى في صفات الله وأسماءه الحسنى) للشيخ محمد صالح العثيمين، خرج أحاديثه وعلق عليه أبو محمد أبو محمد أشرف بن عبد المقصود، أضواء السف وأصداء المجتمع، ومن المصادر (رسائل في العقيدة) تأليف محدث المدينة النبوية أبي عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 1418هـ، ومن المصادر الأخرى (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة) تأليف علوي بن عبد القادر السقاف، موقع الدرر السنية، دار الهجرة للنشر والتوزيع، ومنها كتاب (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) تأليف ابن قيم الجوزية، حققه وخرج أحاديثه وقدم له الدكتور علي بن محمد دخيل الله، دار العاصمة للنشر والتوزيع.

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، وشكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.