محورية القرآن الكريم في المعرفة ا لدينية، ق(3)
  • عنوان المقال: محورية القرآن الكريم في المعرفة ا لدينية، ق(3)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 7:50:52 3-10-1403

03/08/2011

المُقدَّم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله مبير الظالمين، مدرك الهاربين صريخ المستسصرخين موضع حاجات الطالبين، ثم الصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. مرحباً بكم في الحلقة الثالثة التي نتحدث فيها عن (محورية القرآن الكريم في المعرفة  الدينية، القسم الثالث). أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري. أهلاً ومرحباً بك سماحة السيد. تقبل الله أعمالكم. كلمة ترحيب للمشاهدين ومن ثم نستكمل ما بدأتموه قبل حلقتين في موضوع محورية القرآن الكريم في المعرفة الدينية، والسؤال هل أشار الإمام علي عليه السلام في مواضع أخرى من النهج كما أشرتم إلى بعض المواضع في الحلقة السابقة إلى أنه هو المرجع في معرفة القرآن الكريم.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في المقدمة كما أشرت في الليلة الماضية أن المسألة الأساسية التي لابد أن يلتفت إليها هو أنه ليس الخلاف بين مدرسة أهل البيت ومدرسة أهل السنة ينحصر في مسألة من هو الخليفة ومن هو القائد السياسي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. نعم، هذا الخلاف موجود وأنا لا أريد التعرض لهذه المسألة ... ولكن المسألة الأساسية التي فيها بعد فكري وبعد عقائدي وبعد ديني، وهو أنه أساساً من هو المرجع بعد رسول الله في بيان النص الديني وفي تفسير النص الديني وفي فهم الدين، كما أشرنا في الحلقة السابقة قلنا أن القرآن الكريم بين أن المبين للقرآن والمفسر للقرآن والحكم الفصل عند الاختلاف هو الرسول الأعظم في حياته (لتبين للناس من نزل إليهم) فهل أنه ترك الأمة سدى بعد ذلك أو عين مرجعية لذلك.

طبعاً الآن ليس حديثنا فيما ذكر الرسول الأعظم هل عين أو لم يعين، وإنما أريد أن اشير إلى النكتة التي تحاول جملة من القنوات والفضائيات والمواقع والكتب التي تقول أن علياً لو كان له هذا الموقع الخاص الذي يتميز به عن باقي صحابة رسول الله إذن لماذا لم يشر إلى ذلك في نهج البلاغة، ويجعلون ذلك مستنداً إلى أن ما يقوله الشيعة عن علي في هذا الموقع ليس هو من نظريات الإمام علي في نهج البلاغة وإنما هي من محدثات علماء الشيعة ومن الأمور التي استحدثها علماء الشيعة في عصر الغيبة. وأنا وقفت عند هذه النكتة لأبين أن أمير المؤمنين عليه السلام في مواضع متعددة أشار إلى أنه هو المرجع في فهم كتاب الله وهو المرجع لبيان كتاب الله لأن المحور الأساسي لجميع المعارف الدينية. ويتذكر المشاهد الكريم هذا النص الذي طلب الكثير من الأعزاء إعادة قراءة النص الذي ذكرناه بالأمس وهو أن الإمام عليه السلام قال في (نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده، الخطبة 87) ومن خطبة له عليه السلام وهي في بيان صفات المتقين وصفات الفساق والتنبيه إلى مكان العترة والظن الخاطئ لبعض الناس، قال عليه السلام تأكيداً، قال: (فأين تذهبون) بينكم وبين الله لو كان كلام الصحابة جميعاً حجة وفهم حجة يجب الاعتماد عليه فلماذا يقول أمير المؤمنين (فأين تذهبون وأنى تؤفكون والأعلام قائمة) إذن هو والعترة هم الاعلام القائمة (والآيات واضحة والمنار منصوبة فأين يتاه بكم بل كيف تعمهون) يعني أن النبي صلى الله عليه وآله ترك فيكم العترة فإذا انفصلتم وإذا أقلتم العترة عن موقعهم هذا معناه أنكم تقعون في التيه وتقعون في العمى، وبينكم عترة نبيكم.

يا أمير المؤمنين ما هي مواصفات العترة؟ قال: (وهم أزمة الحق وأعلام الدين وألسنة الصدق) لسان صدق هؤلاء واقعاً ألسنتهم لا يقولون إلا صدقاً. إذن إذا كان الأمر كذلك فما هو موقعهم؟ (فأنزلوهم بأحسن مناز القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش). هذا ما أشرنا إليه بالأمس.

أما مورد آخر وهو أنه الإمام عليه السلام في موضع قرأناه بالأمس في (ص219 من نهج البلاغة الخطبة 132) ومن خطبة له عليه السلام يعظم الله سبحانه ويذكر القرآن والنبي ويعظ الناس قال: (وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيى لسانه) إذن هذا القرآن دائماً هو نطق وحديث ولا يفتر عن ذلك. وأنا أتصور أن هذا اللسان المبارك  وهو اللسان الإلهي إن صح التعبير، الذي هذا القرآن تجلى الله لخلقه في كتابه ولكن لا يبصرون ولكن لا يسمعون ولكن لا يعقلون ولكن لا يفقهون. الإمام يقول: (ناطق) ولكنه يا أمير المؤمنين هذا النطق هل يستطيع الجميع أن يفهمه كما ينبغي أو أن يستنطق ويفهم من الجميع؟ قال عليه السلام: نعم، هذا القرآن ناطق ولكنه يحتاج إلى ترجمان، انظروا ماذا يقول في (الخطبة 124، ص209) قال: ومن كلام له عليه السلام في التحكيم عندما أشكل عليه لماذا قبلت التحكيم قال: (إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن) وهذا القرآن يا أمير المؤمنين حكمت القرآن يعني مرادك ما بين الدفتين؟ قال: (وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان) يا أمير المؤمنين أنت تقول قبل قليل ناطق لا يعيى لسان. يقول: نعم يحتاج إلى ترجمان (لا ينطق بلسان ولابد له من ترجمان) من مبين ومن مفسر، من موضح (لتبين للناس ما نزل  إليهم) (وإنما ينطق عنه الرجال) يا أمير المؤمنين دلنا على هؤلاء الذين ينطقون ويستنطقون القرآن.

في (ص249، الخطبة 157) ومن خطبة له ينبه فيها على فضل الرسول الأعظم وفضل القرآن ثم حال دولة بني أمية (أرسله على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأمم وانتقاض من المبرم فجاءهم بتصديق الذي بين يديه والنور المقتدى به ذلك القرآن) هو هذا النور، مصدقاً لما بين يديه ومهيمناً عليه (ذلك القرآن فاستنطقوه) لأن القرآن ناطق وله لسان ينطق ولكنه كما قال أمير المؤمنين يحتاج إلى رجال يترجمون ويستنطقون. قال: (فاستنطقوه ولن ينطق) يعني ينطق القرآن ولكن لا تفهمون أنتم نطق القرآن. يا أمير المؤمنين إذن من يفهم نطق القرآن؟ قال: (ولكن أخبركم عنه) يعني أنا الذي استطيع أن استنطق القرآن (ولكن أخبركم عنه إلا أن في علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء داءكم ونظم ...) إذن إذا أردتم علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء داءكم ونظم ما بينكم إذن لابد أن ترجعوا إلى علي عليه السلام. لأنه هو الذي يستطيع أن يستنطق القرآن الكريم.

إذن بهذا يتضح أن ما ذكره الإمام أمير المؤمنين في موضع آخر في (نهج البلاغة، ص293، الخطبة 182) ومن خطبة له عليه السلام في قدرة الله وفي فضل القرآن قال: (فالقرآن آمر زاجر وصامت ناطق) قد يقول قائل يا أمير المؤمنين في النتيجة القرآن إما صامت وإما ناطق. يقول: نعم لمن يعرف أن يستنطق القرآن ويفهم نطق القرآن ويفهم لسان القرآن فهو بالنسبة إليه ناطق، أما بالنسبة لمن لا يستطيع ولمن لم يتربى في حجر النبوة ولمن لم يكن ربيب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لا يمكنه أن يستنطق القرآن، فالقرآن بالنسبة إليه سوف يكون صامتاً. وهذا هو الموضع الرابع ومواضع أخرى وأنا اكتفي بهذا القدر في هذا المجال.

المُقدَّم: قبل أن نأتي إلى السبل أو الطرق التي يمكن من خلالها معرفة ترجمان أو مستنطق القرآن، قد يسأل سائل أن القرآن الكريم هو يقول بأنه نزل بلسان عربي مبين. وأنه نزل بلغة قوم لكي يفهموه والقرآن فيه ظاهر وباطن.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا ندخل الآن في الباطن، بل نحن وظاهر القرآن، أعزائي عندما نقول لسان عربي مبين، نعم، كل من يقرأ القرآن ولكن هؤلاء الذي قرأوا القرآن اختلفوا فيما بينهم، ولذا أشرنا نحن في حلقة سابقة عندما سأل الأعزاء عن سبب اختلاف العلماء، قلنا رجعوا إلى القرآن ولكن كل واحد له فهمه الخاص. إذن القرآن وحده لا أنه ليس كافٍ لرفع نزاع الأمة واختلافات الأمة، فهمهم ليس كافٍ لرفع اختلافات الأمة، إذن ليس أن القرآن محتاج إلى النبي أو المعصوم ليرفع الاختلاف، بل الأمة لكي ترفع اختلافها في فهم القرآن تحتاج إلى النبي والإمام.

المُقدَّم: نعود إلى مسألة السبل التي حددها الإمام هو بذاته لمعرفة ترجمان أو مفسر أو مستنطق القرآن.

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: الإمام عليه السلام أعطانا طريقاً واضحاً لمعرفة كيف نميز هذا الإنسان يدعي، يعني بتعبير آخر بالأمس يتذكر المشاهد الكريم الإمام عليه السلام قسم العلماء إلى قسمين، قال: (وآخر قد تسمى عالماً وليس به) ليس بعالم، إذن ما هو؟ (أخذ جهائل من جهال) هذه جداً خطيرة، هذه القضية واقعاً جداً خطيرة، الإمام عليه السلام عندما يقول (فاقتبس جهائل من جهال وأضاليل من ضلال ونصب للناس أشراكاً، أشراكاً من حبائل غرور وقول زور، بدل أن يمتحن رأيه بالقرآن قد حمل الكتاب على آراءه وعطف الحق على أهوائه، يؤمن الناس من ... أقف عند الشبهات وفيها قد وقع واعتزل البدع وبينها اضطجع) يقول كثير من هؤلاء الذين يقولون هنا وهناك بدعة بدعة، يقول بيني وبين الله هو مضطجع في البدعة وهو لا يعلم، لأنه جاهل بالقرآن (واعتزل البدع وبينها اضطجع فالصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان) (أولئك كالأنعام بل هم أضل).

يا أمير المؤمنين كيف نميز أهل الحق من أهل الباطل؟ كيف نميز أهل القرآن من أهل الجهل وأهل الضلال الذي يسمون أهل العلم، يتسمى بالعلم وليس من أهل العلم؟

الإمام عليه السلام في هذه الحقيقة يبين بشكل واضح وصريح يقول بأن الطريق من ذلك يمر من هذا الموقع. إذا يتذكر الأعزاء في مواضع متعددة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أشار في (ص232) قال من أهم الطرق للمعرفة أنك تعرف الأشياء بأضدادها، يعني كيف تعرف البياض وكيف تعرف النور إذا وقعت في الظلمة عند ذلك أعرف قيمة النور، وإلا بينكم وبين الله إذا لم تكن الظلمة هل تستطيع أن تتعرف على النور؟ لا. متى تتعرف على النهار؟ عندما يأتي الليل، وإلا لو كان الليل سرمداً واقعاً هل كان أحد يميز هذا المعنى.

قال عليه السلام: (وأعلموا) في الخطبة (146) ومن خطبة له الغاية من البعثة وعظة الناس (ص232) من شرح نهج البلاغة للإمام محمد عبدة، قال: (أعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه) يا أمير المؤمنين من أين أتعرف أن هذا هدى وأن هذا رشد؟ قال: انظروا إلى من تركه عند ذلك تعرفوا من عمل به (واعلموا به أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نقده). إذن الطريق واضح تعرفون الأشياء بأضدادها (فالتمسوا ذلك) يا أمير المؤمنين كيف نعرف؟ انظروا إلى حياتهم وسلوكهم ومنطقهم وإلى مواقفهم، إلى كل شيء مذ ولدوا إلى أن ارتحلوا عن هذا العالم. (فالتمسوا ذلك من عند أهله) أهل القرآن (فأنهم عيش العلم وموت الجهل، هم الذي يخبركم حكمهم عن علمهم وصمتهم عن منطقهم وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق).

وأعتذر وأنا أضم صوتي إلى صوت المشاهد الكريم لأن هذا البرنامج يحتاج إلى ما لا يقل عن ساعة ونصف ولكن الوقت قصير فلهذا تجدون أني أسرع، ولكني اسرع حتى لا يبقى من المطالب شيء.

إذن الإمام عليه السلام بأن الطريق تعرف الأشياء بأضدادها. يا أمير المؤمنين عرف لنا ما هي صفات إمام الهداية وما هي خصال إمام الضلال والغواية والغدر والحيلة، بين لنا ما هي الصفات؟ قال فقط لا اقول لكم فقط ما هي الصفات بل أبين المصاديق منها من هو مصداق إمام الهداية ومن هو مصداق إمام الضلالة، وأنا أشير إلى مورد واحد في هذه الليلة وإن شاء الله سيأتي تفصيله في الحلقات القادمة، انظروا ماذا يقول؟

يقول أمير المؤمنين في (ص327، الخطبة 191) يقول: إذا أردتم أن تتعرفوا عليّ، يا أمير المؤمنين أعطنا بطاقتك الشخصية منذ ولدت إلى يومنا هذا؟ يقول: (وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره) يعني وأنا طفل صغير جداً، وإلا هل يوضع في الحجر وعمره عشرة سنوات أو عشرين سنة. (وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ويكنفني إلى فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه، وكان ينظر الشيء ثم ينظر لي) الله... ماذا يريد أن يقول أمير المؤمنين؟ يقول أنا ثمرة هذه الشجرة المباركة، يريد أن يقول أنه منذ ذلك اليوم يقول (كان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول) لا صغيرة ولا كبيرة. ثم يقول بعض الجهلة وبعض العوام وبعض من لا خبرة له بحقيقة نهج البلاغة أين قال علي بن أبي طالب أنا معصوم، أساساً كل الرذائل منشأها الكذب والإمام يقول وأنا مذ كنت صغيراً رسول الله لم يجد لي كذبة في قول (ولا خطلة في فعل) لا على المستوى النظري ولا على المستوى العملي والتطبيقي. (ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً) يعني مذ صغره الله قرن معه (أعظم ملك من ملائكته، يهدون) رسول الله، البعض يتصور أن النبي صلى الله عليه وآله لم يكن نبياً قبل نبوته، قد يقول لي قائل: فما معنى أن يكون نبياً قبل نبوته؟ الجواب: النبوة التي عشناها في عمر الأربعين للنبي الأكرم هذه هي النبوة العامة التي أرسل بها إلى الخلق أجمعين، وهذا ما اصطلح عليه أهل المعرفة بأنه السفر من الخلق إلى الخلق بالحق سبحانه وتعالى. ولكنه مذ كان فطيماً كان نبياً ولكنه هذه النبوة نبوة فردية مرتبطة به ولذا نحن نعتقد أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لم يكن على شريعة غير شريعته. نعم، كانت له شريعة فردية شخصية مذ كان فطيماً إلى أن بلغ الأربعين التي فيها أرسل إلى الناس أجميعن.

قال: (ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره) يا أمير المؤمنين لماذا تقول لنا هذا الكلام؟ يقول: لأني أريد أن أقول لكم أني كنت معه (ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل) يعني كل هذه المكارم التي كانت لرسول الله فهي بالأصالة لرسول الله وبالوراثة، الوراثة المعنوية، وبالوراثة المعنوية وفرعها أين؟ هذه هي ثمرة تلك الشجرة المباركة الطيبة. (ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل لأثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به) إذن أمير المؤمنين عليه السلام كان تابعاً لرسول الله بعد الإسلام العمومي أو حتى في تلك الفترة الخاصة؟ في تلك الفترة الخاصة التي لم تأتِ فيها النبوة العامة ولم يؤمر رسول الله (أنذر) لا لا، لم يأتِ ذلك المقام.

نعم، إذا قلنا أنه ثالث المسلمين بعد رسول الله وخديجة، هذا الإسلام العمومي، أما الخاص فلم يكن إلا رسول الله وعلي. هذا نهج البلاغة. أولئك الذين يقولون ما هو دليلكم من نهج البلاغة؟ قال: (ويرفع لي في كل يوم من أخلاقه لي علماً ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري) اختصاص وخصوصية (ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله صلى عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان أيس من عبادته) لا يعبده أحد بعد نزول النبوة العامة (إنك تسمع ما أسمع) هذه الجملة والله تحتاج ليالي أن أقف عندها للمشاهد الكريم، ما معنى أن رسول الله يشهد لعلي وهو الصادق الأمين، علي بن أبي طالب هو الصادق الذي لم يجد عليه رسول الله كذبة واحدة، وإلا لو لم يكن ذلك لما كان قريناً للقرآن في حديث الثقلين وأنهما لن يفترقا. ولو كان عليه كذبة لما كان من أحبه فهو مؤمن ومن أبغضه فهو منافق لأنه إذا صدر منه كذب لابد أن نبغضه. ولم يقل له رسول الله من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضك فقد أبغض الله. هذا كله دليل على أنه (إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي) فقط هذا. إلا أنك لست بنبي (ولكن وزير وأنك لعلى خير ... وإني لمن قوم ...) هذه طفولتي وهذا شبابي (وأني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الأبرار) بينكم وبين الله أتريدون عصمة أعلى من هذا المقام، يقول أنا مقامي مقام الصديقين وكلامي كلام الأبرار (عُمّار الليل) هؤلاء القوم (ومنار النهار متمسكون بحبل القرآن يحييون سنن الله وسنن رسوله لا يستكبرون ولا يعلون ولا يغلون ولا يفسدون ...) أقسم لكم بالله العظيم أن هذه الجملة التي سأقرأها تحتاج لا أقل أسبوعاً أن أقف عندها، يقول: (قلوبهم في الجنان) وهم في الدنيا (وأجسادهم في العالمين) ولذا عليه السلام عندما ضرب تلك الضربة التي استشهد فيها قال: جاوركم بدني ... جاوركم ... وإلا حقيقي وروحي وقلبي كان في جوار العرش لرب العالمين. هذا المصداق الأول. هذا علي. إذن أمير المؤمنين عليه السلام بشكل واضح وصريح يبين.

يا أمير المؤمنين من هم هؤلاء الذين يتمترسون بالقرآن ويرفعون لواء القرآن، والآن أيضاً الكثيرون في زماننا الذي يرفعون لواء القرآن ولكنهم ليسوا من أهل القرآن، انظروا ماذا يقول أمير المؤمنين في (نهج البلاغة، ص203، الخطبة 122) قاله للخوارج وقد خرج إلى معسكرهم وهم مقيمون على إنكار الحكومة فقال عليه السلام: (ثم كلهم بكلام طويل ... ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف) وأنتم تعلمون من رفع المصاحف الفئة الباقية، وسيأتي بحثها إن شاء الله في الليالي القادمة (عند رفعهم المصاحف حيلة وغيلة ومكراً وخديعة) إذن الآن إذا نظرنا إلى الظاهر هؤلاء رفعوا القرآن يعني يريدون الاحتكام إلى القرآن، وبتعبير أمير المؤمنين (عمل حق أريد به باطل) وهذه هي الطبقة الخطيرة والفئة الخطيرة والاتجاه الخطير في الأمة الإسلامية وهو أن يرفع لواء القرآن ولكن يرفعه حقيقة ويريد أن يحتكم إليه واقعاً أو يرفعه حيلة وغيلة ومكراً وخديعة وغدرا، أي منها؟ الإمام عليه السلام يشير إلى هذا ثم يبين في موضع آخر أن معاوية هو المصداق الأتم لهذه الحقيقة. في (345، الخطبة 199) قال: (ومن كلام له عليه السلام في تنزهه عن الغدر والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر) والآن والله أي منطق بائس أن تسمع على الفضائيات كلاهما كان على الحق والاختلاف كان اختلافاً سياسياً، بينكم وبين الله اجتهد وأخطأ وله أجر وعلي بن أبي طالب يقول هو غادر فاجر، وهذه الكلمة تخرج من ذاك الذي قرأناه قال (سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الأبرار) (لم يجد  علي كذبة في قول).

قال: (ولولا كراهية الغدر) إذن معاوية غادر (لكنت من أدهى الناس ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ...).

إذن أتصور أن أمير المؤمنين ميز بصورة كاملة بين مصداق أئمة الهدى ومصداق أئمة الضلال، وحدد بالأسماء قال أنا إمام الهدى ومعاوية إمام الضلالة والغواية. عند ذلك لأنا لا أتصور أن يسمح لأحد أن يدعي بأن الخلاف بين علي ومعاوية كان خلافاً سياسياً.

المُقدَّم: وخاصة أن هذا حدث في حالة استقطاب فكري واجتماعي وديني وسياسي في المجتمع، بمعنى أنك إما أن تكون في هذا القطب أو تكون في القطب الآخر.

سماحة السيد كمال الحيدري: أو تكون على التل كما كان البعض. وسيأتي البحث في أن أولئك الذين وقفوا على التل ندموا في أخريات حياتهم أم لا؟

المُقدَّم: ما تفضلتم به في نهج البلاغة وعن الإمام علي عليه السلام لكن أي سجال علمي وفي مناظرة بين طرفين أنت تريد أن تثبت حقيقة قد لا يعتقد بها آخرون عليك أن تأخذ الدليل والحجة مما يلزمون به أنفسهم؟

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا هو المنهج الذي نحن سرنا عليه من أول بداية هذه الأبحاث، قلنا أن الرواية لا تكون حجة إلا إذا اجتمع عليها الاتجاهين وكانت صحيحة.

تعالوا لنرى أن الإمام عندما يقول أن هؤلاء رفعوا المصاحف غيلة وحيلة وغدراً ومكراً هل أن هذا فقط كلام أمير المؤمنين في نهج البلاغة حتى يقال بأنه لا سند لنهج البلاغة، أو أن الآخرين ممن يقبله الآخر ممن يقبله أصحاب النهج الأموي، بشكل واضح وصريح أقول ممن يقبلهم أصحاب النهج الأموي، يعني ممن يقبلون اتجاه ابن تيمية.

تعالوا معنى إلى كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ج9، ص212) جمعه الفقير إلى الله عبد الرحمن النجدي الحنبلي المتوفى 1392هـ الجزء التاسع، كتاب الجهاد، الطبعة السابعة 1425هـ يقول: (وقال الشيخ سليمان بن سحمان: ورد علينا منك رسالة تطلب فيها أن نكتب لك قصة الخوارج مستوفاة من حين خروجهم على علي رضي الله عنه إلى آخر ما كان من أمرهم، فقد ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد اللطيف في رده على داود بن جرجيس وهذا نص ما ذكر) يعني نص ما ذكره الشيخ عبد اللطيف أستاذ الشيخ سليمان.

أنا قبل أن أشير إلى أنه ماذا قاله الشيخ عبد اللطيف في جواب رسالة تلميذه الشيخ سليمان بودي أن أتعرف على هذين العلمين من أعلام الوهابية المعاصرين، انظروا من هو الشيخ عبد اللطيف، طبعاً هذا ايضاً في (الدرر السنة في الأجوبة النجدية، ج16، ص413) يقول: (الشيخ عبد اللطيف عبد الرحمن هو الإمام العالم العامل الحبر العلم الكامل سيد أهل الإسلام في زمانه وقطب فلك الأنام في أوانه أوحد البلغاء بدر الفصحاء ...) بينك وبين الله لو كنا نقول هذا في الإمام علي بن أبي طالب لقالوا انظروا إلى الغلو.

إلى أن يقول: (أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية) أنا لا أعلم متى صارت الأبحاث العقلية حجة عند الوهابية وهم الذين يرفضون العقل ويقولون أن ابن تيمية قال ما قال في العقل (أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية سيف السنة المسلول حاوي المعقول والمنقول البليغ المصقع واللوذعي البلتع والفاضل الفصيح المجاهد النصيح ... أدرك مقام الأئمة الكبار وناسب قيامه من بعض الأمور مقام الصديقين). ثلاثة صفحات في بيان مقامات هذا الرجل. هذا الشيخ عبد اللطيف.

أما الشيخ سليمان يقول: (هو الإمام النبيل الورع الزاهد العابد مفيد الطالبين قامع المبتدعين كاشف شبهات المشبهين والمبطلين حرم حوزة الدين ... وبلغ في العلوم مبلغاً حتى صار مناراً يقتدى به إماماً هماماً شهماً مقداماً أصولياً مجتهداً متبحراً ...).

تعالوا معنا لنعرف أنه ماذا قال هذان العلماء في قضية الخوارج. (قال رحمه الله) الشيخ عبد  اللطيف الذي سيماهم سيماء الصديقين وأنه لم يأت الزمان بمثلهم (أنه لما اشتد القتال يوم صفين قال عمر بن العاص) الصحابي الجليل عندهم، أعرفوا مقامات الصحابة عند بني أمية وعند الاتجاه الأموي (قال عمر بن العاص لمعاوية بن أبي سفيان) الذي كتب رسالة ابن تيمية قال أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان وسيأتي بحثه لاحقاً (لمعاوية بن أبي سفيان، هل لك في أمر أعرضه عليك) عمر بن العاص الصحابي الجليل يقول لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان (هل لك في أمر أعرضه عليكم لا يزيدنا إلا اجتماعاً ولا يزيدهم إلا فرقة) هذا هو دين عمر بن العاص ومعاوية، هذا الذي يقولون أنه رفعوا المصاحف لأجل حفظ وحدة المسلمين وأن لا تراق الدماء (قال معاوية) أمير المؤمنين بتعبير معاوية (نعم) لنجد الفرقة فيهم، هؤلاء الذين يقولون لا والله اجتهد فأخطأ وإلا لو كان يعرف الحقيقة لما فعل، لأن المجتهد إذا أخطأ يعني لو عرف الحقيقة ينبغي ماذا ... تبين الآن أنه عن قصد وعمد وإرادة جازمة يفعل هذا الغدر. قال: (نعم. قال: نرفع المصاحف ثم نقول لما فيها هذا حكم بيننا وبينك فإن أبى بعضهم أن يقبلها رأيت فيهم من يقول ينبغي لنا أن نقبلها) يعني نوجد الفرقة في معسكر علي بن أبي طالب (فتكون فرقة فيهم فإن قبلوا رفعنا القتال عنا إلى أجل، فرفعوا المصاحف بالرماح) هؤلاء هم أئمة الضلال يعني دائماً يتمترسون بالقرآن ولكن لأغراض إلهية أو لأغراض شيطانية، لأغراض لخدمة المسلمين أو لأغراض لتدمير وحدة المسلمين، والآن تجد الفضائيات والمسلسلات والقنوات ... كلها لتبييض وجهة معاوية وعمر بن العاص. (فرفعوا المصاحف بالرماح وقالوا هذا كتاب الله بيننا وبينكم ... فقال لهم علي( يا أمير المؤمنين هؤلاء رفعوا المصاحف، قال: (عباد الله) لمن يقول؟ لمعسكره (عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم فأنهم ليسوا بأصحاب دين) مع ذلك يأتي بعض العوام على الفضائيات ويقول أن علي بن طالب قال هؤلاء أهل دعوتنا وإخواننا، يقول: (أنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن) هؤلاء لم يقبلوا لا ديناً ولا قرآناً (أنا أعلم بهم منك والله ما رفعوها إلا خديعة ووهناً ومكيدة) هذا ليس نهج البلاغة بل هو الدرر السنية الذي هو الإمام الهمام أوحد زمانه يقر بأن ما قاله علياً حق أو باطل؟ وإلا لو كان هذا الكلام باطلاً لماذا يسرد القصة لما فيه أمور باطلة، هذا يكشف عن أن ما قاله علي في هذا المجال ...

ولذا أمير المؤمنين عليه السلام تجدونه في مكان آخر في (ص398) من نهج البلاغة ومن كتابه له لمعاوية (ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية) هؤلاء الذين يقولوا اجتهدوا فأخطئوا (وولاة أمر الأمة بغير قدم سابق ولا شرف باسق) لا أريد أن أدخل في التفاصيل وقد دعوت إلى الحرب لأن من دعا إلى الحرب ليس علياً بل هو معاوية بعنوان الثأر لعثمان (وقد دعوت إلى الحرب فدع الناس جانباً وأخرج إلي واعفي الفريقين من القتال) أنت تقول أننا نريد وحدة المسلمين ولا يراق دم، إما أن تقتلني وإما أن أقتلك فيرتاح المسلمون منك (واعفي الفريقين من القتال ليعلم أينا المرين على قلبه) بل ران على قلبه (والمغطى على بصره ... فأنا أبو حسن قاتل جدك وخالك وأخيك) إذا لم تعرفني فاعرفني الآن (فأنا أبو حسن قاتل جدك وخالك وأخيك شدخاً يوم بدر وذلك السيف معي). ذو الفقار إلى الآن الذي يميز بن الحق والباطل بيدي علي، وبأي قلب؟ قال: (وبذلك القلب ... ما استبدلت ديناً) يعني أنتم استبدلتم (ولا استحدثت نبياً) مع ذلك يقولون بأن الصحابة اجتهدوا فأخطئوا (وأني لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين) يا بني أمية (ودخلتم فيه مكرهين) يعني أنتم الطلقاء يعني أنتم لم تؤمنوا حقيقة.

المُقدَّم: أنا أفضل أن نتناول السؤال الرابع ولو في مصدرين.

سماحة السيد كمال الحيدري: إذن الإمام علي بن أبي طالب أثبت أنه هو ترجمان القرآن وأن معاوية غادر فاجر وهذا ليس بنص نهج البلاغة فقط بل بإضافة ما ذكره أعلام الوهابية في الدرر السنية.

المُقدَّم: النتيجة ما الذي يترتب على هذا؟

سماحة السيد كمال الحيدري: التفتوا إلى هذا، أولئك الذين يقولون بأنه هذا اجتهاد وكلاهما على الحق وسأقرأ لكم عبارات الوهابية المعاصرين الذين يقولون بأنه علي ومعاوية كلاهما على الحق ولكن هذا 80 وهذا 20 وكأنها مسألة رياضية، هذا 70 وهذا 30. ويكون في علمكم أن ابن تيمية يقول لا علي كان على الحق الكامل ولا معاوية، الذين اعتزلوا يعني عبد الله بن عمر وأمثاله الذين بايعوا بني أمية كانوا على الحق الكامل، الذين بايعوا بني أمية كانوا على الحق 100% والذين كانوا مع علي الحق معه 60 أو 70% والذي مع معاوية حق معه 30 أو 40% ، هذا بحثه سيأتي.

ما هي نتيجة الغادر يوم القيامة؟ هذا أمامكم صحيح البخاري وهو أهم مصدر عندكم (الجامع الصحيح للبخاري، ج2، ص681) طبعة الرسالة العالمية قال: (عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي يقول لكل غادر لواء ينصب لغدرته) هذا المصدر الأول.

المورد الثاني أيضاً في (صحيح البخاري، ج4، ص425، باب ما يدعى الناس بآبائهم) قال: (عن النبي الغادر يرفع له لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان بن فلان، إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان) يعني معاوية وفئة معاوية لهم لواء غدر منصوب، طبعاً تعلمون اللواء لأجل ماذا ينصب؟ ينصب حتى يكون له من يأتي خلفه، يعني يقدم قومه يوم القيامة، حتى يكون إمام. يعني (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) فكل من يقول لمعاوية أمير المؤمنين وكل من يترضى عليه وكل من يقول أنه على الحق وكل من يدافع عنه وكل من يكتب عنه دفاعاً فهو تحت لواء غدره يوم القيامة.

وهناك مصادر أخرى مثل صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد والمصنف وغيرها ولكن ضاق الوقت علينا.

المُقدَّم: الأخ عباس من السويد.

الأخ عباس: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عباس: استدلال بسيط من آيات القرآن الكريم الآية الأولى سورة التوبة (يا أيها الذين أمنوا تقوا الله وكونوا مع الصادقين).

المُقدَّم: لو نكتفي بهذا وكونوا مع الصادقين.

الأخ عبد الله من السعودية.

الأخ عبد الله: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد  الله: سيدنا بالنسبة لنهج البلاغة لا يعترفون به الاخوة الوهابية، فرجاء زيادة للتوضيح لكي يعرف الجميع ... وجزاكم الله خيراً عند هذا الجهاد الكبير.

المُقدَّم: الأخ فراس من العراق، تفضلوا.

الأخ فراس: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ فراس: عندي سؤالان في بحث السيد، السؤال الأول ذكر السيد بأن الكتاب هو نظام وقد قال الله (فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم) هذا الاختلاف هنا لم يحصل نتيجة الجهل وإنما حدث بعد حصول المعرفة، أما السؤال الثاني بعد أن بينت أئمة الهدى وأئمة الضلالة هل يمكن القول أن الإمامة عند أهل البيت عليهم السلام يمكن أن نوضحها بأنها أمر من قبل الله فإن اطاع الله الخلق بذلك أعطاهم الأجر في الدنيا والآخرة.

المُقدَّم: الأخ عمار من قطر.

الأخ عمار: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عمار: هل فسر الإمام علي بن أبي طالب في القرآن أو أحد الأئمة المعصومين وهل فسروه في زمانهم ووقتهم.

المُقدَّم: السؤال الأول (يا أيها الذين أمنوا ...).

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: أخي العزيز هذه الآية المباركة سيأتي وقتها المناسب وسنبين أن هذه الأدلة دالة على ضرورة وجود معصوم في كل زمان وأنه ينبغي وجود هذا المعصوم وهذا ما يستدل به الرازي وغير الرازي. وسيأتي لاحقاً.

المُقدَّم: عبد الله من السعودية يقول حبذا لو تستخدمون مصادر أخرى.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا، أنا أبين لماذا استندت إلى نهج البلاغة. طبعاً صحيح أن الوهابية ينكرون نهج البلاغة ولكن أنتم تجدون الآن في فضائياتهم وقنواتهم يحاولون أن يستدلوا علينا بنهج البلاغة، وأن علياً لو كان كذا لقال كذا. هذا أولاً. وثانياً خطابي أنا غير موجه إلى الوهابية حتى تقول لي أنهم ينكرون. أنا خطابي موجه إلى عموم المسلمين أولاً وموجه أيضاً إلى شيعة مدرسة أهل البيت ليعرفوا ماذا يوجد في تراثهم وهذا الذي ضمنته في الدورة الجديدة، في الدورات السابقة من برنامج مطارحات في العقيدة كنا نكتفي بمصادر الآخرين ولكني ضمنته في هذه المرحلة ما يقوله علماء مدرسة أهل البيت.

المُقدَّم: هل الاختلاف حصل بعد المعرفة.

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: نعم، لأنه يوجد عندنا اختلاف ممدوح واختلاف مذموم، والاختلاف المذموم حصل بعد وصول العلم ولهذا قلنا نحن مراراً وتكراراً أن هذا الاختلاف يحتاج إلى مرجعية، العلماء عندما يختلفون وكل يستند ويدعي وصلاً بليلى ويقول أن هذا المطلب جاء في القرآن. أنتم انظروا القائلون بالجبر يستدلون بآيات من القرآن والقائلون بالتفويض أيضاً يستدلون بآيات من القرآن، الحق أين.

المُقدَّم: هل فسر الإمام علي ...

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: نعم، الأئمة طبعاً في كتبنا التفسيرية الأثرية المرويات مثل نور الثقلين ومثل البرهان مجموع ما ورد عن الأئمة هناك آلاف الروايات التي وردت في تفسير القرآن الكريم يمكن الرجوع إليها.

المُقدَّم: شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري على هذه المعارف الغزيرة وبيان علوم أهل البيت عليهم السلام، شكراً لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.