حديث الثقلين سنده ودلالته ق(37)
  • عنوان المقال: حديث الثقلين سنده ودلالته ق(37)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 8:13:44 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة هذا الأسبوع (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم السابع والثلاثون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: في البدء هل من إيجاز لما تقدم في الحلقة السابقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع هناك عدة تساؤلات وردت تقول لماذا هذا الإصرار على أن حديث الثقلين الوارد في صحيح مسلم تحاولون أن تبطلوا هذه الصيغة، وتقولوا أن هذه الصيغة ليست هي الصيغة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله. وبتبع ذلك لماذا يصر ابن تيمية وأتباع ابن تيمية، أؤكد هذه القضية باعتبار أن أئمة علماء أهل السنة والجماعة لا يصرون على النص الوارد في صحيح مسلم، وسنقرأ وسيتضح للمشاهد الكريم، ولكن ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يعني الوهابية المعاصرة يصرون على أن حديث الثقلين ليس له صيغة صحيحة معتبرة إلا تلك الصيغة الواردة في صحيح مسلم. من هنا يطرح هذا التساؤل: لماذا هذا الإصرار من ابن تيمية والوهابية على هذه الصيغة دون باقي الصيغ؟

الجواب: لأنهم يقولون أن هذه الصيغة الواردة في صحيح مسلم لا تعطي أي مزية لعلي وأهل بيته عليهم السلام، بعبارة أخرى يقولون أن الصيغة الصحيحة هي هذه، وحيث أن هذه هي الصيغة الصحيحة إذن لا يوجد هناك أي امتياز لعلي وأهل بيته في حديث الثقلين، ومن هنا يريدوا أن يفرغوا محتوى حديث الثقلين عن أي بعد عقائدي أو فقهي أو شرعي. وهذا ما صرح به الشيخ ابن تيمية بعد أن نقل هذه الصيغة قال هذه الصيغة لا تشرع لنا شيئاً جديداً غير الأمور العامة التي نعرفها عن أهل البيت وعن القرآن.

انظروا ماذا يقول في (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، ج4، ص255) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، طبعة الأربعة مجلدات، وفي طبعات أخرى (ج7، ص318) في الطبعة المؤلفة من ثمان مجلدات. قال: (والحديث الذي في مسلم فليس فيه إلا الوصية باتباع كتاب الله وهذا أمر قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك) هذا أولاً (وهو لم يأمر باتباع العترة ولكن قال اذكركم الله في أهل بيتي، وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم والامتناع من ظلمهم وهذا أمر قد تقدم بيانه قبل غدير خم) إذن لا يوجد شيء جديد في حديث غدير خم، تفريغ غدير خم من محتواه (فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمر يشرع نزل إذ ذاك). إذن لا يوجد شيء جديد بل تذكير بأمور عامة تقدم الكلام عنها. يعني بعبارة أخرى يا علماء المسلمين الذين تتصورون أنه ورد شيء جديد في غدير خم، لا، لم يرد أي شيء جديد.

يقول: (فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمر يشرع نزل إذ ذاك لا في حق علي ولا غيره لا إمامته ولا غيرها).

إذن من هنا تفهمون لماذا هذا الإصرار من الشيخ ابن تيمية على أننا نقبل فقط هذه الصيغة، لأنه هو في عقيدته أن هذه فارغة المحتوى لا يوجد فيها أي نكتة إضافية. يريد أو يقول فقط هذه الصيغة. ولذا تجدون أنه أتباع الشيخ ابن تيمية ومن هم شعيب الأرنؤوط الذي هو على هوى ابن تيمية وعلى نفس هذا النهج عندما يصل الى هذا الأمر في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج17، ص175) بعد أن يشير الى الرواية يقول: (كل ما في الأمر هو وجوب مراعاتهم ومحبتهم واجتناب ما يسوءهم والاحتراز عما يؤذيهم) بأي دليل، يقول: في حديث زيد بن أرقم عند مسلم وقد ذكرنا.

ثم يأتي الى تلك النصوص التي قالت ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي، يقول: (بقرينة وبشهادة حديث مسلم إذن ليس المراد إن اتبعتم أهل بيتي لن تضلوا وإنما هذا مفعول لفعل محذوف أذكركم الله أهل بيتي). اتبعوا الكتاب لن تضلوا ولكن أذكركم بأهل بيتي، على ماذا يستند؟ على حديث مسلم، ولذا يقول: (فقال إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فقوله هنا: وعترتي أهل بيتي منصوب بفعل محذوف يعني احفظوا عترتي أو أذكركم الله في عترتي كما هو نص مسلم).

الآن أريد أن أقول لماذا يوجد عندهم إصرار، أنا لست بصدد المناقشة وإنما بصدد أنه لماذا عندهم إصرار على صحيح مسلم؟ لأنهم يريدوا أن يجعلوا هذه الصيغة الواردة في صحيح مسلم هي الأصل وباقي الصيغ تؤول على هذا الأصل. ومن هنا نحن في الحلقة السابقة وقفنا بشكل مفصل عند هذا البحث، حتى نرى أن هذه الصيغة الواردة في صحيح مسلم، أعزائي التفتوا لهذه القضية، لأنكم عندما تراجعون الآن الفضائيات أو تستمعون الى بعض المتكلمين أو الى المواقع أو الى الكتابات تجدون يجعلون المحور للصيغة الواردة في صحيح مسلم ثم يريدوا أن يفهموا باقي الصيغ من خلال الصيغة الواردة في صحيح مسلم. ونحن ماذا قلنا في الحلقة السابقة؟ ذكرنا أمور ثلاثة أو أربعة:

الأمر الأول: والآن أريد أن أؤكد هذه القضية، أن الحديث إنما يقبل من الشخص حتى لو كان صحابياً إذا كان حين بيانه للحديث تام الضبط يعني كان ضابطاً وهذا ما يصرح به علماء الحديث، علماء الجرح والتعديل، في كتاب (مصطلح الحديث، ص13) للعلامة العثيمين، يقول: (فالصحيح لذاته ما رواه عدل تام الضبط) إذن لابد أن يكون لا فقط ضابط وإنما يكون في اعلى درجات الضبط حتى تكون الرواية صحيحة في نفسها. الآن سؤالنا أن الرواية التي وردت في المقام في صحيح مسلم أن زيد بن أرقم وهو صحابي جليل القدر ولكنه حين بيانه لهذه الصيغة هل كان تام الضبط أم لم يكن تام الضبط، ماذا قال هو؟ يعني قوله يقبل، إذا قلتم لا يقبل قوله، إذن كل الحديث لا يقبل، إذن لابد أن تقولوا أن قوله أني كبرت وأني نسيت، إذن كيف يعتمد على ضبط إنسان وإن كان صحابياً جليل القدر عادلاً ... ولكنه هو يصرح بأنه أنا كبرت ونسيت، إذن هذه الصيغة هل يوجد فيها عنصر الضبط أو لا يوجد؟ لا يوجد. هذا هو الإشكال الأول. ولذا قال – الرواية واردة في صحيح مسلم، دار الخير، ج4، ص216-: (يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله) إذن هذه الرواية كاملة أو ناقصة؟ هو يصرح بأنه الآن أنا لا أنقل لكم النص كاملاً بل أنقل لكم شيئاً منه، فكيف يمكن أن تكون هذه الصيغة الواردة في صحيح مسلم هي الصيغة المحورية وباقي الصيغ تكون راجعة إليها ومؤولة. هذا هو الأصل الأول.

الأصل الثاني أو النقطة الثانية التي لابد أن يلتفت إليها المشاهد الكريم هو أن عبارة زيد بن أرقم من الأول الى الأخر ظاهرة أنه ينقل بالمعنى لا أنه ينقل الألفاظ، يقول: (فما حدثتكم فأقبلوا وما لا فلا تكلفونيه) إذن تبين أنه إما قاصد أن يقطع الحديث خوفاً كما قرأنا في الأسبوع الماضي، وأما لا، واقعاً نسي ولا يتذكر إلا هذا القدر. الى أن يقول: (ثم قال قام رسول الله ... فينا خطيباً بماء يدعى خماً فحمد الله وأثنى عليه) هذا نص النبي أم هو يشرح؟ إذن نقل بالمعنى أو حديث رسول الله؟ (فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر) كل هذا نقل بالمعنى (ثم قال: ... فحث على كتاب الله) أيضاً نقل بالمعنى (ورغب فيه ثم قال: ...) السؤال المطروح هنا: أن كل هذه العبارات التي قرأناها تدل على أنه نقل النص عن رسول الله كاملاً بألفاظه أو أنه نقل بالمعنى؟ نقل بالمعنى.

ومن هنا طبعاً أنا لا أدعي هذا على زيد بن أرقم في صحيح مسلم، وإنما أحد أعلام الوهابية المعاصرين الذين هم يتبعون الشيخ ابن تيمية عندما جاء الى هذه الرواية لتضعيف أصل (وعترتي) قال: الصحيح هو وسنتي، وعندما نقل هذه الرواية عن مسلم قال هذه الرواية لا اعتبار بها باعتبار أنها منقولة أولاً في حالة عدم الضبط وثانياً منقولة بالمعنى.

المُقدَّم: لأنها لا تماشي وسنتي فاعترف بذلك.

سماحة السيد كمال الحيدري: جرى هذا الكلام على ألسنتهم حيث أنهم يريدوا أن يسقطوا وعترتي أهل بيتي ماذا قالوا؟ قالوا أن هذا النص الواردة في صحيح مسلم لا اعتبار به، لماذا لا اعتبار له؟ يقول أولاً لعدم وجود الضبط وثانياً لأنه نقل بالمعنى، أين؟ (اللئالئ البهية في شرح الواسطية، ج2، ص461) لابن تيمية والشرح لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز محمد بن إبراهيم آل الشيخ تحقيق وعناية عادل بن محمد مرسي رفاعي، دار العاصمة للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، سنة الطبع 1430هـ قال: (لأن هذا الحديث) الحديث الذي تقدم (حصل فيه اختصار في الروايات وزيد بن أرقم) الذي ينقل رواية صحيح مسلم (وزيد ابن أرقم ذكر بأنه اختصر الكلام) إذن نقل بالألفاظ أو نقل بالمعنى؟ (كما في صحيح مسلم وأنه لم يسقه بكامله) إذن هذا النص الوارد في صحيح مسلم نص ناقص، ونص مبتور، ومن الواضح أنا لا أعلم كيف يمكن لعالم أو يدعي لا أقل العلم مثل ابن تيمية بل يدعى له أنه شيخ الإسلام والرواية صريحة في أنها ناقصة ومبتورة ولا يوجد فيها ضبط مع ذلك تكون هي صحيحة، يقول: (لم يسقه بكامله لشيء حصل له أو لعدم ضبطه لذلك) أنا لا أعلم ما الذي حصل له، يعني إذا حصل له كان خرفاً في ذلك الوقت مثلاً فكل الرواية باطلة، أو كان يخاف من السلطة فإذن لا اعتبار بهذه الرواية، ولذا في الحاشية المحقق يقول: (قال زيد والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت ...) والرواية التي في صحيح مسلم واضحة يعني واضحة أنها تشير الى هذه المسائل التي أشرنا وهي عدم وجود الضبط فيها أولاً وأنها منقولة بالمعنى ثانياً. وناقصة ومبتورة.

وثالثاً: الاستفهام الثالث، حتى يتضح أن هذه الرواية بكل المقاييس العلمية وبغض النظر الآن عن السند بكل المقاييس العلمية مضمونها لا يمكن قبوله.

المشكلة الثالثة الموجودة في الصيغة الواردة في صحيح مسلم، لا إشكال ولا شبهة كما قرأنا في صحيح مسلم أن الواقعة وقعت في غدير خم، قال: قام فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة. ونحن نعلم جميعاً ان رسول الله لم يقف في هذا الموقف إلا مرة واحدة، لا أنه كان يكرر كلما ذهب الى الحج، واتفقت كلمة علماء المسلمين أن رسول الله في واقعة الغدير في غدير خم أوصى بعلي، حتى لو كانت النصرة لا نقول الولاية والإمامة، يعني قال له من كنت مولاه فهذا علي مولاه، أعزائي لماذا حذفت من الرواية؟ نعم، قد يختلفون معنا يقولون من كنت مولاه فهذا علي مولاه لا يدل على الإمامة ذاك بحث آخر. ولكنه لا إشكال ولا شبهة أن رسول الله قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه قاله أين؟ في غدير خم. هنا ينقل زيد بن أرقم الرواية ومحذوف منها هذا النص المتفق عليه وهذا يكشف عن أن الرواية غير تامة وناقصة ومبتورة، يعني بعبارة أخرى تلاعبوا بهذه الرواية، كونوا على ثقة لست الآن بصدد أتهام مسلم وإنما أريد أن أقول أن هذه الرواية متلاعب بها إما هو مسلم تلاعب بها أو أن الذين جاءوا بعد ذلك وغيرهم.

قد يقول لي قائل: سيدنا ما الدليل على هذا؟

أقول: انظروا هذا أحد الأئمة المعاصرين وأحد الأعلام وهو العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها، ج4، ص330، رقم الحديث 1750) يقول: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ورد من حديث زيد بن أرقم ... حديث زيد وله عنه طرق خمس) خمس طرق موجودة الى زيد (لما دفع النبي من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت وأني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ... ثم قال أن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أنه أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه. صحيح على شرط الشيخين. قلت: سكت عنه الذهبي وهو كما قالا) يعني على شرط الشيخين والذهبي.

إذن خمسة طرق عن زيد كلها فيها حديث الثقلين ووالي من والاه، لأن القضية كانت من المسلمات، لماذا في صحيح مسلم هذا المقطع نسيه؟! هذا سؤال على قدر التأريخ وعلى طول التأريخ زماناً ومكاناً أنه ما الذي حدث لمثل هذه الروايات حتى تلاعبوا بها بمثل هذه الطريقة الواضحة، مرة واحد يتلاعب برواية ولكنه لا يتضح اللعب ولكن اللعب واضح لأن زيد بن ارقم نقل هذا النص وله طرق خمس صحيح كما يقول الحاكم وسكت عنه الذهبي والألباني يقول كما قالوا ... ولكن عندما نأتي نجد إصرار يوجد من الخط الأموي وهذا خير شاهد على أن هذا الرجل وهو الشيخ ابن تيمية كان يبغض علياً وإلا لماذا يريد أن يبعد هذه الحقيقة عن علي، ويكون في علم المشاهد لم يفعل ذلك إلا ابن تيمية وأتباعه ومقلدوه في هذا الزمان يعني أتباع محمد بن عبد الوهاب، وإلا كبار علماء المسلمين صرحوا بأن الذي جاء عن زيد بن ارقم هي تلك الصيغة لا الصيغة الواردة في صحيح مسلم.

المُقدَّم: مسلم لأنه تلاعب عد ثانياً والبخاري لأنه لم يذكر أصلاً عد أولاً.

سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، البخاري لم يذكر الحديث أصلاً.

المُقدَّم: إذن يأتي هذا السؤال بعد هذا البيان الذي تفضلتم به ما هو النص الصحيح لحديث الثقلين.

سماحة السيد كمال الحيدري: بعد أن اتضح لنا أن هذه الصيغة الواردة لحديث الثقلين في صحيح مسلم لا يمكن قبولها بأي مقياس من المقاييس العلمية وأتصور الذي يريد أن يقول أن هذه الصيغة هي أصح الصيغ عليه أن يجيب على هذه التساؤلات وأمثال هذه التساؤلات ولا أستطيع أن هناك منصفاً يستطيع أن يقول أن هذه الصيغة هي الصيغة الأصح، إذن ما هي الصيغة الصحيحة والمعتبرة لحديث الثقلين؟

الصيغة الصحيحة والمعتبرة هي ما نقلها كبار أئمة وعلماء أهل السنة والجماعة، ولذا أنا مراراً عندما أميز بين اتجاه ابن تيمية ومن يتبعه من الوهابية وبين اتجاه علماء المسلمين وأهل السنة والجماعة البعض يقول على أي أساس الجواب: هذا هو مفصل من المفاصل، لماذا أنه يوجد إصرار من ابن تيمية على تصحيح تلك الصيغة دون باقي الصيغ، مع أنه من الصيغ الواردة هذه الصيغة المعتبرة والصحيحة والتي ذكرها أحد كبار أئمة الحديث في هذا المجال وهو الإمام الطحاوي، انظروا ماذا يقول الطحاوي في (شرح مشكل الآثار، ج5، ص18) تأليف الإمام المحدث، فهو أحد الأئمة، وكذلك هو محدث، وكذلك فهو فقيه وكذلك فهو مفسر، وبودي أن الأعزاء إذا أرادوا أن يعرفوا هذه العناوين والمقامات للطحاوي عليهم أن يرجعوا الى مقدمة التحقيق لهذه المجموعة والتي كتبها شعيب الأرنؤوط ليبين مقامات وعظمة هذا الإمام، حققه وضبط نصه وخرج أحاديث وعلق عليه شعيب الأرنوؤط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، سنة 1427هـ، بيروت، لبنان، يقول: (كما حدثنا أحمد بن شعيب) ومقصوده الإمام النسائي، يعني الإمام الطحاوي من تلامذة النسائي صاحب سنن النسائي (قال أخبرنا ... قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم) إذن الرواية عن زيد لا عن صحابي آخر وهو نفس الذي قال هناك أني نسيت وكبر عهدي ولكن هنا ليس فيه نسيان ولا كبر عهده ولا يوجد أمر آخر. انظروا ماذا يقول؟ قال: (لما رجع رسول الله عن حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر) هذا الذي عبر عنه العلامة الألباني بأنه على شرط الشيخين وأنه وأنه ... (قال كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ثم قال: إن الله عز وجل مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم والي من والاه وعادي من عاده، فقلت زيد) أبو الطفيل يقول (فقلت لزيد سمعته من رسول الله أنت، فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه) ولذا في الرحبة أمير المؤمنين عندما طلب من الناس واستشهدهم قام ثلاثون من الناس. ولذا أبو جعفر الإمام الطحاوي يقول: (فهذا الحديث صحيح الإسناد لا طعن لأحد في أحد من رواته) إلا أمثال ابن تيمية وأتباع ابن تيمية إلا أولئك الذين يثقل عليهم أن يكون مقام لعلي، ولذا وجدتم في منهاج السنة يصرح ويؤكد على أنه لم يثبت في حديث غدير خم لا إمامة لعلي ولا غيرها، لم يثبت شيء جديد في غدير خم. هذا الحديث قرأناه من الإمام الطحاوي.

ابن تيمية في هذا المجال ماذا يفعل؟ ابن تيمية عندما يصل الى الإمام الطحاوي يعلم أن الإمام الطحاوي نقل مثل هذه الروايات فلا طريق له إلا أن يسقط اعتبار الطحاوي، وسأقرأ للمشاهد الكريم ليتضح له، لأن البعض يسأل سيدنا لماذا تتهم هذا الرجل أو أتباع هذا الرجل بعض هؤلاء الذين أنا أرأف بحالهم عندما يخرجون على بعض القنوات ويتكلمون وهم لا يعرفون شيئاً واقعاً أحملهم على الصحة ويكررون كلمات ابن تيمية. ابن تيمية عرف جيداً أنه إذا أعطى اعتبار علمي للإمام الطحاوي لا أنه فقط لابد أن يقبل منه هذا النص في حديث الغدير وكذلك هذا النص في (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) لابد أن يقبل منه ... لأن الإمام الطحاوي يصحح أيضاً روايات رد الشمس لعلي عليه السلام، كيف يمكن أن يقبل مثل هذه المنقبة لعلي ولذا من هنا أنا أنصح أهل المنبر وأهل الخطابة لا يذهبوا الى هذه الكتب التي لا يعرف لها سند وينقلوا قضية رد الشمس لعلي، هذه من أئمة علماء أهل السنة والجماعة، أين ذكر ذلك؟ ذكر ذلك في (شرح مشكل الآثار، ج3، ص92) تحقيق الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، قال: (باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله في مسألته الله عز وجل أن يرد الشمس عليه بعد غيبوبتها ورد الله عز وجل إياها عليه وما روي عنه مما يوهم من توهم مضاد ذلك) لأنه شرح مشكل الآثار، ما هي الرواية، يريد أن يقول الروايات التي تثبت الشمس والروايات التي تنفي رد الشمس ثم يجمع بينهما، الرواية هي: (عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوحى إليه ورأسه في حجر علي) هذه ذهبوا بها أنه لهذه الزوجة أو لتلك الزوجة واصلها هنا عند علي (ورأسه في حجر علي فلم يصلي العصر حتى غربت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه) بعدما انتهى من الوحي (صليت يا علي، قال: لا) لأن رأسك في حجري وتأدباً لم يفعل أي شيء (فقال رسول الله اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت). ويكون في علمكم على طريقة النهج الأموي وأتباع ابن تيمية شعيب الأرنؤوط قال: إسناده ضعيف.

الآن أنا لا أريد أن استدل بشعيب الأرنؤوط بل استدل بالإمام الطحاوي، ثم ينقل رواية ثانية في هذا المجال ولا أطيل على المشاهد الكريم لأن الرواية أن النبي صلى الظهر في الصهباء ثم أرسل علياً عليه السلام في حاجة فرجع وقد صلى النبي العصر فوضع النبي رأسه في حجر علي فلم يحركه حتى غابت الشمس فذهب صلاة العصر على علي، قال أبو جعفر ينقل أن الرواية تامة السند، قال: (فقال قائل كيف تقبلون هذا) إذن الإمام الطحاوي يقبل وأنكر عليه (كيف تقبلون هذا وأنتم تروون عن أبي هريرة عن النبي ما يدفعه) ماذا يدفعه؟ وهو أنه في بعض الروايات لم تحتبس الشمس على أحد إلا ليوشع وبعد ذلك إلا لعلي، أبو هريرة يقول لم تحصل إلا ليوشع وأنتم تقولون حصلت لعلي، فكيف الجمع؟ يقول الطحاوي في (ص96): (فكان جوابنا: أن هذا الحديث قد اختلف علينا ... فهو أن الشمس لم تحتبس على أحد إلا على يوشع فإن كان حقيقة الحديث كذلك فليس فيه خلاف لما في الحديثين الأولين، لأن الذي فيه هو حبس الشمس عن الغيبوبة والذي في الحديثين هو ردها بعد الغيبوبة أو بيان آخر). إذن الذي يحمله ابن تيمية على الإمام الطحاوي أنه يصحح مثل هذا الحديث، ولذا في (منهاج السنة) عندما وصل الى حديث رد الشمس طعن في الإمام الطحاوي، لأنه إذا أراد أن يقبل الإمام الطحاوي لابد ...

(شرح مشكل الآثار، ج1، ص68) للإمام الطحاوي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، يقول: (وذكر شيخ الإسلام وهو بصدد الطعن في حديث رجوع الشمس الذي صححه الإمام الطحاوي بأنه لم يكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به) لم يكن متخصصاً. ما دام أثبت منقبة لعلي، ما دام أثبت مقاماً لعلي، ما دام ميز علياً عن باقي الصحابة إذن نطعن فيه حتى لو كان الإمام الطحاوي. أين ذكر ذلك حتى لا يكون كلام الأرنؤوط بلا دليل؟ في (منهاج السنة، ج4، ص494): (والطحاوي ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم) إنسان عادي وجاهل، (ولهذا روى في شرح معاني الآثار الأحاديث المختلفة وإنما يرجح ما يرجحه منها في الغالب من جهة القياس) وإلا لا خبرة له (ويكون أكثرها مجروحاً من جهة الإسناد لا يثبت ولا يتعرض لذلك فإنه لم تكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به) اساساً لا يجعله حتى من أهل العلم لا من الأئمة والعلماء الكبار يعني لا يجعله بمستوى الطلبة العاديين يعني أمي في مسألة الإسناد (وإن كان كثير الحديث فقيهاً عالماً) في الفقه والعلم جيد ولكن في الإسناد والرجال ضعيف.

إذن مشكلة ابن تيمية مع الإمام الطحاوي في رد الشمس لعلي وفي غدير خم. وأكثر من ذلك مشكلة ابن تيمية مع الطحاوي في أنه يقول أن آية التطهير أن المراد من أهل البيت في آية التطهير مختصة بهؤلاء الخمسة، يقول: (لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية) في (شرح مشكل الآثار، ج2، ص245) (المتلوة في هذا الباب وأن المرادين بما فيها هم رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين دون من سواهم). سؤال: أنا لا أريد أن أقف طويلاً، الآن تعرفون لماذا يطعن بالإمام الطحاوي، ولذا تجد أن شعيب الأرنؤوط الذي هو واحد من أهم أولئك الذين يؤسسون لما يقوله الشيخ ابن تيمية عندما وصل الى قضية الطعن في الطحاوي نجد أن شعيب الأرنؤوط يرد بقسوة على ابن تيمية يقول كيف يحق لك أن تتهم الإمام الطحاوي، أين قال هذا الكلام؟ في (شرح مشكل الآثار، ج1) يقول: (ولم نسمع أحداً من أهل العلم أصدر في حقهم هذا الحكم القاسي الذي انتهى إليه شيخ الإسلام وكيف يتهم هذا الإمام بأنه لا معرفة له بالإسناد كمعرفة أهل العلم) هذه عبارة ابن تيمية (وقد وصفه الأئمة المشهود لهم ببراعة النقد بأنه حافظ للحديث عارف بطرقه خبير بنقده سنداً ومتناً مدرك للخفي من علله بارع في الترجيح والموازنة ... أن هذه الرواية وهي رواية رد الشمس تصحيحها ليس مختصاً بالإمام الطحاوي) وإنما صححها (وما ذكرنا من كلامه في نقد الأحاديث وكتب الرجال وأقوالهم تدفع هذا ليس مختصاً بمتفرد بتصحيح هذه الرواية وقد وافقه غير واحد من الأئمة المتقدمين والمتأخرين) يعني في تصحيح رواية رد الشمس.

كل هؤلاء (غير واحد) يعني عدد كبير من أئمة المتقدمين والمتأخرين قبلوا رواية رد الشمس ولكن لأنها لا تنسجم مع حقد وبغض ونصب الشيخ ابن تيمية وأتباع ابن تيمية عند ذلك يطعن في الإمام الطحاوي.

المُقدَّم: ولذا قالوا كنا نعرف المنافقين من بغضهم لعلي بن أبي طالب.

سماحة السيد كمال الحيدري: وبغض هؤلاء الآن يتضح عندما ينكرون هذه المسلمات.

المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو أحمد: أنا أتكلم عني وعن أخواني وأخواتي من أهل السنة، إذا كان يلزم كل سني هو كتاب الله، مثلما الله عز وجل جادل الشيطان كيف تقيم الحجة على أهل السنة لكي لا نعيش في خطر. إذا كان كلام الشيخ يقول أن هذا كلام يلزم أهل السنة لماذا لا يقيم الحجة على مشايخنا حتى نحن نتبع.

المُقدَّم: السيد ماذا يفعل.

الأخ أحمد: مثلما الله جادل الشيطان، يجعل في كل شهر وقتاً.

سماحة السيد كمال الحيدري: عندما يعجزون عن رد هذه الاستدلالات، يا أخي العزيز وأنت تدعي أنك تفهم ما أقول اذهب بهذه البيانات الى علمائك فليجيبوا عنها أخي العزيز، وبحمد الله فضائياتكم كثيرة جداً، وجدتم أن الشيخ ابن تيمية الذي تعتبرونه إمام الأئمة وتريدون أن تدخلوا الجنة به، يطعن في الإمام الطحاوي لأنه قبل رواية رد الشمس لعلي، بينكم وبين الله أين تضع الشيخ ابن تيمية في محبي علي، والإمام الطحاوي لم ينفرد بقبول هذه الرواية ولم ينفرد بقبول حديث الثقلين ولكن يذهبون الى الحديث الذي لا توجد فيه أي مزية لعلي ولأهل البيت ويقولون هذا هو النص الصحيح، لماذا؟

المُقدَّم: الأخ حمدان من عمان، تفضلوا.

الأخ حمدان: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ حمدان: نشكر السيد شكراً جزيلاً على هذا البرنامج.

المُقدَّم: الأخ محمد من الكويت، تفضلوا.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: لماذا قتل علي إذا كان يعلم الغيب ولعنة الله على من قتله.

المُقدَّم: لماذا قتل يحيى وهو نبي يوحى إليه.

الأخ محسن من العراق، تفضلوا.

الأخ محسن: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محسن: سماحة السيد عندي مداخلة، مسند الإمام أحمد تحقيق شعيب الارنوؤط، الحديث الوارد أني تارك فيكم خليفتين ... تعليق شعيب الأرنؤوط وجنابك سيد العارفين (حتى يردا علي الحوض).

سماحة السيد كمال الحيدري: أشرنا الى ذلك ولا حاجة الى التكرار.

من هنا أنا أصل الى هذه النتيجة المهمة وهي أنه لابد عندما نريد أن نرجع الى نص حديث الثقلين واقعاً لا يمكن الاعتماد على صحيح مسلم في هذا المجال، ومن هنا يمكن أن يذكر إشكال وهو أنه قد يقال بأنه يوجد في نص الحديث الوارد عند الإمام الطحاوي يوجد حبيب ابن أبي ثابت وحبيب بن أبي ثابت هذا الإنسان فيه كلام كثير وأنه مطعون فيه أو أنه مدلس أو أنه كذا، يعني الرواية كما هي واردة قال (حدثنا حبيب بن أبي ثابت) من هنا نجد أن الذين طعنوا في سند هذه الرواية قالوا أن هذه الرواية ضعيفة، لماذا؟ لأنه يوجد فيها حبيب بن أبي ثابت، ولذا عندما يأتي المحقق أو المعلق في كتاب (الشريعة، ج5، ص2221) للإمام الاجري وهو عبد الدميجي كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى، دار الوطن، ينقل الرواية (نزل بغدير خم) وهي عن حبيب بن أبي ثابت قال: (إسناده ضعيف، فيه حبيب بن أبي ثابت مدلس). والواقع الآن أنا لا أريد أن أدخل كثيراً بل لوقت قليل. في الواقع أنا لا أريد أن أجيب أن حبيب بن أبي ثابت هل يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن، ولكن يتذكر الأعزاء بالأمس يعني في مطارحات في العقيدة عندما وصلنا الى حديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن) أصر ابن تيمية وأتباع ابن تيمية وكثير من هؤلاء على أن الرواية صحيحة السند بل اصح. تعالوا لنرى من يوجد في سندها؟

الرواية أنقلها من (احاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعاً ودراسة) تأليف الدكتور سليمان بن محمد الدبيخي، ينقل الحديث في (ص126) من الكتاب يقول: (لا تقبحوا الوجه فأن ابن آدم خلق على صورة الرحمن) يقول: (وفيما يلي توضيح وبيان لهذا الحديث بشيء من التوسع، فأقول: جاء هذا الحديث من طريقين أحدهما موصول والآخر مرسل، أما الموصول) السند الموصول (فهو من رواية الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر لا تقبحوا الوجه) هذا الحديث صحيح أو ليس بصحيح؟ يقول: (فممن صح.حه إسحاق بن راهويه وأحمد والحاكم وابن تيمية والذهبي وابن حجر) هؤلاء لا يوجد عندهم مشكلة مع حبيب بن أبي ثابت، متى تكون المشكلة مع حبيب بن أبي ثابت؟ عندما ينقل عن علي يكون مدلساً. أعزائي هذا واقعاً للتأريخ ولأهل العلم ولأهل التحقيق أنهم عندما ينقل حبيب بن أبي ثابت في رواية خلق ابن آدم على صورة الرحمن صحيحة الرواية مع أن هذه الرواية فيها عدة علل كما ستأتي الإشارة إليها في الأسبوع القادم، ولكن عندما ينقل حديث الثقلين وعندما ينقل من كنت مولاه فهذا علي مولاه فيكون فيه ما فيه. هذا الذي أنا قلته مراراً وتكراراً بأنه نهج ابن تيمية ونهج أتباعه من الوهابية يختلف كاملاً عن أئمة وعلماء أهل السنة والجماعة.

المُقدَّم: لا توجد ثوابت.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا، عندهم ثوابت واضحة، ثوابتهم أنها إذا كان مربوطة بعلي فلابد من تضعيفها وإما إذا كانت القضايا غير مرتبطة بعلي مربوطة بالتجسيم فيصححونها، عندهم قواعد ثابتة يسيروا عليها.

المُقدَّم: بل قال أصح حديث على وجه الأرض.

معنا الأخ أم حوراء من بغداد، تفضلي.

الأخت أم حوراء: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخت أم حوراء: عندي مداخلتين، أولاً طبقة الموظفين في بغداد الذين أعرفهم يهتمون كثيراً لهذا البرنامج فيا حبذا لو طال وقت البرنامج، ثانياً زوجي رجع من العمرة وأثناء زيارته للنبي وعند السلام على النبي صلى الله عليه وآله وعند رفع يده للسلام رد عليه أحد الشيوخ لا ترفع يدك ما هو إلا بشر.

سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بوقت البرنامج فهذا موكول للقائمين على البرنامج. أما فيما يتعلق برفع اليد عند الدعاء أو السلام على رسول الله فهذه مرتبطة بمسائل الزيارة والتوسل إن شاء الله تعالى إذا وفقنا لبيان هذه المسائل سنبين أن هذا العمل كان يصدر من النبي ومن الصحابة أو من السلف أو لا يصدر هذا بحثه خارج عن موضوعنا في الوقت المناسب إن شاء الله نقف عنده.

المُقدَّم: معنا الأخ أبو حسين من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو حسين: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو حسين: عندي سؤال بالنسبة للعلماء المعاصرين من الوهابية ما موقفهم من الطحاوي وشكراً لكم.

سماحة السيد كمال الحيدري: بيني وبين الله ... إمامهم طعن فيه وهو الشيخ ابن تيمية وأنه ليس من أهل العلم والمعرفة.

المُقدَّم: وإن كان الأرنؤوط رده.

سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، رده رداً شديداً، أما ماذا يقول الآخرون هذا لابد أن نرجع الى المتابعات.

المُقدَّم: شكراً سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، الى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.