معاوية وظاهرة وضع الحديث ق (4)
  • عنوان المقال: معاوية وظاهرة وضع الحديث ق (4)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 13:36:3 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

15/07/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (معاوية وظاهرة وضع الحديث، القسم الرابع) أرحب باسمكم بضيفنا الدائم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: سماحة السيد هل من تمهيد لندخل في موضوع حلقة الليلة كما عودتم المشاهدين الكرام أن تقدموا لهم توطئة وتمهيد يتعلق بموضوع كل ليلة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع قلنا بأنه عندما نراجع تأريخ بني أمية بشكل عام وتأريخ معاوية في دولته التي أسسها بشكل خاص نجد أن هناك مجموعة من القواعد التي أسس لها بنو أمية عموماً ومعاوية خصوصاً وأشرنا في الحلقة السابقة إلى القاعدة الأولى التي عمل هؤلاء على تأسيسها وهي قاعدة تبديل قواعد الجرح والتعديل، يعني وجدنا في الحلقة السابقة أن هؤلاء حاولوا أنه من كان محباً لعلي أو راوٍ للفضائل التي ترتبط بالإمام علي فهو صاحب بدعة وعلى هذا الأساس فلا كرامة له ولا يحتج بحديثه، وأما إذا كان مبغضاً لعلي ولأهل بيته وساباً له ومؤذياً له وناصباً العداء له ومبغضاً له نجد أنه يحتج بحديثه بل يعبر عنه بأحسن التعابير وأنه صدوق وأنه متدين وأنه متقن وأنه ثبت ونحو ذلك من التعابير التي أشرنا إليها في الحلقة السابقة. ثم صرنا بصدد ذكر بعض النماذج ويتذكر المشاهد الكريم وقفنا عند نموذج عمران بن حطان الذي اتضح لنا أنه كان يمدح قاتل أمير المؤمنين ابن ملجم ويعتبره انه يا لها من ضربة من تقي كان يعتبره في قمة التقوى لأنه قتل علي بن ابي طالب، وهذا كان هو من رواة أو ممن يحدث عنهم ويخرج لهم البخاري في صحيحه، ولكن عندما تصل النوبة إلى إمام صدوق صادق مثل الإمام جعفر بن محمد الصادق نجد أنه يقال عنه أنه في النفس منه شيء، أو فيه كلام، أو تحوم حوله الشبهات، ولا يخرج له ولا حديث واحد. هذا أتصور قضية واضحة وواقعاً هنا أريد أن أنبه المشاهد الكريم في هذه المقدمة والتمهيد والتوطئة هو أننا نحن عندما نتأمل في صحيح البخاري نتوقف في صحيح مسلم أو في بعض مصادر الحديث لا لأننا نريد أن نقول أن كل ما ورد فيه هو كذب وافتراء ولكننا عندما نجد أنه يعتمد على أمثال هؤلاء الخوارج على أمثال هؤلاء النواصب على أمثال هؤلاء المنافقين بمقتضى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، فهو عندما يعتبر المنافق متديناً عند ذلك كيف يمكنني أن اعتبر كل ما ورد في البخاري فهو صحيح ويمكن الاحتجاج به ومن هنا دعوتي إلى جميع المسلمين في العالم وخصوصاً إلى أهل التحقيق عندما يراجعون كتاب صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو أي كتاب حديثي آخر لابد أن يلتفتوا إلى أسناد هذه الأحاديث وإلى الرجال الذين وردوا في هذه النصوص التي رووها في كتبهم، وإنشاء الله أتصور أن هذه القضية وهذه القاعدة ستتضح معالمها أكثر فأكثر في هذه الليلة وهي القاعدة التي سميناها قاعدة تبديل قواعد الجرح والتعديل، يعني عدلوا من لا يستحق التعديل وجرحوا من لا يستحق الجرح يعني من جرحوه هو أولى بالتعديل ومن عدلوه هو أولى بالجرح، هذه من القواعد التي وضع لها المنهج الأموي، ومع الأسف الشديد أنها سرت كالنار في الهشيم في كثير من الواقع ولعله إلى يومنا هذا في بعض الفضائيات والمواقع.

المُقدَّم: ذكرتم نموذجاً سماحة السيد وهو عمران بن حطان، هل يمكن ذكر نماذج أخرى لهذه القاعدة التي أشرتم إليها سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه حتى لا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم أن هذه القضية واقعة ومنحصرة في شخص واحد، نحاول في هذه الليلة أن نشير إلى نماذج أخرى لهذه القاعدة وهي تعديل أولئك الذين أبغضوا علياً وأهل بيته عليه أفضل الصلاة والسلام، يعني هناك تركيز على هذه القضية، وهو أنه يبحثون عن كل شخص طعن في علي، أبغض علي، سب علياً، شتم علياً، لعن علياً، نجد أنهم يعطوه من العناوين لا يصدقها الإنسان، يعني مثل هذه التوثيقات نحن لا نجدها في أشخاص آخرين.

بل وصل الأمر ببعضهم، أنا بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى هذه القاعدة، أن كل من اتهم شخصاً بالنصب والعداء لعلي قالوا أن هذا رافضي، ابتداء، يعني أنت لا يحق لك ولأحد حتى لو كان يصرح بلعن علي وبغض علي وشتم علي وسب علي أنت لا يحق لك أن تسميه ناصبي، بمجرد أن تسمي أحد ناصبي فأنت رافضي، عجيب هذا الأمر، قد يقول قائل أنه يوجد أحد قال هذا الكلام، نعم، في كتاب (شرح السنة، ص115) للإمام أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، المتوفى سنة 329هـ، سلسلة منشورات مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع بالرياض، تحقيق وتعليق عبد الرحمن بن أحمد الجميزي، مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع بالرياض، الطبعة الثانية سنة 1428هـ، يقول: وإذا سمعت الرجل يقول فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي، يعني حتى يغلقوا هذا الباب، وأنا أتصور أننا إذا طبقنا هذه القاعدة ابن حجر يكون رافضياً وكثير من العلماء سيكونوا من الروافض لأن هؤلاء اتهموا الكثير من الناس بأنه من النواصب، قالوا ناصبي، المهم يعني حتى يغلقوا هذا الباب، ولهذا أنتم تجدون بأنه أساساً بمجرد أن نقول معاوية ناصبي أو خلفاء بني أمية وحكام بني أمية وفسقة بني أمية هم من النواصب مباشرة يتهموننا بأننا روافض، هذه هي القاعدة التي أسسوها في هذا المجال. المهم أنا لا أريد أن أدخل في هذه القاعدة. المهم أريد أن أشير إلى نماذج اخرى في هذا المجال ليتضح بأن القضية ليست منحصرة في شخص أو شخصين أو ثلاثة أو أربع وهؤلاء هم من شيوخ القوم يعني الذين رووا عنهم والذين خرجوا لهم الأحاديث والذين اعتمدوهم وهذا هو السبب الذين يجعلنا أننا لا نعتمد على كل ما ورد في هذه الكتب.

من أولئك الذين خرجوا له ونقلوا ورووا عنه هو حريز بن عثمان الرحبي الحمصي، الذين يعد من أركان النواصب المعروفين، وأساساً كان سفيانياً بامتياز، تعلمون أن دولة بني أمية تنقسم إلى الفرع السفياني والفرع المرواني، هذا الإنسان كان سفيانياً بامتياز، وحتى لا أطيل على المشاهد الكريم مباشرة أدخل إلى ترجمة هذا الرجل، حريز بن عثمان الحمصي، (تهذيب التهذيب، ج1، ص375) تصنيف الحافظ ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الرسالة، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى أنه ناصبي أو ليس بناصبي، يقول: وقال المفضل بن غسان يقال في حريز أنه كان سفيانياً، فهو من اتباع الفرع السفياني من بني أمية، وقال أحمد بن سعيد الدارمي عن أحمد بن سليمان المروزي سمعت إسماعيل بن عياش قال: عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب علياً ويلعنه. في الطريق، عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة، يظهر هذه القربات والمستحبات التي كان يؤديها في الطريق هي سب علي ولعن علي، عادلت حريز من مصر إلى مكة فجعل يسب علياً ويلعنه. هذه الرواية بودي أن المشاهد الكريم يلتفت هذا النص جاء في (تهذيب الكمال، ج5، ص576) للحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي، حققه وضبط نصه وعلق عليه الدكتور بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، وهذا الإنسان هواه قريب من الهوى الأموي، ينقل الرواية: وقال أحمد بن سعيد الدارمي عن أحمد بن سليمان المروزي حدثنا إسماعيل بن عياش قال: عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب علياً ويلعنه. ويقول في الحاشية: إسناده جيد. الدرامي ثقة، اتفق عليه البخاري ومسلم، وأحمد بن سليمان صدوق أخرج له البخاري في الصحيح، وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده وهو حمصي، من حمص، إذن الرواية سندها جيد كما يقول الدكتور بشار عواد. هذه الرواية الأولى التي ينقلها ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب أن حريز كان يسب علياً ويلعنه.

الرواية الثانية قال وقال عبد الوهاب بن الضحاك قال حدثنا بن عياش سمعت حريز بن عثمان يقول: هذا الذي يرويه الناس عن النبي أنه قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق، أيها الإنسان إذا كنت تعلم أنه حق فلماذا تسبه وتلعنه، انظروا ماذا يقول في جوابه، كأنه يشكل على نفسه ويريد أن يجيب، يقول: ولكن أخطأ السامع، قلت: فما هو إذن، إذا كان هذا الحديث ليس بهذه الصيغة فبأي صيغة! فقال: إنما هو أنت بمنزلة قارون من موسى. فيقول: أن علي نسبته إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بمنزلة قارون من موسى، لا بمنزلة هارون من موسى، الرواية المتفق عليها في كتب القوم ولا تحتاج إلى سند. هذا هو النص الثاني.

النص الثالث وقال ابن عدي قال يحيى بن صالح الوحاضي أملى عليّ حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديثاً في تنقيص علي بن أبي طالب لا يصلح ذكره، ماذا قال هذا الإنسان المبغض، الحاقد على علي ماذا قال بحيث يقول عنه في تهذيب التهذيب أنه لا يصلح ذكره. قال حديث معضل، منكر جداً لا يروي مثله من يتقي الله. أنا أنقل كلام ابن حجر العسقلاني.

وقيل ليحيى بن صالح: لما لم تكتب عن حريز، فقال: كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن علياً سبعين مرة. ليس يوم ويومين، بل كان من الواجبات.

وقال ابن حبان: كان يلعن علياً بالغداة سبعين مرة، وبالعشي سبعين مرة، فقيل له في ذلك، فقال: هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي، آثار الشرك لا زالت فيه. قال: هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي، وكان داعية إلى مذهبه يتنكب حديثه. سؤال: هذا الرجل بهذا المستوى من البغض، ومن اللعن ومن الانحطاط الخلقي بالنسبة إلى شخص هو رابع الخلفاء، هذا متفق عليه، لا يوجد بحث في هذه القضية، وهو أحد العشرة المبشرة بالجنة، وهو أحد الذين طهرهم الله تطهيرا، هو صهر رسول الله، هذا موقفه.

انظروا إلى النهج الأموي عندما يأتي إلى مثل هذا الشخص ماذا يتكلم عنه وبماذا يصفه.

في (تهذيب التهذيب، ج1، ص376) قال معاذ بن معاد: حدثنا حريز بن عثمان ولا أعلم أني رأيت بالشام أحداً أفضله عليه. أفضل من في الشام، هذا هو الدين الأموي، وقال: سألت أحمد بن حنبل عنه، عن حريز بن عثمان، والناقل بن حجر العسقلاني، فقال: ثقة، ثقة. ثقة مضاعف ومركب، يعني في أعلى درجات الوثاقة، ولعله اكتسبها من بغض علي، يعني هذه كانت هي السبب في أن يكون ثقة ثقة. وقال ابن المديني: لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه، وقال دحيم وهو من أئمة الجرح والتعديل: حمصي جيد الاسناد صحيح الحديث. وقال أيضاً: ثقة، وقال البخاري: قال أبو اليمان كان حريز يتناول رجلاً ثم ترك. لا يقول لمن كان يتناول. البخاري يعلم أنه كان يتناول علي، ولكن لا يقول، يقول: كان حريز يتناول رجلاً ثم ترك. في تهذيب الكمال، يقول رجل المقصود به علي، يعني كان يتناول علي، ومع ذلك البخاري يزكيه ويعتمد عليه.

المشاهد الكريم إذا أراد المراجعة فيراجع ميزان الاعتدال للذهبي ويراجع الكاشف والمغني في الضعفاء للذهبي ليرى ماذا يقولون فيه، يعني أجمعت كلمتهم على أنه ناصبي، مبتدع إلا أنه ثقة. مع أنهم يصرحون أنه ناصبي وأنه مبتدع إلا أنهم يصرحون أنه ثقة.

في (تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج5، في حاشية ص579) للمزي بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف، يقول: وقال الذهبي في الميزان: كان متقناً ثبتاً لكنه مبتدع. يعني يصرحون أنه صاحب بدعة، ولكن بدعة يحتج به، صاحب بدعة يحتج به، لا صاحب بدعة لا يحتج به. قال الذهبي في الميزان: كان متقناً ثبتاً لكنه مبتدع، وقال الذهبي في الكاشف: ثقة، وهو ناصبي. وقال في المغني ثبت لكنه ناصبي. وقال في الديوان أيضاً للذهبي: ثقة لكنه ناصبي مبغض. الآن بيني وبين الله لا أريد أن أعلق فقط أريد أن يعرف المشاهد ما هي موازين الجرح والتعديل عند النهج الاموي، يعني أن الوثاقة من أين تكتسب عند هذا المنهج، هذا المنهج الذي يسير عليه كثير من هؤلاء الذين يخرجون في الفضائيات ويتبجحون أنهم يعتمدون في رواياتهم على الاسناد وعلى الرجال وعلى الموثقين، هؤلاء الموثقون عندهم، النواصب والخوارج الذين أبغضوا علياً، أما الذين أحبوا علياً فهم كذابون، فهم لا يحتج بهم ولا كرامة وأصحاب بدعة كبرى وغيرها. أنا بودي أن أهل التحقيق، بعض الناس سواء أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، هؤلاء ختم الله على قلوبهم، ولا علاقة لنا بهم ولكن بعض الناس وعموم المحققين والكتاب والمثقفين والأكاديميين أنا أتصور أنه لابد أن يعرفوا أن هذا التراث الذين بين أيديهم من هم هؤلاء الرجال الذين نقلوا لهم هذا التراث، هؤلاء رجال كان لهم موقف إيديولوجي وعقائدي ونقلوا هذه الأحاديث، فبطبيعة الحال لا يؤتمنون في الحديث، ولذا هم أسسوا أصحاب هذه القواعد قواعد الجرح والتعديل وأعلام الرجاليين، قالوا إذا نقل رواية تنسجم مع بدعته وأهوائه وعصبيته فهي ليست بحجة، ولذا نحن قلنا إذا الرواية أردنا أن نعتمد عليها لابد أن تكون صحيحة ومتفق عليها بين علماء المسلمين، أما إذا انفرد أحدهما دون الآخر أو البعض دون البعض الآخر فلا يحتج بها. طبعاً المصادر أشير إليها للمشاهد إذا كان يراجع (ميزان الاعتدال ج1، ص435) و(الكاشف للذهبي، ج1، ص244، رقم الترجمة 984) و(المغني في الضعفاء، ج1، ص241، رقم الترجمة 1358) هذا هو النموذج الأول.

النموذج الثاني الذي نقف عنده هو دحيم، ورد في (سير أعلام النبلاء، ج11، ص515) للإمام الذهبي، مؤسسة الرسالة قال: دحيم، الطبقة الثالثة عشر، رقم الترجمة 140، القاضي، الإمام، الحافظ، الفقيه، محدث الشام أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمر بن ميمون الدمشقي ... إلى أن يقول: حديث عن سفيان بن عيينة، ... ويقول حدث عنه البخاري وأبو داود ... وهو أبي حاتم ... كان دحيم: يميز ويضبط ... يقول: أنه كان من الذين ينصبون العداء لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام. إلى أن يقول: حدث عن سفيان بن عيينة ومروان بن معاوية ... إلى أن يقول: وخلق كثير في الحجاز والشام ومصر والكوفة والبصرة وعني بهذا الشأن وفاق الأقران وجمع وصنف وجرح وعدل وصحح وعلل. فهو من أئمة الجرح والتعديل. تعالوا معنا لنرى ما هو مذهب هذا الإنسان وما هو اتجاهه الفكري والعقدي.

قال أحمد العجلي: دحيم ثقة، كان يختلف إلى بغداد فذكر الفئة الباغية هم أهل الشام، أمامه قالوا أن الفئة الباغية هم معاوية وأهل الشام، هم الذين بغوا على علي، أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذا الإمام الذي هو من أئمة الجرح والتعديل. فقال: من قال هذا فهو ابن الفاعلة. يعني كل علماء المسلمين الذين قالوا أن معاوية هو الفئة الباغية ينطبق عليهم هذا الوصف الذين أطلقه هذا الإنسان، هذا الذين يجرح ويعدل ويصحح. وكل هذا لحفظ كرامة معاوية لا لشيء آخر. فقال: من قال هذا فهو ابن الفاعلة، الذهبي يقول: قلت: هذه هفوة من نصب. من الذين حدث عنه بودي أن يلتفت المشاهد الكريم. حدث عنه البخاري وأبو داود والنسائي والقزويني والدارمي وأبو حاتم وأبو زرعة ... هؤلاء أئمة الجرح والتعديل عندهم، ومع ذلك يأتي بعض جهلتهم على الفضائيات ويقول أن الشيعة لا يعرفون من الرجال شيئاً نحن اصحاب الاسناد الصحيحة، هذه هي اسنادكم الصحيحة، هذه أسانيدهم الصحيحة، هذه أسانيدهم الصحيحة وهو أنهم يتهمون ويصفون علماء المسلمين بأنهم ابن الفاعلة، ابن تيمية أيضاً يرى أن معاوية هم الفئة الباغية فينطبق عليه هذا الذي قاله، هذا الاتهام الذي يوجهه صاحب الجرح والتعديل، يقول: فاق الأقران وجمع وصنف وجرح وعدل وصحح وعلل. هذا هو الشخص الثاني أو النموذج الثالث الذي يوجد في المقام.

النموذج الرابع في المقام وهو ما ورد في (ميزان الاعتدال، ج2، ص394) للحافظ الذهبي، حقق هذا الجزء محمد رضوان عرقسوسي، قال: عبد الله بن شقيق العقيلي، هذا هو النموذج الرابع، بصري، ثقة لكنه فيه نصب. بشرط أن لا يكون محباً لعلي، أما إذا كان مبغضاً لعلي فهذا وسام، وهذا نقطة امتياز وتزكية، يعني بمجرد أنه موال لمعاوية ومبغض لعلي فهذه نقطة امتياز. بصري، ثقة لكنه فيه نصب. لا أعلم الآن أستطيع أن أقرب بمثال، الآن من يؤيد اسرائيل يكون مدافعاً عن حقوق الإنسان وبمجرد أن يخالف إسرائيل يكون إرهابياً، المهم أن لا يخالف إسرائيل، هذا هو الميزان عند الدول الكبرى، هؤلاء ميزانهم أن يكون مبغضاً لعلي ومحباً لمعاوية، لأننا ذكرنا مراراً أن النصب ليس هو بغض علي فقط بل موالاة معاوية وبغض علي، النصب ليس بغض علي هذا ليس معنى النصب، موالاة معاوية، هم عرفوه فيما سبق موالاة معاوية وبغض علي. إلى أن يقول: وروى أحمد بن زهير عن يحيى بن معين هو من خيار المسلمين، هذا الذي فيه نصب.

المُقدَّم: كأن رسول قال أحب الله من يلعن أهل البيت.

سماحة السيد كمال الحيدري: يظهر هكذا، هكذا أوصى رسول الله، أعوذ بالله، قال: وروى أحمد بن زهير عن يحيى بن معين هو من خيار المسلمين لا يطعن في حديثه وروى الكوسج عن يحيى ثقة وكذا وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وقال ابن خراش ثقة كان يبغض علياً، فيما سبق قال لكنه فيه نصب، وهنا قال يبغض علياً، وفي الحاشية يقول: راجع ضعفاء العقيلي والجرح والتعديل والكامل وتهذيب الكمال وغيرها. هذا هو النموذج الرابع في المقام.

النموذج الخامس هو ما ورد في (ميزان الاعتدال، ج1، ص107) والذي يعد من الأئمة الكبار في هذا المجال، إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني الثقة الحافظ أحد أئمة الجرح والتعديل، يقول: وكان أحمد يقول: وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على علي عليه السلام، شديد الميل، يعني موالاة معاوية والتحامل على علي، هذا هو امتياز هذا الإمام في الجرح والتعديل، هؤلاء أئمة الجرح والتعديل عند القوم، عند النهج الأموي، في الواقع أنا بودي أولئك الذين يشتغلون في علم الجرح والتعديل ويبحثون عن السند الصحيح والموثق لابد أن يلتفتوا إلى هذه القاعدة، بنو أمية استطاعوا أن يقلبوا القاعدة رأساً على عقب فجعلوا الجرح موضع التعديل والتعديل موضع الجرح، قال: قلت – الذهبي-: قد كان النصب مذهباً لأهل دمشق في وقت، لماذا؟ لأن معاوية وبنو أمية ربوهم على المنابر وسنوات عديدة على ذلك إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز كما يقولون.

إذن نحن عندما ننظر إلى هذه النماذج ونماذج كثيرة هؤلاء هم الرواة أو كثير من الروايات الواردة في كتبهم في فضائل الصحابة وفضائل بني أمية وفضائل معاوية وفضائل يزيد من نقلها إلينا؟ نقلها هؤلاء النواصب وهؤلاء الذين أبغضوا علياً. السؤال المطروح هنا وأنا بودي أن أقف لدقائق عند هذه القضية، السؤال المطروح هنا وهو أنه هل يمكن بحسب الموازين الدينية والقرآنية والموازين الصحيحة في الجرح والتعديل حتى على مباني القوم هل يمكن أن يكون مبغض الإمام علي متديناً، ثقة صادقاً أو لا يمكن؟ هذا ممكن أو غير ممكن بحسب مبانيهم لا بحسب مبانينا، لا بحسب مباني مدرسة أهل البيت، أيها المشاهد الكريم البعض يتصور أنا عندما أستند إلى كتب القوم أننا لا يوجد عندنا كتب، لا أبداً، بحمد الله تراث مدرسة أهل البيت مملوء من هذه الحقائق ولكن أنا إنما اعتمد على هذه حتى لا يأتي قائل ويقول من أين جئتم هذه سبأية وهذه يهودية وهذه نصرانية وهذه صفوية وهذه فارسية، أنا أريد أن اقول أن كل ما تقوله مدرسة أهل البيت أصولها وقواعدها وجذورها موجودة في كتب حتى أصحاب النهج الأموي، هذه قضية لابد أن يلتفت إليها، والبعض يتصور أن هذه نقطة ضعف عند مدرسة أهل البيت، لا يا أخي العزيز، في مدرسة اهل البيت رواياتهم وكتبهم وصحاحهم ومسانيدهم قوية ولا حاجة لنا بكتب غيرها، ولكن إنما نستند إليها لأن نقول عدة أمور: أولاً لنلزمكم بما الزمتم به أنفسكم، ثانياً لنقول لكم أن ما نقوله موجود عندكم، لا تقولوا كذباً وزوراً أن هذه سبأية ويهودية ونصرانية وفارسية، إلا أنكم جهلة بتراثكم، واقعاً أنا عندما يخرج بعض هؤلاء الذين يدعون أنهم أهل علم على بعض الفضائيات واقعاً أأسف لهم أنهم هؤلاء جهال إلى هذا القدر بتراثهم أما تراثهم فلا يعرفون منه شيئاً، الله يعلم حتى لا يعرفون أسماء علماء لا يميزون بين المتقدم والمتأخر، لا يعرفون شيئاً عن تراثنا، ارجعوا إلى تراثكم وتعلموا، اطمأنوا يوجد في المشاهدين من هو من أهل العلم والثقافة والمراجعة، حبل الكذب قصير.

إذن الآن أريد أن أقف عند هذه القضية لدقائق، هل يمكن أن يكون المبغض للإمام علي والشاتم له والساب له واللاعن له هل يمكن أن يكون متديناً، هل يمكن أن يكون صادقاً، هل يمكن أن يكون ثبتاً، هل يمكن الاحتجاج به أو لا يمكن؟ نريد أن نعرف. في الواقع أنا أبدا بما قالوه أنفسهم، عندما نأتي إلى تراث القوم نجد أن هؤلاء كما ورد في (ميزان الاعتدال، ج1، ص49) قال: إن البدعة على ضربين فبدعة صغرى وبدعة كبرى، ما هي البدعة الكبرى، قال: البدعة الكبرى حب علي والحط على أبي بكر وعمر، فمن أحب علياً فحب علي من الإيمان، لا يحبك إلا مؤمن وهذا لا مشكلة فيها، ولكن من حط على أبي بكر وعمر يعني من انتقصهما يعني من لعنهما، يعني من تبرأ منهما، يعني من شتمهما، يعني من سبهما فهو صاحب بدعة كبرى بحسب اعتقاد ميزان الاعتدال للذهبي، فإذا كان كذلك، يقول: وهذا النوع من البدعة لا يحتج بهم ولا كرامة. إلى هنا واضح. سؤال: ما الفرق بين علي وأبي بكر، لماذا من سب أبا بكر صار صاحب بدعة لا يحتج به ولا كرامة، ولكن من سب علياً صار ثقة متديناً متقناً صدوقاً ثبتاً خيراً ... ما المائز بين علي وأبي بكر، أليس علي أحد الخلفاء الأربعة، أليس علي أحد العشرة المبشرة بالجنة، أليس هو أحد الصحابة، لماذا تميزون بين علي وأبي بكر وعمر، بل وجدت أكثر من ذلك ولا تصدقونه والله، هؤلاء ميزوا من سب معاوية فقد كفر ولكن من سب علي فقد آمن، واقعاً يوجد هذا، بالنسبة إلى أبي بكر وعمر قد يتحملها البعض ويقول أن الأول والثاني لهما حساب آخر. انظروا إلى ما ورد في كتاب (الرد على المبتدعة، ص266) تصنيف أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن البناء الحنبلي، المتوفى سنة 471هـ، تحقيق أبي عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان، دار الأمر الأول للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1401هـ المملكة العربية السعودية، الرياض، ينقل عن الإمام مالك صاحب الموطأ، قال مالك: من شتم أحداً من أصحاب النبي، وقد اتضح أن حريز وأمثاله كانوا يشتمون علياً، من شتم أحداً من أصحاب النبي أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمر بن العاص، وحذف علياً، لماذا يترك علي، لماذا ينتقل من عثمان إلى معاوية، والله شيء غريب، والله لا أفهم دين هؤلاء الناس، أنا لا أفهم هؤلاء هل هم على دين الإسلام، ومع ذلك يتشدقون ويتهمونا أنكم خارجون عن الإسلام، لماذا أخرجتم علياً، أجعلوه رابعاً أنتم تقولون أن علي في الفضل يأتي في المرتبة الرابعة، اجعلوه رابعاً، يقول: من شتم أحد من أصحاب النبي أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو عمر بن العاص فإن قال: كانوا على ضلال أو كفر قتل، إذا قال ضال، وإن شتمهم بغير هذا نُكل نكالاً شديداً، ولكنه إذا شتم علياً فهذا ثقة ثبت متقن صدوق من أئمة الجرح والتعديل ولم نجد أفضل منه في الشام! هذا السؤال وجهوه إلى علمائكم وجهوه إلى أكابركم طبعاً يكون في علمكم إذا طبقوا هذه القاعدة مئات الرجال في كتبهم يسقطون عن الاعتبار، وإذا سقطوا نصف صحاحهم ومسانيدهم تذهب عن الاعتبار، واللطيف أني لم أقل هذا الكلام، فلا يتبادر إلى الذهن أني أنا القائل، الدكتور بشار عواد معروف هو عندما جاء إلى هذا مع أن هواه أموي، ولكن عندما جاء إلى هذه القضية انتقد الذهبي، قال في (تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج5، ص579) يقول: قائل أفقر العباد أبو محمد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: لا نقبل هذا الكلام من شيخ النقاد أبي عبد الله الذهبي، أنه مبتدع وثقة، لا يجتمعان، ناصبي وثقة، لا يجتمعان، لماذا أيها الدكتور لا يجتمعان؟ يقول: إذ كيف يكون الناصبي ثقة، وكيف يكون المبغض ثقة، فهل النصب وبغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بدعة صغرى أم كبرى، أنت قلت من حط من أبي بكر وعمر بدعة كبرى لا كرامة ولا يحتج به، فما الفرق بين أبي بكر وعلي، هذا واحد من أهل البيت، منهم يقول هذا، هذا الإنسان لم يتحمل حتى الذهبي، احترم عقله، ونحن بودنا أن المشاهد الكريم يلتفت، قال: بدعة صغرى أم كبرى، والذهبي نفسه يقول في الميزان في وصف البدعة الكبرى الرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر، والدعاء إلى ذلك فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة أوليس الحط على علي والنصب من هذا القبيل، وقد ثبت من نقل الثقات أن هذا الرجل، يعني حريز، كان يبغض علياً وقد قيل: أنه رجع عن ذلك، حتى يعتذر بالنقل عنه، ولكنه هو يشكل عليه ويعترض عليه، يقول: وقد قيل أنه رجع عن ذلك، فإن صح رجوعه فما الذي يدرينا أنه ما حدث في حال بغضه وقبل توبته، لعل هذه الروايات التي نقلها كانت في حال البغض وهو كاذب، وعندي أن حريز بن عثمان لا يحتج به ومثله مثل الذي يحط على الشيخين. هذا أولاً.

الدكتور بشار في موضع آخر اعترض عليهم أيضاً اعتراضاً شديداً، يعني في (تهذيب الكمال، ج24، ص252) بعد أن نقل كلام تهذيب التهذيب، يقول في تهذيب التهذيب للعسقلاني، ج3، ص480 يقول: فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة، عجيب، وكأنه لم يقرأ قوله تعالى (والله يشهد أن المنافقين لكاذبون) والمبغض لعلي منافق لا يحب إلا مؤمن ولا يبغضك إلا مؤمن، أما من وصف بالرفض يعني بحب علي ومعاداة معاوية فإن غالبهم كاذب، انظروا ماذا يقول الدكتور بشار عندما ينقل هذه العبارة عن ابن حجر العسقلاني، يقول: قلت: كيف يكون من ينصب العداء ويشتم علياً متديناً ومتمسكاً بأمور الديانة، وكيف يكون بغض علي وسبه ديانة، هذا كلام لا يليق بالحافظ ابن حجر. ولكنه التعصب ولكنه العمى لا الهوى، لكنه موالاة معاوية، لكنه النهج الأموي، لكنه الدين الأموي، ومن على شاكلته, ابن تيمية ومن يدافع عن ابن تيمية في هذه الفضائيات البائسة عندهم، إذا كانت عندهم القدرة فليجيبوا عن هذه المسائل إن كانوا صادقين، لا أن يذهبوا إلى مسائل أكل عليها الدهر وشرب، ما قيمة تلك المسائل البائسة التي تنقلونها، هذه هي الأصول والقواعد في الجرح والتعديل فإن كنتم قادرين فأجيبوا، هنا أتحدى كل علمائكم، وليكن بعضكم لبعضاً ظهيراً، أجيبونا على هذه الأسئلة، هذا هو علم الجرح والتعديل عندكم، حتى من هو على مبانيكم مثل الدكتور بشار لا يتحمل، يقول: هذا كلام لا يليق بالحافظ ابن حجر، إن كل من سب أحداً من أصحاب النبي فهو مبتدع، ضال، لا يحتج به ولا كرامة، والله أعلم وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، ناصبي، قال بشار: لا يكون الناصبي صدوقاً، بل هو ضعيف إنشاء الله تعالى.

أشير إلى شيء آخر وهو أنه مَنْ مِن الصحابة، أيها المسلمون في كل العالم الإسلامي، من علماء وغير علماء، من محققين، ومن كتاب، ومن أكاديميين، ومن كل الأصناف والطبقات والمستويات، أتحداكم أن تأتوا برواية واحدة لا أعطيكم مهلة أسبوع أو شهر أو سنة، لا، بل خذوا ما شئتم من الزمان، رواية واحدة صحيحة السند متفق عليها بين علماء المسلمين وردت في صحابي غير علي من هذه الأمور، ما هي: أولاً: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. من أحب علي فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني. من آذى علياً في آذاني، ومن سب علياً فقد سبني، هذه النصوص الأربعة، هذه المضامين الأربعة، أتحدى أن توجد في صحابي غير علي بن أبي طالب، صحيحة ومتفق عليها، لا أن تقول لي قال في البخاري، البخاري حجة عليك ورواته مجموعة من النواصب والخوارج ومبغضوا علي بن ابي طالب، فأي حجة للبخاري علينا، أي حجة لأمثال مثل هذه الكتب البائسة علينا، تقول كتبكم أيضاً تجر النار إلى قرصكم، نأتي بالروايات المشتركة والمتفق عليها والصحيحة وأتحداكم في أي صحابي من أكبر صحابي تدعونه من أبي بكر وعمر فضلاً عن غيرهم. ويكون في علم المشاهد الكريم هذه الروايات صححها الذهبي، أنا نقلت هذه الروايات الأربعة لا أقل الثلاثة الأخيرة صححها الذهبي في (المستدرك على الصحيحين، ج3، ص121، و122) للحاكم النيسابوري، الرواية الأولى قال: من سب علياً فقد سبني. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، يقول: من سب علي فقد سبني، الذهبي يقول صحيح. ورواية أخرى من آذى علياً فقد آذاني قال: حديث صحيح ولم يخرجاه، في الحاشية أيضاً قال الذهبي صحيح، وهكذا من سب علياً، من أحب علياً، من أبغض علياً، إذن السؤال المطروح هنا هل يعقل لراوٍ، التفت أيها المشاهد الكريم وا إسلاماه، وا حديث رسول، حديث رسول الله نقله من أبغض رسول الله لأن من أبغض علياً فقد أبغض رسول الله، هؤلاء رواتهم الذين ابغضوا رسول الله، الذين عصوا رسول الله، الذين خالفوا رسول الله، الذين سبوا رسول الله، الذين آذوا رسول الله، الذين شتموا رسول الله، هؤلاء صاروا هم الصادقين عند هؤلاء والقرآن الكريم يقول (والله يشهد أن المنافقين لكاذبون) يعني القرآن بأعلى صوته يصرخ أن هؤلاء كاذبون ولكن أصحاب الدين والنهج الأموي ومن على شاكلتهم وأتباعهم كابن تيمية ومن هم على شاكلته في هذه الفضائيات يقولون أن هؤلاء صادقون، القرآن يقول كاذبون وهؤلاء يقولون صادقون.

المُقدَّم: معنا الأخ علي جواد من السعودية، تفضلوا.

الأخ علي جواد: سماحة السيد سلام عليكم ورحمة الله، جعله الله في ميزان حسناتك هذا العمل الجليل، بودي أن أطلب طلب واحد أنا والذين معي، الطلب هو أن تشركنا في ثواب هذا العمل الذي تؤديه.

سماحة السيد كمال الحيدري: إذا كان له ثواب فلكم، بيني وبين الله هدفنا خدمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وليس شيئاً آخر.

المُقدَّم: معنا الأخ صلاح من ألمانيا، تفضلوا.

الأخ صلاح: السلام عليكم.

سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ صلاح: الله يجزيك خيراً بما تقومون به، أنا من متابعيكم من سنوات في هذه البرامج، السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الأمويين كان عندهم مبرراتهم في كره علي بن أبي طالب سلام الله عليه، ما هي مبررات، أو ماذا يستفيد المتأخرون من تثبيت هذه المبادئ أو تثبيت النهج الأموي، أنا عندي تصور أنه المتأخرين ما هي مصلحتهم من أن يكرروا مع العلم أنه واضح وضوح الشمس أنه علي بن ابي طالب عليه السلام هو ميزان الإيمان في أقوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي كثير من الشواهد القرآنية، ما هي مصلحة المتأخرين في ترديد هذا الكلام.

المُقدَّم: معنا الأخ جعفر من العراق، تفضلوا.

الأخ جعفر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ جعفر: في صحيح البخاري في رواية أحد الأشخاص كان في جيش ابن عم رسول الله في حرب علي مع معاوية فاعترضه أحد الأشخاص فقال: أما علمت أن رسول الله يقول إذا تقاتل مسلمان القاتل والمقتول في النار، يقولون أن معاوية رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه، فأي منهما في النار.

المُقدَّم: معنا أبو أحمد من السعودية، تفضلوا.

الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أحمد: أنت قلت أن البخاري ومسلم أن أحاديثهم غير مقبولة عندكم، فنرجع إلى كتاب متفق عليه بيننا، أنا أطلب منك أن نرجع فقط إلى كتاب الله، أريد منك تفسير لقوله في المهاجرين، وبماذا وصفهم الله عز وجل في آخر الآية بأنهم صادقين، أريد تفسير لهذه الآيات ولكل من دخل الإسلام حديثاً وجد القرآن مليء بمدح الصحابة والمهاجرين، لا اريد كتب متفق عليها، بل أريد تفسير لهذه الآيات فقط.

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه في الرد على المبتدعة كان بودي أن أنقل بعض الروايات الواردة في هذا المجال.

المُقدَّم: الأخ صلاح يقول ما هي المسوغات التي تؤدي بالمتأخرين إلى تثبيت النهج الأموي، إذا كان النهج الأموي يريد السياسة والدنيا فهؤلاء ماذا يريدون يدافعون عن النهج الأموي، وبالنسبة للأخ جعفر يقول أن هناك رواية في صحيح البخاري تقول أن القاتل والمقتول في النار فلماذا يترضون على معاوية وعلى علي مع أن الرواية تقول أن القاتل والمقتول في النار.

سماحة السيد كمال الحيدري: أما القاتل والمقتول كلاهما في النار فهذا مربوط بمسألة الفئة الباغية والحرب القائمة بين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية لنعرف بأنه كلاهما على حق أو أحدهما على حق أو كلاهما على الباطل هذا بحث موكول إلى هناك فلهذا الآن سوف لا نعرض له. هذه القضية الأولى.

أما السؤال الذي ذكره الأخ وهو الاتفاق على ما في القرآن هذا معناه عدم الاعتناء بالسنة وأنا أتصور أن الروايات الصحيحة السند الواردة في البخاري ومسلم عندهم وعندنا ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون، فالقضية ليست هواكم الشخصي أنا أريد أن نذهب إلى القرآن، لا، أنا أجيب بما قال القرآن وبما قالت السنة، لماذا نذهب إلى السنة؟ باعتبار أن السنة فيها تفاصيل واضحة والقرآن هناك مجموعة من الأمور لتبين للناس ما نزل إليهم، أما لماذا نشترط المتفق عليه باعتبار أنه لا كتبكم حجة علينا ولا كتبنا حجة عليكم، إذن لا طريق لنا إلا أن نجتمع (لا تجتمع أمتي على ضلالة).

المُقدَّم: معنا الأخ أسامة من السعودية، تفضلوا.

الأخ أسامة: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أسامة: نحن بدأنا نطالب رجال الدين المثقفين والعلماء والمختصين بعلم الحديث أن يتابعوا برنامجكم، والله لم نجد جواباً إلا سبأية وصفوية وفارسية، لكن نحن الآن نطالب بإظهار الحقيقة.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا كتاب (شرح السنة) للإمام أبي محمد الحسن بن خلف البربهاري، المتوفى سنة 329هـ، الآن وقعت الرواية أمامي، قال: وإذا سمعت بالرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة. تقول له الأثر رسول الله يقول، يقول حسبنا كتاب الله، البربهاري يقول أن هذا الإنسان لا يخلو من زندقة. ولذا أنا أعطي قاعدة للمشاهد الكريم أولئك الذين يظهرون على الفضائيات ويسمون أنفسهم أهل العلم هؤلاء الذين يقولون علينا بآية من القرآن، اعلموا أنهم كما في هذا النص: وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن فلا تشك أنه رجل قد أحتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه.

إذن القاعدة، الأثر والسنة، أما هؤلاء الذين يخرجون على الفضائية وسبأية ويهود وفرس وصفوية واقعاً هذه لغة العاجز، هؤلاء لم يبقَ عندهم أي شيء علمي على هذا المستوى فاطرحوه (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

هذا تراثهم فليغربلوه من جديد ويعرفوا من هم أئمة الجرح والتعديل عندهم، أئمة الجرح والتعديل جملة من النواصب والمبغضين الذين يشهد القرآن أنه كاذبون.

صاحب شرح السنة يقول كأني بأحدكم يأتيه الرجل فيقول قال رسول الله فيقول أاتيني بكتاب الله لا تأتيني بما قال رسول الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: كما في صحيح مسلم. أقرأ رواية واحدة للمشاهد الكريم وهو أنه هؤلاء عندما تأتي القضية إلى هذه المسائل ماذا يقولون، في شرح سنن البربهاري: إذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة وأنس بن مالك وأسيد بن خضير فاعلم صاحب سنة. عجيب، كأنهم وردت فيهم روايات خاصة، وإذا رأيت الرجل يحب أيوب وابن عون ويونس بن عبيد الله وعبد الله بن إدريس الأودي والشعبي ومالك و... فاعلم أنه صاحب سنة, وإذا رأيت أنه يحب الحجاج بن المنهال فاعلم.

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما نشكر الأخوة والأخوات نلتقيكم في الحلقات القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.