حقيقة معاوية في حديث رسول الله (ص) ق (3)
  • عنوان المقال: حقيقة معاوية في حديث رسول الله (ص) ق (3)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 13:44:26 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

10/06/2010

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (حقيقة معاوية في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، القسم الثالث) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.

المُقدَّم: ذكرتم في الحلقات السابقة سماحة السيد جملة من الموارد التي ثبت فيها مخالفة معاوية لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهل هناك موارد أخرى لمخالفة السنة القطعية من قبل معاوية أو تبديل لهذه السنة أو إحداث محدثات فيها.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في الواقع في المقدمة بودي أن أشير بأن هذا التأكيد الذي نحاول الوقوف عنده لبيان المخالفات القطعية التي خالف فيها معاوية بحسب اصطلاح القوم بأنه كاتب الوحي وأمين الوحي، تلك المخالفات التي خالف بها السنة القطعية والقضاء القطعي لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، لقائل أن يقول: أنه ليس فقط معاوية كانت عنده مخالفات لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فلماذا الوقوف عند معاوية بالخصوص؟

الجواب على ذلك: في الواقع أنه نجده من خلال هذه الكتابات على مر التأريخ التي حاولت أن تبرء معاوية من كل ما نسب إليه من المخالفات القطعية التي لا فقط تطعن في عدالته كصحابي إن ثبت له الصحبة، وإنما تطعن في إيمانه فضلاً عن عدالته، يعني مما تقدم في الأبحاث السابقة اتضح لنا أنه لم يثبت لنا أن معاوية كان مؤمناً حقيقة، بل ثبت بالعكس أنه كان منافقاً، الآن كأننا نريد أن نتنزل بحسب البحث العلمي فلو فرضنا أنه كان مؤمناً هل كان عادلاً يستحق أن يكون أمير المؤمنين ويستحق أن يُدافع عنه أم أنه كان يعلن الفجور ويجاهر بمخالفة سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعند الوقوف على بعض هذه المخالفات، طبعاً تقدم الحديث عن بعض تلك المخالفات فيما يتعلق بتجارة الخمر وفيما يتعلق بالربا وفيما يتعلق باستلحاق زياد وغير ذلك، ولكنه إنشاء الله تعالى في آخر المطاف سنقف عند هذه النقطة، وهو أنه ماذا يقول أصحاب النهج الأموي والإسلام الأموي الذين يريدون أن يجعلوا من معاوية هو القدوة والأسوة، بل سيتضح للمشاهد الكريم أن الدفاع الذي يدافع به هذا النهج عن معاوية وعن بني أمية واقعاً أنا لم أجد هذا الدفاع لهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بل أجد في كتبهم ينسبون إلى رسول الله أنه كان مسحوراً وغيره من الأمور، وهذه في أهم صحاحهم وبعد ذلك لعله ستأتي الإشارة إليه.

من الموارد الأخرى التي ثبت بنحو قطعي أن معاوية خالف فيها السنة النبوية القطعية الثابتة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي مسألة إحداث بدعة الأذان في صلاة العيدين، من المسائل الواضحة والمتفق عليها بين علماء المسلمين أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) صلى العيدين من غير أذان وإقامة، ولكنه نجد أن بني أمية وعلى رأسهم معاوية هو أول من أوجد هذه البدعة، وأول من استحدث هذه البدعة وسرى على ذلك جملة من بني أمية كما سيتضح، لقائل أن يقول ما هي مصادر هذه الحقيقة أو هذه الدعوى، طبعاً إلى الآن هي ليست حقيقة وإنشاء من خلال البحث سيتضح أنها حقيقة، ما هي مصادر هذه الدعوى التي تحاولون أن تتهمون بها كما يقولون الصحابي معاوية بن أبي سفيان.

المصادر في ذلك الحق والإنصاف أنها فوق حد الإحصاء، وهي كثيرة جداً وأحاول الوقوف على بعضها. من المصادر الأصلية التي أشارت إلى هذه الحقيقة ما ورد في كتاب (الأم، ج2، ص500) - هذا الكتاب لم نشر له في الأبحاث السابقة - للإمام محمد بن إدريس الشافعي، المتوفى 204هـ تحقيق وتخريج الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب، دار الوفاء، الطبعة الثالثة سنة 1426هـ، المنصورة، يقول: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا الثقة عن الزهري أنه قال: لم يؤذن للنبي (صلى الله عليه وآله) ولا لأبي بكر ولا لعمر ولا لعثمان في العيدين، هذه على الطريقة مع الأسف الشديد كأن الخلفاء هم ثلاثة وليسوا أربعة، يعني لا يضيف إلى ذلك علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن مع ذلك في الفضائيات وغيرها يجدون أننا لا نفرق بينهم، ولكن ذلك واضح عندما يتكلمون يقولون أبو بكر وعمر وعثمان ويقفون على ذلك، على أي الأحوال، حتى أحدث، الرواية تقول أخبرنا الثقة عن الزهري أنه قال، إذن الإمام الشافعي يقول أخبرنا الثقة، قال: حتى أحدث ذلك معاوية بالشام. إذن أول محدثة وأول من يغير سنتي رجل من بني أمية يتضح أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان بعلمه بما أخبره به الله يعلم أنه ماذا سيفعل هذا المنافق بل رأس المنافقين في زمانه بل مؤسس دولة النفاق، وهي الدولة السفيانية والمروانية يعني الأموية بمعناها العام، حتى أحدث ذلك معاوية بالشام فأحدثه الحجاج بالمدينة حين أُمر عليها، يعني إلى جوار قبر رسول الله هم يحدثون ويبدعون، فأحدثه الحجاج بالمدينة حين أمر عليها وقال الزهري: وكان النبي يأمر في العيدين المؤذن ... الخ.

في الحاشية في ذيل هذا الحديث في (ص500) في حاشية الحديث (532) يقول: مصنف عبد الرزاق باب الأذان من طريق معمر عن الزهري عن أبي سعيد مولى عبد الرحمن بن عوف أنه شهد العيد مع عمر وعثمان وعلي فكلهم صلى بغير أذان ولا إقامة، حتى أحدثها معاوية كما صرح بذلك الإمام الشافعي. هذا هو المصدر الأول.

المصدر الثاني الذي بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليه وقد اشرنا إلى هذا المصدر وهو كتاب (المصنف، ج4، ص200- 205) لابن أبي شيبة، المتوفى 235هـ، حققه محمد عوامة، وأشرنا إلى هذا الكتاب، يبدأ في (ص200) ليس في العيدين أذان ولا إقامة فينقل مجموعة من النصوص الواردة عن النبي أنه (صلى الله عليه وآله) صلى العيدين بلا أذان ولا إقامة ... إلى أن يأتي إلى (ص204) في الحديث (5712) قال حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن ابن المسيب قال: أول من أحدث الأذان – هذا تعبير (أحدث) واضح لأنه شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ويأتي إنشاء الله البحث في ذلك- في العيد معاوية، معاوية صاحب هذه البدعة، صاحب هذه المحدثة الضالة البائسة التي نجد أن هؤلاء القوم البائسين الذين يدافعون عن معاوية وعن صلاح معاوية وعن فضائل معاوية، مع أنه هو صاحب المحدثات وصاحب البدع كما أشرنا إلى ذلك. هذا هو المورد الثاني الذي أشير إليه في المقام.

المورد الثالث الذي لابد أن أقف عنده، هو كتاب (التمهيد لما في الموطئ من المعاني والأسانيد، ج5، ص227) تأليف الإمام الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد الله ... بن عبد البر النمري الأندلسي، المتوفى 463هـ، تحقيق أسامة بن إبراهيم، الناشر الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الطبعة الرابعة، سنة النشر 1429هـ، يقول: روي من وجوه شتى صحاح عن النبي لم يكن يؤذن له ولا يقام في العيدين من حديث جابر بن عبد الله وجابر بن سمرة وعبد الله بن عباس وابن عمر وسعد وهي كلها ثابتة عن النبي أنه (صلى الله عليه وآله) صلى العيد بغير أذان ولا إقامة وهو أمر لا خلاف فيه بين علماء المسلمين وفقهاء الأمصار وجماعة أهل الفقه والحديث. الآن السؤال: هذه القضية المتفق عليها بين جميع علماء المسلمين يقول: واختلف في أول من فعل ذلك منهم، لابد أن نعرف من فعل وأحدث هذه البدعة، فذكر ابن أبي شيبة وقرأنا من المصنف، فذكر ابن أبي شيبة عن سعيد ابن المسيب قال: أول من أحدث الأذان في العيدين معاوية، ثم ذكر روايات أخرى قال: أول من أحديث للعيد الأذان في العيدين ابن الزبير عندما كان أميراً في مكة، وهكذا يقول: أول من أخرج المنبر في العيدين وأول من أذن في العيدين  زياد الذي استلحقه معاوية، يعني زياد بن أبي سفيان، وهكذا ينقل مجموعة من الروايات، بودي تعليقة الإمام ابن عبد البر انظروا ما يعلق، يقول: قال أبو عمر، يعني ابن عبد البر، القول قول من قال أن معاوية أول من أُذن له في العيدين، لأن الروايات الصحيحة تثبت هذا المعنى.

المُقدَّم: وهي أليق به.

سماحة السيد كمال الحيدري: لأن الروايات الصحيحة تثبت هذا المعنى، بغض النظر، الله أعلم أنا لا أتكلم الآن لائق به أو لا، نعم كما تفضلتم لأنه هو اللائق بحاله، ولكنه قال: أن معاوية أول من أُذن له في العيدين على ما قال سعيد بن المسيب، وقول من قال، الآن ماذا تقولون في تلك الروايات التي قالت زياد أو مروان أو غيرهما، قال: وقول من قال زياد أول من فعل مثله أيضاً لأن زياد عامله، فإذن إذا لم يكن معاوية قد بدأ كيف يمكن لزياد أن يحدثه، وأما من قال ابن الزبير وبني مروان فيرد ذلك، يقول: فقد قصروا عما علمه غيرهم ومن لم يعلم فليس بحجة على من علم، هذا ما ورد في التمهيد لابن عبد البر. هذا هو المصدر الثالث.

المصدر الرابع الذي ورد في المقام، هو ما ورد في (شرح صحيح مسلم المسمى إكمال المعلم بفوائد مسلم، ج3، ص295، الحديث 886) للقاضي عياض، يقول: عن جابر بن عبد الله حدثنا فلان قال لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى ثم سألته بعد حين عن ذلك فأخبرني قال: أخبرني جابر بن عبد الله أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين يخرج، يعلق على ذلك، قوله: لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى، يقول: فلا خلاف بين فقهاء الأمصار في ذلك أنه لا أذان ولا إقامة للعيدين وإنما أحدث الأذان معاوية، وإنما أحدث الأذان معاوية وقيل زياد وفعله اخر أمارة ابن الزبير والناس على خلاف ذلك وعمل أهل المدينة ونقلهم المتفق عليه برد ما أحدث معاوية أو زياد الذي هو عامل معاوية، هذا هو المصدر الرابع في هذا المجال.

المصدر الخامس الذي أشار إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح هو ما ورد في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، أنا بودي أن أشير إلى نكتة، هو أن المشاهد الكريم قد يقول: سيدنا لماذا عشرات المصادر، واحد أو اثنان يكفي، لماذا عشرات المصادر من كلمات أعلام المسلمين. الجواب: المشاهد الكريم لابد أن يتضح أنا عندما أشير إلى مصادر متعددة اطمئن أن هؤلاء يمثلون اتجاهات مختلفة سواء على مستوى البحث العقدي، أو على مستوى البحث الفقهي، بعضهم يعد من مدرسة الصحابة، بعضهم من مدرسة النهج الأموي والمدرسة الأموية كابن حجر الذي نقرأ له الآن، وأريد أن أبين أنه اتفقت كلمة علماء المسلمين على هذه البدعة وأن معاوية أحدث هذه البدعة، حتى لا يقول لنا قائل بعد ذلك: أنكم تنتخبون بعض العلماء وتتركون البعض الآخر، هذا أولاً. وثانياً حتى يعرف المشاهد الكريم عندما يأتي بعد ذلك من يشكك وقول أُتهم معاوية بذلك، لا أريد أن أعبر هذا التعبير، وأرجو الله أن يحشروا مع سيدهم معاوية، يقول: أُتهم سيدهم معاوية بكذا. مع أنه ليس اتهام وليست دعوى وإنما مصادر أصلية وأساسية من علماء المسلمين.

في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج2،  ص583) عبارته واضحة، أنا لا أطيل على المشاهد الكريم، يقول: وأختلف في أول من أحدث الأذان فيها، في صلاة العيدين، فروى ابن أبي شيبة، التفتوا جيداً ابن حجر العسقلاني ماذا يقول وهو إمام من أئمة النهج الأموي، يقول: فروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن سعيد ابن المسيب أنه معاوية، وروى الشافعي وقد قرأناه من كتاب (الأم) عن الثقة عن الزهري مثله وزاد، فأخذ به الحجاج حين أُمر على المدينة، وروى ابن المنذر عن حصين بن عبد الرحمن قال: أول من أحدثه زياد بالبصرة وقال: أول الداوودي: أول من أحدثه مروان، التفتوا إلى عبارة الإمام ابن حجر، يقول بعضهم قال معاوية وبعضهم قال زياد وبعضهم قال مروان، يقول: وكل هذا لا ينافي أن معاوية أحدثه كما تقدم، لماذا لا ينافي، لأن هؤلاء كانوا عماله، ثم يقولون إثبات الشيء لا ينفي ما عداه، افترضوا أنه نسب إلى زياد ولكنه لم يقولوا أن معاوية لم يحدثه، فلهذا عبارة ابن حجر، يقول: وكل هذا لا ينافي أن معاوية أحدثه كما تقدم في البداءة بالخطبة، أيضاً من محدثات معاوية أن الخطبة كانت متأخرة عن صلاة العيدين فجعلها في متقدمة على صلاة العيدين، وهذه بدعة ومحدثة أخرى من محدثات وبدع معاوية، هذا هو المصدر الخامس الذي ورد في هذا المجال.

المصدر السادس الذي بودي أن يقف عليه المشاهد الكريم، وهو ما ورد في (إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ج2، ص653) للقسطلاني، ضبطه وصححه محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، هذا المصدر لم نشر إليه فيما سبق، سنة الطبع 2009م، الطبعة الثانية، يقول: وأول من أحدث الأذان فيها معاوية، رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، إذن القسطلاني بعد العسقلاني أيضاً يقول إسناده صحيح، ولا يمكن أن نقول بأن القسطلاني يقلد العسقلاني أو العسقلاني يقلد غيره، لأن هؤلاء أئمة، عندما يقول بإسناد صحيح يعني بما هو إمام وبما هو حافظ وبما هو علم من أعلام المسلمين، يعني اجتهاده انتهى إلى هذا الأمر، زاد الشافعي في روايته عن الثقة عن الزهري فأخذ به الحجاج، كما أشرنا إليه قبل قليل.

المصدر السابع في هذا المجال هو ما ورد في (سبل السلام الموصلة إلى  بلوغ المرام، ج3، ص186) تأليف محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، حققه وخرج أحاديثه وضبط نصه محمد صبحي حسن حلاق، دار ابن الجوزي، الإصدار الثالث، الطبعة الأولى، شوال 1429، المملكة العربية السعودية، الدمام، يقول: لا أذان ولا إقامة لصلاة العيدين، في الحديث رقم (460) وعنه أن النبي (صلى الله عليه وآله) صلى العيد بلا أذان ولا إقامة يقول: أخرجه أبو داود وأصله في البخاري في رقم الحديث (960) وعن ابن عباس أن النبي صلى العيد بلا أذان ولا إقامة، أخرجه أبو داود، وأصله في البخاري، هو دليل على عدم شرعيتهما في صلاة العيد، فإنهما بدعة، الصنعاني في سبل السلام، يعني الأذان والإقامة في صلاة العيدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، بعد ذلك سيأتي. يقول: هو دليل على عدم شرعيتهما في صلاة العيد فإنهما بدعة، وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن المسيب أن أول من أحدث الأذان لصلاة العيد معاوية، ومثله رواه الشافعي كما أشرنا. وهذا ما تقدم أيضاً.

ومن المصادر الأساسية التي أشارت إلى هذه الحقيقة ما ورد في كتاب (نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار، ص55) للإمام الشوكاني، بتحقيق محمد صبحي بن حسن الحلاق، وهذا الكتاب أشرنا إليه في الأبحاث السابقة، قال: أن رسول الله، وعن البراء بن عازب أن الطبراني في الأوسط أن رسول الله صلى في يوم الأضحى بغير أذان ولا إقامة ... وروى ابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح قال: أول من أحدث الأذان في العيد معاوية، وأؤكد مرة أخرى هؤلاء كلهم أئمة وأعلام وكلهم حفاظ، لا يحتمل في حقهم التقليد في مثل هذه المسائل.

ومن المصادر الأخرى الواردة في هذا المجال، ما ورد في (تأريخ الخلفاء، ص236) للإمام السيوطي، المتوفى سنة 911هـ، عني بتحقيقه إبراهيم صالح، دار صادر، بيروت، وقال الزهري: أول من أحدث الخطبة قبل الصلاة في العيد معاوية، وقال سعيد: أول من أحدث الأذان في العيد معاوية، يعني نحن كنا قد عرفنا أن الإنسان وأن الصحابي يكون سباقاً للخير لا أن يكون سباقاً للبدع، أول من خالف رسول الله في التجارة بالربا معاوية، أول من استلحق وخالف القضاء القطعي لرسول الله في استلحاق زياد معاوية، أول من تاجر بالخمر معاوية، أول من أحدث الأذان في صلاة العيدين معاوية، ومع ذلك تأتي هذه  الأصوات البائسة هذه الأصوات التي لا أدعو لها إلا بالهداية، وإن كان بعضهم أتصور بأنه ختم الله على قلوبهم، هؤلاء واقعاً سواء أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، وصلوا إلى مرحلة عنها. غريب جداً أنه أول من أحدث كل المحدثات بعنوان صريح هو معاوية، ورسول الله جعل هذا الأصل، أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية، وثبت أنه يقول الألباني أنه معاوية.

ومن المصادر الأخرى، وإن أطلت قليلاً على المشاهد الكريم ولكن هناك ضرورة لما سأشير إليه بعد ذلك، من المصادر الأخرى التي أشارت إلى هذه الحقيقة ما ورد في كتاب (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ج3، ص97) للإمام الحافظ أبي العلا محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، المتوفى سنة 353هـ، وهو الجامع المختصر ومعه شفاء الغلل في شرح كتاب العلل، اعتنى به علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، دار إحياء التراث العربي، مؤسسة التأريخ العربي، يقول: وقال ابن قدامة في (المغني) ولا نعلم في هذا خلافاً ممن يعتد بخلافه، يعني مسألة أن صلاة العيدين لا أذان ولا إقامة لا يوجد فيه خلاف بين علماء المسلمين، إلا أنه روي عن ابن الزبير أنه أذن وأقام ويشير أيضاً ... وروى ابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح قال: أول من أحدث الأذان في العيد معاوية، إذن في هذا الكتاب وهو من الأعلام أيضاً يشير إلى هذه الحقيقة بنحو واضح وصريح.

وممن أشار هو ما ورد في (شرح صحيح البخاري، ج3، ص18) هذا الكتاب بودي أن المشاهد الكريم إذا كان من أهل التحقيق يقتنيه لأنه إنشاء الله في الأبحاث اللاحقة سنستفيد منه، شرحه وأملاه فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، اعتنى به القسم العلمي بالدار، نسخة مضبوطة النصوص مخرجة الأحاديث وبحاشيته تعليقات العلامة ابن باز، وفوائد حديثية للعلامة الألباني، وهذا مهم جداً، يعني ثلاثة من الأعلام المعاصرين من النهج المعروف وهم الذين يدافعون بكل ما أوتوا عن النهج الأموي، ولكن ستجدهم يقرون بهذه القضية ولا يستطيعون الدفاع عنها، مكتبة الطبري للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، سنة الطبع 1429هـ، جمهورية مصر العربية، عين شمس. لا يوجد كلام هنا لا للعثيمين ولا لابن باز، ولكن توجد حاشية وتعليقة للعلامة الألباني على هذه الحقيقة، يقول:  وأخبرني عطاء ابن عباس أرسل إلى ابن الزبير في أول ما بويع له أنه لم يكن يؤذن بالصلاة يوم الفطر، إنما الخطبة بعد الصلاة، إشارة إلى هاتين البدعتين. في الحاشية يقول: وقد اختلف في أول من أحدث الأذان للعيد، كما أشرنا في الأبحاث السابقة، فقيل أنه معاوية وقد صح عنه أنه فعل ذلك، الآن الألباني كما نعلم في هذه المجالات يقول بأنه قيل أنه الأول، ولكنه سواء كان الأول أو لم لكن المهم عندنا أنه كان يعمل بهذه البدعة، لعله قد يقول قائل أنه لم يكن أول من ابتدع هذه البدعة ولكنه حتى لو لم يكن أول من ابتدعها يقول العلامة الألباني، وقد صح أنه فعل ذلك، يعني كان يعمل بهذه البدعة في العبادة، وروى ابن المنذر عن أبي قلابة قال: أول من أحدثه ابن الزبير، إذن يشير إلى أمرين أول من أحدثه معاوية وأول من أحدثه ابن الزبير. قلت، أي الألباني: فإن صح هذا عن ابن الزبير، باعتبار الذي عن معاوية صح في حديث صحيح، أما عن ابن الزبير فغير معلوم الصحة، فيكون هو أول من أحدثه في الحجاز، ومعاوية أول من أحدثه في الشام. جيد جداً لا مشكلة في ذلك، إذن العلامة الألباني يقر أن معاوية ابن أبي سفيان أمين الوحي، أيها المسلمون، كاتب الوحي، أمير المؤمنين بتعبير بعض البائسين والجاهلين، أنه هو أول من أحدث هذه البدعة في الشام، بإقرار العلامة الألباني، طبعاً لا يقول القائل بأنه سيدنا كل ما يقوله الألباني، لا أبداً، لأن الألباني حجة عليكم فلابد أن تقبلوه وإلا فقولوا أننا نوافق أو لا.

يقول: فيكون هو، أي ابن الزبير،  أول من أحدثه في الحجاز ومعاوية أول  من أحدثه في الشام، والله أعلم. وفي ذلك عبرة بالغة للمعتبر، ما هي العبرة؟ وأنه إذا ثبتت السنة فلا تقليد لمن خالفها ولو كان صحابياً. هذا هو الأصل الذي لابد أن تعتمدوا  عليه أيها المسلمون، أنه لا تقولوا أنه صدر من صحابي، سواء صدر من صحابي أو من غير صحابي فهو قد يكون صاحب بدعة كما كان معاوية وكما كان أمثال هؤلاء، قد يكون ملعوناً كما أشرنا في الحلقة السابقة، قال: ولو كان صحابياً فهذا معاوية وابن الزبير قد أحدثا، إذن هما صاحبا بدعة، قد أحدثا ما لم يكن في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) من الأذان، وأنتم تعلمون قد تكون المحدثة في امور حياتية دنيوية، هم الآن لا يجوزون بعض القضايا لأنهم يقولون أنها لم تكن في عهد رسول ولم يفعلها رسول الله، ولكنه عندما يصلون إلى محدثات معاوية ومن هو على شاكلة معاوية وعلى شاكلة بني أمية تجدهم يغضون الطرف ولا يقولون شيء، هذا هو المصدر الحادي عشر وهناك عشرات المصادر الأخرى التي أشارت إلى هذه الحقيقة.

المُقدَّم: ما هو موقف النهج الأموي من بدعة الأذان في صلاة العيدين.

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع أنه فيما يتعلق بهذه القضية، أنا كان بودي أن أولئك الذين يكتبون عن معاوية وهم كُثر في هذا الزمان، ولعله إذا سمح الوقت بقائمة وفهرس الكتب التي كتبت للدفاع عن مؤسس الدولة السفيانية والأموية، ومنهم ذلك الكتاب البائس الذي أشرنا إليه وهو كتاب (معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة السفيانية) للصلابي الذي أشرنا إليه في الحلقة السابقة. المهم نحن عندما نأتي إلى مثل هذه المحدثات ومثل هذه البدع نجد أن أصحاب النهج الأموي والمدافعين عن النهج الأموي على أربعة أقسام. قسم يصرح بأنها بدعة ومحدثة كما في العلامة الألباني حيث وجدنا بأنه يصرح بأنه لا يجوز تقليده في هذه المسألة. وقسم منهم وجدوا أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً لهذه البدعة ولا يمكنهم أن يدافعوا عنها فلذا لم يشيروا لها لا من بعيد ولا من قريب وكأنها لم تكن وهذا ما وجدناه في كتاب (معاوية بن أبي سفيان) للصلابي نجد أنه لم يشر إلى هذه القضية كأنها ليست من بدعه ومحدثاته. وقسم آخر وجماعة أخرى نجد أنهم يحاولون أن يشككوا في سند الرواية لأنهم لم يجدوا بُداً فإذا ثبتت هذه فيكون صاحب بدعة وإذا ثبت بأنه صاحب بدعة فكيف يكون أميراً للمؤمنين وهل يعقل أن أمير المؤمنين يكون صاحب بدعة، وهل يكون الصحابي صاحب بدعة، وهم يقولون أنهم كلهم إلى الجنة وكلهم عدول وأنه من تكلم فيهم فقد حُرم الجنة كما يقول هؤلاء الجهلة، ولكنه توجد طبقة ومنهم ابن العربي المالكي صاحب كتاب (عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي، المجلد2، ج3، ) للإمام الحافظ أبي بكر المعروف بابن العربي المالكي، المتوفى سنة 543هـ، وضع حواشيه الشيخ جمال مرعشلي، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1418هـ، بيروت، لبنان، بعد أن ينقل هذه القضية، التفتوا ماذا يقول؟ يقول: وروى من لا أثق به أن أول من أحدث الأذان معاوية.

المُقدَّم: يعني أصبح ابن أبي شيبة لا يثق به.

سماحة السيد كمال الحيدري: ليس ابن أبي شيبة فقط بل كل الأعلام الذين نقلوه الذين قالوا أن إسناده صحيح، لماذا؟ لأن ابن عربي هو الذي قال القولة المعروفة عنه، أن الحسين قتل بسيف جده، بهذا المضمون طبعاً لكي لا يقول قائل من أين ذكرتم هذا، وأشرنا إليه في أبحاث سابقة وسنأتي بالمصدر في الوقت المناسب، المهم يقول: وروى من لا اثق به أن أول من أحدث الأذان معاوية. وهذه طريقة النهج الأموي وهو أنه عندما لا يستطيعوا الدفاع مباشرة يشككوا في السند. هذه الطبقة الثالثة أو القسم الثالث.

وأما القسم الرابع أمثال ابن تيمية، هؤلاء أيضاً يدافعون عن النهج الأموي بكل ما أوتوا، هو لم يستطع عدم ذكرها، ولا التشكيك في سندها، ولا يستطيع أن يقبلها في معاوية سيده ومولاه، سيد ابن تيمية فكيف يستطيع أن يقبل أنه صاحب بدعة، يقول في (مجموعة الفتاوى، المجلد11، الجزء 22، ص142 ) لشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني، يقول: والعبادات التي شرعها النبي (صلى الله عليه وآله) لأمته ليس لأحد تغييرها ولا إحداث بدعة فيها. هذه أصل مسلم وإلا خرج واقعاً عن الإسلام، وليس لأحد أن يقول أن مثل هذا من البدع الحسنة، لا يمكن أن نجتهد في قبال نص رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مثل ما أحدث بعض الناس الأذان في العيدين، من هم بعض الناس، لا يطاوعه لسانه أن يذكره، أما لو كان في علي والله لرأيت الروايات واحدة بعد الأخرى في ذم علي وأهل بيته عليه أفضل الصلاة والسلام! يقول: مثل ما أحدث بعض الناس الأذان في العيدين، والذي أحدثه مروان ابن الحكم. هذه النصوص كلها تقول معاوية وهو يقول أنه مروان بن الحكم.

المُقدَّم: لأنه شيخ الإسلام والحافظ والعارف الذي يعرف كل شيء.

سماحة السيد كمال الحيدري: ماذا تقولون أيها المشاهدون، انتم أحكموا على ابن تيمية، هذه عشرات المصادر، لماذا أنا قرأت عشرات المصادر، كل الأئمة وكل الحفاظ وكل الأعلام بمختلف الاتجاهات العسقلاني والقسطلاني والشوكاني والصنعاني وابن أبي شيبة والشافعي كلهم يقولون معاوية ولكنه يقول أولاً بعض الناس وثانياً مروان بن الحكم. فأنكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان ذلك، هذا وإن كان الأذان ذكر الله لأنه ليس من السنة ...

إذن هذه هي طبيعة ونهج المنهج الأموي وهو أن القضية عندما تصل إلى معاوية، عندما تصل إلى رؤوس بني أمية، عندما تصل إلى سلاطين الدولة السفيانية والدولة المروانية نجد يبدأ التدليس ويبد الكذب، ويجوز الكذب ويجوز التحريف وحذف الأسماء وتلاعب بالأسماء وحذف الروايات، هذه هي الخصوصية التي أشرنا إليها مراراً فيما سبق والآن تأكدت من خلال هذا البحث الذي أشرنا إليه.

المُقدَّم: يعني على الرغم مما ذكره القسمان الثالث والرابع من النهج الأموي الإنصاف أنها ثابتة بأنها بدعة من بدع معاوية ولا مناقشة فيه، ولكن السؤال ما حكم صاحب البدعة في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله).

سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع سؤال مهم وجيد، وأنا أتصور أن المشاهد الكريم التفت إلى الحكم من خلال الحديث الذي أشرنا إليه، أنا أشير إلى مصدرين فقط لأن المصادر التي تشير إلى هذه الحقيقة متعددة وكثيرة.

من هذه المصادر ما ورد في (صحيح سنن النسائي، ج1، ص512) تأليف الألباني الذي أشرنا إليها مراراً، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع لصاحبها سعد بن عبد الرحمن الراشد، الرياض، التفتوا جيداً أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ماذا قال عن صاحب البدعة وعن صاحب المحدثة أو المحدثات. عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في خطبته، يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهدهِ الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاته أو محدثاتها، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. الآن أنا لا أعلم لمن كان يداوم على هذا، مرة أن معاوية فعل ذلك مرة واحدة وتاب إلى الله فالله يغفر الذنوب جميعاً، ومرة كان يداوم يعني الإصرار على هذه المخالفة يعني بعبارة أخرى العناد لمخالفة، إصرار وعناد لكي يخالف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذا من أوضح (وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وأنا لا أتصور أن الضلالة تذهب إلى النار ومعاوية يذهب إلى الجنة، والله لا أعلم، أنا لا أريد أن أدخل في البحث الفلسفي والعقدي، وهو اتحاد العامل والعمل، يعني أن الضال والضلالة شيئان أو حقيقة واحدة، من الواضح أن الضال الذي هو معاوية والضلالة التي هي هذه البدعة هي حقيقة واحدة فإذا ذهب الضلالة إلى النار ذهب الضال إلى النار، لأنه هو المتحقق بهذه الضلالة، ماذا يقول العلامة الألباني عن هذه الرواية، يقول: صحيح، لأنه نقل الرواية في (صحيح سنن النسائي) إذن يقول صحيح. هذا هو المورد الأول.

المورد الثاني هو ما ورد في (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، ج13، ص23) لعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن باز، جمع وترتيب وإشراف الدكتور محمد بن سعد الشويعر، الرياض، المملكة العربية السعودية، دار أصداء المجتمع، الطبعة الثالثة، 1428هـ، هناك يشير إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح، يقول: وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يصلي صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة ولم يقل أحد من أهل العلم فيما نعلم أن هناك نداء بألفاظ أخرى، وعلى من زعم ذلك إقامة الدليل والأصل عدمه، يعني لا ينبغي لا النداء والأذان ولا أي شيء آخر، فلا يجوز أن يشرع أحد عبادة قولية أو فعلية إلا بدليل من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة أو إجماع أهل العلم كما تقدم. ومن الواضح أن تشريع الأذان للعيدين هي عبادة قولية وفعلية. لعموم الأدلة الشرعية الناهية عن البدع والمحذرة منها ومنها قوله الله سبحانه (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ومنها الحديثان السابقان في أول هذه الكلمة، ومنها قول النبي (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) مردود، متفق على صحته، وقوله في خطبة الجمعة (أما بعد فأن خير الحديث ... وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) وقرأنا من العلامة الألباني فيه وكل ضلالة في النار، خرجه مسلم في صحيحه والأحاديث والآثار في هذا المعنى كثيرة كما يقول ابن باز.

إذن إلى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح أن من بدع معاوية بن أبي سفيان بالإضافة إلى مخالفاته القطعية الأخرى التي تقدمت في الحلقتين السابقتين هو أنه ابتدع الأذان في العيدين وحكم البدعة كما أشرنا ضلالة وكل ضلالة في النار.

المُقدَّم: معنا الأخ أبو هادي من قطر، تفضلوا.

الأخ أبو هادي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو هادي: أنا في الحقيقة عندي نقطة وهي أنني أشد المعجبين بطرحكم على شاشة التلفزيون ولكن حبذا لو تكون الفائدة منكم في مدرسة أهل البيت لأن علمكم جم وأسلوبكم الرائع نحن أولى به كأتباع أهل البيت، نحن أولى بالاستفادة من علم أهل البيت لأن الأئمة قالوا: لو علم الناس محاسن حديثنا لاتبعونا. فيا حبذا لو يكون البرنامج في علوم اهل البيت في خطب أمير المؤمنين في نهج البلاغة وغيره، ولا يكون في معاوية، لأن معاوية لا يستحق أن يأخذ هذا الوقت الكثير. فمنهج أهل البيت أحق بأن يشرح بهذه الطريقة.

المُقدَّم: معنا الأخ حسين من العراق، تفضلوا.

الأخ حسين: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ حسين: ما هو موقع معاوية من حديث رسول (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة).

المُقدَّم: معنا الأخ ضياء من سوريا، تفضلوا.

الأخ ضياء: السلام عليكم.

 المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ ضياء: سيدنا نحن والحمد لله من الذين فتح الله قلوبهم على نور آل محمد، سيدنا أنا في مكتبتي الخاصة عندي عشرات الكتب لكم، مثلاً المذهب الذاتي في المعرفة والعرفان والشفاعة والتوبة، وكنت افضل أن تستمروا في العلوم العميقة والدقيقة والتي أشار لها قبل الأخ أبو هادي على مذهب أهل البيت وسامحهم الله هؤلاء المشاغبين الذين أتصور أنهم ألزموكم أن تناقشوا هذه الأمور الواضحة لكل المنصفين ولكل من راجع السيرة والتاريخ، سيدنا مسألة أوليات معاوية لا أعلم أنا استفيد منها مسألتين، ونستشيركم بهذا الاستنتاج، الأول وهو ما ذكرتموه دائماً وهو أنه صاحب بدع ومؤسس النهج الأموي، لكن سيدنا المسألة الخطيرة أن هناك منهجاً. هذا المنهج يبتعد يوماً بعد يوم عن سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) وأنتم أشرتم أكثر من مرة أن الانحراف في النقطة الأولى ولو بمقدار قليل مع الأيام يتجدد هذا الانحراف ويزداد، ولهذا أنا ألاحظ أن الذين يمثلون النهج الأموي على الفضائيات عندهم حالة من الاستغراب الشديد لطرح علمائنا وأتصور أن هذا ناشئ من العقلية التي تكونت عبر عشرات ومئات السنين عقلية أموية خالصة تفكر بطريقة بعيدة عما سنه رسول الله (صلى الله عليه وآله).

سؤالي عن حال الأمة الآن الذي تبتعد به عن النبي محمد بهذا النحو. هناك منهج أموي بعيد عن المنهج النبوي.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا هو الدليل القطعي لهذه الأبحاث.

المُقدَّم: معنا الأخ باقي من السعودية.

الأخ باقي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ باقي: بالنسبة لموضوع الحديث عن محدثات معاوية أنا كنت أتمنى مثلاً أن يكون ضابط البدعة التي مثلاً تعتبرونها بدعة ومحدثة بناء على أقوال علماء المسلمين أن هذه الأمور جزء منكم وقد صدر منكم مثلها أو أكثر منها، فماذا تقول في بدع الشيعة.

سماحة السيد كمال الحيدري: الأخ أبو هادي من قطر اقترح أن تكون الأبحاث في منهج أهل البيت، أنا أتصور بأنه في مبحث الاطروحة المهدوية عندما دخلنا في حديث الثقلين هذا يتعلق بصلب معارف أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، وبودي أن يتابعنا المشاهد الكريم هناك هذا أولاً، وثانياً أن هذه الأبحاث الجواب  إنما عرضتها لعدة أسباب أولاً واقعاً تعرف الأشياء بأضدادها، فإذا استطعنا أن نميز هذا النهج المنحرف وهذا النهج القائم على اساس البدع والمحدثات وهو النهج الأموي، عند ذلك نستطيع أن نعرف أن نهجنا صحيح، وثانياً كما ذكره الأخ العزيز من سوريا قال أن هناك الملايين الآن الى الآن يعشعش في أذهانهم هذا النهج، هذا هو جوابي أنه لماذا وقفت على هذه المباحث، وثالثاً سوف لن أطيل الكلام في هذا البحث الخاص بمعاوية وسنرجع إلى بحث فضائل ومناقب الإمام علي في تقييم النهج الأموي، وإنشاء الله سنقف عند قوله (أنت ولي كل مؤمن بعدي) بهذه الطريقة العلمية التي اشرنا إليها.

سماحة السيد كمال الحيدري: أما بالنسبة لسؤال الأخ باقي من السعودية، أولاً أنا لم أعبر عما فعله معاوية أنا لم أقل أنها بدعة وإنما أئمة المسلمين قالوا أنها بدعة، ثانياً أنا لم أقل عنها أنها محدثة وإنما الألباني وعلماء المسلمين قالوا أنها من المحدثات فلماذا تستغرب، هؤلاء هم علماء المسلمين وأئمة المسلمين هؤلاء هم الذين ترجعون إليهم هم يعبرون عنها أنها محدثة وأنها بدعة، أول من أحدث، أول من وضع هذه البدعة، أما فيما يتعلق بما ذكره الأخ العزيز أن الشيعة عندهم بدع، أنت لا تنظر إلى بعض الجهلة الذين يظهرون على الفضائيات ويضعون صورة هذا المعمم أو ذاك المعمم، أخي العزيز في الأعم الأغلب هؤلاء الذين يخرجون على فضائياتنا هؤلاء ليسوا من علمائنا، هؤلاء بعضهم خطباء وبعضهم ليسوا من أهل العلم، هؤلاء لا يمثلون المذهب، هؤلاء ليس عندهم علم المذهب، وأنتم تجدون الإصرار على أربعة أو خمسة من هؤلاء، إذا أردت أن تعرف العلم فعليك أن تتابع الكتب العلمية وعلمائنا الكبار في هذا المجال، عند ذلك سيتضح أن أهل الشيعة توجد عندهم بدعة أو لا توجد.

المُقدَّم: متى كان الشيعة حجة حتى أصبح يحاججنا بما نفعله، في ختام هذه الحلقة أشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما أشكر الأخوة والأخوات على المتابعة والمراسلة والمداخلة، أشكركم مشاهدينا الكرام ولنا لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.