هل أن الإمامة أصل قرآني (3)
  • عنوان المقال: هل أن الإمامة أصل قرآني (3)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 8:47:2 3-10-1403

سلسلة حلقات من برنامج - مطارحات في العقيدة - على قناة الكوثر الفضائية

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام (مشاهدي قناة الكوثر الفضائية) ورحمة الله تعالى وبركاته. احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة استمرار لما سبق عرضه في الحلقتين السابقتين: الإمامة في الرؤية القرآنية. مشاهدينا الكرام أيضاً اذكركم باننا نتحدث ان شاء الله تعالى في هذه الحلقات عن الإمامة من وجهة نظر القرآن الكريم بصورة عامة من غير ان نخصص من المقصود ومن مصاديق هذه الإمامة، إذن مشاهدينا الكرام كونوا معنا ومحاور هذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة.

احييكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام وارحب باسمكم بضيف البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.

المقدم: حياكم الله. سماحة السيد في البدء هل من خلاصة موجزة تتفضلون بتقديمها للسادة المشاهدين الكرام عما سبق عرضه في الحلقة السابقة.

آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع انا في المقدمة اقدم اعتذاري للمشاهد الكريم أيضاً لأنّه بعض الاحيان نحن نضطر لتكرار بعض الأبحاث السابقة حتى تترابط هذه الأبحاث باعتبار انه كما يرى المشاهد الكريم وهو واقف على هذه الأمور التي نذكرها والمعارف التي نشير اليها ان هذه المعارف مرتبطة مع بعضها بعض تشكل حلقات سلسلة واحدة وايضاً مترتبة بعضها على بعض، يعني الترتب كما يقولون على اقسام قد يكون هناك ترابط ولكن من غير ترتب ولكنه هنا الأبحاث مترابطة أولاً ومترتبة ثانياً يعني ان البحث اللاحق انما يأتي بعد البحث السابق والسابق انما يهيئ كمقدمة وتمهيد للوصول إلى البحث اللاحق، لذا نحن نحتاج ونضطر في بعض الاحيان ان نكرر بعض الأبحاث حتى تترابط هذه الأبحاث ويتضح الترابط والترتب المنطقي الموجود بينها هذا اولاً. وثانيا انا أيضاً اعتذر للمشاهد الكريم انه تأتينا جملة في بعض الاحيان جملة من الأسئلة ونحن لا نستطيع ان نجيب عليها في مثل هذه الحلقة لماذا؟ باعتبار انه بحث ذلك الموضوع بعد لم نبحثه قرآنياً ننتظر انه ياتي وقته المناسب لبحث تلك القضية قرآنياً وبعد ذلك ان شاء الله تعالى إذا بقي للمشاهد الكريم اي تساؤل أو اثارة أو إشكال نحاول ان نقف للاجابة على ذلك.

في البحث السابق نحن انتهينا إلى هذه النقطة وهي اننا ذكرنا ان علماء المسلمين افترقوا إلى اتجاهين أو إلى وجهتي نظر في فهم الإمامة في الاسلام، اتجاه يعتقد بأن الإمامة أساساً ليست لا من الضروريات المرتبطة لا من الأصول العقدية ولا من الضروريات المرتبطة بالامور الفرعية، ابداً، وانما تعتبر من ثواني الأبحاث من الأمور الثانوية من الأمور الجانبية ولولا العادة كما ذكر الغزالي نتذكر في الاسبوع الماضي ولولا العادة لكان الاستغناء عن هذا البحث أولى من الدخول في مثل هذا البحث، في المقابل قلنا توجد رؤية أخرى طبعاً هذه الرؤية رؤية مدرسة الصحابة، وانا من الآن فصاعداً بودي ان المشاهد الكريم يلتفت عندما أقول مدرسة الصحابة يعني المدرسة التي هي في مقابل مدرسة الإمام علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وبتعبير اوضح انها هي المدرسة التي عبّر عنها القرآن الكريم بمدرسة أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) على ما نعتقد في ذلك بهذه الآية المباركة أو مدرسة العترة كما ورد في حديث الثقلين والاحاديث المتواترة الاخرى، إذن مدرسة الصحابة هي المدرسة التي اعتقدت ان الإمامة ليست منصباً الهياً وليست مجعولة من قبل الله وليست بتلك الاهمية لا على المستوى العقدي ولا على المستوى العملي أو الفقهي أو الفرعي، في مقابل ذلك كما اشرنا في الحلقة السابقة قلنا اتجاه مدرسة أهل البيت آمنت بأن الإمامة أصل من الأصول وركن من الأركان العقائدية والايمانية التي وقف عندها القرآن الكريم وبينتها النصوص المتواترة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، على هذا الأساس نحن سندخل وطبعاً قلنا تترتب على ذلك مجموعة من الآثار والنتائج المهمة سواء ما يتعلق بشرائطها بموانعها بأنها منصوصة غير منصوصة دائمة غير دائمة إلى آخر الأبحاث والتي نحاول ان شاء الله تعالى ان نتوفر عليها بالابحاث اللاحقة.

المقدم: احسنتم، طيب هنا سماحة السيد قد يسأل المشاهد الكريم يقول: هل من مثال يقدمه لنا سماحة السيد يبين هذه الآثار وهذه النتائج المترتبة على ما تمت الإشارة اليه.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. ارجع واقول انا بودي ان المشاهدي الكريم يلتفت إلى المراكز أو الانطلاقات التي تنطلق منها مدرسة أهل البيت والانطلاق أو المحور أو المركز الذي تنطلق منه مدرسة الصحابة في فهم الإمامة. مدرسة الصحابة عندما نراجع إلى كلماتهم نجد بأن مدرسة الصحابة انطلقت من هذا المنطلق، آمنت بأن الإمامة ليس لها دور إلا الشأن السياسي والاداري في الامة، يعني قالت ان الإمامة لم توضع لها ادوار ومسؤوليات إلا هذه الادوار، إلا ما نجده الآن في مجتمعاتنا التي تقوم على أسس الدولة الحديثة وهو انه يحتاج إلى رئيس دولة ويحتاج إلى قائد حتى ينظم شؤون الناس الادارية الاجتماعية الاقتصادية الحربية ونحو ذلك، انطلقوا ان الإمامة طبعاً من غير ان يقيموا الدليل على ذلك، وسأبين وهذا واقعاً من اخطر ما نجده في تأريخ علم الكلام الإسلامي وهو انهم انطلقوا من هذه الرؤية من الواقع الذي كان تعيشه الخلافة الإسلامية .

المقدم: يعني حملوا الإسلام على الواقع.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، سأبين هذه الحقيقة بشكل واضح ويوجد تصريح من كبار علماء المسلمين، لم ينطلقوا من الرؤية القرآنية يعني لم يقولوا نحن نقول هذا لان الآية قالت كذا، قالوا نحن نقول هذا لان الخليفة الأول فعل كذا، نقول ذلك لان الخليفة الثاني فعل كذا، الانطلاقة كانت انطلاقة من الواقع الذي ساد بعد ذهاب الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولذا نجد انهم عندما جاؤوا إلى هذا الواقع وجدوا ان هذا الواقع ليس له دور للقائد أو للخليفة أو للإمام أو لامير المؤمنين باصطلاح، هذه ليس لها دور إلا مسألة القيادة السياسية في الامة وادارة شؤونها على مختلف الاصعدة السياسية والادارية والاقتصادية والحربية ونحو ذلك، وابين الآن في مقابل هذه الانطلاقة وهذا المركز للبحث عند مدرسة الصحابة ان مدرسة أهل البيت من أين انطلقت في مدرسة الإمامة وفي فهم الإمامة. الدليل الذي بودي ان اقيمه على هذا المعنى في الواقع بانه الكلمات التي نرجع إليها، نحن عندما نرجع إلى كلمات الاعلام نجد انه من حيث الشرائط ومن حيث الموانع ومن حيث المسؤوليات أحاول ان اقف على جملة من كلمات الباقلاني والبغدادي وابن حزم والتفتازاني، قد يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم تكفي كلمة واحدة الجواب كلا، اريد ان أقول بانه هذا هو السياق العام لفكر مدرسة الصحابة.

المقدم: تسالموا على هذا الامر.

آية الله السيد كمال الحيدري: الآن لا اريد ان أقول تسالموا واقعاً لأنّه لا يوجد اجماعات في مثل هذا،ولكني اريد ان أقول انه هذا هو السياق العام هذا هو الاطار العام واحاول ان اذكر مجموعة من كلمات العلماء المختلفين في الاتجاهات الكلامية والفقهية، يعني لا أحاول ان اذكر ثلاث أو اربعة اشخاص من مدرسة كلامية واحدة، أو مدرسة فقهية واحدة وانما من مدارس متعددة كلامية وفقهية حتى يتضح بأن هذا هو السياق العام لمدرسة الصحابة. إذا جئنا إلى كلماتهم فيما يتعلق بفهم الإمامة وشرائطها ومحور انطلاقها، انظروا ماذا يقول هؤلاء في كلماتهم، يعني في شرائطها، مثلاً الباقلاني في التمهيد طبعاً انا ما اذكر رقم الصفحة وكذا باعتبار انه تعلمون ان الطبعات مختلفة والمشاهد الكريم فقط يكفيني ان اشير إليه إلى المصدر حتى يرجع إلى الطبعة التي موجودة بيده، يقول: يشترط في الإمام، وعندما يقول الإمام ليس هذا إمام الجماعة ولا مراده إمام الحرب وانما الحاكم السياسي، يعني الخليفة الذي يحكم باسم القرآن وباسم رسول الله وباسم الله (سبحانه وتعالى). يقول: 1- ان يكون قرشيا من صميم. 2- وان يكون في العلم بمنزلة من يصلح ان يكون قاضياً من قضاة المسلمين، إذاً على مستوى العلم يكون له علم متعارف كأي قاض من قضاة المسلمين انظروا الانطلاقة، وان يكون ذا بصيرة بأمر الحرب، وتدبير الجيوش والسرايا وسد الثغور وحماية البيضة (بيضة الاسلام) وحفظ الامة والانتقام من ظالمها والاخذ لمظلومها. انظروا الانطلاقة، إذن الإمامة تتلخص كل ادوارها شرائطها موانعها أين ؟ بهذه الأمور التي ذكرها، هذا يقوله الباقلاني المتوفى سنة (403 هـ). وقال عبد القاهر البغدادي: اصحابنا ان الذي يصلح، إذن العبارة يعني ليس نظر شخص معيّن وانما هو اتجاه، قال اصحابنا ان الذي يصلح للإمامة ينبغي ان يكون فيه أربعة اوصاف:

الوصف الأول: العلم، واقل ما يكفيه منه ان يبلغ فيه مبلغ المجتهدين في الحلال والحرام وفي سائر الاحكام.

الثاني: العدالة والورع، واقل ما يجب له من هذه الخصلة ان يكون ممن يجوز قبول شهادته تحملاً واداءً، هذا القدر، الذي يريد ان يدير الامة الإسلامية بكل ما فيها من مغريات وبكل ما فيها من اشكاليات وبكل ما فيها من امور قد ينزلق الحاكم والخليفة والإمام فيها لا يحتاج إلا إلى درجة متوسطة بل دانية.

المقدم: يعني الشاهد والإمام درجتهما واحدة.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، انتم انظروا يقول ممن يجوز قبول شهادته تحملاً واداءً.

والثالث: الاهتداء إلى وجوه السياسة وحسن التدبير وان يعرف مراتب الناس ويحفظهم عليها ولا يستعين على الأعمال الكبار بالعمال الصغار ويكون عارفاً بتدبير الحق. ابن حزم أيضاً يقول: ان يكون صلبه من قريش ان يكون بالغاً مميزاً، ان يكون رجلاً، ان يكون مسلماً، ان يكون متقدما، ان يكون عالماً بما يلزمه من فرائض الدين، ان يكون متقياً بالجلمة، التفتوا جيداً، عجيب ابن حزم ماذا يقول؟ يقول: غير معلن الفساد في الارض، يعني إذا كان على السر لا توجد مشكلة لكن لا تكون حالة الحاكم وعلى هذا الأساس انتم تجدون الآن في مجتمعاتنا الإسلامية انه حتى الإنسان الظالم الحاكم الظالم إذا لم يكن متجاهراً بالفسق والظلم يجعلونه من اولي الأمر في قوله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ) على أساس هذه المباني هذه النظرية التي تجعل الإنسان الإمامة والخلافة والحكومة فلتقع بايدي من يشاء ان لا يكون فلان. التفتازاني أيضاً نفس هذا الكلام يقوله ولا اطيل، هذا على مستوى الشرائط التي لابد من توفرها في الإمام، التفتوا بماذا تنعقد الإمامة يعني هل هي تحتاج إلى ان يحصل عليها اجماع من الامة، هل تحتاج إلى أهل الحل والعقد، طبعاً وكأنه لا يوجد اي بحث ان الإمامة قد تكون من شرائطها ان تكون منصوصة من قبل الله (سبحانه وتعالى) لا كأنه من المفروض عنه ان الإمامة لا تحتاج إلى نص، فلهذا دخلوا في بحث وهو انه بماذا تنعقد، تنعقد بالاجماع تحتاج إلى الاجماع، قالوا لا تحتاج، تحتاج إلى ان يجتمع عليها أهل الحل والعقد، قالوا إذا كان زين واذا لم يكن لا توجد مشكلة، قالوا إذن بماذا تنعقد؟ قالوا تنعقد بشخص واحد، يعني شخص يمد يده إلى شخص آخر يقول ابايعك على ان تكون خليفة فتنعقد ان يكون خليفة.

المقدم: إذن لا فرق بينه وبين إمام الصلاة.

آية الله السيد كمال الحيدري: التفتوا جيداً، ما الدليل على ذلك؟ قالوا كما فعل الخليفة الثاني بالنسبة إلى الخليفة الاول، هذا الدليل وهو انه مد يده إلى الأول قال مد يدك لابايعك فبايعه ثم سكت الناس، هذا السكوت بالنسبة اليهم حجة وانا لا اعلم متى كان السكوت دليل الرضا، نعم نحن عندنا في باب النكاح لاعتبارات معينة ان البنت في شرائط معينة إذا لم تصرح، فيظهر انهم لعلهم استندوا إلى ذلك الأصل لهذا الاصل، على اي الأحول اما بمن تنعقد، بودي واقعاً ان المشاهد الكريم جيداً يلتفت إلى ما اقوله رجائي في هذه القضية، الاسفرائيني المتوفى سنة (406هـ) يقول: (عجيب هذه الجملة ولكنه اقولها ولا اعلق واقعاً عليها) وتنعقد الإمامة بالقهر والاستيلاء ولو كان فاسقاً أو جاهلاً. الآن لا اريد ان ادخل في التعليق على هذه المقولة لأنّه لعل هذا قد يقال انه رأي شاذ، اما الماوردي تعلمون الماوردي في الاحكام السلطانية من اعلام الفقه السياسي، يقول: اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم على مذاهب شتى فقالت طائفة لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد من كل بلد، ليكون الرضا به عاماً والتسليم لإمامته اجماعاً وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر على الخلافة باختيار من حضرها، ما دليلك على ان هذا الرأي باطل، لأنّه الذين بايعوا الخليفة الأول لم يكونوا لا اجماعاً ولا أهل الحل والعقد وهذا تصريح الماوردي، انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت هذا تصريح الماوردي يقول: لم تكن لا اجماعاً من الامة ولا اجماعاً من أهل الحل والعقد، وانما انعقدت بمن حضرها، التفتوا بعد ذلك ماذا يقول، يقول: ولم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها ابدا، وقالت طائفة أخرى اقل ما تنعقد به منهم الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقدها احدهم برضا الاربعة استدلالاً بأمرين، غريب جداً استدلالاً بامرين وكأنما يقول استدلالاً بآيتين أو استدلالاً بروايتين ما هما الامران، استدلالا بأمرين احدهما ان بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها. في الواقع عندما نراجع كلمات اعلام المسلمين وباختلاف اتجاهاتهم الكلامية والفقهية نجد انه في مسألة انعقاد الإمامة يصلون إلى نتائج خطيرة جداً، ينتهون إلى ان الإمامة وهي إمامة المسلمين جميعاً لا تحتاج لا إلى اجماع الامة ولا تحتاج إلى أهل الحل والعقد في الامة بل يمكن ان تنعقد بشخص أو شخصين أو ثلاث ولعله اقصاه يحتاج إلى اربعة اشخاص واستدلوا لذلك قالوا لدليلين، لم يستدلوا بالقرآن، ولا بالسنّة النبوية وانما استدلوا بفعل بعض الصحابة، وهذه نظرية الصحابة، نظرية الصحابة وان كانت من الناحية النظرية لا تعتقد بعصمة الصحابة وانما تقول بعدالة الصحابة، ولكن من الناحية العملية تجعل اقوالهم وافعالهم وسلوكهم وتدبيراتهم تجعلها على حد حجية ماذا، سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذا الذي قلناه، وان لم يقبلوا من جهة لم يقبلوا عصمة علي وأهل بيته ولكن استبدلوا عصمة أهل البيت بعصمة الصحابة، عملياً قد يقول قائل لا يوجد يصرحون، أقول نعم، لكن انظروا يقول استدلالاً بأمرين الأمر الأول بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها، الدليل الثاني ان عمر جعل الشورى في ستة ليعقد لاحدهم برضى الخمسة، إذن ما فعله الأول هو الحجة، ما فعله الثاني هو الحجة، يقول وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل البصرة، بل التفتوا جيداً، هذا الكلام كله للماوردي في الاحكام السلطانية، وقال آخرون من علماء الكوفة تنعقد بثلاثة يتولاها احدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين. هذه نظرية الإمامة عند مدرسة الصحابة، كما يصح، التفتوا التمثيل والدليل، كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين ، يعني جعلوا أهمية حكومة المسلمين وإمامة المسلمين ومصير امة بكاملها على مستوى أهمية زواج بنت التي تحتاج إلى ولي وشاهدين. وقالت طائفة، انظروا إلى هذه الطائفة الثالثة واقعاً والامر عجيب وقال طائفة تنعقد بواحدة لا تحتاج، يعني اقل من موضوع الزواج عند البنات، بأي دليل، التفتوا الدليل، لان العباس قال لعلي امدد يدك ابايعك فيقول الناس عم رسول الله بايع ابن عمه فلا يختلف عليك اثنان إلى آخره، وانظر أيضاً يعني فعل صحابي من الصحابة، أيضاً الدليل ما هو، فعل العباس، هذا ما يقوله الماوردي. إمام الحرمين الجويني قال: اعلموا انه لا يشترط في عقد الإمامة الاجماع بل تنعقد الإمامة وان لم تجمع الامة على عقدها، شيء غريب يعني، ولذا انتم تجدون بانه الآن في أكثر البلاد الإسلامية بأي طريق وصل إلى السلطة يقولون هو الإمام ومفترض الطاعة، ولي امر، والدليل عليه ان الإمامة لما عقدت انظروا الدليل، ان الإمامة لما عقدت لابي بكر ابتدر لامضاء احكام المسلمين ولم يتأن لانتشار الاخبار إلى من نأى من الصحابة في الاقطار، بمجرد انه عقدت الإمامة للاول يقول بدأ يزاول عمله كحاكم ولا ينتظر ان الآخرين ان المسلمين ان علماء المسلمين ان أهل احل والعقد من المسلمين الذين لم يحضروا البيعة انهم وافقوا عليها ام لم يوافقوا عليها، إذن القضية انا اريد ان ابين هذه الحقيقة، لو سألنا جميعاً هؤلاء لما انتم تنظرون للإمامة بهذه الطريقة، يعني لماذا تقولون ان الإمامة تنعقد؟. لأنّه ان لم يقولوا ذلك لما امكنهم ان يصححوا خلافة الأول والثاني، وهكذا، واهم شرعية الأول والثاني فإذا ما استطاعوا ان يصححوا هذه الخلافة إذن الباقي أيضاً تسقط من الاعتبار، إذن هم ينطلقون (هذا الذي قلته في اول البحث) من واقع تأريخي حصل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من واقع سياسي حصل بعد رسول الله ليجعلوه هي السنّة التي لابد ان تتبع، ولذا انا قلت ان هؤلاء لا اقبل بان نصطلح بأهل السنّة والجماعة لماذا؟ إذن هم من؟ هم واقعاً نظرية الصحابة مدرسة الصحابة، يقول: ولم ينكر عليه فإذا لم يشترط الاجماع في عقد الإمامة (يقول الجويني) لم يثبت عدد معدود ولا حد محدود فالوجه الحكم بأن الإمامة تنعقد بعقد واحد من أهل الحل والعقد، هذه نظرية مدرسة الصحابة في هذا المجال. هذه من اهم نتائج ومعطيات الرؤية الأولى التي اشرنا اليها.

المقدم: مع ان سماحة السيد معنى الإمام في اللغة المأموم الذي يقصده الناس.

آية الله السيد كمال الحيدري: لا اريد ان ادخل لا البحث اللغوي ولا البحث القرآني فقط اريد ان اقرر الواقع التأريخي الذي حدث، هذه الرؤية الاولى، إذن الرؤية الأولى التفتوا جيداً وهي رؤية مدرسة الصحابة نظرية مدرسة الصحابة في الإمامة اوصلت الإمامة إلى مستوى لا تتجاوز اهميتها كشاهد، لا تتجاوز اهميتها كبنت تريد ان تتزوج وتحتاج إلى ولي والى شاهدين تنعقد بكذا، في شرائطها قالوا يكفي فيها ان يكون العلم المتعارف والعدالة التي تكفي في ادنى الشهود، من حيث الانعقاد هذه شرائطها، هذه الرؤية في المقابل تعالوا إلى الرؤية الثانية وهي نظرية مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الآن أقول للمشاهد الكريم لابد ان يلتفت إلى هذه الحقيقة اتكلم على مستوى ان صح التعبير على مستوى النظرية، لاني لحد الآن لم ادخل في الدليل لأنّه قد يقول قائل سيدنا أنت قد تطرح النظرية الثانية ما هو دليلها؟ أقول سيأتي انتظر ولكن الآن اريد ان اقرر محل النزاع اريد ان اقرر منشأ الاختلاف اريد ان اقرر هذا الاتجاه وهو اتجاه نظرية الصحابة من أين بدأ ونظرية أئمة أهل البيت أو مدرسة أهل البيت من أين بدأت في الإمامة، تعالوا معنا إلى مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لنرى انهم عندما بدأوا الإمامة كيف بدأوا الإمامة ومن أي منطلق. انا اكتفي بنصين نص عن الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) والنصوص في ذلك بالعشرات بل بالمئات والمضمون متواتر كما يقال انه تواتر معنوي. قال الإمام الرضا، هذه النصوص انقلها عن الإمام الرضا، يقول: هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم، منطلق آخر، انتم أساساً هذه الإمامة مقام آخر هو أين عرفتم قدر الإمامة حتى تجوز فيها اختياركم حتى تقولوا تنعقد بماذا؟ لا تنعقد باجماع الامة فضلاً عن انعقادها بشخص واحد. قال ان الإمامة (بودي ان المشاهد الكريم كلمة كلمة لأنّه لا استطيع ان اعلق) اجل قدراً واعظم شأناً واعلى مكاناً وامنع جانباً وابعد غوراً من ان يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماماً باختيارهم، الإمامة شيء آخر، إذن تبين انه رؤية أخرى ينطلق منها الإمام الرضا (سلام الله عليه) في الإمامة، وهنا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت ومع الاسف الشديد انه كثير من كتب الكلام عندنا وكثير من كتب الفرق التي كتبت في الفرق الإسلامية والمذاهب وكثير من المتحدثين وكثير من المعاصرين من الاتجاهين يأتي إلى الفضائية يأتي إلى بحث الإمامة ولا يحرر محل التزاع ونقطة الانطلاق، يفترض كأن نقطة الانطلاق واحدة ثم يبحثون ما هي شرائطها، ذاك يقول لا يشترط فيها العصمة، مدرسة أهل البيت يقولون يشترط فيها العصمة، اولئك يقولون لا يشترط فيها النص نحن نقول يشترط فيها النص، هم يقولون لا يشترط فيها العلم الخاص الاعلائي نحن نقول يشترط، ولكنه أنت عندما تنظر إليه ذاك يتكلم عن إمامة ونحن نتكلم عن إمامة أخرى أساساً لا علاقة لها، هم يتكلمون عن الإمامة التي عينت خصوصياتها وشرائطها وموانعها ومسؤولياتها الوضع التأريخي الذي حدث بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونحن نتحدث عن الإمامة التي جعلها القرآن، انا الآن لا اتكلم عن إمامة علي ولذا تجدون الإمام الرضا (سلام الله عليه) عندما يشير إلى هذه المقامات لا يقول انظروا إلى إمامتنا ابداً، انظروا كيف يسلسل البحث، يتكلم عن إمامة الابراهيم هذه النقطة الاساسية، يقول اطمئنوا ان الإمامة اجل وامنع وكيف يمكن يقول ان الإمامة خص الله (عز وجل) بها ابراهيم الخليل بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، هذه مرتبة، هذا الذي نريد ان نقف عنده، هل الإمامة هي النبوة؟ الجواب كلا، هي الرسالة؟ الجواب كلا، هي من لوازم النبوة والرسالة؟ الجواب كلا، بأي دليل؟ بدليل مرتبة ثالثة وراء النبوة ووراء الرسالة.

المقدم: وكثير من الانبياء لم يوصفوا بانهم ائمة.

آية الله السيد كمال الحيدري: نعم والإمامة انتم تجدون بانها كإمامة كنص قرآني بدأت بابراهيم واستمرت في ذريته عندما قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) انا الآن لا اريد ان ادخل في التفاصيل، انظروا كلمات الإمام الرضا، بعد ذلك يقول الإمام: ان الإمامة هي منزلة الانبياء، الآن انظروا بينكم وبين الله الإمامة التي يعرفها الماوردي والباقلاني والجويني وكذا هي منزلة على مستوى شاهد.

المقدم: اقل من موضوع عقد النكاح.

آية الله السيد كمال الحيدري: انظروا الرؤية انظروا المنهج، انظروا السياق الذي ينطلق منه الإمام الرضا (سلام الله عليه) لبحث الإمامة يقول: ان الإمامة هي منزلة الانبياء وإرث الاوصياء، ان الإمامة خلافة الله، (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً)، بينكم وبين الله تعطى لان لا يكون معلناً للفساد في الظاهر وان كان يفعل ما يريد في الباطن!

المقدم: هذا خليفة الشيطان وليس خليفة الله.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنت، التفتوا ان الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول ان الإمامة زمام الدين ان الإمامة صلاح الدين وعز المؤمنين، ان الإمامة اس الاسلام، أساس الإسلام الإمامة.

المقدم: والاسلام لا يبنى على هذا البناء الواهي.

آية الله السيد كمال الحيدري: وإلا لانهار، إذا كان اساسه كما يقول انه يكفي به علم ادنى الناس أو اوسط الناس ويكفي به عدالة وورع الشاهد تقبل شهادته، على هذا المستوى تعاملوا معها. بعد ماذا يقول، إذن يابن رسول الله، انظروا النتائج، هناك انتهى إلى انه يحتاج إلى علم عادي والى ورع عادي ولكن هذه الرؤية لما انطلقت انها ارث منزلة الانبياء قال الإمام المطهر من الذنوب والمبرء من العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم، نظام الدين، عز المسلمين، الإمام واحد دهره، هذا هو الإمام.

المقدم: لا نظير له.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، لا يدانيه احد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، علمه علم لدني الهي لا علم كسبي قابل للصحة والخطأ وهذا ما اوضحته مفصلاً في كتاب علم الإمام، قلت أساساً علم الإمام ليس علم اكتسابي من هذه الطرق المتعارفة بل اختصاص (هذا العلم) من المفضل الوهاب، هذا وهب الهي هذه هبة الهية (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) كما قال في ذلك العبد الصالح.

المقدم: وإلا لما كان حجة لله على الناس.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم لماذا صار إماماً، إذا لم يكن بهذا المستوى واقعاً لماذا هو الإمام انا المأموم انا ومعه متساوون لماذا هو حجة الله علي، وقوله حجة علي، مع انه انا اساويه أو لعلي بعض الاحيان انا اعلم ماذا لأنهم لم يشترطوا فيه ان يكون اعلم الناس، التفتوا إلى النتائج الخطيرة.

المقدم: المفضول مع وجود الفاضل.

آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم التزموا بهذه المباني كما تعلمون. الرواية طويلة جداً ولكن مهمة جداً قال: وان العبد إذا اختاره الله (عز وجل) لامور عباده (يعني جعله إماما في الامة) شرح صدره لذلك واودع قلبه ينابيع الحكمة والهمه العلم الهاماً فلم يعي بعده بجواب ولا يحيد فيه عن الصواب (ليس مجتهد قد يصيب وقد ماذا، التفتوا إلى شرائط الإمامة في هذه الرؤية الثانية وهي في مدرسة أهل البيت) فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن من الخطايا والزلل والعثار يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، عند ذلك يستحق هذا المقام ولذا تجدون ان القرآن الكريم قال (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) عند ذلك استحق ذلك قال (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، ليس جزافاً يستطيع ان يصل إلى هذا المقام، (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) هذا كلام الإمام الرضا.

المقدم: يعني هل الذي يبتليه الله (سبحانه وتعالى) كالذي يبتليه شخص واحد ويرشحوه للإمامة يقول أنت صرت إماماً!

آية الله السيد كمال الحيدري: أساساً هل يوجد مقايسة بين الرؤيتين، ولذا انتم تجدون انه انا بدأت البحث قلت أساساً الإمامة في الرؤية القرآنية لأوضح للمشاهد الكريم يا اخواني انه بينكم وبين الله انا الآن لا اريد ان استبق الأبحاث انظروا إلى ما تقوله مدرسة أهل البيت في الإمامة وحقيقتها وشرائطها وموانعها ومسؤولياتها وادوارها وانظروا إلى ما يقوله الآخرون ثم اعرضوا ذلك على كتاب الله، لا مقايسة بينهما، بينكم وبين الله، هذه الإمامة التي يطرحها الباقلاني والجويني والبغدادي والماوردي والتفتازاني انظروا لقضية سهلة كما تفضلتم مراراً انه أساساً على مستوى أهمية عقد زواج امرأة بنت على مستوى قضية شاهد تحملاً واداءً، بل أكثر من ذلك حتى ليس على هذا المستوى لأنّه يشترط ان لا يكون فقط معلناً للفساد والفسق وان كان فاسقاً في الباطن، علامَ ان القرآن يقسمهم إلى أئمة العدل وأئمة الحق وأئمة الجور والظلم ويقول (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وفي المقابل وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَدْعُونَ إلى النَّارِ) إذا كان الأمر كذلك فما الفرق بين الأول والثاني. اما الإمام الصادق فماذا يعرّف الإمامة وما هي شرائطها قال: فالإمام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى والقائم المرتجى اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه في عالم الميثاق، وفي البرية حين برأه يعني في عالمنا ظلاً قبل خلق، نسمة عن يمين عرشه محبواً بالحكمة في علم الغيب عنده اختاره بعلمه وانتجبه لطهره، بقية من آدم وخيرة من ذرية نوح ومصطفى من آل ابراهيم وسلالة من إسماعيل وصفوة من عترة محمد لم يزل مَرْعِيّاً بعين الله يحفظه وَيَكْلَؤُهُ بستْره، مطروداً عنه حبائل ابليس وجنوده، مدفوعاً عنه وقوب الغواسق - إلى ان يقول-: مصروفاً عنه قوارف السوء مبرأ من العاهات محجوباً عن الآفات، معصوماً من الزلات، مصوناً عن الفواحش كلها معروفاً بالحلم والبر، منسوباً إلى العفاف والعلم والفضل مسنداً إليه امر والده، صامتاً عن المنطق في حياته. إذن واقعاً إذا سألنا سائل ما الاختلاف بين هاتين المدرستين، اختلاف جوهري، واقعاً اجد بعض المتكلمين هنا وهناك عندما يقول نعم اتفقت كلمة المسلمين على الأصول والامور العقائدية والايمانية ولا يوجد هناك اي خلاف،نعم توجد بعض الخلافات الفقهية، يعني انا أحملها على الصحة فقط احملها على ان هؤلاء واقعاً لم يقرأوا علم الكلام، ولم يقرأوا مفاهيم الإمامة عند مدرسة أهل البيت، ولم يعرفوا حقيقة الإمامة، ولم يعرفوا شرائطها، ولم يعرفوا موانعها، ولم يقفوا على الادوار الموكلة اليها والمسؤوليات التي القيت على عاتقها حتى يقولوا هذا الكلام، وإلا بربك ايوجد عاقل يمكنه ان يقول هذه الكلمة، لا مقايسة بين الرؤيتين، لا مقايسة بين الاتجاهين، نعم كما ذكرت مراراً نحترم الرأي الآخر لا مشكلة بهذا، هم اعتقدوا بهذا هم احرار ولكنه في الواقع لا ينبغي ان يقال بانه في الأصول الإيمانية وفي الأركان العقدية وفي المسائل الكلامية الأساسية نحن لا يوجد بيننا خلاف، لا، توجد خلافات اساسية، وجوهرية، طبعاً إذا كانت في الإمامة هذه الخلافات فما بالك في النبوة، إذا كانت في الإمامة والنبوة توجد مثل هذا الافتراق في المنهج والرؤية وفهم الحقائق فما بالك في التوحيد، ولذا نحن في كتابنا (التوحيد) في مجلدين بينا هذا المعنى قلنا اخواني الاعزاء التوحيد الذي يطرحه علي وأهل بيته كله استنباطاً من ماذا؟ (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ) استنباطاً من القرآن، لان هؤلاء رؤيتهم رؤية اخذت من القرآن كما تجد الآن بينك وبين الله في جملة واحدة حتى لا اطيل على المشاهد الكريم في هذه القضية، فلينظر انه هذه الرؤية التي نحن طرحناها من كلمات الإمام الرضا والإمام الصادق فليطرحها على القرآن ثم فلينظر الرؤية الأخرى ثم يعرضها على القرآن ليرى انا لا اريد ان أقول ايهما مطابقة ليرى ايهما اقرب إلى المنهج القرآني والى الرؤية القرآنية.

المقدم: احسنتم، الجواب واضح، احسنتم سماحة السيد. اعزاءنا المشاهدين نستقبل اتصالاتكم وما لديكم من مساهمات. سماحة السيد معنا اول اتصال من الأخ حسن من المغرب تفضلوا اخ حسن.

المتصل الأخ حسن من المغرب: السلام عليكم.

المقدم/ سماحة السيد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ حسن من المغرب: سيدنا إذا اردنا ان نطرح إمامة أهل البيت على القرآن الكريم من خلال الآية الشريفة (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) من هم الذين أولى بالإمامة، الغير الظالمين، في سورة الانعام نقرأ (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ إلى قوله تعالى ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)، هل هذه الصفوة من ذرية ابراهيم (عليه السلام) هي الاحق بالإمامة.

المقدم: حياكم الله، شكراً لكم، شكراً للاخ حسن من المغرب وصلت الفكرة، معنا الأخ عبد الحسين من العراق تفضلوا.

المتصل الأخ عبد الحسين من العراق: السلام عليكم مولاي؟

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله.

المتصل الأخ عبد الحسين من العراق: انا من الكوفة المقدسة مولاي.

آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً بكم.

المتصل الأخ عبد الحسين من العراق: سيدنا نحن نشكرك على هذه البرامج القيّمة...

المقدم: الظاهر ان الاتصال قد قطع بامكانه ان يعاود الاتصال. إذا لم يكن لدينا اتصال أيضاً اطرح على سماحتكم سيدنا الكريم من احد الاخوة المشاهدين يقول: قال سماحة السيد في الحلقة الماضية ان العصمة لا تشترط في الوقت الحاضر بالائمة أو للائمة كأنه يقصد، هل يقصد سماحة السيد هنا بالائمة الولي الفقيه نرجو ايضاح ذلك؟

آية الله السيد كمال الحيدري: انا بالواقع صرحت بهذا المعنى قلت انه إمامة المسلمين بما هي إمامة المسلمين لا يشترط فيها العصمة، وقلت الدليل على ذلك إمامة المسلمين، والدليل على ذلك انه نحن الآن في عصر الغيبة توجد عندنا إمامة للمسلمين ولكنها معصومة أو غير معصومة؟ غير معصومة، إذن الإمامة في المسلمين لا يشترط فيها العصمة، والبحث انها مسألة كلامية أو مسألة فقهية بحث آخر، انا قلت بانه أساساً إذا كان المعصوم موجوداً فلا تصل النوبة إلى غير المعصوم، بشرطين أولاً وجود المعصوم وثانيا ظهور المعصوم، ولكن حيث في زماننا ان الإمام المعصوم موجود ولكنه ظاهر أو غير ظاهر؟ غائب عن الاستار فلهذا اوكلت القضية إلى المراجع والفقهاء وولاة الأمر ضمن الشرائط.

المقدم: احسنتم سماحة السيد، معنا الأخ ابو زينب من العراق، تفضلوا.

المتصل الأخ ابو زينب من العراق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الأخ ابو زينب من العراق: عندي سؤالان السؤال الأول يتعلق بقضية علم الإمام (سلام الله عليه) بمعنى ان علم الإمام بماذا يقصد هذا اولاً، وثانياً قضية الهداية التكوينية (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) قضية الهداية التكوينية يا ليت توضحوها لنا يعني ما المقصود بالهداية التكوينية، وتحياتنا لكم.

المقدم: إذننبدأ باسئلة الأخ حسن من المغرب سماحة السيد.

آية الله السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بسؤال الأخ من المغرب نعم ان شاء الله تعالى قلت انا في مقدمة الأبحاث سوف لن استبق الأبحاث باعتبار انه ستأتي، الظلم الذي ما هو الظلم الذي هل انه يشترط ان لا يكون ظالماً حين الإمامة أو يشترط ان لا يتلبس بأي ظلم ولو آناً ما في حياته، اي منهما، هذا خلاف كلامي وسيأتي بحثه ان شاء الله ان المستفاد من الآية المباركة من سورة البقرة هل نفي الظلم حين الإمامة يعني ان يكون عادلاً فقط حين الإمامة وإن كان قبل ذلك ظالماً وثم تاب وصار عادلاً أو لا، يشترط في الإمامة القرآنية ان لا يتلبس ولو بآنٍ ما بظلم في حياته وهذا بحثه سيأتي.

المقدم: ان شاء الله. الظاهر انتهى الوقت سماحة الشيخ.

آية الله السيد كمال الحيدري: طيب إذن انا اعد جناب الأخ ابو زينب في الحلقة القادمة اجيب على كلا السؤالين.

المقدم: ان شاء الله، إذن الأخ حسن من المغرب والاخ عبد حسين من العراق نشكركم فقط على هذه البرامج، بالنسبة للاخ أيضاً أبي زينب من العراق في الحلقة القادمة سيأتيكم الجواب ان شاء الله. مشاهدينا الكرام اشكركم شكراً جزيلاً واشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، اشكركم سماحة السيد مرة أخرى حياكم الله، والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.